قوس نجاد
بقلم/الياس الزغبي
كضربة
سيف في الماء
أو الهواء،
كانت زيارة الرئيس
الايراني
للبنان.
ليس
صحيحا أنّه
حقّق نجاحا،
أو أنجز نصرا،
أو دشّن عصرا.
الصحيح
أنّه نسج
شرنقة لدولته
وفروعها،
وحبَكَ حولها،
من حيث لا
يدري، "بيت
العنكبوت"
الذي طالما
أراد نصبه
شركا لسواه.
في
الداخل
اللبناني
أوّلا، كرّس،
في الواقع، العزلة
النظرية التي
كانت تفصله عن
أكثرية اللبنانيّين.
فئة واحدة
منهم
استقبلته
بالعناق حتّى
الاختناق،
ونفر الآخرون
من انحيازه، ولم
تستر
الاستقبالات
الرسميّة هذا
النفور، فلم
يربح مؤيّدا اضافيا،
ولم تصفّق له
يد جديدة.
الأيدي التي
صفّقت كان
قد اكتسبها
بالمال
والسلاح. خسر
بعض من كان له،
ولم يربح احدا
من خصومه، بل
زادهم شكا
وريبة.
في
الجنوب، لم
يُلقم اسرائيل
حجرا، بل لم
يرشقها بكلمة
جديدة.
أهداها، كعادته،
تهديدا نظريا
تتلقّفه
دائما
لتوظيفه في المحافل
الدوليّة،
و"تشحذ" عليه
عطفا ودعما. وهو،
بالتأكيد،
ليس غافلا عن
استثماراتها!
أليست الحالة
الجولانيّة
في جنوب
لبنان، منذ 4
سنوات ونيّف،
برضاه
ودعمه؟ وأيّ
قلق ينتاب اسرائيل
من هذين الرضى
والدعم؟ وهل
ترتجف اسرائيل
من الصراخ
العالي
وتمزيق
الحناجر؟
مع
سوريّا، ليس
خافيا أنّ
أحمدي نجاد
اختصر الطريق الى
قاعدته
البحريّة على
المتوسّط،
بدون منّة دمشق،
ولو استطاع
لكان فعل
الشيء نفسه مع
قاعدته
البحريّة
الثانية في
قطاع غزّة.
قرّر نجاد أن
يُمسك
قاعدتيه
بيديه بعد
تعثّر
قاعدتيه الأخريين
في اليمن
والعراق، كي
تبقى الواسطة السوريّة
أقلّ تأثيرا،
لأنّه لا يثق
ثقة تامة
بالحليف العربي،
ولا يعلم متى
يُعيد هذا
الحليف حساباته
ويمضي في
طريقه. لم
تحشد سوريّا
شعبها، مرّة
واحدة،
لاستقباله،
فحشد هو شعبه
"اللبناني"،
تحت عين حليفه
المرتاب
والمشتبه.
واذا
كان سوء الظنّ
من حسن الفطن،
فما على سيّئي
النيّات الاّ
الترقّب
والانتظار
لرصد
التداعيات
على خطّ التوتّر
العالي بين
عواصم
"الممانعة"،
لمعرفة ما اذا
كان في الأمر
فطنة أم جهل
وغفلة.
وفي
ملفّ المحكمة
الدوليّة، كشف
نجاد أنّها
همّ ايراني
ملزّم للفرع
اللبناني.
المحكمة، اذا،
ليست مشكلة
موضعيّة لـ"حزب
الله"، بل
مشكلة اقليميّة
ودوليّة
للنظام الايراني.
وكأنّ
ضيف "حزب
الله" وسّع
التهمة بدلا
من أن يضيّقها،
ووضع نفسه في
ورطة ملفّ
جديد الى
جانب الملفّ
النووي
والعقوبات.
خيط عنكبوت اضافي،
وشرنقة اُخرى.
أمّا
الشرنقة
الكبرى، فهي
المشروع الايراني
الامبراطوري
الجديد: الحلف
السداسي
"للشعوب".
هكذا
ببساطة، مان
أحمدي نجاد
على شعوب
وأنظمة دول
ستّة في المنطقة،
من ايران الى لبنان
مرورا
بتركيّا
والعراق
وفلسطين وسوريّا،
وأعلنها جبهة
ممانعة
ومقاومة، ليس
فيها أيّ خلل
أو عثرة، لا
في ايران
نفسها، ولا في
العراق
وفلسطين ولبنان،
ولا أيضا في
سوريّا
وتركيّا..
كلّها شعوب
ومجتمعات
متماسكة
متجانسة، تحت
عصا
المايسترو
الفارسي!
وجميعها
جاهزة للانخراط
في الجبهة الخلاصيّة
الجديدة.
أليس
في هذا النجاد
قذّافي آخر،
يحمل أحلافه ويدور
على أبواب
الدول
والأُمم
والأنظمة، ثمّ
يلوذ بخيباته
المتتالية،
ويكتفي
بمملكته
"العظمى"؟
أليس
فيه من رواسب اخفاقات
الستار
الحديدي،
وأحلاف النصف
الثاني من القرن
العشرين،
وأوهام الامبراطوريّات
المرمّمة،
والخلافة
المعمّمة؟
أليس
فيه من
بقايا
الأحلام
المنهارة على
أعتاب
الروابط والعلاقات
الدوليّة
الحديثة؟
أراده
"حلف الشعوب
المقاومة".
مسكينة هذه
الشعوب كم "
قاوموا"
و"قاولوا"
باسمها.
من
"هلال شيعي"
لم ينجح
تسويقه، الى
"هلال مقاوم"
لن يقوم. ومن
شرق أوسط "اسلامي"
الى
مشروع سداسي
"نجادي"،
السجن الكبير
هو نفسه،
و"الجمهوريّة
الاسلاميّة"
تشرنق نفسها.
واذا
صار وتحقّق،
وهو لا ولن،
فأيُّ "قوس
محنة" جديد
سيكون!
أقواس
المحنة
والفتنة
تزداد، ولا حياد مع
أمثال نجاد.
فمتى ينجو
لبنان من
قوسه.
السبت 16
تشرين الأول 2010