نداء
الى
اللبنانيين: هذا
هو موقفي
بقلم
عقل العويط
كان
مقدَّراً
لهذا المقال
أن يصدر غداً
الأحد، إلاّ
أني أتشرّف
بأن أنشره
صباح هذا
اليوم في صفحة
"أدب فكر فن"،
لأن أحداً لن
يقرأ الجرائد غداً.
فما فات
يكون قد فات،
ولن يعود ثمة
زمنٌ غداً للقراءة
ولا لإهدار
الوقت بمثل
هذا الترف.
ذلك أن الجميع
سيكونون مشغولين
بكيفية تدبير
شؤونهم
الانتخابية
وانتقالهم الى مناطق
اقتراعهم. ومن
يغتنم اليوم
فرصة الانتقال
الى
مسقطه،
فسيكون
مشغولاً غداً
ببذل آخر
المحاولات
لإقناع من لا
يزال متردداً
في خياراته الانتخابية.
لمن
أكتب
إذاً؟
من
جهتي أنا أكتب
من أجل نفسي
أولاً
وأخيراً. وأيضاً
من أجل قرّائي
القلائل
الذين لا
يزالون يعتقدون
بأن إبداء
الرأي
المتحرّر من
كل شللية غرائزية،
أو قطيعية،
أو طائفية، أو
مذهبية، أو
عصبية، أو مناطقية،
لقادرٌ حتى في
مثل هذا
اليوم، على
إحداث فرق
نوعي في
العملية الانتخابية.
حسناً.
فأنا أكتب
إذاً، إضافةً الى فائدة
العزاء
الشخصي، لأجل
هؤلاء
المواطنين
المترددين
الذين سيقرأون
ما أكتبه،
أأخذوا بما
أكتب أم لم
يأخذوا به.
يهمّني
أن يعلم
الجميع أن لا
أحد استطاع في
حياتي كلّها،
أن يملي عليَّ
موقفاً
وطنياً أو
سياسياً أو
انتخابياً.
فأنا، لم أبع
نفسي يوماً من
أحد، ولم أستزلم
لأحد، وأنا لن
أفعل ذلك
الآن. ولا
غداً.
يهمّني
أن يعرف
الجميع ذلك
جيّداً، لكي
يعرفوا بعد قليل،
أن موقفي الذي
أعلنه، هو
موقفٌ حرٌّ
مطلقاً،
وبراءٌ من كل
مصلحة أو قيد
أو شرط. وليعرفوا،
أن مَن يكون
موقفه هكذا، يستطيع
أن يملك
الشجاعة
المعنوية
لدعوة الناس
للإنصات الى
موقفه.
بناءً
على ما تقدّم،
فأنا أدعو
المواطنين المترددين،
بل المواطنين
جميعاً، الى
الانتخاب ضد. ومنعاً
للوقوع في
الإنشاء
اللغوي وفي
اللغو الكلامي،
فأنا أدعوكم
علناً الى
الانتخاب ضد
لوائح "الأب
الضال"، وهو الإسم
الذي أطلقه
صديقنا
الشهيد سمير
قصير على الجنرال
العائد
آنذاك، من
منفاه
الباريسي،
وذلك في
مقالته
"النهارية"
المؤرخة في 6 أيار من
عام 2005.
أدعوكم
إذاً وعلناً
وبدون
قفّازات ولا
مجاملات أو
فرك أيدٍ،
أدعوكم،
بضمير وطني
جريح، لكنْ
بدون ضغينة، الى الانتخاب
ضد لوائح
الجنرال وضدّ
حلفائه أجمعين
في كل لبنان.
أدعوكم
بوضوح، لأنه
لا ينفع إلاّ
الوضوح، أدعوكم
الى
انتخاب لوائح
سمير قصير في
كل لبنان: في زغرتا
وبشري والضنية
وعكار
وطرابلس والكورة
والبترون
وجبيل وكسروان
والمتن
وبيروت وبعبدا
وعاليه والشوف
وزحلة والبقاع
الغربي بل
البقاع كلّه وجزين
وصيدا والزهراني
والنبطية
وصور وحاصبيا
ومرجعيون
وبنت جبيل،
وحيث تدعو
الحاجة.
بسلطة
الحرية غير
المقيّدة
بغريزة أو
بطائفة أو
بمال أو
بمصلحة
شخصية، بسلطة
هذه الحرية المعنوية
التي أتباهى بها،
أدعوكم الى
إحداث الفرق
النوعي في العملية
الانتخابية.
صوتٌ
واحد من شأنه
أن يُحدث هذا
الفرق. فلا
تترددوا في
صناعة هذا الفرق.
تُكال
لنا الشتائم
من كلّ حدب
وصوب، بأننا
أبواق لفريق
سياسي محدد.
حسناً.
فليصرِّف
كلٌّ كبته وضغينته
وحقده،
ونفوسه
الصغيرة،
وغرائزه، حيث
يشاء،
وبالطريقة
التي يشاء.
الشتّامون
أواجههم
بالوضوح: فأنا
ضدّ.
أنا
ضدّ لوائح 8
آذار. ليس لأنني
مع، وإنما
خصوصاً لأنني
ضدّ. للذين لا
يفهمون جيداً
معنى الضدّ،
أقول بضمير
الأنا الفجّ
الصادق
الصريح
العلني المباشر
غير الموارب:
أنا ضدّ لوائح
8 آذار لأنها
ضدّي كمواطن
فرد، ولأنها
ضدّي كمواطن،
هو ضدّ
الديكتاتوريات
الأصولية
والدينية والسياسية
والشعبوية
والثقافية،
ولأنها ضدّ
فكرتي عن بلدي
ومدينتي
وقريتي ومكان
عيشي، وضدّ
أسلوبي الحرّ والديموقراطي
والعلماني في
التفكير
والنقد
وإبداء الرأي،
وضدّ مفهومي
للثقافة
وللسياسة،
ولأنها تقودني
الى حيث
لا أريد، بل الى حيث لا
أرى منفعة
لبلدي
ولمواطنيَّ
في ذلك.
