ولاية الفقيه... حقيقتها وأسرارها 

٣١ ايار ٢٠٠٩

ربيع يعقوب/موقع القوات اللبنانية

 

لماذا يشعر اللبنانيون أن الحديث عن أي شرعية مسموح إلا الحديث عن شرعية سلاح حزب الله؟ هم يقولون أن السلاح مقدس، فنسألهم هل أن هناك مقدس سوى الله؟

 

دفعني فضولي العلمي الى القراءة والبحث لمعرفة سر هذه القدسية، والجواب أتى واضحاً بعدما انهيت قراءاتي. القدسية أتت من الفتوى الشرعية التي كلّف الإمام الخميني بموجبها حزب الله باقتلاع اسرائيل من الوجود. فالخميني نائب الإمام الغائب، الذي لا تُرد أحكامه، وسرّه مقدس عند الشيعة المؤمنين بولاية الفقيه، أفتى بهذا السلاح، وبالتالي فإن زواله لا يكون إلا بفتوى جديدة أو بأمر ولائي غير مردود يصدره الولي الفقيه مرة جديدة.

 

فما هي ولاية الفقيه؟ وما العلاقة التي تجمع حزب الله بها؟ وما هو مستقبل لبنان في ظلها؟

 

ولاية الفقيه: النشأة والتعريف

 

نشأت نظرية ولاية الفقيه على يد الشيخ أحمد بن المولى النراقي (1765-1825م) مولِّف كتاب "عوائد الأيام" في أصول الفقيه وتطورت الى أن طبّقها الإمام الخميني (1989-1902) لأول مرة عام 1979 ونشر مبادئها في كتاب الحكومة الإسلامية.

 

هي ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة (المهدي المنتظر) حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام المنتظر في قيادة الأمة وإقامة حكم الله على الأرض.

 

ويعرفها نعيم قاسم كما يلي: ولاية الفقيه هي المسؤولية التي يتصدى لها أحد الفقهاء الذي يكون عالما عادلا ومجتهدا يستطيع استنباط الأحكام الشرعية من الشريعة المقدسة ، وهو يتصدى لشؤون المسلمين بحيث يدير قضاياهم العامة التي ترتبط بشؤون الأمة والحكومة بشكل عام ، أي بمعني آخر الفقيه هو الذي يتحمل المسؤولية في الإدارة السياسية والمالية وادارة الشؤون العامة للدولة والأمة معاً. هو المتصدي لأمور الحكومة والإدارة ومتابعة الشأن السياسي والاجتماعي أي بمعنى آخر هو حاكم على الأمة ليس فقط على الدولة .وعلى جميع المراجع عدم الخروج عن طاعة الولي الفقيه الواحد وأوامره ملزمة لان الأمر يرتبط بالإدارة العامة والسياسة العامة وحكومة المسلمين والقضايا الكبرى التي تتابع. وهذه لا يمكن ان تخضع لأراء متعددة بل يجب ان يكون هناك مركزية في هذا الأمر.

 

ونصت المادة السادسة من الدستور الإيراني على ان ولاية الأمة في ظل استتار الامام تؤول الى أعدل وأتقى وأعلم رجل في الأمة(هل يعني ذلك أن الدولة العادلة التي يبشر نصر الله اللبنانيين بها هي دولة ولاية الفقيه؟). بالواقع ان شرعية كل الأمور تنطلق من إمضاء الفقيه لها .

 

آثار قبول الولاية أو ردها:

 

يعتبر رد الولاية أي عدم القبول بولاية الفقيه شرك بالله، كما تعتبر إطاعة القائد من أكبر التكاليف الإلهية. كما إن استمرار غيبة الإمام المهدي وعدم تصرفه بأمور المسلمين إنما يعود الى عدم استعداد المسلمين لإطاعته ونصرته من أجل إنقاذ المستضعفين. إن تحقيق هذا الهدف من قبله موقوف على مدى استعداد البشر لقبول هذه الولاية والإلتزام بها والتعود عليها.

 

ومن خلال اطلاعي على كتاب يشرح نظرية ولاية الفقيه وقعت على مسالة مهمة يتصدى لها الولي الفقيه تهمنا كلبنانيين: حسم الخلافات والمواقف المتباينة من المجتمع وبالخصوص المسائل التي لها مساس بأمن المجتمع والدولة كالموقف من الحرب والسلم. فلو أن موقف المجتمع تجزأ إزاء مسألتي الحرب والسلم، وكان لقرار الحرب أنصار ولقرار السلم أنصار، فمن أجل تماسك المجتمع وتوجيهه وجهة معينة يحكم ولي الفقيه بإحدى المسألتين ويُنفَّذ أمر الولي على المولى عليهم بحكم كونه أمراً ولائياً والأحكام الولائية هي ملزمة الطاعة وليس للمكلف عصيانها حتى لو كان له رأي مخالف. ترى ألا يذكرنا هذا بالجدل الدائر في لبنان حول من يتخذ قرار الحرب والسلم؟ يبدو مما ورد وما سيرد لاحقاً أن حزب الله نفسه ليس من يتخذ قرار الحرب والسلم بل الولي الفقيه (خامنئي حالياً). وهذا ما يؤكده نعيم قاسم في كتابه "حزب الله المنهج - التجربة- المستقبل" عندما يقول أن الولي الفقيه هو من يملك قرار الحرب والسلم .

