من جريدة
السياسة
الكويتية:
مقابلة جريئة
وشاملة
وتثقيفية مع المرجع
الشيعي
اللبناني
العلامة
السيد علي
الأمين
السياسة
في 26 /10/2012
بيروت
- صبحي الدبيسي
من
عناوين
المقابلة
*اغتبال
الحسن سيزيد
من مشكلات
لبنان
*بشار
الأسد يريد أن
يحكم أرضاً...
بلا شعب
*الشعب
السوري لديه
حس وطني وليس
هناك مقومات
لوجود حالات
تقسيم
*لا
نهاية قريبة
للأحداث التي
تجري في سورية
*إيران
أصبحت لاعباً
مؤثراً في
المنطقة وتحالفها
مع النظام
السوري تحالف
مصالح
*دخول
"حزب الله" في
القتال إلى
جانب النظام السوري
سيشعل
المنطقة
بالعداوات
الدينية
والمذهبية
*حزب
الله" ماضٍ
ببناء قوته
العسكرية
بمعزل عن
الدولة
اللبنانية
ومؤسساتها
*نرفض
التدخل في ما
يجري من أحداث
داخل سورية, سواء
من "حزب الله"
أو من غيره
*طائرة
أيوب أدخلت
عنصراً
جديداً على
قوة حزب لله
لكنها لن تغير
معادلة القوة
القائمة بين العرب
وإسرائيل
*حزب
الله" أعلن
منذ فترة
طويلة, أن
إيران إذا تعرضت
لأي اعتداء
فلن يقف على
الحياد
*الصوت
الشيعي
المعتدل
موجود منذ
سنوات وأن
كثيرين من
الشيعة
أصبحوا
يدركون مخاطر
سياسة الثنائي
(حزب الله
وحركة أمل)
*ارفض
مبدأ تطبيق
القانون
بالتراضي
لأنه إنقاذ
لقوى الأمر
الواقع
*لا
تواصل بيني وبين
إيران منذ
الثمانينات
كما لا توجد
علاقات مع
المرجعيات
الشيعية في
النجف الأشرف
المؤيدة
للسياسة
الإيرانية.
*الحوار
إذا بقي على
هذه الوتيرة
والمنوال لا يوجد
منه فائدة سوى
أنه قد يخفف
شيئاً من الاحتقان,
لكن من دون أن
تتغير
النتائج على
الأرض
أكد
المرجع
الشيعي
العلامة
السيد علي
الأمين أن
جريمة اغتيال
اللواء وسام
الحسن ورفيقه ستزيد
من مشكلات
لبنان وتدخله
في المزيد من
الأزمات,
مشيراً إلى أن
لا نهاية
قريبة للأحداث
التي تجري في
سورية, وما
يقوم به
النظام
السوري حالة
من حالات
الاستماتة من
أجل البقاء. وأن لا
وجود لحالات
تقسيم في
سورية لأن
الشعب السوري
لديه حس وطني
كبير.
الأمين
في حوار أجرته
"السياسة"
معه رأى أن
إيران أصبحت
لاعباً
مؤثراً في
المنطقة, وأن
تحالفها مع
النظام
السوري هو
تحالف مصالح
وليس من خلال ارتباط
ديني أو
مذهبي. واعتبر
في حال دخول
"حزب الله" في
القتال إلى
جانب النظام
في سورية
سيشعل
المنطقة
بالعداوات
الدينية والمذهبية,
رافضاً أن
تكون الطائفة
الشيعية جزءاً
من الصراع
الجاري في
سورية. وسأل
لماذا لا تكون
الهدنة التي
اقترحها
الإبراهيمي
لوقف القتال
طوال شهر ذي
الحجة بدلاً
من ثلاثة أيام،
لافتاً الى
بأن "حزب
الله" ماضٍ
ببناء قوته
العسكرية بمعزل
عن الدولة
اللبنانية
ومؤسساتها
وقال: قد تكون
طائرة "أيوب"
أدخلت عنصراً
جديداً على قوة
"حزب لله"
لكنها لن تغير
معادلة القوة
القائمة بين
العرب
وإسرائيل,
مؤكداً أن
الصوت الشيعي
المعتدل
موجود منذ
سنوات وأن
كثيرين من
الشيعة
أصبحوا
يدركون مخاطر
سياسة
الثنائي (حزب
الله وحركة
أمل) في
العلاقة مع
شركائهم في
الوطن, رافضاً
تطبيق
القانون بالتراضي
لأنه إنقاذ
لقوى الأمر
الواقع. وقال ان
المشكلة
الأساسية
ليست بقانون
الانتخابات بل
بوجود الدولة
التي تحمي
القانون,
مبدياً خوفه
على لبنان
طالما بقيت
الدولة ضعيفة.
