مسلسل
الحوار
اللبناني
الطويل في 20 عاماً
للمرة
الأولى بلا
خدام ولا
فيليب حبيب؟
إعداد جان
عزيز- البلد/
الأربعاء, 01
مارس, 2006
م صورة
ستنفتح غداً
أمام عيني
أمين الجميل،
أكثر "حواريي"
ساحة النجمة
تجربة شخصية
أو ذكريات والدية؟
وكم صورة
سيلتقط وليد
جنبلاط
بكاميرته
الخاصة
ليضيفها الى
ألبومه
الشخصي العائد
الى جنيف
ولوزان؟ ولمن
سيروي نبيه
بري أبيات
الشعر المتبادلة
بينه وبين
كميل شمعون في
المدينتين السويسريتين
البعيدتين؟
وهل يستحضر
المشاركون
الآخرون
أطباق
أسلافهم، وهم
يجلسون للمرة
الأولى الى
طاولة الحوار
الوطني؟
كم مرة تحاور
سياسيو
لبنان؟ والى
ماذا انتهت حواراتهم؟
سؤال يستحق أن
يفتح على
صفحات "البلد"
عشية فتح
الحوار
وصورته
الأحدث غداً
في وسط البلد.
كانت الأيام
قد أتمت المئة
والستين على
الحرب حين
أعلن رئيس
الحكومة رشيد
كرامي في 24
أيلول 1975، من
قصر بعبدا
بالذات
"تشكيل هيئة
وطنية للحوار".
وأضاف معدداً
الأعضاء: كامل
الأسعد، رشيد
كرامي، كميل
شمعون،
عبدالله اليافي،
صائب سلام،
مجيد ارسلان،
فيليب تقلا،
غسان تويني،
كمال جنبلاط،
بيار الجميل،
ريمون اده،
رينيه معوض،
خاتشيك
بابكيان، رضا
وحيد، الياس
سابا، عباس
خلف، نجيب
قرانوح،
ادمون رباط،
عاصم قانصوه
وحسن عواضه. 20
شخصاً موزعة انتماءاتهم
الطائفية
والمذهبية
والسياسية،
بواسطة ميزان
"الجوهرجي".
والجوهرجي
المقصود والخبير،
لم يكن غير
عبد الحليم
خدام، وزير الخارجية
السورية،
الذي أمضى
اليومين
السابقين بين
بعبدا
والسراي
وعرمون، حتى
ولّد أول صيغة
حوارية.
ولم تتأخر
الهيئة في
اطلاق عملها.
في 25 أيلول كان
اجتماعها
الأول في قصر
بعبدا. جدول
الأعمال بسيط:
وقف النار،
التأكيد على
التعايش
ووحدة لبنان
وسيادته. قبل
نهاية
الاجتماع
بربع ساعة، انضم
خدام لأخذ
الصور
التذكارية،
ثم استقبلهم رئيس
الجمهورية
سليمان
فرنجية. وعلى
الهامش تحدث
كمال جنبلاط
الى كميل
شمعون بعد طول
انقطاع، وكان
حوارهما
المستأنف
بالفرنسية.
فيما لم تسجل
كلمة بين
جنبلاط وبيار
الجميل،
اللذين أصرا
على أن
المطلوب "مصارحة
قبل
المصالحة".
الى السراي
الاجتماع
الثاني انتقل
الى السراي
وسط الحديث عن
اعتراض شيعي
على تمثيل
الطائفة في
الهيئة، كما
وسط هجوم
جنبلاطي على
الجميل وصائب
سلام. وفي
هذا الاجتماع
اعتذر الأسعد
عن متابعة
الجلسات،
مفضلاً بقاءه
على الحياد
كرئيس للمجلس
النيابي، وحل
محله عادل
عسيران. ثم
تلا كرامي بياناً
تحدث عن الأمن
والخلافات
الداخلية
والقضية
الفلسطينية
وازالة
الحواجز
واطلاق الموقوفين
وتعويض
الأضرار... ولم
ينس مستجدات
الحرب: اقفال
الاذاعات
الخاصة
والطلب الى
الصحافة اعتماد
"الرقابة
الذاتية".
في 30 أيلول
عقدت الهيئة
اجتماعها
الثالث وسط تهديد
جنبلاط، سلام
واده
بالمقاطعة.
واجتماع رابع
في اليوم
التالي،
وتسلم 5
مذكرات مرفوعة
اليها، من
سلام،
قانصوه،
الجميل،
جنبلاط، ومن
المسؤول
"القومي"
جورج عبد
المسيح...