 

في كتابه "الحكومة الإسلامية" يعطي الخميني للحاكم الإسلامي الفقيه نائب الإمام سلطة مطلقة في أصول المعرفة الدينية والسياسية وتطبيقها، فهو الذي يتولى الزعامة الكبرى والرئاسة الكبرى وهو المصدر للقيادة العليا الاسلامية. فالأمراء والقواد هم الممثلون لأوامر الفقيه الشاغل لمنصب الزعامة والواقع في قمة الحكم والبقية مأمورون مؤتمرون وهو المخول من قبل الله في إجراء الحدود (ص51). وللفقيه سلطات واسعة غير محدودة أعطيت إليه من الله. ويضيف:" فتوهّم أن صلاحيات النبي في الحكم كانت أكثر من صلاحيات الفقيه هو توهم خاطىء وباطل.نعم إن فضائل الرسول بالطبع هي أكثر من فضائل جميع البشر لكن كثرة الفضائل المعنوية لا تزيد في صلاحيات الحكم فالصلاحيات نفسها التي كانت للرسول والأئمة في تعبئة الجيوش والولاة والمحافظين واستلام الضرائب وصرفها في مصارف المسلمين قد أعطاها الله للحكومة المف ترضة هذه الأيام، وهو لم يعين شخصاً بالخصوص وإنما أعطاه لعنوان العالم العادل أي للولي الفقيه. وبناء على اعتقاده هذا، فإن الخميني وجّه عام 1988 رسالة شديدة اللهجة الى خامنئي (وكان رئيس للجمهورية حينها) يقول فيها إن ولاية الفقيه كولاية الرسول (نبي المسلمين) فالولي الفقيه بالنسبة للخميني معين من قبل الإمام المهدي الغائب لذلك لا يجوز الإعتراض على قراراته بناء على الحديث المنسوب لجعفر الصادق الذي يقول "إن الراد على الفقهاء كالراد علينا وكالراد على الله وهو على حد الشرك بالله".

 

ويقول عبد الرزاق عيد الباحث والكاتب السوري إن ولاية الفقيه بالنسبة للخميني هي مرتبة أعلى من الرسل والملائكة لأنها تمثل النيابة عن المهدي المنتظر الذي هو جزء من روح الله التي تتعالى لاهوتياً عن الرسل والملائكة وهي تمنح بموجب صكوك تذكرنا بصكوك الغفران المسيحية القروسطية حيث يستطيع ولي الفقيه أن يوكل ممثلين عنه لروح الله لأنه يتمتع بسلطة الهية جبارة قادرة شرعياً أن تلغي كل ما توافق عليه البشر في صيغهم التعاقدية النسبية.

 

التكليف الشرعي:

 

وبناء على هذه النصوص ابتكر فقهاء الشيعة من انصار نظرية ولاية الفقيه تعابير ومصطلحات تدل على طرائقهم في قيادة الجمهور الشيعي كمثل إلزامهم بتقليد الفقيه بما يسمى التكليف الشرعي الذي يعني أنه تعبير عن الأوامر الألهية الموكل تطبيقها للفقيه كنائب للإمام وهنا لا يخفى على القارىء أن مخالفة التكليف الشرعي عليها تبعات على مصير الإنسان في الآخره.

 

ويقول نصر الله أن التكليف الشرعي يعني المسؤولية، والمسؤولية تعني الطاعة. عندما نصبح في مستوى أننا مكلفون من الله يجب أن نلتزم بأوامره ونواهيه.

 

حزب الله: النسخة الإيرانية

 

سبق إنشاء حزب الله في لبنان إنشاء نسخة إيران ية أولاً. وبالرغم من أنه عُرف عن الخُميني كرهه للأحزاب واعتباره إياها أدوات تخريب إلا أنه اعتبر حزب الله حزب المستَضعفين في العالم والحزب الذي يوحّد معظم الشعب الإيراني خلف شعارات الثورة .