ومن جهة ثانية
أوضح بأن لا
تواصل بينه
وبين إيران منذ
الثمانينات
كما لا توجد
علاقات مع
المرجعيات
الشيعية في
النجف الأشرف
المؤيدة
للسياسة
الإيرانية.
بداية
ماذا عن
تداعيات
جريمة اغتيال
اللواء وسام
الحسن في
توقيتها وأبعادها؟
وهل تعتقدون
أن لبنان دخل في أزمة
سياسية بعد
جريمة
الاغتيال? وهل
عاد مسلسل
الاغتيالات
إلى الساحة؟
- لقد
جاءت الجريمة
النكراء التي
أدت إلى اغتيال
اللواء وسام
الحسن في هذه
الظروف
الصعبة التي
تمر على لبنان
والمنطقة
بسبب المخاوف
من الأحداث
الجارية على
الساحة
السورية
وامتداداتها
وقد أعادت هذه
الجريمة إلى
الأذهان
سلسلة
الجرائم التي
وقعت في لبنان
وطالت
مواطنين
وشخصيات عدية
من خيرة رجال
الدولة
والوطن
والقلم, وقد
أظهرت هذه الجريمة
النكراء أن
الساحة لا
تزال مفتوحة
أمام
العابثين
بأمن الوطن
والمواطن وأن
الدولة لا
تزال عاجزة عن
إيقاف مسلسل
الاغتيالات
لرجالها
ومواطنيها.
ومن
خلال ما شهدناه
في التشييع
الذي جرى
للشهيد
اللواء وسام
الحسن ورفاقه
وما واكب ذلك
من مواقف
سياسية فإننا
نرى أن الوضع
السياسي في
لبنان سيزداد
صعوبة على
صعوبته التي
كانت قائمة
بسبب الطريقة
التي وصلت بها
الحكومة
الحالية إلى
السلطة
مضافاً إلى
أدائها
المتعثر في
سياستها
الداخلية
والخارجية
حيث إنها لم
تقدم حلولاً
للمشكلات
الاقتصادية
والأمنية
والارتباطات
بالمحاور
الإقليمية
وقد جاءت هذه
الجريمة
النكراء
لتزيد من مشكلاتها
وتدخل البلاد
في المزيد من
الأزمات.
الأحداث
السورية
إلى
أين ستصل
الأمور في
سورية في ضوء
هذا التصعيد
الملفت في حدة
القتال؟
المتابع
للأحداث التي
تجري في
سورية, لا يرى
أن لها نهاية
قريبة, في كل
الأحوال, هي
أسست إلى المزيد
من الخوف
والاحتقان في
المنطقة, وأصبحت
النظرة إلى
الآخر في
الداخل تختلف
عما كانت عليه
سابقاً, وهنا
نرى أن
المرحلة
المقبلة
ستبقى مثقلة
بأعباء
الجراح التي
حصلت وأي حالة
ستأتي فيما
بعد ستبقى
حاملة عبء هذه
الجراحات,
وستؤثر على
المرحلة
المقبلة داخل
سورية
والمنطقة. آمل
إذا حصل شيء
من التغيير,
أن ننتقل إلى
الحالة
الأفضل التي
نتجاوز بها
أثقال الماضي,
وما يمكن أن
يأتي به
المستقبل
يمكن أن يغير
الكثير من
الأوضاع.
ما
تفسيركم لما
يقوم به
النظام من
تدمير لشعبه
على هذه
الطريقة التي تحصل
في سورية؟
لا شك
أن ما يقوم به
النظام هو
إحدى حالات
الاستماتة من
أجل البقاء في
الحكم, لكنه
يبقى حاكماً
على من? من
خلال هذه
الأعمال التي
تجري,كأنه
يسعى لأن يبقى
حاكماً على
أرض بلا شعب,
كيف يمكن لهذا
الحاكم أو
لهذا النظام
أن يحكم شعباً
فيما بعد, في
حين أنه دمر
المدن وقتل من
قتل وخرب ما
خرب بغض النظر
عن الأسباب
المزعومة?
لذلك هذه تعتبر
صورة غريبة أن
يكون هناك
حاكم يريد
فعلاً أن يبقى
حاكماً ويقوم
بهذه الأعمال التي
تضعف سلطانه
ومكانته عند
شعبه, ونحن
قلنا إن
الطريقة التي
ينبغي أن تقوم
بين الحاكم والمحكوم
ليست لغة
القمع والقهر,
وليست لغة السلاح,
إنما هي لغة
الحوار
والإصلاح, هي
التي يمكن أن
تعطي لهذا
النظام
مكانته وتؤمن
له الديمومة
والبقاء.
