المنسقية
العامة
للمؤسسات
اللبنانية
الكندية
الذكرى
السنوية
الخامسة
لاستشهاد
جبران تويني
الأحد 12 من كانون
الأول/2010
"انكم
دعيتم للحرية
ايها الاخوة
(غلاطية 5:13)
الشهيد
لا يموت وجبران
التويني حي
فينا
بالصوت/كلمة
الياس بجاني
في ذكرى
استشهاد
جبران التويني/مع
عظة المطران
عوده/وموجزالأخبار/12
كانون الأول/10
اضغط
هنا لمشاهدة وقائع
القداس/12
كانون الأول/10
اضغط
هنا لقراءة تقرير
مفصل عن ذكرى
استشهاد
جبران
التويني الخامسة
من اعداد
المنسقية/12
كانون الأول/10
اضغط
هنا للإستماع لوقائع
القداس في
الذكرى
الخامسة
لاستشهاد جبران
التويني/وندوز
ميديا/12 كانون
الأول/10
سلمان
العنداري/جبران حلم
الشباب ورجل
القسم/12
كانون الأول/10
علي
حمادة في
الذكرى
الخامسة
لإستشهاد
جبران تويني: الأصوات
الحرة باقية
تضج في سماء
لبنان/12
كانون الأول/10
من
تلفزيون المر/فلم
وثائقي عن
حياة جبران
التويني/12
كانون الأول/10
احياء
الذكرى
السنوية
لاستشهاد
جبران تويني
في كاتدرائية
مار جرجس
عودة:
كان عاشقا
للحرية وللحق
ولم يساوم على
مبادئه ولم
يبع ضميره
الشهيد
دينونة لقاتله
لكنه فخر
لوطنه
ولوطننا من
الشهداء ما
يجعله كبيرا
كبيرا
ميشال
تويني: حضورك
اليوم اقوى
فلقد زرعت فكرا
نيرا وكلمة
حرة وقلما
جريئا
وطنية
- 12/12/2010 أقامت
عائلة تويني
وأسرة صحيفة
"النهار"
جنازا في
الذكرى
السنوية
الخامسة لاستشهاد
النائب جبران
تويني، الثانية
عشرة ظهر
اليوم في
كاتدرائية
مار جرجس في
ساحة النجمة.
ترأس
الصلاة
متروبوليت
بيروت للروم
الارثوذكس
المطران
الياس عوده،
في حضور
الرئيس فؤاد
السنيورة
ممثلا رئيس
مجلس الوزراء
سعد الحريري،
الوزراء:
الياس المر،
زياد بارود،
طارق متري،
منى عفيش،
محمد رحال، بطرس
حرب، ميشال
فرعون وجان
اوغاسبيان،
السفيرة
الاميركية
مورا
كونيللي،
النواب: عمار حوري،
نضال طعمة،
زياد قادري،
مروان حمادة، باسم
الشاب، عاطف
مجلاني،
روبير غانم،
خضر حبيب،
ايلي عون،
هنري حلو،
جمال الجراح،
نبيل دو فريج،
تمام سلام،
امين وهبه،
نديم الجميل،
سيرج
طورسركيسيان،
دوري شمعون،
غسان مخيبر، فريد
حبيب، جورج
عدوان، احمد
فتفت، محمد
الحجار، فادي
الهبر ومحمد
قباني،
النواب
السابقين:
نايلا معوض،
منصور غانم
البون، سمير
فرنجية وفارس
سعيد مترئسا
وفدا من
الامانة
العامة ل"قوى
14 آذار"،
مطران بيروت
للموارنة
بولس مطر،
السيدات: جويس
الجميل،
صولانج
الجميل، باتريسيا
الجميل، مي
شدياق وروز
انطوان
شويري، رئيس
المجلس العام
الماروني
وديع الخازن،
الياس ابو
عاصي، ميشال
مكتف، ادي ابي
اللمع، مستشار
الرئيس
الحريري
داوود
الصايغ، نقيب
الصحافة محمد
البعلبكي
وعائلة
الشهيد زوجته سهام
وبناته نايلة
وميشال
وناديا
وغابرييلا
والسيدة
ميرنا المر
ابو شرف وحشد
من الاصدقاء
والاعلاميين.
عودة
بعد
تلاوة
الانجيل،
القى المطران
عوده الكلمة
الاتية: "انكم
دعيتم للحرية
ايها الاخوة
(غلاطية 5:13)
فاثبتوا.. في
الحرية التي
قد حررنا
المسيح بها
ولا ترتبكوا.. بنير
عبودية
(غلاطية 5:1) بل
اعملوا
بالمحبة المنبثقة
من الايمان
بالرب يسوع
الذي حرركم.
لقد
اتى يسوع
ليبشر
المساكين
ولينادي
للاسرى
بالحرية
وللعميان
بعودة البصر
اليهم وليحرر
المظلومين (لو
4:18) لأن الانسان
اعطي منذ البدء
ان يكون حرا،
بامكانه ان
يختار بين الخير
والشر، بين
الطاعة للرب
وعصيان
أوامره.
لذلك
الانسان قادر
على اتخاذ
القرارات
الحرة معتمدا
على قدرة
اختياره،
ومتحملا
مسؤوليته
امام الله
وامام اخيه
الانسان، فهو
الذي يختار
بين البركة
واللعنة وبين
الحياة والموت،
بين المحبة
والبغض وبين
الفضيلة
والرذيلة،
بين العيش حرا
او عبدا
مستعبدا.
ان
الحرية نعمة
منحها الله
للانسان
وبسببها يسأل
الانسان عن
افكاره
واقواله
واعماله. نعمة
الله وطاعة
الانسان
الحرة امران
ضروريان للخلاص.
اننا نؤمن بان
المسيح هو
الذي يقيم فعلا
عهد الحرية
الكاملة
والنهائية مع
كل من اتحد به
بالايمان والمحبة،
كائنا من كان
هذا الانسان،
فكل من اتحد
به لم يعد
عبدا بل ابنا.
ان المسيح قد
حررنا لنكون
احرارا ودعا
كلا منا الى
الحرية ليبعدنا
عن كل عبودية
وضلال
ويجعلنا
عارفين الحق. انكم
ان ثبتم في
كلامي
فالحقيقة
تكونون تلاميذي،
وتعرفون الحق
والحق يحرركم
(يو8:31).
لقد
حررنا المسيح
بقيامته من
بين الاموات
ذلك لانه
انتصر على عدو
الانسان
الاول، اعني
به الموت، لذا
فقد الموت
شوكته ولم يعد
الانسان عبدا
لمخافة الموت
بل صار في
الحرية
التامة التي
تعمل في
المحبة
والبنيان.
فالمؤمن الحق
في حرب مع كل
انواع الخوف
ليعيش في
الحرية التي
هي الايمان،
هذه الحرية
التي تتعدى الموت
وظلمة هذا
الدهر وظلمه.
الحر يبني
حياته على اسس
الايمان
ومعرفة الحق
ويناضل من اجل
ان يجعل الكل
حرا. الحر
عاشق الحق
ونظره اليه في
كل حين،
متعاليا عن كل
صغائر
الامور، وعشق
الحق
والحقيقة
يسبب ألما،
وهذا الالم
يدفع الانسان
الحر الى
الامام فلا
يعود ينشغل
بسخافات هذه
الدنيا ولا
يأبه بأكاذيب
الناس والاعيبهم.
هكذا
كان جبران
المؤمن،
انسانا عاشقا
للحرية، لا
يحيا الا بها،
وعاشقا للحق،
لا يرضى عنه
بديلا، لذلك
لم يساوم على
اي من مبادئه،
ولم يبع ضميره
من اجل أية
غنيمة، مهما غلت..
ذلك لانه كان
صادقا في ما
يدافع عنه،
وقضيته لم تكن
ستارا تختفي
وراءه المآرب
والمصالح، بل
كانت قناعة
عميقة دافع
عنها حتى
الشهادة،
سيفه كان
القلم،
وسلاحه كان
ذاك الصوت المدوي،
بهما جابه كل
انواع
الهجمات، لم
يؤمن يوما
بالعنف ولم
يتوسله قط،
كان الحوار
مبدأه
والحقيقة
هاجسه، قال:
اننا سنستمر
في قول الحقيقة
لانها وحدها
تحرر.
لقد
حول جبران
انتباهه
وفكره الى
المثل التي تحمل
الانسان الى
المحبة، الى
محبة الله ومحبة
الاخر، الى
المحبة التي
توحد البشر
جميعا في
الله. حركته
كانت الى
العائلة التي
بعثه الله
اليها رسولا،
الى العائلة
اللبنانية
ومنها الى
العائلة الاوسع.
احب عائلته
هذه ذاك الحب
الفريد الذي يرى
في المحبوب
الحرية
والاستقلال،
فتحرك نحو هذا
المحبوب بعشق
كبير جعله
ينسى نفسه ومن
حوله ليضع كل
طاقاته في
خدمة هذا
الوطن المحبوب،
عرف ان هذا
يتطلب جهدا لا
بل جهادا مستمرا
وبقاء في
العشق
والحماس الذي
يقود الى الشهادة،
هذا العشق
يجعلك تضحي
بنفسك ولا
تحسب حسابا
لاي شيء ولا
تخاف من اي
شيء يدفعك
للذهاب
بعيدا،
القديسون
والشهداء
انطلقوا بهذا
الجنون
الالهي ولم
يترددوا في اي
شيء، اسرعوا الى
الاستشهاد
بفرح وحماس،
"من يحب قليلا
يعطي قليلا
ومن يحب اكثر
يعطي اكثر ومن
يحب كثيرا جدا
فماذا يعطي
مقابل ذلك،
انه يعطي
ذاته" (الاب
البار
بورفيرويوس
الرائي).
لقد
عرف جبران،
الذي أحب وطنه
حبا جارفا
واراده حرا
مستقلا
ومزدهرا، ان
قدر هذا الوطن
ان تكون حريته
دائما معمدة
بالدم ولكن
قدره ايضا ان
يبقى دائما
شامخا، وكان
يقول نحن نعيش
في وطن الحرية،
في وطن آمن
بالحرية
المطلقة.
وعندما نتكلم
عن الحرية لا
نعني ابدا
الفوضى، لقد
جعل جبران
لبنان مذبحا
قدم عليه دمه
لكي يفتدي هذه
الارض
الطيبة، مات
ولم يمت وترك
الزمن لمن
يريد ان يفتدي
الوطن، لقد
ولد من جديد
ولم يمت لان
موت الشهداء
هو ولادة
جديدة، لقد
عاد الى بطن
الوجود في
استشهاده. عاد
بريئا، نقيا، قديسا. لقد
اغتسل بالدم
وعاد الى وطن
الحق حيث كان
يسعى قلبه.
صار حرا
بالكلية لان
الاستشهاد هو
الحرية
المطلقة، لا
بل صار في
الجمال
المطلق لان
الشهيد هو
الانسان
الاجمل على
الارض لان
جماله لا
يزول.
الشهيد
دينونة
لقاتله لكنه
فخر لوطنه،
ولوطننا من
الشهداء ما
يجعله كبيرا
كبيرا. اما من لوث
يديه بالدماء
وكان سببا
مباشرا او غير
مباشر في
استشهاد
الكثيرين،
فالتاريخ
وحده سيظهر
حقيقته ويصدر
حكمه عليه.
