مقابلة
مع الشاعر
اللبناني
العملاق سعيد
عقل
مجلة
الشراع 20 شباط 2009
سعيد
عقل ابن الـ 97
سنة في حوار
شامل:
*أدونيس
يحرتق على
الشعراء ولا
أحب شعره
*كل
الشعر يجب ان
يكون
مهرجانياً
*نعم
غيّرت في
قصائد الأخطل
برضاه
*لا
أحب ان أفاخر
بأني احسن
شاعر في لبنان
*لست
خائفاً على
لبنان لأنه
قوي كثيراً
*في
شعري جمال غير
موجود في
الشعر
الاوروبي كله
*اريد
ان يتأثر
بشعري شعراء
العالم
*شعري
اكبر من
المدرسة
الرمزية
*الشعراء
الذين يصدقون
انهم رواد
مدرسة من المدارس
ليسوا شعراء
كباراً
*الياس
ابو شبكة قضى
حياته كلها
يكتب ضدي
*احب
الشاعر
القروي وشعره
حلو
*يجب
ان يكون لدى
الشاعر ما هو
اكبر من
العاطفة
*الجواهري
مرّ شعره في
شعري
*الياس
ابو شبكة ((كرهتجي))
*اديب
مظهر أثّر
بصلاح لبكي
وعدد من
الشعراء
*احمد
شوقي يكفي ان
يكون قد تغنّى
بزحلة
*عمر
ابو ريشة شعره
حلو
*نـزار
قباني شاعر
شاعر
*لم
اعرف شعر
محمود درويش
*شوقي
أبي شقرا لديه
كتابات ناعمة
وحلوة وكذلك
أنسي الحاج
*جورج
شكور أكبر
خبير بالشعر
*لم
ينل شاعر عربي
او افرنجي
التكريم الذي
حصلت عليه
*أحب
لشعراء زحلة
ان يكونوا
أقوى مما هم
عليه
*احب
ميشال طراد
كثيراً
وكبّرته
كثيراً
*لو
كنت أنا
متأثراً
بميشال طراد
هل كان طلب
مني كتابة
مقدمة ديوانه!
*ليس
للمتنبي شعر
معظّم ومقدّس
كشعر سعيد عقل
*شعري
أعمق من شعر
المتنبي
*معجم
الشعراء
والفلاسفة
الكبار محدود
جداً
*كانط
كتب كل فلسفته
في خمس مائة
كلمة
*اعطيت
افكاراً
وصوراً في ست
مائة كلمة
اكثر من الذين
يثرثرون
بآلاف
الكلمات
*في
دواويني شعر
علمي وشعر
هندسي وكل شعر
يخطر في بالك
حوار:
لامع الحر
ماذا
يعني ان تجالس
سعيد عقل الذي
قارب المائة
عام – أطال
الله عمره – وفي
هذا الزمن
المزدحم
بالأحداث
والمستجدات
والمتغيرات
المختلفة؟
يبدو
لي احياناً ان
سعيد عقل
شخصية
خرافية، ليس
شخصية حقيقية
من لحم ودم،
بل شخصية تأتي
الينا من
الغيب،
لتعطينا
شيئاً من
الفرح، وشيئاً
من الحلم،
وشيئاً من
التأمل،
والتطلع الى المستقبل.
وسعيد
عقل في حقيقته
شخصية ليست
واقعية ليسى بمعنى
عدم الانتماء
الى الواقع او
عدم
العقلانية،
بل بمعنى انه
يستطيع ان يرى
ما لا يراه
الآخرون،
وكأنه يستنبط
الضوء وان كان
الليل
مدلهماً، او
كانت العباءة
السوداء تحيط
بنا من كل حدب
وصوب.
سعيد
عقل شخصية من
التاريخ،
وربما تشعر به
احياناً
وكأنه
التاريخ
منبسطاً
امامك، بكل ما
فيه من آفاق
وبكل ما لديه
من ماض مفتوح
على
المستقبل، من
زاوية
إشراقية قد لا
يعثر على
تكتكاتها
الآخرون.
هرم
لبناني عتيق
يطرح افكاراً
قد تعجبك وقد
لا تعجبك، إلا
انها أفكار
طريفة،
مدهشة، مغايرة
للمألوف،
تثير في النفس
مشاعر
ايجابية، تلوّن
اللقاء بما
فيها من عطر
وزهر.
وسعيد
عقل شخصية
استثنائية،
له شطحاته،
التي قد توافقه
عليها، وقد لا
توافقه، إلا
أنك تعلم حق العلم
بأن الرجل
عندما يطرح ما
يطرح، لا
يداهن، ولا
يوارب، ولا
يخادع، ولا
يسعى للتقرب
من أحد، بل
يقول ما
يعتبره
حقيقة، وما
يقتنع به وحده،
وما يشكّل
الصواب الذي
لا يقبل صواباً
غيره.
عندما
تقترب منه
تشعر بإلفة
غير معهودة،
او تكاد تكون
مفتقدة في هذا
الزمن
الأرعن،
وتشعر ان هذا
اللقاء كان
يفترض ان يحصل
قبل الآن، لا
لشيء الا
لتتمكن من
اختراق
مسامه،
للاستغراق
اكثر فأكثر في
أعماق
كينونته
الشعرية.
شاعر
ما يزال لديه
القدرة على
الكتابة، وما
يزال لديه ما
يقوله، كأن
مشروعه الشعري
يمضي في
التقاط
الضوء، ليكون
ذلك الشرر الذي
يشرقط، كأنه
يلتقط
مسوّغات
ابداعه الذي يمضي
قدماً كأن
شعلة الموهبة
لم ولن تنطفىء.
شاعر
محب للحياة،
بكل ما فيها
من جمال، أليس
هو شاعر
الجمالية؟
وأليست
الجمالية
بعضاً من
ابتكاراته
اللافتة؟
ينهل منها ما
يستطيع ان ينهل،
لكأنه النبع
الذي يفيض
كوثراً،
ليعطي الارض
ما تشاء من
خصوبة.
تـزوره
فيذكرك بما
كتبت عنه هنا
وهناك، وبالأمسية
التي قدمته
فيها،
وباللقاءات
الحميمة التي
جمعتنا، وكأن
الوفاء تقمصه
رجلاً، فكان
على صورته
الأشد نقاء
وصفاء.
يتذكر
ما يتذكر وكأن
العمر لم
يخنه، وكأن
تراكم السنين
زاده حيوية
وانطلاقاً
واعطاه ذلك الدفء
الذي يتفجر
ليعطي الحياة
معنى آخر، وكينونة
اخرى.
شاعر
حياته كلها
شعر بشعر،
منصرف اليه
بكلتي يديه،
منجذب نحوه
وكأنه خشبة
الخلاص ومقيم
تحت اسواره
وكأنه قد استأنس
بريق ذلك
الأسر العظيم.