 

خلال المخاض المعقد للثورة الإسلامية الإيرانية (1978- 1979) كان هادي غفاري (وهو من النواة الثورية التي برزت في حزب "جمهوري إسلامي" الذي شكل قبل الثورة وأصبح الحزب الحاكم بعدها الى أن حلّه الخميني بطلب من قادته عام 1987 باعتباره استنفذ الغرض من قيامه وخشية أن يتحول فيما بعد الى سبب للفرقة والخلاف) على رأس جماعة حزب الله في إيران التي عُرفت بهذا الإسم لأنها كانت في هتافاتها خلال تجمعاتها ومسيراتها تعلن ولائها الراسخ للثورة الإسلامية ولزعيمها روح الله الخميني وتهتف:" الحزب فقط حزب الله والمرشد فقط روح الله". وفي الشارع كان اسم هذه المجموعات "جماق داران" اي حملة الهراوات بسبب اعتمادهم على العنف والهراوات لفض اجتماعات خصومهم وتحطيم مقراتهم (ألا يذكرنا هذا بما فعله حزب الله في 23 و 25 كانون الثاني خصوصاً عندما شاهدنا على شاشات التلفزة في 25 كانون الثاني المئ ات من انصار حزب الله مجهزين بالهراوات يدخلون مناطق بيروتية معينة ويحطمون كل ما صدف وجوده أمامهم).

 

وقد نشط هؤلاء في بداية الثورة في مجابهة أنصار منظمة مجاهدي خلق ومؤيدي حسن بني الصدر (أول رئيس للجمهورية الإسلامية) الذي فرّ فيما بعد الى باريس بشق النفس وكذلك نشطوا في مواجهة معارضي الحجاب الإجباري . ويُعتبر حزب الله وراء الكثير من النصوص المتشددة في الدستور كذلك وراء إلغاء المدارس المختلطة. وكان حزب الله يلقى التأييد من قيادات الحزب الجمهوري الإسلامي الحاكم كالدكتور محمد بهشتي الذي شجع الطلاب ومن ضمنهم جماعات حزب الله للإستيلاء على السفارة الإميركية .

 

ويرى انصار حزب الله أنه ليس للناس دور في انتخاب الولي الفقيه فمنصبه منصب من قبل الله ويستمد جميع صلاحياته منه كما أنه مسؤول أمام الله وحده وله الحق في تعطيل بعض الأصول الشرعية عند الضرورات كما يقول حسين كرم الله أحد زعماء التيار. ويرفض أنصار حزب الله الحريات السياسية والقانونية. وفي البيان الثاني لأنصاره ورد صراحة ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يشترط فيه إجازة ذلك ان الدستور يعتبر هذا التكليف الشرعي واجباً وطنياً وشعبياً! وللمفارقة فإن هذا الحزب لا ينظر لنفسه كحزب سياسي ويعارض نشاط الأحزاب السياسية المختلفة ويقول حسين كرم الله إذا قبلنا التعددية وقلنا بأن السيادة تأتي عن طريق إرادة الناس فلا بد أن تُعد ولاية الفقيه باعتبارها تأتي بعد رأي الناس . يشدد الحزب على مساندة الدول الإسلامية والثورية في خط الولاية ويدعم مبدأ تصدير الثورة. وهو يعارض كل أنواع التبادل الثقافي بما في ذلك الترجمة. ويولي اجتماعياً أهمية قصوى الى نوع اللباس ونوع الحجاب بالنسبة للنساء ويحذر من ارتداء الملابس الغربية وربطات العنق.

 

وتنطق دورية "يالثارات الحسين" وصحيفة شلمجة باسم الحزب كما تعد مجلة صبح وصحيفة كيهان من المطبوعات القريبة منه.

 

إنشاء حزب الله- لبنان بفتوى من الولي الفقيه:

 

قبل وبعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران تأثرت أوساط دينية شيعية لبنانية عديدة بنظرية ولاية الفقيه ومع الإجتياح الإسرائيلي كان عدد من أركان حركة أمل قد تشرب هذه العقيدة.

 

وعندما عقدت هيئة الإنقاذ اللبنانية في 20 حزيران 1982 برئاسة الرئيس الراحل الياس سركيس اجتماعاتها بمشاركة مختلف أطراف النزاع الداخليين. اعتبر بعض الأمليين المتأثرين بولاية الفقيه أن جلوس نبيه بري على طاولة واحدة مع الشيخ بشير الجميل عمل مرفوض، فوصف عضو مكتبها السياسي حسين الموسوي مشاركة بري بهيئة الإنقاذ "بالسلوك غير الإسلامي" وانسحب من حركة أمل وأسس ما عُرف بأمل الإسلامية تبعته مجموعة كوادر منها ابراهيم أمين السيد، حسين خليل، علي عمار وحسن نصر الله الذين تدرب بعضهم على أيدي حركة فتح.

