المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

اليوم الثالث لجلسات التشاور (الخميس 9/11/2006)

أخبار يوم الجمعة 10/11/2006

جلسة رابعة السبت للتشاور في حكومة الوحدة الوطنية

بري: اعدنا اليوم الثقة بين فريقي 14 و 8 آذار

جعجع: لا نية لفريق 14 آذار في النزول الى الشارع

المر طرح زيادة ارثوذكسي ودرزي واستبدال 4 وزراء لعون

واحتسب اكثرية 8،66 على ان تحتاج 10 كي تصبح معطلة

المركزية - لم يحسم المتشاورون في المجلس النيابي اليوم وكما كان متوقعا موضوع التعديل الحكومي، حيث كانت الجلسة للتشاور ايضا وحيث طرح كل طرف هواجسه واوراقه فوق الطاولة على رغم ان الدخان الابيض لم يصدر بما يوحي ان هناك نقاطا يمكن التوصل اليها، حيث دار البحث حول نقاط اخرى تم ربطها بالتعديل الحكومي وشكلت ما سمته الاكثرية الهواجس. الا ان الجميع متفقون على ان لا عودة الى الوراء في هذا الشأن خصوصا وان موضوع التوسيع الحكومي تم التوافق عليه، وان الامر يحتاج ايضا الى مشاورات جانبية وبعيدة من الاضواء لإنضاجه تمهيدا لمحاولة حسمه السبت المقبل.

فقد اكد رئيس المجلس النيابي نبيه بري صاحب الدعوة الى التشاور ان المتشاورين سيعقدون جلسة رابعة لاستئناف البحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية السبت المقبل في 11/11 من الجاري الساعة الحادية عشرة بعدما تم في جلسة اليوم والتي كانت من افضل الجلسات اعادة الثقة المفقودة بين فريقي 14 آذار والثامن منه.

ولفت الى ان المتشاورين توقفوا في بداية الجلسة امام هول المجازر التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية وادانوها مطالبين الضمير العالمي بالتحرك لوقف ذبح النسوة والاطفال.

وكان اللقاء التشاوري واصل جلساته المفتوحة في جولة ثالثة عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي برئاسة الرئيس بري يعاونه النائبان علي حسن خليل وسمير عازار وحضور كامل للاقطاب بدءا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يعاونه الوزيران: احمد فتفت وميشال فرعون، رئيس كتلة نواب المستقبل سعد الحريري يعاونه النائبان: وليد عيدو ونبيل دو فريج، الوزير محمد فنيش والنائب حسين الحاج حسن، رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون يعاونه النائبان عباس هاشم وفريد الخازن، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع يعاونه النائبان ستريدا جعجع وجورج عدوان، الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل يعاونه النائب انطوان غانم، رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط يعاونه الوزير مروان حمادة والنائب فيصل الصايغ وممثل الاحزاب الارمنية النائب يغيا جرجيان يعاونه النائبان اغوب قصارجيان واغوب بقرادونيان.

كما حضر النائب غسان تويني الذي غاب عن الجولة الثانية لأسباب صحية، والنائب ميشال المر، ومثل نواب قرنة شهوان النائب بطرس حرب يعاونه النائب جواد بولس ومثل التكتل الطرابلسي الوزير محمد الصفدي يعاونه النائب قاسم عبد العزيز، ومثل الكتلة الشعبية النائب ايلي سكاف يعاونه النائبان كميل المعلوف وحسن يعقوب.

ندوة بري: وبعد انتهاء الجلسة قرابة الثانية عقد الرئيس بري ندوة صحافية استهلها بالقول: "نحن نقدم لكم الشكر والتقدير لمواكبتكم جلسات التشاور ومهما كان التشاور هو حول امور جسورة ومهمة جدا بالنسبة الى لبنان ومستقبله الا ان الذي يحصل اليوم من مجازر على اهلنا واخواننا في فلسطين دفع المشتاورين للتوقف عنده طويلا وادانوا بالاجماع المجازر التي عودتنا اسرائيل عليها منذ قيامها منذ كفر قاسم مرورا بمجزرة البقر في مصر وصولا الى قانا وانتهاء وليس نهاية في بيت حانون الان هذا هو مسلك اسرائيل الدائم فعلى الضمير الدولي والعربي وكل المؤسسات الانسانية من دون استثناء وخصوصا مجلس حقوق الانسان الذي استحدث على اعتاب هيئة حقوق الانسان والذي مركزه جنيف التحرك لوقف ذبح الاطفال والنسوة في كل يوم على مذبح هذا العدو الغاشم الذي ما يزال يعربد ليس في سماء العرب وانما في سماء الانسانية.

من جهة ثانية نقول انه على عكس حرب الشائعات القائمة في لبنان واجواء التوتير التي يحاول البعض بثها هنا وهناك والذي يحاول فعلا ايجاد الواقعة والوقيعة بين اللبنانيين سواء من حيث المناطق او المذاهب او الاحزاب او الطوائف او التجمعات بين 8 آذار و14 آذار اريد ان اطمئن هؤلاء وان اطمئن كل الشعب اللبناني ان جلسة اليوم كانت افضل جلسات التشاور عكس الذين كانوا يخططون ويتوعدون او يتوجسون خيفة. انتم تعلمون اني اصارحكم بالامر عندما اقول ان هناك بحثا معمقا يعني ذلك وجود عقد وعندما اقول انه تم كسر الجليد يعني ان هذا الامر شكلي وانا اؤكد لكم وللبنانيين عبركم ان جلسة اليوم في التشاور كانت افضل الجلسات على الاطلاق.

وكما اخذنا فرصة في الامس وارجأنا الجلسة الى اليوم للحصول على بعض النتائج التي اعتقد اننا تقدمنا بها، ايضا توافق المتشاورون على اعطاء فرصة يوم غد الجمعة لاستكمال المشاورات الجانبية تمهيدا للتشاور العام الذي سيعقد السبت المقبل الذي تاريخه يدعو الى التفاؤل، حيث يصادف تاريخه في الحادي عشر من الشهر الحادي عشر وفي تمام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر فنأمل في ان يحصل تشاور افضل وصولا الى اعلان امر بهذا الشأن.

حوار:

* دولة الرئيس ممكن ان تكون جلسة يوم السبت الجلسة الاخيرة للبحث في بند حكومة الوحدة الوطنية؟

- لا استطيع الجزم ولا احد يعرف الوقت الذي سيستغرقه هذا الملف. وفي المناسبة، انتهز الفرصة للرد على ما يشاع حول ان فريق 14 آذار تقدم بطلب ترخيص الى وزارة الداخلية للتظاهر يوم الاثنين قبل تظاهرة فريق 8 آذار الثلثاء، فقلت نريد رقم المعاملة وتبين ان هذا كذب. وفي المقابل هناك حديث يدور في اوساط 14 آذار ان فريق 8 آذار يحضر لتظاهرة حاشدة، وهذا كلام غير صحيح على الاطلاق.

وأضاف: كان من المفترض ان ينظم اليوم تحرك استنكارا للمجازر ضد الفلسطينيين وهناك فكرة طرحت عن تظاهرة امام مبنى الامم المتحدة ولكن الجهة الداعية نفسها ولقرب المكان من مجلس النواب وخصوصا لتأثيرها على اجواء التشاور عادت واعلنت عن نقل مكان التظاهرة، واعتقد ان هؤلاء الطلاب يمثلوننا جميعا، ويجب الا نأخذ بالشائعات فالامر دقيق ومعقد ولو لم يكن كذلك كان من غير الضروري الدعوة الى التشاور.

* هل من صيغة حكومية اخرى غير صيغة المر؟

- النائب المر ليس لديه صيغة انما في الحقيقة هو حاول انشاء طبخة كما يشاع على اساس اخراج معيّن، ونحن وجدنا في ذلك انه قد يراعي الشكل لكنه لن يكون الحل لمضمون الجوهر، ومرة اخرى المطلوب ليس ثلثا معطلا او آخر ضامنا بل المطلوب مشاركة الجميع بحقوق الجميع وان نتصرف جميعنا كلبنانيين.

* هل سيتم الاتفاق السبت في 11/11 وهل سيلتقي الفريقان على صيغة معينة وحل معين؟ فالرقم 11 يكتب في اللغة العربية على شكل عامودين متوازيين لا يلتقيان؟

- ان خطين متوازيين لا يلتقيان الا بإذن الله.

* هل اصبحتم أكثر اقتناعا بضرورة التغيير الحكومي بعد سقوط الجمهوريين في الولايات المتحدة الاميركية؟

- الاجندة الاميركية لست انا من يسير عليها، وموضوع اسقاط الحكومة لم يطرح يوما من الايام خصوصا من قبل 8 آذار ومنذ اليوم الاول وضعت البنود التي على اساسها سيقوم الحوار، وهي موضوع توسيع او تعديل من دون بيان وزاري جديد.

* تغادرون السبت الى ايران، في حال تعرقلت الامور مَنْ سيقوم بدور الاطفائي؟

- هل سأذهب من دون عودة؟ وفي المناسبة فإن الحكومة اللبنانية تقدمت على خلفية المجازر الاسرائيلية في فلسطين بطلب عاجل لانعقاد لمجلس الامن. كذلك صدر بيان ادانة من الاتحاد البرلماني العربي وآخر من إتحادات البرلمانات الاسلامية. ومؤتمر طهران الآسيوي أحد أسباب انعقاده هو الموضوع الفلسطيني بالاضافة الى موضوع المجازر التي ارتكبت في جنوب لبنان، الموضوع اصبح الآن أكثر الحاحا، وسأسافر في اواخر الاسبوع الى طهران لفترة وجيزة اي لمدة يومين او ثلاثة ونأمل تاليا في التوصل الى نتائج.

* هل الطرف المطالب بالثلث المعطّل تخلى عن طلبه، وهل الرافض للثلث المعطل تخلى عن طلبه وهل العماد ميشال عون وافق على الدخول الى الحكومة؟

- أهم من هذه الاشياء جميعا هو ان الثقة بين الاطراف أصبحت اكثر التصاقا وأكثر قربا. ولا يزال الالتزام الاعلامي في موضوع عدم التهجم قائما، والتسريب أنتم ارحم فيه.

* تحدثت في الجلسة الثانية عن إمكان استقالة وزراء حزب الله وحركة امل في مرحلة معينة، متى يمكن ان يحصل ذلك؟

- ما يحصل في التشاور من كلام والرد عليه ليس معمولا به نحن نريد التوصل في النهاية الى صيغة موحدة.

* في الزيارة الى ايران هل سيتم طرح نتائج المشاورات؟

- ذهابي الى ايران سببه المؤتمر، واللقاءات ستحصل من خلال مواعيد اذا سمح لنا الوقت خصوصا ان الجمهورية الايرانية كانت تسعى دائما الى الوفاق والوحدة الوطنية من خلال تصريحات مسؤوليها وقادتها. نحن نتمنى من كل الاطراف العربية والدولية تساعد في هذا المضمار، وهذا شيء طبيعي.

* هل التقدم الحاصل هو شكلي كما في الجلسات الاولى وكسر الجليد ام اننا امام جلسات قد تصل في نهاية المطاف الى نتيجة اخرى؟

- لا اتحدث فقط من اجل الاجابة او التخلص من السؤال، فالمشكلة الاساسية التي تم اكتشافها ولم اكن اعرفها على حقيقتها حتى قبل الاستشارات هي ان الثقة فعلا كانت واصلة الى درجة الفقدان بين فريقي 8 آذار و 14 آذار، واستطيع القول انه كان هناك انعدام ثقة، والتقدم الذي حصل هو في اعادة هذه الثقة، وبدأ البحث من منطلق مصلحة لبنان وطالما ان الثقة بدأت تتماسك وتبنى وهذا هو الاساس.

جعجع: بدوره قال جعجع للصحافيين: كلنا نقوم بكل الجهود الممكنة للتوصل الى حلول لكن الحلول تحتاج الى حد ادنى من المنطق. اليوم هناك فريق يطرح ان الحكومة الحالية فيها مشاركة ولكن لا امكانية لديه لتوقيف قرار من قراراتها ومن هنا يطالبون بالثلث المعطل.

الطرح في حد ذاته هو مجرد طرح وفي الحياة الديموقراطية ما من امر لا يبحث. ولكن من باب اولى اذا نظرنا الى وضع رئاسة الجمهورية ووضعها الحالي منذ التمديد الى الآن ليست ولايتها الاصيلة والتمديد حصل في ظروف نعرفها واذا كان الفريق الآخر يرى انه مشارك في الحكومة ولكن لا قدرة تعطيل له فيها فموقع رئيس الجمهورية ليس فقط لا اداة تعطيل لدينا فيه، بل ايضا لا مشاركة لنا فيه، وأكبر دليل ان كافة التشكيلات والامور تتعطل رغم مرورها في مجلس الوزراء وفي بعض الاوقات في مجلس النواب.

اذا اردنا ان يكون طرحنا منطقيا ومحقا هناك وضع رئاسة الجمهورية يجب تصحيحه. الوضع الحكومي يحتاج الى تحسين لا الى تصحيح لأنه منبثق عن المجلس النيابي ولا احد يشك في شرعيته. اذا افترضنا ان الوضع الحكومي يحتاج الى تحسينات معينة فمن باب اولى ان وضع رئاسة الجمهورية يحتاج الى تغيير جذري. بما يتعلق بتمثيل كتلة العماد عون، قوى 14 اذار لا مشكلة لديها، وهي تعتبر هذا الموضوع منفصلا لا علاقة له بكل ما تبقى بمعنى انه لا اعتراض من احد على هذا الموضوع ويجري بحثه الآن، ولكن الباقي طرحه مردود.

* الرئيس السنيورة قال ان الطبخة يلزمها امور كثيرة بعد، ما رأيكم؟

- لا اخفيكم ان الطبخة ما زالت ناقصة لأن الفريق الذي يطرح تغيير الحكومة او تغييرا في الحكومة لا يقبل ان يطرح معنا التغيير في رئاسة الجمهورية.

وردا على سؤال حول التغيير الحكومي قال جعجع: بالنسبة لنا الاولوية لرئاسة الجمهورية لأننا اذا افترضنا ان الحكومة ليست في افضل حالاتها، ولكن على الاقل الحكومة موجودة وشغالة في الوقت الذي تغيب فيه رئاسة الجمهورية ولا بد من اعادة النظر فيها.

* ما هو رد العماد عون على طرح الرئيس المر وما هو موقف حزب الله؟

- رد الجنرال كان ايجابيا. اما حزب الله لم نعرف.

* بعد جلسات الحوار والتشاور ما زال الوضع كما هو والعقدة تتعلق برئاسة الجمهورية؟ الى اين؟

- طبعا يجب التعامل بمنطق مع هذا الموضوع، ويجب الا يفرض فريق شروطه ومطالبه على الآخر، ونحن ايضا لدينا مطالبنا.

* العماد عون يطلب مشاركة وفق التمثيل النسبي في المجلس النيابي هل توافقون على هذا الرأي؟

- العماد ميشال عون يتحدث في المطلق ولكن في نهاية المطاف هو يعرف جيدا كيف يتم تشكيل الحكومات في لبنان وبالتالي طرحه واقعي.

* هل استمرار الجلسات هو فقط للتمديد ولتأجيل الازمة ام نحن فعليا امام جلسات تشهد تقدما نوعيا؟

- لا اخفي عليكم ان ليس هناك تقدم، ولكن نحن نضع كل امكاناتنا لنصل الى تقدم.

* الرئيس بري تحدث عن ثقة ولدت وكانت معدومة في السابق بين المتحاورين؟

- نعم احيانا.

وردا على سؤال قال جعجع: هذه افضل الجلسات لأن الجلسات السابقة كانت سيئة جدا وهذا لا يعني اننا حققنا تقدما كبيرا.

اضاف: لدينا عشرة آلاف مرشح لرئاسة الجمهورية والأهم ان نصل الى انتخابات رئاسة الجمهورية.

* ماذا تريد القول للمواطن اللبناني؟

- اريد ان ادعو المواطن اللبناني الى عدم الخوف من اي شيء وإننا لن نترك الامور كذلك، واذا نزلت قوى 8 اذار الى الشارع بحسب القوانين المرعية الاجراء فهذا حق لهم، نحن ليس لدينا فكرة النزول الى الشارع.

تويني: وتحدث النائب غسان تويني بعد الجلسة وقال: هناك اتفاق على مبدأ الخروج من الأزمة بسلام ووفق الاصول الدستورية.

وعما اذا كان من الممكن الخروج بسلام، قال: لماذا لا؟ بالتأكيد نستطيع ذلك. هناك جو مسيطر على لبنان انه لا هم عند اللبنانيين طوال النهار الا ان يذبحوا بعضهم. اولا المقاومة هي مقاومة ضد اسرائيل وليس ضد اللبنانيين الآخرين.