سعيد
عقل ابن
السابعة
والتسعين ما
يزال حاضر الذهن،
ربما ينسى بعض
التفاصيل
المهمة، الا انه
لا يلبث ان
يتذكرها اذا
اوردت بعضاً
منها على
مسمعه الذي
أصابه بعض
الوهن.
لا
يعيش على
الماضي، على
ما أنجز، بل
يتطلع الى
المستقبل،
وكأن
المستقبل
امامه ما يزال
ينتظر
انجازاته
وعطاءاته
المشغولة
بريشة فنان
عتيق ومجرّب.
لا
يرضى بأي شيء،
دائماً يطمح
الى ما هو
أسمى، وأنقى،
وأرفع، وما
يزال يمتلك من
الطموح الكثير
الكثير، وكأن
الغد امامه
ينتظر، ماذا
سيقدم له، او
ماذا سوف يغير
فيه.
مثالي
سعيد عقل في
سلوكه وفي
مجمل
تصرفاته، يتجنب
الاساءة
للآخرين، وان
كان لديه
بالبعض رأي
سلبي، ويتجنب
ان يجرح
مشاعرهم،
ويحاول ان
يعطيهم ما
يستطيع من
محبة، ليكرس
ثقتهم بأنفسهم،
وليمنحهم بعض
الدفء وبعض
الحنان.
سعيد
عقل لم يرد في
حياته على من
اساء اليه، لأن
من يمتلك الحب
العظيم لا
يمكن ان ينجذب
الى الكره
العظيم، فإذا
احب كان ولا
قيس الملوّح،
اخلاصاً
ووفاء، وان
جاد كأن حاتم
الطائي قد عاد
للوجود مرة
اخرى.
ما
يزال مشغولاً
بما يدهش، بما
يفاجىء القارىء،
بما يخترق
المألوف،
وبما يجعل من
قوله قولاً
شعرياً
خالصاً لا لبس
فيه، ولا ضعف،
ولا التواء.
ان
تجالس سعيد
عقل يعني ان
تستعيد مرحلة
مضت بكل ما
فيها من
تجليات، ومن
غنى، ومن رغبة
في الجديد
النابع من
ارثنا
الشعري، ومن
استعادة لزمن
جميل، ما كان
يمكن ان
يستعاد لولا
اولئك الرواد
الكبار الذين
زيّـنوه
بعطاءات ما
تـزال حاضرة،
وكأنها
الشموع
المضيئة على
مر الزمن.
وسعيد
عقل ليس
واحداً من
هؤلاء فحسب،
بل كان من
أبرزهم
ابداعاً
وثقافة
وحضوراً
متميزاً، لم
يكن يشاء منذ
البداية ان
يصبح ذلك
الشاعر الجميل
الذي يطرب
لقصائده
الحاضرون، بل
شاء ان يكون
ذلك الشاعر
الذي لا يتكرر
ابداعاً وقوة وجمالاً.
شاب
طويل القامة،
جميل الوجه،
آت من عروس
البقاع زحلة
الى بيروت، لا
ليمنحها
شيئاً من الامان
والهدوء، بل
لكي يزلزلها،
ولكي يخرب طمأنينتها،
ولكي يحرك ما
فيها من مياه
آسنة، ليجعل
من حركته حركة
تثير الجدل
والنقاش،
وليسهم
اسهاماً
فاعلاً في
اغناء الثقافة
وفي تفجير المواهب،
القادرة على
استبدال
السكون المريب
بعاصفة من
الغرابة
والجمال.
شاعر
كبير، لديه
مفاهيم قد لا
توافقه
عليها، لكنك
تحترم
قناعاته لأن
الرجل لم يأت
من فراغ، بل
هو صاحب رؤية
عميقة
ومتجذرة الى
فن الشعر،
ولديه رغبة
عميقة في ان
يكون نسيج
وحده، وفي ان
يكون اختلافه
نابعاً من قوة
وجمال، لا يجاريه
فيهما أحد.
تطرح
السؤال، يجيب
على سجيته، قد
تكون الاجابة
مقنعة، وقد لا
تكون، وقد
تذهب الى فضاء
آخر، لم يكن
في الحسبان،
أو ليس له
مكان ضمن السياق
المطروح. إلا
انه سعيد عقل،
القادر على
جذب الأنظار
اليه في كل ما
يصدر عنه من
أقوال تؤكد
حضوره الساطع
وشطحاته التي
تحلق خارج كل
حدود.
تعيد
عليه طرح
السؤال، لعله
لم يسمع جيداً.
واحياناً
يصوب الاجابة
ضمن الاطار
المطروح،
واحياناً
اخرى يمضي حيث
يشاء ان يمضي،
وكأنه لا يريد
رقيباً على
كلامه ولا
مراجعة من احد.
تحاوره
كأنك تحاور
ذلك الجبل
الشامخ،
والصامد وكأن
الزمن لم يغير
فيه شيئاً،
وكأن قناعاته
لا تتبدل ولا
يستجد عليها
أي طارىء.
وما
يزال يعود الى
مخزونه
الثقافي،
ليأخذ شحنة
ابداعية
جديدة، ويحصل
كل يوم معرفة
جديدة، لأنه
ابن المعرفة التي
لا تنتهي، بل
تتعمق
وتتجذر،
لتصبح جزءاً
من كيانه
الوجودي
والثقافي
والابداعي.
حاورته
مطولاً،
واستغرق
التمهيد
للحوار والحوار
ثلاث جلسات،
الجلسة
الاولى طغى
عليها المشاعر
الذاتية
المدعمة
بالأشواق
الصادقة،
الجلسة
الثانية
استهللنا
الحوار، الا
انه لم يكن
على سجيته،
كأنه قد يكون
مشغولاً بأمر
ما، او كأن
التعب قد هيمن
عليه فلم يعط
كما اعتاد ان
يعطي من بريقه
اللامع، ومن
زهره الساطع،
ومن آرائه
التي تصدم
وتفاجىء.
اما
في الجلسة
الثالثة فقد
كان متجلياً،
مرتاحاً،
حاضر الذهن،
وقادراً على
العطاء، ومحلقاً
في كل فضاء،
ومحدثاً
ممتعاً، يطلق
العنان
لكلامه لعله
يجاوز
الآفاق، وكان
يكرر الجملة
الاخيرة في كل
اجابة مرة او
ثلاث مرات، دافعاً
الحاضرين الى
التصفيق،
وكأن حديثه
حديث اذاعي او
تلفزيوني او
منبري.