هل
تخشون من
مشروع تقسيمي
لسورية من
وراء هذا التدمير
الهائل؟
نحن
متخوفون من
ذلك, لأن
عملية
التقسيم قد
تكون من
الأمور التي
قد يخطط لها
البعض, لكن لا
أرى فرص نجاح
لذلك, لأنه في
سورية ليس
هناك مقومات
لوجود حالات
انقسام,
وإقامة دولة
هنا ودولة
هناك, بحسب ما
نعلم, فإن
الشعب السوري
لديه حس وطني
كبير يتفوق به على كل
دعوات
الانقسام,
ولديه وحدة
وطنية دامت
عهوداً من
الزمن, ولم
نكن نشعر أنهم
يفرقون بين
بعضهم بعضاً,
ولذلك قد يكون
البعض يخطط لهذا
المشروع إلا
إنه لن ينجح
في سورية, لأن
الشعب السوري
كما عرفناه هو
شعب واحد وله
تطلعات
مشتركة كشفت عنها
الشعارات
التي رفعها
فهي لا تخص
منطقة دون
أخرى, ولا
طائفة دون
أخرى, كل
الطوائف في
سورية وكل
المكونات
تريد إصلاحاً,
تريد حرية,
ولذلك كان
شعارهم
"سورية تريد
الحرية". وهذه
الحرية
يريدها السني
والمسيحي
والعلوي والدرزي
وكل المكونات
السورية, لذلك
فإن أعمال التدمير
هي تعزل
النظام
ورموزه ولا
تعزل الطوائف
عن بعضها. إن
هذا التدمير
والقتل
سيؤديان إلى
صعوبة بقاء
هذا النظام.
ولن ينجح أي
عمل في مسألة
التقسيم. إن
العمل الهادف
إلى التقسيم
لا أظن أن
فريقاً يرضى به, ولا
يستفيد أحدٌ
من الفرقاء
بما يجري على
الأراضي
السورية.
كيف
تفسرون الدعم
الإيراني
الهائل
بالمال والسلاح
للنظام, حتى
أن حلفاء
إيران في
المنطقة العربية
مثل "حزب
الله" أكد
مشاركته في
المعارك
الدائرة على
الأراضي
السورية؟
هذا
طبعاً تحالف
مصالح, وتحالف
من أجل
النفوذ, لا شك
بأن النظام
السوري هو
مساعد لبقاء
هذا النفوذ
الإيراني في
المنطقة,
إيران أصبحت
لاعباً مؤثراً
جداً في قضية
الشرق الأوسط,
خصوصاً قضية
الصراع
العربي-الإسرائيلي.
وأصبح لها حضور
في المنطقة,
أدى إلى أن
يكون لها حضور
على الساحة
الدولية
والإقليمية
ولذلك فهي تقف
مع النظام
السوري, ليس
من خلال روابط
دينية ومذهبية,
في اعتقادي,
وإنما من خلال
روابط
المصالح
والمحافظة
عليها. لأن
بقاء النظام
السوري يعني
بقاء النفوذ
الإيراني
موجوداً في
المنطقة.
البعض
يرى أحلاماً
فارسية, تسعى
إيران
لتحقيقها من
وراء هذا
الدعم, فهل
أنتم ترون ذلك؟
لا
أعتقد أن
المسألة الآن
تعود إلى
الماضي, وأن
هناك أحلاماً
فارسية, أو
عثمانية, هذه
المقولات
انتهت برأيي,
وإنما هناك
دول في عصرنا
تبحث عن وجود
نفوذ لها وليس
من خلال
المنطق القومي
أو العنصري
وكما يُقال
"عالم مصالح",
ولذلك نحن
رأينا مثلاً
النظام في
إيران, إذا
عدنا إلى
العقود
الماضية على
الساحة اللبنانية,
جرى هناك صراع
شيعي-شيعي,
وكانت إيران
تقف إلى جانب
"حزب الله"
باعتبار أنه
مرتبط بها,
هذا ليس من
أجل روابط
دينية أو
قومية كما يقال
بل من أجل أن
تحافظ على
أدواتها
وحلفائها في
المنطقة, بما
يؤمن لها
الحضور والنفوذ
تداعيات
مشاركة حزب
الله
هل
تتخوفون من
تداعيات
محلية لدخول
"حزب الله"
إلى جانب
النظام
السوري في
تصديه
للانتفاضة؟
لا
شك بأن "حزب
الله" إذا
أعلن أنه
سيدخل في الصراع
إلى جانب
النظام
السوري, سيكون
لهذا التدخل
تداعيات
كثيرة على
لبنان, لكن
(الأمين العام
لحزب الله)
السيد حسن نصر
الله قال: "نحن
لن ندخل في
هذه الحرب,
ولكن قد ندخل
في ما بعد",
هذا أمر يجب
عدم الدخول
فيه, بل هو من
المخاطر
الكبرى ليست
على "حزب
الله" وحده,
وإنما على
لبنان والمنطقة,
لأن هذا سيشعل
المنطقة
بالعداوات
الدينية
والمذهبية,
ولا نرى أن
هناك من
يستفيد من هذا
التدخل, ولذلك
مطلوب من "حزب
الله" ألا
يدخل في صراع
داخلي في
سورية, وأن
يكون في
الحقيقة كما
تعلن الحكومة
اللبنانية عن سياسة
النأي بالنفس
وهو شريك فاعل
في هذه الحكومة,
ويجب أن يترجم
هذه السياسة
بعدم التدخل نهائياً.
