40
سنة غفرانا
بقلم/الياس الزغبي
ابتلي
مسيحيّو
المشرق، وموارنتهم
بصورة خاصة،
عبر تاريخهم
المديد،
بحالات شاذة
وأمراض
اجتماعية
وسياسية
وظواهر
اضطراب وانحراف،
لكنّ الجسم
المسيحي
السليم المحصّن
بسلّم القيم
وقاعدة الايمان
استطاع
احتواءها
وتذويبها،
وبرئت
المسيحية
المشرقية من
أسقامها الى
حدّ كبير، ما
مكّنها من
مواجهة
الأخطار الخارجية
والصمود،
خصوصا على
امتداد القرن
العشرين.
لكنّ
العقد الأخير
من القرن نفسه
شهد ظاهرة خطرة
تمثّلت بخطّة
لنسف كل
المرتكزات
المسيحية وادخال
لوثة العنف
المنهجي
والمفتوح في
الصراع السياسي،
بعدما كان
العنف
المسلّح
محدودا في
الزمان والمكان
ومجرّد ردود
فعل
وانتقامات
موضعية. ويكمن
خطر هذه
"الثقافة"
الطارئة في
ثلاثة أبعاد:
استمرارها
حتّى اليوم،
اتخاذها
طابعا عموديا،
والضلوع فيها
تحت شعار
"حماية حقوق المسيحيين".
ولا
يخفى أن
القائمين
بهذا المخطّط التهديمي
تخطّوا مرحلة
بلوغ السلطة
والمال بعدما
حقّقوا
الكثير
منهما،
وباتوا في
مرحلة
متقدّمة من
تنفيذ
المهمّة
المكلّفين بها، وفي
ظنّهم أنهم ما
زالوا
مستورين
وقادرين على اكمال
المشروع الى
نهايته في
غفلة عن الرأي
العام
والجمهور الغفور،
أو أنهم
يدركون
انكشافهم ولم
يعد يهمّهم ما
يقال عنهم،
مثل العراة الذين
فقدوا الاحساس
بالحياء،
والمدمنين
الذين لا
يملكون سوى
هاجس
المعاقرة.
فبعدما
أطلق هؤلاء
دورة العنف
والكراهية، برمجوا
خطابهم
السياسي
والاجتماعي
وتصريحات مسؤوليهم
وبثّهم الاعلامي
والالكتروني
وألسنتهم في
القرى وبين
البسطاء
للحفر في
ذاكرة
الجروح،
والنكء في
حرمة
المرجعيات
المسيحية،
وعملوا على ضرب
الأسس الخمسة
التي يرتكز
عليها الحضور
المسيحي في
لبنان وهي:
الكنيسة،
والمؤسسات
السياسية (الأحزاب
والرئاسة)،
والثقافة
والتربية
(الجامعات
والمعاهد ووسائل
الاعلام
)،
والاقتصاد
(مؤسسات
واستثمار
ونقابات)،
والاساس
الاجتماعي
(شرذمة
العائلات
وترويج
التنابذ في
البيت الواحد
والقرية
والحي).
كل
ذلك تحت راية
اتهام
ضحاياهم ببثّ
الحقد والكراهية
على طريقة أبلسة
الاخرين،
فهل هناك شرّ
أشدّ من هذا
الشر، وهل من
دليل أقوى من
هذا الدليل
على خطورة ما
يفعلون؟
واليوم،
نزع أهل
المخطّط
الورقة
الأخيرة عن عورتهم،
فطوّبوا
سلاح "حزب
الله" الى
ما بعد عودة
فلسطين،
وشكروا الله
على حصر السلاح
في يد "حزبه"
منعا للحرب
الأهلية (يعني
أن طرفا واحدا
كان يجب أن
يملك السلاح
خلال الحرب
اللبنانية لئلاّ
تقع، من هو؟ ولم يكن
هناك لزوم للسلاح
في مواجهة
الفلسطيني
والسوري
وحلفائهم
اللبنانيين!)،
ونزّهوا
القضاء
السوري من السياسة،
وهنّأوا
أنفسهم فلم
يعد لهم سوى
عدو واحد:
البطريرك ومسيحييو
14 اذار.
مشروع
خطير؟ نعم،
ولكن خطورته
بدأت تتضاءل
مع انكشافه،
فالمعرفة شرط
أوّل للعلاج.
وكل مسيحي
لبناني ومشرقي
يفتح عينيه
على الحقيقة
يشارك في انقاذ
نفسه وبيئته
من هذا الخطر.
في
قرانا
اللبنانية
الطيّبة،
خلال طفولتنا،
كانت
أمّهاتنا
القدّيسات
يقلن لنا: اذا
قتلتم "أبو بريص" (حيوان
صغير من
الزواحف، ذو
لسعة مؤذية )
تنالون
غفرانا 40 يوما .
والان،
كل من يهدي
ضالا من
أخوتنا
الصغار
المخدوعين،
وينتشله من
وحول
المشروع،
ينال غفرانا 40 سنة،
ويندرج اسمه
في لائحة
الشرف المسيحية.