القلب
المتخشع والمتواضع
لا يرذله
الله، اما من
تقترف يداه
ولسانه الاثم
فجزاؤه عند
الله. قلب
جبران كان
متخشعا
ومتواضعا، لذا
نرفع الدعاء
الى الله ان
يسكنه مع
ابراره وقديسيه
وان يحفظ
العزيز غسان
مع جميع افراد
عائلته،
ويمنحه الصحة
والصبر
والايام
المديدة،
ويحفظ وطننا
من كل شر واثم
وانقسام واستعباد".
ميشال
تويني
ختاما
القت ميشال
تويني كلمة
جاء فيها: "تمر
بنا كل سنة
مرة وكل مرة
سنة، يتوقف
الوقت فيصبح
غيابك حضورا،
وحضورك اليوم
اقوى من اي
وقت مضى، فلقد
زرعت في
الصدور فكرا
نيرا، كلمة
حرة وقلما
جريئا، واي
سلاح يقيد
فكرا، يقتل
كلمة او يحطم
قلما؟ اود ان
اطمئنك يا
جبران علينا:
ناديا
وغبريلا دخلتا
المدرسة
وتسألان عنك
دوما، ويسرني
ان اخبرك بانه
ولد لك حفيد
يدعى جبران،
والكل يفتقدك،
لكن اخاف ان
تسألني يا
جبران: شو
عملتولي بالبلد؟
ماذا حل بثورة
الارز؟ احتار
واخجل من الجواب
واحاول
الاختباء
حانية رأسي من
العيب امامك
وامام كل
الشهداء
الذين مضوا
ليبنوا وطنا
بينما
الاحياء في
هذا الوطن
ماضون في خرابه
وتدميره.
اخاف
ان تسألني عن
رفاق الدرب
الذين ذقت
معهم الامرين،
فمنهم من خاف
وينصحنا
بالنسيان لكن
نسيانك
مستحيل يا
جبران، ومنهم
ان اوقف مسيرته
بحجة الامن
والاستقرار والسلم
الاهلي، كأن
معاقبة
مجرمين اصبح
خطيئة، لا
تسألني عن
العدالة فان
الله الذي انت
اليوم في
جواره سيقاضي
الكل وهو اعدل
العادلين.
البعض
خذل والبعض
تراجع والبعض
صمد، وفي طليعتهم
الشهداء
الاحياء
رفاقك
وعائلتك: مي،
الياس
ومروان،
واصبحوا
اليوم متهمين
بكل التهم،
فقط لانهم لم
يتمكنوا من
اسكاتهم ولن
يتمكنوا.
ابسط
يمينك من
عليائك وظلل
دروب
التائهين علهم
يتنورون
ويعودن الى
السراط
المستقيم فالتبعية
طغت على
التحرر
والمصالح
الخاصة على الوطنية
والاستقرار
والامن على
العدالة، سامحنا
يا جبران، صلي
معنا واطلب
لنا من الله ان
يعمق ايماننا
ويثبت
عزيمتنا
ويشدد قوانا انصافا
للشهداء
ورحمة
للاحياء
وخلاصا للبنان.
يا
رب من صمت
جرحي اناجيك
واتضرع اليك،
اسائلك يارب
ان تمدني
بالقوة لكي
استوعب كيف ان
المتهم اصبح
يتهم،
فالقاتل بريء
والقتيل
مذنب؟ اسالك
يا رب جميل
الصبر لكي
اتمكن من
تجاوز العيد
دون الم وغصة
ودموع ودون
ضمة وقبلة من جبران،
اسالك يا رب
ان تعطينا
الشجاعة لكي
نقف ونقول كما
كان يقول
جبران: اللي
عم يقتلك بتطلع
في وبتقلو ما
بخاف منك لانو
لو ما انتها دوري
واجت ساعتي ما
متت. اسالك يا
رب ان تعمق جذور
الايمان في
قلبنا كي لا
نضعف ونتزعزع
امام التهويل
والتهديد.
اسالك يا رب
ان تعطيني
القوة كي لا
احاسب الذين
تخلوا عن
جبران مع انه
لم يتخلى عنهم
في احرج
الظروف،
اسالك القوة
لاسامح قاتلي
جبران انت
القوي الذي
سامحت قاتليك
على خشبة
الصليب لانهم
لا يدرون ماذا
يفعلون، فكيف
لي انا
الضعيفة ان
اسامحهم وهم
يدرون ماذا
يفعلون. اسالك
يا رب ان تشمل برحمتك
جميع الشهداء
واخص بالذكر
اندره مراد
ونقولا فلوطي
الذين ابوا
الا لان
يرافقوا جبران
في رحلته
الاخيرة.
اسالك يا رب
نعمة الصحة
لجدي غسان
الذي اتعب
الزمان ولم
يتعب والذي دفن
الاحقاد يوم
توديع جبران،
فهل دفنوا هم
احقادهم"؟
جبران
حلم الشباب ....
ورجل القسم!
سلمان
العنداري
دوي
الانفجار
الجبان الذي
خرق صمت بيروت
صبيحة 12 كانون
الاول 2005، ما
زال صداه
يُردد بقوة
وبعنف في آذان
آلاف
اللبنانيين
والشباب
الذين صادقوا
"جبران"
وعرفوه
وتابعوا
مسيرته المليئة
بالزخم والعطاء
والتضحية من
اجل لبنان
الحقيقي
القادر على
التغيير
والقفز من زمن
الى آخر. تمر
الذكرى
الخامسة
لاستشهاد
الصحافي الحرّ
جبران تويني،
والبلاد تعيش
حالة من
الانحباس
السياسي
والامني، على
وقع التهويل
والتهديد
والتسريبات
التي تسبق
صدور القرار
الاتهامي عن
المدعي العام
الدولي
دانيال بلمار
لكشف الستار
عن هوية
مرتكبي جريمة
اغتيال
الرئيس
الشهيد رفيق الحريري
ورفاقه... تمر
هذه الذكرى
والناس ينتظرون
العدالة بعد
سنوات من
استمرار
مسلسل القتل
الجبان الذي
ادى بحياة
قادة كبار من
السياسيين
والاعلاميين
والمفكرين
والمواطنين
الابرياء.
جبران،
حلم الشباب،
ووعد التغيير
الحقيقي، تمر
ذكراه اليوم
بكثير من
الحسرة
والألم والتساؤل
عن مصير هذا
البلد الذي
يدور في دوامة
التعقيدات
المحلية
والاقليمية
والدولية، في
وقت تستمر فيه
حفلات
التعطيل
وجوقات التخوين
التي لم ترتدع
او تتوقف عن
ممارساتها
"الشاذة"
واليومية ضد
فريق الدولة
والمؤسسات
الذي دفع
اثماناً
باهظة ومكلفة
في سبيل وطن
"بالحد
الادنى". اليوم
يستمر النضال
من اجل بناء
الدولة الحقيقة
التي نادى بها
هذا الصحافي
الشاب الشجاع الذي
اضحى ايقونةً
ومثالاً
لشباب لبنان
الحالم بغد
افضل، لتبقى
الكلمة الحرة
تصدح على
صفحات
الجرائد وفي
اقلام من
قطعوا عهداً
على انفسهم
بالإستمرار
حتى
الانتصار، لتضيء
هذه الكلمة
بقوتها
وجرأتها
ووضوحها ظلمة
الليل وعتمة
الخوف ونصرة
الحق على
الباطل في كل
الازمان
والامكنة. "الكثير
من الكلام
يقال في
الذكرى
الخامسة لإغتيال
جبران"، هذا
ما يقوله عضو
كتلة
المستقبل
النائب احمد
فتفت الذي
رافق "صاحب
الكلمة
الحرة" ابان
انتفاضة الاستقلال
الانتخابات
النيابية عام
2005، اذ يعتبر ان
"روحية جبران
تجسّدت في
تكريس الوحدة
الاسلامية –
المسيحية في
البلد بعد
القسم التاريخي
الذي اطلقه في
ساحة الحرية
يوم 14 اذار
الشهير".
يؤيّد
الصحافي نوفل
ضو كلام فتفت
فيعتبر ان "الشهيد
تويني كان من
الاشخاص
الذين طبعوا
ثورة الارز
وانتفاضة
الاستقلال
بشكل مميز جداً،
خاصةّ فيما
يتعلق بترجمة
الشراكة
المسيحية
الإسلامية من
خلال القسم
الشهير الذي
عبّر عنه،
فكان من
القلائل
الذين عبّروا
عن المعنى
الحقيقي لقوى
الاستقلال
آنذاك".
ويلفت
ضو انه "اذا
عدنا بالزمن
خمس سنوات الى
الوراء نجد ان
جبران تويني
كان السبّاق
الى معرفة
الاسس التي
تقوم عليها
ثورة الارز،
فكان قسمه
بالدفاع عن
لبنان العظيم
من قبل المسلمين
والمسيحيين
قاعدة اساسية
وصلبة للانطلاق
نحو وطن حقيقي
متصالح مع
نفسه".
بدوره
يقول الصحافي
في جريدة
السفير جورج
علم عن جبران
انه "رجل
القسم الذي
كتبه بدمائه الذكية،
ليبقى امثولة
وطنية ترددها
الاجيال. فالكلام
في هذه
المناسبة
الاليمة اشبه
بكلام بحّار
وسط محيط،
مهما غرق ودفع
بالمجذف، يبقى
الكثير الكثير
لكي يصل الى
الروافد التي
كان يطمح اليها
شهيد الصحافة
الشاب. فجبران
كان الكل في
شخص، اذ
استطاع ان
يجمع بين
السياسي
والصحافي والناقد
والشاب
والرياضي
والفنان
والانسان، على
امل ان لا
يبخل الله على
لبنان باقلام
مثل هذا القلم
الذي فقدناه،
على ان تردده
الاجيال
وتستذكره
جيلاً بعد
جيل". اما
المسألة
الثانية في
روحية جبران
بحسب فتفت
فـ"تكمن في
الرسالة
المليئة
بالنبض والحركة
التي بعثها
الى كل شباب
لبنان عبر
كتاباته
وافكاره
الواضحة
واللاذعة في
كثير من الاحيان".
ويضيف: " كما
مسيرته
الصحافية
الجرئية،
هكذا كانت
مسيرته
السياسية
طوال سنوات من
النضال، فمن
لقاء قرنة
شهوان بعد
نداء
المطارنة
الموارنة عام
2000، مروراً
بلقاء
البريستول
الذي جمع
شخصيات وقوى
من مختلف
الطوائف
والمذاهب،
وصولاً الى تجمع
14 آذار ودخوله
الى الندوة
البرلمانية،
خلق جبران
نوعاً من
التحدي عبر
ممارسته اليومية
الحريصة على
المتابعة
والمحاسبة
والابداع
والاصرار على
تحقيق
الاهداف
وتجاهل الصعوبات".
ان
استهداف
جبران بحسب ضو
"اتى في اطار
خطة شاملة
لكسر التضامن
الاسلامي -
المسيحي الذي
تحقق بين
اللبنانيين،
ولمنع قيام
الدولة اللبنانية
الحقيقية
المرتكزة على
اسس الديمقراطية
والحرية
والاستقلال
والتعاون
والعيش المشترك
واحترام
القوانين،
ولإلغاء
المؤسسات
والدستور
وضرورة سيطرة
القوى
الشرعية على
الامن في
البلاد بشكل
حصري، اذ رأى
القاتل ان
الحلم بدأ
يتحقق، فقرر
حينها
الإجهاز على احد
اهم رواده،
فكان
الإغتيال
الجبان". بعد
استشهاد
جبران تغيرت
امور كثيرة من
الناحية
السياسية
والامنية
بالنسبة
لفتفت، "اذ
دخلت البلاد بعد
تلك الفترة
بدوامة
الانسحابات
والتعطيل
والاغتيال
الجبان الذي
استمر بحق
الاحرار والاستقلاليين،
مع الاشارة
الى ان جبران
نفسه كان يعلم
انه سيكون
ضحية ليد
الغدر في اي لحظة
من اللحظات"،
خاصةً وان
خطاباته
وتصريحاته وكتاباته
في تلك الفترة
سمّت الامور
باسمائها من
دون اي قفازات
او تدوير
للزوايا".