لكن
الوقائع على
الأرض أكدت
سقوط شهداء
ل¯"حزب الله"
في الداخل
السوري, كما
تناقلت وسائل
الإعلام بأن
الحزب قصف
مواقع المعارضة
في الزبداني
عبر مدفعيته
في الهرمل,
كيف تفسرون
ذلك؟
نحن
كما قلنا
مراراً نرفض
التدخل في ما
يجري من أحداث
داخل سورية,
سواء من "حزب
الله" أو من غيره,
ولا نرى في ذلك
مصلحة, لا
للسوريين
أنفسهم ولا
للبنانيين, لأن
أي تدخل من أي
حزب أو تنظيم
لبناني على
الساحة
السورية
سينقل سريعاً
التداعيات
إلى الساحة
اللبنانية
وكأننا بذلك
كالذي يحاول
أن يدمر بيته
بيده. ولذلك
هذا أمر مرفوض
جداً. ويجب
أن تخرج
الأصوات من
اللبنانيين,
ومن الطائفة
الشيعية
بالخصوص,
وأنها ترفض
بأن تكون جزءاً
من الصراع
الجاري على
الأراضي
السورية, ولا
يجوز أن ننحاز
إلى فريق دون
آخر. ويجب
أن نسعى إلى
وقف سفك
الدماء ونسعى
للإصلاح مع
تأييدنا
الكامل
لمطالب الشعب
المشروعة ورفضنا
للظلم الذي
يتعرض له.
يطرح
المبعوث
العربي-الأممي
الأخضر
الإبراهيمي
هدنة لثلاثة
أيام بمناسبة
"عيد الأضحى"
المبارك قد
تمهد برأيه
إلى وقف تام
لإطلاق النار,
هل تتوقعون له
النجاح في
مهمته؟
نحن
نأمل أن تكون
الهدنة أكثر
من ثلاثة
أيام, يفترض
أن تكون من
بداية شهر "ذي
الحجة", لأن شهر
ذي الحجة من
الأشهر الحرم
في الدين
الإسلامي,
ويتوقف فيه عن
القتال وسفك
الدماء
والتدمير,
ولعله وجد أنه
يمكن أن نبدأ
بهذا القليل
حتى نصل إلى
الكثير. نحن
نتمنى أن
يتحقق هذا
الأمل
بالاستجابة
للنداء
خصوصاً من قبل
النظام, لأن
إعلان النظام
عن الاستجابة
لهذا المطلب
سيكون عاملاً
فاعلاً ومهماً
من أجل وضع
الأزمة
السورية على
طريق الحل.
وماذا
قرأتم في
كلامه, إذا ما
استمرت الحرب
في سورية
ستأكل الأخضر
واليابس,
خصوصاً في
الدول المجاورة
لها ومنها
لبنان؟
هذا
التنبيه في
محله, باعتبار
أن الأخضر
الإبراهيمي
مطلع على
خفايا ما يجري
في الداخل السوري,
وما يجري في
المجالس
والمؤسسات
الدولية, إنه
ينبه
اللبنانيين
إلى ضرورة
وجوب تطبيق
سياسة النأي
بالنفس, بأن
تمسك الدولة
اللبنانية
هذا الملف, من
خلال بسط
سلطتها حقيقة
على كل المناطق
اللبنانية,
وليس منطقة
دون أخرى. هذا
يمكن أن
يجنبنا
الارتدادات
لما يجري في
الداخل السوري
على الساحة
اللبنانية,
ولعل المبعوث الأممي
والعربي
الأخضر
الإبراهيمي
ينبه, لأنه
يرى أن الخطر
فعلاً هو كبير
لأن استمرار
الأزمة السورية
أو محاولة أن
يكون لبنان
ممراً لها ليس
لصالح لبنان
ولا لصالح
المنطقة
عموماً.
