العماد
عون: "سوريا
هي البدعة
التي أوجدها
الفرنسيون،
وليس لبنان".
بقلم/الياس
بجاني*
جريدة
الوطن
السورية
بتاريخ 14
تشرين الأول 2009 نقلاً
عن صحيفة
الرياض
السعودية:
"لماذا لا
يعود لبنان
إلى سوريا،
حيث في سورية
حكم قوي قادر
على إذابة
تعدد
الحكومات
داخله، وفي هذا
الحل الصعب،
لن تستفيد
سورية
بالدرجة الأولى
لكن لبنان هو
المستفيد
الأول، ومعه
عدد ليس
بالقليل من
المستثمرين
العرب الذين
واجهوا قسوة
الخسائر في
بلد جيشه
وأجهزة أمنه
متعددة
الولاءات،
وسيكون
السائح
العربي مستفيداً
هو الآخر
باستعادة
الأهمية
الجغرافية لمواقع
ابتلعها
النسيان. إن
"سايكس بيكو"
هي التي فصلته
فلماذا لا
تعيده
عروبته؟"
ليس
بمقدورنا إلا
أن نحسد "الشقيقة
الشقية" سوريا
على
عبقرية ووسع
إطلاع
صحافتها
وإعلامها وتحديداً
جريدة الوطن
التي تتحفنا
كل يوم
بأخبارها
"الغير شكل"
وبتحليلاتها
"الحمصية" وبنظرياتها
"الإنكشارية".
شكراً لهذه
الصحيفة،
الصنج لأنها تغنينا
علماً ووطنية
وتاريخاً. أما
آخر عطاياها
الفكرية
والتاريخية فهي
نشر مقال
للصحافي
السعودي تركي
عبدالله السديري
يطالب فيه بضرورة
إعادة لبنان
إلى سوريا
لتحل له كل
مشاكله. كيف
لا والنظام
السوري البعثي
الأقلوي
والدكتاتوري
المخابراتي
هو نموذج رائد
يقتدى به في
كل أرجاء
العالم كونه
متخصص ومبتكر
ومبدع في
مختلف أشكال
الإرهاب والقمع
والاغتيالات
والخطف
والشعوبية
والحروب الدونكوشتية
والمتاجرة
بالقضايا
الوطنية،
إضافة بالطبع
إلى عبقرية
"الممانعة"
التي يفاخر
بها.
يشار
هنا إلى أن الصحافي
السعودي
اعتذر في
اليوم التالي واعتبر
أنه وقع في
خطأ التصوّر
والتعبير،
غير أن الوطن
السورية لم
تنشر اعتذاره
مما يبين النوايا
السورية
الخبيثة في كل
ما يخص
استقلال
وسيادة وكيان
وهوية لبنان.
إن
جهل وغباء
ووقاحة جريدة
الوطن لخلفية
وحقيقة
"سايكس بيكو"
يبين أن
النظام
السوري هو منسلخ
عن كل مقومات
الحريات
والديموقراطية
والشرائع
الحقوقية
والدولية،
ومغرب عن
التاريخ
والجغرافيا،
وأنه لا يزال
يعيش عقدة
لبنان
وفكاهات "شعب
واحد في بلدين"
ووحدة المسار
والمصير"
"ولبنان
محافظة سلخها
سايكس بيكو عن
سوريا الأم"،
وغيرها
الكثير من
الشعارات المجوفة
والصبيانية
المنية على
مكونات الحسد
والغيرة
والكره
والجهل
والتعصب
الأعمى.
وعما
جاء في جريدة
الوطن سأل أحد
الصحافيين
العماد ميشال عون
(يوم الأربعاء
بتاريخ 14
تشرين الأول
بعد اجتماع
كتلته
النيابية)
قائلاً: قرأنا
اليوم في
صحيفة سورية
نقلا عن صحيفة
الرياض السعودية
مقالا يقول:
لماذا لا يعود
لبنان إلى
سوريا؟ فهل
ثمة مشروع إقليمي
بذلك أو أن
تعود الورقة
اللبنانية إلى
سوريا؟ وهل
لدى هذه
الأخيرة
الاستعداد
لأن تستلم
الورقة
اللبنانية؟ فأجاب
عون: "لا
استعداد
لسوريا لذلك.
