"المجد لله
في العلى وعلى
الأرض السلام
والرجاء
الصالح لبني
البشر"
بقلم/الكولونيل
شربل
بركات
يوم
ميلاد السيد المسيح
سمع الرعاة
الملائكة
ترنم نشيد
الرجاء هذا الذي
يدعو إلى
السلام في ظل
مجد الله.
بالفعل
فقد قام نوع
من السلام حول
العالم يوم انتشرت
محبة المسيح المخلص
في أرجاء
المعمورة
وانتشر معها
مبدأ التسامح
وروحية
القبول
بالآخر كما هو
والعمل على
تنظيم التنوع
وتكامل
المختلف في ظل
قيم مشتركة
عمودها
الفقري حق
الآخر بالعيش
الكريم
وتفتيش
البشرية عن
طريق أفضل
لسلام متوازن...
في عالم اليوم
أين نحن من
هذه الروحية
ومن هذا
التسامح وأين
سلام المسيح
والرجاء بعالم
يسوده نفس
المحبة التي
تترفع عن
الأنانية والطمع،
عن الشر بكل
أشكاله،
والحقد بكافة
وجوهه؟
تسود
العالم موجة
من الجشع الذي
قاد ويقود بدون
شك إلى المزيد
من الأزمات
الاقتصادية
فعالم اليوم
المبنية
قواعده
الاقتصادية
على مبدأ
التنافس نحو
الأفضل أصبح
يشكو من زيادة
في الشراهة
ونمو في الطمع
وصار التفنن
في كثرة
الإسراف
وتكديس
المقتنى حاجة
ملحة فيه يتعلمها
الأطفال منذ
نعومة
الأظافر
ويمارسها الكبار
بدون توقف.
ففي السعي نحو
تنظيم التنوع ونشر
ثقافة السلام
نسي الكل بأن
روح هذه الثقافة
وأساسها مبني
على مجد الله
الذي ترنمت به
الملائكة في
تبشيرها
بولادة ملك
السلام على أن
ما نادى به هذا
الملك كان
مبدأ المحبة
لله ربا
وحيدا، لا
يشاركه فيها
ذلك الرب
الآخر الذي
حدده هو بالمال،
ومحبة القريب
الذي يمثل
البشرية
جمعاء، خاصة
في عالم اليوم
حيث أصبحت
الأرض قرية
صغيرة قربت
فيها
المسافات وسقطت
الحواجز.
وفي
المقابل تقف
ثقافة أخرى
تناقض أيضا
تعاليم
السلام لأنها
وإن بنيت
ظاهريا على
آيات تنادي
بمجد الله إلا
أنها تفتقر
لروح الله
وترتكز على
الحقد وهي
بذلك تبدو
وجها آخر
لعملة واحدة
تتنافى مع
تعاليم
الأديان التي
توجها ملك
السلام
ولخصها بروح
المحبة التي
ترافق مجد
الله وتواكبه
فتبرز رونقه
وتميزه عن
المجد الزائل
وتعطيه قيمته
المستمرة مع
الأجيال.
ونعود
إلى لبنان حيث
يعظم الشر
يوما بعد يوم
ويمزق
الانسجام
الحاصل من
تفاعل
الأجيال في ظل
دولة القانون
التي رعتها
خلاصة
التجربة
الفريدة
لمجموعات
بشرية عاشت
مراحل من
العنف في
تاريخها
الطويل
وحمتها أرض لبنان
لتسمح لها
بالاستمرار
في مواقع
ومناطق تميزت
عن بعضها
بالشكل
ولكنها
تشابهت
بالتفرد عن
تجارب المحيط.
هذا اللبنان
كان درة الشرق
ليس لأن مياهه
عذبة وجباله
خضراء في
منطقة تكثر
فيها الصحاري
ويسود
الجفاف، ولكن
تميزه كان
بكثرة
القديسين
والأتقياء من
كافة أبنائه
المنتشرين في
كل أرجائه؛ من
صوامع الحبساء
بأودية
الشمال إلى
مقامات
الأنبياء في
تلال الجنوب
مرورا بخلوات
العقلاء في الشوف
وحول الحرمون
كلها تنشد مجد
الله القائم
على المحبة
والزهد عن
مغانم هذا
العالم وتدعو
إلى عمل الخير
في كل موضع
وتقديم
الرحمة والعدل
على الجشع
والطمع
والحقد
والمغانم. فمن
ارتضى وجه
الله شريكا له
في تلك
المواقع لم يبتغ
من هذا العالم
فسادا ولا هو
دعا مرة إلى التقاتل.
ومن كان يعتبر
هؤلاء
الحكماء الزاهدين
في الدنيا،
الممجدين لله
والداعين إلى اتقائه
هو من استمر
في دفع روح
الخير في
لبنان ليصبح
البلد محجة
الأحرار
وموطن
الأخيار
وبرعم السلام
في هذا الشرق
الذي سادته
دوما أجواء
التقاتل
وارتفعت فيه
رايات العنف.
فهل في
دعوات
المنظرين
اليوم في
السياسة من يستمع
لأحد الحكماء
ويقبل
بإرشاداته؟
أم أن ضجيج العالم
ورنين الذهب
وموائد
الفساد تعمي
القلوب وتثير
الغرائز
وتكثر الحقد
حتى أن من
يدعون السير
في مواكب
المتدينين هم
الأكثر بعدا عن
جوهر الدين لا
بل هم من يصح
فيهم القول
بأنهم
المفسدون في
الأرض
الداعون إلى
خرابها والذين
لا يرون مجد
الله إلا من
خلال تمجيد
أنفسهم
وزيادة مظاهر
السلطة
والعنف التي
زهد عنها أهل
الحكمة
وفضلوا تلك
التلال التي
تقرب من الله
فعلا وتخلصهم
من شر التغطرس
والتبعية لأعدائه
الذين ينادون
بالقتل
والعنف
وينشرون
الرعب
ويزرعون في القلوب
يأسا بدل
الرجاء وحقدا
بدل المحبة.
فيا ملك
السلام هلا
نظرت إلى وطن
الأرز ملجأ كل
مظلوم،
بمناسبة حلول
هذه السنة
الجديدة، وتكرمت،
بوسع مراحمك،
بأن تمنح بنيه
فرصة أخرى
ليعيدوا بناء
جدران هيكل
المحبة
ويتعاونوا
على الخير بدل
التنافس على
الشر علّ هذه
البلاد تسهم
في تخفيف وطأة
الغضب الذي
سينتجه تكاثر
الحقد وإعادة
الثقة إلى النفوس
بأن السماء لا
تزال قريبة
وأن رأفتها متوفرة...
كل عام
وأنتم بخير...
كندا/تورنتو
في 1 كانون
الثاني/09