واستمرت
السلسلة:
اجتماع خامس
في 2 تشرين
الأول، وسادس
في 9 منه وسابع
في 12... وتفرعت
اللجان:
"الاصلاح السياسي"
لدراسة
المقترحات
الاصلاحية
الدستورية
و"التنسيق
العليا"
للحواجز
والخطف والتبادل
وسلاسل وقف
النار الذي لا
يتوقف. وبعد اجتماعها
التاسع في 22
تشرين الأول،
باتت المسائل
السياسية
المطروحة
للبحث محصورة:
الطائفية
السياسية،
قانون
الانتخاب،
السلطة
التنفيذية، القضاء،
التجنس
والجيش. حتى
انشاء "مجلس
اقتصادي
واجتماعي"
كالذي تلتئم
الحكومة في
مقره اليوم،
طرح يومها،
كما طرح تخفيض
سن الاقتراع
الى 18 سنة. لكن
المفاجأة
كانت بعد
تحديد
المواضيع
كافة،
اعلاناً من
مجلس الوزراء
في 16 تشرين الثاني
عام 1975، وضع يد
الحكومة
مجتمعة على
قضية الاصلاح
السياسي، على
أن "يتولى
رئيسا الجمهورية
والحكومة درس
تفسير بعض
أحكام الدستور".
فسارع بعض
أعضاء الهيئة
الى اعتبار
الخطوة
اجهازاً
عليها وعلى
مهمتها،
متهمين كرامي
بالوقوف خلف
ذلك، لكن رئيس
الحكومة حاول
تكذيب التهمة
بالدعوة الى
اجتماع في 24/11،
لم ينعقد،
فدفنت
"الهيئة
الوطنية
للحوار" الجزء
الأول.
محاولات جزئية
بعدها وعلى
ايقاع جولات
الحرب، توالت
المحاولات
الجزئية:
"لجنة
المبادرة
النيابية في
19/12/75، بعضوية
الرئيس الأسعد
والنواب: منير
أبو فاضل،
خاتشيك
بابكيان،
بشير الأعور،
نديم سالم،
علي
العبدالله، فؤاد
لحود، شفيق
بدر وطلال
المرعبي.
وجدول أعمال
طموح يبدأ
بالوضع
الاقتصادي
والاجتماعي والتوازن
في وظائف
الادارة
العامة، ثم يتدرج
الى توازن
السلطتين
التشريعية
والتنفيذية
وانتخاب رئيس
الحكومة من
المجلس
النيابي
وتحديد شروط
حل الأخير،
كما شروط نشر
القوانين
ومهل ذلك،
وصولاً الى
الفلسطينيين
وقانون
الانتخاب.
لكن الخطوة
النيابية
ولدت ميتة،
تماماً كما تالياتها
طيلة أكثر من
أربعة أعوام.
خلال تلك
الفترة كانت
الوساطات
الخارجية تملأ
فراغ الحوار
اللبناني
الداخلي: قمتا
الرياض
والقاهرة،
مبادرة حسن
صبري الخولي،
اللجنة
الرباعية
العربية،
محاولة مجهضة
لطاولة مستديرة
في باريس،
لقاءات شتورة
الرباعية... وسواها
من الحوارات
فوق المستوى
المحلي.
وفاق الياس
سركيس
الى أن أعلن
الرئيس الياس
سركيس في 16
شباط 1980 اطلاق
عملية وفاق
وطني جديد.
وتحقيقاً
لذلك بدأ في
قصر بعبدا
سلسلة
مشاورات
نيابية ومن ثم
زيارات
روحية، طيلة
أيام 26 شباط و27
و28 و29 منه، كما
في الأول من
آذار و3 و4 منه.
وعشية الجولة
الأخيرة تمهيداً
لاطلاق
المبادرة
الوفاقية،
عثر على جثة
سليم اللوزي،
"مقتولاً
برصاصتين في
رأسه، بعد جرم
يديه من
الأصابع حتى
المرفقين".
لكن ذلك لم
يمنع سركيس من
اعلان
"مسلمات
الوفاق الـ14"
في 5 آذار 1980،
وبينها: وحدة
لبنان،
العدالة
والمساواة. التزام
التنسيق
العربي،
التعاون ضد العدو،
دعم القضية
الفلسطينية،
رفض التوطين وكمب
دايفيد وكل
اشكال
التعاون مع
اسرائيل، القول
بما سمي
"علاقات
خاصة" مع
سورية على قاعدة
الاحترام
المتبادل،
تنفيذ
الاتفاقات المعقودة
مع منظمة
التحرير
الفلسطينية،
كما تنفيذ
مقررات مجلس
الأمن
والتمسك
باتفاق الهدنة
مع اسرائيل.