وكان
معنا في
الجلسة
الشاعر
الصديق جورج
شكور الذي أصر
سعيد عقل على
حضوره،
والسيدة ماري روز
آمدي، الذي
كان يناديها
كلما ذهبت
لتحضر شيئاً
ما ((وينك يا
ماري)). او يقول
لشكور ((ليش ما
عم تزقف))،
وكأنه اراد ان
يُضفي على
الجلسة اجواء
حميمية، تسهم
في جمالية
ايقاع الحوار،
وتعطيه شيئاً
من الطرافة
والجدة.
اردت
لهذا الحوار
ان يكون
حواراً فيه
الكثير من
الشمولية،
ولهذا طرحت كل
ما خطر في
البال من
اسئلة حول
شعره،
وموقعه، وحول
آرائه في شعراء
عصره التي كان
ضنيناً بها،
وموقفه من بعض
شعراء
الحداثة، اضافة
الى متابعاته
السياسية في
هذه الايام،
وتعليقه على
بعض
الاطروحات الآتية
من هنا وهناك،
لعلي في ذلك
اقدم سعيد عقل
اليوم بكل ما
في صورته
الحاضرة من
رؤى وتجليات،
تستلهم
الماضي وتقول
ما لديها من
غير تحفظ،
وكأن هذا
الكلام ليس
لي، بل شهادة
للتاريخ.
واستهللنا
الحوار مع
رسول الشعر،
وراهبه
الكبير، والناسك
في صومعته،
والمتمكن من
عنانه
وصولجانه،
والقادر على
اختراق
المألوف، بما
يجيء على لسانه
من مفاجآت
تطرب لها
الأذن، وترسخ
في الذاكرة
وكأن ما يقوله
شهادة تبقى
على مر الزمن.
واستهللنا
الحوار
بالسؤال
التالي:
# اين
سعيد عقل
اليوم؟
- اليوم،
انا مبسوط،
ليس لأنه هناك
حروب حول لبنان،
مبسوط لأنني
لست خائفاً
على لبنان،
لبنان قوي
كثيراً، انا
مستقوٍ
كثيراً
بلبنان لانه
اذا كنت تعرف
ماذا قيل في
لبنان سوف
تطمئن، مثلاً
المؤرخ
الفرنسي بول
موران يقول ((صور
وصيدون كانتا
ذات يوم كل
تاريخ العالم))،
مدينتان
صغيرتان لا
تساويان حياً
من احياء باريس
كانتا كل
تاريخ
العالم، هذا
الكلام يسري
على كل
العصور، وهذا
شيء عظيم
ومهم، كذلك قال
المؤرخ
الفرنسي
غبريال انتون.
سأل الملك
فؤاد على
ايامي انا ((من
يكتب لي
تاريخاً
لمصر، اريد
اعظم مؤرخ في العالم))
فقيل له غبريال
انتون، لكن
هذا الرجل
متكبر
كثيراً، ويمكن
الا يجيء الى
مصر، بعث اليه
وفداً زاره في
باريس، قال له
باسم الملك ((كل
ميزانية مصر
بأمرك، فقط
اريد ان تكتب
تاريخ مصر))،
جاء وكتب له
تاريخاً، هذا
المؤرخ لم
يأخذ قرشاً
واحداً من
لبنان، لكنه
قال: ((لبنان
أعلى قمة في
التاريخ))،
يعني في كل
تاريخ العالم
ليس هناك اعلى
من لبنان. هذا
الكلام لم يقل
احد مثله عن
أي دولة في
العالم، هذا
الامر موجود
برأسي
دائماً،
ولذلك انا
مرتاح ومطمئن
على لبنان، ما
عاد يهمني اذا
كان السياسي
الفلاني
مثلاً يمد يده
الى ميزانية
الدولة. هذا
تفصيل غير
مهم، هذه
الايام، وهذه
الاقوال
تجعلني معجباً
بنفسي
كثيراً، ولدي
الكثير من وزن
هذه الكلمات
حول لبنان،
وهي بمجملها
مرعبة بجمالها
وقيمتها.
لا
استضعف غيري
# سعيد
عقل قارب – بإذن
الله – القرن (مائة
سنة)، كيف
تقضي نهارك
اليوم؟
- عندما
كانت عيناي
قويتين كنت
أبدع شعراً،
ولو كان معنا
فؤاد الترك او
جورج شكور
لرأيت كيف
يرويان امامك
أشعاراً لي،
عندما اسمعها
انا أطرب لها
ويقف شعر رأسي
اعجاباً
وفرحاً بها،
الى حد اتساءل:
هل صحيح انني
كتبت شعراً
بهذا الجمال؟!
واللافت
في شعري ان
فيه غرابة
وجمالاً غير
موجود في
الشعر
الاوروبي كله
أي في شعر
اثينا وروما
وفرنسا، وأنا
اعرف شعرهم
جيداً ورغم
ذلك، ليس
لديهم شعر
بهذه اللعبة،
هذا الامر
يبقى في بالي،
فأفتخر بأنني
كتبت شعراً غير
مكتوب في ثلاث
لغات تمتلك
اجمل شعر في
العالم وأعظمه
(اثينا وروما
وفرنسا)،
انتجوا شعراً
هو الأجمل في
العالم،
لكنهم لا
يعادلون
شيئاً قياساً
بشعري، هذا
الكلام فيه
شيء من الكبر
والافتخار
بالنفس، لكنه
صحيح.
# غير
الشعر، ماذا
تفعل خلال
النهار.
-لا
اعمل اكثر من
الشعر..
# ألا
تحضر
تلفزيوناً،
ألا تسمع
اخباراً..
-انا
شاعر، وماذا
يمكن ان اعمل
اكثر من الشعر.
# ألا
تقرأ شعراً
خلال النهار؟
-لا
أقوم بأشياء
بلا طعمة، انا
شاعر، وليس
هناك ضرورة
لأقوم بأي عمل
آخر.
# يقال
سعيد عقل آخر
الشعراء
الاصوليين
وآخر رواده،
انت ماذا
تقول؟
- لا،
من الضروري ان
يكون هناك
آخرون، وأفضل
مني ايضاً، لا
احب ان افاخر
بأني احسن
شاعر في لبنان
بل احب ان
افاخر بأن
غيري شاعر جيد
ايضاً، لا
استطيع ان
اتصور ان أكون
وحدي في لبنان
شاعراً
جيداً، وأنا
لا اميل الى
استضعاف
غيري، وأعتقد
انني اذا استضعفت
غيري اصغّر نفسي
كثيراً.
# المقصود
ان الشعر
العمودي الى
أفول، وأنت
آخر رموز الشعر
العمودي هل
هذا صحيح؟
-ولكن
اريد ان يكون
شعري قد اثّر
يوماً ما على الشعر
او في العالم،
وأريد ان ينتج
شعر مثل شعري
وأفضل، لا
اقبل ابداً ان
يبقى الشعر
صغيراً، من
الضروري ان
يكبر، واذا
كان سعيد عقل
شاعراً جيداً
فعليه ان
يؤثر، ويترك
شعراً عظيماً،
لا اقبل ابداً
ان يقف الشعر
عند حدود
شعري، من
الضروري ان
يكبر الشعر.
