المجلس الوطني لثورة الأرز

مذكرة

وجّه المجلس الوطني لثورة الأرز مذكرة رسمية لفخامة رئيس الجمهورية تتضمن رؤية المجلس لما ستتضمنه القمة التي ستعقد بين الرئيسين اللبناني والسوري من مواضيع، هذا نصها:

فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان المحترم،

رئيس الجمهورية اللبنانية

تحية وبعد،

أن جمهور ثورة الأرز، ومنذ انطلاق هذه الثورة وحتى تاريخه يشجب تدخل النظام السوري اليومي بالشؤون الداخلية اللبنانية، مباشرة أم عبر عملائه، متحكما بذلك بمصير لبنان دولة وشعب ومؤسسات. إن احتلال سوريا للبنان لم ينته بعد فعلا ومفاعيلا.

كنا نتمنى، اذا كان لا بدّ من لقاء يجمعكم والرئيس السوري في الظرف الراهن، أن يتم هذا اللقاء في خيمة تنصب على الحدود بين البلدين كما فعل الرئيس السابق المرحوم فؤاد شهاب عندما اضطر للقاء الرئيس عبد الناصر قبل تسوية الملفات التي كانت عالقة يومها بين البلدين.

ولكن، وبما أنكم عقدتم العزم على تلبية دعوة الرئيس السوري لزيارة دمشق، كبادرة حسن نية لبنان تجاه النظام السوري بهدف تطبيع العلاقات، وهذا موقف جريء ومتقدم لرئيس لبنان، ولكي يكون التطبيع بداية علاقة طبيعية بين البلدين الجارين وليس هدنة تتزعزع عند اول استحقاق، واذ لنا كل الثقة بوطنيتكم وبحرصكم على ما فيه مصلحة البلدين نتمنى أن تتضمن القمة المزمع عقدها، اضافة الى اعتراف النظام السوري بكافة انتهاكاته واستعداده للتعويض عنها، معالجة الملفات العالقة بين البلدين على الشكل التالي:

أولا: في ملف المعتقلين في السجون السورية:

إغلاق هذا الملف بصورة نهائية استنادا الى القوانين الدولية وشرعة حقوق الأنسان وبما يتناسب مع المصلحة المشتركة وبالتالي تفادي كل ما يمكن أن يوسع الهوة في العلاقة بين البلدين وعليه فاننا نقترح التالي:

أ-تشكيل لجنة رباعية تضم لبنان و سوريا والهيئات المختصة في الأمم المتحدة وممثلي أهالي المعتقلين تقوم بالكشف على السجون وتدرس المستندات وتضع تقريرا مفصلا يتضمن الأعداد والأسماء الفعلية وحالتهم الصحية والنفسية وتبيان الظروف والاسباب التي ادت الى أعتقالهم.

ب-تشكيل لجنة قضائية، باشراف الأمم المتحدة، تستعين بمن تحتاج من الخبراء لاقفال ملف الأسرى بطريقة قانونية، وتحرير كافة المعتقلين، واستعادة رفات المتوفين، لتسليمهم الى أهاليهم.

ت-تشكيل لجنة لدرس وتحديد التعويضات المتوجبة على النظام السوري واجبات سوريا المادية والمعنوية تجاه هؤلاء المعتقلين.

أما اذا كان لسوريا مفقودين في لبنان،وهذا مستغرب ومستبعد، فان النظام السوري يتحمل كل التبعات لان جيشه كان يحتل لبنان وليس العكس. ورغم ذلك فاننا نطلب منكم أن تسهلوا انشاء لجنة لبنانية-سورية-أممية تبحث في السجون اللبنانية عن المواطنين السوريين وتسلمهم مع ملفاتهم الى دولتهم التي يعود لها تقرير مصيرهم.

ثانيا : في انهاء ما تبقى من احتلال:

أ-على النظام السوري سحب ما تبقى له من جيش نظامي وتسليم ألأراضي التي ما زالت يحتلها وتزيد مساحتها عن ال460 كلم مربع الى الدولة اللبنانية.

ب-سحب عناصر الصاعقة بكافة عتادها واعادتها الى حيث أتت من سوريا والتي تتخذ لها مواقع ومربعات أمنية مدججة بالسلاح في مختلف المناطق الحدودية خاصة في البقاع وفي تلال الناعمة وحلّ كافة المنظمات والميليشيات التي تؤتمر بها وتسليم مراكزها للجيش اللبناني كعصبة الأنصار وجند الشام وفتح الأنتفاضة ....

ت-سحب كافة عناصر المنظمات الأرهابية التي ادخلت الى لبنان عبر سوريا بهدف زعزعة الأستقرار والتي تنتظم في خلايا منظمة داخل وخارج المخيمات الفلسطينية، كما كانت منظمة فتح الاسلام.

ثالثا: في المعاهدات الدولية الموقعة أيام الأحتلال:

أ-يجب الغاء كافة الأتفاقات والمعاهدات السياسية الموقعة بين البلدين أيام الأحتلال السوري وخاصة اتفاقية التعاون والأخوة التي ترسي الوصاية الدائمة لسوريا على القرار السياسي في لبنان والغاء كافة مفاعيلها.

ب-يجب اعادة النظر بكافة الاتفاقيات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأنمائية واعادة صياغتها بما يتناسب مع القانون الدولي ومع حرية وسيادة واستقلال ومصلحة شعب كلا البلدين، كاتفاقيات تقاسم المياه التي تختص بمنطقة البقاع و بالنهرالكبير على الحدود الشمالية.

رابعا: في تنفيذ واجبات سوريا تجاه لبنان طبقا للقرارات الدولية:

على النظام السوري اعلان الألتزام الكامل بتنفيذ واجباته في القرارات الدولية من أجل شعب لبنان على الشكل التالي :

أ- استكمال الأنسحاب العسكري وانهاء وجود المنظمات التي تؤتمر بسوريا بحسب ما ورد في الفقرة السابقة.

ب-تأمين كافة المستندات التي تثبت لبنانية مزارع شبعا وتسجيلها في قيود الأمم المتحدة تمهيدا لاستعادتها دبلوماسيا تطبيقا للقرار 1701 .

ت-ترسيم الحدود طبقا لحدود لبنان الدولية وذلك بعد الانسحاب من الأراضي التي ما زالت محتلة.

ث-وقف تدفق الأسلحة والمرتزقة والارهابيين وكافة أنواع التهريب و ضبط الحدود السائبة والمعابر غير الشرعية.

ج-تقديم كل ما يلزم لتسهيل عمل لجنة التحقيق الدولية و المحكمة ذات الطابع الدولي لمعرفة قتلة الرئيس الحريري و باقي شهداء ثورة الأرز.

ح-أقامة التمثيل الديبلوماسي وتبادل السفراء وفقا للقوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين دولتين مستقلتين.

فخامة الرئيس،

إن تطبيع العلاقة بين البلدين، تمهيدا لاقامة أفضل العلاقات، يحتاج الى انهاء كافة هذه الملفات دون تجزأة، اذ أن تطبيق جزء واهمال جزء آخر قد يسيء للعلاقة ويزيد الهوة بدل أن يردمها، لذلك فاننا نتمنى عليكم الأصرار على انهاء الملفات كافة" ضمن سلة متكاملة "تبدأ باقفال ملف المفقودين واعتراف النظام السوري بانتهاكاته كافة في لبنان واستعداده لدفع التعويضات و تنتهي بالتمثيل الديبلوماسي.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام

المجلس الوطني لثورة الارز

11 آب 2008