وعما يسمى بـ"الطبخة" قال: انا بعيد عن "الطبخات" والطبخة لم تمر بعد. وهناك موافقة على محاولة طبخ شيء ما.

عون: وكشف العماد عون عن صيغة ما للحكومة تختلف عن الصيغة التي اعدها النائب ميشال المر. ووصف الاجواء بالجيدة مشيرا الى ان اللقاء سيستكمل يوم السبت المقبل.

* الرئيس السنيورة قال ان الطبخة ناقصة و "مشوشطة"؟

- "شايطة" او "مشوشطة" او غيرها الجميع سيأكل منها لأن الجميع جائع.

وعندما قيل له كم صحن تريد منها قال: "انا لست جائعا".

بدوره سئل الوزير احمد فتفت: لماذا برأيك الرئيس السنيورة قال ان الطبخة شايطة؟ اجاب: لا اعرف واعرب عن تفاؤله بتاريخ 11/11 وقال انه رقم سري.

ونفى علمه بطبخة المر وقال ما يطرحه عن 8،66 هو ثلث معطل ولا فرق بين هذا الرقم وبين 8،000 كله ثلث معطل وهو كمهندس يعرف ان 8،00 هو اكثر من ثلث.

وقال النائب جواد بولس: "طرحت الصيغة التي اعدها الرئيس المر وهي تحتاج الى المزيد من التشاور وهي من المواضيع التي طرحت في الصحف"، ونفى وجود حدة في النقاش وقال ان الجو كان هادئا والحوار اتسم بالمسؤولية.

اجواء الجلسة: ووصف مصدر مشارك في التشاور الاجواء بالجيدة وتم استكمال بحث المواضيع التي طرحت امس وصولا الى نقطة لم يعد باستطاعة احد من الاقطاب استكمال الحوار على الطاولة لأن الامور باتت تحتاج الى مشاورات جانبية.

موضوع توسيع الحكومة اصبح شبه مبتوت ويبقى موضوع العدد والثلث المعطل.

المر عرض ما توصل اليه، "طبخة المر" لم تقبل ولم ترفض. ولم يتم التفاهم على اي صيغة لأن الموضوع مرتبط بأمور كثيرة تحتاج الى البحث.

حصل تقدم وتحسن في البحث والطروحات لكن لم يتم بت اي مسألة في شكل نهائي.

توقع بتظهير الصورة يوم السبت المقبل لأن الطروحات "استوت" ونضجت.

وفي معلومات لـ"المركزية" ان النائب المر عرض للاتصالات التي اجراها وأشار الى انه انطلق من مشكلتين مطروحتين الاولى الثلث الحكومي في حد ذاته، والمشكلة الثانية هي "الزائد واحد"حيث هنا تكمن المشكلة.

واقترح المر زيادة وزيرين كاثوليكي ودرزي الى الحكومة واستبدال اربعة وزراء موجودين راهنا بادخال 4 وزراء للتيار الوطني الحر.

وقال المر انه في هذه الحال وبعملية حسابية يصبح الثلث هو 8.66 اي عمليا 9 واذا احتسب ليصبح الثلث المعطل (اي الثلث زائد واحد) يصبح الثلث المعطل 10.

وهنا اشار الرئيس بري الى ان المواد المتعلقة بهذا الموضوع في الدستور لا تقول بالثلث زائد واحد بل تقول بأكثر من الثلث وهذا يعني حسابيا ان 8.1 هي ثلث معطل.

ولم توافق قوى الغالبية على هذا الطرح وترك الامر الى جلسة السبت للمزيد من التشاور قبل حسمه السبت المقبل.

وعندما حاول المر الدخول في الاسماء تمنى الرئيس بري عدم الدخول في الاسماء قبل حسم التوافق على المبدأ.

وتكلم النائب الحريري وطرح الهواجس التي لدى الاكثرية خصوصا في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية والقرار 1701 ومؤتمر باريس - 3 وأشار الى انه اكد موقفه الذي ادلى به اخيرا في حديثه التلفزيوني انه اذا تم سحب سلاح حزب الله قبل انهاء موضوع مزارع شبعا، فنحن نستقيل وهذا الموقف تطميني لكم (المقصود حزب الله) فلماذا لا تطمئوننا انتم.

وهنا قال جنبلاط: شو طالع بإيدينا في هذا الموضوع.

وتكلم النائب رعد فقال: نحن نضمن موضوع السلاح من خلال وجودنا في الحكومة.

ورد النائب الحريري على رعد بالمنطق نفسه في موضوع المحكمة الدولية لافتا مجددا الى الهواجس المطروحة وعدم وجود تطمينات من الحزب في شأنها.

وقال جعجع ان ليس لدينا مشكلة في تمثيل التيار بأربعة وزراء ولكن مسألة الثلث المعطل غير مطروحة.

وقال جنبلاط للنائب رعد: لدينا حكومتنا ولديكم حكومتكم ولدينا دولتنا ولديكم دولتكم فادمجوا بين الدولتين والحكومتين.

اضاف (مازحا): "لم نعد نريد القرار 1701 كي لا تتهموننا بـ"متعددة الجنسيات" و"الجيش بلا ما يكون بالجنوب ولا بكل لبنان" خلي سلاحكم وحده".

واستطرد: لماذا اللف والدوران. "القصة اننا كلنا مش طالع بإيدنا شي".

اما العماد عون فلفت في مداخلة قصيرة الى ان هناك كلاما بكل هذه المواضيع وهناك ملفات تم طرحها، وسأل اذا كان البت بالطعون النيابية سيتم قبل الانتخابات او بعدها؟

فقال جنبلاط: "خود كل شي يا اخي".

وعلم ان النقاش لم يتجاوز مدة الساعة ونصف الساعة حيث كانت رفعت الجلسة للتشاور مدة ثلاثة ارباع الساعة امتدت الى نحو ساعة قبل استئنافها.

وفي المعلومات ايضا ان النائب المر لن يواصل مسعاه على النحو الذي كان مكلفا به خصوصا وانه لم يزر قيادة "حزب الله" بعد لقائه النائب الحريري امس الذي قال له انه سيدلي برأيه على الطاولة اليوم الامر الذي حال دون متابعة المر مسعاه على اعتبار انه لم يكن في حوزته اي طرح او اقتراح من الحريري.

الا ان الاتصالات ستستمر بعيدا من الاضواء في خلال الساعات الاربع وعشرين المقبلة تمهيدا لجلسة السبت.

ومساء غد سيتكلم العماد عون في كل هذه المواضيع في لقاء تلفزيوني مع "المنار".

 

بعدما ارتضى بالمشاركة في الحكومة دون الثلث المعطل... بوادر عودة عون إلى "ثورة الأرز"تقلب حسابات حزب الله وبشار الأسد رأسا على عقب

 لندن ¯ من حميد غريافي: السياسة

انعطف رئيس الوزراء اللبناني العسكري الاسبق العماد ميشال عون في اجتماعات اليوم الثاني للقاءات »التشاور«, تسعين درجة, كما كان يتوقع العارفون ببواطن اموره, بعيدا عن »حزب الله« حليفه »التفاهمي« عندما تلقف بعض مواقف قادة »14 آذار« الحاكمين غير الرافضة في المبدأ »حشره« في الحكومة من دون التنازل عن ثلثها المعطل الهدف الوحيد للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, واعلانه فجأة وبطريقة دراماتيكية »لا مانع من طرح مسألة »استبدال« رئيس الجمهورية.. وانا اريد المشاركة في الحكومة ومن دون الثلث المعطل او الضامن شرط ان تحضّر هذه الحكومة لقانون انتخابات جديد«.

وقالت مصادر حضرت جلسة التشاور الثانية هذه في صفوف قادة ثورة الارز: ان مفاجأة ممثل نصرالله داخل الاجتماع النائب محمد رعد لم تكن اقل من مفاجأة خصومه, ما اضطره الى الرد على عون بطريقة غير مباشرة في سياق النقاش بالقول »ان طرحنا بسيط (وهو) مشاركتنا (في الحكومة) بنسبة ضامنة (معطلة) وتمثيل عون.. وبأقل من ذلك لايمكن التفاهم«.

واعربت المصادر عن اعتقادها ان الجنرال الذي وصل مباشرة الى »بيت القصيد« الذي يبحث عنه وهو اشراكه في الحكومة لا اكثر ولا اقل, عندما لمس ليونة لدى جنبلاط والحريري وجعجع والجميل حيال توزيره »بدا وكأنه بدل نصف جلده فورا بالنأي بنفسه عن طروحات حزب الله »الالهية« لامتلاك الثلث المعطل, تاركا حليفه نصرالله على قارعة الطريق يكافح منفردا لبلوغ هدفه الذي لن يتحقق بالسيطرة على قرار الدولة عبر شل الحكومة بعد هيمنته على رئاسة الجمهورية بحليفه اميل لحود وعلى مجلس النواب بربيبه نبيه بري, بعدما كان ممثل حزب الله في الاجتماع تخلى قبل ذلك عن شرط آخر كان يتمسك به وهو اشراك »اطراف اخرى« في الحكومة امثال سليمان فرنجية وطلال ارسلان وعمر كرامي وربما وئام وهاب وناصر قنديل, وهم جميعا رموز الاستخبارات السورية وبقاياها المعزولون على الساحة اللبنانية, وقد ساهم عون ايضا في التخلي عن هذا الشرط مع احساسه بان كرسي الوزارة لم يعد بعيدا عنه كثيرا«.

واكد احد قادة التيار العوني السابقين في تورنتو الكندية ل¯ »السياسة« تعليقا على خطوة عون هذه داخل اجتماعات التشاور بانها »لم تفاجئنا اطلاقا لاننا نعرف الرجل واهدافه الشخصية واستماتته في سبيل التزعم والبروز والتفرد في القرارات.  وقد كنا منذ هجرته 14 آذار وثورة الارز الى ما تحت العباءة السورية التي يرفل بها حزب الله وعملاؤها في لبنان, نراهن على استحالة استمراره في هذا النهج السوري ¯ الايراني حتى النهاية, وانه سيتحين اي فرصة تعيد له اعتباره لدى القوى الاستقلالية الحاكمة كي يستدير عائدا الى قاعدته الاصلية, ضاربا بتحالفاته الهشة اساسا مع الجناح السوري ¯ الايراني عرض الحائط, خصوصا وانه ادرك خلال الاشهر الثمانية الماضية منذ توقيعه »ورقة« التفاهم مع نصرالله, خسارته الفادحة لا في صفوف قادة تياره الداخليين ومؤيديه الفاعلين في عالم الاغتراب فحسب, بل في الشارع المسيحي الذي يتشدق ليل نهار ب¯ »التفافه الكاسح« حوله وحول طروحاته التي لا يفهمها اصلا هذا الشارع ولا يؤمن بها, بل هو من اشد المعارضين لعودة النفوذ السوري الى لبنان عبر حزب الله وحركة امل وفلول بشار الاسد المتبقية في لبنان, لذلك هب الى مساندة عون في المتن وكسروان في وجد عملاء هذا النفوذ«.

وقال العوني السابق في اتصال به من لندن »ان المشكلة لا تكمن في اشراك الجنرال في الحكومة بثلاثة او اربعة وزراء, انما تكمن في ان احدا من الموجودين في بطانته النيابية ليس مؤهلا لان يكون وزيرا او حتى نائبا في الاصل, اذ ان القيادات والفاعليات الكفوءة في التيار وحوله ارفضت عنه لانحرافه عن المبادئ الوطنية التي كان يتمسح بها طوال نيف وثمانية عشر عاما ويحشوها في رأس هؤلاء المؤيدين, ثم تبين انها لم تكن سوى نوع من الجسور او السلالم يعمل على استخدامها للوصول الى هدفه الاساسي وهو العودة الى التزعم واصدار الاوامر والتحكم بالقرارات«.

واكدت مصادر »14 آذار« في بيروت ان حزب الله الذي ابتلع هذه الصفعة من العماد داخل جلسة تشاور الثلاثاء الماضي, وادرك ان هذا الاخير ليس الحصان الذي يمكن المراهنة عليه حتى نهاية السباق, قد يمنع حليفه لحود من التنازل عن حصته الثلاثية من وزرائه داخل الحكومة وهم وزير الدفاع الياس المر صهره, ووزير العدل شارل رزق حتى لو كانا هما انفسهما انتقلا اخيرا الى ضفة خصومه, ووزير البيئة يعقوب الصراف, الى ثلاثة وزراء للعماد عون بعدما قبل بنصف مطالبه: »اريد المشاركة في الحكومة.. من دون الثلث المعطل«.

وعلى الرغم من هذه »الحركة« للجنرال, فان حلفاءه السابقين في ثورة الارز التي حولها من حمراء الى برتقالية نكاية بآل الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع, ما زالوا لايثقون به ولا »يرتاحون على كتفه« لانه ما انفك يصارع من اجل »الكرسي العالي«, رئاسة الجمهورية التي بات وصوله اليها مستحيلا حتى ولو انضم بقضه وقضيضه مجددا الى 14 آذار وهو لذلك مستعد وجاهز في اي وقت لان يتحول مرة اخرى باتجاه حزب الله ودمشق اذا شعر للحظة واحدة انهما سيكونان لاعبين اساسيين في اختيار خلف لحود.

 

 صفير استقبل عبيد وسلهب ومستشار الحريري

ابو فاعور : اما تسوية شاملـــــة تبدأ برئاسة الجمهورية

وإما توسيع الحكومة بلا الثلث المعطل ومن دون معاقبة وزراء

المركزية - جدد النائب وائل ابو فاعور وجهة نظر قوى 14 اذار والتي تتلخص بالاستعداد لتسوية اما شاملة تبدأ من رئاسة الجمهورية وصولا الى الحكومة، واما توسيع الحكومة من دون الثلث المعطل ومن دون ازاحة او معاقبة اي من الوزراء الذين اثبتوا نزاهة وكفاية. وأكد ان التمسك بالثلث المعطل مطلب شبه مستحيل محملا الطرف المصر على التمسك بهذا المطلب مسؤولية وصول البلاد الى اي وضع سيئ يخشى منه جميع اللبنانيين.

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير النائب ابو فاعور الذي قال بعد اللقاء: تشرفت بزيارة غبطته ونقلت اليه تحيات رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، ووضعت غبطته في اجواء ما يحصل على طاولة التشاور وعلى ضفاف طاولة التشاور من اقتراحات، مؤكدا له وجهة نظر قوى 14 اذار ومنها اللقاء الديموقراطي بالاستعداد اما لتسوية سياسية شاملة تحل كل مشكلات البلاد تبدأ من رئاسة الجمهورية وصولا بعد ذلك الى الحكومة او الاستعداد لتوسيع الحكومة لتمثيل التيار الوطني الحر تمثيلا موضوعيا ومحقا، طبعا دون محظورين:

الاول هو الثلث المعطل والثاني هو معاقبة او ازاحة الوزراء الذين يتم استهدافهم اليوم من قبل بعض المواقع الرسمية او شاغلي بعض المواقع الرسمية عقابا لهم على مواقفهم وأدائهم الجيد في الوزارة، لذلك فإن وجهة نظر 14 اذار في هذا الموضوع هي استعداد لتسوية اما شاملة اما توسيع للحكومة دون الثلث المعطل ودون ازاحة او معاقبة اي من الوزراء الذين اثبتوا نزاهة وكفاءة في الفترة السابقة.

* يبدو ان الفريق الثاني متمسك بالثلث المعطل، فماذا سيكون مصير طاولة التشاور؟

- الرئيس بري يبذل جهودا مضنية لإيجاد تسويات ما، ويا للاسف الهامش ليس واسعا لايجاد تسوية، والتمسك بالثلث المعطل مطلب شبه مستحيل اذا لم اقل مستحيل. وتاليا فإن الطرف الذي يصر على التمسك بهذه المطالب والاستحالات هو الذي يتحمل مسؤولية وصول البلاد الى اي وضع سيئ ويخشى منه جميع اللبنانيين.

* هل لمستم ان العماد ميشال عون متمسك ايضا بالثلث المعطل؟

- لا استطيع ان اتحدث عن العماد عون ولكن ما فهمناه من موقف مجمل تحالف 8 اذار والتيار الوطني الحر هو ان ليس هناك استعدادا كبيرا للدخول في المبدأ الذي طرحناه بتوسيع الحكومة مع تمثيل موضوعي غير مفتعل للتيار الوطني الحر ومع عدم معاقبة اي من الوزراء الذين اثبتوا - كما قلت - نزاهة كبرى في الفترة السابقة.