ولم يكد
اللبنانيون
يعيدون قراءة
"مسلماتهم"
التي
استشيروا
فيها، حتى
كانت محاولة
اغتيال كميل
شمعون في 12
آذار دليلاً
على استمرار دورة
العنف.
من اللوزي
الى طه
في 7 حزيران
استقال رئيس
الحكومة سليم
الحص. فبادر
سركيس الى
القيام بجولة
على
المرجعيات الروحية،
محاولاً
اغتنام
الفرصة
لتشكيل حكومة
اتحاد وطني،
تجسد
المسلمات
الـ14. قامت
العراقيل ولم
يتمكن رئيس
الجمهورية من
قبول استقالة
الحص الا في 16
تموز 1980، ليكلف
في 22 منه تقي
الدين الصلح
تشكيل
الحكومة
المنشودة. في
اليوم التالي
اغتيل رياض
طه.
ونامت
المشاريع الحوارية
الداخلية مرة
جديدة نحو
عامين، لتنبثق
تحت وطأة
الاجتياح
الاسرائيلي
منتصف العام 1982.
في 14 حزيران من
ذلك العام،
وبعد 8 أيام
على بدء
الاجتياح،
أصدرت
المديرية
العامة لرئاسة
الجمهورية
بياناً أعلنت
فيه عن تشكيل
"هيئة انقاذ
وطني" برئاسة
سركيس وعضوية
كل من: شفيق
الوزان، فؤاد
بطرس، نصري
المعلوف، نبيه
بري، بشير
الجميل ووليد
جنبلاط. وأعلن
البيان عن
تحديد موعد
أول
اجتماعاتها
بعد ظهر اليوم
نفسه، الأمر
الذي عرقله
جنبلاط، حتى
يوم 21 حزيران 1982،
تاريخ
انعقادها
للمرة الأولى
في قصر بعبدا.
خرج بعد
الاجتماع
رئيس الحكومة
الوزان ليعلن
أن الهيئة
ستعود الى
الاجتماع
"بعدما أخذت
على عاتقها
تنفيذ بعض
المهمات".
في حضور
فيليب حبيب
في اليوم
التالي
اجتماع ثان
انضم اليه
الموفد
الأميركي
الرئاسي
فيليب حبيب. المواضيع:
وقف النار،
انسحاب
المسلحين
الفلسطينيين،
مصير
اللاجئين بعد
ذلك. ثم اجتماع
ثالث في 23/6
ومذكرة
فلسطينية الى
الهيئة عبر
بري وجنبلاط.
في 25 حزيران
انسحب الزعيم
الدرزي بعدما
اتهم سركيس
والوزان
وبطرس وزير
الخارجية،
بأنهم "ضالعون
في مؤامرة
تصفية
الفلسطينيين"،
مؤكداً ان
"دماء
الفلسطينيين
لن تذهب
هدراً" وانه
"سيعم العالم
العربي بحر من
الدماء ان شاء
الله".
بحر الدماء
هذا لم يبلغ
المحيط
العربي، بل اقتصر
بعد عام ونيف
على قرى أقضية
الشوف، عاليه والمتن
الجنوبي.
انتهت "حرب
الجبل". خسر
المسيحيون.
عادت سورية
وحلفاؤها
الفلسطينيون
واللبنانيون،
فعاد الجميع
الى الحديث عن
الحوار.
في 12 تشرين الأول
1983 دعا الرئيس
أمين الجميل
كلاً من كميل
شمعون،
سليمان
فرنجية
(الجد)، عادل
عسيران، صائب
سلام، رشيد
كرامي، بيار
الجميل، نبيه
بري، وليد
جنبلاط
وريمون اده
للمشاركة في
اجتماع "هيئة
الحوار"،
الساعة 11 قبل
ظهر 20 تشرين
الأول، على أن
يحدد مكان
الاجتماع
لاحقاً، فيما
تردد انه
سيكون في مطار
بيروت. كما دعاهم
الجميل الى
ايفاد
مندوبين عنهم
الى اجتماع
"اللجنة
التحضيرية"
في وزارة
الصحة في اليوم
التالي. اده
سارع من باريس
الى رفض
الدعوة. وفي 13/.10
ترأس أمين عام
وزارة
الخارجية
بالوكالة
خليل مكاوي،
ممثلاً
الجميل،
الاجتماع
المذكور، وقد
حضره كل من:
عاكف حيدر
(بري) عدنان حب
الله (عسيران)
محمد المشنوق
(سلام) محسن دلول
(جنبلاط)
ألفرد ماضي
(الجميل)
ومارون حلو (شمعون)
بعد 7 ساعات
تلا مكاوي
بياناً أكد
الاتفاق على
تحديد مواضيع
الحوار
العتيد.
