مقابلة من الكلمة أون لين مع المحامي الياس الزغبي

جيسيكا حبشي

22 حزيران/2009

موقع الكلمة أون لاين

*السيد حسن نصرالله يستشعر حالة ضيق كبيرة بعد ظهور نتائج الانتخابات وسقوط رهانه على الربح والانتصار

*الدافع الابرز في موقفه السلبي تجاه البطريركية المارونية٬ هي التطورات في ايران

جد نصرالله نفسه في حاجة ملحة لاعادة ضرب اطار حديدي على جمهوره الشيعي٬ اذ لا يمكن استقطاب هذا الجمهور الا بخطاب متشنج٬ طائفي٬ وفئوي لحشد الاستنفار حوله

*تهجم عون على البطريرك وتحذيره من فتنة مسيحية-شيعية في منطقة جبيل وكسروان يشكل الوجه الاخر لهجوم نصرالله على البطريركية

*عون يبحث عن رافعة معينة لكي يغطي فشله في الانتخابات وتراجع تأييد المسيحيين له

*ليس هناك خلط أوراق تحالفات بالمعنى السياسي العميق٬ ولقاء جنبلاط - نصرالله كان متوقعا منذ بضعة أشهر وهو يأتي في سياق حاجة حزب الله الاكيدة الى الانفتاح على مكونات لبنانية أخرى

*من المستغرب أن ينفتح حزب الله على الدروز والسنة وفي الوقت نفسه يهاجم طائفة أخرى تمثلها مرجعية كبرى هي بكركي

 

رأى القيادي السابق في "التيار الوطني الحر"٬ المحامي الياس الزغبي٬ في حديث لموقع "الكلمة أون لاين" الالكتروني أن السيد حسن نصرالله استبقى رده العنيف على البطريرك صفير الى ما بعد الانتخابات٬ "لعلمه أن أي رد من قبله سيؤدي الى نتائج عكسية في الانتخابات ضد حليفه الاول العماد عون"٬ معتبرا أن هذا الهجوم من قبل السيد نصرالله ضد البطريرك٬ بما يجسده من رمز لبناني ووطني وتاريخي ومشرقي٬ يؤكد أن نصرالله يستشعر حالة ضيق كبيرة بعد ظهور نتائج الانتخابات وسقوط رهانه على الربح والانتصار.

 

وأشار الزغبي الى أن الدافع الابرز في موقف نصرالله السلبي تجاه البطريركية المارونية٬ هي التطورات في ايران٬ "لذلك وجد نصرالله نفسه في حاجة ملحة لاعادة ضرب اطار حديدي على جمهوره الشيعي٬ اذ لا يمكن استقطاب هذا الجمهور الا بخطاب متشنج٬ طائفي٬ وفئوي لحشد الاستنفار حول قيادة حزب الله في الطائفة الشيعية٬ التي ورغم الارقام الكبيرة التي حققتها في الانتخابات لمصلحة حزب الله٬ الا انها تتململ بقوة من هذا الالتزام المطلق من قبل حزب الله بقيادة ولاية الفقيه٬ فكان لا بد لحسن نصرالله من أن يفتش عن هدف آخر لجمهوره كي يحشده ويشحنه ضد فريق كبير من اللبنانيين٬ تمثله بكركي كمرجعية وطنية".

 

أما عن تحذير الجنرال عون من فتنة مسيحية-شيعية في منطقة جبيل وكسروان٬ فرأى الزغبي أن هذا الهجوم الغير مباشر من قبل العماد عون ضد البطريرك٬ يشكل الوجه الاخر لهجوم نصرالله على البطريركية٬ "بمعنى أن العماد عون يحاول استثارة عطف شعب خسره في الانتخابات٬ واستغل ظهوره في منطقة كسروان كي ينبه المسيحيين من خطر غير موجود٬ هو خطر الفتنة المسيحية الشيعية". واضاف "هذه الفتنة غير موجودة ولم تكن في السابق٬ وحين وقع عون ورقة التفاهم مع حسن نصرالله بحجة مصالحة وتفاهم المسيحيين والشيعة٬ فهذه الورقة لم تؤدي الى ذلك لان المسيحيين والشيعة لم يتحاربوا بصورة مباشرة٬ وطوال ثلاثين سنة من الحرب الداخلية في لبنان ولم يكونوا بحاجة الى ورقة مصالحة أو تفاهم".

 

واعتبر الزغبي٬ ان العماد عون يبحث عن رافعة معينة لكي يغطي فشله في الانتخابات وتراجع تأييد المسيحيين له وهو بذلك يحاول اعادة تحريك العواطف المسيحية على أمور غير موجودة في الواقع". أما عن اللقاء بين نصرالله وجنبلاط٬ وعما اذا كان مؤشراً نحو تغيير في التحالفات فرأى الزغبي: "لا أعتقد أن هناك عملية خلط أوراق التحالفات بالمعنى السياسي العميق٬ فهذا اللقاء كان متوقعا منذ بضعة أشهر حين جرى التحضير له من خلال لقاءات ثنائية بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله على خلفية أحداث 7 أيار 2008 ". لافتا الى أن كل ما يمكن استنتاجه من هذا اللقاء٬ هو حاجة حزب الله الاكيدة الى الانفتاح على مكونات لبنانية أخرى٬ مستغربا انفتاح حزب الله على طائفة وانغلاقه على طائفة أخرى: "ينفتح على الدروز ولكنه في الوقت نفسه يقفل أبوابه ويهاجم طائفة أخرى تمثلها مرجعية كبرى هي بكركي".

 

ورأى الزغبي أن هذا دليل على تخبط وارتباك لدى حزب الله في هذه المرحلة٬ خصوصا بعد عاملين أساسيين هما خسارة الانتخابات والتطورات في ايران٬وقال: "قيادة حزب الله لم تستطع بعد حسم خياراتها اللبنانية الثابتة٬ فهي من جهة تريد أن تحمي نفسها وسط هذه المتغيرات الداخلية السياسية في لبنان٬ وأن تحمي نفسها وسط المتغيرات الاقليمية في الشرق الاوسط بدءا من ايران٬ ولكنها في الوقت نفسه ما زالت تربط نفسها بقرار موجود في ايران٬ وهي تراهن أن هذا القرار سيبقى كما هو أي بيد أحمدي نجاد وولي الفقيه خامنئي. وهذه المراهنات لحزب الله تجعل أدائه السياسي مرتبكا في هذه المرحلة٬ هو في حاجة الى مصالحات والى انفتاح على السنة وعلى الدروز٬ ولكنه يخطىء في الوقت نفسه في الانغلاق في اتجاه المسيحيين ومرجعيتهم الاولى التي هي بكركي