هل
تحقق التغيير
بعد 5 سنوات من
ثورة الارز واستشهاد
جبران تويني؟
يجيب فتفت: "
التغيير حصل
بجزء كبير
والمسيرة
مستمرة،
فهناك قناعات تحققت
ومنها
العلاقات
الدبلوماسية
بين لبنان
وسوريا والتي
كانت اشبه
بضرب من
المستحيل،
واجتماع
اللبنانيين
على مفاهيم
واحدة من
ناحية المناصفة
والعدالة،
ونيلنا
السيادة
والحرية والاستقلال،
وعودتنا الى
منطق
المؤسسات". ويتابع:
"المعركة
مستمرة وعلى
الشباب اللبناني
ان يستمر
بالثورة وان
يعي اننا في
مرحلة صراع
دائم مع
الثورة
المضادة التي
يقوم بها
الطرف الاخر منذ
لحظة اغتيال
الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري، فدم
الشهداء لم
ولن يذهب
هدراً،
وسنبقى نناضل
لكي نحقق كل
الاهداف.
مشروع جبران
مستمر ولدينا
ايمان كبير
بالشباب
والناس بأن
يستمروا في
هذه المعركة
الطويلة
والقاسية".
هل
اخطأت قوى
الرابع عشر من
آذار وخذلت
جبران والشباب؟...
يقول ضو: "قد
تكون قوى
الرابع عشر من
آّذار قد
اخطأت في بعض
الاوقات في
الادارة التكتيكية
لبعض الامور
والقضايا،
ولكنها لم تخذل
لا جبران
تويني ولا
الطموح
الشبابي الذي
يعبر عنه
جبران، طالما
انها ما زالت
ملتزمة بعناوينها،
وتؤكد في كل
مناسبة على
الشراكة المسيحية
الاسلامية".
ويستطرد
فتفت في
الموضوع نفسه
ويقول: "على الشباب
ان لا يشعر
انه خذل في
مكان ما، فقوى
الرابع عشر من
آذار لم
تتراجع عن شيء
ابداً، فكل شعاراتنا
محافظ عليها ويتم
صيانتها
ويجري العمل
على تحقيق ما
تبقّى منها،
ولربما كان
لدى الشباب
رغبة بالاسراع
نحو التغيير
الكامل، الا
ان "التأخير
او البطء"
الذي حصل لم
يكن مرتبطاً
بإرادتنا،
انما كان
مرتبطاً
بالواقع
السياسي في
المنطقة وبالتطورات
الحاصلة على
اكثر من صعيد،
اضافةً الى
الحركة
المضادة التي
عشناها في تلك
الفترة".
وعشية
صدور القرار
الاتهامي عن
المدعي العام
الدولي
دانيال
بلمار، يسأل
ضو: "من
المستفيد من
مقتل جبران
تويني"،
معتبراً ان
"ما تتعرض له
قوى الرابع
عشر من آذار
يشكّل دليل من
الادلة التي
يجب ان تستخدم
لمعرفة من قتل
جبران ولماذا
بمعزل عن
هويتهم
التفصيلية". هذا
ويشدد فتفت
على ان
"العدالة
مسألة اساسية
بالنسبة
لجبران ولكل
الناس، لانه
منطق مرتبط
ارتباطاً
وثيقاً جداً
بالاستقرار،
على اعتبار ان
عدم تحقيق
العدالة يعني
شرعنة الاغتيال
السياسي
وقبول هذا
المنطق،
وبالتالي لا
بد من التمسك
بضرورة معرفة
هوية
المجرمين
والمرتكبين
الذين
استعملوا
القتل لأغراض
سياسية، اذ لا
يجوز استمرار
هذا النهج
الاسود على
ارض لبنان بأي
شكل من
الاشكال". خمس
سنوات مضت
وقسم جبران
يبقى ويستمر،
على ان يسمع
العالم اجمع
دوي مطرقة
العدالة بدل
الاستمرار في
"تراجيديا
الاغتيال
والقتل"، وفي
سماع اصوات
الموت واشباحها
عند كل مفترق
طرق.... ولكن
يبقى على القاتل،
وعلى القاصي
والداني ان
يعي ان "الصوت
رح يبقى
يودّي"...
المصدر
: خاص موقع 14
آذار
"ذكرى"...
لمن لا يموت ؟!
نايلة
تويني/النهار
بعد
خمس سنوات على
استشهاده وغيابه،
لن اتحدث عنه
الا في الجانب
الذي اعرف
تماماً انه
يريدني من
عليائه أن
اتوجه به الى
جميع الذين
يفتقدونه
اليوم كأن لا
سنوات مرّت
ولا جبران
غاب. لذا لن
اسمح لوجعي او
لوجع العائلة
كلها وكبيرنا
وبركتنا
وكبير لبنان
جدي غسان ان
يحضر بين هذه
الكلمات،
لأننا منذ 12
كانون الاول 2005
نعيش الذكرى
يومياً ولا
حاجة الى
التوقف عند
ذكرى سنوية
اثر ذكرى. فجبران
ليس ذكرى، ولم
يكن ولن يكون
يوماً ذكرى،
بل نحن
الذكرى في
خاطره
وعليائه وحيث
هو.
اقول
لجبران الاب
والبطل
والرمز
والشهيد الذي
هو ملك القضية
التي ذهب من
اجلها، وبتواضع
القابل
بغيابه امام
هذا القدر
المفجع، انني
على عهد
الرسالة
والشهادة
ماضية بلا
تراجع ولا خوف
وبلا تردد،
انا وسائر
الذين آمنوا بأن
القضايا
الكبيرة لا
يصنعها إلا
امثاله.
اقول
له، ولا اقوى
على مخاطبته
مباشرة، انه بعد
خمس سنوات
يبدو كأنه كان
اقرب الى
أصحاب النبوءات.
فكل حرف او
كلمة كتبها او
تلفظ بها اسقطت
على الواقع.
وكل ذرة من
قضية ناضل
لأجلها لا
تزال حتى
اليوم في حاجة
الى "ملح"
الارض.
هو
كان ملح
القضية
اللبنانية،
هو
كان رافع لواء
الكرامة والسيادة
والاستقلال،
هو
كان القلم
والكلمة،
هو
كان النبض
الذي لا حياة
لقضية ولا
انتصار لقضية
من دونه.
يكفيني
ويكفي سائر
اللبنانيين
ان ينظروا الى
الوراء خمس
سنوات، وأن
يتطلعوا الى
الامام،
لندرك كم كانت
"ازاحة"
جبران
"ضرورة" لقتلته.
استمرت
القضية؟ نعم،
ولكن اين
نبضها، واين
صوته وقلمه
وحيويته،
واين ذلك
الوهج المحرّض
والمحرك الذي لا
يهدأ ويجعل
الزمن يتعب
وهو لا يتعب؟
استمرت
حرية الصحافة
واصوات
احرارها؟
نعم، وهذا
بفضله، كما
بفضل
المؤمنين
الاحرار بعظمة
الصحافة
وعظمة
شهدائها. ولكن
ايضا، هي صحافة
بلا جبران
وتميزه
ونبرته
وصرخته
وشجاعته التي
لا تعرف
حدوداً
وخطوطاً
وممنوعات
ومحاذير.
اقول
في 12 كانون
الاول 2010، انني
اشعر كأنه
يمتحنني كما
لم يفعل يوما.
واشعر بخوف
عظيم إن لم
اطمئنه الى ان
"اجياله" في
كل لبنان،
اجيال الحرية
والسيادة
والاستقلال
والقرار
الحر، ستمضي على
خطاه الى لا
رجوع.
لذا
اقول، انني لن
اسمح لنفسي
يوما ان اخذله
في هذا المكان
بالذات،
المكان الذي
ليس ملكاً
لابنته وعائلته
و"نهاره"، بل
هو ملك الدماء
التي أريقت بغزارة
من اجل ان
تبقى في لبنان
رؤوس مرفوعة
وكرامات تأبى
الذل
والهوان،
ورجال ونساء
وشباب وشابات
يرفضون
العودة الى
الوراء
والانقلاب
على
الانتصارات
الحقيقية
التاريخية.
اقول،
انني على
العهد والقسم
وفي طليعة
المؤمنين
بهما. وأطمئنه
الى ان قسمه
لم يعد نشيداً
يبهر سامعيه
فحسب، بل هو
روح لبنان،
ولن تقوى عليه
حتى ابواب
الجحيم، كما
لم تقو على
جبران نيران
الارهاب. واقول
بعد خمس
سنوات،
وسيأتي من
يقول بعد خمسين
سنة، "جبران
لم يمت
والنهار مستمرة".
هي "النهار"
التي ارادوا
قتلها بقتله،
هي التحدي،
وهي خط
المواجهة
الاول، وتلك
الصامدة،
وربما وحيدة
في وجه
الاعاصير، في
زمن التسويات.
ستستمر
"النهار" رغم
الصعاب،
وستكون اكثر
شبابا، واكثر
التزاماً
لقضايا الناس
و"ستنعزل"
اكثر في
لبنانيتها،
وستظل وفية
للارض
والانسان
اللبناني،
وخصوصاً
للشهداء. واكراماً
لجبران
وللبنان ولكل
لبناني صميم
تمضي
"النهار"
اليوم في نهضة
جديدة، وفي
حلة جديدة، في
السنة
الجديدة. وليطلقوا
مرارا سهام
حسدهم، ورصاص
حقدهم عليها.
"النهار"
مستمرة،
وجبران لم
يمت، ولا ذكرى
لمن يقهر
الموت بالشهادة.
علي
حمادة في
الذكرى
الخامسة
لإستشهاد
جبران تويني
الأصوات
الحرة باقية
تضج في سماء
لبنان
باتريسيا
متى
"نقسم
بالله العظيم
مسلمين
ومسيحيين أن
نبقى موحدين
الى أبد
الآبدين
دفاعا عن
لبنان العظيم..."
صاحب هذا
القسم المدوي
أرعب ولم
يرعب, وغاب
ولم يغب...
فخمس
سنوات مرّت
على هذا القسم
الذي اختصر
صاحبه حياته
وقلمه الجريء
بثلاث عبارات
لطالما حلم بها
حرية سيادة
استقلال... رجل
خطّ حياته
بسيف هذه
الكلمات وسار
بها مرفوع الرأس
وشامخا شموخ
الأرز على درب
الشهادة... انه
من القلائل
الذين أعطوا
الكلمة الحرة
والحرية معنى
حقيقي ولامع
في وطن اعتاد
على أن تكون
الكلمة الصادقة
والحرة شبه
مكبوتة
وفاقدة للوهج
اللامع. ومخطىء
من يعتبر أن
جبران
الصحافي
الشاب قد رحل،
فهو كان ولم
يزل موجودا في
خاطر الشباب
اللبناني
حلما وخيالا,
بأفكاره التي
ما فتئت تحلّق
في وجدان هذا
الوطن علها
تلتقط نفسًا
من الحرية
والسيادة
والاستقلال
التي ناضل من
أجلها ذاك
الطائر
والمحلق
الكبير ديك
النهار...
