المسيحيون..
وتحدّي "أي
لبنان
يريدون؟"
المستقبل
- السبت 20 كانون
الأول 2008 - عبد
السلام موسى
المسيحيون
في قلب
المواجهة،
وانتخابات
العام 2009 إذا لم "تُعطل"
من المحور
السوري - الإيراني،
تشكل
اختباراً
حقيقاً
ومصيرياً يتعلق
بـ"أي لبنان
يريدون؟". لبنان
الحر والسيد
والمستقل،
بعيداً عن أي
وصاية،
دفعتهم في
الماضي
للنضال
طويلاً، ودفع
الفاتورة
غالياً، من أجل
التحرر من
ظلمها
واضطهادها،
قبل أن تكون اللحظة
التاريخية،
في 14 آذار 2005،
بعد زلزال
استشهاد
الرئيس رفيق
الحريري، حيث
التقوا مع
شريكهم
المسلم،
بغالبيته
السنية
والدرزية
وشيعته "الأحرار"،
على مبادئ
قيام الدولة
الواحدة
القادرة والعادلة،
لا دويلات
المربعات الأمنية
والسلاح غير
الشرعي،
وبدأوا مسيرة
تكللت بتحرير
الوطن من
وصاية قبضت
على أنفسهم طوال
30 عاماً،
وتعمدت بدماء
شهداء
الاستقلال
الثاني، وفي
مقدمهم
مسيحيون
طليعيون،
كالوزير الشاب
بيار الجميل،
وجبران
تويني، وجورج
حاوي، وسمير
قصير، وباسل
فليحان،
وفرنسوا الحاج،
كانوا يحملون
شعار "لبنان
أولاً"،
ويعملون بصدق "لأجل
أن يبقى لبنان".
في
المقابل،
يتمادى فريق
من
المسيحيين،
وعلى رأسه
النائب ميشال
عون، وبعض
حلفائه من جماعة
"شكراً سوريا"،
في "ارتهان" الشارع
المسيحي
لمشاريع
خارجية، تبقي
لبنان "ورقة
مساومة" يقدمها
المحور السوري
الإيراني،
على طاولة
مفاوضاته مع
المجتمع
الدولي
وإسرائيل. ويتمادى
أكثر،
محاولاً في
زيارته "التاريخية"
إلى سوريا،
التي أصبح "صديقها"
فجأة، بعد أن
كان "خصمها
اللدود"،
تبرئة ذمة
نظامها
الأسدي من
جرائمه بحق
المسيحيين
واللبنانيين،
والتي حتى
الأمس القريب
كان يتهمها
بأنها وراء
مصائب لبنان.
أسئلة
.. "الاعتذار"
وهنا
يستوجب
التذكير
بسابقة
سيحفظها
التاريخ
للجنرال، وهي
مطالبته
اللبنانيين
بالاعتذار من
الجانب
السوري!. فهل
يا ترى سـ"يهضم"
المسيحيون
طلباً كهذا،
يقول
لشهدائهم: "اعتذروا
من "القاتل"،
وعفا الله عن
ما مضى"، لأن
الجنرال يطلب "الرضى"،
ويقدم أوراق
اعتماده من أجل
أن ينصبه
السوريون
بطريركاً
سياسياً على المسيحيين
في لبنان،
وبالتالي
يفوضونه باحتكار
التمثيل
المسيحي داخل
صفوف "8 آذار"،
عبر الضغط على
حلفائهم، ولو
كان ذلك،
يتناقض مع
كلامه في وقت
سابق، "لو
تكلمت طائفياً،
فانبذوني"! فالتناقض
بات سمة تطبع "مزاج"
الجنرال المتقلب
منذ عاد من
منفاه
الباريسي،
والذي يبتدع
للمسيحيين "فزاعة
التوطين"،
ويخيفهم من "البعبع
السني" الذي
يريد أكلهم،
غير أن كثيراً
في تياره "الوطني
الحر"، عندما
تسألهم عن
وثيقة
التفاهم مع "حزب
الله"، يبررون
كمن يتهم "حزب
الله"، بـ"أننا
جنبناً
أنفسنا خطر
سلاح "حزب
الله"، وما
حدث في 7 أيار
دليل على ذلك؟".