وعن اداء النائب جنبلاط على طاولة التشاور قال ابو فاعور: ان اداء وليد جنبلاط كما هو تاريخ وليد جنبلاط وكما هو وليد جنبلاط دوما يتحدث بصراحة، وجه عددا كبيرا من الرسائل السياسية على طاولة الحوار، ويا للاسف لم يتم التقاط هذه الرسائل والاشارات من قبل بعض الاطراف اما لعدم رغبة او قدرة للحرص على استقرار البلد وعدم ادخاله في صراع كبير ومضنٍ في جو الشرخ الكبير الحاصل في المنطقة.

اضاف: لقد تحدث وليد جنبلاط بشكل واضح جدا عن مغزى ان يحمل اطفال من فلسطين صوَر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بعد صدور القرار بإعدامه وهي رسالة تبليغ عن الشرخ الكبير الحاصل في المنطقة، وسأل بعض الموجودين على طاولة الحوار الى اين يمكن ان يؤدي هذا اللعب بالنار لمحاولة افشال المحكمة الدولية لما قد يثيره هذا الموضوع من ردود فعل داخلية في لبنان ويا للاسف كما قلت لم يتم التقاط هذه الرسائل اما لعدم رغبة او لعدم قدرة.

وردا على سؤال قال: قلنا اكثر من مرة نتمنى الوصول الى تسوية ولا نرى ان هناك مصلحة للبلاد في اجواء التشنج والاحتقان ولا في النزول الى الشارع، ولكن بصراحة حيث مالوا ملنا اذا ذهبوا الى تسوية فنحن على استعداد لهذه التسوية اما اذا ذهب البعض الى محاولة اسقاط الحكومة فنحن سندافع عنها لأننا نراها مكونا اساسيا من مكونات استقلال لبنان، ولا تراجع عن قرار التمسك بهذه الحكومة.

والتقى البطريرك على التوالي: النائب الدكتور سليم سلهب، المستشار السياسي للنائب سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، نقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي يرافقه حبيب طربيه.

وظهرا استقبل النائب والوزير السابق جان عبيد واستبقاه الى مائدة بكركي.

 

 سلهب ينقل عن صفير ارتياحـــــه للقاء عون – جعجع وبعض القلق من عدم التوصل الى حلول في جلسات التشاور

المركزية - نقل عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سليم سلهب عن البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ارتياحه لأجواء اللقاء الاخير الذي جمع رئيس التكتل النائب العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع اخيرا، واعتبره مستحبا ومشجعا خصوصا انه عكس اجواء ارتياح. كما نقل ارتياحه الى الاوضاع بعد لقائه العماد عون.  وقال سلهب في حديث الى "المركزية" عن فحوى زيارته الى بكركي اليوم: في اطار تواصلنا المستمر مع غبطة البطريرك تابعنا اليوم مناقشة بعض المواضيع التي تناولناها في الحوار في الاسبوعين الماضيين والتي انتجت ايجابيات كثيرة وهي تستلزم مزيدا من المتابعة وصولا الى حل بعض العقبات العالقة، فغبطته بحكمته ينيرنا ويفيدنا خصوصا انه يستمع الى الجميع ويحلل بعيدا عن المصالح الشخصية.

وعن اجواء البطريرك قال: غبطته مرتاح الى بعض الامور وخصوصا بعد اللقاء الذي جمعه بالعماد عون وكذلك بالنسبة الى لقاء عون - جعجع الذي اعتبره مستحبا ومشجعا وأشاع اجواء ارتياح. اما بالنسبة الى ما يحصل في موضوع التشاور فأبدى غبطته بعض القلق والتخوف من عدم التوصل الى حلول للمشاكل المطروحة. الا انني طمأنته ببعض المعطيات التي املكها في ظل رغبة الاطراف كافة في الوصول الى حل للمأزق الذي يتخبط به البلد، خصوصا ان الحلول المطروحة قد تحتاج الى بعض الوقت إلا انها قد توصل الى النتائج المتوخاة "فالطبخة اللذيذة" تستلزم النضوج على نار هادئة وخفيفة كي لا تحترق.

وأضاف: اطمئن الرأي العام الى ان الامور تسير على السكة الصحيحة لكن يجب عدم استعجال الامور، فخيار الفوضى لا يطلبه احد والجميع يعملون بكل جهد للخروج من النفق المظلم. لعل لبنان يحظى بعيدية حقيقية قبل نهاية العام والأمل كبير على الرغم من اجواء التشنج، إلا ان المهم هو النتيجة.

 

انجاز ملفات 27 قرية وبلدة جنوبية تضررت في العدوان الاسرائيلي على لبنان 391 حالة تدمير كلي و3743 اضرار متفرقة والمبالغ المرصودة 29 مليار ليرة وطنية - 9/11/2006 (متفرقات) اعلنت الدوائر المختصة في رئاسة مجلس الوزراء بأنها أنجزت بالتعاون بين مجلس الجنوب والهيئة العليا للاغاثة ملفات 27 قرية وبلدة جنوبية تعرضت منازلها للتدمير والاضرار جراء العدوان الاسرائيلي. وقد تم توقيع شيكات 22 قرية على ان يتولى مجلس الجنوب خلال الفترة القريبة المقبلة تسليم هذه الشيكات الى مستحقيها. وقد شملت هذه الملفات،391 حالة تدمير كلي وجزئي و3743 حالة اضرار متفرقة، وقد بلغ مجموع المبالغ المرصودة لهذه الاضرار نحو 29 مليار ليرة لبنانية. يشار الى ان العمل جار في الدوائر المختصة في رئاسة مجلس الوزراء ومجلس الجنوب والهيئة العليا للاغاثة من اجل انجاز المزيد من الملفات بشكل متتابع وقد شملت الملفات المنجزة القرى والبلدات التالية : بستات، كنيسة، يانوح، حميري ، مالكية الساحل،البرغلية، بدياس،علمان، دير عامص، شحور، تورا،السماعية،عين بوسوار،البياض،القليعة،البياضة،الحلوسية، كفر حمام، وادي الخنسا،الزلوطية،الرمادية،انصار، صريفا،الهبارية،المجادل وجويا.

 

الاتحاد العمالي أكد ان الشارع اولى به وبعمال لبنان: نستكمل التحضير للخلوة النقابية أيا تكن نتائج الحوار

المركزية - أكد الاتحاد العمالي العام ان الشارع اولى به وبعمال لبنان والفئات المقهورة والمظلومة في معيشتها، وأعلن أنه يستكمل اليوم التحضير للخلوة النقابية العمالية في الاتحاد "أيا تكن نتائج الحوار"، لافتا الى وضع روزنامة تحرك عمالي وشعبي ضاغط لتلبية المطالب العمالية والشعبية بمختلف الوسائل المتاحة.

عقدت هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي اجتماعها الدوري برئاسة غسان غصن وحضور الاعضاء، وأصدرت بعده البيان الآتي:

اولا: ان هيئة المكتب ككل اللبنانيين استبشرت خيرا بمعاودة التشاور والحوار بين القيادات السياسية اللبنانية، ذلك ان هيئة المكتب ترى أنه لا بديل عن الحوار والتفاهم بين اللبنانيين على قضاياهم الاساسية والمصيرية. وفي هذا المجال فإن الاتحاد العمالي العام يؤكد ادراج ملف الازمة الاقتصادية والاجتماعية على طاولة الحوار، من أجل ارساء سياسة اقتصادية عادلة، حيث ان معالجة الاختناق الاقتصادي وأثره على الوضع الحياتي والمعيشي يوازي في الاهمية ضيق الامن السياسي الذي اوصل البلاد الى الاحتقان الوطني.

ثانيا: ان الانهيار المتمادي للوضعين الاقتصادي والاجتماعي الذي لا يبدو ان هذه الحكومة وأسوة بالحكومات المتعاقبة، تحاول وضع حد له، بل استمرت في سياسات تلك الحكومات حيث لا يزال الحد الادنى للاجور مجمدا منذ أكثر من عشر سنوات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يزداد تعثرا وضمورا في تقديماته، كما ان السياسات المالية الجائرة التي طالبنا بالاقلاع عنها لا تزال تتمادى في الضغط على ما تبقى من مداخيل ضئيلة لدى العائلات اللبنانية.

ثالثا: في ظل هذا الوضع القاتم والخطير على حياة غالبية الشعب اللبناني، فإن الشارع اولى بالاتحاد العمالي العام وعمال لبنان والفئات المقهورة والمظلومة في معيشتها، لاستخدامه للتعبير عن حقهم برفع هذا الظلم وبالتغيير الفعلي لكامل هذا النهج الذي يهدد البلاد بانفجار الامن الاجتماعي.

رابعا: ان الاتحاد العمالي العام الذي لم يفوّت أي مناسبة الا ودعا المسؤولين فيها الى ادراك مخاطر الوضع القائم من دون ان يسمع جوابا شافيا سوى بعض الوعود المتكررة، يستكمل اليوم التحضير للخلوة النقابية العمالية في الاتحاد أيا تكن نتائج الحوار التي نتمنى ان تكون ايجابية ومثمرة. وستكون هذه الخلوة محطة أساسية في مواجهة الانهيار من خلال إعداد ورقة مطلبية ضمن برنامج اولويات محدد وواضح يعيد القوة الشرائية للاجور بما يترافق مع كلفة المعيشة، كما وان هذا البرنامج سيترافق مع وضع روزنامة تحرك عمالي وشعبي ضاغط لتلبية المطالب العمالية والشعبية بمختلف الوسائل المتاحة التي أقرها الدستور اللبناني وكفلتها القوانين المرعية. وفي الختام، دعت هيئة المكتب المنظمات العمالية العربية والدولية كافة الى التحرك الفاعل لاستنكار ووقف الهجمة البربرية الصهيونية على فلسطين.

 

 دعا الى وحدة الصف الاسلامي ونبذ الفتن

المرعبي شدد على اهمية المواضيع المطروحة في الحوار

المركزية - شدد الوزير السابق طلال المرعبي على اهمية المواضيع المطروحة في الحوار وضرورة التوصل الى نتائج ايجابية تحصن الساحة اللبنانية ودعا الى وحدة الصف الاسلامي ونبذ الفتن لأن الشعب يريد ان يعيش بأمن واستقرار وازدهار وهو بحاجة الى مَن يرسم له طريق السلام والتقدم.

استقبل الوزير السابق طلال المرعبي في دارته في بيروت وفدا من حزب الله ضم النائب امين شري والحاج محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي بحضور ابراهيم هاشم.

وكانت مناسبة استعرض فيها المجتمعون الاوضاع العامة في البلاد وحصيلة المشاورات التي تدور هذه الايام وقد شرح اعضاء الوفد الرؤيا السياسية للحزب في هذه المرحلة وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واقرار قانون انتخابات جديد.

وأكد المرعبي على دور "حزب الله" الوطني، وعلى المواقف البطولية في المعارك التي خاضوها ضد العدو الاسرائيلي في حربه الاخيرة على لبنان، والانتصار الكبير الذي تحقق للبنان وللامة العربية والاسلامية بفضل صمود ومواجهة الابطال المقاومين. وبذلك قلبوا المعادلة في المنطقة، وباتت تداعيات هذه الحرب تظهر على الساحة الاسرائيلية"، وشدد على أهمية المواضيع المطروحة في الحوار، وضرورة التوصل الى نتائج إيجابية تحصن الساحة اللبنانية وتمكن لبنان من مواجهة احداث المنطقة والتصدي للمشكلات الداخلية الاقتصادية والمالية والاجتماعية والزراعية وغيرها.

وقال: "ان وحدة اللبنانيين وتضامنهم اهم بكثير من اي مصلحة اخرى ونحن نطالب الجميع بالعمل على تأمين هذه الوحدة وعلى المشاركة في القرارات الوطنية. فلبنان مقبل على استحقاقات كبيرة وكثيرة ومن المصلحة ان يواجهها بحكومة وحدة وطنية قادرة على معالجة كل القضايا العالقة والحساسة.

ودعا المرعبي الى وحدة الصف الاسلامي ونبذ الفتن والى ضرورة متابعة كل المشاوريات والمساعي للوصول الى الحلول التي تؤمن مصلحة الشعب اللبناني لأن الشعب يريد ان يعيش بأمن واستقرار وازدهار وقد سئم المناكفات والتشنجات وتسعير الخلافات وهو بحاجة الى من يرسم له طريق السلام والتقدم.

 

 دمشق تنصح حلفاءها بعدم اللجوء إلى الشارع وتدعو "حزب الله" إلى فتح جبهة الجنوب

سوريا الحرة: كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من حزب الله الاستعداد لتفجير الوضع مجدداً مع إسرائيل, ونصح الأحزاب والجماعات الحليفة له في لبنان بعدم مواجهة قوى الأكثرية الحاكمة في الشارع, في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة ثبات موقفها الداعم لقوى 14 آذار , مؤكدة عدم جدوى التشاور مع حزب الله وحلفاء النظام الأسدي في دمشق ... وأكدت المصادر أن النائب اللبناني أسامة سعد حمل رسالة من الأسد إلى حزب الله يدعوه فيها إلى استغلال الانتهاكات الإسرائيلية للاجواء اللبنانية لفتح الجبهة الجنوبية مجدداً بهدف خلط الأوراق على الساحة الداخلية خصوصاً بعد تمسك قوى الأكثرية بموقفها الرافض لمطالب حزب الله و التيار الوطني الحر بالحصول على الثلث المعطل في حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الاسد نصح حلفاءه بعدم اللجوء إلى الشارع حيث تتمتع قوى 14 آذار بشعبية كبيرة والمغامرة ستكون غير مضمونة, مشيرة إلى أن رئيس النظام السوري أصر على طلب توزير كل من سليمان فرنجية وطلال ارسلان ووئام وهاب بالإضافة إلى أربعة من التيار العوني لضمان الثلث المعطل في حال أثمر الحوار التشاوري عن تنازلات من قوى الأكثرية.

وفي تطور متصل قالت المصادر أن القيادة السورية و حزب الله يتابعان باهتمام بالغ تحركات رئيس مجلس النواب نبيه بري التي خطفت الأضواء وزادت من رصيده في الأوساط المعتدلة لدى الطائفة الشيعية وجعلته بيضة القبان في الساحة السياسية اللبنانية.

وأفادت مصادر مطلعة في هذا السياق أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مستاء من مواقف الرئيس بري اللينة تجاه إسقاط الحكومة والمحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وأشارت المصادر إلى أن نصر الله أوفد الوزير محمد فنيش في زيارة سرية إلى دمشق السبت الفائت لاستمزاج رأي السوريين في مواقف بري واتخاذ الموقف المناسب. من جانب آخر نفى ديبلوماسي أميركي رفيع المستوى في العاصمة البريطانية لندن تراجع المشروع الأميركي في دعم القوى الديمقراطية اللبنانية لصالح المشروع السوري-الإيراني, وذلك رداً على تصريحات رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط الذي أعرب عن مخاوفه من تراجع المشروع الأميركي لصالح مؤامرات دمشق وطهران. وانتقد الديبلوماسي الأميركي ما وصفه ب تقاعس قوى 14 آذار تجاه »حزب الله« وحلفاء دمشق واستشهد على ذلك بتمسك الأكثرية بالحوار الداخلي لتطبيق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701 . وأعرب المصدر أخيراً عن اعتقاده أن التشاور مع القوى الحليفة لدمشق هو مضيعة للوقت لأن هدفها واضح في إسقاط الديمقراطية الوليدة في لبنان

 

حمادة: المحكمة خط أحمر لقوى 14 آذار ولا بد من تطمينات متبادلة

لا حكومة وحدة إذا بقي الإصرار على الثلث المعطل من دون حل موضوع الرئاسة

وكالات - 2006 / 11 / 9

 وجد وزير الاتصالات مروان حمادة في مبادرة النائب ميشال المر "دعوة لنا بأن نتحول الى "أكلة لحوم بشر"، اي ان نقضي على عدد من زملائنا في الحكومة ونخرجهم للافساح في المجال لآخرين للدخول محلهم".

واعتبر حمادة في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "الجلسة قد تكون حاسمة اذا استمر وضع التهديد. لكن ما بدا لي في الأمس من الرئيس نبيه بري هو أنه توّاق الى إعطاء التشاور مجالا واسعا على الاقل يمتد عبر الجمعة والسبت صباحا الى جلسات أخرى. وقال: أن طاولة الحوار لن تشمل ولن تحمل بكل تأكيد لائحة الطعام التي أعدها الأستاذ ميشال المر لأن في هذه اللائحة دعوة لنا بأن نتحول الى "أكلة لحوم البشر"، أي أن نقضي على عدد من زملائنا في الحكومة ونخرجهم للافساح في المجال لآخرين للدخول مكانهم، بينما إقتراحنا كان واضحا وهو أن "حزب الله" موجود في الحكومة و"حركة أمل" موجودة في الحكومة، فلتتسع الحكومة أيضا للعماد ميشال عون وكتلته. وهذا الإقتراح سيبقى مطروحا اليوم لكن دون الثلث المعطل".