 

الكيان التنظيمي الأول لحزب الله تمثل في فتوى دينية أصدرها الخميني بناء على سؤال وجه اليه على هامش مؤتمر المستضعفين الأول ممثلون عن علماء مسلمين كان يرافقهم ممثل حركة امل في طهران ابراهيم أمين السيد وأيضاً الشيخ راغب حرب وآخرين وربما كان بينهم السيد المعمم الشاب حسن نصرالله. السؤال:" اسرائيل قوة عظمى ونحن قلة، فما الحكم الشرعي وما واجبنا كمؤمنين تجاه احتلال بلدنا؟". الخميني:" التقية سقطت هذا زمن الحسين وكربلاء، عليكم أن تقاتلوا ما استطعتم وسنساعدكم على قدر ما نستطيع". هذا الكلام يؤكده نعيم قاسم (نائب أمين عام حزب الله) فيقول:" نجحت الثورة الإسلامية بقيادة الخميني، فاستقطبت المؤمنين... لم يكن الإرتباط بالثورة موجود قبل ذلك... ناقش الإسلاميون متطلبات المرحلة في لبنان وكيفية الإستفادة من التجربة والإشعاع الإيراني... لأجل تحقيق هذه الأهداف تمت صياغة ورقة نهائية من المجموعات الإسلامية ثم انتدبوا تسعة افراد كممثلين عنهم ليرفعوا هذه الورقة للإمام الخميني فوافق عليها واكتسبت شرعية تبني الولي الفقيه لها. عندها قررت المجموعات الإسلامية الموافقة على الوثيقة وحل تشكيلاتها التنظيمية القائمة وأنشىء تشكيل واحد جديد سمي لاحقاً حزب الله" . ويقول الخميني في أحد بياناته :" يجب أن يعتبرالمسؤولون أن ثورتنا ليست مقتصرة على إيران فقط فقوة الشعب الإيراني تعد نقطة انطلاق للثورة الكبرى في العالم الإسلامي وذلك لرفع راية المهدي". وقد أفتى الخميني قبل موته بتقديم أموال الخُمسْ للمقاومة.

 

وقد تشكل حزب الله من تجمع قوى أمل الإسلامية ومن مجموعات حزب الدعوة- فرع لبنان ، ومن مجموعات متدينة مثقفة كانت تأتلف تحت اسم اتحاد الطلبة المسلمين. وبناء على الفتوى شُكلت لجنة من خمس اشخاص تحت اسم شورى لبنان، وعقدت أولى اجتماعاتها عام 1983، وكانت تنسق وصول المساعدات والحرس الثوري الى البقاع مع السفير الإيراني في سوريا وقتها محتشمي. وبدأت شعارات تظهر تحمل اسم حزب الله الى أن قررت الشورى اعتماد تسمية ثابتة في بياناتها حزب الله- الثورة الإسلامية في لبنان. وبرز أربعة: ابراهيم الامين، عباس الموسوي، صبحي الطفيلي وحسن نصر الله.

 

شكل حزب الله في تلك الفترة بالجهر والعلن جزءاً لا يتجزأ من الثورة الإسلامية في إيران لا بل اكثر نقل إيران الى لبنان. وعن هذا يقول ابراهيم الامين الناطق الرسمي الأول باسم حزب الله:" نحن لا نقول أننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان ولبنان في إيران" .

 

وأتى البيان التأسيسي لحزب الله الذي سُمّي بالرسالة المفتوحة وبعنوان "من نحن وما هي هويتنا؟" ليؤكد بصفة رسمية الإرتباط التام بولاية الفقيه. وقد تلاه ابراهيم الامين في 16 شباط 1985 في حسينية الشياح ومنه:" إننا أبناء أمة حزب الله، نعتبر أنفسنا جزءاً من أمة الإسلام في العالم... إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم. نلتزم أوامر قيادة واحدة حكيمة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط. كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقاً لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد. نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران... نحن نعتبر أنفسنا - وندعو الله أن نصبح - جزءاً من الجيش الذي يرغب في تشكيله الإمام من أجل تحرير القدس الشريف ". ويقول نصر الله :"نحن ملزمون باتباع الولي الفقيه ولا يجوز مخالفته، فولاية الفقيه كولاية النبي والإمام المعصوم" .

 

وكانت إيران في تلك الفترة تعتبر لبنان ثمرة نضجت وعلى وشك السقوط وعن هذا يقول سفير إيران في لبنان في تلك الفترة، حجة الإسلام فخر روحاني لصحيفة "إطلاعات" نهاية الشهر الأول من عام 1984:"لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، لو نراقب ونعمل بدقة وصبر فإن شاء الله سيجيء الى أحضاننا". ونقلت صحيفة النهار عن روحاني نفسه في 11-01-1984 قوله:

 

بعد تفجيري المارينز والمظليين الفرنسيين بعث حزب الله للخميني بالبرقية التالية:"نرفع إليكم التهاني بحركتكم الشعبية المتصاعدة في لبنان وبيروت حيث الضربة الحيدرية والخمينية لمقرّي قيادتيّ القوات الأميركية والفرنسية...". إلا أن الحزب نفى مرات عديدة مسؤوليته عن العمليتين على لسان صبحب الطفيلي، كما نفاها الديراني قائلاً:"القوم يحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا ويستغلون هذه الأحداث لتحقيق مكاسب جماهيرية".