.. تعديل
الطائف وخطر "المثالثة"
ولا
تقف الأمور
عند هذا الحد،
بل تبعث على "قلق"
بات يكتنف
النفوس، من أن
تكون دعوة
الجنرال لـ"تعديل
الطائف"، من
درج جامعة دمشق،
مقدمة للوصول
إلى المثالثة
بدل المناصفة،
التي يعمل
لأجلها
المحور
السوري
الإيراني،
والمبنية على
تبدل الواقع
الديموغرافي،
لصالح المسلمين،
والتي من
شأنها أن تأخذ
من المسيحيين
بدل أن تعطيهم.
ولعل أسئلة
عضو كتلة "القوات
اللبنانية" النائب
ايلي كيروز،
في جلسة المساءلة
العامة
للحكومة،
تبحث عن أجوبة
شافية، فقد
وضع كيروز "الإصبع
على الجرح"،
ووافقه
كثيرون،
عندما سأل "هل
يريد
المسيحيون
تغيير أو تعديل
الطائف حيث
الخطر أن نكون
في صدد معالجة
مشكلة، فنقع
في مشكلة أدهى
وأخطر. وبالتالي
هل يريد
المسيحيون
الوصول إلى
المثالثة بدل
المناصفة؟".
يؤكد
المحلل
السياسي
الياس
الزغبي، أن "اتفاق
الطائف ليس
مقدساً، ولكن
تعديله في هذه
الظروف
السياسية
والأمنية،
يعني فتح مصير
المسيحيين في
لبنان على
المجهول"،
ويسأل "من
يضمن إذا فتح
باب
التعديلات في
الطائف والدستور
اللبناني، أن
يكون حضور
المسيحيين
السياسي أفضل من
الوضع الذي هم
عليه اليوم".
من
جهته، يرى عضو
المجلس
الدستوري
البروفسور
أنطوان مسرة "أن
بعض الجهات
المسيحية
تنتابها
تاريخياً عقد
نفسية في
الخوف وإثارة
المخاوف. لذا
يستغل بعض
السياسيين
هذا المعطى
النفسي في
سبيل التعبئة
النزاعية،
وعندما أقول
هذا الكلام،
لا استثني
طوائف أخرى
أيضاً".
يقول
مسرة "بعد
اتفاق
الطائف،
المسيحيون
وضعياً في أفضل
حالة في
تاريخهم، أما
واقعياً
فالأمر مختلف"،
لماذا
وضعياً؟ يجيب "لأن
اتفاق الطائف
أقر المناصفة
في التمثيل، ولأن
قيادات
إسلامية
تطالب
بالاستقلال
والسيادة
بجرأة وحتى
الاستشهاد،
ولأن قرارات
الأمم المتحدة
المتتالية
تصب في سياق
حملة استقلال
وسيادة لبنان،
ولأن القناعة
الراسخة لدى
الطوائف الإسلامية
في الكيان
تعمقت"،
مذكراً بـ"جولات
جامعة الدول
العربية خلال
الأزمة الأخيرة،
في سبيل
انتخاب رئيس
الجمهورية
الماروني".
ويسأل
"ماذا يريد
أكثر من ذلك
بعض
المسيحيين
الذين هم في
حالة اصطفاف
وخوف وتخويف؟"،
ويعتبر "أن
الموضوع
يحتاج إلى
علاج نفساني
أكثر من معالجة
عقلانية،
بحسب مفاهيم
الدستور وعلم
السياسة".
ويذهب
مسرة أبعد من
ذلك في توصيفه
للواقع، إذ يشير
إلى "أن بعض
الجهات كانت
تفكر دائماً
بمنطق
النفوذ، ولكن
بعد اتفاق
الطائف تحول
منطق النفوذ
إلى منطق
الدور. فإذا
افترضنا أن
المسيحيين
خسروا شيئاً
في ما يتعلق
بالنفوذ، لكن
موقعهم كدور
أصبح أكثر أهمية
على المستوى اللبناني،
ذلك لأن رئيس
الجمهورية لم
تنتقص صلاحياته،
والمادة 49
الجديدة نقلت
مفهوم
الصلاحيات
إلى مفهوم
الدور، إذا
تضمنت إضافة
تقول إن رئيس
الجمهورية
يسهر على
احترام الدستور،
وله الحق في
مراجعة
المجلس
الدستوري،
وتوجيه
الرسائل إلى
مجلس النواب".
