الوفود الأميركية إلى دمشق عادت بتوصية دعم لبنان

وليد معلوف: أمام لبنان فرصة فريدةمع حكومة السنيورة والجيش الفعّال و"اليونيفيل"

كتب بيار عطاالله: النهار 5/2/2007

اعتبر مدير مكتب الديبلوماسية العامة للشرق الاوسط في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية وليد معلوف ان السنة الجارية 2007 هي "سنة النصر للبنان بعدما كانت السنتان 2005 و2006 سنتي التضحيات". ورأى ان وجود 12 الف جندي دولي للمحافظة على الجنوب، والدعم العالمي الكبير الذي تحظى به حكومة الرئيس فؤاد السنيورة "يشكلان تلك الفرصة الفريدة التي لطالما انتظرها اللبنانيون لانقاذ بلادهم".

 

واذ اكد ان الادارة الاميركية لا تزال على اتصال مستمر بالنائب العماد ميشال عون واعضاء كتلته، شدد على ان لا امكان لتغيير السياسة الاميركية حيال لبنان، حتى لو وصل الحزب الديموقراطي الى البيت الابيض. وكشف ان اللقاءات الكثيرة التي جمعت الرئيس السوري بشار الاسد مع وفود أميركية زارته في دمشق، اوضحت لاعضاء هذه الوفود خصوصا من الحزب الديموقراطي، ان الرئيس السوري يرفض الاعتراف بدولة لبنان واقامة علاقات ديبلوماسية معه، مما دفع هذه الوفود الى حض الادارة الاميركية على عدم السماح بعودة الوصاية السورية والهيمنة على لبنان، والطلب الى هذه الادارة زيادة دعمها للحكومة اللبنانية.

 

واعرب معلوف عن دهشته "لعدم اتعاظ السياسيين اللبنانيين من دروس الماضي ومواصلتهم سياسة التحدي واستعمال الشارع اداة لتنفيذ مآربهم رغم الاهتمام غير المسبوق الذي يحظى به لبنان سياسيا واقتصاديا ومعنويا، بدليل ما صدر من "قرارات عن مؤتمر باريس 3". وقال: "من المؤسف انه رغم مضي 30 عاما على الازمة اللبنانية لا يزال هناك سياسيون يتلقون الاوامر من الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الايراني احمدي نجاد وينفذون اوامرهما". ودعا السياسيين اللبنانيين الى "الاقتداء بوزير الدفاع الياس المر الذي قرر الكف عن استقبال الاتصالات الهاتفية لرئيس جهاز الاستخبارات السورية التي كانت عاملة في لبنان رستم غزالي. ووضع حدا للتدخل السوري في شؤون المؤسسات التي يتولاها".

 

وعن امكان انفجار الوضع الداخلي في لبنان قال: "ان الادارة الاميركية تتمنى عدم حدوث اي مشكلات داخلية" مؤكدا ان "الاعتماد هو على وعي الرأي العام اللبناني الذي بات عليه ان يرفض النزول الى الشارع واللجوء الى اعمال الشغب والتكسير. المفروض ان يذهب كل فرد الى عمله لتطوير الاقتصاد ودعمه وتاليا تحسين مستوى الدخل الفردي، فالاوطان تبنى على اقتصاد قوي يحققه المواطن من خلال العمل. اما المؤسسة الثانية التي يجب الاعتماد عليها فهي مؤسسة الجيش اللبناني التي اصبح وضعها جيدا افضل من اي وقت إذ ينتشر الجيش في الجنوب وعلى امتداد الحدود اللبنانية واصبح في مقدوره التصرف باستقلالية، وبمفرده وفي شكل وطني ويستطيع انقاذ لبنان واعادة التوازن اليه". واضاف: "ان الجيش يتمتع بالقدرة والدعم الداخلي والعربي والدولي وهذا يشكل فرصة تاريخية وحافزا كبيرا له لحفظ التعايش، وامامه مهمات كبيرة ودور انقاذي اذا عرف ان يؤديه بفاعلية وكفاءة (...)".