يقول
سليمان
العيسى وهو
اكبر شاعر في
سوريا، اذا
العرب اعطوا
كل مائة سنة
سعيد عقل
يعيشون مليار
سنة، وأنا ارد
عليه ان شاء
الله العرب يعطون
شعراً افضل من
سعيد عقل، لا
اقبل ابداً ان
يقف الشعر عند
حدود سعيد
عقل، يجب ان
يكبر الشعر،
ولو كان شعر
سعيد عقل كما
يقول سليمان
العيسى، اقول
له مرة اخرى
انا منتظر ان يعطي
العرب شعراً
افضل من شعري
ايضاً، انا لا
احب الكبرياء
التي بلا
طعمة، وأرد
انني اريد ان
يكون غيري
مثلي وأحسن
واذا كانوا
الآن ليسوا
كذلك، يفترض ان
يصبحوا
الافضل في
المستقبل.
شعر
رمزي كلمة لا
تستوقفني
# أكاديمياً
صنفت من
الشعراء
الرمزيين،
لكن الرمزية
في الشعر
اللبناني
تقتصر عليك
وعلى اديب
مظهر الذي لم
يصدر له أي
ديوان حتى
الآن، هل
تعتبر ان هناك
فعلاً مدرسة
رمزية، وهل
وردة واحدة
تكفي لنعتبر
ان هناك
حديقة؟
-كلمة
شعر رمزي لا
تستوقفني. في
شعري شيء من
الرمزية لكن
شعري اكبر من
ذلك، يضم كل
انواع الشعر
في العالم،
هؤلاء الذين يصدقون
انهم رواد
مدرسة من
المدارس
ليسوا شعراء
كباراً،
الشعراء
الكبار هم
الذين يجعلون
كل انواع
الشعر تصفق
لهم، وليس فقط
الشعر الرمزي،
يجب ان يكون
شعرك مشتملاً
على جميع
انواع الشعر،
وكأنه نوع
شعري جديد، لم
يخلق مثله في
كل شعر العالم.
اذا
كان في شعري
فقط الاشياء
الموجودة في
كل شعر
العالم، يكون
سعيد عقل ليس
عظيماً، يجب
ان يكون في
شعري شيء من
المدارس
المشهورة في
الشعر، وشيء
جديد على
مستوى كل
الشعر
العالمي.
# يعني
نستطيع ان
نستنتج انه
ليس هناك
مدرسة رمزية
في الشعر
العربي؟
- هناك
مدرسة رمزية
اكيد،
والرمزية
تمثل شيئاً
صغيراً في شعر
سعيد عقل، شعر
سعيد عقل
اكبر، هناك
لعبات شعرية
تخرج على أي
نطاق معروف،
الشعر بشكل
عام يحتاج الى
جمال، والى
غرابة، والى
شيء غير
موجود، وليس
كل الشعر في
العالم تتوافر
فيه هذه
الشروط.
شعراء
المدارس لا
يمتلكون كل
هذه اللعبات،
كل عصر يجب ان
ينتج شعراء
يمتلكون
ميزات غير
موجودة في الكتب
التي تتناول
الشعر، لا
تستطيع ان
تقول هذا شاعر
رمزي، وهذا
كلاسيكي، هذا
امر صغير على
الشعر، الشعر
يحتاج الى
امور اكبر من
ذلك بكثير،
علينا ان
نطالب بأمور
اخرى لكي يقال
عن شعرك هذا
شيء خارج على
كل المدارس،
هذا مدرسة
غريبة عجيبة،
اذا لم يقل عن
شعرك هذه المسائل
فهذا يعني انك
لست بشاعر،
وأقول في احدى
قصائدي: الشعر
قبض على
الدنيا
مشعشعة/ كما
وراء قميص
شعشعت نجم/ فأنت
والكون
تياهان: كأس
طلى/ دقت
بكأس، وحلم
لمه حلم.
وأقول
ايضاً: ((الشعر
بعض الغيب غنى
كطائر/ وبعض
نهى ان رد رد
يحيرني، اما
اذا كان شعرك
ينتمي الى
مدرسة من
المدارس فهو
ليس بشعر، عليك
ان تكون من
مدرسة لم
يعرفها الشعر
اصلاً.
# هذا
الكلام جميل،
لكن اسمح لي
ان اطرح عليك
هذا السؤال: انت
عاصرت وعايشت
شعراء عصر
النهضة كنت
واحداً منهم،
ومن المبرزين
بينهم، لكن
يبدو انك كنت
على خلاف مع
البعض منهم،
لماذا على الرغم
من انك تحب كل
الناس.
-انا
احب وأريد كل
الناس، ولكن
عندما يكون في
العصر اناس لا
يمكن ان يحبوا
ومع وضع ضمة
على الياء،
اتوقع ان الله
سوف يرجع
يوماً ويقرر
ان يجعل كل
الناس جيدة،
ويمكن ان تحب،
الآن يقال ان
فلاناً يسرق
الناس، وان
هناك اشخاصاً
عاطلون.. انا
اتصور ان الله
وأنا وأنت نحب
ان تصبح كل
الناس عظيمة
ونتمنى ان يصيّر
كل الناس
منيحة وجيدة
وفي ذلك اقول
وأحب ربي
الناس كلهم/ بيضاً
فلا فرقت او
سوداً. الله
يحب كل الناس
كيف ذلك؟ يعني
يصيرهم
اوادم، اذا
بقي في الناس
شعراء ليسوا
اوادم، فهذا
يعني ان الله
لم يتدخل
بالشكل
الكافي، لكي
يصبحوا
اوادم، ليس
الحق على
الناس، الحق
على الله اذا
لم يتدخل..
ولذا
سيتدخل
ويصيرهم كلهم
اوادم، من
المفترض الا
يظل فوق هذه
الارض اناس
ليسوا اوادم،
واذا كانوا
ضعفاء فالله
يتدخل ليعطيهم
القوة، كيف
يحبهم كلهم،
ويتركهم في
حالة سيئة،
فلان سيء،
وفلان يسرق
وفلان يكذب،
وهذا يجيء الى
الحكم ولا
يقوم
بواجباته هذا
امر غير معقول
ويستطرد
فيقول: كل من
يجيء الى
الحكم، عليه
ان يضع في
رأسه هذه
الكلمة ((عليّ
ألا اترك
فقيراً في
بلادي))، اذا
نفذ هذا
الكلام يرضي
الله.