الشهيد جبران
تويني...
في
ذكرى
الاستشهاد
الخامسة،
توجه موقعنا
الى مبنى
صحيفة النهار
والى مكتب
الاعلامي والصحفي
علي حمادة خال
الشهيد وزميل
جبران في المهنة
وفي المسيرة
النضالية. سيد
حديثنا كان
جبران ابن
الأخت وجبران
الصحافي الذي
أكد حمادة أنه
ما كان ليرضى
بما تتعرض له
المحكمة من
هجوم معتبرا
أن لجبران حلم
أوحد الا وهو
رؤية لبنان
حرا وموحدا...
حمادة
رفض "تذكّر"
جبران لأن
الأخير لم يمت
لافتا الى أن
القضية تحولت
الى شبه معركة
ينتج عنها نمط
سياسي جديد لا
يفلت فيه الجاني
من العقاب.
وهذا
نص الحديث:
-بعد
خمس سنوات على
اغتيال جبران
السؤال يتكرر،
لماذا تم
اغتياله؟
- ليس
سرا سبب
اغتيال جبران
التويني لأن
جبران اغتيل
لأسباب
سياسية فقط
وليس كما
يحاول الكثيرون
أن يلبسوا
قضية شهداء ثورة
الأرز رداء
غير سياسي.
جبران
اغتيل لأنه
كان صرخة حق
في وادي
الظلم، فهو
كان من أركان
ثورة الأرز
وانتفاضة
الاستقلال،الانتفاضة
التي قامت ضد
كل حالة التبعية
التي كانت
قائمة في
السنوات التي
سبقت 14 شباط 2005
والتي
يتخللها
النظام
الأمني
المشترك اللبناني
السوري
والوصاية
السورية.
اغتيل
لأنه كان يزعج
بتملكه
لأدوات
الحوار وللقدرة
على الخطابة
وللتواصل مع
الناس وهذا ما
جعل منه حجر
زاوية في ثورة
الأرز وأحد
اعمدتها
الصلبة التي
عندما فكر
القتلة
باعدام هذه
الثورة بدأوا
بالأعمدة
الأساسية
والصلبة فيها.
فجبران
من ملهمي ثورة
الأرز ومن
ملهمي يوم 14
آذار وهو صاحب
القسم التاريخي
الذي بقي
وسيبقى ما
بقيت هناك
نفوس حرة في
هذا البلد.
اذا
كان الهدف
اسكات ديك
النهار،
برأيك هل نجحوا
بذلك؟
- لن
أكابر وأقول
بأنهم لم
ينجحوا بشكل
نهائي، فهم
أولا نجحوا
بقتل جبران
وهذه خسارة
كبيرة للنهار
ولكل الأحرار
في لبنان
وضربة كبيرة
ومؤلمة نشعر
بها يوميا
كلما حاولنا
تخيل الواقع
السياسي
وحالة معركة
الرأي العام
التي لطالما
امتاز بها
جبران لو كان
ما زال هنا.
صحيح
أنهم أنزلوا
بنا ضربة
كبيرة، انما
لم يسكتونا
ولم يسكتوا
ديك النهار
ولا صوت
الأحرار بل
زادوا الكثيرين
صلابة
وتصميما
بالمتابعة
والاستمرار.
فمن هنا، أول
فكرة بدرت على
ذهن والد جبران
الأستاذ غسان
التويني
عندما بلغه
خبر الاغتيال
كانت رئيسية
النهار"جبران
لم يمت والنهار
مستمرة"، وفي
حينها لم يرد
أن يتقبل التعازي
بل أدار ظهره
وعاد إلى
لمنزل. وهذا
ما يبين جبروت
الأصوات
الحرة، أن
يتبلغ خبر
اغتيال ابنه
ويأتي بهذا
الموقف القوي
والجبار الذي
منح الجميع
قوة.
أما
على الصعيد
الشخصي، فقد
أمدني ذلك
بالمزيد من
التصلب
والتصميم
وزادني رسوخا
في آرائي وفي
تفكيري خاصة
وأن جبران ليس
فقط ابن أختي
انما زميلي في
العمل
والنضال لا
سيما في نضال
المراحل
الأساسية
كنضال صف ثورة
الأرز.
وبإعتقادي،
الأصوات لم
تسكت على
الرغم من الضربة
التي نزلت بنا
وبكل رفاق
جبران الذين
سقطوا على درب
الشهادة و أنا
مصر ومؤمن بأن
الأصوات
باقية حرة تضج
في سماء لبنان
وهي تشكل المانع
الأساسي الذي
يحول دون سقوط
هذا البلد بيد
من يعتقد أن
كل شيء في
لبنان قائم
على موازين
القوى وخاصة
موازين
السلاح وآلات
الدمار
والقتل.
أين
يلتقي علي
حمادة مع
جبران
الصحافي وأين
يختلف معه؟
- مع
جبران
الصحافي وعلي
حمادة مسار
ومسيرة واحدة
فقد بدأنا
سويا، تدرجنا
سويا في كل
مسار العمل الصحفي
والمهني على
الرغم من أننا
كنا على تباين
في السياسة
الا أن
السياسة لم
تدخل يوما في
علاقتنا
العائلية. ففي
مراحل الحرب
كان جبران في
موقع وعلي
ومروان حمادة
في موقع وغسان
تويني في موقع
الوسطي
كدائما.
لكن
مع بدايات
العام 2000، أي
بعد خروج
الجيش الاسرائيلي
من لبنان
تيقنا
والتقينا
جميعا مسلمين
ومسيحيين
وقوى لم تكن
لتلتقي، على
استقلال
لبنان الحقيقي
بإنهاء
الوصاية
السورية
لأننا أدركنا
أن الوقت قد
حان ليستقل
لبنان بشكل
كلي عن أية
قوة أجنبية،
ولكن طبعا ليس
بالمناخ وبالطريقة
العدائية.
ما
الذي يميز
علاقة علي
حمادة "الخال"
بجبران؟ وما
هي أوجه
الإلتقاء على
الصعيد
الشخصي؟
-
علاقتي
بجبران كانت
أكثر من علاقة
الخال بإبن
الأخت بل كانت
تربطنا علاقة
الأخ والصديق
والرفيق في كل
مراحل العمر
لأننا
متقاربين في العمر
فقد كنا نسافر
ونمضي
الاجازات
سوية.
فكنا
نلتقي في
الكثير من
الهوايات
كالصيد وركوب
الدراجات
الهوائية
وقيادة
الطائرات
والتزلج،
اضافة الى
أننا تعلمنا
قيادة
السيارات
سوية بعمر
صغير وكانت
لنا بدايات
كشفية أنشأنا
خلالها فرقة
كشفية ليس بالمعنى
الرسمي انما
فرقة تجمع كل
الأصدقاء ورفاق
العمر.
أما
من ناحية
الاهتمامات،
فمنذ أولى مراحل
وعينا على
الحياة برزت
الاهتمامات
الصحفية
والمميز
بجبران أنه من
أصحاب الصحف
القلائل في
العالم
العربي الذي
كان يمتلك
قدرة ومعرفة
من العملية
التقنية في
مطبعة
الصحيفة الى
أعلى درجات
التحرير
بمعنى كان
يعرف كيف تبنى
الجريدة من
الألف للياء
وكثيرا ما كان
يهوى
المشاركة في
تصليح ألات
تعطلت في
المطبعة أو أي
آلة مهما كانت
صغيرة في
الصحيفة.
جبران
كان شخصية
تعشق الحياة
وتعشق تعلم
أشياء جديدة،
فعندما كنا
نسافر في اية
رحلة ما ان
تقلع الطائرة
حتى يغادر
جبران مكانه
ويطلب الجلوس
في قمرة
القيادة مع
الكابتن وهذا
ما انعكس على
عمله في
النهار بحيث
كانت دائما
آلة التصوير
في يده
ورفيقته
الدائمة يصور
بها أي شيء يشتم
منه خبرا
وينقله
للصحيفة حيث
يجعل منه قضية.
باختصار،
كان عقل
ونفسية
الصحافي
المخبر
الصغير وهكذا
بقي حتى آخر
يوم من حياته.
ما
الذي يذكرك
بجبران وما
اللحظة أو
الموقف الذي
تتمنى فيها لو
كان جبران ما
زال هنا؟
- أنا
لم أنس جبران
لأتذكره،
لذلك ان قلت
بأن أشياء
تذكرني به
فسأكون في طور
المبالغة،
لأنه حاضر
بيننا ومعنا
في الاطار
المهني
والعائلي
والعاطفي . لا
يمكن محو ما
لا يقل عن
أربعين سنة
قضيناها سوية.
كيف
هي علاقتك
بأولاد جبران
الصغار ناديا
وغبريللا
خاصة أنهما لا
يعرفان جبران
سوى بالصورة؟
-
ناديا
وغبريللا ما
زالتا
صغيرتين، لم
تعيا بشكل
دقيق على
الأمور
وحقيقتها
فسنحاول قدر الامكان
على إبقاء
صورة جبران
الأب الراسخة
في ذهنهما كما
هي لذلك
نراهما كثيرا
ما تستوقفان
صورة لجبران
ليرددا "بابا
بابا".
وعلاقتك
بميشال
ونيلا؟
-
تربطني بكل
منهما علاقة
زمالة مهنية،
فنيلا تدير
النهار تحت
رعاية
الأستاذ غسان
وميشال صحافية
فيها.
هناك
تساؤلات
كثيرة حول
غياب نيلا
النائب الشابة
عن الساحة
السياسية، ما
سبب ذلك بحسب
معلوماتك؟
-
غابت نيلا عن
الحياة السياسية
بسبب زواجها
الذي تم
مباشرة بعد
الانتخابات
في العام 2009
، ثم حملت
وكان الحمل
صعبا مما
ألزمها
البقاء في
المنزل لفترة
لا يستهان
بها. وتلت
تلك المرحلة
مرحلة
الأمومة التي
هي أكثر مرحلة
يحتاج خلالها
الطفل إلى
أمه.
هل
من عودة
قريبة؟
- هي
لم تغب عمليا،
بل هي غابت
عما كان يمكن
أن تكون، فهي
تدير صحيفة
النهار التي
أصفها
بالامبراطورية
لأن ادارة
الجريدة ليس
بالأمر السهل.
فهي
حاضرة وتعطي
أولوية
للصحيفة التي
هي أداة المعركة.
ولكن
مع بداية
العام 2011 سيكون
الطفل قد كبر
ما سيمكّنها
من الخروج
والعودة
للانخراط
بالنشاط
السياسي
بكامل النشاط المعتاد .
على
صعيد
الصحيفة،
ماذا قبل
وماذا بعد
غياب جبران في
صحيفة
النهار؟
بمعنى ماذا
ترك جبران للجريدة؟
-
جبران أخذ من
أبيه الأستاذ
غسان عصارة 60
عاما من
النضال لأن
النهار أولا
ليست شيئا
تقنيا أو
ورقا، بل هي
حالى نضالية
لمدة 70 عاما.
من
هنا، جبران
ترك ما يقدمه
لنا الأستاذ
غسان الآن الا
وهو الشغف
بالحرية
ومحاربة
الظلم والنضال
من أجل
استقلال
لبنان مهما
كان الثمن.