اضاف: حملت كذلك في زيارتي الى الرئيس بري إقتراحا من النائب سعد الحريري بأن نبدأ بالموافقة على مشروع المحكمة الدولية بأغلبية تكون شبه إجماع وتدل على حسن النيات، فتكون قوى الرابع عشر من آذار بعد ذلك مطمئنة الى أن الهواجس المتبادلة يمكن حلها بضمانات متبادلة وبتصرفات متبادلة في المواضيع الدقيقة والأساسية، خصوصا أننا لم نتخذ على مدى عام ونصف العام أي قرارا حول أي موضوع من دون أن يشترك فيه شركاؤنا من "حزب الله" و"حركة أمل" إلا ليلة او يوم اغتيال جبران تويني، قرار الطلب بتوسيع التحقيق والمحكمة الدولية. اذاً اليوم سيكون أمامنا على طاولة الحوار ليس لائحة طعام بستة وعشرين وزيرا مع أسماء وحقائب تتطاير حول الطاولة، وهذا لن نقبل بأن ندخل في تفاصيله، لأن المهم القضاء على الهواجس المتبادلة، وايضا إبقاء الباب مفتوحا للعماد ميشال عون الذي يمثل الكتلة الوحيدة التي بقيت خارج الحكومة، لكن الخط الأحمر بالنسبة للرابع عشر من آذار في الظروف الراهنة، وقبل المحكمة الدولية، هو بكل تأكيد أن هذه القوى لن تتخلى عن الثلث المعطل.

وعن توقعه اعطاء فرصة اضافية كتمديد التشاور الى ما بعد عودة بري من إيران، اوضح حمادة انه طلب ذلك من الرئيس بري "بعدما سألناه كم ستستمر زيارته لايران فقال بضعة ايام، ولكن هذا بكل تأكيد يفسح في المجال لإستمرار الحوار والتشاور بعد ذلك، ولا نرى لماذا تكون "حط أو نط"، فاما نتفق من الآن الى السبت أو نتواجه في الشارع، فلبنان يستحق أكثر من ذلك من العبَر والحكمة والبحث عن حلول مقبولة مع تطمين متبادل بين الأفرقاء الذين يشكلون الساحة السياسية اللبنانية".

وعن توقعه إنضاج "الطبخة الحكومية" على طاولة التشاور اليوم وفق الصيغة المتداولة حتى الآن، قال: "إذا بقي الإصرار على إنتزاع الثلث المعطل من الأكثرية النيابية، من دون التطرق الى الحل الشامل الذي يتضمن أيضا البت بمصير رئاسة الجمهورية والتفاهم على وجوب إخراج البلاد من أزمة الحكم، وبالتالي الإتفاق على رئيس جمهورية يوحد ولا يفرق، ويكون حكما لا فريقا، فأظن ان اليوم لن نتوصل الى بت ولا إلى إختيار لائحة طعام تتضمن حكومة وحدة وطنية".

 

بري يغادر غداً إلى طهران مرتاحاً ... و<حزب الله> و<التيار> منفتحان على المخارج المطروحة

معادلة <حكومة الوحدة مقابل المحكمة> تدخل الأبواب ... بحذر

<الأكثرية> تطلب سحب تحفظات لحود ... ووعد من الأمم المتحدة بإرسال <المسودة> قريباً 

وضع مبدأ حكومة الوحدة الوطنية في دائرة البحث الجدي، وباتت الابواب مفتوحة امام احتمال التوصل الى تسوية سياسية بين فريقي الاكثرية والمعارضة بانتظار ولادة قيصرية او بالاحرى ارساء <قواعد للحل> تحتاج الى تثبيت من الطرفين، وخاصة من قبل مسيحيي الرابع عشر من آذار الذين عبرت تصريحات سمير جعجع، عن احتجاجهم الضمني على حصر التسوية بمعادلة حكومة الوحدة الوطنية مقابل المحكمة الدولية، وان كانت الامور قد بدت بحاجة الى نقاش يتعدى العناوين الى التفاصيل، خاصة وان جميع اطراف الحوار وافقوا بالاجماع على المحكمة الدولية وفوّضوا مجلس الوزراء ان يناقش التفاصيل اللاحقة.

وهكذا بدا ان التشاور الاساسي لا يدور على الطاولة المستديرة برئاسة الرئيس نبيه بري، بل من خلال الاتصالات واللقاءات الثنائية التي سبقت جلسة الامس او واكبتها، وستستمر اليوم وتظهر نتائجها الفعلية الاولية في الجلسة الرابعة المقررة يوم غد السبت خاصة وان رئيس المجلس النيابي حسم أمر زيارته الرسمية الى طهران التي سيتوجه اليها مباشرة بعد انتهاء جلسة السبت.

واذا كان الرئيس بري قد عكس مناخات ايجابية في مؤتمره الصحافي بعد الجلسة الثالثة للتشاور، امس، فانه كان بذلك يعطي املا حذرا للبنانيين من جهة ويحاول اعطاء قوة دفع للحل المأمول في ساعات التشاور الفاصلة عن جلسة الغد، وان كانت بعض الجهات المشاركة في التشاور قد عبّرت بشكل واضح عن وجود رغبة ب<لمسات عربية>، وتحديدا سعودية، لانضاج الامور، والحصول على تطمينات من كل من قيادة <حزب الله> و<تيار المستقبل> إزاء القضايا العالقة بين اطراف الحوار.

واظهر مسار المناقشات في جلسة التشاور، وفي الخلوات الجانبية التي عقدت على هامشها، ان اقطاب الاكثرية، وتحديدا النائبين الحريري ووليد جنبلاط باتا جاهزين لاعطاء <نعم> كبيرة للثلث الضامن شرط حصولهما على <نعم> موازية من <حزب الله> و<امل> في موضوع المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وعلم ان الخلوة التي عقدت بين النائبين الحريري ورعد بمبادرة من الرئيس بري، وبحضور النائب علي حسن خليل، ودامت حوالي الساعة، تركزت على موضوع <الهواجس المتبادلة> لدى الفريقين، حيث طالب الحريري باسم الاكثرية ب<ضمانات مسبقة> تتمثل في موافقة الحزب على المحكمة، قبل إقرار موضوع الثلث المعطل، فيما قدّم الحزب وجهة نظره التي عبّر عنها السيد نصرالله في مقابلته الاخيرة مع <المنار>، عندما اشار الى الموافقة على المبدأ والحاجة الى مناقشة التفاصيل في مجلس الوزراء.

وفهم ان موقف الحريري وجنبلاط المتجاوب مع مطلب حكومة الوحدة الوطنية بالثلث الضامن، قوبل بتحفظات شديدة من مسيحيي الرابع عشر من آذار، الذين رسموا اولويات وركزوا سهامهم على <اولوية> انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك في خطوة اعتبرت نوعا من <اطلاق نار سياسي>، على احتمال التسوية على قاعدة مقايضة المحكمة الدولية بحكومة الوحدة الوطنية.

وكان لافتا للانتباه ان النائب ميشال المر، الذي رمى <طبخته> على الطاولة التشاورية من دون ان يأكل احد منها، رد على مسيحيي الاكثرية باقتراح مضاد تمثل بالدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة خلال شهرين، يسبقهما تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور، لمرة واحدة وبصورة استثنائية بشكل يتيح انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب(المسيحي) وشرط ان يقتصر الترشيح على الموارنة لمنع اي تفسير خاطىء للاقتراح، وسارع اطراف الاكثرية الى رفض اقتراحه.

وعلمت <السفير> ان الرئيس بري ظل على تواصل مع معظم اطراف التشاور، وجرت اتصالات، مساء امس، بين عين التينة وقريطم شارك في جزء اساسي منها النائب علي حسن خليل، كما عقد لقاء بين بري والنائب رعد والوزير محمد فنيش في عين التينة، فيما تردد ان الحريري سيزور اليوم مقر الرئاسة الثانية، في اطار متابعة البحث في صيغة التسوية المرضية للجميع.

وقال النائب علي حسن خليل ل<السفير> ان ابواب التسوية <قد فتحت نسبيا ووضعت قواعد معينة تحتاج الى تثبيت من الطرفين>، داعيا الى انتظار نتائج الاتصالات التي ستسبق جلسة الغد.

وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ل<السفير> <اننا دخلنا في مرحلة البحث الجدي حول مبدأ حكومة الوحدة الوطنية ونحن حاضرون للتعاون بكل روح ايجابية ولكن يجب ان لا تحضر الحسابات الضيقة لتعطيل المخارج المناسبة للازمة الحالية، وبرغم كل ما حصل، سنتعاطى مع اطراف التشاور كشركاء فعليين في الوطن، لان المهم هو الوصول الى النهاية المنشودة وهي حكومة الوحدة الوطنية>.

وقال عضو قيادة <التيار الوطني الحر> جبران باسيل ل<السفير> ان <التيار> منفتح على الطروحات المتداولة وشارك في الاتصالات التي اعقبت تشاور الامس، وان موعد زيارة العماد ميشال عون الى المملكة العربية السعودية سيتقرر في ضوء انتهاء الجولة الداخلية للملك عبدالله بن عبد العزيز من جهة وتبلور معالم طاولة التشاور لبنانيا من جهة ثانية.

ومن المقرر ان يظهر العماد عون موقفه من المخارج المطروحة في المقابلة التلفزيونية التي ستجريها معه، مساء اليوم، محطة <المنار>.

وقال احد نواب الاكثرية ل<السفير> ان قوى الرابع عشر من آذار ستنسق مواقفها قبيل اجتماع الغد من اجل صياغة موقف موحد من المخارج المطروحة، لكنه شدد على تفادي لغة الحشر في الزاوية عبر اطلاق مواعيد معينة لتحركات في الشارع.

واضاف: <نحن منفتحون على التسوية ولكن يجب ان تكون المخارج واضحة ومثلما هم يروجون لاولويات مختلفة ضمن فريق الاكثرية، نحن طالبنا باسقاط تحفظات رئيس الجمهورية على المحكمة الدولية لاننا نخشى عرقلة ملف المحكمة الدولية في قصر بعبدا وعندها سيكون المكتوب معروفا من عنوانه في ضوء الملاحظات التي نبشها رئيس الجمهورية فجأة>.

وكشفت مصادر سياسية لبنانية ل<السفير> ان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن، وعد عددا من المسؤولين الرسميين بتسليم مسودة المحكمة الدولية الى الحكومة اللبنانية في نهاية الاسبوع الحالي، لكن لم تأت اية اشارات من الامم المتحدة تصب في هذا الاتجاه حتى الآن.

واشنطن/ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك <هناك ارتباك في النظام السياسي اللبناني، ناتج عن عوامل عديدة، منها أنهم يخرجون من أكثر من 20 عاما من الاحتلال السوري، لهذا فإنهم يحاولون التعامل مع بعض القضايا الرئيسية، معظمها يتمحور حول كيف يمكن أن يكون هناك حزب سياسي يملك ميليشيا خاصة به، ويجرك إلى نزاعات إقليمية>.

 

"محضر" تلفزيون "المنار"

بثت محطة تلفزيون "المنار" التابعة لـ"حزب الله" في نشرتها المسائية الرئيسية امس تقريرا عما دار في الجولة الثالثة من التشاور، فقالت: "بين الهواجس الشباطية المتعلقة بثلاثية المحكمة الدولية والرئاسة وسلاح المقاومة، وتمسك فريق المعارضة بجدول أعمال الجلسة التشاورية وتحديدا بند حكومة الوحدة الوطنية، كادت جلسة الخميس ان تكون الاخيرة لولا نصف الساعة الاخير فيها.

بدأت الجلسة بخلوة قصيرة بين النائب سعد الحريري ومن كلف تسويق الطبخة الحكومية النائب ميشال المر الذي سمع نقدا باسم فريق 14 شباط لصيغة حكومة الـ26 وزيرا. وهكذا طارت طبخة المر". وتابع التقرير: "لم يكثر فريق المعارضة من الكلام خلال جلسة اليوم (امس)، فالمطلب واضح: حكومة وحدة وبنسبة ضامنة.

اما فريق 14 شباط فقد أكثر الكلام الذي بدأ بعتاب من النواب سعد الحريري وبطرس حرب وغسان تويني، على تصريح نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليبدأ كل بالموشح المعتاد. وما دامت طبخة المر قد "شاطت"، كانت جولة من الهواجس الشباطية التي أخذت قرابة ساعتين من الجلسة، وكان لافتا فيها انفعال النائب وليد جنبلاط الذي هاجم فريق المعارضة، فكرر كلامه على الدولة ضمن الدولة، ثم قال: "لن نتكلم بعد الآن على القرار 1701 ولا على اليونيفيل او الجيش، فلتنزلوا جيشكم الى الشارع (في اشارة الى "حزب الله") ولتحكموا".

كلام جنبلاط لم يلق ردا من "حزب الله".

وما كان من النائب العماد ميشال عون الذي لم يكثر من الكلام في الجلسة، ان قال: "انا لدي هواجس ايضا. 11 نائبا مطعون في نيابتهم وينتظر ان يبت المجلس الدستوري هذا الامر، واذا حسمه يستطيع ان يغير المعادلة ويحقق المشاركة الفاعلة".

ومقابل انفعال جنبلاط، كان لافتا هدوء النائب الحريري الذي كان ودودا مع وفد من "حزب الله"، مكثرا من المزاح، وقام بامرار سيجار الى النائب محمد رعد.

وبعد نقاش "راوح مكانك"، وصلت الامور الى حائط مسدود، اذ لا تفاهم على شيء. عندئذ، طلب الرئيس نبيه بري خلوة مع "حزب الله" للبحث في المخارج الممكنة للوصول الى حل. وشارك في قسم من الخلوة النائب الحريري، وعلم ان النقاش تركز حول امكان أن يعطي فريق 14 شباط الثلث الضامن في مقابل التزامات يتعهد بها فريق المعارضة. ومن دون الدخول في تفاصيل الصيغة المطروحة، فان هذه المسألة تستدعي جولة مشاورات متعددة لا ثنائية، وسيكون للرئيس بري دور مهم فيها، على ان تكون جلسة السبت المقبلة والتي يغيب عنها رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع لظروف خاصة، حاسمة ويفترض ان يقدّم كل طرف فيها جوابه على هذه الصيغة".

وختم التقرير: "اذا اتفق على المبدأ، فقد تعقد جلسة الاربعاء المقبل. وهنا السؤال، في حال قبل فريق 14 شباط باعطاء الثلث المعطل مقابل بعض الالتزامات من المعارضة، فهل يمكن ان تكون هذه الالتزامات المعطل الذي سيعطل الثلث المعطل، وعندها ما الحاجة اليه في هذه الحالة؟ الاحتمالات مفتوحة ومرهونة بجولة المشاورات".

 

مكانك راوح وفالج لا تعالج واللقاء مجدداً غداً"

طبخة المر "شايطة" وجنبلاط يتحدث عن دولتين وحكومتين

بري: أعدنا الثقة بين 8 و14 آذار والجلسة كانت الأفضل

المستقبل - الجمعة 10 تشرين الثاني 2006 - أكرم حمدان

"مكانك راوح، فالج لا تعالج" وغيرها من الأقوال المأثورة المماثلة، يمكن توصيف حال التشاور السياسي الحاصل في ساحة النجمة بها، مضافاً إليها أن التأجيل من يوم إلى آخر ومن موعد إلى آخر هو لمزيد من كسب الوقت وتأخير النزول إلى الشارع. هذا باختصار توصيف وتقييم بعض مصادر المشاركين في الجولة التشاورية الثالثة التي تأخذ استراحة اليوم لتستأنف غداً وإن كان مدير الحوار والتشاور ومنظمه والداعي إليه الرئيس نبيه بري قد حرص على وصف جولة الأمس بأنها "من أفضل جولات التشاور وقد أعادت بناء الثقة بين فريقي 8 و14 آذار".

إلا أن مصادر المشاركين أكدت "أن الأمور لا تزال على حالها وأن كل فريق ما زال في موقعه ولم يحصل أي تقدم والجديد الذي جرى بحثه أمس هو "طبخة" النائب ميشال المر التي "شاطت" على حد وصف الرئيس فؤاد السنيورة لها أو على الأقل أنها "لم تستو بعد"".

وتشير المصادر إلى أن المر عرض في مستهل الجلسة لطبخته قائلاً: "لقد تحدثت مع الجنرال عون ووافق على أن يتمثل بأربعة وزراء وعرضت الأمر مع الرئيس بري فوافق على المبدأ ثم نقلت الموضوع إلى النائب سعد الحريري فوعد بدرسه".