والصحافي
يطرح الموضوع
من باب
الاستنتاج
الذي قد يساء
فهمه. فهو
يقصد أننا منذ
فترة لم نتمكن
من تأليف
حكومة،
فلماذا لا
نعيد لبنان إلى
سوريا؟ لكنها
ليست خطة
سياسية، بل
ردة فعل على
وضع قائم
وليست جدية"
في
أسفل أهم ما
جاء في رد عون
اللبناني
بامتياز "يومها"
على
طلاس وهو إن
دل على شيء
فعلى
التحولين
الإسخريوتي
والطروادي
القاتلين في
مفاهيم هذا
الرجل، وعلى
الخطر الذي
بات دوره التفتيتي
يشكله على
مصير الوطن،
وعلى سيادته
وحريته
واستقلاله:
مقطع من
رد العماد ميشال عون:
("ما يهمنا
هو معالجة
الجنوح
الدائم لدى
رجال النظام
السوري عندما
يتكلّمون عن
مشاريعهم
السياسية
المستقبلية،
فيعطونها
هوية سياسية
تاريخية غير
موجودة،
ويحاولون
فرضها بخطاب
إيديولوجي
يدغدغ
العواطف،
ويفتقد
للمقومات العملية
والعلمية
التي تؤمّن
لها الديمومة
والنجاح.
إن
رداً كاملاً
على السيد طلاس
أو غيره من
المتحدثين عن
الوضع
الجغرافي-
السياسي
لمنطقة الشرق
الأوسط، يقتضي
نشر اتفاق سايكس-بيكو
المعقود بين
فرنسا
وإنكلترا عام
1916، والذي بموجبه
تقاسمت
الدولتان
المسؤولية
والنفوذ في
المنطقة، ومن
ثم نشر مضمون
مؤتمر عصبة
الأمم في
نيسان عام 1922،
والذي حدّد
دور ومهمة
هاتين الدولتين.
فالإشارة
إلى هذه
الاتفاقات
بكلمة رفض أو
قبول ليست أكثر
من موقف سياسي
فردي يخلو من
الأهمية،
ويموت مع
صاحبه إذا ما
جاء خارج
واقعة
التاريخي الصحيح
المتجسّد
بواقع
اجتماعي
اقتصادي سياسي.
وتوحي
المواقف
السورية من
خلال رفضها
لاتفاق سايكس-
بيكو،
وكأنها ترفض
وجودها
كدولة، وتوّد
العودة إلى
العصر
العثماني لتعود
ولايات
عثمانية،
تحدّد أقصى
طموحاتها بتعيين
والٍ من
سكانها
ليحكمها بدل
الوالي التركي،
كما توحي
أيضاً بأن
الدولتين
الفرنسية
والإنكليزية
قد فككتا دولة
عربية قائمة،
لإنشاء
كيانات
مصطنعة. والواقع
أنه كان هناك
مشروع دولة
عربية لم تقم
لعدة أسباب
غير نابعة في
غالبيتها من
إرادة
الدولتين،
وقد أُخذت هذه
الأسباب بعين
الاعتبار عند
إقرار الحدود
الدولية
الحالية لدول
المنطقة. ولا
نريد الدخول
في جدل حول
هذه الأسباب
وماهيتها،
لعدم إقحام
أصحاب
العلاقة في
موضوع لم يعد يعنيهم
اليوم بقدر ما
يعنينا.
وأعتقد
أن الرد
بالوقائع
التاريخية
ضمن تسلسلها
الزمني هو
أفضل ما يحسم
الجدل ويوقف
التلاعب بالحقائق.
والحقيقة
الأولى هي أن
في لبنان
شعباً وهوية
سياسية، عبّرت
عن ذاتها
بأشكال
مختلفة. ومن
دون التوغل في
العصر
القديم، نجد
لبنان دولة قائمة
منذ مطلع
العصر الحديث
على الأقل، أي
تحديداً منذ العام
1516، مع بداية
العهد
العثماني، مع
مؤسس الإمارة
المعنية فخر
الدين الأول
سلطان البر. وقد
تمتّعت هذه
الإمارة بحكم
ذاتي لبناني،
فكان لها
جيشها
وعلاقاتها
الخارجية،
وقد عقد الأمراء
اللبنانيون
معاهدات مع
دول خارجية،
وحاربوا
الباب العالي
للمحافظة على
هذا الحكم.
أما
باقي المنطقة
فكان مقسماً
إلى ولايات
يحكمها والٍ
عثماني.