((يخرب
بيتك.. روّحت
عليك انو حبك))
# يقال
انه كان هناك
خلاف انت
والياس ابو
شبكة ما هو
هذا الخلاف؟
-لقد
قضى الياس ابو
شبكة حياته
كلها يكتب
ضدي، بعدما
مات ارادوا ان
يقيموا له
حفلة تكريمية،
وترجوني
لأحكي.
# وأذكر
ان قصيدتك
مميزة؟
- نعم،
وقلت له: ((يخرب
بيتك.. روحت
عليك انو انا
حبك.. قعدت
تكره)) وقلت له
ماذا كان
بامكانه ان
يعمل، على كل
قصيدتي في
الياس ابو
شبكة كانت
حلوة كثيراً
بما فيها من
عتاب حقيقي
وصادق، قلت يا
ويحه ضيّع القلب
الذي هو لي/ وكيف
سكري ببيت
الشعر ان
بدعاً)).
# انت
والشاعر
القروي هل كان
هناك خلاف؟
-كنت
احب الشاعر
القروي، وكان
شعره حلواً
كثيراً، لكن
كنت اتمنى ان
يكون اقوى،
انا لا اكره
احداً، ولا
أملّ ان يكون
الجميع مثلي،
اذا انا كان
شعري قوياً
كثيراً فلا يمكن
ان اقول للآخر
ان شعرك ليس
بقوة شعري. احبه،
وأعطف عليه،
وألاقي له
اسباباً حلوة
تقدره وتكبره
لم اصغّر
شاعراً في
حياتي.
انا
قصيدة الارز
المباركة
# سعيد
عقل كتب مقدمة
ديوان الاخطل
الصغير، لكن
حسب ما قيل لم
يكن موافقاً
على ذلك. يقال
ان ابنه هو
الذي كلفك
بذلك ودون علم
ابيه، انا
اريد ان تصل
هذه الحقيقة
للناس كوثيقة
تاريخية.
- هل
تعرف ماذا قال
الاخطل
الصغير لجورج
شكور (تعرف
الى سعيد عقل
هذا المستقبل
كله له)).
وهنا
يتدخل جورج
شكور فيقول: الاخطل
الصغير املى
عليّ انا
وكتبت بخط يدي:
((لقد طرق سعيد
عقل باب
الخلود في سن
مبكرة.. وما
لبث ان استقر
على الاريكة.. وهو
يضفر لنفسه،
كل يوم
اكليلاً
جديداً، ان سعيد
عقل قصيدة
الارز
المباركة
اطارها براعم الورد،
وحروفها
ألسنة البلابل)).
# الاخطل
الصغير
شخصياً طلب
منك ان تكتب
له المقدمة؟
-لا
اتذكر ان كان
هو قد كلفني
بكتابة
المقدمة، اعتقد
ان ابنه
كلفني، وقد
كان صاحبي،
وكتبت له
قصيدة في
رثائه
بالاونيسكو
كانت من عيون
الشعر، وهي من
اجمل ما كتبت.
# يقال
ايضاً: ليس
فقط انك كتبت
له المقدمة
بعدم رضاه،
كذلك تدخلت في
قصائده فحذفت
ما حذفت ونقحت
ما نقحت،
وعدلت ما تراه
مناسباً، هل
هذا الامر
صحيح؟
- انا
احببت
الاخطل،
وغيرت ما
غيرت، برضى
الاخطل، هناك
قصائد تتألف
من اقسام عدة،
لكن كل قسم لا
علاقة به
بالآخر كالقصيدة
التي تغنيها
فيروز، كانت
مكتوبة في مدح
كميل شمعون،
والتي يقول
فيها: ما
للأقاحية
السمراء قد
صرفت عنا
هواها ارق الحسن
ما سمحا. في هذا
النص وضعت
قطعة الغزل
وحدها، وقطعة
المدح في مكان
آخر.
# لا
اعتقد ذلك، أي
ان الامر
يتعدى هذه
الحدود؟
- سأذكر
لك شيئاً من
مدحي بشعر
الاخطل.
# انا
اعرف انك تحب
الاخطل؟
- ليس
هناك شاعر لم
احبه، حتى لو
لم يكن شاعراً
كبيراً
وعظيماً،
احببت كل
الشعراء وأحب
ربي الناس
كلهم/ بيضاً
فلا فرقت او
سوداً، هذه من
قصيدتي بـ((مكة))
وهنا تدخل
الشاعر جورج
شكور فقال ما
ينطبق على
سعيد عقل بين
الشعراء قوله
و((نبتُّ
بأرضك نبتاً
عجيباً غريباً
كما شجر
الصندل)).
وأنا
اقول عنه: سعيد
عقل لا يتبارز
مع الشعراء
الآخرين بل يتبارز
مع نفسه
بقصيدة سابقة.
انا
ثرت على
العاطفة
# سعيد
عقل شعرياً
يستغرق في
الفرح مركزاً
على العنصر
الموسيقي في
القصيدة، أين
هو مكان العاطفة
في مجمل
كتاباتك؟
-العاطفة
شيء ضروري في
الشعر، أي
انسان يجب ان يكون
عاطفياً، لكن
الشاعر يجب ان
يكون لديه ما
هو اكبر من
العاطفة يجب
ان يكون لديه
جمال وسحر
وشيء جديد لم
يخطر ببال احد
سابقاً، اذا
طلبت من
الشاعر
عاطفة، يقول
لك: كل
الشعراء كان
لديهم عاطفة،
لا يستطيع الشاعر
ان يكتب سطراً
بلا عاطفة، هل
هناك احد بلا
عاطفة، فإذا
طلبت منه
عاطفة، لا
تكون قد طلبت
منه شيئاً لا
يتمكن
الانسان من
فتح فمه بغير
عاطفة، بل المطلوب
منه عاطفة الى
جانب الجمال
والرقي، والجديد
والغرابة،
هذا شعر لم
يكتب مثله، كل
شاعر اذا قيل
له هناك شعر
مكتوب مثل
شعرك فهذا
يعني انه ليس
شاعراً وفي
مقدمة
المجدلية
اقول: ((العاطفة
هي صنم
الرومنطيقية))
وهنا اعني
العاطفة
المائعة،
التي ضيعت
الناس، انا
ثرت على
العاطفة التي
تستدر دموع
الناس، ولكن
ما الغيت
العاطفة، لدي
نسمات عاطفة
رائعة، لكنني
لم اسمح
للعاطفة ان
تتغلب على
الخيال
والعقل
والعناصر
الاخرى، اقمت
توازناً،
وألغيت
استدرار
العواطف
والدعوة الى
التلذذ
بالالم
والبكاء.