الموفد السعودي
رفيق الحريري
في 19/10 وقبل
الموعد
المحدد بيوم
واحد، أعلن عن
تأجيل
الحوار، فيما
كان "الموفد
السعودي"
رفيق الحريري،
كما كانت صفته
الاعلامية
آنذاك، يصل
الى بيروت، في
اطار مهمة
لنقل الحوار
خارج لبنان.
وفي 27/10 استقبل
الرئيس
السوري حافظ
الأسد كلاً من
فرنجية،
كرامي، بري
وجنبلاط، تمهيداً
لمشاركتهم في
مؤتمر الحوار
المقرر بعد يومين.
وفي 31/10 افتتح
الرئيس
الجميل أعمال
المؤتمر في
جنيف، في حضور
جميع
المدعوين،
اضافة الى
المراقبين
السوري عبد
الحليم خدام
والسعودي
محمد ابراهيم
المسعود،
وزير الدولة.
استمرت
الجلسات حتى
4/11، واختتمت
ببيان أقرّ النص
المعروف حول
عروبة
الانتماء
والهوية للبنان،
كما طلب
العودة عن
اقرار اتفاق 17
أيار، وتعزيز
اللجنة
الأمنية
وتقديم
المشاريع الاصلاحية.
وبعدما
شكر
المتحاورون
الملك
السعودي
والرئيس السوري،
تواعدوا على
اللقاء في
الجزء الثاني
من مؤتمرهم في
جنيف أيضاً
بعد 10 أيام. لكن
الأيام
العشرة صارت
أكثر من مئة
وعشرة،
تخللتها حركة
6 شباط 1984 وما
سبقها
وتلاها، قبل
أن يعود
"مؤتمر
الحوار
الوطني"
للانعقاد في
لوزان هذه
المرة في 12
آذار 1984. على مدى
أسبوع كامل
كانت المدينة
السويسرية
مصدر وحي غزير
لأوراق العمل
اللبنانية
ومشاريع الأطراف
الاصلاحية. من
"دولة لبنان
الفدرالية"
في ورقة شمعون
ــ الجميل،
الى
"الجمهورية
العربية
اللبنانية"
في اقتراح
جنبلاط... وما بين
الاثنين من
مناوشات
حوارية. الى
أن صدر البيان
الختامي
للمؤتمر في 19
آذار 1984، وفيه
مشروع اصلاحي
متكامل، شكل
الى حد كبير
نواة مسودة
اتفاق الطائف
بعد خمسة
أعوام.
بعد مؤتمر
لوزان،
استقالت
حكومة لوزان،
عاد رشيد
كرامي الى
"حكومة
الوحدة
الوطنية"، ألغي
اتفاق 17 أيار...
واستمرت
الحرب.
اجتماعات
بكفيا
بين الأول من
تشرين الثاني
1984 و24 منه، شهد
القصر الرئاسي
الصيفي في
بكفيا سلسلة
اجتماعات
مطولة بين
المسؤولين
الحكوميين
والرئيس
الجميل،
وشارك فيها
نائب الرئيس
السوري في حينه
عبد الحليم
خدام. هذه
السلسلة عرفت
صحافياً باسم
"خلوات
بكفيا" وقيل
انها انتهت
الى مجموعة
اتفاقات
سياسية وأخرى
لتنفيذ خطة أمنية
على طول
الساحل
اللبناني. غير
أن التطورات المسيحية
الداخلية لم
تلبث ان أطاحت
بها، خصوصاً
بعد سلسلة
"الانتفاضات"
داخل "القوات
اللبنانية"
بدءاً بحركة 12
آذار 1985.
الاتفاق الثلاثي
لكن صيف
العام نفسه
شهد محاولة
"حوارية" جديدة،
بعدما أعلن
زعيم القوات
اللبنانية
يومها الياس
حبيقة خياره
العربي عبر
البوابة
السورية، على
اثر سيطرته
على القرار
القواتي في 9
أيار 1985. وبعد
سلسلة "خطوات
انفتاحية"
بدأ في أيلول
من ذلك العام
مسار حواري
بين القوات وحركة
"أمل"
والجنبلاطيين،
انتهى الى
توقيع
"الاتفاق
الثلاثي" في 28
كانون الأول 1985
في دمشق، الى
جانب خدام
شاهداً. هذا
المشروع
اعتبر
تاريخياً
تجسيداً
للحلم السوري
في لبنان، على
المستويات
السياسية
والعسكرية
والأمنية
والاقتصادية
وغيرها، وذلك
على قاعدة
"التكامل بين
البلدين في
شتى المجالات".