 

حزب الله بعد نهاية الحرب الأهلية هو نفسه قبلها:

 

في إطار دفاعهم عن حزب الله يحلو لبعض اللبن انيين ومنهم بعض المسيحيين القول أن حزب الله بعد الحرب قد تغير وهو لم يعد يريد إقامة دولة إسلامية في لبنان. وإن علاقته مع الولي الفقيه هي كعلاقة الكاثوليك والموارنة مع الفاتيكان. جميل هذا الكلام! ولكن ما هي ترجمته العملية؟ هل يعني أن علاقة حزب الله مع الولي الفقيه هي علاقة دينية لا تمت الى السياسة بصلة؟ وهل يعني أنه ألغى مشروع الدولة الإسلامية من فكره؟

 

إن دور الفاتيكان مع مسيحيي لبنان لا يقارن مطلقاً بدور ولي الفقيه مع الشيعة الملتزمين بولايته المطلقة كما هو حال حزب الله:

 

- أول ما يخطر في بالنا أن الفاتيكان ليست مشرفة سياسياً على أي دولة ولا تحدد سياسة أي دولة وهي تكتفي بتوجيه رعاياها دينياً من خلال سفاراتها المنتشرة في العالم.

 

- على المستوى البسيط والنظري ليس هناك مثلاً حزب للقوات اللبنانية أو للكتائب في الفاتيكان، بينما هناك حزب الله في إيران.

 

- على نفس المستوى أيضاً، إن صور البابا الحالي أو السابق لا تملأ شوارع جونية ولا شوارع كسروان أو أي منطقة مارونية أخرى. أما صور الولي الفقيه الحالي خامنئي أو السابق الخميني، فهي تملأ الشوارع والأحياء والساحات في الضاحية الجنوبية. وفي هذا السياق يقول الكاتب حازم صاغية في مقالة نشرت في "الحياة"، يشرح فيها جهود حزب الله لتنقية الضاحية وربطها بمشروع الثورة الإسلامية فيقول:"إن ساحة عبد الناصر مثلاً كانت الساحة الرئيسية في برج البراجنة وحُولت الى ساحة الإمام الخميني ترتفع فيها ثلاث صور للخميني وخامنئي ونصر الله مكان تمثال عبد الناصر".

 

- إن الفاتيكان مثلاً لا تقدم أموالاً لأي من الأحزاب أما إيران وولاية الفقيه تحديداً فتقدم أموالاً طائلة لحزب الله، وهذا الكلام يؤكده نصر الله في كل إطلالة إعلامية له عندما يتحدث عن المال النظيف فيقول في 14-11-2006:"الأموال التي دفعت للمتضررين كلها أموال شرعية من السيد خامنئي".

 

- إن الفاتيكان لا تأخذ قرارات الحرب أو السلم في لبنان، أما الولي الفقيه فمن أهم مسؤولياته أن يتخذ قرارات الحرب والسلم (أوردنا هذا في باب ولاية الفقيه).

 

التزام حزب الله المطلق بولاية الفقيه:

 

إن حزب الله ملتزم في كل قراراته بما يأذن به الولي الفقيه، أكانت دينية أم سياسية، ولا يُقدم على أي خطوة إن لم يأخذ إجازة شرعية بالأمر.

 

يقول نعيم قاسم في كتابه "حزب الله –المنهج- التجربة –المستقبل" الذي صدر عام 2002: "يحتاج المسلم المكلف في القسم الثاني (القسم العام المرتبط بالأمة ومصالحها وحربها وسلمها وتوجهاتها العامة) الى قائد هو الولي الفقيه لتحديد السياسات العامة في حياة الأمة ودور المكلفين العملي في تنفيذ أحكام الشرع المقدس وتطبيقها على حياة الامة. ويضيف في سياق التزامات الحزب:"إن الحزب يلتزم منذ تأسيسه القيادة الشرعية للولي الفقيه كخليفة للنبي والأئمة وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمة وأمره ونهيه نافذان".

