سعد
الحريري .. والغرق
في الوحل
السياسي
باسل
مرعب
لقد جاب
الرئيس
المكلف سعد
الحريري ،
خلال الحملة
الإنتخابية
الأخيرة،
لبنان من
شماله إلى
جنوبه إلى
بقاعه، وأقام
الدنيا ولم
يقعدها،
وأغدق على
جماهير 14 آذار "المعترين"
أموالاً
ووعوداً
وتذاكر سفر
وشعارات
ومراكز صحية
ومدارس،
لمبايعته
زعيماً
للأكثرية
النيابية،
فأقسموا
بالسما
الزرقا أن
يبايعوه مهما
كلف الثمن
ومهما ارتكب
هو وزلمه من
أخطاء وهفوات
سياسية جسيمة،
متبعين سياسة
غض البصر،
فكان له ما
أراد.
كانت
قناعتنا
جميعاً، أنه
سيكمل الحملة
الفولاذية
التي بدأها،
وسيلحق النصر
الحكومي
بالنصر
البرلماني العظيم،
وسيكون هذه
المرة زعيماً
وطنياً
وسنياً بإمتياز،
قولاً وفعلاً،
وسيحسم الجدل
القائم في
البلد حول
التوليفة
الحكومية
وستكون كلمته
الفيصل في هذا
الأمر.
لكن
وللأسف، عادت
حليمة إلى
عادتها
القديمة، فها
نحن نرى
الأكثرية
أسيرة
الأقلية،
وقوى 14 آذار
تتشتت بسبب فلسفة
بعض زعمائها
التي وصلت إلى
حد الغباء السياسي،
والرئيس
المكلف ما زال
يساير فلان
ويشاور علان
ويستمع إلى
علتان، عله
يوصل لبنان
إلى بر الأمان،
لكن لا حياة
لمن تنادي. فالأزمة
تراوح مكانها
وأصوات
المقترعين في 7
حزيران ذهبت
أدراج الرياح،
وعدنا إلى
سماع نغمة
الثلث المعطل،
والصهر
المعطل، و"الحليف"
المعطل.
يا أخ سعد،
والله ما هكذا
أرادها والدك،
وما هكذا
يريدها
الأوادم في
هذا البلد.
فهذه
الجماهير لم
تبايعك لتراك
تفر من الجنون
الجنبلاطي،
وتتأهب للرعد
العوني،
وتخاف من هزة
السلاح.
لقد
عهدناك شبلاً
قال وقت تشييع
والده لا
تخافوا فرفيق
الحريري لم
يمت، وعهدناك
شهماً يوم "دقيت"
على صدرك وقلت
للناس
محسوبكم سعد
الحريري.
لكننا لم
نتوقع يوماً
أن نراك
غارقاً في
الوحل
السياسي،
مستسلماً
لأصوات
الأقلية التي
سحقتها في الإنتخابات
النيابية. اعلم
يا أخ سعد أنك
في ظل هذه
الأزمة بحاجة
إلى مشورة
الأوادم
وحكمة العقلاء
وبحاجة إلى أن
تصغي لأشخاص
لا يسعون إلى
الكسب المادي
أو الكسب
السياسي بل
إلى خلاصك
وخلاص هذا
البلد، وهم
كثر لكنك لا
تراهم، لأن من
حولك أعموا
بصيرتك.
عن عائشة
رضي الله عنها
قالت: قال
رسول الله صلى
الله عليه
وسلم: "إذا
أراد الله
بالأمير
خيراً، جعل
الله له وزير
صدق، إن نسي
ذكره، وإن ذكر
أعانه، وإذا
أراد به غير
ذلك، جهل له
وزير سوء، إن
نسي لم يذكره،
وإن ذكر لم
يعنه".
*باسل
مرعب
محام
وصحافي
لبناني – الكويت
bmmerheb@hotmail.com