وشهد
التوقيع حشد
من الشخصيات
اللبنانية،
ممن صاروا
لاحقاً أركان
دولة الطائف
بعد نحو 4 أعوام.
لكن
التطورات
المسيحية
الداخلية لم
تلبث أن أسقطت
مرة ثانية حلم
دمشق، فالتقى
الجميل وسمير جعجع
وأسقطا
الاتفاق
الثلاثي في 15
كانون الثاني
1986، لتنفتح على
المناطق
المسيحية
حربان متزامنتان:
واحدة عبر
خطوط التماس
كافة، وأخرى عبر
سيارات القتل
الأعمى
المزروعة بين
المدينتين.
الى سباق
الخيل
بعد سقوط
الاتفاق
الثلاثي قررت
دمشق وحلفاؤها
معاقبة
"الحوار
اللبناني"
فتعطل أكثر من
11 شهراً
متواصلاً الى
أن ولدت أواخر
العام 1986 فكرة
الحوار
الحكومي في
ميدان سباق
الخيل. هكذا وسط
نظام
المراسيم
الجوالة
واجتماعات
"الهيئة
الحكومية" من
دون رئيس
الجمهورية،
بدأ في تشرين
الثاني 1986
مسلسل لقاءات
حوارية وسط
بيروت. ورغم التعويل
المفرط على أن
"الخيل معقود
على نواصيها
الخير"،
انتهت
المحاولة
سريعاً، في ظل
حروب
المخيمات
المتمددة
بيروتاً
وجنوباً، كما
في ظل الرسائل
من نوع اغتيال
الشيخ صبحي الصالح
في 7 تشرين
الأول 1986.
مطلع العام 1987
عاد المنسوب
الدولي الى
الحوار اللبناني
في شكل لاغ
لمكوناته
المحلية: أكثر
من عشر جولات
لبنانية ــ
سورية حتى
نيسان 1987، جولات
ابريل غلاسبي
وأوراقها لكن
شيئاً لم يعرف
دربه الى
الحل.
...
مؤتمر الطائف
انتهت
الولاية
الرئاسية
وصار الفراغ
ودارت الحروب
السورية على
آخر المعاقل
اللبنانية
منذ 14 آذار 1989،
ليعود التحرك
العربي
والدولي باحثاً
عن السيناريو
"البلدي"
لتخريج الحل.
فكان مؤتمر
الطائف: من
تبقى من نواب
مجلس 1972،
وعشرات الوسطاء
والخبراء،
اللبنانيين
والسوريين والسعوديين
والأميركيين
والمزدوجي
الجنسيات. منذ
30 أيلول 1989 وحتى 22
تشرين الأول
من العام
نفسه، استمر
مؤتمر النواب
في مدينة
الطائف.
اشكالات واشكاليات،
مشاورات
واتصالات الى
أن حسمها سعود
الفيصل
بخطوتين:
زيارة الى
دمشق، ونبرة آمرة
في آخر
الاجتماعات:
"خذوه أو
اكسروه" (take
it or brake it)
فأخذه النواب
وجعلوه
دستوراً في 20
آب 1990، ليبرمه
رئيس
الجمهورية
بعد شهر،
ولتولد منه
الجمهورية
الثانية، فوق
دماء رئيس
الطائف الأول.
بعد اغتيال
رينيه معوض،
صار اتفاق
الطائف أقرب
الى
المقدسات، أو
المحرمات.
تعطل الحوار، انتصر
الراعي الاقليمي
ونعاجه
البلدية في
بيروت، وساد
"السلم
الأهلي
الممسوك"
طيلة 15 عاماً.
واليوم يعود
الحوار من دون
حرب ومن دون
خارج، أكان باسم
رعاية أو
وصاية. هم
اللبنانيون
وحدهم يلتقون
غداً في ساحة
النجمة. فهل
يبرهنون
للعالم قدرتهم
على ادارة هذا
البلد؟ ماذا
لو فشلوا؟ يكونون
هم القاصرون،
أما لبنان
فأهل لاستقلاله،
وشعبه فأهل
لسيادته على
أرضه، أما
طبقات الوصايات
والرعايات...
فأمر آخر.