 

ويضيف في مقابلة منشورة على موقع إلكتروني للمقاومة الإسلامية: "يجب على التنظيم أو الحزب ان يأخذ إجازة من الفقيه ولي الأمر والسبب في ذلك هو حصوله على مشروعية عمله ،إذ انه سيقوم بأعمال ونشاطات وسيأخذ قرارات بمعاداة جهات ومصادقة جهات أخرى وهذه كلها تخضع للاعتبارات الشرعية ،أين يجوز لنا ان تكون لنا علاقات مع جهات معينة أو أين لا يجوز، أين يجب ان نقاتل ونواجه الأعداء وأين لا يجوز القتال، فالدم مسؤولية. هذه كلها يقوم بها التنظيم عادة وبالتالي لا يستطيع ان يخوض في هذه الأمور التي تمس الأمة دون أخذ إجازة من الولي الفقيه"... . واضح تماماً أن حزب الله لا يستطيع الدخول في حرب إلا بإجازة من الولي الفقيه حتى لو أراد ذلك. فلا غرو أن يقول نصرالله بعد الحرب الأخيرة:" إننا نعتبر إيران شريكة لنا في النصر بسبب فكرها الديني والعقلي الذي قاد كل لبناني الى اتخاذ الموقف الصحيح وفي الإتجاه الصحيح". وواضح تماماً أيضاً أن العلاقات مع اللبنانيين تحتاج الى إجازة، والظاهر مما سلف أن مناشدة الحريري للإلتقاء بنصرالله مرات عديدة لم تلقَ آذان صاغية بسبب الحاجة الى إذن من الولي غير موجود بعد. وهنا أيضاًَ يمكننا اعتبار ورقة تفاهم عون- حزب الله ناتجة عن إذن من الولي الفقيه.

 

أمثلة إضافية عن الولاء المطلق لولاية الفقيه:

 

في 16 نيسان 2007، اجرى تلفزيون «الكوثر» الايراني مقابلة مع الشيخ قاسم . ومما قاله حرفياً: «حزب الله اعتمد، في الموقف الفقهي الذي له علاقة بحركته العامة وبحركته الجهادية الخاصة ايضاً على الولي الفقيه. الولي الفقيه هو الذي يسمح، والولي الفقيه هو الذي يمنع. عندما انطلقت مقاومة «حزب الله» عام 1982، انما انطلقت بناء على رأي وقرار فقهي من الامام الخميني قدس سره، الذي يعتبر ان قتال اسرائيل واجب وبالتالي نحن التزمنا بهذا الرأي. أما كيف نقاتل اسرائيل وما هي العدة التي نعدها، متى نهجم ومتى لا نهجم؟ هذه لها ضوابط اسلامية وشرعية بحسب استطاعتك يمكن ان تعمل في هذا الاتجاه».

 

ويضيف الشيخ قاسم :«من هنا نحن غطينا موقفنا الجهادي في قتال اسرائيل بقرار الولي الفقيه الذي هو القرار الفقهي، وكل التفاصيل الاخرى اذا احتجنا الى امور فقهية تبين لنا الحلال من الحرام في المواقع الجهادية. نحن نسأل ونأخذ الاجابات العامة ثم نطبق (...) نحن بما اننا كشورى عندنا الصلاحية لنعطي القرار بالعمليات الاستشهادية وبالتالي هناك قنوات تنفيذية لهذا الامر، فلو افترضنا الآن ان واحداً من المواطنين اللبنانيين قرر من رأسه ان يقوم بعملية استشهادية من دون استشارة احد، ليس معلوما انه يقوم بتكليف شرعي، هو قد يكون آثماً ! ...». نشدد على انه استعمل عبارة اللبنانيين وليس المسلمين، اي أنه يعتبر انتماؤه لولاية الفقيه سارياً على اللبنانيين جميعاً، كما نشدد على ان اعتباره ان القيام بعملية استشهادية من دون تكليف شرعي هو اثم يدل على الرغبة الشديدة بحصر المقاومة بحزبه وعلى محاس بة الناس وفقاً لمعتقده. وهذا يدل على أن دعوة حزب الله اللبنانيين الى الإنخراط بالعمل المقاوم هي مجرد بالونات إعلامية. فلو أراد الجنرال عون مثلاً أن ينخرط في العمل المقاوم، فعليه إذاً أن ياخذ تكليفاً شرعياً ليبعث بعض أنصاره للإستشهاد.

 

وينهي الشيخ نعيم قاسم حديثه "للكوثر" بالقول: «بالنسبة الى «حزب الله» هو يأخذ اجازته العامة من الولي الفقيه، وإذا كانت لديه اسئلة شرعية هناك قنوات نستطيع من خلالها ان نتعرف على الحلال والحرام وعلى الواجب الذي يلزمنا وعلى المباح الذي يترك لنا حرية الخيار»!

 

- موضوع المشاركة في الإنتخابات النيابية عام 1992: يقول نعيم قاسم في كتابه :" إن هذا الموضوع استلزم نقاشاً داخلياً موسعاً فكلفت لجنة من 12 عضو لنقاش هذا الأمر وبعد مناقشة جملة فرضيات ارتأت أكثرية اللجنة ( 10 من 12) أن المشاركة في الإنتخابات تحقق جملة من المصالح التي ترجح الإيجابيات على السلبيات . ثم جرى استفتاء سماحة الولي الفقيه الإمام الخامنئي حول المشروعية في الإنتخابات النيابية بعد تقديم اقتراحات اللجنة فأجاز وأيد. عندها حسمت المشاركة في الإنتخابات النيابية ودخل المشروع في برنامج وآلية الحزب.