استدراج إسرائيل
في
الوقت الذي
يحاول رئيس
الجمهورية ميشال
سليمان
التأكيد أن
لبنان لم يعد
ساحة لتنفيذ الصراعات
على أرضه,
أطلق "حزب
الله" طائرة
"أيوب" من دون
طيار إلى
الأجواء
الإسرائيلية,
أليس ما جرى
هو عملية
استدراج
لإسرائيل
لتشن حرباً
على لبنان؟
"حزب
الله"
بإطلاقه لهذه
الطائرة, يقول
لرئيس
الجمهورية ميشال
سليمان
وللبنانيين
وغيرهم, إنه
ما زال ماضياً
في بناء قوته
بمعزل عن
الدولة
اللبنانية ومؤسساتها,
لذلك, هو رد
عملي ومباشر
على كل ما يقوله
الآخرون من أن
هناك حواراً
بين "حزب الله"
والدولة
اللبنانية والمسؤولين
الآخرين بشأن
تنظيم وضع
السلاح, وإذا به يأتي
بسلاح جديد
وهو ماضٍ في
بناء قوته
خارج الدولة
اللبنانية
وقراراتها
وقوانينها ومؤسساتها,
أما على مستوى
التأثير لهذه
الطائرة وإن
كانت أدخلت
عنصراً
جديداً على
قوة "حزب الله",
ولكن هذا شيء
لا يغير
المعادلة,
معادلة القوة
القائمة بين
إسرائيل
والعرب, إننا
ما زلنا في
قوى غير
متكافئة وهذه
الطائرة التي
اخترقت
الأجواء
ووصلت إلى فلسطين
المحتلة, لا
يجوز أن
تنسينا هذه
القوة, إنها
تشكل
استدراجاً
لعروض خطر
الحرب على الساحة
اللبنانية
التي ذقنا نحن
ويلاتها وعشنا
أهوالها في
حرب تموز
وغيرها, ولن
تؤثر هذه
الطائرة في
المرحلة
القائمة
شيئاً في
تغيير المعادلة
غير
المتكافئة
سوى أنها تعطي
شيئاً من
المعنويات
ل¯"حزب الله"
وحلفائه,
ولكنها تبقي
لبنان ساحة
لاستدراج
عروض الخطر من
قبل إسرائيل,
وهذا ما لا
يعود
بالمصلحة لا
على "حزب
الله" ولا على
اللبنانيين.
البعض
يرى أن إطلاق
هذه الطائرة
يأتي بعد
تأكيد
المسؤولين
الإيرانيين ان "حزب
الله" بات
جاهزاً للرد
في حال قيام
إسرائيل بأي
اعتداء ضد
إيران, فهل
سماحتكم مع
هذا الرأي؟
"حزب
الله" أعلن
منذ فترة
طويلة, أن
إيران إذا
تعرضت لأي
اعتداء فلن
يقف على
الحياد, سواء
كان هنالك
طائرة مرصاد,
أو لم يكن
هناك طائرة
مرصاد, هذه
رسالة من جملة
الرسائل التي
تستبطنها
الطائرة. هناك
تطور في
منظومة الحرب
والدفاع عند
"حزب الله"
التي يمكن أن
تستخدم في حال
الاعتداء على
إيران. ولذلك
نحن قلنا إن
هذا السلاح
الجديد وإن
كان إنجازاً
مهماً, لكنه
يستدعي في الحقيقة
أكثر من أي
وقت مضى
المطالبة
بانتظام هذا
السلاح
الجديد وغيره,
بمنظومة
الدفاع للدولة
اللبنانية
وليس بخدمة
أغراض خارجية.
من
الواضح أن
إيران تقوم
بتحريك كل
المجموعات
الشيعية في
البحرين
والسعودية
والكويت والحوثيين
في اليمن ضد
أنظمتهم, هل
تتخوفون من أن
يؤدي ذلك إلى
فتنة
سنية-شيعية
إذا ما تطورت
هذه الأمور في
المستقبل؟
لا شك
أن هنالك
تصعيداً في
الخطاب
الطائفي في المنطقة
بسبب الأمور
السياسية
والسلطوية.
وقد عاش
السُنة
والشيعة
إخواناً في
أوطانهم منذ قرون
من دون هذه
النزاعات
لأنه لم يكن
هناك صراع على
السلطة, في الحقيقة,
السلطة كانت
في جانب,
وكانت
الحركات الدينية
والمذاهب في
جانب آخر,
ولذلك هناك الآن
من يحاول أن
يستغل هذه
التعددية
والمذهبية
لأمور سياسية.