أضاف المر: "ان إضافة أربعة وزراء على أساس الـ24 وزيراً مع وجود خمسة وزراء (الشيعة) يجعل العدد تسعة ويؤمن الثلث زائد واحد وعليه اقترح أن تكون الحكومة 26 وزيراً أي بزيادة وزيرين واحد كاثوليكي يكون من حصة العماد عون وواحد درزي يسميه النائب وليد جنبلاط على أن يكونا مثلاً النائب ايلي سكاف والنائب أنور الخليل وهكذا يصبح الثلث 8.66 مع الإشارة إلى أن هذا التعديل يتطلب تبديل بعض الوزراء الحاليين لاستكمال حصة عون وعندما وصل إلى طرح الأسماء أو محاولة الحديث عنها، تمنى عليه الرئيس نبيه بري عدم الدخول في الأسماء قبل حسم التوافق على المبدأ".

بعد ذلك حصل نقاش حول مسألة الثلث فلفت الرئيس بري إلى أن المواد الدستورية المتعلقة بهذا الموضوع لا تقول بالثلث زائد واحد بل تقول بأكثر من الثلث وهذا يعني حسابياً أن الـ8.1 على أساس الـ24 هي ثلث معطل".

وتشير المصادر إلى "أن هذا الطرح رُفض من قبل قوى 14 آذار على قاعدة أن مسألة الثلث المعطل غير مطروحة، كما أن مسألة الأسماء المطروحة للتبديل من الوزراء الحاليين كذلك غير مقبولة ولا سيما أن المطروح هو استبدال الوزراء شارل رزق وجهاد أزعور وطارق متري واستبعاد الوزير أحمد فتفت من الداخلية".

وتوضح المصادر "أن رد النائب وليد جنبلاط في هذه المسألة كان حاسماً لجهة عدم الاقتراب من هؤلاء الوزراء ولا سيما الوزيرين رزق ومتري"، كذلك تحدث جنبلاط مخاطباً النائب محمد رعد بالقول "لدينا حكومتنا ولديكم حكومتكم ولدينا دولتنا ولديكم دولتكم فادمجوا بين الدولتين والحكومتين، كذلك عندكم السلاح السوري والمال الإيراني وبالتالي فلا داعي لليونيفيل والجيش وجيشكم يكفي، فهل يمكن أن تقولوا كل شيء عندكم مرة واحدة؟".

كذلك سأل جنبلاط عن التصريح الأخير لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم فرد الرئيس بري موضحاً "أن هذا ليس تهديداً بل وجهة نظر".

ولاحظت مصادر المشاركين "أن "حزب الله" كان مستمعاً أكثر منه متحدثاً في جلسة الأمس إذ اقتصر كلام النائب محمد رعد على مداخلة واحدة علق خلالها على كلام النائب سعد الحريري العلني بشأن ضمان سلاح المقاومة وعدم البحث به قبل إنهاء موضوع مزارع شبعا باعتباره موقفاً تطمينياً من قبل الحريري لـ"حزب الله" يقتضي التطمين المقابل بشأن المحكمة الدولية وقال رعد في هذا السياق مخاطباً الحريري "مهما كررت أنك لن تطرح السلاح على الطاولة قبل استرجاع مزارع شبعا فنحن لن يكون لدينا ثقة بذلك".

فرد الحريري قائلاً: "إذا كان الأمر كذلك، مهما كررت أنك لن تعرقل المحكمة الدولية فلن يكون لدي ثقة بكلامك".

وتؤكد مصادر المشاركين "أن قوى 14 آذار تريد مناقشة كل المواضيع بكل صراحة وأولها موضوع رئاسة الجمهورية الذي يسميه بعض الأقطاب "افتح يا سمسم" والذي إذا حل سهل باقي الأمور بشكل تلقائي، وهذا الأمر كان طرحه الرئيس أمين الجميل أمس على خلفية أن الانتخابات الرئاسية مقبلة بعد عدة أشهر، فلماذا لا نبدأ البحث بها الآن ونحل كل المشكلات مرة واحدة.

وسجلت المصادر تكراراً للمواضيع التي طرحت ولا سيما الهواجس المتعلقة بالمحكمة الدولية ومؤتمر باريس ­3 والقرار 1701 إضافة إلى هواجس المسيحيين التي طرحها رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وخصوصاً مسألة رئاسة الجمهورية المعطلة وبالتالي لا يمكن السير بالثلث المعطل.

ورصدت بعض المصادر وجود "حزب الله" في موقع دفاعي بالأمس مرجحة وجود شعور لديه بأن العماد ميشال عون ربما لن يشاركه في النزول إلى الشارع بعدما بينت بعض الاستطلاعات بأن الشارع المسيحي غير مستعد للنزول إلى الشارع.

ويبقى أخيراً الأمل بالاتصالات والمشاورات الجانبية التي ستجري اليوم تمهيداً للعودة إلى طاولة التشاور غداً، عل ذلك يسهم في ايجاد "طبخة" جديدة غير "شايطة".

الجلسة

وكان اللقاء التشاوري واصل جلساته المفتوحة في جولة ثالثة عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر أمس في المجلس النيابي برئاسة الرئيس بري يعاونه النائبان علي حسن خليل وسمير عازار، وحضور كامل للأقطاب بدءاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة يعاونه الوزيران: احمد فتفت وميشال فرعون، رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري يعاونه النائبان: وليد عيدو ونبيل دو فريج، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد يعاونه الوزير محمد فنيش والنائب حسين الحاج حسن، رئيس كتلة "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون يعاونه النائبان عباس هاشم وفريد الخازن، رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع يعاونه النائبان ستريدا جعجع وجورج عدوان، الرئيس الأعلى لحزب "الكتائب" أمين الجميل يعاونه النائب انطوان غانم، رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط يعاونه الوزير مروان حمادة والنائب فيصل الصايغ، وممثل الأحزاب الأرمنية النائب يغيا جرجيان يعاونه النائبان اغوب قصارجيان واغوب بقرادونيان. كما حضر النائب غسان تويني الذي غاب عن الجولة الثانية لأسباب صحية، والنائب ميشال المر، ومثل "قرنة شهوان" النائب بطرس حرب يعاونه النائب جواد بولس ومثل "التكتل الطرابلسي" الوزير محمد الصفدي يعاونه النائب قاسم عبد العزيز، ومثل "الكتلة الشعبية" النائب ايلي سكاف يعاونه النائبان كميل المعلوف وحسن يعقوب.

بري

انتهت الجولة الساعة الثانية إلا ربعاً، قال بعدها الرئيس بري: "بداية، نجدد الشكر والتقدير لمواكبتكم لنا، ومهما كان، التشاور هو حول أمور جسورة ومهمة جداً بالنسبة الى لبنان ومستقبله، إلا أن ما يحصل اليوم من مجازر على إهلنا واخواننا في فلسطين، توقف المتشاورون عنده طويلاً، ودانوا بالإجماع المجازر التي عوّدتنا إسرائيل ارتكابها منذ قيامها، من كفر قاسم مروراً بمجزرة بحر البقر في مصر وصولاً الى مجزرة قانا انتهاء وليس نهاية، لأن إسرائيل هذا ديدنها ومسلكها الدائم، وليس آخرها بيت حانون، وإن كنا نأمل ذلك عل الضمير الدولي والضمير العربي والمؤسسات الإنسانية جميعها من دون استثناء، خصوصاً مجلس حقوق الإنسان الذي استحدث على أعتاب هيئة حقوق الإنسان والذي مركزه جنيف، يتحرك من أجل الأطفال والنسوة الذين تهدر دماؤهم كل يوم على مذبح هذا العدو الغاشم الذي لا يزال يعربد ليس في سماء العرب إنما في سماء الإنسانية".

أضاف: "من جهة ثانية، نقول إنه عكس ما أعلن عن حرب الشائعات القائمة في لبنان، أنا أعلم أجواء التوتير الذي يحاول البعض بثها هنا وهناك والذي يحاول فعلاً ايجاد الواقعة والوقيعة بين اللبنانيين، سواء من حيث المناطق أو من حيث المذاهب أو من حيث الطوائف أو من حيث الأحزاب أو التجمعات، سواء 8 آذار أو 14 آذار. لا أريد أن أطمئن هؤلاء، إنما أريد أن أطمئن الشعب اللبناني الى أن جلسة اليوم (أمس) كانت أفضل الجلسات، عكس الذين كانوا يخططون له، وعكس الذين كانوا يتوعدون أو يتوجسون خيفة، وأنتم تعلمون أنني أصارحكم. عندما أقول إن هناك عقداً يعني ذلك أن هناك عقداً، وعندما أقول أنه كسر الجليد، يعني هذا أمر شكلي وأنتم تعلمون ذلك. وأنا أؤكد للبنانيين اليوم عبركم أن جلسة اليوم (أمس) في التشاور كانت أفضل الجلسات على الإطلاق، وكما أخذنا فرصة البارحة (أول من أمس) وأجلنا الجلسة الى اليوم (أمس) كي نحصل على بعض النتائج، وأعتقد أننا تقدمنا بها، توافق المتشاورون على أن تعطى فرصة إضافية غداً (اليوم) الجمعة لاستكمال المشاورات الجانية تمهيداً للتشاور العام الذي سيعقد يوم السبت المقبل (غداً). وأحياناً يتفاءل واحدنا ببعض الأشياء، خصوصاً في الأزمات، إذ يصادف السبت الشهر الحادي عشر، والتشاور سيكون الساعة الحادية عشرة، ونأمل ؤن شاء الله أن يكون قد حصل تشاور خاص لنتمكن من إعلان شيء ايجابي إن شاء الله".

حوار

سئل: الرئيس السنيورة وصف الجلسات بأنها "شايطة وناقصة ويلزمها الملح"؟، فأجاب: "الرئيس السنيورة قال ذلك؟ السنيورة دائماً فيه الحلو ويفتقد الملح. لقد سألته الآن عبر الهاتف هل أنت قلت ذلك؟ فأجابني: أنا كنت أتحدث عما كان يحكى عن طبخة الرئيس ميشال المر في ما يتعلق بموضوع التوزير وغيره، وما يعنيه هو ما يتعلق بالتشكيلة التي كان يبحث فيها الرئيس المر، ولم يكن يقصد جلسة التشاور اليوم. هذا جوابه لي".

التفاؤل بالرقم 11

سئل: هل تتوقع أن تكون جلسة السبت المقبل (غداً) آخر جلسة؟، فأجاب: "نحن تفاءلنا بتاريخ 11/11، ولكن لا نستطيع التكهن والتبصير الى هذه الدرجة، وأستطيع القول ان لا أحد يلزمني أن تكون آخر جلسة اطلاقاً، ومن يتحدث عن يوم الاثنين ايضاً؟ أنا قلت هذا الكلام في جلسة التشاور. هناك من أبلغني البارحة أن فريق 14 آذار تقدم للحصول على طلب ترخيص للتظاهر يوم الاثنين المقبل قبل فريق الثامن من آذار، فقلت لهم اعطوني رقم الترخيص أو المعاملة، فتبين أن هذا الكلام كذب. وفي المقابل نرى أن هناك كلاماً في اتجاه الثامن من آذار مفاده أنهم يستعدون للتظاهر يوم الاثنين المقبل، ولكن تأكدوا أن هذا الكلام أيضاً غير صحيح. اليوم يفترض أن يكون هناك تحرك سريع احتجاجاً على المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينيين، وكان هناك تفكير في أن يكون هناك اعتصام أمام مبنى الأمم المتحدة "الاسكوا" حرصاً على ألا يكون المكان قريباً من جلسات التشاور. وعندما تنبه الشباب والأخوان الى الأمر قرروا التحرك في مكان آخر، علماً أن مثل هذا التحرك يمثلنا جميعاً. إذاً، علينا ألا نأخذ بالشائعات. الأمر معقد ودقيق وليس بهذه البساطة، ولو كان بسيطاً وغير معقد لما تطلب الأمر تشاوراً، ولست يائساً".

سئل: هل ناقشتم صيغة أخرى غير صيغة النائب ميشال المر؟، فأجاب: "الرئيس المر حاول كما قالوا أن يقدم طبخة، أي اخراجاً معيناً، ووجدنا أن هذا الإخراج قد يراعي الشكل لكنه لا يعالج الجوهر، وهذا ما نركز عليه. مرة أخرى، ليس المطلوب ثلثاً معطلاً أو ضامناً أو مشاركة الجميع في حقوق الجميع، المطلوب أن نتصرف كلنا كلبنانيين".

سئل: أنت متفائل بالرقم 11، ولكن هذا الرقم يشبه خطين متوازيين لا يلتقيان في علم الهندسة؟، فأجاب: "أنا لم اقل إنني متفائل، قلت إن شاء الله يكون هناك تقدم، والخطان المتوازيان لا يلتقيان إلا باذن الله".

سئل: هل أصبحتم أكثر اقتناعاً بضرورة التغيير الحكومي بعد سقوط الجمهوريين في الولايات المتحدة الأميركية؟، فأجاب: "الأجندة الأميركية لست أنا من يسير عليها، وموضوع إسقاط الحكومة لم يطرح يوماً من الأيام خصوصاً من 8 آذار، ومنذ اليوم الأول وضعت البنود التي على أساسها سيقوم الحوار، وهي موضوع توسيع أو تعديل من دون بيان وزاري جديد".

زيارة ايران

سئل: تغادرون السبت الى إيران، في حال تعرقلت الأمور من سيقوم بدور الاطفائي؟، فأجاب: "هل سأذهب من دون عودة؟ وفي المناسبة، فإن الحكومة اللبنانية تقدمت على خلفية المجازر الإسرائيلية في فلسطين بطلب عاجل لانعقاد لمجلس الأمن. كذلك صدر بيان إدانة من الاتحاد البرلماني العربي وآخر من اتحادات البرلمانات الإسلامية. ومؤتمر طهران الآسيوي أحد أسباب انعقاده هو الموضوع الفلسطيني، إضافة الى موضوع المجازر التي ارتكبت في جنوب لبنان. الموضوع أصبح الآن أكثر إلحاحاً، وسأسافر في أواخر الأسبوع الى طهران ليومين أو ثلاثة، ونأمل تالياً في التوصل الى نتائج".

سئل: هل الطرف المطالب بالثلث المعطل تخلى عن طلبه؟ وهل الرافض للثلث المعطل تخلى عن طلبه؟ وهل العماد ميشال عون وافق على دخول الحكومة؟، فأجاب: "أهم من هذه الأشياء جميعاً هو أن الثقة بين الأطراف أصبحت أكثر التصاقاً وأكثر قرباً. ولا يزال الالتزام الإعلامي في موضوع عدم التهجم قائماً، والتسريب أنتم أرحم فيه".

سئل: تحدثت في الجلسة الثانية عن إمكان استقالة وزراء "حزب الله" وحركة "امل" في مرحلة معينة، متى يمكن أن يحصل ذلك؟، فأجاب: "ما يحصل في التشاور من كلام ورد عليه ليس معمولاً به، نحن نريد التوصل في النهاية الى صيغة موحدة".

سئل: في الزيارة لإيران، هل سيتم طرح نتائج المشاورات؟، فأجاب: "ذهابي الى إيران سببه المؤتمر، واللقاءات ستحصل من خلال مواعيد إذا سمح لنا الوقت، خصوصاً أن الجمهورية الإيرانية كانت تسعى دائماً الى الوفاق والوحدة الوطنية من خلال تصريحات مسؤوليها وقادتها. نحن نتمنى من كل الأطراف العرب والدوليين المساعدة

في هذا المضمار، وهذا شيء طبيعي".

سئل: هل التقدم الحاصل هو شكلي كما في الجلسات الأولى وكسر الجليد، أم أننا أمام جلسات قد تصل في نهاية المطاف الى نتيجة أخرى؟، فأجاب: "لا أتحدث فقط من أجل الإجابة أو التخلص من السؤال، فالمشكلة الأساسية التي تم اكتشافها ولم أكن أعرفها على حقيقتها حتى قبل الاستشارات هي أن الثقة فعلاً كانت واصلة الى درجة الفقدان بين فريقي 8 آذار و14 آذار، واستطيع القول إنه كان هناك انعدام ثقة، والتقدم الذي حصل هو في إعادة هذه الثقة، وبدأ البحث من منطلق مصلحة لبنان، وطالما أن الثقة بدأت تتماسك وتبنى هذا هو الأساس".

السنيورة

وقال الرئيس السنيورة رداً على سؤال عن "طبخة" المر: "يبدو أنها "شايطة" أو أنها لم تستو بعد، فهي تحتاج إلى الكثير من الخضار ولا يزال ينقصها الكثير" وعن النزول إلى الشارع، قال: "مع تأكيدي الكامل على ممارسة الديموقراطية ودفاعي الدائم عنها، لكني أعتقد في هذا الجو أن النزول إلى الشارع غير مفيد".

