سبق
"فضلُكم"
بقلم/الياس الزغبي
آمن
اللبنانيّون
وصدّقوا.
"الحكم"
الجديد الذي
كان بعضُهم
يتلهّف له،
ويعرف بعضُهم
الآخر سوءه
وخطره سلفا،
انكشف تماما قبل
أن يبدأ. بل انفضح
وتساقط.
نماذجه
"الناجحة
والواعدة"
ظاهرة في كلّ
الساحات
والميادين،
وأخيرها،
وليس آخرها،
الاستيلاء
على الأملاك
العامّة
واستباحة
القوانين
والأنظمة
والحقوق
الجماعيّة والفرديّة.
هذا
النموذج
الجديد من
"الحكم
الموعود"،
سبقته نماذج
لا تقل ّ
خطورة وأذى
على مدى 6
سنوات:
بدأوا
بشكر الوصاية
التي أرهقت
لبنان
وجوّفته 30 عاما،
ويلحقون بها
اليوم حتّى الى
الجحيم.
دشّنوا
"ثقافة"
تقطيع
الأوصال
والطرق والمستديرات
واشعال
دواليب
الانقلاب،
وما زالوا.
أوقفوا
نبض الحياة في
قلب العاصمة،
طوّقوا مؤسّسة
دستوريّة
وأقفلوا
أخرى،
وأدخلوا بدعة
شلّ الدولة
تحت شعار
مشاركة حزب
يصادر طائفة،
وطوّروا
الشلل الى
جريمة الثلث
المعطّل ونسف
السلطة.
عملوا
على قطع لبنان
عن العرب
والعالم
بحجّتي
التصدّي
للمحكمة
الدوليّة
والمواجهة،
وحاولوا
الحجر عليه في
محور ثنائي
ضيّق بين دمشق
وطهران.
جروّا
لبنان الى
حرب مدمّرة
تحت لواء
الممانعة
والمقاومة، وارتدّوا
على أهل بيروت
وضبّاط الجيش
وعناصره جوّا
وبرّا. تماما
كما يرتدّ
اليوم شقّهم التوأم
على المدن
السوريّة،
وقبله شقّهم
الآخر على
أحرار ايران.
حوّلوا
"المقاومة" الى مجرّد
رسائل تهديد
صوتيّة، لللاستخدام
السياسي
الداخلي فقط،
ونامت نواطير اسرائيل
في الشمالين:
الجنوب
والجولان. حالة
استقرار
جولانيّة، 37
سنة هناك، و5
هنا! واسرائيل
اليوم هي
الأشدّ قلقا
على حرّاس هذه
الحالة على
حدودها، ومن
يدقّق يرَ.
أفلتوا
السترات
السوداء في
الشوارع لكسر
ميزان
الانتخابات،
وتوهّموا
أنّهم ملكوا
سعيدا على
الاستقلاليّين
الأحرار،
فقدّموا في الموالاة
عرضا أسوأ من
عروضهم في
المعارضة،
وغرقوا في وحل
نهمهم الى
المغانم
وجشعهم الى
السلطة،
وعلّقوا
أنفسهم بحبل
مشروعهم. وهم
اليوم يدوخون
في الدوران
حول مأزقهم
الداخلي، ويتفجّعون
على يتمهم
الخارجي.
ومن
أردأ نماذجهم
الأخيرة، قمع
الناس ومنعهم
عن المشروبات
في مناطق نفوذهم،
على صورة قندهار
وتورا
بورا
ومثالهما! فهل
نحن في لبنان
أم في مغاور
أفغانستان؟
في صيدا أم في
النبطيّة؟
لعلّ الجواب
عند أحد عميان
مسيحيّي "8
آذار"! فهل
من عاقل بينهم
يهمس في آذان
رفاقه عن مصير
غريق تمسّك
بغريق آخر؟!
هؤلاء
المسيحيّون،
قبل سواهم،
مدعوّون الى
صدمة وعي
ومراجعة
الأخطاء
القاتلة، واستلحاق
أنفسهم، وانقاذ
ما عفّروه في
مربّع
الضاحية،
وعلى سجّاد
بلاط دمشق،
ورمل براد،
وخزائن طهران.
فهل شكّل اجتماع
بكركي
بداية مراجعة
الأخطاء وفعل
الندامة عن
الخطايا، أم
حلقة اضافيّة
في المكابرة
والهروب الى
الأمام؟
أيتام
الممانعة
تساقطوا قبل
أن يهنأوا
بالوصول.
نماذجهم
و"نجاحاتهم"
انقلبت، و"أفضالهم"
سبقت،
والجميع قرأ
كلّ الرسائل
من عناوينها.
ولم
يبقَ
لهم، فوق
أطلالهم، سوى
قول الشاعر:
"هذي
آثارُنا
تدلُّ علينا /
فانظروا
بعدنا الى
الآثار".
الاحد 24
نيسان 2011