المخدّر
الأخطر
بقلم/الياس
الزغبي
لم
تعد المسألة
سرّا . هناك
رجل مكلّف
تكليفا شرعيا
بتسخيف
القضايا
الرئيسية وابدالها
بأمور ذيليّة.
منتدب
عن قوى واضحة
تريد اشغال
الناس عن أساس
وجعها
وقلقها،
والغرق في
هموم ومتاهات افتراضية،
واشغال
لبنان عن ذاته
وأثقاله وأحماله
وآماله فلا
يبني دولة،
ويبقى ورقة في
مهبّ الريح.
بحثوا
عنه كثيرا،
"اشتغلوا"
عليه طويلا،
منذ كان في
بداياته، في
مؤسسة رسمية
لا تطالها
الشبهات.
درسوا نوازعه
وأوهامه
وأسقامه، فوجدوا
فيه ضالّتهم
وصاحب
الشخصية
المركّبة، النموذجية
للتكليف
والتوظيف،
ودفعوه الى
الواجهة، على
مراحل، جذبا
وصدّا، مرّة
بصورة بطل أو
قدّيس، وأخرى
بصورة منقذ،
وثالثة بصورة
ضحيّة،
ورابعة بصورة
سيف النصارى،
وخامسة بصورة
راجم الفساد
وهادي
العباد...
أوهموا
الناس
بأقنعته
المتعدّدة ،
فانطلت على
طيبتهم البربارة
السياسية،
وتهافتوا اليه،
وهتفوا له،
وبايعوه،
وبينهم عقلاء
وأصحّاء كثر،
بعضهم
شفي،
ومعظمهم نخره
الوهم والداء فأعمته
الخدعة
الجحيمية.
وحين استوى به
المقام
الشعبي،
واطمأنّ الى
جموع
المخدوعين،
أسكرته صورته
في ماء النرجس،
ورفع الستر عن
وجهه الصحيح،
فظهر عاريا من
ورقة التوت،
وانكشف على
أصله وفصله
ودوره
ودورانه،
وخذل مشغّليه
والمراهنين
عليه، وضاع
تعب نصف قرن،
سقط الطلاء
ووقف عاريا
أمام الحقيقة
كما خلقته يا
رب.
اليوم،
يلجأ الى
آخر ابداعاته،
يحاول اختراع
طلاء جديد –
قديم ، اسمه
المخدّرات،
لعلّه يخدّر بها من
يحاول أن
يستيقظ من
الغارقين في
النعاس الفكري:
-
يمنع الكلام
في سلاح "حزب
الله"، والاّ
يسقط الحوار.
-
يمنع
السياسة من
خوض
الانتخابات
البلدية، والاّ
ينسحب من مجلس
الوزراء.
-
يمنع الحديث
عن المعسكرات
خارج المخيّمات،
والاّ
"اذهبوا واسألوا
وزيري الدفاع
والداخلية".
-
يمنع الاشارة
الى
اشتباكات
الضاحية وصور
وبعلبك والهرمل
وقوسايا،
والاّ
التلويح
بعيون أرغش.
-
يمنع النقد
في العلاقات
اللبنانية – السورية
، والاّ
فالعودة الى
الوصاية.
-
يمنع
المطالبة
بمصير
المفقودين في
سوريا، والاّ
فالنبش في
القبور
والأحماض
النووية
للحرب.
- يمنع الاشارة الى ولاية
الفقيه، والاّ
فوضع الأمور
في "نصاب 7
أيّار".
آخر صرعات هذا
المكلّف
الشرعي،
صراخه في
المخدّرات: انها
الشيطان
الأكبر! لا
يعلو صوت فوق
صوت المعركة
ضدّها!
كل
آثام لبنان هي
هنا، فلتقطع
ألسنة من يتساير
بغيرها.
كل
أوجاع لبنان
هي هنا، هي
المشكلة
والحل: لا سلاح
غير شرعي، لا
حدود سائبة،
لا دولة
مفخّخة، لا
مفقودون الاّ
في المقابر،
لا خطر على
الدولة
والكيان، أفندم
كلّو
تمام .
المخدّرات !
انتبهوا،
لبنان كلّه
مخدّر.
صحيح هذه هي
مشكلة لبنان:
تخدير العقول.
احذروا
هذا المخدّر
الأخطر، مع
أنّ سحره بدأ
يتلاشى
بارتداده على
لاعبيه.
بيروت
في 14 نيسان/2010