ماذا بعد
الوعيد؟
الياس الزغبي
الجمعة 5
آذار 2010
من
يرصد، في
الأيام
الأخيرة،
حملة التنديد
والتهديد
المتصاعدة ضد
شريحة
متنامية من
المسيحيين،
بعد انكماش
شريحة أخرى،
يدرك أنّ أصحاب
هذه الحملة
كانوا ينامون
على حرير
"شعبية"
المنكمشين،
فاستفاقوا
على ضمورها
المضطرد،
وصدمتهم صحوة
لم يتوقّعوها.
وفي
ارتباك
المصدوم،
وضعوا، وهم في
عجلة من أمرهم،
مخطّطا طارئا
بعد التشاور
في الغرفة المعتمة
المشتركة،
يقضي بوقف
المدّ الحيوي
"المقلق"،
بأيّ ثمن،
وتوزيع
مهمّات
التنفيذ العاجل
على
الاحتياطي
السياسي والاعلامي
و"الأمني"
الجاهز،
وشحنوا الوضع
العام وكأنّ
لبنان بات على
عتبة عاصفة
هوجاء تنذر
بحرب رعناء،
تحت ضجيج الاستئصال
والالغاء.
أهل
الحملة
وقادتها لا
يتركون مجالا
للشك في أنّهم
مكلّفون بث
التخويف
والتخوين، في
مواقف منسّقة
ومدجّجة بحشوات
مزدوجة،
يستحضرون
فيها القديم
والجديد، الصالح
والطالح،
المليح
والقبيح،
ويعيدون تجهيز
أقواس
المحاكم
العرفية،
ويأتون بخشبة
الجلجلة،
ويصرخون:اصلبوه!
عمّموا
على مقاتليهم
عقيدة قتالية
ذات عناوين
ثلاثة:
ضرورة
الانقضاض
الآن على
شريحة واحدة
فاعلة في
"ثورة الأرز"
لتدمير بنية 14
آذار
المتمرّدة
على اغتيالها.
أولوية
ازالة
العائق
"اللبناني"
الأخير أمام
مسيرة "إبادة اسرائيل".
وجوب
اسقاط
"الممانعة"
المسيحية
المعاندة
لنسف النظام
السياسي،
وفتح الباب
واسعا أمام
قيام الدولة
"القويّة
الوليّة الالهية".
ووراء
المقاتلين
المحلّيين
تقف دولتا
الدعم والمساندة:
قريبة
تسعى الى
استعادة
"مجد" لبناني
أضاعته منذ
سنوات خمس.
بعيدة
تريد تغيير
"وجه المنطقة
والعالم"
بأذرع خمس:
سلاح نووي،
حرس ثوري،
حماس
أصولي، نظام
بعثي، وحزب
الهي.
جميع
هؤلاء يشنّون
حربهم
"المقدّسة"
على فريق
لبناني واحد،
وفي حسابهم
أنّ استفراده
يشلّ حلفاءه،
طالما أنّ
الحرب "غير
مذهبية"،
وطالما أنّ
"الموقع
الرسمي" يفرض
الحياد،
والمصالحات
العربية توجب
التحفّظ،
فيأتي يوم
"الثورين
الأبيض
والأسود"
معا، وتخلو
الساحة من ثور
وثائر و..."ثورة
".
وكل
الأسلحة
مباحة في "حرب الالغاء"
الجديدة، بما
فيها تحريك
الغريزة الطائفية،
وفتح الضرائح،
ونبش العظام.
حفّارو قبور
محترفون،
خبراء محلّفون
في حكّ
الأحقاد ونكء
ذاكرة الفتنة.
ولا بأس في ايقاظ
الصراعات
المسيحية
وتشغيل أحصنة
طروادة، طالما
أنّ الأثمان
مدفوعة سلفا.
مكشوفون
جدّا هؤلاء، ألسنتهم
وأقلامهم
تفضح سرائرهم.
ولا
تكفي أصابعهم
المتوعّدة
للاختباء
وراءها .
مغامرون
كثر سبقوهم الى
الخطّة نفسها:
قبل ثلاثين
عاما أدّت
سياسة أسلافهم
الالغائية
الى
ظاهرة
تاريخية عند
المسيحيين،
ثمّ مجموع اللبنانيين،
اسمها بشر
الجميّل. وحين
بلغت الظاهرة
أوجها لم
يجدوا حيلة
لوقفها الاّ
الإلغاء.
اليوم،
يصنعون
بسياسة
التخوين
والعزل، ومن
حيث لا يدرون،
ظاهرة
تاريخية
جديدة.
عسى
ألاّ يكون بين
ورثة القتلة
من تتحرّك فيه
غواية الالغاء
مرة أخرى.
انهم أمام
عبثية الالغاء،
أمام استحالة ابادة
الأحرار.