ويضيف
"لقد تم
الخروج من
المعني الضيق
للصلاحيات، إلى
مفهوم جامع،
يقول إن رئيس
الجمهورية هو
الحكم، كما في
لعبة كرة
القدم، وليس
شخصاً يساوم على
المبادئ،
إنما يحمل
المعايير
ويطبقها، ويطرد
من الساحة من
يخرج عن هذا
المعايير، وهذا
العمل الشاق،
يتطلب متابعة
يومية، وفي
هذا السياق
يمكن القول إن
رئيس
الجمهورية هو
المجلس
الدستوري،
قبل الدستوري
المؤسسي". ويشير
إلى أن "لبنان
قد عاش هذه
الفترة، في
عهد الرئيس
فؤاد شهاب،
الذي مارس دور
السهر على
احترام الدستور".
أما
عربياً
وإسلاميا،
والكلام
لمسرة، "فقد
أصبح
للمسيحيين في
لبنان أهم
دور، خصوصاً
بعد انتشار
التعصب،
والتيارات
المتطرفة والإرهاب،
فيما يبقى
لبنان، هو
الصورة الحضارية
والمستقلة
والايجابية
للإسلام المتفاعل
مع الأديان
الأخرى، في كل
البلدان العربية".
مغامرة
فتح "صندوق
الشرور"
يشبه
الزغبي "فتح
النقاش حول
تعديل الطائف"
بـ"فتح
الصندوق
الأسطوري
المعروف باسم "الباندورا
بوكس"، أي
الصندوق الذي
يحوي كل
الشرور،
وبالتالي حين
يتم فتحه،
ستخرج منه هذه
الشرور،
وتصفع واقع
المسيحيين
وآمالهم". لذا،
يعتبر "أن من
يدعو إلى فتح
الطائف يغامر
بمصير المسيحيين،
ومن خلالهم في
الشرق"،
ويتساءل "هل
من يضمن أن
الشيعة قبل
السنة،
سيسكتون عن حصة
المسيحيين في
المناصفة؟
وهل سيقبلون
ببراءة
سياسية عاطفية
إكراماً
لميشال عون
وسواه بأقل من
منصب نائب
رئيس
الجمهورية،
أو بمداورة
معينة على موقع
الرئاسة،
خصوصاً أنهم
باتوا يستشعرون
بقوة فائضة،
بفعل سلاح "حزب
الله"،
وامتداده
السوري
الإيراني".
ويضيف
"مساكين
أولئك الذين
يفترضون "حسن
النية" لدى "حزب
الله"، وفي
الحسابات
السورية
والإيرانية،
وكأن
المسيحيين هم "الابن
المدلل" لديهم،
ولا يرضون
بأقل من إطلاق
يدهم في أي نظام
في لبنان".
أما
البروفسور
مسرة، فيعتبر "كل
مطالبة
بتعديل
الطائف تعبر
عن جهل تام
لكل ذاكرة
الطائف، لأن
كل سطر
بالطائف كان
ثمرة أوراق
عمل،
ومداولات
ونقاشات بين
أحزاب وطوائف
وهيئات
مختلفة. وقد
ألفت كتاب
بعنوان "جذور
وثيقة الطائف"،
وفيه الوثائق
التي سبقت
الطائف،
وتؤكد أنه إنتاج
لبناني أصيل
في جوانبه
الداخلية".
.. وضرب
مرجعية
الكنيسة
والرئاسة
لم
يكتف النائب
ايلي كيروز،
في مداخلته في
مجلس النواب،
بالسؤال عن
تعديل الطائف
فقط، بل سأل
أيضاً "هل
يرغب
المسيحيون
الذين عرفوا
برهانهم الدائم
على الدولة،
في الرهان
الأعمى على
سلاح خارج
الشرعية (سلاح
"حزب الله"،
وسلاح
الميليشيات
السورية) يرتبط
بمرجعية
خارجية؟". وللربط،
يتناغم كلام
كيروز، مع
تأكيد منسق الأمانة
العامة لـ"14
آذار" فارس
سعيد، في حديث
صحافي، على
مسألة محورية،
وعلى جانب
كبير من
الأهمية،
بقوله "إن
سوريا تريد من
النائب ميشال
عون ضبط حركة
رئيس
الجمهورية
والكنيسة
المارونية"،
وسؤاله، عمّا "إذا
كان الرأي
العام
المسيحي
سيقبل بتعطيل
العماد عون لمرجعيتي
الرئاسة
والكنيسة؟
وهل سيقبل أن
تكون وظيفة
عون تعطيل
الحياة
السياسية
للمسيحيين؟،
وهل سيسمح
المسيحيون أن
تكون وظيفة
عون تعطيل
الدينامية
المسيحية؟".