# سعيد
عقل شاعر
المهرجان
وربما هو نفسه
المهرجان اين
اصبح دور
المهرجانية
في الشعر
العربي اليوم
بعد رحيل كبار
الشعراء وهيمنة
مفاهيم
الحداثة في
الساحة
الابداعية؟
-الحداثة
لا اريد ان
اهاجمها، ولا
اريد ان احكي
عنها لا
بالايجاب ولا
بالسلب، كل ما
اريد قوله هو: اذا
اردت ان تكتب
شعراً، فهذا
يعني ان الناس
يفترض ان تصرخ
بأن ما تقوله
شيء غريب
وجميل،
وجديد، ولم
يكتب مثله قبل
اليوم، اذا لم
يقل في شعرك
هذا الكلام
فأنت لست
بشاعر.
# يعني
لم يعد هناك
مهرجانية
اليوم؟
-لا،
هناك بلدان
كثيرة تقيم
مهرجانات.
# اقصد
في شعرك
اللبناني
والعربي؟
-هذه
الكلمات لا
احبها، ((اللبناني
العربي)).
# اقصد
الشعر في
لبنان وفي
اصقاع البلاد
العربية؟
- باللغة
العربية.
# نعم،
باللغة
العربية اين
هو الشعر
المهرجاني؟
-معلوم،
كل الشعر
مبدئياً، يجب
ان يكون مهرجانياً،
الشعر الذي لا
يقال في
مهرجان ليس
بشعر ولا شعر
الا اذا غنته
المهرجانات،
لا يمكن ان
يكون الشعر
غير مهرجاني.
# اليوم
موجود هذا
الشعر؟
-معلوم.
# اين
مثلاً؟
-كل
يوم، انا..
مقاطعاً
غيرك انت..
-مدرسة
عينطورة.. اقامت
مهرجاناً
للشعر وطلبت
مني ان اطلقه
وأترأسه، دعت
اربعين
شاعراً
وشاعرة..
# المقصود
تلاميذ؟
-نعم،
وأنا كنت
حاضراً،
هؤلاء
الاربعون
كانوا يتغنون
بشعري، كلما
قالوا عشرين
بيتاً او خمسين
بيتاً اصفق
لهم وأقول ((هذا
الشعر من شعري
حلو.. يسلم تمك)). ورئيس
المدرسة قربي
قرأوا قرابة
عشرين قصيدة
لي، وكان
مهرجاناً
للشعر ولا
اجمل.
المرأة
النبيلة توحي
بالشعر
العظيم
# للمرأة
دور كبير في
شعرك، هل
تغيرت نظرتك
اليها؟
- ابداً،
المرأة
الشريفة
النبيلة ما
تزال توحي
بالشعر العظيم.
هذه المرأة
التي اعطاها
الله الشرف ما
تزال على ما
هي عليه من
الهام للشعر.
# الغزل
له علاقة
بالشباب كما
يقال، وكأن
الشعر يتغذى
من الدم.
- (مقاطعاً)
الغزل ليس
للمسائل التي
فيها عار
ووسخ، للمرأة
الشريفة فقط،
الغزل الذي لا
يتغنى بالقداسة
ليس غزلاً،
الغزل لمن
يتغنى
بالفضائل.
# انت
تتحدث عن
المرأة
دائماً بشكل
ايجابي، ألم
تلدغك احداهن
يوماً؟
- لا
اتغزل الا
بالمرأة
النبيلة،
المرأة التي ترمي
نفسها بين
يديك ليست
امرأة عظيمة. اتغزل
بالمرأة التي
لم تحب الا
زوجها، المرأة
التي تترك
نفسها لأي كان،
ليست اهلاً
للغزل،
المرأة التي
تستحق الشعر
هي المرأة
التي تغزلت
بها، المرأة
التي لم تلمس
زوجها الا بعد
العرس هي التي
غناها سعيد
عقل، انت للبيض
وكن للسحر/ ما
همني حبي انا
يبقى: سعيدة
به وان اشقى/ تحبني
او لا تحب/ انت
انت الابقى.
مع
المعالفة
# اشهر
من عرف من
زحلة: سعيد
عقل
والمعالفة: عنوانان
شعريان
كبيران، اين
تلتقيان وأين
تختلفان؟
- اكيد
احببت شعراء
زحلة، لم
اتركهم، لكن
احب لشعراء
زحلة ان
يكونوا اقوى
مما هم عليه،
الشعر
الزحلاوي مثل
شعر راجي
الراعي،
وكتبت له قصيدة
وصلت الى مائة
بيت، كلها نبل
وجمال وشرف
وعظمة، واذا
اردت أن
تسمعها فهناك
فؤاد الترك
يقرأها لك
غيباً، الشعر
الذي دفع
شخصاً مثل
فؤاد الترك
لكي يحفظها
غيباً هو
الشعر. كل
قصيدة لم
يحفظها
الشاعر غيباً
ليست قصيدة.
وقلت
في شفيق
المعلوف إثر
رحيله: ((رصّعت
بابي وعمري
أزهر نضر/ كما
يرصّع ليل العاشق
القمر)) على
هذه علّق
الشاعر جورج
شكّور فقال: قلت
لرياض
المعلوف
ولابن شفيق في
المهرجان: سعيد
عقل كتب قصيدة
لشفيق
المعلوف
تساوي ما نظمه
آل المعلوف
شعراً.. وأنا
مسؤول عن
كلمتي)).
# بماذا
كنت تختلف مع
شفيق
المعلوف؟
- كنت
أحبّه. وأحترمه
كثيراً. وعندما
كان يأتي إلى
زحلة كنت أفرح
كثيراً. وكنت
أبقى قربه كل
الوقت..
عقل
وميشال طراد
# سعيد
عقل يكتب
الشعر العامي
اللبناني،
ميشال طراد من
كبار شعراء
العامية في
زحلة ولبنان. السؤال:
من تأثّر
بالآخر: سعيد
عقل أم ميشال
طراد.
-لا
أريد أن أقول
لك من تأثّر
بالآخر. ولكن
أقول لك: أنا
أحب ميشال
طراد كثيراً. وكبّرته
كثيراً. وأنا
الذي اقترح
على زحلة أن
ترفع له
تمثالاً.
# هناك
أدباء ونقاد
في زحلة
يقولون
بصراحة: سعيد
عقل تأثر
بميشال طراد.
-أنا
تأخرت في نشر
شعري
باللبناني. بينما
عندما نشر
ميشال ديوانه
كتبت أنا له
المقدمة
وأسهمت في
إطلاق
الديوان.
# أنت
تحبّه وهو كان
يحبك أيضاً.
- ((قولك
كنت بخلي
ميشال طراد
يكتب عني
المقدمة)).
# (ضحك
مشترك). لا
طبعاً.
