لو شاف الجمل حردبته..

عـــمـــاد موســـى

الثلاثاء 4 كانون الثاني 2011

لبنان  الآن

"على ما يبدو تقوم بعض الجهات المشبوهة التي تستخدم أسماء مستعارة ومزيفة أمثال علي تاج الدين بالسعي الى شراء مساحات واسعة من الاراضي والعقارات ولا سيما في مناطق جزين وعاليه وسوق الغرب والمناطق الأخرى، بهدف استكمال إنشاء الدولة المجوسية في لبنان من خلال مستوطنات وغيتويات ومراكز عسكرية ومربعات أمنية تحاصر المناطق الوطنية اللبنانية وتطوقها وتوجد حولها أحزمة بشرية وعسكرية بهدف الانقضاض عليها استعداداً ربما للمرحلة التالية من المفاجآت التي تعد بها قوى الظلام"..

على ما يبدو نسي زعيم كليمنصو أنه قال هذا الكلام علناً في نيسان من العام 2007 ولم يكن يمزح ولا يهذي بل كان يعبّر عن قناعة حقيقية برفض "المشروع المجوسي الذي يعتمد الأساليب الاسرائيلية في شراء الاراضي والعقارات والاستيطان المنظم، وهو الذي بنى مجده الإلهي على محاربة اسرائيل وإلحاق الهزيمة بها في لبنان، كما أفتى وأرشد المرشد الأعلى للثورة...".

وليد جنبلاط بنسخة الـ2010 مختلف عن نسخة الـ2007. إنتفض بقوة على مشروع النائب بطرس حرب الأخير الهادف إلى منع بيع الأراضي بين أبناء الطوائف المختلفة ووصف رئيس اللقاء الديمقراطي المشروع "بالجنون" مشيراً في حديث إلى صحيفة "الأخبار"الى أنه - أي مشروع حرب- "يمثل نهاية الأفق المسدود للمارونيّة السياسيّة".

من يعرف بطرس حرب جيداً "يعرف حتماً أن نائب البترون من المسيحيين المعتدلين" ويدرك أن ما اقترحه، لا ينبع من فكر تقسيمي بل من قراءة واقعية ومن حرص على صيغة لبنانية معرّضة للإنهيار.

ومن يعرف وليد جنبلاط جيداً يستغرب تحول وليد بك إلى محاضر في الأفق المفتوح والمسدود  بعدما كان موضوع بيع الاراضي، هاجسه اليومي، والذي دفعه حتى في عز حرب الجبل والتهجير الى الضغط  لمنع بيع اراضي عاليه والشوف، ونقل الملكية من المسيحيين الى غير المسيحيين وذلك لمنع التمدد الشيعي إلى إمارته. فكر علماني وحدوي!

وكان الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي تدين قياداته بالولاء لجنبلاط كيفما مال، سبّاقاً إلى إثارة عمليات بيع الاراضي في منطقة حاصبيا ومرجعيون قبل أعوام من طريق متمولين إيرانيين بهدف اقامة "محمية شيعية"، وكان زعيم كليمنصو يخشى من ان يتعرض التواصل الدرزي بين حاصبيا والشوف بفعل عمليات بيع الاراضي وإسكان الشيعة في مناطق ذات أغلبية درزية.

وكشفت معلومات الحزب التقدمي يوم كان متموضعاً في قلب 14 آذار النابض  عن  محاولات شيعية حثيثة للدخول الى قلب الشوف، ومنها شراء اراض في السمقانية وعين وزين لمصلحة طعان حسن العنان.

في ذلك الوقت لم تكن طروحات بطرس حرب ترتقي "بجنونها" إلى المستويات الإستراتيجية والوطنية لوليد بك "العاقل" حديثاً والمحاضر أفقياً وعمودياً في ما يجب أن تكون عليه الخيارات المسيحية الصحيحة. واليوم، بمعزل عن صوابية طرح حرب أو تسرّعه، فآخر من يحق له إنتقاد مسألة حساسة كتلك التي قاربها وزير العمل هو العدو السابق للمشروع المجوسي والحليف الحالي المهتدي بهدي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران ولبنان.