 

- في العام 1997، وبعد أسابيع على إعلان الطفيلي لثورة الجياع، قال نصرالله في صالون سميح الصلح السياسي في بيروت رداً على سؤال:" ماذا عن العصيان والنزول الى الشارع؟ إن العصيان غير مقبول بالمعنى الشرعي بل إن حفظ النظام العام واجب وعدم الإلتزام بالقوانين يرتب مفاسد كبيرة على اوضاع الناس وشؤونهم الحياتية. هناك حالة واحدة يجوز فيها العصيان عندما تصبح المفسدة كبيرة الى الحد الذي لا يوجد فيها حل آخر. وهذا يحتاج الى إذن من الولي الفقيه". هذا يعني أن النزول الى الشارع من قبل حزب الله وحلفائه في 23 كانون الثاني الماضي تطلب إذناً من الولي الفقيه. فطالما ان النزول الى الشارع لا يتم إلا بإذن الفقيه وطالما إن الفقيه هو الذي يأمر وينهي والباقي مأمورين، فإن المشاركة مع مأمورين في التظاهر لا يعتبر اشتراكاً في التظاهر فحسب بل اشتراكاً في الإنصياع للأوامر، وبالتالي فإن مشاركة ال تيار العوني في النزول الى الشارع في ذلك الوقت تُعتبر طاعة لأوامر الفقيه.

 

- في مقالة في صحيفة "كيهان" الإيرانية، بعنوان "هذه حربنا" يقول رئيس تحريرها حسين شريعتمداري، وهو مقرب من خامنئي في آب 2006 :" إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء ولا من أجل مزارع شبعا أو حتى القضايا العربية أياً كانت وفي أي وقت، وإنما من أجل إيران في صراعها لمنع الولايات المتحدة من إقامة شرق أوسط أميركي".

 

حول مشروع الدولة الإسلامية:

 

ليس صحيحاً أن مشروع حزب الله لإقامة دولة إسلامية لم يعد قائماً. فحزب الله لم يغير خطابه السياسي حول هذا المشروع. هو اليوم يقول بالإقناع وحرية اختيار الشعب للدولة الإسلامية، وفي بداية تأسيسه كان يقول بحرية الإختيار دون أن يرد للإقناع ذكر، وذاك كان أسهل إذ أن الناس -عبر ما كان الحزب يعلنه سابقاً- لم تكن مضطرة لتحمل ضغط الإقناع مع ما يستتبعه ذلك من ترهيب وترغيب.

 

وقد ورد في الرسالة المفتوحة التي وجهها حزب الله الى المستضعفين في لبنان والعالم في 16 شباط 1985 التالي:" يتاح لجميع أبناء شعبنا أن يقرروا مصيرهم ويختاروا شكل نظام الحكم الذي يريدونه علماً أننا لا نخفي التزامنا بحكم الإسلام وندعو الجميع الى اختيار النظام الإسلامي". وعلى العكس من ذلك فإني أرى في استعمالهم اليوم لعبارات معينة ما هو أشد خطر من حقبة الثمانينات.

 

فالشيخ نعيم قاسم يقول في كتابه المذكور أعلاه :" الإسلام هو المنهج الكامل الشامل لصالح حياة أفضل... وإذا كانت الظروف المحلية لا تسمح الآن بهذا الخيار، فالحزب معذور في أنه بلغ وأعلن موقفه وعلى الناس أن يتحملوا مسؤوليتهم في نظام الحكم الذي يختارونه".(ص39). إن استعمال عبارة "الآن" لها دلالة كبيرة، إذ أنها تفيد بالآنية وعدم الديمومة، بمعنى انه ما ان تتوفر ظروف مناسبة لإقامة هذه الدولة فستقوم. فقاسم لم يجزم بعدم إقامة الدولة الإسلامية بل على العكس اعتبر أنه ينتظر الظروف المناسبة.