وسوريا لم تكن
يوماً خلال
التاريخ،
القديم
والحديث، هوية
سياسية، فإسم
سوريا أطلقه
اليونان على
منطقة
جغرافية تقع بين
بلاد ما بين
النهرين
وفينيقيا ولم
يكن اسماً
لدولة.
فعام
1920 تم الإعتراف
بالكيان
اللبناني
كدولة قائمة،
وليس كدولة تمّ
إنشاؤها، وقد
روعي في رسم
حدودها
الحدود المختلفة
للإمارة
اللبنانية،
وأُعيدت إليها
الأراضي
المسلوخة
عنها. وكانت
سوريا في حينها
أربع ولايات
أصبحت أربع
دويلات هي:
دويلة العلويين،
دويلة الدروز،
دويلة دمشق،
ودويلة حلب،
وبقيت كما هي
حتى عام 1925، حيث
ضُمّت دويلة
الشام إلى
دويلة حلب وسميّت
الدولة
السورية، ولم
تُجمع
الدويلات الأربع
في دولة واحدة
إلا في عام 1939،
وسميت عندئذٍ
الجمهورية
السورية،
واعترفت بها
قوات الحلفاء
عام 1941، بعد
تحريرها من
قوات فيشي.
ولذلك
فإن سوريا هي
من إفرازات
اتفاق "سايكس-بيكو".
والسيد طلاس
نفسه عمره
أكبر من عمر
الجمهورية
السورية، ولولا
هذا الاتفاق،
والانتداب
الفرنسي الذي أقرته
عصبة الأمم،
لكانت سوريا
اليوم أربع دويلات
متناحرة، ولا أعتقده
يجهل مضمون
الوثائق
الفرنسية
التي تتضمّن
الموقف
العلوي،
المطالب باستقلال
الدولة
العلوية، كما
لا يجهل هوية
موقّعيها.
وبالتالي فإن
سوريا هي
البدعة التي
أوجدها
الفرنسيون،
وليس لبنان المتجذر
تاريخياً،
وهويته عمرها
من عمر
التاريخ المدوّن.
أما
اعتراضه على
نتائج "سايكس
بيكو"،
ورفضه إياها،
ما هو إلا من
باب المزايدة
الغوغائية
لأنه مدين
بوجوده لهذا
الاتفاق،
وإذا كان
تعيساً بسببه
فما عليه إلا
إلغائه
والعودة
بسوريا إلى دويلاتها
الأولى، ولكن
الأمر هو أدهى
وأصعب لأن
النظام لا
يعترض أصلاً
على من أوجد
له فسحة
العمل، ولكنه
يريد أن يعزو
سبب مشاكله إلى
الاتفاق بعد
أن فشل في خلق
وحدة وطنية،
وجنح بنزعته
التسلطية نحو
السيطرة
الفئوية على الحكم
وتغطيتها
بأفكار قومية
لا تعدو كونها
أكثر من
شعارات"). نهاية
المقاطع
المنتقاة من
رد عون
شتان ما
بين عون بين 1988
و2005، وعون بعد 2005.
فقد أصبح أعمى
البصر
والبصيرة والساذج
وحده لا يرى
هذا التغيير
الكلي والجذري
الذي طرأ على
فكر ومفاهيم
وخيارات
وتحالفات
وخطاب
وشعارات هذا
الرجل في كل
ما يتعلق بلبنان
السيد الحر
والمستقل،
وبمفاهيم
الدولة
والمؤسسات
والقانون
والقضاء
والعلوم العسكرية
والسلم
وقرارات مجلس
الأمن
والمجتمع
الدولي
والإرهاب،
ورده في أعلى
على طلاس
يسقط حتى ورقة
التوت.
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 18 تشرين
الأول/2009
روابط
ذات صلة
بموضوع
المقالة
http://www.clhrf.com/unresagreements/sykwspico1916.htm
اتفاقية
سايكس بيكو
بالإنكليزية
http://www.clhrf.com/unresagreements/sykes-picot1916.htm
مقالة
الصحافي
السعودي تركي
عبدالله
السديري
واعتزاره
http://www.10452lccc.com/arabic09/turky%20sodiery14.10.09.htm
رد
العماد عون
على وزير
الدفاع
السوري مصطفى طلاس
http://www.10452lccc.com/aoun%20excerpts/aoun.tlas.a%2024.7.000.htm