- لماذا
طلب ميشال
طراد أن أكتب
له المقدمة
إذا كنت أنا
متأثراً به؟
المتنبي
يفترض أن
يتعمق أكثر
# الشاعر
يكتب ما يكتب،
ليبقى منه شيء
في المستقبل. باعتقادك
ماذا سيبقى من
سعيد عقل في
المستقبل
القريب
والبعيد؟
- هل
هناك أشخاص
يقرأون شعراً
لمبدع في
لبنان كما
يقرأون لي،
وهل هناك
أشخاص من
بلدان أخرى يحكون
عن شاعر، مثلما
يحكون عني؟
يقول العيسى ((إذا
العرب أعطوا
كل مائة سنة
سعيد عقل
يعيشون مليار
سنة)) قولك: هل
هناك الكثير
من الشعراء قد
قيل عنهم مثل
هذا الكلام؟
# لا،
طبعاً.
- أنا لا
أريد أن اقول
أنا أخلد شاعر
عند العرب. هل
هناك شعراء
كثر يروى لهم
شعر بقدر ما
يُروى لسعيد
عقل.. هل هناك
شعراء روي لهم
شعر بمئات
القصائد كسعيد
عقل؟ إذا كان
هناك شعراء
دلّني.
# نعم..
المتنبـي.
-تخمّن
ذلك، لأنهم
يعلمون
المتنبي في
المدارس،
والشعر الذي
لا يعلم في
المدرسة تعرف
أنهم يعتقدون
أنه ليس
مهماً، لكن لا
تتصور ان المتنبـي
لديه شعر مقدس
ومكرّم ومعظم
مثل شعر سعيد
عقل.
# أستاذ
سعيد وأنت
أصبحت تعلّم
في المدارس مع
تطبيق
المنهجية
الجديدة.
- يزورني
ناس من الخارج
ويقولون لي
مثلاً نحن نترجم
شعرك للغة
الانكليزية. ولا
يقولون نحن
نترجم شعر
فلان إلى
اللغة الانكليزية
لماذا؟
# المتنبـي
مترجم ومن
زمان. وعندما
يتحدثون عن
المتنبـي
يتناولون
النـزعة
الانسانية في
شعره. يقال: ما
اجتمع اثنان
إلا وكان
المتنبـي
ثالثهما)) لماذا؟
لأنهم دائماً
يستشهدون
بشعره، من خلال
الحياة
والتجارب
التي يمر بها
الانسان.
-لا
أريد أن أضعّف
المتنبـي. هو
شاعر كبير،
لكن يفترض أن
يحكي
المتنبـي أكثر
مما حكى،
ويتعمق أكثر
مما تعمّق. شعري
أنا اعمق من
شعر المتنبـي.
# هناك
من يعتبر ان
معجم سعيد عقل
الشعري محدود جداً.
لا يتجاوز
قرابة ست مائة
كلمة، لماذا؟
- شعري
مشهود له،
يكفي أن يقول
واحد ((إذا
العرب أعطوا
سعيد عقل كل
مائة سنة
لعاشوا مليار
سنة)) لماذا لم
تقل هذه
الكلمة في شعر
المتنبـي؟ لماذا
لم تقل في
نتاج أي شاعر
عربي آخر؟
الذي جاء بهذا
القول هو شاعر
عربي؟ لماذا
لم يقل هذا القول
في غير شعر
سعيد عقل؟
لماذا لم تقل
في جرير
والأخطل؟
وإذا
قيلت في شاعر
عربي آخر
دلّني عليه،
لأذهب
وأتتلمذ عليه.
ثم
لا بد من
القول ان معجم
الشعراء
الكبار والفلاسفة
الكبار محدود
كثيراً مثلاً
كانط كتب كل
فلسفته في خمس
مائة كلمة.
ابن
الأثير أعظم
ناقد عند
العرب
# أدونيس
يقول: إن عالم
سعيد عقل
الشعري عالم
صغير بماذا
ترد على هذا
الكلام؟
-أريد
أن أعود إلى
السؤال
السابق: ابن
الأثير وهو
أعظم ناقد عند
العرب يقول: ((الذي
يقول بأن لفظة
الخنشليل مثل
السيف، والعسلوج
مثل الغصن،
الاسفنط مثل
الخمر، العدكوس
مثل الأسد لا
ينبغي له أن
يكلّم بلسان)). هناك
ألفاظ شعرية
وهناك ألفاظ
غير شعرية. وهناك
ألفاظ ليست
كثيرة
الشعرية، إلا
أنها تأخذ شعريتها
حسب وضعها في
الكلام. يقول
ابن الأثير: وإنما
الألفاظ تحسن
في مواضعها
ويمكن أنا في ست
مائة كلمة
أعطيت
أفكاراً
وصوراً أكثر
من الذين
يثرثرون
بآلاف
الكلمات. من جهة
أخرى لا أريد
أن أرد على
أدونيس، ولكن أسأله
إلى أي مدى
تأثر بسعيد
عقل؟
أحب
الحياة
# يقول
زهير بن أبي
سلمى ((سئمت
تكاليف
الحياة ومن
يعش/ ثمانين
حولاً لا أبا
لك يسأم)) أنت – أطال
الله عمرك،
وأدامك لنا
وللشعر – ماذا
تقول بعدما
قاربت
المائة؟
-هذا
البيت ((سئمت
تكاليف
الحياة..)) هل
هذا شعر؟ الذي
يعيش ثمانين
سنة يسأم. كيف
سمحت لنفسك أن
تحفظه؟
# المقصود
من هذا البيت
هو معرفة
نظرتك إلى حقيقة
العمر
المديد؟
-الحياة
أحترمها
وأحبها. وأقول
لله: حبني
وبعد بدّك
تحبني. قلت: ((أقول
الحياة العزم
حتى إذا أنا/ انتهيت
تولّى القبر
عزمي من بعدي)) وقلت
((وما همّ أن
متنا ولم نبلغ
المنى/ كفى أن
مشينا لا
التواء ولا
هدن/ غداً في
خطانا يجبه
الصعب نفسه/ بنونا
هم الأسياف
مقبضها نحن)).
وهنا
تدخلت السيدة
ماري آمدي
فقالت: ((من كم
يوم، كان هناك
شخص يقول
لسعيد عقل
كاسك يا أستاذ
سعيد عقبال
الماية وأربع
سنين ونصف،
فأجابه يا بني:
الطب طوّل
العمر. عليك
أن تقول مائة
وأربع
وأربعين سنة
ونصف السنة. (ضحك
مشترك).
أضاف
سعيد: أنا ما
أزال أحب
الحياة، ولم
ينل لا شاعر
عربي ولا افرنجي
التكريم الذي
حصلت عليه.