 

ويقول في مقابلة:" الحكم الإسلامي يقوم بالقناعة به فعادة الأكثرية هي التي تجذب الأمور باتجاه الحكم الإسلامي وإذا لم يختر اللبنانيون الحكم الإسلامي (أي أكثريتهم) لا يكون هناك حكم إسلامي. لكن هذا لا يعني ان نكون مقتنعين بغير الحكم الإسلامي فعلينا أن نعمل جاهدين فنقنع الناس، سنقدم التجربة، سنقدم النصيحة، ونقول لهم ما في الحكم الإسلامي من خيرات وإيجابيات. ويشدد على أن المطلوب من القيادة أن تكون مؤمنة بأن الإسلام هو الحل... . يلفتني هنا الكلام عن الأكثرية وليس عن الإجماع وهذا خطير جداً. فما الذي يمنع حزب الله من الإدعاء أنه اكثرية؟ ألا يدّعي هذا الآن؟ ألم يقل حسن نصر الله خلال فترة الإنتخابات النيابية الأخيرة أن المسيحيين لا يشكلون أكثر من عشرين بالمئة على أقصى تقدير؟ كما يلفتني الجهد الكبير الذي يتكلم عنه للإقناع. المنطق يقول أن المسيحي لن يقتنع بالدولة الإسلامي ة بطبيعة الحال، ولا السّنّي أو الشيعي المعتدل. تبرهن التجربة أن المسلح غالباً ما يستطيع إقناع المجرد من السلاح بمفهومه ولو أتى هذا الإقتناع لفظياً أو تحرزياً. أترى أن سلاح حزب الله باق ٍ بهدف الإقناع المزعوم؟

 

إذا كان حزب الله يتطلع الى تجربة الثورة الإيرانية كمثال أعلى فطبيعي أن يستعمل أساليبها في الإقناع التي تطرح عدة علامات استفهام:

 

- هل أن 10الى15 مليون سنّي في إيران اقتنعوا بنظام ولاية الفقيه؟

- كيف يتم التعامل مع العرب في الأهواز؟ ألا يتم اقتلاعهم من أراضيهم؟

- هل أن النساء المسيحيات والعلمانيات في إيران مقتنعات بلبس التشادور؟ وهل كنّ مقتنعات عند بداية الثورة بتغيير أسمائهن الأجنبية الى إسلامية؟

 

عموماً ان الثورة الإيرانية لم تأتِ عند بداياتها بشروط قاسية على المواطنين. فالإختيار كان موجوداً بعد وصول الثورة الى الحكم وربما ان الإقناع بدأ وقتها وقبل ذلك. وبحلول العام 1981 أي بعد سنتين من نجاح الثورة، لم يعد للإقناع مكان في مشروع الثورة. فبدأ الفرض. مثلاً الحجاب كان اختيارياً عام 1979، وأصبح إجبارياً عام 1981 . فما الذي حصل؟ فثورة 1979 هي ذاتها التي بقيت حاكمة في 1981. يبدو أن النظام كان ينتظر توطيد حكمه ليفرض مشروعه وهذا ما حصل. لذا لا يغرنّ أحد كلام حزب الله عن الإقناع والقناعة. فهو حتى على الصعيد الشيعي الداخلي لا يقبل التنوع. ففي العام 1997، عندما حصل خلاف مع الشيخ محمد حسين فضل الله، على خلفية رغبته بأن يكون مرجعية عربية في لبنان على حد قوله، من ضمن نظام ولاية الفقيه رفض خامنئي ذلك ووقع الخلاف بينهما، فخوّنه حزب الله واتهمه بالعمالة للغرب، وقيلت به كلمات أقلها "فضل الله الضال المضل".

 

وأيضاً محمد الحاج حسن (مؤسس التيار الشيعي الحر) جُرَّ من بيته في الضاحية وضُرب بأعقاب البنادق بسبب مواقفه المناوئة لحزب الله وولاية الفقيه. وأيضاً فإن الشيخ صبحي الطفيلي يقول إن حوادث عين بورضاي هي محاولة اغتيال تعرض لها من قبل المسلحين الذين ينتمون الى إيران .

 

من المفارقات أن يكون حسين أحمد الخميني حفيد الإمام الخميني، هو من يطالب بإنهاء مبدأ ولاية الفقيه الذي اعتنقه وحكم به جده مسار إيران طوال ربع قرن. ومن المفارقات أيضاً أن تكون زهرة إشراقي حفيدة الخميني تنتمي الى الإصلاحيين وتطالب بالحد من تدخل رجال "قم" بشؤون الدولة. وفي لبنان كثير من المفكرين الشيعة وعوا خطر ولاية الفقيه المطلقة على لبنان وشرعوا بالتصدي لها فكرياً كوضّاح شرارة ووجيه كوثراني. ومن منطلق آخر، فإن الشيخ صبحي الطفيلي أصبح من انصار الإستقلال عن القيادة الإيرانية دينياً، ورفض ولاية ال فقيه وتطور موقفه أخيراً الى تبني خيار ولاية الأمة على نفسها التي هي الصيغة الأساس لدى الشيعة، والتي عبّر عنها كبار أعلامهم مثل السيد محسن الأمين والسيد محسن الحكيم والسيد عبد الحسين شرف الدين والسيد موسى الصدر والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد مهدي شمس الدين.

المصدر : موقع القوات اللبنانية