هل
ما زالت
النهار على
الخط الذي
رسمه جبران؟
-
طبعا هي لا
تزال على الخط
الذي رسمه
غسان ومشى
عليه جبران
معطيا اياه بعد
وآفاق جبران
الخاصة, اضافة
الى السقف
العالي الذي
ميز جبران. ولو
تغير خط
النهار، لم
أكن أنا في
مكاتب
الصحيفة الآن.
لو
كان جبران ما
زال حيا، ما
كان سيكون
موقفه ممن
يرفض العدالة
ويشن الهجوم
تلو الآخر عليها؟
- من
الواضح
والمعروف أن
جبران سيكون
في الموقع الذي
اعتدنا عليه
أن يكون أي في
موقع الدفاع
عن المظلومين
والدفاع عن
الضحية في وجه
الجاني والظالم.
خال
الشهيد، ماذا
تقول عبر
الموقع لكل من
يرفض العدالة
ويوازيها
بالاستقرار؟
- لن
نقنع الذين
يرفضون
العدالة بأن
يعودوا عن رفضهم
لها، انما
نؤكد لهم أنهم
برفضهم للعدالة
يزيدوننا
تصميمًا
واصراراً على
المضي ليس فقط
في الحقيقة
انما
بالعدالة
أيضا. والعدالة
والحقيقة لا
بد لها أن
تبصر النور
على الرغم من
كل العقبات
التي تحاول
عرقلة مسارها.
هل
يتحمل لبنان
المزيد من
الشهداء من
أجله ودفاعا
عن القضية؟
خاصة الصحافة
التي قدمت عددا
لا يستهان به
من الشهداء
والشهداء
الأحياء؟
-
نعم، يتحمل
لأن وجود
معركة يعني
وجود شهداء سيسقطون
على درب
النضال.
فاليوم توقفت
أداة القتل
ولكن لا ندري
ما اذا كانت
معلقة أم
متوقفة كليا
انما من يريد
أن يناضل وأن
يشارك بالمعركة
فعليه أن
يتوقع
الشهادة.
برأيك
هل القسم الذي
أطلقه جبران
ما زال ساري المفعول؟
والى أي مدى؟
-
طبعا لا يزال
ساري المفعول
على الرغم من
حقيقة الخلل
الطائفي الذي
لم يغب يوما
عن بال جبران،
انما كان يريد
من خلال قسمه
أن يقول ان هناك
قواسم مشتركة
تجمع كل اللبنانيين
مسلمين
ومسيحيين من
أجل الحرية والسيادة
والاستقلال.
وهذه القواسم
موجودة وألاحظها
عند كل
الطوائف حتى
عند الطوائف
التي تعتبر في
بيئة مناهضة
لما نقدمه
ونطالب به.
القرار
الاتهامي بات
قريبا، هل
صدوره ومعرفة
الحقيقة
يطفىء نار
الحسرة
والحزن على من
واجه قدر
الأحرار؟
-
القضية تتخطى
حسرة الأم على
ولدها لتطال
بلد بأسره
يريد الخروج
من دائرة
الاغتيالات
التي تحيط به
من كل جوانبه،
ولتصبح نوعا
من معركة
معرفة
الحقيقة في
نهايتها مما
سينشىء نمطا جديدا
من الحياة
السياسية في
لبنان لا يسمح
بأن يفلت
القاتل من
المحاسبة والعقاب.
فليس
كلما استشهد
أي لبناني
تتبادر الى
ذهننا دولة
اسرائيل، في
وقت ان القتلة
معروفون وللأسف
الشديد قد
يكونون من
أبناء الوطن
أو من أهل
نظام عربي
معين، والذي
يزيدنا تمسكا
بالموقف
وقاحة البعض
بأن يعتذر
المجني عليه
من الجاني أو
يقبل أعتاب
الجناة وهذا
ما لن يدوم.
ما
الأحلام التي
كان يحلم بها
جبران والتي
تحققت وما
التي لم
تتحقق؟
-
اشتهر جبران
بحلمين
أساسيين،
الأول على الصعيد
الشخصي بأن
يرى ناديا
وغبريللا
تكبران في
كنفه ويفتخر
بهما والثاني
على صعيد
الوطن بأن يصل
الوقت الذي
يكون لبنان
وطنا فعليا
مستقلا وهذا ما
لم ننجح به
حتى الآن.
من
المعروف أن
جبران كان من
داعمي الكلمة
الحرة
والشباب،
فالى أي مدى
نهار الشباب
وحكومة الظل
الشبابية
تحقق رؤية
جبران للشباب
اللبناني؟
-
عندما اغتيل
جبران اجتمعت
أنا وكل من
نيلا وميشال
ومجموعة من
المحررين،
لنؤكد على
الرسالة
الأساسية التي
حملها جبران
الا وهي
الشباب
اللبناني، فقد
كان دائما هو
من يشجع
الشباب على
قول الحق والتعبير
عن الآراء .
ومن
هنا، عمل على
انشاء نهار
الشباب ثم
جمعية نهار
الشباب
فحكومة الظل
الشبابية
التي كانت
المشروع الذي
قدمه لرئيس
المجلس
النيابي قبل
اغتياله.
ونيلا تابعت
هذا الجهد
واعادت احياء
نهار الشباب
ثم الجمعية
وأطلقت فيما
بعد نهار
الشباب التي
لا يمكنني
القول بأنها
قادرة على
تحقيق
المعجزات لكنها
صوت صارخ على
المسرح
السياسي
اللبناني
يعبّر عن
هواجس الشباب
وأفكارهم
بشكل أو بآخر.
كلمة
أخيرة لجبران
في الذكرى
الخامسة للاستشهاد
...
-
أقول له:
"جبران لم تمت
... والنهار مستمرة
"
خاتمة:
نعم
جبران لم يمت،
وليس فقط
النهار
مستمرة انما
مسار لبنان
على درب
الحرية
مستمر، لبنان
الذي أبى الا
أن يكون جبران
الفارس
الشجاع حاملا
الكلمة الحرة
بيد والعزيمة
بيد أخرى، من
بين من يرعب
الخاطئين ويستشهد
ليحيا لبنان
ولتحيا
الحرية
والسيادة
والاستقلال
والكلمة
الجريئة...
انها
العزيمة التي
تميز بها
جبران وعزيمة
كل مسيحي قرأ
وحمل القرآن
وعزيمة كل
مسلم طوقت المسبحة
عنقه واستشهد
بالسيد
المسيح ...
فاغفر
لهم يا رب
لأنهم لم
يعلموا أنه
باغتيالهم
جبران حولوا
مرارة كأس
الاستشهاد
الى كرامة
وعنفوان ووعد
براق يطلقه كل
شهيد يقدم
نفسه على مذبح
الوطن...
فلا
بد لليل أن
ينجلي ولا بد
للقيد أن
ينكسر وأن
تكون الحقيقة
نقطة التحول
بين وطن ينزف
دما
واستشهادا
ودموعا على
أبطاله الى
وطن تلمع قطرات
دمه حرية
وسيادة
واستقلالا
وكلمة حرة
تمتاز بها
الصحافة في
لبنان...
هذا
هو حلم جبران...
هكذا كان ...
وهكذا
سيبقى...حلم الصحافة
الحرة
والشباب
اللبناني ..
وفي
الذكرى
الخامسة
لاستشهاد
الصحافي جبران
التويني يقام
قداس في
كاتدرائية
القديس جاورجيوس
في وسط بيروت
عند الساعة
الثانية عشرة
من ظهر اليوم
الأحد الواقع
في 12-12-2011 والدعوة
عامة.
المصدر :
خاص موقع 14
آذار
خمس
سنوات بلا
جبران تويني... كثير من
الوهج
المفقود
النهار/نبيل
بومنصف
سواء
صحّت
التوقعات
المحمومة
والمتعاقبة بوتيرة
يومية أم طاشت
سهامها ولم
تصح "زمنياً"
مئة في المئة،
فإن المفارقة
الكبيرة تبدو
كأنها حاصلة:
المحكمة الدولية
ولدت نظريا في
يوم اغتيال
النائب رئيس مجلس
الادارة
والمدير
العام لجريدة
"النهار"
الشهيد جبران
تويني في 12
كانون الأول
2005، والقرار
الظني
"الأول" لهذه
المحكمة
الخاصة بلبنان
اضحى بحكم
الصادر في
الذكرى
الخامسة لاغتيال
جبران تويني
ولو ان احداً
لا يملك معرفة
ما اذا كان
مضمونه سيأتي
على مسألة
التلازم والترابط
بين جريمة
اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري
وجرائم
محاولات
الاغتيال
والاغتيالات
الاخرى ذات
الصلة.
واذا
كانت
للمفارقة ان
تتخذ بعداً
آخر مهماً،
غير عامل
التزامن بين
الفعل الجرمي
ورد الفعل
القضائي بعد
خمس سنوات ايضا،
فهو في بلوغ
"الأزمة
الوطنية"
ذروة غير مسبوقة
حتى في مسألة
يفترض انها من
الثوابت البديهية
المسلم بها
انسانياً
وسياسياً
ووطنياً
ودولياً، اي
مسألة
العدالة. جذور
هذا الانقسام
ترقى الى
العام 2005، مع
انشطار
البلاد بين
معسكري 8 آذار
و14 آذار، وليس
تطوراً عادياً
ان يكون طلب
حكومة الرئيس
فؤاد
السنيورة انشاء
المحكمة
الخاصة
بلبنان مساء 12
كانون الاول 2005
قد افضى في
تداعياته الى
انسحاب وزراء
8 آذار آنذاك
ومن ثم
استقالتهم،
في حين يقف
لبنان اليوم،
على مشارف
صدور القرار
الظني
والذكرى
الخامسة
لاغتيال
جبران تويني
امام "احدث"
أنماط
الازمات
الكبرى التي
عرفها في
تاريخه
الحديث، وليس
من المستبعد
ابدا ان تضحي
ازمة حكم بكل
المعايير هذا
اذا "ترفق" القدر
باللبنانيين
وظلت في
اطارها
السياسي الصرف
ولم تخرج عن
هذا الاطار.
ومع
ذلك، وبعيداً من
حمى
الاستباقات
المتعجلة او
المستأخرة، تهبط
هذه المفارقة
على الذكرى
الخامسة لاستشهاد
جبران تويني
لتكسبها
مزيداً من
الرمزية
والدلالات
ليس في السياق
التصاعدي
للأزمة الداخلية
منذ اندلاع
حرب الاغتيال
فحسب، بل اساساً
في اعادة
تسليط الضوء
بقوة على صاحب
الذكرى ولو
انه من قماشة
لا تستدعي
ابداً
تذكيراً لفرط
ما كانت سيرته
الصحافية
والسياسية
والوطنية
شديدة الصخب
والأثر
والتأثير. لذا
فإن "استعادة
النظرة" الى
جبران تويني
بعد خمس سنوات
من اغتياله،
تبدو أمراً
ملحاً
لعارفيه ومن
وقفوا ويقفون
الى ضفته ربما
اكثر منها
للآخرين، ليس
بدافع
الانفعالات
هذه المرة، بل
لتلمس الخط
البياني
لصاحب الذكرى
على نحو اكثر
عقلانية،
وعند ذاك لا
بأس ان تغدو
الذكرى قرارا ظنيا
"في البال".
فالمفجع
بعد السنوات
الخمس ان تكثر
بل وتتضاعف
القناعات
الذاتية "في
البال"، فيما
يخلو ملف
التحقيق في
جريمة اغتيال
جبران تويني
من اي شيء
يؤذن بتطوره
بفعالية نحو
استجماع خيوط
الجريمة
ومرتكبيها،
ما خلا
معلومات
يعرفها
الجميع، ولا
امر استثنائيا
طرأ منذ
استجماعها.
