رمال "8
آذار"
بقلم/الياس الزغبي
لا،
ليس مريحا هذا
الانحدار
الحرّ لفريق "8
آذار"، منذ
انقلابه
المأزوم قبل 3 أشهر.
قد
يكون غافلا عن
آفته
المستعصية
وحالته المتمادية
في صعوبتها،
أو لاهيا عن ادراك
المتحوّلات
اللبنانيّة
والعربيّة،
ومعتدًّا
بذاته
وسلاحه،
وممتلئا
بأوهامه
وحساباته،
فلم يعد قادرا
على التمييز
والتقويم
والتصميم،
وكأنّه ماض الى
مصيره، بدون
ارتداد
ومراجعة، على
غرار الأنظمة
المتشبّثة بأبديّتها
حتى الرمق
الأخير.
لقد
دخل هذا
الفريق،
بقيادة "حزبه
الأوحد" مرشد
الدولة
والمجتمع، في
شرنقته
المتعدّدة الألياف:
من ليف
المحرّم
الحكومي
وصراع
الأحجام والحصص
بين أطرافه، الى ليف
الجاليات في
الخليج
وأفريقيا
التي تدفع ثمن
النزق
والرعونة في
سياسة
مرجعيّتها
الحزبيّة، الى ليف
الدفاع عن
النظامين
النموذجين في
قمع شعوبهما
الحرّة، من
دمشق الى
طهران.
لكنّ
المشكلة
الكبرى تكمن في
الاندفاعة
الضريرة التي
بدأتها قيادة
"8 آذار" ضدّ
خصمها
السياسي
الداخلي، أي
"14 آذار"
وخصوصا تيّار "المستقبل"
ورئيسه سعد
الحريري، في
صفقة اتّهامات
جاهزة
ومركّبة،
تُنتجها
مخابرات النظام
السوري
ويتلقّفها
"حزب الله"
بدون تبصّر أو
تريّث،
ويُمعن في
نشرها وتعميمها
واستخدامها،
غير عابئ
بمؤدّاها
الخطير على
الوضع
اللبناني
الأمني
والسياسي
والمذهبي.
رفض
سابقا أيّ
اتّهام سياسي
لسوريّا أو له
في جرائم
الاغتيال،
وهو اليوم
يتبنّى أيّ
تهمة سياسيّة
مارقة وأيّ
شائعة
مفبركة، ولا
يتردّد في
استخدام ما
يجوز وما لا
يجوز.
هذا
الاصرار
على الغرق في
الرمال
المتحرّكة
يجعل اللبنانيّين
يخافون على
"حزب الله" من
نفسه أوّلا، وارتداد
انزلاقه
عليهم ثانيا.
لاسيّما مع بدء
الكلام عن امكان
هروبه من
مأزقه الى
الأمام باحدى
وسيلتين: اشعال
الوضع الأمني
الداخلي، أو اشعال
المواجهة مع اسرائيل.
والاحتمال
الثاني أكثر
ترجيحا بحسب
العارفين في الحسابات
الايرانيّة
والاسرائيليّة
وأولويّة انقاذ
النظام
السوري في
الحسابات
المشتركة.
لا
أحد يستطيع
معرفة أين
تكمن مصلحة
لبنان في هذا
الالتصاق
الكامل بين
فريق لبناني
ونظام مأزوم الى درجة
السقوط، أو الى درجة
تبديل سياسته
وتحالفاته في
الحدّ الأدنى،
بما يعني
انفكاكه عن
صيانة "حزب
الله" وحضانته.
ولا
أحد يستطيع
استطلاع
المكاسب التي
سيجنيها هذا
الحزب وفريقه
من أيّ صدام
داخلي أو
خارجي، من أيّ
نزاع مذهبي أو
حرب اقليميّة،
الاّ اذا
كان المقصود
تقديم لبنان
ذبيحة لآلهة
النظام
الأزلي.
والسؤال
الأشدّ مضاضة
هو: أيّ مكسب
سيجنيه أصحاب
العيون
المغمضة والعقول
المقفلة، من
المسيحيّين
الملتحقين، بدون
أيّ نقاش أو
سؤال، بركب
"حزب الله"
المندفع
نزولا في رماله
المتحرّكة،
نحو المأزق
الخانق
والنهاية
الصعبة.
هل ما
زال هؤلاء
يراهنون على
انتصار
السلاح على الحقّ
هنا، وانتصار
النظام على
شعبه هناك، وانتصار
الفقيه على
العالم
هنالك؟
وهل
ما زالوا
يبنون قصورهم
على غنميّة
المجموعة
الشعبيّة
المنكمشة
والغارقة في رمالهم
أيضا؟
حين
تُصبح
السياسة
مزادا،
والدوران على
الذات عنادا، والايغال
في الخطأ
مكابرة،
يُصبح السقوط
هدفا والانتحار
غاية.
ربما
لم تبق هناك آذان تسمع
وعيون ترى
وعقول تعمل.
وربّما
يظنّون أنّ
دعوتهم الى
التعقّل ارشاد
أو تعال أو
تشفّ، لكنّ
النصائح كانت
بثمن وأصبحت
هبة، والجالس
في هدأة
المتابعة
الدقيقة
والرؤية
الصافية ليس
كالمتخبّط في
مركب يصارع
الغرق. الأوّل
يُعمل تفكيره
والثاني
قوّته. وشتّان
ما بين العقل
والعضل!
الفريق
كلّه، مثل
قائده،
يتباهى بقوّة
عضلاته
وأجسامه القتاليّة،
ويستهتر
بسلميّة خصمه
وحقوقه وارادته.
وبعضه مذهول من أعداد
هذا الخصم
وكثافة
أصواته في
الانتخابات
العامّة أو
النقابيّة.
وجميعهم
فرانكو: فحين
كان
الدكتاتور
الاسباني على
سرير الموت
قال له مرافقه
انّ
الشعب جاء
لوداعه،
فكانت كلمات
الدكتاتور الأخيرة:
لماذا
يودّعني، الى
أين يرحل
شعبي؟!
يرحل
القادة
الصناديد
ويبقى الشعب.
عندنا في لبنان،
عندهم في
سوريّا، وعند
آلهة ايران،
وكلّ ممالك
الزمان
والمكان.
وهنيئا
لمن يرعوي.
الاحد 17
نيسان 2011