وعن التمسك بالثلث المعطل، قال: "إن الحكومة كانت تمارس عملها على مدى 15 شهراً وكل القرارات تؤخذ بالتوافق ولم يحصل أي شيء".

الجميل

وأمل الرئيس الجميل "أن يتوصل برنامج الاتصالات الموضوع يوم السبت إلى شيء ما لأن هناك بوادر إيجابية".

المر

وقال النائب المر: "عرضنا لتفاصيل المشاورات التي أجريناها وباشرنا بمناقشتها والأجواء إيجابية".

فنيش

وتمنى الوزير فنيش "أن يكون هناك تفكير واقعي ونصل إلى حلول".

جعجع

بدوره قال جعجع للصحافيين: "كلنا نقوم بكل الجهود الممكنة للتوصل الى حلول لكن الحلول تحتاج الى حد أدنى من المنطق. اليوم هناك فريق يطرح أن الحكومة الحالية فيها مشاركة ولكن لا إمكان لديه لتوقيف قرار من قراراتها ومن هنا يطالبون بالثلث المعطل. الطرح في حد ذاته هو مجرد طرح وفي الحياة الديموقراطية ما من أمر لا يبحث. ولكن من باب أولى إذا نظرنا الى وضع رئاسة الجمهورية ووضعها الحالي منذ التمديد الى الآن ليست ولايتها الأصيلة والتمديد حصل في ظروف نعرفها، واذا كان الفريق الآخر يرى أنه مشارك في الحكومة ولكن لا قدرة تعطيل له فيها فموقع رئيس الجمهورية ليس فقط لا أداة تعطيل لدينا فيه، بل أيضاً لا مشاركة لنا فيه، وأكبر دليل أن كل التشكيلات والأمور تتعطل بالرغم من مرورها في مجلس الوزراء وفي بعض الأوقات في مجلس النواب. إذا أردنا أن يكون طرحنا منطقياً ومحقاً هناك وضع رئاسة الجمهورية يجب تصحيحه. الوضع الحكومي يحتاج الى تحسين لا الى تصحيح لأنه منبثق عن المجلس النيابي ولا أحد يشك في شرعيته. إذا افترضنا أن الوضع الحكومي يحتاج الى تحسينات معينة فمن باب أولى إن وضع رئاسة الجمهورية يحتاج الى تغيير جذري. في ما يتعلق بتمثيل كتلة العماد عون، لا مشكلة لدى قوى 14 آذار، وهي تعتبر هذا الموضوع منفصلاً لا علاقة له بكل ما تبقى، بمعنى أنه لا اعتراض من أحد على هذا الموضوع ويجري بحثه الآن، ولكن الباقي طرحه مردود".

طبخة ناقصة

وعن قول الرئيس السنيورة إن الطبخة يلزمها أمور كثيرة بعد، أجاب: "لا أخفيكم أن الطبخة لا تزال ناقصة لأن الفريق الذي يطرح تغيير الحكومة أو تغييراً في الحكومة لا يقبل أن يطرح معنا التغيير في رئاسة الجمهورية". وحول التغيير الحكومي، قال: "بالنسبة الينا الأولوية لرئاسة الجمهورية لأننا إذا افترضنا أن الحكومة ليست في أفضل حالاتها، ولكن على الأقل الحكومة موجودة وشغالة في الوقت الذي تغيب فيه رئاسة الجمهورية ولا بد من إعادة النظر فيها".

وعن رد العماد عون على طرح الرئيس المر وموقف "حزب الله"، قال: "رد الجنرال كان ايجابياً. أما "حزب الله" فلم نعرف".

سئل: بعد جلسات الحوار والتشاور لا يزال الوضع كما هو والعقدة تتعلق برئاسة الجمهورية، الى أين؟، فأجاب: "طبعاً يجب التعامل بمنطق مع هذا الموضوع، ويجب ألا يفرض فريق شروطه ومطالبه على الآخر، ونحن ايضاً لدينا مطالبنا".

وعن طلب العماد عون مشاركة وفق التمثيل النسبي في المجلس النيابي، قال: "العماد ميشال عون يتحدث في المطلق ولكن في نهاية المطاف هو يعرف جيداً كيف يتم تشكيل الحكومات في لبنان وبالتالي طرحه واقعي".

وعما إذا كان استمرار الجلسات هو للتمديد ولتأجيل الأزمة فحسب أم نحن فعلياً أمام جلسات تشهد تقدماً نوعياً، أجاب: "لا أخفي عليكم ان ليس هناك تقدم، ولكن نحن نضع كل إمكاناتنا لنصل الى تقدم".

وحول حديث الرئيس بري عن ثقة ولدت وكانت معدومة في السابق بين المتحاورين، أجاب: "نعم أحياناً".

ورأى أن "هذه أفضل الجلسات لأن الجلسات السابقة كانت سيئة جداً وهذا لا يعني أننا حققنا تقدماً كبيراً".

أضاف: "لدينا عشرة آلاف مرشح لرئاسة الجمهورية والأهم أن نصل الى انتخابات رئاسة الجمهورية".

ودعا المواطن اللبناني الى "عدم الخوف من أي شيء لأننا لن نترك الأمور كذلك، وإذا نزلت قوى 8 آذار الى الشارع بحسب القوانين المرعية الإجراء فهذا حق لهم، نحن ليس لدينا فكرة النزول الى الشارع".

تويني

وقال النائب غسان تويني بعد الجلسة: "هناك اتفاق على مبدأ الخروج من الأزمة بسلام ووفق الأصول الدستورية".

وعما إذا كان من الممكن الخروج بسلام، قال: "لماذا لا؟ بالتأكيد نستطيع ذلك. هناك جو مسيطر على لبنان أنه لا هم عند اللبنانيين طوال النهار ألا أن يذبحوا بعضهم. أولاً المقاومة هي مقاومة ضد إسرائيل وليس ضد اللبنانيين الآخرين".

وعما يسمى بـ"الطبخة"، قال: "أنا بعيد عن "الطبخات" والطبخة لم تمر بعد. وهناك موافقة على محاولة طبخ شيء ما".

عون

وكشف العماد عون عن صيغة ما للحكومة تختلف عن الصيغة التي أعدها النائب المر. ووصف الأجواء بـ"الجيدة"، مشيراً الى "ان اللقاء سيستكمل يوم السبت المقبل وهناك إصرار على إيجاد مخارج والبحث مستمر".

وعن قول الرئيس السنيورة إن الطبخة ناقصة و"مشوشطة"، قال: "شايطة" أو "مشوشطة" أو غيرها الجميع سيأكل منها لأن الجميع جائع". وعندما قيل له كم صحناً تريد منها؟، أجاب: "أنا لست جائعاً".

فتفت

وسئل الوزير فتفت لماذا برأيك قال الرئيس السنيورة "إن الطبخة شايطة"؟، فأجاب: "لا أعرف". وأعرب عن تفاؤله بتاريخ 11/11، قائلاً: "إنه رقم سري".

ونفى علمه بطبخة المر، وقال: "ما يطرحه عن 8.66 هو ثلث معطل ولا فرق بين هذا الرقم وبين 8.0001 كله ثلث معطل وهو كمهندس يعرف إن 8.0001 هو أكثر من ثلث".

بولس

وقال النائب جواد بولس: "طرحت الصيغة التي أعدها الرئيس المر وهي تحتاج الى المزيد من التشاور وهي من المواضيع التي طرحت في الصحف". ونفى وجود حدة في النقاش، مؤكداً "ان الجو كان هادئاً والحوار اتسم بالمسؤولية".

فرعون

وقال الوزير فرعون: "إن الأجواء كانت إيجابية لكن التمسك بالثلث المعطل لا يزال موجوداً".

الصفدي

ووصف الوزير الصفدي الأجواء بـ"الإيجابية"، قائلاً: "إن التأجيل جرى لإفساح المجال أمام المزيد من المشاورات الجانبية لأن الاتفاق على المبدأ لم يحصل بعد".

بقرادونيان

ورأى النائب بقرادونيان "أن المشكلة ليست في الأعداد والأرقام بل في الثقة المتبادلة وتبديد الهواجس".

 

حزب الله والقرار: من الانتخابات إلى الافتراءات 

وضع خطة محكمة للإمساك بالأكثرية النيابية ففاجأته النتائج وهو يعتقد أن "استدراج" العدو سيُعينه على "أسر" قوى 14 آذار

فارس خشّان- 2006 الجمعة 10 نوفمبر - المستقبل اللبنانية

تعرب شخصية لبنانية تُعنى بالدراسات الاستراتيجية عن اعتقادها أن "حزب الله" جاد في الذهاب بقرار ضرب فاعلية الأكثرية النيابية الى الحد الأقصى، بعدما خلق الظروف المؤاتية لذلك. وتروي هذه الشخصية قصة "حزب الله" منذ الانتخابات النيابية حتى اليوم، لتعزز من جهة استنتاجها، ولتؤكد من جهة أخرى الأهداف التي يحددها الحزب لـ "عملية تخيير" الأكثرية بين أن تنتحر وبين أن تُقتل.

البداية مع "التحالف الرباعي"

تبدأ القصة مع "حزب الله" في تلك اللحظة الخائبة التي سقطت فيها حساباته الانتخابية بحيث ظهر، في ضوء فوز تحالف قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية، "عاجزاً" أمام القيادة السورية. كان قد أكد لها أن دخوله في "التحالف الرباعي"، خلافاً لرأيها، سوف يحرم هذه القوى الاستقلالية ـ أو القوى الخائنة بحسب قاموس المصطلحات السورية ـ ليس من القدرة على انتزاع الأكثرية النيابية فحسب بل سيحقق لمحوره الاستراتيجي الانجازات الآتية:

1 ـ جذب رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اليه لأنه لن يرضى بأن يغرق نفسه في مستنقع أقلّوي غير فاعل.

2 ـ إضعاف "تيار المستقبل" بما يحرمه، بدايةً، من توفير الدعم المطلوب لتحقيق دولي فعّال في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبما يدفعه، لاحقاً، إلى الاهتمام حصراً بموقعه السياسي داخل المعادلة السلطوية.

3 ـ تأكيد بقاء رئيس الجمهورية اميل لحود في موقعه بغطاء مسيحي يوفره له "الحالم ببعبدا" العماد ميشال عون.

4 ـ تهميش المسيحيين المناوئين لسوريا في لبنان، لأن عون لا يريدهم ولأن جنبلاط يكون قد اضطر إلى إعادة تموضعه، ولأن "تيار المستقبل" تتم محاصرته بين سندان العزل وبين مطرقة الاستلحاق.

5 ـ إحباط المجتمع الدولي من إمكان العثور على شريك لبناني مما يضطره إلى العودة للاستعانة بالوكيل الاقليمي، مما يؤدي عملياً إلى "نسيان" القرار 1559 وإلى تمييع التحقيق الدولي.

ووفق قراءة "حزب الله" هذه كان يفترض أن تنتقل عنجر إلى حارة حريك، أي أن القرار السوري بفعل التطورات اللبنانية والعربية والدولية قد انتقل من واجهة سورية مرفوضة إلى واجهة لبنانية لا يستطيع أحد ان يطالب بانسحابها من الجغرافيا اللبنانية.

ووفق هذه الشخصية، فإن "حزب الله" وضع تكتيكاً انتخابياً ملائماً لهذه الاستراتيجية، فتوسّل الآتي:

1 ـ حاول من خلال "تفلته المتعمد" من أصول التحالف في انتخابات بيروت ـ حيث دعم عملياً المرشح نجاح واكيم وآخرين ـ أن يكسر هالة "تيار المستقبل" ويبيّنه هزيلاً في عقر داره.

2 ـ كانت استقامته في تنفيذ حلفه مع جنبلاط في دائرة بعبدا ـ عاليه خطوة ضرورية، ولكنه في المقابل وقف بقوة مع العماد ميشال عون ضد "مسيحيي 14 آذار" في دائرة كسروان ـ جبيل وضد "تيار المستقبل" في دائرة زحلة.

3 ـ طلب من حلفائه في الشمال ـ أي من بعض التنظيمات السنية الأصولية المدعومة من سوريا والمموَّلة من إيران ـ أن يحاربوا بقوة لائحة "تيار المستقبل"، كما وضع قناته التلفزيونية (المنار) بتصرف الحملة الدعائية التي كانت تحتاج اليها لائحة عون ـ فرنجية وحلفاء سوريا، فتولّت هي بث الشائعات لتبريد همة الناخبين السنة، في مقابل بث الحمية في نفوس الناخبين المناوئين للتوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، وذلك بهدف خرق "لائحة المستقبل" بعدد النواب الذي روّجت له شركة دعائية تتستر بالزي الدعائي يستخدمها "حزب الله"، أي بما يوازي تسعة نواب على الأقل.

خيبة الانتخابات وكسب الوقت

ولكن النتائج أتت بعكس الخطة الموضوعة بإحكام، فكان لا بد من الرضوخ لمعادلة كسب الوقت والحد من الخسائر والاستفادة من "حسن طوية" الأكثرية الجديدة التي تتطلّع إلى توفير الاستقرار، تمهيدا لتعبيد الأرضية الملائمة لمحاولة جديدة إنجازاً للهدف المرسوم مع القيادة السورية.

في هذا الوقت كانت الأمور تسير وفق المخطط المرسوم: تعزيز العلاقات مع العماد عون، احتضان "رجال سوريا"، حماية لحود، منع تطبيق أي بند من بنود القرار 1559 ولا سيما منها نشر الجيش على الحدود الجنوبية، والسير بالوجهة التي تعزز التشكيك بمسار التحقيق الدولي (الترويج للرواية الملفقة حول محاولة تلقين السجين التركي لؤي السقا شهادة ضد اللواء آصف شوكت، الترويج ـ إن لم يكن أكثر ـ للخبطة الاعلامية لرجل المخابرات السوري هسام هسام وتبني الهجوم المنظم على المحقق الدولي ديتليف ميليس...).

اغتيال تويني وساعة الصفر الخاطئة

إلا أن انتفاضة الأكثرية على اغتيال النائب الشهيد جبران تويني، والمسارعة إلى طلب توسيع التحقيق الدولي ليشمل كل الجرائم وتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، قلب كل المعادلات بحيث استشاط النظام السوري غضباً، فكانت بداية الأزمة بانسحاب وزراء "حزب الله" و"أمل" من الحكومة، واتخاذ الزعيم وليد جنبلاط قراره بالافتراق عن "حزب الله" الذي لا يتوانى عن المفاخرة بالدفاع عن النظام السوري "القاتل".

مع التحول الجنبلاطي الذي استقطب بحيثياته انتباه الرأي العام، لاحظ "حزب الله" أن مبرراته للانسحاب من الحكومة ساقطة شعبياً، لا بل ارتدت سلباً عليه، لأن اللبنانيين اعتبروا أن الحزب يريد أن يجعل من نفسه غطاء للاجرام الذي يستهدف بصورة حصرية مناوئيه. أدرك أنه أخطأ في تحديد ساعة الصفر، فجنح الى اعتبار القرار الذي اتخذ بالتصويت في مجلس الوزراء مؤامرة تستهدف عملياً سلاح المقاومة (!).

حماية لحود بالحوار

وما هي إلاّ أيام على عودته إلى الحكومة، حتى قررت قوى الرابع عشر من آذار التبكير في تحرير القصر الجمهوري من لحود، فكان هذا الاتجاه، بعد قرار مجلس الوزراء ـ توسيعاً للتحقيق الدولي وطلباً لتشكيل المحكمة الدولية ـ بمثابة المس بثابتة ثانية من ثوابت "حزب الله"، فتعمّقت الأزمة لأن الحزب أعرب عملياً عن نيّته حماية لحود بشارع يواجه الشعب الذي سيتوجه إلى القصر الجمهوري.

وهنا كانت الدعوة إلى "طاولة الحوار الوطني" الهادفة إلى سحب التشنج من "الشوارع المتقابلة". هنا لم يتخذ قرار ايجابي وتمّ تنفيذه: المحكمة الدولية أقرت كمبدأ سبق إقراره أساساً في مجلس الوزراء ـ والشيطان يكمن في التفاصيل. السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الموضوع عملياً بخدمة النظام السوري تقرر نزعه "حبياً"، مما يعني عملياً تكريس استمراره. تحديد "مزارع شبعا" واقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا جرى التوافق عليه، ولكنه عملياً مستحيل التطبيق لأنه بحاجة إلى حوار مع دمشق التي ستطلب "الرضوخ".. أي المستحيل.