ثمة
"اسطورة"
تقول ان جبران
تويني "سكر"
بثورة 14 آذار 2005
الى حد
"الانتحار"
سكراً
وافتتاناً
وهوساً بها.
والمفارقة
ايضاً، ان
جبران نفسه
كذب هذه
الاسطورة عندما
كتب في
افتتاحية
"النهار" قبل
ثلاثة اشهر من
اغتياله، في 8
ايلول 2005 “ايانا
ثم ايانا ان
"نسكر"
ببداية
انتصار الحق
مع بداية
انكشاف الحقيقة
وقبل تثبيت
هذا
الانتصار".
حتى انه في
"المقال
الاخير" الذي
كتبه في 8 كانون
الأول 2005، اي
قبل أربعة
أيام فقط من
اغتياله،
وتناول فيه
ملف المقابر
الجماعية، لم
يكن احد في
لبنان قد اثار
بعد ما يسمى
"شهود الزور"،
ولا كانت هناك
تسمية
مماثلة،
فأشار الى استخدام
"هسام هسام
سلاحاً
فارغاً
وبالياً ضد لجنة
التحقيق
الدولية وضد
لبنان"، كما سخر
من ادبيات ذلك
الزمن التي
ارادت ان تقول
ان "الرئيس
رفيق الحريري
انتحر ومعه
باسل فليحان
ورفاقهما
وكذلك سمير
قصير وجورج
حاوي، كما
"انتحر" غازي
كنعان، كما
حاول مروان
حماده ومي
شدياق والياس
المر ان
ينتحروا".
بطبيعة
الحال كان
الموقف
المناهض بشدة
للنظام السوري
ووصايته على
لبنان وعبر
النظام
الامني السوري
– اللبناني
وعهد الرئيس
اميل لحود
السمة الجوهرية
والاساسية
البارزة في
مسيرة جبران تويني
خصوصا ما بين
العام 2000
وتاريخ
اغتياله. غير
ان اختصار
سيرته بهذه
السنوات
الخمس، بعد خمس
سنوات من
استشهاده لا
يقيم الصورة
الموضوعية
الكافية لها
وان كانت بيضة
القبان الوازنة
في المسار
السياسي
والصحافي
لجبران تويني.
واقع
الحال ان
العام 2005 كان
ذروة الصعود
والألق
لجبران، وهنا
تماماً يكمن
وقع الفجيعة
الدراماتيكية
اذا كان يصح
المفهوم
الانساني والشعبي
في تلقي
الفجائع
واسقاطها على
سير اصحابها.
ولكن في
المنحى
الاجرامي، لا
يمكن اسقاط
لحظة
الاغتيال
وعزلها عن رصد
القتلة للضحية
وتعقب
احوالها. فهذه
القاعدة
تفترض بطبيعة
الحال ان
القتلة
اسقطوا
ضحيتهم
التالية، بعد
رفيق الحريري
وباسل فليحان
وسمير قصير
وجورج حاوي،
ناهيك عن
الشهداء –
الاحياء مروان
حماده والياس
المر ومي
شدياق، بعدما
رصدوا خطورة
صعوده
السياسي
والصحافي
والاعلامي وتاليا
الوطني.
في
ذلك العام،
كان جبران
تويني يعيش
حلم حياته
الحقيقي. كان
قد انجز في آب
من السنة
السابقة
انتقال
"النهار" من
مبناها في
الحمراء الى المبنى
الجديد في وسط
بيروت، قبالة
ساحة الشهداء
وتمثال
الشهداء
تماماً.
ولهذا
التمثال
التاريخي قصة
عند جبران، اذ
توسل
"بالتواطؤ"
مع الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري
"اللمعة
الصحافية"
لنقله من
الكسليك حيث
اخضع التمثال
لاعادة ترميم
الى وسط
بيروت، "في
غفلة" عن
العهد
اللحودي
آنذاك. ثم
شكلت مرحلة ما
بعد التمديد
للرئيس اميل
لحود واغتيال
الرئيس
الحريري ذروة
اندفاعه
السياسي
والاعلامي،
الى ان "انضم"
في ايار 2005 الى
رعيل النواب المنتخبين
على وقع اكبر
حركة
استقلالية
وشعبية
وسياسية، حتى
انه على
المستوى
الشخصي ايضا
رزق وزوجته
سهام
بتوأمهما
ناديا
وغبريالا.
لكن
المنطلق
الاساسي
للصعود بحق
يرقى الى العام
2000، ولو ان
التطور
التدريجي
لجبران لا يمكن
ان يحصر بذلك
العام وهو
الذي انخرط
مبكرا ويافعا
في الحياة
العامة الى
جانب كونه
جبران غسان
تويني والارث
الكبير لجده
ووالده و"النهار".
في
العام 2000
تحديداً لا
يتصل الأمر
فقط باستلام
جبران
المسؤولية
الكبيرة في "النهار"،
بل "بالزواج
الماروني"
الذي وجد نفسه
مشدودا بقوة
جارفة الى
بكركي مع
اطلاق البطريرك
الماروني مار
نصرالله بطرس
صفير على رأس
مجلس
المطارنة
النداء الاول
الشهير داعيا
الى انسحاب
القوات
السورية من
لبنان وانهاء
عصر الوصاية
عليه. آنذاك
كان جبران
سباقا في كتابه
المفتوح الى
الرئيس
السوري بشار
الاسد عقب
توليه سدة
الرئاسة. كتب
جبران كتابه
المفتوح في 23
آذار 2000، اي قبل
ستة اشهر من
نداء المطارنة
ليشكل لجبران
ذروة طموحه في
الرأي السباق والتعبير
الحر الجريء
الذي لا يعرف محرمات
ومحظورات،
وباتت
مقالاته على
سكة غير مرتدة
في نهج يلاقي
النقلة
الهائلة في
خطاب بكركي.
عندذاك اضحى
جبران، ابرز
صوت ارثوذكسي
صارخ، الابن
المدلل
لبكركي. وما
بين العام 2000 والعام
2004، تاريخ
معركة مناهضة
التمديد للرئيس
اميل لحود،
بدأ جبران
تويني يصبح "زعامة"
مسيحية صاعدة
اكبر من الحجم
المعتاد لحجمه.
وفّرت له
"الكاريسما"
الجاذبة
لصفوف الشباب
ألقاً
استثنائياً
جعلته
متميزاً بين أقرانه
في "لقاء قرنة
شهوان"، وهو
الامتياز نفسه
الذي "انتقل"
معه بل وتضاعف
الى ائتلاف قوى
14 آذار. على قصر
المدة التي
عاشها جبران
داخل نادي 14
آذار، ظل
محاطاً بحلقة
خصوصيته التي
زادها تهديده
بالقتل
توهجاً،
خصوصا انه بعد
تبلغه
"الانذار"
بالقتل اندفع
بقوة جارفة الى
المواجهة عبر
مقابلاته
التلفزيونية
ومقالاته،
حتى ليمكن
اعتبار
المرحلة ما
بين آب 2005 و12
كانون الاول
منه
"تاريخاً"
خاصا به. كان
يبدو اصلاً
مدركاً
تماماً انه
عرضة للقتل. ظهيرة يوم 14
آذار 2005
تحديداً،
كانت الطبقة
السادسة من مبنى
"النهار"
تضيق بمئات
السياسيين
والصحافيين
والمراسلين
لكون المبنى
في قلب الساحة
المختنقة
بالحشد
المليوني
التاريخي.
وبالكاد كانت
مراسلة لمحطة
تلفزيونية
اميركية تسعى
الى التقاط
تعليق جبران،
الذي بدا "كأم
العريس"
هازجاً للحدث.
لم يتأخر لحظة
في القول
للمراسلة
"أعرف جيداً
انهم
سيقتلونني".
بعد
ذلك بدقائق
اختفى من بين
الحضور
واختلى بنفسه
لدقائق وزاد
بضعة اسطر على
خطاب اعده لالقائه
امام الحشد.
وعرض ما كتب على احدهم،
فتبين انه
"القسم"
الشهير.
استوحى جبران
القسم من لحظة
الحشد
وبانفعاله
الشديد حياله.
هكذا كانت
سليقته
الصحافية
والسياسية في
آن، قرينة
عفويته
وجرأته التي
تبلغ حد
التهور امام
ما يؤمن ولا
يعرف الخوف
مكاناً لديه.
ما كان يخيف
فيه هو عدم
خوفه، ولذا
ذهب معه "الصوت
الجارف" ولم
يعوضه احد،
وسقطت
باغتياله زعامة
مختلفة صاعدة
لم يعوضها احد
في تركيبتها الخاصة
بين صوت
لبناني صرف
يمزق حجب
المستورات
والممنوعات
والترهيبات
فيما هو يستند
الى إرث لا
يحتاج الى
شهادة، حتى
باستشهاد
صاحبه، بدليل
ان كثيراً من
بريق
"الحرية"
كأنه ذهب معه
وذبل كثير مما
استشهد لأجله.
تحت
قبة جبران
النهار/راجح
الخوري
دائماً
سيبقى العبور
متواصل
الحدوث. من
تحت قبة ذلك الحلم
العصي على
القتل. ذلك
القلم العصي
على الكسر. ذلك
الحبر العصي
على الاندثار.
ذلك الضوء العصي
على الظلام.
ذلك الصوت
الصارخ العصي على
برية الصمت.
ذلك القَسَم
الصدّاح
العصي على
النسيان. دائماً
سيبقى العبور
من تحت قبة
الاعلان المتتالي
لبزوغ الفجر
ونزول الضوء.
من تحت قبة ذلك
المكان،
بوابة
الجمهورية
الفضلى، التي
تبقى جوهر
الأمكنة
وخارج المكان.
لا يصل اليها
بارود ولا
تخدش روعتها
نار ولا يمزق
براءتها
انفجار.
دائماً
سيبقى العبور
متواصل
الحدوث ومن
تحت قبة الحلم
الذي لن يكف
قبل أن يصير
حقيقة ذات يوم
ليس مثل باقي
الايام.
وكما
يعبر
العابرون من
تحت قبة الوعد
والتصميم
والتحدي
والحبر
والدمع
والجرح
والبخور الميروني
والأيقونات
الخبيئة
وزيتها الذي يئن
ويرشح... من
"تحت" تلك
الصفحة
المكبَّرة من
عدد "النهار" 13
كانون الأول
من عام 2005، التي
ترتفع على
مدخل
"النهار"،
وصية للحبر
والفكر وصفوف الاقلام
الواقفة
بالدور، كذلك
تعبر "النهار"
الى العيون
والقلوب
المتعاقبة
اجيالاً بعد
اجيال، لتكون
الضوء
المتعاقب
وصياح الديك
المتتابع
إعلاناً
للفجر الطالع.
لنقل
انها قبتك
الدائمة يا
غابي:
"جبران
تويني لم يمت...
والنهار مستمرة".
إذاً
أوليست خمسة
أعوام على سفر
الفارس المسرع
النبّاض مثل
برهة في عينك
يا رب، ومثل
برهة في عيون
أولئك الذين
غالباً ما
يترجّل اليهم جبران
ملقياً التحية
في مكاتبهم،
وخصوصاً تلك
"المكاتب"
التي لم تصدق
أو ترفض
التصديق؟
دائماً
سيبقى العبور
متواصل
الحدوث. ولكن
عندما ستعود
غابة الغار
الحالمة،
التي تبتعد يوماً
بعد يوم وقد
إختنقت بدماء
شهدائها الابرار.