تعقيباً
على ما سبق
ذكره، يقول
الزغبي "إن
أخطر ما يقوم
به ميشال عون
هو السعي إلى
ضرب
المرجعيات
المسيحية،
وتحديداً
المارونية،
فكل الشعارات
التي يطرحها
تحت مسميات "مسيحيي
الشرق" و"صلاحياتهم"
في لبنان،
ليست سوى دخان
يعمي به أبصار
بعض السذج من
المسيحيين
والموارنة،
خصوصاً حين
يطرح بشكل
فاقع تحالف
الأقليات في
وجه الأكثرية".
وفي
هذا السياق،
يؤكد مسرة "أن
هناك ضرباً
لكل
المرجعيات
المؤسساتية،
والأحزاب
الكيانية. هناك
أحزاب كيانية
ارتبطت
نشأتها
بالكيان. وفي
المقابل،
هناك أحزاب
مستجدة،
لديها في بعض
الأحيان
سلوكيات خارج
الكيان". ويشبه
هذه المرحلة
بـ"المرحلة
النازية، حيث
صار هناك ضرب للمفاهيم
والقيم
والمرجعيات،
وبالتالي يجب
أن نكون حذرين".
فخ
"تحالف
الأقليات"
ويفند
الزغبي موضوع "تحالف
الأقليات" بالعودة
إلى التجارب
التاريخية،
إذ يشير إلى "أن
المسيحيين
جربوا مرتين
على الأقل،
الخوض في
تحالف
الأقليات،
ودفعوا ثمن
التجربتين دموعاً
ودماءً
وتهجيراً
وانكساراً
وانحداراً في
الدور والفاعلية.
التجربة
الأولى في
العام 1976 مع النظام
الأقلوي
السوري،
والتجربة
الثانية في
العام 1982، مع
الدولة
الأقلوية
الإسرائيلية".
يشدد
الزغبي الذي
كان من مؤسسي
التيار الوطني
الحر "على أن
المسيحيين ما
زالوا حتى
اليوم،
يعيشون
الآثار
الخطيرة
لتجربة الخوض
في تحالف
الأقليات". ويعود
إلى التساؤل
مجدداً،
غامزاً من
قناة الجنرال
عون" كيف يمكن
أن يكون هناك
عاقل مسيحي
يسمح لنفسه بأن
ينجر وراء تجربة
ثالثة مدمرة،
يحاول ميشال
عون أن يقود
المسيحيين
إليها".
في
المقابل،
يوجه الزغبي
البوصلة، في
سياق تسخيره
التاريخ
كأساس للانطلاق
نحو مستقبل
يحفظ دور
المسيحيين في
لبنان والمنطقة،
ويتحدث
باختصار عن
أربع تجارب ناجحة،
في التاريخ
الحديث،
أنتجت حضوراً
ودوراً
وفاعلية
للمسيحيين.
التجربة
الأولى عام 1915،
في ساحة
الشهداء، حين
علق
المسيحيون
والمسلمون
على أعواد
المشانق،
دفاعاً عن
قيمتين كبيرتين،
هما الحرية
والهوية،
الحرية ضد
الحكم التركي،
والهوية
العربية ضد
التتريك.
التجربة
الثانية عام 1943،
في الاستقلال
الأول، الذي
تضامن
المسيحيون
والمسلمون
معاً لتحقيقه.
التجربة
الثالثة في
السبعينيات،
وكانت "خلاقة"
في عهد الرئيس
فؤاد شهاب.
التجربة
الرابعة عام 2005،
في ساحة
الشهداء
أيضاً، حيث
التقى
المسيحيون
والمسلمون،
لتحقيق
الاستقلال
الثاني، وتحرير
لبنان من
الوصاية
السورية.
يعتبر
مسرة "أن هناك
لدى بعض
المسيحيين
إدراك نفسي
بالحاجة إلى
الحماية. وبعض
الزعامات
تستغل هذا اللاوعي
لدى بعض
المسيحيين،
عبر إبراز
الحاجة إلى
الضمانة". ولكن،
يقول مسرة "مصلحة
المسيحيين
ليست في نوع
من الذمية
المستجدة،
وليست في
الاستتباع،
وليست في
الزيارات لإعلان
الطاعة لأي
جهة،
فالحماية
الحقيقية يؤمنها
الدستور،
خصوصاً
لمسيحيي
لبنان، فهم غير
الأقباط في
مصر،
المسيحيون في
لبنان لهم دور
في الثقافة
والتجارة
وغيرهما،
ولهم موقعهم
في النظام
السياسي".