للذين
لا يفهمون
جيّداً معنى
هذا الضدّ،
أقول لهم
بالجرأة
الأدبية التي
أفتخر بها،
ولا تريد
استفزاز أحد،
ولا النيل من
كرامة أحد:
أنا ضدّ لوائح
الجنرال
وحلفائه في كل
لبنان،
وخصوصاً في
المناطق
الانتخابية
الملتبسة
والمترددة،
والتي من
شأنها أن
تُحدث الفرق النوعي
في العملية
الانتخابية:
في زغرتا والكورة والبترون وجبيل وكسروان
والمتن
وبيروت الاولى
وبعبدا
وزحلة، وحيث
تدعو الحاجة.
الى
هؤلاء
المواطنين
المترددين
أقول:
انتخِبوا ضدّ.
إذا كنتم
تريدون أن تُحدِثوا
مثل هذا الفرق
النوعي في
العملية
الانتخابية. وأقول
لهؤلاء، إذا
كان يعنيهم
رأيي: بلدي
في خطر.
الحرية في
خطر. الديموقراطية
في خطر. المواطنية
الفردية في
خطر. مَن
يصدّقني
فليكفّ فوراً عن التردد.
ولينتخب لا مع، وإنما
ضدّ.
بعد
ساعات قليلة
من الآن،
سنذهب جميعنا الى أقلام
الانتخاب،
وسننتخب. بعد
ساعات من ذلك،
ستُعلَن
النتائج.
وسيربح مَن يربح
ويخسر مَن
يخسر.
حسناً.
سأقول الآتي:
أنحني
للإرادة الإنتخابية
أياً يكن
الفائزون.
وأدعو
الخاسرين الى
أن يتقبلوا
النتائج،
أياً تكن
النتائج.
بناءً
عليه، أدعو الى أن
يُعطى هؤلاء
الفائزون
القدرة على
تشكيل السلطة
التي يرونها
مناسبة
لتحقيق
برنامجهم السياسي
والأمني
والاقتصادي
والاجتماعي
للبنان.
وليتحمّل كل
مواطن
مسؤولية
خياراته.
أيها
المواطنون،
لم يعد في
المستطاع أن
نتحمّل وزر
الطريق
المسدود الذي
وُضِع بلدنا
أمامه.
نريد
أن نواصل
عيشنا، وأن
نفكّر في
حياتنا،
وحياة أهلنا
وأولادنا
وأصدقائنا،
والذين لا
يقاسموننا
الرأي نفسه..
نريد
أن نفكّر في
كتبنا، في
أدبنا، في
الثقافة، وفي
ثقافة السياسة.
نريد
أن نعود الى
بيروت عاصمةً
عالمية
للثقافة.
نريد
أن نبدأ بشيء
آخر، إضافي،
غير الشيء الذي
كنتُ أكتفي به
وأدعوكم اليه
قبل قليل.
لَكَم
أشعر بالعار
والمهانة،
لأني أكتفي
بموقف يعلن
أنه ضدّ. إذ لا
بدّ من اجتراح
رؤية ثقافية
وسياسية،
جوهرية،
تمكّن المجتمع
من إنتاج
ثقافة وطنية
تخلّصنا من
الطريق المسدود.
أريد
أن ينفسح
أمامنا
المجال
لننتقل من
موقف الضدّ الى
التفكير
الإيجابي
الجوهري
العملاني
الهادئ في شيء
نصنعه، ويكون
مع.
نريد
أن نكون
خلاّقين
ومبادرين
وإيجابيين وأصحاب
أفكار قابلة
للعيش والتطبيق.
نريد
أن نُمنَح هذه
الفرصة
المسروقة منا
منذ أن أفقنا
على هذه
الحروب التي
يشنّها
اللبنانيون
بعضهم ضد
البعض الآخر،
ويديرها
ضدّنا الآخرون:
إسرائيل،
أميركا،
سوريا
وإيران...
نريد
أن ننصرف الى
الأمل. الى
الحبّ. الى
الجنوح. الى
الاختراع. الى
الحياة
الكاملة.
**لا
أحد تقريباً،
سيقرأ
الجرائد غداً.
لذا يشرّفني
أن أستبق الغد
وأكتب اليكم
اليوم، عشية
هذا
الاستحقاق
الانتخابي
الخطير.
فالذين منكم سيقرأون،
ولن يجدوا
الوقت الكافي
للقراءة
الكاملة، فأنا
أدعوهم الى
أن يقرأوا
هذا المقال من
آخره.
أقول
للمواطنين، وخصوصاً
للمترددين
منهم: أيها
المترددون،
لا تترددوا
بعد الآن. لم
يعد أمامكم
سوى ساعات
قليلة
لتُحدِثوا
الفرق النوعي
في العملية
الانتخابية.
أدعوكم الى
أن تنتخبوا
ضد. في انتظار
أن ننتج حياة
سياسية كريمة
تشرّفنا أن نعلن أننا
مع.
وللذين
من هؤلاء لا يعرفون
معنى الضدّ،
أقول لهم أن
ينتخبوا مع. أمامكم
لوائح سمير
قصير في كل
لبنان،
فانتخبوها،
وخصوصاً حيث
تدعو الحاجة.
النهار
6 حزيران
2009