وعندما
سينهض الحلم
المفعم بكثير
من الخيبة
وبمزيد من
القنوط
واليأس، وقد
سقطت أوراق
الغابة،
وصارت غصون
الغار في ما
يشبه اليتم أو
العراء.
والعاصفة
الوحشية تضرب
في الأرز في
أهل الأرز وفي
ثورة الأرز،
و"الأرز" من
ارتعاد الى
ارتعاد... فقط عندما
تعود غابة
الغار على كف
فارس مضى،
يأتي الربيع
ويتجدد الحلم
وتندفع
البراعم، يومها
يعبر الركب من
تحت قبة الحلم
العصي على القتل،
القبة التي
بناها شاب أو
بالاحرى شعلة حماسة
وشغف، بناها
ومضى الى ذلك
المكان الذي هو
روح الأمكنة
وخارج بئس
المكان.
السنيورة
وحماده وسمير
فرنجيه في
ذكرى جبران
تويني: رافض
أنصاف الحلول
تفتقده ثورة
الأرز ويجب تجديد
حلمه
النهار/سابين
عويس
هل
هو التاريخ
يعيد نفسه ام
هي عشوائية
القدر ان
تصادف الذكرى
الخامسة
لاغتيال
جبران تويني
مع بدء العد
العكسي لصدور
القرار الظني
في حق
المتهمين
اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري وقد
ضمت بعد
اغتيال تويني
وبقرار من
الحكومة اللبنانية
كل الاغتيالات
اللاحقة الى
المحكمة
الخاصة ذات الطابع
الدولي التي
ولد قرار
انشائها
لبنانيا من
رحم استشهاد
تويني وعلى
مسافة ساعات
من اغتياله؟
ما
يدفع الى هذا
التساؤل ان
الذكرى
الخامسة تحل
غدا وهي تحمل
الكثير من
العبر التي
اختبرها
اللبنانيون
على مدى
الاعوام
الخمسة
الماضية ولا
سيما
الاكثرية
الساحقة منهم
المكونة
لحركة 14 آذار
في طريقهم الى
معرفة الحقيقة
تمهيدا
لاحقاق
العدالة.
ولا
يمكن التغاضي
في قراءة
مجريات
التطورات السياسية
منذ تاريخ
الثاني عشر من
كانون الاول 2005
المشؤوم، عن
محاولات ضرب
المحكمة
والتي لم
تتغير بل هي
زادت حدة مع
استنفاد "حزب
الله" كل
الوسائل
المؤدية الى
ذلك بدءا
بممارسة
التعطيل في مجلس
الوزراء في
جلسة 12 كانون
الاول2005 حين
انسحب وزراؤه
ووزراء حركة
"أمل" عند طرح
بند طلب انشاء
المحكمة
مرورا بحملة
استهداف
صدقيتها واستقلاليتها
وصولا الى
المرحلة
الاخيرة التي
تجلت في
المؤتمر
الصحافي
لرئيس "كتلة الوفاء
للمقاومة"
محمد رعد على
مسافة ايام معدودة
من ذكرى
استشهاد
جبران ورمت
الى ضرب قانونية
المحكمة
ودستوريتها
وشرعية
قيامها.
اما
المفارقة
الثانية
فتتمثل في
خلاصات الجلسة
الطارئة التي
انعقدت عشية
ذلك اليوم في
قصر بعبدا
وانتهت بعد
اكثر من اربع
ساعات من
الجدل (استهل
بالاجماع على
"استنكار
الجريمة ورفض اسلوب
الارهاب
والاغتيال
السياسي") الى
اصطفاف سياسي
حاد بين فريقي
الائتلاف
الحكومي سقط
معه خيار
التصويت على
قرار حكومي
يطلب انشاء
المحكمة
الدولية
بعدما انسحب
وزراء التحالف
الشيعي
وعلقوا
مشاركتهم في
الحكومة. ولفت
موقف الوزير
محمد فنيش في
حينه عندما
قال "ان القضايا
المصيرية يجب
ان تبت
بالتوافق
وليس بالتصويت".
مشهد
الاصطفاف
تستعيده
الحكومة
حالياً وهي على
ابواب صدور
قرار ظني يشكل
الخطوة
الاولى على
طريق فتح
المحاكمة
والترجمة العملية
لمعركة قيام
المحكمة،
بعدما دفعت
قوى الثامن من
آذار بملف
شهود الزور
الى مستوى الملفات
المصيرية
والتمسك
بطرحه على
التصويت اذا
استدعت
الحاجة على
قاعدة ان ما
كان يصح بالامس
لم يعد يصح
اليوم.
العبرة
الاخيرة ربما
التي تستدعي
التوقف عندها
انه كما كان
الاغتيال
محطة مفصلية
نقلت المعركة
على المحكمة
من السعي
لانشائها الى
اقرار الطلب
رسميا في مجلس
الوزراء من
مجلس الامن ان
يقر "انشاء
محكمة ذات
طابع دولي
تنعقد في
لبنان او
خارجه تتولى محاكمة
كل من يظهر
التحقيق
مسؤولية عليه
عن الجريمة
وتوسيع مهمة
لجنة التحقيق
الدولية المؤلفة
حسب القرار
الدولي1595 او
انشاء لجنة مستقلة
دولية
للتحقيق
ومساعدة
السلطات اللبنانية
في اجراءات
التحقيق" كما
جاء في نص قرار
مجلس
الوزراء، فقد
حلت الذكرى
الخامسة لاغتيال
تويني في نقطة
تحول مفصلية
تنقل لبنان من
مرحلة استباق
القرار الظني
الى مرحلة
مواكبة ما بعد
القرار.
وتحل
الذكرى في
مرحلة تستدعي
محطة تأمل
ومراجعة
للخطاب
السياسي لـ"14
آذار" التي
تعي قياداتها
حال التعثر
الذي اصابها
وخصوصا بعدما
فقدت
باستشهاد
تويني وسمير
قصير وبيار
الجميل العصب
المكون لها
وفي هذا الوعي
جرأة الاعتراف
والاعتذار
التي تسمح لهذا
الفريق
باستعادة
المبادرة
لمواكبة
المرحلة
المقبلة بكل
متطلباتها.
بيّن
استشهاد
جبران فداحة
الخسارة التي
منيت بها حرية
الرأي
والاعلام
والتعبير التي لم
تقتصر على
المشهد
الداخلي
وانما على العالم
العربي الذي
فقد مع جبران
قلما جريئا وصوتا
مدويا لا
يساوم ولا يتراجع
كما يصفه
عارفوه.
وبيّن
استشهاد
جبران في
المقلب الآخر
لرمزيته
فداحة
التقصير
الرسمي
والسياسي في
مواكبة
التحقيق في
شأن الجريمة
وهو لم يشهد
اي تقدم حاله
حال التحقيق
في
الاغتيالات
الاخرى. وهذا
ما يجعل
التمسك
بالمحكمة
الدولية
مطلبا لا يقتصر
على "أولياء
الدم" في
اغتيال
الحريري
وانما بكل
الجرائم التي سبقت
وتلت. وهذا ما
دفع ثمنه
جبران عندما
ادى اغتياله
الى اقرار
مجلس الوزراء
ضم كل الجرائم
الى التحقيق
الدولي.
وبحلول
12 كانون الاول2010
كانت استعادة
للذكرى وقراءة
في غياب جبران
عن المشهد
السياسي والاعلامي
عبر محطات
ثلاث اجرتها
"النهار" مع
الرئيس فؤاد
السنيورة
والنائب
مروان حمادة
والنائب
السابق سمير
فرنجية.
السنيورة
12
كانون الاول2005
لم يكن يوما
عاديا في حياة
رئيس الوزراء
السابق
الاسبق فؤاد
السنيورة
الذي فاق على
صاعقة اغتيال
تويني صبيحة
ذلك اليوم. وعلى
امتداد ساعات
النهار
الفاصلة عن
موعد الجلسة
الطارئة لمجلس
الوزراء كان
السنيورة قد
حسم طريق
حكومته: طلب
انشاء محكمة
دولية للنظر
في اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري
وتوسيع مهمات
لجنة التحقيق الدولية
لتشمل كل
الاغتيالات
منذ محاولة اغتيال
النائب مروان
حمادة.
صحيح
ان تجربة
السنيورة او
معرفته
بتويني كانت
قصيرة او
محدودة الا
انها من دون
شك تبلورت مع
خوض الرجلين
غمار ثورة
الارز كل من
موقعه
القيادي في
المواجهة السياسية
او في تكوين
رأي عام
متماسك حيال
القضية التي
يخوضها.
"كان
جبران تويني
رجلا مميزا في
حياته" يقول السنيورة
لـ"النهار"، "ترك
أثرا كبيرا في
محيطه ولدى
جميع عارفيه.
فعلى المستوى
المهني نجح
جبران تويني
في أن تكون له
مبادراته وان
يدفع بجريدة
"النهار" نحو
مزيد من
التألق
والتقدم
والتطور عبر
القفزات التي
حققها وقام
بها في
الجريدة ونقل
خلالها هذه
الصحيفة
الأولى في
لبنان إلى
مراتب جديدة
ومتقدمة في
عالم الصحافة
محققاً تلاؤماً
أوسع مع عالم
التطور
والتقدم
والتنافس.
لكن
الذي ميز
جبران في عالم
الصحافة كان
هو ذاته الذي
ميزه في عالم
السياسة. ألا
وهو جرأته في
دفاعه عن حرية
الرأي
واستقلال
لبنان وسيادته.
كان جبران
تويني مثالا
بارزا للنائب
المقدام صاحب
الرأي الحر
والمبادر
الذي يدافع فيه
بقوة وصلابة
عن رأيه ووجهة
نظره حتى لو
انتهى به
الأمر إلى أن
يدفع حياته
ثمنا للدفاع
عن رأيه.
باستشهاد
جبران فقد
لبنان نموذجا
للصحافي البارز
والمبدع
والمبادر
والمثابر. وفي
الوقت نفسه
فقد لبنان
النائب
المخلص
المدافع عن
مصالح بلده من
دون تهاون أو
ملل أو كلل أو
مساومة".
ويتوقف
السنيورة في
معرض
استذكاره
جبران عند
ميزة اتسم
بها. فـ"جبران
تويني لا يقبل
الحلول الوسط
ولا اقتراحات
"النص نص". كان
يميل إلى
الألوان
الواضحة،
وأخصها
الأحمر والأبيض
والأخضر، أي
ألوان العلم
اللبناني،
دون غيرها من
الألوان. ولهذا
فقد انحاز
بقوة ودون
هوادة إلى
جانب لبنان المستقل
صاحب السيادة
والحريص على
الاستقرار الذي
ترعاه الدولة
الواحدة
الموحدة
القائمة على
العيش
المشترك وقيم
الحرية
الفردية السياسية
والإيمان
العميق
بأهمية
التنوع والحوار
وتبادل الرأي
واحترام
الآخر.
لهذه
الأسباب
جميعا استشهد
جبران تويني
الذي نفتقده
ونفتقد
حيويته
وتفرده
المتألق في الشجاعة
وحرية الرأي.