حلف
الأولويات
يحفظ ريادة
المسيحيين
هذه
التجارب التي
ذكرها
الزغبي،
تجعله يؤكد "أن
الحلف الذي
يجب أن يسعى
إليه
المسيحيون، هو
حلف
الأولويات،
وليس
الأقليات". ويشير
إلى "أن "14
آذار" هي
نموذج حي وقوي
وخلاق لحلف
الأولويات،
أي لبنان
أولاً،
والاستقلال
أولاً،
والديموقراطية
أولاً،
والعدالة
والحقيقة أولاً".
ويشدد
على أنه "حين
ينخرط
المسيحيون مع
المسلمين في
حلف الأولويات،
خصوصاً السنة
منهم، بما
يعني مع الأكثرية
الساحقة في الشرق
الأوسط
والعالم
العربي، يكون
المسيحيون في
هذا الحلف
يكتبون حقيقة
دورهم،
وريادتهم،
وتأثيرهم في
بيئتهم
اللبنانية
والعربية،
وفي العالم.
اختيار
"التاريخ" أم "الخيار
الطارئ"؟
ما
سبق ذكره يبقى
"مرهوناً
بصناديق
الاقتراع"،
بحسب سعيد، ما
يدل على الدور
المحوري للمسيحيين
في تقرير مصير
لبنان في
الانتخابات النيابية
المقبلة، كون
مناطقهم
ستشهد "أم
المعارك". وفي
هذا السياق قد
يكون الكلام "الأنكى"،
الذي يحمل في
طياته "استخفافاً"
بالعقل المسيحي
المتنور
والمتطور، أن
يخاطب "قنديل"
النظام
السوري
المسيحيين،
ويحصر مهمتهم
الانتخابية،
في الاقتراع
لمرشحي
النظام
السوري، في
سياق "ترغيبي"
"تخويفي". وبدا
لمراقبين أنه
من المهم جداً
أن يفهم الناخب
المسيحي،
رسالة "القنديل"،
والأهم أن
يسأل عون عن
رأيه فيها، وموقفه
مما تضمنته؟
في
هذا السياق،
يشير الياس
الزغبي إلى
مفارقة "أن
الطوائف
اللبنانية،
لم تكن في
السابق قد
حسمت خيارها
اللبناني
الصريح، وقد
حسمته قبل 4
سنوات. وأبرز
هذه الطوائف
السنة
والدروز. في
المقابل، كان
المسيحيون
حسموا خيارهم
اللبناني منذ
انطلاق فكرة
لبنان،
وكانوا في أساس
هذه الفكرة،
أما اليوم
فيجدون
أنفسهم ممزقين
بين هذا
الخيار التاريخي،
وبين خيار
طارئ على
بيئتهم، وعلى
وجدانهم
الوطني،
يمثله اليوم
النائب ميشال
عون، وبعض
القوى
المسيحية
الملتحقة
أساساً بهذا
الخيار
الخاطئ".
ويقول
"يكاد الجميع
يلتقون على
القول إن حسم
الخيار اللبناني
الصحيح، يقع
على
المسيحيين،
قبل سواهم من
شركائهم في
الوطن"،
مؤكداً "أن
الثابت الذي
كان في
التاريخ، لن
يصبح متحولاً
أو متغيراً في
المستقبل
القريب".
يختم
الباحث
الأكاديمي
أنطوان مسرة
كلامه بالقول "لن
يصيب
المسيحيين في
لبنان، إلا ما
يفعلونه بأنفسهم،
لأن بعضهم
نتيجة لا وعي
في الذاكرة التاريخية،
لم يصلوا بعد
إلى سن الرشد
الميثاقي،
وما زالوا في
حالة المراهقة
السياسية. بعد
14 شباط 2005، أي
بعد اغتيال
الرئيس الشهيد
رفيق
الحريري،
حصلت يقظة
وطنية، أظهر
في خلالها
الشعب
اللبناني أنه
راشد، ولا يريد
أي وصايات،
ولا أي "باب
عالي"".
فهل
نشهد يقظة
مماثلة في
انتخابات
العام 2009؟
ملاحظة:
الحديث مع
مسرة تم قبل
انتخابه
عضواً في المجلس
الدستوري.