 

وعن انعكاسات حرب تموز وما يمكن ان تكون قد ادت اليه على صعيد الاستراتيجية الاميركية، اعتبر ان الادارة الاميركية كانت ولا تزال تعتبر لبنان "باب الديموقراطية في الشرق الاوسط، وان حفظ لبنان حرا سيدا ومستقلا هو في صلب السياسة الاميركية، وقد ترجم الرئيس الاميركي جورج بوش هذه السياسة فعليا، وهو يتشدد للمحافظة على لبنان وتعزيز استقلاله بالوسائل الديبلوماسية. وهو الرئيس الوحيد الذي اتخذ موقفا سياسيا داعما للبنان منذ عهد الرئيس السابق دوايت ايزنهاور الذي ارسل قوات المارينز الى لبنان عام 1958 من اجل وقف اعمال العنف آنذاك. وهذا يدل على ثبات السياسة الاميركية الرامية الى المحافظة على لبنان وعدم التخلي عنه (...)".

 

واكد ان الموقف الاميركي حيال لبنان ليس سياسيا فحسب بل هو مبدئي، اقتصادي ومعنوي ايضا وتجلى تماما خلال مؤتمر باريس 3 من خلال الدعم الاميركي الذي قارب المليار دولار.

 

وفي ملف العلاقات الاميركية مع مختلف الاطراف اللبنانيين اوضح معلوف ان الادارة الاميركية على اتصال مستمر بالنائب عون، اسوة بالاتصالات المفتوحة مع كل الاطراف الاخرى. وقال ان "العماد عون ظهر شخصية قيادية في لبنان عند اعلانه حرب التحرير ضد الاحتلال السوري والميليشيات والسلاح غير الشرعي، وتلك الحرب اعطته الكثير من الدعم الشعبي، لكن حسابات الحقل لم تتطابق وحسابات البيدر، مما اضطر العماد عون للجوء الى السفارة الفرنسية ثم الخروج من لبنان وبقي منفيا الى ان عملت الولايات المتحدة والدولة الفرنسية على استصدار القرار 1559 في الامم المتحدة بغالبية 9 اصوات. وعندما اخرج الجيش السوري استطاع عون العودة الى لبنان بعد 15 سنة من النفي، كما استرجع الدكتور سمير جعجع حريته بعد 11 عاما في الزنزانة". وذكر بان "حرب التحرير ضد الاحتلال السوري لا تزال قائمة بأوجه عدة، ولبنان لم يسلم بعد من هجمة النظام السوري ورغبته في اعادة السيطرة عليه".

 

وجزم استنادا الى ما يملك من اتصالات ومعلومات، ان الادارة الاميركية قررت عدم المساومة اطلاقا على سيادة لبنان واستقلاله. ولن تساوم في الدعم المطلق الذي تقدمه لحكومة الرئيس السنيورة، التي قامت بموجب انتخابات ديموقراطية تمثيلية. وهي حكومة مدعومة دوليا واقتصاديا وسياسيا، لتحقيق المحكمة الدولية وانجاز القرارين 1559 و1701 اللذين لن يكونا موضوع مساومة".

 

يذكر ان معلوف الاميركي اللبناني الاصل قاد زيارة لتجمع "الشراكة اللبنانية – الاميركية للنهضة" لبيروت، شارك فيها نحو 60 من كبار رجال الاعمال الاميركيين من اصل لبناني. واكد ان "تلك الزيارة حققت نجاحات عملانية وادت من خلال المؤتمرات الى تمتين العلاقة بالتجار اللبنانيين. والعمل جار لتكرار الزيارة في تشرين الثاني 2007 من اجل حشد المزيد من الدعم الاغترابي في الولايات المتحدة للبنان وشعبه".