"خطة التخوين"

وإذا كان موضوع رئاسة الجمهورية قد حُسم باللاتوافق ـ مادام لم يحصل على الاجماع ـ فإن بند سلاح المقاومة المدرج تحت عنوان الاستراتيجية الدفاعية تقدم كل اهتمام.. فبدت الساعة مؤاتية لقلب الطاولة على الجميع.

فجأة تحرك الملف الجنوبي. في آخر أيار جرى خرق الخط الازرق من الجانب اللبناني، فردت اسرائيل بغارات جوية كثيفة انتهت بوقف اطلاق النار. توجس الجميع، لبنانيين وعواصم قرار، شراً من هذا التطور الخطر، فسارع رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري إلى اقتراح حل على الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يقوم على تمرير "الصيف المنتج جداً" على خير، في مقابل سحب موضوع سلاح المقاومة من التداول مرحلياً".

ولكن ما لم يدركه الحريري أن المسألة أبعد من السلاح، فدمشق التي تدعم هذا السلاح لا بل الجسر الذي يعبر منه هي في خطر، بفعل دنو ساعة تشكيل المحكمة الدولية (نيقولا ميشيل كان في طريقه إلى بيروت)، مما يعني أن حماية دمشق تستدعي انتزاع السلطة من خلال "خطة التخوين"، فالحريري ومعه سائر قوى 14 آذار، خائفون على مردود الموسم السياحي، وتالياً فهؤلاء سيكونون في أوج غضبهم إذا جرى الانقضاض على "صيف لبنان".

وهكذا كان اختيار التوقيت الذهبي لعملية "الوعد الصادق".

استقطاب "خدمات" العدو

خلافاً لأدبيات "حزب الله" فانه كان يدرك تماماً أن هذه العملية ستؤدي إلى حرب مدمرة، على اعتبار أن قيادات في الأكثرية كانت قد أوصلت إلى قيادته رسالة أميركية وأممية واضحة في بداية شهر حزيران الماضي مفادها أن أحدا لن "يتمكن" من لجم تل أبيب عن القيام برد صارم في حال جرى خرق الخط الأزرق مجدداً، أي بعد خرق 28 أيار الماضي.

إذاً، في ذهن هذه الشخصية التي تعنى بالدراسات الاستراتيجية، كان "حزب الله" يقدِّم ذريعة لإسرائيل لتنفِّذ وعيدها. هذا ما حاول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تجنبه بقوة في العام 1982، حين أكدت المعلومات أن اسرائيل تنتظر مبرراً للقيام بعملية عسكرية واسعة ضد لبنان، فكان أن قدم لها "أبو نضال" الذريعة بمحاولة مجموعته اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن.

وتشير الى أن "حزب الله" بمسارعته في 12 تموز الماضي الشخصية تنفيذ عملية "الوعد الصادق" أراد أن يستدرج إسرائيل إلى حرب، بعدما أعد خطة الصمود، وذلك بأفق الانقضاض على القرار اللبناني.

في الواقع فإن هذه الشخصية كانت تتوقع في مجالسها الخاصة وبدءاً من الرابع عشر من تموز الماضي خروج "حزب الله" بصورة المنتصر من الحرب بفعل تقزيم هدفه إلى "مستوى بديهي"، أي البقاء على الخارطة اللبنانية التي هو، بمكوناته البشرية، جزء لا يتجزأ منها، في مقابل تضخيم إسرائيل لأهدافها إلى "مستوى خيالي"، أي القضاء على "حزب الله" في أيام وهي التي اجتاحت البلاد وحاصرت بيروت لأشهر طويلة حتى تتمكن من إخراج المقاتلين الفلسطينيين ومن ثم عادت واستعانت بآلة جيش النظام السوري التدميرية لإخراج عرفات من طرابلس.

خطأ الأكثرية

وبذلك أنتجت الحرب لـ"حزب الله" ما أراده من مبررات ليحاول الانقضاض على ما بقي خارجاً عن سطوته في معادلة السلطة اللبنانية، فالتعبير عن الحرقة على بلد يحترق أضحى خيانة، والخائن لا يؤتمن على حكم البلاد.

وهنا بالتحديد ارتكبت قوى الأكثرية خطأ فادحاً،عندما تنازلت عن حق اللبنانيين في مساءلة "حزب الله" على إعطاء العدو الاسرائيلي ذريعة لتدمير لبنان. هذه الأكثرية التي خشيت على الوحدة الوطنية من تداعيات المساءلة وجدت "حزب الله" يملأ الفراغ فينقض عليها محاسباً، طالباً تسليمه ما لديها من قوة في المؤسسات اللبنانية. لقد أراد أن يأخذ بشعار التخوين ما حال الشعب اللبناني دونه في الانتخابات النيابية.

الأهداف الكاملة

وفي اعتقاد هذا القارئ الاستراتيجي، فإن الأكثرية تواجه اليوم الأهداف الآتية:

1 ـ "حزب الله" يريد تجاوز "اتفاق الطائف"، وتعاونه مع العماد ميشال عون لهذه الجهة استراتيجي (وهذا تقاطع سبق للحزب وعون ان التقيا عنده في العام 1990).

2 ـ "حزب الله" ضد المحكمة الدولية بالمطلق، واستطراداً ضد محكمة دولية منتجة لغاياتها، وتعاونه مع النظام السوري لهذه الجهة استراتيجي.

3 ـ "حزب الله" ضد تسليم سلاحه إلا لنفسه، وانقضاضه على القرار السلطوي لهذه الجهة استراتيجي.

المسألة واضحة، فهل تستسلم قوى 14 آذار؟

لا مؤشرات على ذلك، على اعتبار ان سلاح الشارع الذي يهدد "حزب الله"به، قد يُزعج ولكنه، وفي أسوأ السيناريوهات لن يتسبب بأكثر مما هو مطلوب الاستسلام له على طاولة التشاور. أسوأ السيناريوهات يعني حصول استحالتين، أولاهما ظهور المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية أعجز من ان تمنع إقفال الشوارع والطرق العامة والتحجج "بطابور خامس"، وثانيتهما ظهور الشعب اللبناني وكأنه قد تخلى فعلاً عن الخيارات التي انتفض من أجلها في 14 آذار 2005.

 

التسوية: توافقات على المحكمة و«الثلث الضامن»

بـري لا يـرى طريـق «التشـاور» مقفـلاً والحريـري يطلـب لقـاءً مـع نصـر اللـه

الأخبار/عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني

لم تأتِ نتائج الجولة التشاورية الثالثة في ساحة النجمة امس، افضل من الجولات السابقة، لأن التشنج ظل سيد مداخلات المتشاورين الذين لم يتزحزحوا عن مواقفهم، عاكسين من خلالها ازمة ثقة مستحكمة بينهم، هي على ما يبدو، احدى العلل الاساسية التي تحول دون توصلهم الى الحلول المرجوة. وذلك ما استولد جولة تشاور رابعة تعقد قبل ظهر غد، قبيل سفر مدير التشاور رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طهران في زيارة تستمر أياماً، وربما سفر العماد ميشال عون في جولة خليجية، احدى محطاتها السعودية. عسى ان يكون يوم غد السبت «سبت نور» تخرج معه البلاد بحلول تدفعها الى آفاق جديدة.

أقطاب الاكثرية أمس ظلوا يقدمون موضوعي رئاسة الجمهورية والمحكمة ذات الطابع الدولي، على البحث في تعديل الحكومة أو توسيعها و«الثلث المعطل» فيها. وفي المقابل اقطاب المعارضة ظلوا مصرين على وجوب تأليف حكومة وحدة وطنية، او تعديل الحكومة الحالية وتوسيعها ليكون لهم فيها «الثلث الضامن»، بما يحول دون استئثار الاكثرية بالقرار.

وبين هذين الموقفين دارت بين الطرفين مناقشات وسجالات لم تخلُ من الحدة والتوتر احياناً. إذ ما إن طُرحت طبخة تعديل الحكومة وتوسيعها التي أعدها النائب ميشال المر بتكليف من المتشاورين، والتي كانت قد حظيت بموافقة بري وعون، حتى بادر اقطاب الاكثرية الى رفضها، معتبرين ان حل ازمة رئاسة الجمهورية ينبغي ان يكون اولوية قبل البحث في تعديل الحكومة أوتوسيعها.

وقال الرئيس بري امام زواره مساء امس ان الطريق للوصول الى اتفاق ليس مقفلاً، «فالمسألة ليست المحكمة الدولية ولا توسيع الحكومة والثلث المعطل، وإنما هي الثقة المفقودة بين الافرقاء، والمطلوب هو إعادة الاعتبار الى هذه الثقة. ونحن نعمل لخلق مناخ من الثقة تدريجاً في ما بينهم». ولفت الى ان اجواء جلسة امس «كانت كويسة» مشدداً على اهمية «توافر النيات الحسنة قبل التوصل الى اي حل».

وعلمت «الاخبار» ان من المقترحات التي يتوقع ان يطرحها أن توافق المعارضة على المبدأ في موضوع المحكمة الدولية، في مقابل موافقة الاكثرية على المبدأ في موضوع توسيع الحكومة وتأليف الثلث الضامن فيها، الذي تطلبه المعارضة.

وأوضح احد المشاركين في التشاور ان رفع الجسة حتى قبل ظهر غد السبت، كان لإعطاء فرصة للتشاور وإيجاد مخارج، مشيراً الى ان رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الدين الحريري هو من طلب التأجيل حتى غد، لأنه يرغب في عقد اجتماعات ثنائية وثلاثية مع قيادتي حركة «امل» و«حزب الله»، في اطار السعي الى ايجاد المخارج المطلوبة. وبالفعل فقد عقدت خلوة بعد رفع الجلسة بين بري والحريري وممثل «حزب الله» النائب محمد رعد والوزير محمد فنيش، وتلتها «كولسات» بين بري والعماد عون وبينه وبين جعجع. وقالت اوساط بري ان الهدف من هذه الخلوات هو «ضبط الايقاع وتهدئة الاجواء واعادة الثقة بين المتشاورين، فعندما تعود الثقة تنكسر حدة المواقف وتسهُل المعالجة».

وعلمت «الاخبار» ان ان لقاءً عُقد في عين التينة ليل امس بين بري ورعد وفنيش، جرى خلاله تقويم نتائج الجولة التشاورية امس. وترددت معلومات عن ان اتصالات حثيثة تُجرى لتأمين لقاء بين الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والحريري الذي يُلح على هذا اللقاء منذ توقف العدوان الاسرائيلي الاخير.

وقالت مصادر مشاركة في التشاور إن مسألة «الثلث الضامن» لا تزال تراوح مكانها. وأشارت الى ان فريق الاكثرية يريد ان يعرف ما سيحصل عليه في مقابل قبوله بهذا الثلث. ونقلت المصادر نفسها عن احد اركان هذا الفريق قوله للمعارضة على طاولة التشاور: «ما الذي سنقوله لجمهورنا؟ نحن ايضاً لدينا هواجس ينبغي الأخذ بها، وفي مقدمها مسألة رئاسة الجمهورية المعطلة». ولفتت الى ان الوزير مروان حمادة اقترح بداية تأجيل البحث في توسيع الحكومة الى ما بعد إقرار مشروع إنشاء المحكمة الدولية، ثم عاد واقترح ان تتبنى الحكومة الحالية مسألة المحكمة الدولية، كإثبات لحسن نية الفريق المعارض، وبما يحفظ ماء الوجه لفريق الاكثرية.

وأكدت المصادر نفسها ان الموقف الذي عبّرت عنه المعارضة على طاولة التشاور هو أنها ليست ضد انشاء المحكمة الدولية ولكنها تريد على الأقل ان تقرأ نظام هذه المحكمة، «فكلنا نريد ان يُكشف قتلة الرئيس الحريري، لكن ماذا لو كان في نظام المحكمة شبهات انتقامية؟ نريد على الاقل ان نعرف نظام هذه المحكمة وصلاحياتها. وربما تكون لآل الحريري أنفسهم ملاحظات عليها. وإذا كنا نقر مسبقاً بأننا مع مبدأ المحكمة، فعلى الاقل أقروا أنتم بمبدأ حكومة الوحدة الوطنية».

وتوقعت المصادر ان تصل المسودة النهائية لمشروع المحكمة الدولية الى بيروت خلال اليومين المقبلين، وربما توضع ملاحظات عليها في ضوء التعديلات الروسية والصينية التي أُدخلت عليها، وعندها ربما تسهل الامور وتحصل ترتيبات معينة.

الى ذلك واصل السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة اتصالاته ولقاءاته مع اقطاب طاولة التشاور، عملاً على إنهاء التوتر والتشنج، وناصحاً الجميع بالتوقف عن لغة التهديد بالنزول الى الشارع والارتفاع الى مستوى المسؤولية التي تفرضها عليهم مصلحة لبنان، بما يذلل العقد التي تعترض طريق المتشاورين للوصول الى الحلول المرجوة. والتقى في هذا الإطار النائب الحريري والوزير غازي العريضي.

وقال خوجة الذي بدا متفائلاً لـ«الأخبار»: إنني اوصي الجميع بتقديم تنازلات متبادلة لحماية لبنان من اي فتن»، وأضاف: «بنبغي علينا ان نكون متفائلين. ولن يأتينا إلاَّ الخير بإذنه تعالى».

على صعيد آخر شهد المقر المؤقت لمجلس الوزراء ليل امس جلسة عادية خلت من اي توتر، وانتهت الى سحب البند الخاص بتحويل الممثلية الفلسطينية في بيروت الى سفارة، وإقرار البند الخاص بتعميم الحصانة الدولية على المقر الإضافي للجنة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، القائم في فندق «بادوفا» في سن الفيل، فيما غاب مشروع وزير التربية لتعيين المدير العام لوزارة التربية، غاب عن الجلسة لوروده من خارج جدول الأعمال.

كما علمت «الأخبار» ان الوزير فنيش اثار موضوع تكليف القوة الألمانية البحرية مهمات اضافية ضمن الأميال الستة القريبة من الشواطئ اللبنانية، فرد السنيورة والمر ونفيا الشائعات التي راجت عن الموضوع. كذلك قرر المجلس دعم صفيحة المازوت الأحمر بثلاثة آلاف ليرة، من منتصف الشهر الحالي حتى نهاية شباط المقبل لمواجهة ازمة التدفئة.

وقبل انعقاد الجلسة رد الرئيس اميل لحود على تصريحات الوزير رزق، فقال: لديّ امور كثيرة اقولها لكن «الوفاء حلو». وعن رفضه تحويل ممثلية فلسطين في لبنان الى سفارة قال: لقد نوقش الأمر من قبل، وكانت الخلاصة أن هذا التحول خطير لما يعنيه في شأن التوطين ومصير حق العودة وفق القرار 194، وهذا امر يعني لبنان اكثر من غيره ولا يجوز ان يمر المشروع منعاً لإذكاء الخلاف بين الفلسطينيين. وعن رده على ربط حكومة الوفاق مع انتخاب بديل له قال: أنا باق حتى آخر لحظة من الولاية، والحديث عن «حالات حتماً فليسمحوا لنا بها». ولا أعرف ان ابيع او اشتري.

 

لا ثلثان ولا ثلث معطّل... والضمان هو «الوزير الملك»

نقولا ناصيف

الأخبار/عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني

الساعات الأربع والعشرون الفاصلة عن غد السبت، موعد الجولة الرابعة لطاولة التشاور، هي الساعات الفاصلة بين حلّ الحدّ الأدنى الذي يرضي المعارضة ولا يُغضب الغالبية الحاكمة، وذهاب الطرفين إلى الشارع للاحتكام إليه سواء في استمرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أو استقالتها. وحتى مساء أمس كانت الانطباعات المطمئنة، المرتبطة بمشاورات سرية، تجري بعيداً من الأضواء، تؤكد صحة ما أعلنه الرئيس نبيه بري ظهراً، وهو أن طاولة التشاور أحرزت تقدّماً. ومن دون مغالاة وتحميل هذه الإيجابيات أكثر مما يقتضي أن تحمل حتى غد، ينبغي أيضاً مقاربة الساعات الأربع والعشرين المقبلة على أساس أنها فرصة لمناورة سياسية جديدة من شأنها التأثير سلباً أو إيجاباً على مسار التشاور البعيد عن الطاولة.

