معاني
الميلاد
المجيد
بقلم/الكولونيل
شربل
بركات
"المجد
لله في العلى
وعلى الأرض
السلام وفي الناس
المسرة"
هذه
الكلمات تلخص
رسالة السيد
المسيح وحلم البشرية
التي تربت على
أصدائها منذ
نيف والفي
سنة، ومن هنا
كانت أهمية
هذا العيد
"ميلاد السيد
المسيح"،
ميلاد الحلم
بالسلام
الآتي من عند
الرب،
وبالفرح المنتشر
بين كل شعوب
الأرض.
لم يقل
كلام
الملائكة بعد
تمجيد الله
بأن السلام هو
لبلد معين ولا
لمنطقة
جغرافية
محددة، ولم
يختر شعبا
مخصصا كما كان
فعل ذلك مع
إبراهيم
وموسى من
بعده. فمع
ميلاد السيد
المسيح يجب أن
يولد نوع جديد
من العلاقة
البشرية
الجامعة
والتي فسرت بانتشار
تعاليمه بين
شعوب الأرض
كلها داعية إلى
نزع أسباب
المشاكل
والحروب
بالتقليل من الأنانية
واعتماد
المحبة، روح
الله، مادة للتعامل
بين الشعوب
على اختلاف
ألوانها
وأشكالها
وأنواعها
ومشاربها
وحتى
المعتقدات.
ميلاد
السيد المسيح
هو نقطة تحول
أكيدة في
مسيرة البشرية
جمعاء ومن هنا
الاحتفال
بنشر الخير،
بالتعاون، باظهار
المحبة،
بالمشاركة
بين فئات
المجتمع
كافة، ليتم
الفرح فيصل
إلى كل بيت
ويشمل كل انسان.
ميلاد
المسيح ليس عيد
الهدايا
وزيادة البذخ
وتصنّع الترف.
هو ليس عيد
"بابا نويل"
أو "سانتا
كلوز" أو "شيخ
العيد" وما
إلى هنالك من
التسميات
بحسب البلدان
واللغات،
ولكن جو
البهجة وعمل
الخير مضافة
إلى حكمة
الشيوخ وضحكة
الأطفال مع
أنواع الزينة
في الأضواء
والألوان والموسيقى
والأناشيد
والثياب
والحلويات... تسهم كلها
بنشر جو من
الفرح العام
والغير
المميّز بين
طبقة أو فئة
أو شعب أو جيل
ليكون معنى
العيد أقرب
إلى حقيقته
وهي السلام
على الأرض
كلها والمسرة
للناس أجمعين.
في
عالم اليوم
سهولة أكثر
للمشاركة
بالاحتفالات،
ومجال أوسع
لتعميم
الأفكار
والحث على تداولها،
ومن هنا يصبح
العيد مناسبة انسانية
شاملة أكثر
منه مناسبة
دينية خاصة
محصورة بجماعة
معينة، وهو
أصلا ما نادت به
الملائكة يوم
رنمت تلك الانشودة
التي لم تزل
ترددها لغات
العالم عبر
الأجيال منبئة
بتواصل الأرض
وشعوبها
وبسهولة نشر
الكلمة وسرعة امكانية
التعاون. ولكن
عالم اليوم
بقدراته
التطويرية اصبح يميل
أكثر فأكثر
إلى المادية،
ومن خلال التعبير
المادي عن
معاني العيد
تجدنا نضيع في
التفاصيل
أحيانا وفي
المظاهر
أحيانا أخرى
لنفقد جوهر
المناسبة
ونزيد من
الجوانب
المعاكسة لفرح
العيد
وأجوائه.
شيئا
فشيئا يصبح
العيد، كما الأعياد
الأخرى،
مناسبة
للمزيد من
الضغط النفسي
الذي تولده
حركة الاعلانات
والتجارة وهي
تسهم في كثير
من تحضيرات
أجواء العيد؛
في الزينة
والأشكال
والملابس
والألعاب وهي
تدفعنا دفعا
إلى العيش في
زمن المناسبة.
ولكنها في
سعيها المادي
الصرف، أكثر
الأحيان،
وتشديدها على
زيادة
المنافع
التجارية من
خلال الهدايا والمشتريات،
تأخذنا من
الأجواء
الحقيقية التي
يجب أن نعيشها
في مناسبة هذا
العيد إلى
يومياتنا
المشحونة
بالضغوط المادية،
لا بل تجعلنا
ننسى أجواء
البهجة
ورمزية الهدايا
لنغوص مع
التجار في
الأنانية
الزائدة
والمادية التي
لا تقرّبنا من
جوهر الفرح
ولا تسهم في
توسيع دوائر
السلام
الداخلي الذي
يدفع نحو
تحقيق السلام
بين الشعوب،
فمن لا يعرف
السلام مع
ذاته وأهل
بيته وأقاربه
لا يمكنه أن
يسعى إلى سلام
مع الجار أولا
ومن ثم مع
الآخرين.
في
هذه المناسبة
المهمة في
عالم اليوم
دعونا نقترب
أكثر فأكثر من
التصالح مع ذواتنا
والتفاهم
داخل الحلقات
الصغرى،
ودعونا نترك
مجالا للفرح
الآتي من
السماء عله
يدخل القلوب
فيزيد من فرص
السلام في
مجتمعاتنا
وبلداننا
وبين أهلنا
أولا
وبالتالي مع
الآخرين.
وليكن
معنى العيد
الداعي إلى
العطاء
والمشاركة دعوة
للتنازل عن
الحواجز فيما
بيننا وتخفيف
الأنانية القاتلة
ومد الأيادي
والتعاون على
الخير. فالخير
حالة محببة
تدعو إليها
كافة
المعتقدات وتحلم
بها الانسانية
جمعاء. أما
الأحقاد
والشرور فقد
رفضتها الأديان
ورزلتها
الشعوب
وأسقطتها من
قيمها.
فهل
يأتي العيد
على شرقنا
العزيز
بدعوات
السلام وعلى
لبناننا
الحبيب بدعوات
التسامح
والتآخي وضبط
النفس
والتقليل من العنجهية
الكاذبة والتشاوف
الفارغ
ومسلسلات نشر
الأحقاد يمنة
ويسرى؟
وهل
يعود الأمل
بالسلام
الداخلي أولا
الذي يؤدي لا
محالة إلى
السلام مع
الجوار؟ أم أننا لا
نزال نحلم
وحلمنا بعيد
المنال؟
كل
عيد وأنتم
بخير...
تورونتو –
كندا
23
كانون
الأول/10