بطبيعة الحال,
ستؤثر هذه
الحالة, لذلك
المطلوب في
الحقيقة أن نتحصن
بالوعي من
مخاطر
الارتباط
بالمشاريع
الخارجية. الشيعة
العرب يجب أن
يدركوا أن
هناك مجموعات
إذا ارتبطت
سياسياً
بإيران يجب
تنبيهها على
أن ارتباط
الأحزاب
بإيران لا
يجوز أن يكون
ارتباطاً مباشراً,
وإنما يجب أن
يكون من خلال
دولهم. نحن
لا نريد أن
نقول إنه يجب
ألا تكون هناك
علاقة مع
إيران, إيران
موجودة كدولة
في المنطقة,
ويجب أن تكون
بيننا وبينها
أفضل العلاقات
من خلال
الدولة وليس
من خلال
الأحزاب التي
تنفذ سياستها
في المنطقة.
قوة
ثالثة
لقد
شهدنا أخيراً
أن صوت
الاعتدال
الشيعي في لبنان
استطاع أن
يخرق
الثنائية
الشيعية (أمل وحزب
الله) المؤيدة
للنظام
السوري, برفع
الصوت وتأييد
الانتفاضة في
سورية بوجه
النظام القاتل,
هل تعتبرون
ذلك مؤشراً
لقيام قوة
ثالثة تتحدى
تلك الثنائية
في مواقفها؟
نحن
قلنا إن الصوت
الآخر لدى
الطائفة
الشيعية الرافض
لسياسة
الثنائي (أمل
وحزب الله)
على المستوى
الداخلي
الوطني, أو
على مستوى
الارتباط بإيران
في المنطقة.
هذا الصوت كان
موجوداً ومنذ
سنوات عدة,
والآن هناك
تظهير بلحظ
الوضع السوري
المستجد, جاءت
هناك بعض
الأصوات
ترتفع, وتعلن
عن رأيها في
تأييد الثورة
السورية, لعله
من دون المقاربة
للارتباط
بالسياسة
الإيرانية, أو
كثير من
الممارسات
حتى في الداخل
اللبناني,
بعضهم صوته لا
يقارب هذه
الأمور, وإنما
ظهر صوته
أخيراً بلحاظ
الوضع السوري,
طبعاً هذه
السياسة التي
اعتمدها
الثنائي (حزب
الله وحركة
أمل) طيلة هذه
السنوات, بدأ
كثيرون من
الطائفة
الشيعية
يدركون مخاطرها
على علاقات
الطائفة في
داخل الوطن مع
شركائهم في
الوطن. وعلى
علاقات
الطائفة
الشيعية في
محيط هذا
الوطن, لكنه
بدأ يُقال عن
ظهور هذا
الرأي كقوة
ثالثة في
التعبير عن
رأي الطائفة
الشيعية, نحن
لا نمانع أن
يكون هناك رأي
آخر في
الطائفة
الشيعية, يعبر
عن قناعاته
وعن أفكاره.
وعن
رأيه في
السياسة التي
يعتمدها
الثنائي (حزب
الله وحركة
أمل).
هل
يجري العمل
على توحيد تلك
الآراء في
إطار موحد؟
نحن
لم تحصل معنا
أي اتصالات من
هذه الأطراف, حاولنا
في السنوات
التي مضت بعد
حرب يوليو أن يكون
هناك إطار
لهذا الصوت,
ولكن لم نلق
استجابة,
الآن, إذا كان
هناك سعي من
قبل هذه
الأطراف لتأطير
نفسها أو
لتنظيم نفسها,
فهذا جيد. لكن
بكل الأحوال
قلنا إن الرأي
الآخر كان
موجوداً. الآن
بدأ تظهيره
ويمكن عندئذٍ
أن يعبر عن
نفسه بروابط,
بأطر حزبية
وجمعيات في
هذه المرحلة.
ماذا
تغير على
الساحة حتى
سمح "حزب
الله" تحديداً
بدخول الجيش
إلى بعض مناطق
كانت محرمة عليه
في الأصل
كالضاحية
الجنوبية,
واليوم يقوم
بتنفيذ خطة
أمنية في
منطقة بعلبك-الهرمل؟
أنا
لست مع هذا
التطبيق
للقانون
بالتراضي, مرة
نرسل الجيش
اللبناني إلى
البقاع, ومرة
نرسله إلى
الشمال, ومرة
نرسله إلى
الضاحية
لتطبيق خطته:
هذا في
الحقيقة
إنقاذ لقوى
الأمر الواقع,
قوى الأمر
الواقع عندما
لا تكون
الدولة
موجودة في هذه
المنطقة بشكل
فاعل ستتحمل
هي السلبيات, ولذلك
تحاول أن تزيل
عنها
السلبيات
يقولون (والله
سمحنا للجيش),
أنا لست
مرتاحاً لقول
بعض المسؤولين
إن الجيش قادر
على بسط سلطة
الدولة إذا
رفع الغطاء
السياسي عن
المسلحين: وكأن
الجيش تحكمه
قوى الأمر
الواقع نفسها,
تقول له: اذهب
إلى البقاع,
فيذهب, ثم
يضعف فترة
فينسحب منها,
المطلوب من
الجيش
اللبناني أن
يبسط سلطة
الدولة على
كامل الأراضي
اللبنانية
وليس عليه أن
يأخذ الإذن من
قوى الأمر
الواقع. بعض
القيادات لو
كانت حقيقة
تريد للدولة أن
تبسط سلطتها
لبادروا
بتسليم ما
لديهم من أسلحة
للدولة
اللبنانية,
وأطلقوا يدها
حقيقة في كل
الأماكن, وفي
نهاية الأمر
نرى أن هذا
الانتشار
الجزئي لا
يزال مرتبطاً
بحالة من التراضي.