يكفي
جبران فخراً
انه صاحب
القسم الذي
ردده وحفظه
الآلاف من
اللبنانيين
حين صرخ
في ساحة
الحرية وأمام
التظاهرة
الاستثنائية والتاريخية
في انتفاضة
الاستقلال
ورددنا معه:
"نقسم بالله
العظيم،
مسلمين
ومسيحيين، أن
نبقى موحدين
الى أبد الآبدين،
دفاعا عن
لبنان
العظيم".
هذا
القسم سيبقى
قسم
اللبنانيين
ما بقي لبنان
وهو ما سيقال
عنه دائما انه
قسم جبران".
حماده
لا
تبدو ان
الاعوام
الخمسة التي
انقضت على استشهاد
جبران تويني
جففت الجرح
النازف
باستمرار لدى
النائب مروان
حماده وهو
الذي لا يزال
يخضع لدورات
علاج نتيجة
تعرضه
لمحاولة
اغتيال كانت
الحلقة
الاولى في
مسلسل
الاستهدافات.
اليوم
كيف ينظر
حماده الى ذلك
الاغتيال وهل
قللت الاعوام
الخمسة
الماضية ثقل
الجريمة عليه
وعلى لبنان؟
"باستهداف
جبران اراد
القتلة اطاحة
آخر حاجز امام
الاندفاع
اللبناني
والعربي
والدولي في
اتجاه اقامة
محكمة ذات
طابع دولي
لوقف الجرائم
ومعاقبة
المرتكبين".
واذ
يعود بالزمن
الى اللحظات
الاولى بعد
الانفجار
يقول: "بضع
ساعات فصلت
بين تعرفي الى
جثته الممزقة
في براد
مستشفى
"اوتيل ديو"
ونزع الذخائر
المقدسة
وبطاقة
"النهار" من
حول عنقه
وتسليمها الى
زوجته
وابنتيه
وانعقاد جلسة
مجلس الوزراء
لاحالة الملف
على المجلس
العدلي
والطلب من المجتمع
الدولي
التوسع في
التحقيق
والبحث في
انشاء محكمة
خاصة بلبنان
نظراً الى
الضغوط التي
كانت تمارس
على القضاء
اللبناني، هي
بضع ساعات
كانت كفيلة
باستعادة
محطات
واكبتها في حياة
جبران الطفل
وجبران الشاب
والمراهق
وجبران
المدير العام
لـ"النهار"
بعد التقاعد
الجزئي
للاستاذ
الكبير غسان
تنطفئ فيها
حياة لامعة
وواعدة
ومؤمنة
بلبنان
الحرية
والانفتاح
والتعددية
بفعل الحقد
الاعمى.
لم
أكن اتوقع
للحظة وانا
اتابع مجريات
جلسة مجلس
الوزراء ان
يلجأ بعض
الزملاء الى
رفض الكشف عن
الحقيقة
والبحث عن
تحقيق
العدالة لشاب آمن
أسوة بمن سبقه
ومن لحق به
الى الشهادة
بلبنان مستقل
وديموقراطي
عربي ومتعدد.
صحيح
انني لم اكن
اتفق دائما مع
جبران على
المواقف
السياسية غير
ان اطلالته
عبر "النهار"
ومن ثم في
ساحة الشهداء
كرسته رمزاً
وطنياً فدخل
بقسمه ضمير
اللبنانيين
وتاريخ لبنان.
وكم يشبه
اليوم
البارحة عندما
انظر الى صورة
جبران حاملا
العلم اللبناني
ومتظاهرا من
اجل وحدة
الجيش ودعوته
الى التدخل
لحماية لبنان
من الفتنة،
وهو المشهد
الذي لا ينفك
يتكرر امامنا
اليوم ونحن
بأمسّ الحاجة
الى هذه
الوحدة وهذا
الحضور".
لا
ينفك حماده
يكرر ان
"القاتل،
صاحب القرار واداة
التنفيذ، كان
انتقائيا.
فجبران تويني بعد
الرئيس رفيق
الحريري وقبل
بيار الجميل ومن
ضمن قافلة
الشهداء شكل
هدفا
استراتيجيا
لمن اراد تدمير
لبنان
والقضاء على
ثورته وتجريد
الصحافة و"النهار"
تحديدا من
محركها
الاساسي و14
آذار من احد
ابرز اعلامها.
ومنذ ذلك
التاريخ الذي
قتل فيه جبران
ورفيقاه
اندريه
ونقولا
و"النهار"
وبيروت
يفتقدان روح
ثورة الارز
التي جسدها
جبران".
لا
يقف حماده في
تقويمه
لجبران تويني
عند حدود
لبنان وثورة
الارز بل
يتطلع الى
بعده العربي
ودوره
الريادي في
حرية التعبير.
"كان يملأ العالم
العربي
بحركته وكان
الحصن المنيع
الذي يلجأ
اليه مثقفو
العالم
العربي
وكتابه في ساعات
القمع وقد
اكتشفنا بعد
اغتياله
فداحة
الخسارة
الفكرية
والتنظيمية
والجهادية
لجبران
واكتشفها
معنا رفاقه في
ثورة الارز
وايضا احرار
سوريا
والعراق ومصر
والجزيرة
العربية ودول
المغرب
العربي
ومثقفوها".
لا
يرى حماده في
اغتيال تويني
اغتيالاً
عادياً "لا من
حيث اعداده
ولا من حيث
التنفيذ او سرعة
الانقضاض
عليه بعد
ساعات على
عبوره مطار
بيروت
المشؤوم
بسلامته
المنتقصة.
فذلك
الاغتيال كان
استكمالا
لحلقة
استهداف قلعة
من قلاع الحريات
في العالم
العربي الا
وهي "النهار".
وليس غريبا ان
نرى استهداف
مساهمين فيها
او اعضاء مجلس
ادارة وكتاب
بارزين
واصدقاء لها
وصولا الى
رئيس مجلس
ادارتها".
ماذا
كان ليغير
جبران في
المشهد
السياسي اليوم؟
"جبران
كان من النوع
الذي يقلب
الطاولة وانما
ليس على
اصدقائه
وحلفائه بل
على خصومه
وكان من الذين
ينبرون كرأس
حربة لكل حركة
تحررية. وقد
جاءت ثورة
الارز على قدر
احلامه
وطموحاته للبنان
ومن هذه
الاحلام
والطموحات
انبثق قسمه
الذي يحمل في
سطوره
القليلة
الكثير من
الرمزية
والمعاني
التي تستدعي
منا جميعا
التأمل في
مضامينها.
لم
يكن جبران
ليقبل
بالتأكيد
التعثر في بعض
محطات تلك
الثورة ولدى
البعض من
اركانها وكان وسيبقى
جامعاً ليس
لقياداتها
وانما للحركة الشعبية
التي لاقته في
الساحات
والتي في رأيي
لا تزال
مستعدة للوثب
اذا جاءتها
مجددا روحية
جبران".
ويختم
حماده عند
محطة المحكمة
ليعرب عن امله
ان تبقى "في
هذا الزمن
العربي
واللبناني
الرديء آخر
ادوات لجم ما
نراه من عودة
لعنف الانظمة
وتوابعها على
امتداد الامة
العربية".
فرنجيه
ذكريات
عضو الامانة
العامة لـ14
آذار النائب السابق
سمير فرنجيه
مع جبران
تويني تعود
الى لقاءات
قرنة شهوان
التي "برز
فيها جبران
ورغم الظروف
الصعبة رجلاً
لا يساوم
رافضا لأبسط التسويات
البريئة التي
لا تتعدى فكرة
تخفيف اللهجة
او الخطاب
السياسي تجاه
سوريا. وما
يفتقده لبنان
بغياب قيادي
مثل جبران هو
تلك الشخصية
المتمايزة عن
السياسيين بحملها
اسم الناس
والتعبير
باسمهم".
واغتيال
جبران شكل في
رأيه ضربة
مباشرة لرأي عام
تجلى في
تظاهرة 14 آذار ولرمز
اساسي من رموز
الاستقلال
الثاني الذي
وضع بدمه نشيده
الوطني.
واذا
كانت اولى
رمزيات
الاستهداف
معاقبة جمهور
14 آذار الذي
رفع قسم جبران
شعارا له، فان
الرمزية
الثانية
تمثلت في
التحول الذي
حققه الاغتيال
لجهة ادخال
مفهوم
العدالة الى
القاموس
اللبناني وهو
قاموس لم
يتضمن يوما في
رأي فرنجيه
العدالة.
فالاغتيالات
السياسية في لبنان
قوبلت
بالدعوات الى
النسيان
لتتطور الى مفهوم
العفو بعد
الطائف".
ويتوقف
فرنجيه عند
"التزامن
اللافت بين
اغتيال جبران
تويني وفكرة
انشاء
المحكمة
الدولية
الخاصة
بلبنان
لتحقيق
العدالة
لينتقل الى
الرمزية
الثالثة
المتمثلة بما
أسفر عنه قيام
المحكمة من
فرز للبنانيين
بين "فريق
يريد العدالة
وآخر يرفضها".
"ونحن اليوم
على مسافة
اسابيع
معدودة من
صدور القرار
الظني عن هذه
المحكمة
نلاحظ ان
الفريق
المتمسك
بالعدالة
كسلاح
لمواجهة
الخصم ينظر
الى هذه
المحكمة على
انها المدخل
الحقيقي للسلم
اللبناني
الداخلي. فنحن
لم نعد نذكر
شهداءنا
بفكرة الثأر
بل نستذكرهم
بفكرة العدالة
بحيث ان ذكرى
الشهداء لم
تعد تستولد
العنف واستذكار
جبران اليوم
يأتي في هذا
السياق. ولعل
في شهادة
جبران انهاء
للعنف في
لبنان".
ولكن
الا يفتقد
سمير فرنجيه
اليوم صديقه
في النضال من
قرنة شهوان
حتى ثورة
الارز؟
لا
ينكر فرنجيه
قلقه على
الازمة التي
تعبق بمكان ما
في حركة 14 آذار
بعدما اختزلت
بأحزاب
وطوائف "علما
ان ميزة تلك
الحركة انها
تجاوزت كل
التشكيلات
الحزبية
والطائفية
الموروثة
وارست نفساً
جديداً
ومتطوراً لا
يتوجه الى
الجماعات بل
الى الافراد
وقد كان جبران
من أكثر
القياديين
القادرين على
التواصل مع
الرأي العام.
ولو
كان لا يزال
موجوداً
بيننا اليوم
لما كنا شهدنا
هذا الجمود في
حركة 14 آذار
التي افتقدت الى
جبران وسمير
قصير وبيار
الجميل".
ويخلص
فرنجيه الى
الاعتراف بأن
"الحلم اللبناني
الذي من اجله
سقط الشهداء
لم يتحقق ولكن
على الاقل بقي
حياً في ضمير
كل من شارك في
تلك اللحظة
الاستثنائية
من تظاهرة 14
آذار2005".
على
من تقع
المسؤولية؟
"ليس على
الفريق الذي عطل
قيامة
لبنان"، يجيب
فرنجيه وانما
"على قيادات
ثورة الارز
التي لم تعرف
كيف تجدد الحلم
وتترجمه".
وامام
هذا المشهد،
توجه فرنجيه
الى جبران
والشهداء
"بالاعتذار"
مضيفاً في الوقت
عينه "ان
الرابط
الوحيد اليوم
هو بالتحديد
قسم جبران
لشعورنا بأن
ارتباطنا منذ
2005 حتى اليوم هو
ارتباط دائم
بين
المسيحيين
والمسلمين
وهذا مصير
واحد ولا يمكن
احدنا ان يبحث
عن مصير آخر
بمعزل عن
الآخر".