نعي الاستراتيجية
بقلم/الياس
الزغبي
هل
بدأت حملة
"حزب الله" –
دمشق على
الرئيس ميشال
سليمان تأخذ
مفعولها
وتعطي
ثمارها،
فتحقّق هدفها
المركزي: اخراج
مسألة السلاح
من التداول
وتجويف طاولة
الحوار من
موضوعها
الوحيد؟
الواضح
أنّ الحملة، اذا لم تكن
قد تركت أثرا
مباشرا على
مواقف الرئيس
سليمان نفسه،
فهي، على
الأقل، دخلت الى عقر
داره، وأصابت
واحدا أو أكثر
من فريق عمله.
نائب
رئيس الحكومة
وزير الدفاع الياس
المر عارض
استيعاب سلاح
"حزب الله" في
الجيش والتخلّي
عن توازن
الرعب
و"تقديم هدية الى اسرائيل"،
بدون أن يشير،
ولو تلميحا، الى
البديل.
هذا
موقف يعني،
ببساطة، الابقاء
على ثنائية
سلاح الجيش
اللبناني
و"حزب الله"، والاقرار
باستقلالية
الثاني تحت
عنوان "توازن
الرعب"،
والتسليم
بمرجعية أمر
واقع منفصلة
عن مرجعية
الدولة.
بعيدا
عن ربط كلام
المر بالمنبر
الذي أطلقه منه
(تلفزيون "المنار")،
ومدى تأثّر
قائله بمناخ
المكان والظرف،
يجب تسجيل
ابتعاده عن
موقف رئيس
الجمهورية في
حديثه الأخير الى صحيفة
"الشرق الاوسط
" الذي أكّد
فيه أولوية
الجيش في
مواجهة اسرائيل،
ومن بعده
مقاومة كل
الشعب
اللبناني،
مستبعدا ضمنا حصرية
مقاومة "حزب
الله".
وزير من فريق
الرئيس "
يصوّب" أو
"يصحّح" أو
"يعدّل" أو
"يناقض" ما
أعلنه رئيسه،
فهل هذا مجرّد
اجتهاد أو
استرضاء، أم
تغيير تحت ضغط
الحملة، وهل
تلفح النار
أطراف الثوب
الرئاسي فقط
أم بدأ الحريق
يهدّد الجسم
نفسه؟
لقد
اكتفى المر بالاشارة الى طلب
هيئة الحوار
الوطني من
وزارة الدفاع
وقيادة الجيش
"البدء
بتحضير تصوّر للاستراتيجية
الدفاعية" والى
"جمع
أفكارنا"،
وكأننا ما
زلنا، بعد 4
سنوات، في
مرحلة
"البدء"
و"جمع
الأفكار"،
بما يؤكّد أن
المواقع
الرسمية
تتهيّب البحث
في السلاح
وترضخ لبقائه
خارج الاطار
الشرعي ،
مستقلا في
قراره ، وفي
امتلاك "سر" الممانعة
ساحة وتوقيتا
ووسائل، وفي
"لغز"
ثلاثية
المواجهة في
لقاء دمشق
الشهير.
ولا
يخفى أن هذا
الرضوخ يجعل
"طاولة"
الحوار غير
ذات معنى ،
خاوية،
موحشة، لأنّ الاقرار
المسبق
باستقلالية
سلاح "حزب
الله" ينسف
مسبقا جهود
البحث عن الاستراتيجية
الدفاعية،
ويبقي على
الصيغة
الراهنة التي
يريد "حزب
الله"
تثبيتها بعد
اختبارها
"الناجح" في
حرب 2006، فلا
لزوم للبحث عن
بدائل واستراتيجيات
غير مجرّبة!
هي
صيغة الأمر
الواقع، تجعل
مؤسسات
الدولة في وضع
المتلقّي
وليس الشريك
أو صاحب
القرار.
واللقاء
الثلاثي في
دمشق خير
نموذج : لبنان
الرسمي
المغيّب يتسقّط
النتائج،
والغائبة
الكبرى كانت
وزارة الدفاع
اللبنانية
المعنية قبل
سواها بمسألة
المواجهة
والحرب.
لا نريد أن
نصدّق أنّ
وزير دفاعنا
مقتنع بهذه الصيغة
التي أوعز بها
عبر لسان "حزب
الله". ولا
نريد أن نصدّق
أنّ وزيرا
ينكر رئيسا،
بهذه
السهولة،
وقبل طلوع
الضوء.
23 آذار/2010