وهناك
شاعر يكتب في
جريدة ((الأوريون))
يقول: ((L’imonce سعيد عقل)) وأنا
أقول من يترجم
كلمة ((imonce)) إلى اللغة
العربية
بكلمة واحدة
أعطيه مليون ليرة،
وان شاء الله
تأخذ هذه
الجائزة أنت وتقبض
مني مليون
ليرة، إذا
استطعت أن
تترجمها بكلمة
واحدة إلى
اللغة
العربية.
# أكيد
أنت ترجمتها.
-لا
تُترجم بكلمة
واحدة – أنا لم
أستطع
ترجمتها. وما
أزال واضعاً
هذه الجائزة
لمن يترجمها
بكلمة واحدة
كما هي
بالفرنسية.
# أنا
دون أن أترجم
هذه الكلمة أخذت
منك المليون
ليرة؟ (المقصود
جائزة سعيد
عقل).
- (ضحك
مشترك). هيدي
نكتة حلوة،
أرجو أن تخبر
ذلك عبر مجلتك.
بكلمتين أو
بثلاث كلمات
تترجم. وهذا
غير مطلوب
المطلوب هو
الترجمة
بكلمة واحدة.
# هي
ضمن الحوار،
وكلامك على
الراس والعين
كل ما تقوله
سوف ينشر.
- شكراً.
الشعر
الشعر يشمل كل
أنواع الشعر
# العلم
بشكل عام نقيض
الشعر،
والعلم يتطور
اليوم بشكل
سريع جداً،
ويصبح أكثر
تأثيراً في حياتنا
المعاصرة. هل
تتصور أننا
سنصل إلى يوم
يسود فيه
الشعر العلمي؟
- كل
شعر يستطيع أن
يكون شعراً
علمياً،
الشعر الجيد
يستطيع أن
يكون شعراً
علمياً، وشعراً
غير علمي،
وشعراً
غزلياً. الشعر
الشعر يشمل كل
أنواع الشعر،
إذا كنت تعرف
أشعاري سترى
أنه لدي شعر،
من الشعر
العلمي، من
الشعر
الهندسي، ومن
كل شعر يخطر
في بالك،
الشعر الشعر
تستطيع أن
ترده إلى كل
أنواع الشعر.
العلم
قصيدة
القصائد في
القرن
العشرين. ومطالعاتي
معظمها علمية.
التقليد
شيء
والاقتداء
شيء آخر
# لسعيد
عقل مريدون
كثر. يقلدونه
شعراً
وسلوكاً. ما
هو موقفك من
هذه النسخ
المكررة؟
-التقليد
شيء
والاقتداء
شيء آخر. إذا
كانوا يقتدون
بسعيد عقل
فهذا شيء حلو. أما
الذين
يقلّدونه
فهؤلاء كأنهم
يكتبون نكتاً.
يعني بيضحكوا.
لا تحترم
المقلّد. أما
الذي يقتدي
فهذا شيء عظيم.
# ماذا
بقي اليوم من
قصيدة كل من: الجواهري؟
- الجواهري
شعره مرّ في
شعري. إنما لم
ينوّع.. ما
بدّي أهاجمه..
# لا
تهاجم. نريد
رأياً فقط.
- شعره
من الشعر
العربي.
# التقليدي؟
-نعم
التقليدي.
# الياس
أبو شبكة؟
- لا
أريد أن
أهاجمه. شو
بدّي قول شاعر
((كرهتجي)).. ماذا
أقول عنه؟
# قل
ما تريد.. أنا
أحترم رأيك..
-كتبت
قصيدة فيه،
هذه القصيدة
تعاتبه لأنه
راح يكره
وأقول له: لديك
قصائد حلوة. لماذا
لم تقتصر نفسك
على ما هو
جميل.
# ايليا
أبو ماضي.
-أيضاً
لديه قصائد
جميلة.. كل
الشعراء
لديهم ما هو
جميل.
# أحمد
الصافي
النجفي.
- لديه
شعر ((طيّوب)).. ((كل
شي بقلك هالقد))..
# الأخطل
الصغير.
- لديه
شعر حلو. ولهذا
السبب أوحى لي
بقصيدة عظيمة
فيه.
# أديب
مظهر.
- أثّر
على عدد من
الشعراء. منهم
صلاح لبكي، له
قيمة.
# عمر
أبو ريشة.
- كنت
أحبه. لديه
شعر حلو.
# أحمد
شوقي..
- يكفي أن
يكون قد تغنّى
بزحلة.
# نزار
قباني
- شاعر
شاعر، هذا
الشاعر يكفي
أن يكون قد
قال ((سعيد عقل
أكبر شاعر لدى
العرب إذا كان
يرضى)). فقلت له: لا
يا نزار. أنا
أفاخر بذلك
ولكن ((إذا كان
يرضى))، هذه
الكلمة فيها
كبرياء ولذلك
بشعة. أنا
أكون سعيداً
عندما يقول
العرب عني
بأني أفضل
شاعر.
# معروف
الرصافي
- أحبه.
كان يعرف كيف
يحب لبنان. الرصافي
أحبنا كثيراً.
# فوزي
المعلوف
- لديه
شعر حلو..
# شفيق
المعلوف
- أيضاً
لديه شعر حلو. وكتبت
له قصيدة.
# خليل
مطران
- لديّ
قصيدة شهيرة
فيه. وله
تمثال في
بعلبك، كتبت
من خلاله
قصيدتي.
# محمود
درويش
- لم
أعرفه. لم
أعرف شعره،
ولهذا لا
أستطيع مدحه
أو ذمه. لم
أقرأه.
# محمد
الفيتوري
-كنت
أحبه.
# أدونيس
- كان ((يحرتق))
على الشعراء. وأنا
لا أحب هذا
النوع من
الشعر. اكتب
شعراً جميلاً
ولا تلجأ إلى
الحرتقة على الشعراء.
# أنسي
الحاج
- لديه
كتابات ناعمة
وحلوة
# شوقي
أبي شقرا
- أيضاً
لديه كتابات
ناعمة وحلوة
# هنري
زغيب
- ((بيعرف
يحب)) ولديه
مسائل حلوة
كثيراً.
# جورج
شكّور
-أكبر
خبير بالشعر. وبمعرفة
شعري يمكن أن
يكون الخبير
الأعظم.. وباللعبة
الشعرية يمكن
يكون أكبر
خبير بين الشعراء
العرب.
# محمد
علي شمس الدين
- لديه
مسائل فيها طرافة.
# لامع
الحر
-لامع
الحرب بيعرف
يحب. واللي
بيعرفوا يحبو..
هيدي ثورة
كبيرة. عندما
يعطي الله
إنساناً
معرفة الحب.. هيدي
ثروة كبيرة. لا
تتصور أن هناك
أهم من أن
يعطيك الله ((تعرف
تحب)).. وأنت من
هؤلاء الناس
المحظوظين.
# غسان
مطر
-لا أعرفه.