لكن التقدّم الذي كشفه، وبغموض، رئيس المجلس يرتبط بمعطيات تتردّد في أوساط معنية مباشرة بطاولة التشاور، ومنها:

1 ــــــ فصل الملف الرئاسي عن الملف الحكومي تماماً، والتفاوض في موضوع حكومة الوحدة الوطنية لكونها بنداً مستقلاً في ذاته، وهي مصدر الخلاف القائم بين الأكثرية والمعارضة على المشاركة وإدارة السلطة. ويشير ذلك إلى تراجع قوى 14 آذار عن شرط كانت قد جعلت منه أساس موافقتها على الخوض في حكومة جديدة، هو إقرار حل سياسي شامل متكامل، بنده الأول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء ما يراه هذا الفريق «أزمة حكم» تعطّل الرئاسة الأولى والعلاقة بينها وبين السلطة التنفيذية، وتقف عقبة في طريق التغيير، وتخلّ بعمل المؤسسات الدستورية. والظاهر أن الغالبية أخذت برأي بري في أن لهذا الملف طاولة ليست طاولة التشاور، ناهيك باستمرار تناقض موقفي طرفي النزاع على الخلافة المحتملة للرئيس إميل لحود، علماً بأن النائب ميشال المر طرح على طاولة التشاور اقتراحاً بتعديل دستوري يقضي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية من الشعب مباشرة، فلم يعلّق أي من الحاضرين.

2 ـــــــ تسليم الغالبية بما كانت قد أعلنت رفضه تكراراً على لسان أركانها جميعاً، ولا سيما منهم الرئيس أمين الجميل والنائبان وليد جنبلاط وسعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. وهو أن قوى 14 آذار لن تتخلى عن غالبية الثلثين التي تسيطر عليها في حكومة السنيورة. ويبدو أن ملامح اتفاق غير نهائي تشير إلى أن حكومة وحدة وطنية جديدة «قد» تكون في طريقها إلى إبصار النور لا تملك قوى 14 آذار فيها أكثرية ثلثي مقاعدها (أي 17 مقعداً تبعاً لحكومة من 26 وزيراً)، وتالياً ستتمثّل بـ 16 وزيراً (مما يشكّل ثلثي مقاعدها في حكومة الـ24 الحالية). وهو جوهر تنازل يتردّد أن تلك القوى أقدمت عليه، ولكن دون تمكين الفريق الآخر، وهو التحالف الشيعي والرئيس ميشال عون، من السيطرة على الثلث زائد واحداً الذي، في حال حصوله، يقلب التوازن السياسي داخل السلطة التنفيذية رأساً على عقب، ويقيّد فاعلية الغالبية الحالية.

3 ــــ رغم أن قوى 14 آذار لم تبدِ بداية تجاوباً مع الصيغة التي اقترحها المر في الجولة الثانية للتشاور (الثلاثاء 7 تشرين الثاني)، وقد تبلغ في اليوم التالي، الأربعاء، رفض الحريري بعدما كان قد وافق عليها رئيس المجلس وعون و«حزب الله»، أضحت هذه الصيغة أمس أساساً صالحاً للبحث مجدّداً في حل لا يُقرّ أي من طرفي النزاع أن أحدهما سيخرج منه رابحاً والآخر خاسراً. وتقول هذه الصيغة بتعديل حكومة السنيورة لتصبح «حكومة وحدة وطنية» بعد رفع عدد وزرائها إلى 26، بزيادة وزيرين: كاثوليكي ودرزي، وبأن يصار إلى توزيع مقاعدها على أربع قوى هي:

ــــــــ رئيس الجمهورية الذي يتسلّح بصلاحية توقيعه الدستوري الملزم لأي تعديل حكومي شرطاً لموافقته عليه، فيحتفظ بوزيره الحالي وصهره السابق الياس المر. وفي واقع الأمر فإن الموقع الفعلي للمر الإبن في معادلة التوازن الداخلي، في الحكم وخارجه، يبدو غامضاً. وهو في بضعة مواقف اتخذها في الأشهر الأخيرة فاجأ لحود والغالبية على السواء.

ــــ قوى 14 آذار التي تحتفظ بـ16 مقعداً هي دون غالبية الثلثين. لكنها لا تفقد أياً من وزرائها الأصيلي الانتماء إليها.

ــــ التحالف الشيعي (بري و«حزب الله») الذي يحتفظ بوزرائه الخمسة.

ــــ عون الذي يحصل على ثلاثة مقاعد هي: ماروني (خلفاً لشارل رزق)، وأرثوذكسي (خلفاً ليعقوب الصراف المحسوب أساساً على لحود)، وكاثوليكي (مُحْدَث للنائب الياس سكاف). مع أن ثمة مَن يقول باحتمال حصول كتلة الجنرال على مقعد أرمني يشغله حزب الطاشناق على حساب أحد مقعدين تشغلهما الغالبية (خلفاً للوزير الأرمني جان أوغاسبيان، أو وزير الأقليات سامي حداد) .

ـــــ وإلى هؤلاء جميعاً «الوزير الملك»، على وزن «الشاهد الملك»، الذي يشكّل الضمان الذي لا يُرجّح كفة فريق على آخر، ولا يحيله هذا الفريق سيفاً مصلتاً على الآخر، ولا يتحوّل على نحو استخدام الغالبية ثلثي مجلس الوزراء رقماً تهدّد به الأقلية. والمقصود بذلك كله أن «الوزير الملك» يقع بين غالبية تملك أقل من الثلثين، وأقلية تملك ثلثاً غير مجد استخدامه من دون «الوزير الملك» هذا. وقد يكون ذكاء الصيغة التي اقترحها المر المخرج الأفضل للطرفين: تنازلت الغالبية عن ثلثيها من دون أن تجيّر سيفها للأقلية. ولكن الوجه الآخر لهذه التسوية أن «الوزير الملك» سيكون درزياً، ربما النائب أنور الخليل الذي يوالي بري سياسياً لكونه عضواً في كتلته، وجنبلاط درزياً وكان في عداد المشاركين في تنصيب شيخ العقل الجديد للطائفة القاضي نعيم حسن. أيّد إمساك جنبلاط بالملف الدرزي، وصوّت مع قانون المجلس المذهبي الدرزي مبتعداً عن النائب السابق طلال أرسلان.

4 ــــ أبدت الغالبية استعداداً للتجاوب مع «ثلث زائد واحداً» للمعارضة شرط حصولها على ضمانات لهاجسين رئيسيين، كان قد عبّر عنهما الحريري في خلوة جمعته أمس بنائب «حزب الله» محمد رعد في حضور رئيس المجلس، واستمرت قرابة ربع ساعة. كان جواب رعد عن هاجسي زعيم الغالبية ـ وهما المحكمة الدولية وتنفيذ القرار 1701 ـ أن «حزب الله» يؤيد في المبدأ تأليف محكمة ذات طابع دولي، لكنه يتمسّك أيضاً بمناقشة مسودتها خشية انطوائها على تسييس يستهدفه مباشرة. وأكد رعد لمحدّثه التزام الحزب ما كان قد أعلنه الأمين العام السيد حسن نصر الله بهذا الخصوص في وقت سابق.

 

جلسات التشاور فرصة للتصحيح أو لإحياء التحالف الرباعي

أنطوان سعد

الأخبار/عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني

أجرت شخصيات مسيحية "وسطية" تجد نفسها أقرب إلى بكركي منها إلى مسيحيي 14 آذار أو تكتل الإصلاح والتغيير، تقويماً لجلسات التشاور التي تعقد في مجلس النواب. ورأت أن الفاعليات المسيحية المشاركة في التشاور والوزراء المسيحيين الذين يجري التداول في أمر استبدالهم سيكونون وقوداً في النزاع الحاد الدائر محلياً بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، من جهة وحزب الله وحركة أمل من جهة ثانية، ودولياً بين معسكرين كبيرين، شرقي وغربي، إذا لم يحسنوا التصرف ويتعاطوا مع المرحلة الراهنة بالدقة التي تستحقها.

وأبدت هذه الشخصيات خشيتها أن يُسفر هذا النزاع عن حلّ لا يكون للفاعليات المسيحية المختلفة رأي فيه خصوصاً أن ثمة مؤشرات تدل على أن الطباخين في كلا المعسكرين لا يولون أهمية تُذكر لموقف المسيحيين المنضوين فيهما. وأشارت في الوقت نفسه إلى وجود فرصة جدية لكي يُشكّل النزاع الدائر مدخلاً لإعادة التوازن المفقود منذ نهاية الحرب اللبنانية سنة 1990 بعدما كرّس التحالف الرباعي العام الماضي تهميش المسيحيين في المعادلة الداخلية للمرة الأولى بعد تحرر لبنان من الوصاية السورية التي أضعفت الدور المسيحي في شكل منهجي وغيبته عن المعادلة. وتعتقد هذه الأوساط أن أداء اللاعبين المسيحيين الجالسين إلى طاولة التشاور هو الحاسم والمقرر: فإما يحسنون استغلال الفرصة المتاحة لتحسين المشاركة المسيحية في القرار الرسمي اللبناني، وإما يفوتونها ويزيدون حظوظ إحياء التحالف الرباعي الذي سيصبح الخيار الوحيد المتاح أمام طرفي النزاع الأساسيين فيما لو قررا التفاهم بينهما على تسوية خلافاتهما من غير النزول إلى الشارع. فهذا التحالف قام أصلاً على التفاهم بين المستقبل والاشتراكي وحزب الله وحركة أمل على مراعاة مصالح كل من الأطــــراف الأربعة حتى لا يخسر من المكتسبات المحققة في زمن الهيمنة السورية لمصلحة القوى التي عادت إلى ساحة المنافسة السياسية.

وفي اعتقاد الشخصيات المشار إليها، أن على المسيحيين المشاركين في طاولة التشاور استنباط حلول للخروج من المأزق وبالتالي عدم الاكتفاء بمناصرة هذا الفريق أو ذاك، والانتصار لهذه الفكرة أو تلك. وقد تكون نصيحة الشخصية السياسية المخضرمة التي دعت المسيحيين إلى "التأدب بآداب حصتهم من السيادة" المدخل الصحيح لاستنباط الحل المنشود الذي يفترض أن يحقق المشاركة والطمأنة لجميع الأطراف بأن مطالبهم ومصالحهم مُصانة.

وقيّمت المصادر أداء السياسيين المسيحيين ورأت أن الرئيس الأعلى لحزب الكتائب الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع إضافة إلى حزب الوطنيين الأحرار وحزب الكتلة الوطنية "يستقتلون" في الدفاع عن الحكومة التي ليس لهم فيها تأثير ملموس بدل الاكتفاء بالتأكيد على الثوابت المتعلقة بسيادة منطق الدولة والسعي لتحسين المشاركة المسيحية في المؤسسات الدستورية والإدارية.

في المقابل، تأخذ هذه الأوساط على العماد ميشال عون عدم رؤيته أو عدم رغبته في رؤية خلفيات حزب الله وحركة أمل وما يرميان إليه في اندفاعهما ضد تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين يدفعان اليوم ثمن أخطائهما المتراكمة منذ قيام التحالف الرباعي وتشكيل الحكومة مروراً بإضعاف حلفائهما المسيحيين عبر عدم إعطائهم أي تحسين للمشاركة المسيحية، وصولاً إلى رهانهام الخاطئ على الرئيس نبيه بري الذي أكد مجدداً أنه في صلب التركيبة التي تعمل على إضعاف إمساك المستقبل والاشتراكي بمفاصل السلطة الإجرائية في لبنان.

وتلفت الشخصيات المشار إليها إلى أخطاء تيار المستقبل في التعاطي مع البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي يعتبر أيضاً أن الإشكال مع سوريا لم ينته بعد تماماً. ويشاطر هذا التيار قلقه من عودة النفوذ السوري الى لبنان. وبدلاً من أن يعمد إلى طمأنة سيد بكركي عبر اتخاذ إجراءات ملموسة لتصحيح الخلل في الإدارة العامة، استمر في التغاضي عن ذلك والإمعان في التهميش، الأمر الذي جعل البطريرك صفير يعيد موضوع فقدان المشاركة إلى واجهة أولوياته في عظاته وفي البيان الأخير لمجلس المطارنة. وتتابع هذه الأوساط عن كثب عملية التشاور الجارية، وأجرت اتصالات بكل الأطراف المشاركة فيها. وهي ترى أن المشاورات ستوضع على نار خفيفة في انتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من إيران وعودة العماد ميشال عون من السعودية على رغم الأجواء الملبدة التي تنذر بعاصفة كبيرة.

 

سيناريوهات التظاهر: من «احتلال» الساحات الى المطار

ابراهيم عوض

الأخبار/عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني

الجيش عين على حفظ الأمن وأخرى على صون الحريات

فيما كانت جلسات التشاور للبحث في قضيتي تأليف حكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب تعقد في مجلس النواب، كانت جلسات تشاور من نوع آخر تلتئم بعيداً عن الأضواء ويشارك فيها ممثلون عن القوى الرئيسية في المعارضة بهدف دراسة الخطط التي ستعتمد حين يصبح أمر النزول الى الشارع مفروغاً منه، مع إيلائهم مسألة الانضباط وتجنب حصول اي احتكاك مع القوى الامنية او التعرض للممتلكات عناية قصوى.

ويكشف قطب بارز في المعارضة لـ«الأخبار» جانباً من هذه الخطط منطلقاً من التأكيد على ضرورة التزامها القوانين المرعية الإجراء وما يكفله لها الدستور من حرية التعبير والتظاهر، فيقول إن الاستعدادات والترتيبات أعدت لنزول حوالى مليون متظاهر الى الشارع في مرحلة أولى بحيث يملأون ساحتي الشهداء ورياض الصلح وصولاً الى مشارف السرايا الحكومية رافعين شعارات المطالبة بحكومة وحدة وطنية، ويبقون فيها حتى حلول الظلام، يصار عندئذ الى استبدالهم بخمسين الف متظاهر يتوزعون مجموعات يبيتون ليلتهم في الساحات المذكورة على أن يتكرر المشهد نفسه صباح اليوم التالي أي مليون متظاهر في النهار وخمسون الفاً في الليل يطلقون شعارات التغيير الحكومي مستعينين بجميع الوسائل المتاحة لذلك بما فيها مكبرات الصوت واللافتات والخطابات والأناشيد والموسيقى.

ولا يستبعد القطب المعارض في حال عدم حصول أي تبدل في موقف الحكومة بعد مرور أيام على التحرك المشار اليه، الانتقال الى مرحلة ثانية تتمدد التظاهرات فيها الى عدد من الجسور الرئيسية في بيروت لتصل الى محيط المطار، لافتاً الى أن فريق المعارضة واعٍ تماماً للمحاولة التي تقوم بها جماعة 14 شباط لإلباس التظاهرات المنوي القيام بها عباءة الفئوية والمذهبية والادعاء بانتماء غالبية المشاركين فيها الى طائفة معينة، ومن هنا حرص القيادات في المعارضة و«حزب الله» تحديداً على التشديد بأن مشهد التظاهر سيجسده أبناء من كل الطوائف التي تؤلّف النسيج اللبناني.

ولدى سؤال القطب المعارض عما يتردد عن اتجاه فريق الاكثرية للرد على تحركات المعارضة بتنظيم مسيرة حاشدة تتوجه الى القصر الجمهوري اكتفى بالقول: «هذا من حقهم.. التظاهر مشروع لهم أيضاً».

هذا ويعرب القطب المعارض عن أمله بتوصل أهل التشاور الى حلول تبعد عن الجميع كأس النزول الى الشارع، الا أنه في المقابل يبدو غير متفائل بحصول ذلك، وخصوصاً بعدما سمعه من الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله عن محاولات حكومية لإيذاء الحزب إبان الحرب الإسرائيلية على لبنان ظهرت جلياً في شريط المفاوضات مع المبعوثين الدوليين، وبلغت في إحدى محطاتها تعريض حياة نصر الله نفسه للخطر. ويشير القطب هنا الى امتلاك الحزب وثائق ومستندات بالجملة والمفرق تظهر الأمور على حقيقتها.

إزاء ما تقدّم ونتيجة للأجواء المشحونة التي تقض مضاجع اللبنانيين المتخوفين من فلتان الأوضاع تتجه الأنظار الى الجيش الساهر على حفظ الأمن واليه يوجه السؤال: هل سيلقى «الاحتلال الجديد» لساحة الشهداء في حال حصوله المعاملة نفسها التي لقيها «الاحتلال السابق» بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رغم صدور قرار منع التظاهر عن وزير الداخلية حينذاك سليمان فرنجية.

مصدر عسكري مأذون رد بإيجاز معبر: «الجيش يحفظ الامن ويمنع أعمال الشغب التي تهدد الاستقرار ويحرص في الوقت نفسه على صيانة وحفظ الحريات التي يرعاها الدستور». ولدى سؤاله عما سيكون عليه موقف الجيش في حال صدور قرار بمنع التظاهر اجاب: «لا نحبذ الكلام في الفرضيات وكل ما يمكن قوله هنا أن لا أحد ضد الجيش فهو من كل لبنان ولكل اللبنانيين ولن يتخلى أبداً عن حكمته».

الأخبار/عدد الجمعة ١٠ تشرين الثاني