وبهذه
الحالة لا
يمكنك أن تبني
دولة, الدولة
يجب أن تبسط
سلطتها على
كامل الأراضي
اللبنانية.
والجيش فعلاً
لا يجوز أن
يتأثر بهذا المسؤول
السياسي الذي
يقول اليوم
(رفع الغطاء
السياسي), على
الجيش أن يمنح
الغطاء
للآخرين,
بينما هو يأخذ
غطاءً من
الآخرين.
من
هنا, أنا أنظر
إلى هذه الخطط
المجتزأة, وهي
إرسال الجيش
تارة إلى هذا
الموقع أو ذاك
الموقع بأنها
تلميع لصورة
بعض
المسؤولين
الذين يسيطرون
على تلك
المناطق
والأماكن
بأنهم أذنوا للجيش
بالدخول ولكن
السلطة
الحقيقية
تبقى لتلك
الأحزاب
وقياداتها.
قانون
الانتخاب
في
ظل البحث عن
قانون
الانتخاب وسط
الانقسام بين
فريق مؤيد
للنسبية
وفريق يؤيد
الدائرة المصغرة,
وآخر يطالب
بإبقاء
القديم على
قدمه, برأيكم
ما القانون
الذي يجب أن
يفصل على قياس
اللبنانيين,
وينقذ لبنان
من الوضع الذي
يتخبط به؟
لا أرى
أن المشكلة
الأساسية في
قانون
الانتخاب, وإنما
في وجود
الدولة التي
تحمي القانون,
وحتى لو جئنا
بأفضل
قانون
انتخابي في
العالم
لاعتماده في
لبنان, لبقي
الأمر كما هو
لأن هناك قوىً
مسيطرة لا
تزال تستقوي
بالسلاح خارج
الدولة, ولا
تزال مهيمنة
على الدولة
وعلى مؤسساتها,
فعندئذٍ أين
الحرية
للناخب؟
المشكلة
إذاً, هي ليست
في القانون
الانتخابي, ولا
في "النسبية",
ولا في
الأكثرية أو
في عدد الدوائر
الصغرى, وإنما
المشكلة في أن
القانون الذي
يسن, هل يمكن
للدولة بأن
تحمي المواطن
إذا ذهب إلى
صندوق
الاقتراع
ليدلي بصوته?
بعد
انكشاف
مؤامرة
النائب
والوزير السابق
ميشال
سماحة تبين أن
النظام
السوري ما زال
يملك الأدوات
المؤثرة
والفاعلة على
الساحة
المحلية, ما
مصلحة هذا
النظام من
زعزعة الوضع
الداخلي في
لبنان؟
لا
تزال هذه
القضية في
عهدة القضاء,
ونحن لا نعرف
مدى الحجم
لهذا التدخل
قبل أن يبت
القضاء بشأنها,
أما مصلحة
النظام
السوري على
العموم في
مسألة زعزعة
الاستقرار,
إذا صحت هذه
العملية أو
غيرها بأنه
فعلاً يسعى إلى
ذلك, هذا يعني
أن سورية ليست
محصورة
بحدودها ولها
تأثيرها في
المنطقة.
تحاول أن تجعل
من بعض
التدخلات أو
من بعض
الشخصيات, أو
من بعض الأحزاب
أدوات لها
ترسل من
خلالهم رسائل
إلى المجتمع
الدولي لتؤكد
له تأثيرها في
المنطقة, خصوصاً
في لبنان.
في
ظل هذه
الأجواء التي
أشرتم إليها,
هل هناك فائدة
من الحوار,
وماذا ينفع
الحوار بعد كل
هذا؟
قلنا
سابقاً إن
المقصود من
الحوار جني
الثمار, وليس
مجرد أن يلتقي
بعض
المسؤولين
ويتحدثون ثم
لا يخرجون بأي
نتيجة. واضح
أن الحوار إذا
بقي على هذه
الوتيرة
والمنوال لا
يوجد منه فائدة
سوى أنه قد
يخفف شيئاً من
الاحتقان, لكن
من دون أن تتغير
النتائج على
الأرض, لأن
على الأرض
هناك قوى أقوى
من الدولة فهي
التي تسيِّر
الأمور, وهي التي
تحدد سياسة
الدولة ككل
أيضاً.
كيف
تقيمون
المواقف
الأخيرة
لرئيس
الجمهورية لا سيما لجهة
التمسك
بسيادة لبنان
ورفضه أن يكون
ساحة صراع؟
رأينا
في بعض هذه
الخطوات
شيئاً من
الاختلاف عما
مضى, نأمل أن
يكون هناك
صراحة ووضوح
أكثر بأن
السلاح الذي
هو مشكلة
أساسية في
لبنان يجب أن
ينضبط في
مشروع الدولة
اللبنانية,
نحن نؤيد رئيس
الجمهورية في
المطالبة
بهذه الأمور التي
تعزز دور
الدولة وبسط
سلطتها على
كامل أراضيها.
هل
سيكون لكم
مرشحون في
الانتخابات
المقبلة إذا
ما جرت ومن
تدعمون من
المرشحين؟
أنا
طبعاً لست
بوارد أن أكون
مرشحاً, مهمتي
كانت وما زالت
التوجيه
العام,
والقيام بدور
التوعية
الدينية التي
تحافظ على
العيش
المشترك والوحدة
الوطنية
وبناء الدولة,
أما أن ندعم
فريقاً آخر,
إذا حصل أن
هنالك أشخاصاً
أرادوا أن
يخوضوا هذه
المعركة
ويعبروا عن
آرائهم فإن
تأييدهم
ودعمهم ينطلق
من خلال
البرنامج
الذي يطرحونه
في هذه
الانتخابات,
وعلى هذا يمكن
أن نؤيد من
يخوض
الانتخابات على
أساس
البرنامج
الذي يحفظ
العيش
المشترك,
ويدعو إلى
قيام الدولة
الحقيقية
وإلى ربط كل
السلاح خارج
الدولة
بالدولة
اللبنانية,
وأن تكون هي المسؤولة
الوحيدة,
والمرجعية
الوحيدة, لكل
الشعب اللبناني,
هذا كله إذا
أمنت الدولة
اللبنانية
المناخ
والظرف
الملائمين
لإدلاء
المواطنين لآرائهم
وأصواتهم
بحرية.
هل
تتواصلون مع
القيادات
السياسية في
لبنان؟
لا
توجد لقاءات
دائمة
ومنتظمة,
وإنما نلتقي بهم
في بعض
المناسبات
الخاصة
والعامة من
دون أن يكون
هناك أي تنسيق
في الرؤى
السياسية وفي
الأفكار التي
تطرح, وإذا
حصلت -فهي
نادرة- وليست
من أجل وضع
خطة عملية لما
يدور من أوضاع
وأحداث في
لبنان
والمنطقة.
هل
تتخوفون على
لبنان؟
الخوف
لا يزال
قائماً طالما
الدولة بقيت
ضعيفة, لأن
الضعف يأتي
بالأمراض من
الخارج,
الدولة عندما
تكون ضعيفة
فهذا يعني أن
المناعة
ضعيفة. إن
الذي يزيل
الخوف
وينقذنا من
الفتن
الداخلية والخارجية
هو دولة تبسط
سلطتها على
كامل أراضيها.
هل
تتواصلون مع
الجمهورية
الإسلامية؟
أبداً
لا يوجد تواصل
بيننا وبين
إيران منذ
الثمانينات
عندما وقع
الصراع بين
حركة "أمل"
و"حزب الله"
سنة 1986-1987.
ومع
المرجعيات
الشيعية في
النجف الأشرف؟
لا توجد
بيننا علاقات
مباشرة,
خصوصاً وأن
المرجعيات
الدينية في
النجف الأشرف
أو في غيرها
لم تعد مستقلة
في مواقفها
نتيجة النفوذ
الإيراني
عليها, ولذلك
نحن عندما عارضنا
السياسة
الإيرانية,
وحصل علينا
اعتداءات في
صور وغيرها,
لم تتدخل
المرجعية
الدينية في
النجف الأشرف
ولو بكلمة,
لتقول
للتنظيمات
التي تزعم
بأنها ترجع
إليها في
التقليد
الديني, بأن
هذا العمل خطأ,
وبأن ما جرى
في بيروت كان
خطأ ولا يجوز
العودة إليه,
ولا يجوز
القتال بين
المسلمين في
بيروت,
المرجعية
الدينية
ساكتة عن
السياسة
الإيرانية
ومؤيدة لها.
انتهت
المقابلة