الدكتور سمير جعجع لصالون السبت عبر صوت لبنان: على الحكومة والجيش وضع خطة مستقبلية تلافياً لما حدث في الجنوب ونرفض تحويله صندوق بريد

Jul-10-2010

أسف رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع للأحداث الأخيرة في الجنوب، مشيراً إلى خطورتها على الصعيد الداخلي، وعلى صعيد علاقات لبنان بالمجتمع الدولي، وداعياً الحكومة والجيش إلى وضع خطة مستقبلية تلافياً لما حدث. وإذ شدد على ثباته وثبات "القوات اللبنانية" على مواقفهما، أكد ان المحاولات الهادفة إلى عزل "القوات" او فك تحالفها مع "تيار المستقبل" ستبوء بالفشل مثل كل مرة.

وتطرق جعجع في حديث لإذاعة "صوت لبنان" إلى الأحداث الأخيرة في الجنوب، مؤكداً ان ما حدث "غير مقبول"، وأضاف: "لا نرضى تحويل لبنان إلى ارض للفوضى". ولفت إلى ان الأهالي في قرى الجنوب، حيث مسرح الأحداث، مؤيدون لحزب الله. وقال: "إذا استعرضنا ما حدث في الجنوب، يتبين ان الدولة "أبو ملحم" وتلعب دور الحكم على أرضها، وهذا ما ينتقص من هيبتها، لافتاً إلى ان القوى المشاركة في اليونيفيل، والتي جرى استهدافها، هي صديقة تاريخيا للبنان، وسأل: "فلماذا نستعديها؟"

ورداً على سؤال بشأن موقف نائب "حزب الله" الأخير نواف الموسوي بشأن النوايا الفرنسية تجاه لبنان، رأى جعجع ان فرنسا من اكثر المتمسكين بالسيادة اللبنانية ودعم الإقتصاد اللبناني ومصلحة لبنان، مشيراً إلى انها "لم تتصرف إلا على هذا الأساس، وهي تعتبر منحازة للعرب"، وأضاف: "من يرفض الإنتداب تاريخياً هو نحن. هل للنائب الموسوي ان يفسر لنا كيف تحولت قوات اليونيفل إلى قوات انتداب؟".

وأوضح جعجع: "طبيعي ان عندما تتعرض اي قوة دولية لضغوط ان ترفع الشكوى إلى مجلس الأمن، ومن غير المقبول ان يتأسف مجلس الوزراء وكأن لا علاقة له". وتابع: "لا يجوز التسويف في هذا الموضوع، والدليل ان اسرائيل استفادت من الوضع. لن يصدق احد ان القوات الدولية تعتدي على الناس، وبهذا نخسر تأييد الرأي العام الدولي". وشدد على ان منطق الدولة يقضي بأن يعالج مجلس الوزراء ومجلس الأمن الإشكالات من دون الإحتكاكات والمشاهد الميلشيوية التي شاهدناها، مطالباً الجيش والحكومة بوضع خطة مستقبلية لتلافي ما حدث.

ورداً على سؤال بشأن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى لبنان، قال جعجع: "نرجب به في بيروت طالما يأتي بناء على دعوة رسمية، وطالما العلاقات بين ايران ولبنان من دولة الى دولة".

وأشار جعجع إلى محاولات لتصوير السجال الدائر بشأن طرح الحقوق الفلسطينية على انه خلاف طائفي، وقال: "لكننا وحلفاءنا استدركنا الوضع"، معيداً التأكيد ان لا مكان في "قاموسنا السياسي نحن و تيار المستقبل للتوطين"،. وأشار إلى ان تم النقاش مطولاً مع الحلفاء، وكان التوصل إلى قرار بإعادة النظر في أوضاع معيشة الفلسطينيين الإنسانية، من دون تحميل الخزينة أي أعباء حديدة.

وأضاف جعجع: "لا لأخذ أي شيء من أمام المواطن اللبناني، وانطلاقاً من هنا، علينا عمل كل ما نستطيعه لتحسين الأوضاع الفلسطينية، وعلى الدولة ممارسة سيادتها إلى أقصى حد تجاه الرعايا الموجودين على أرضها، مثلما عليها ان تمارسها تجاه الأمن وحصرية السلاح"، آملاً بالتوصل إلى حل.

وعن المحكمة الدولية والضجة المثارة بشأنها اخيرا والربط بين قضية موقوف "ألفا" والقرار الإتهامي المنتظر صدوره، استغرب جعجع هذه الضجة بشأن القرار الإتهامي ومنطق الهجوم على المحكمة، وكذلك وصف القوات الدولية بالرهائن في حال أدانت المحكمة "حزب الله". وسأل: "هل سيرضى أهالي الشهداء بالقاء التهم زوراً على الأبرياء؟ بالطبع لا. والدليل ملف سيدة النجاة، حيث لم يتقدم احد بادعاء شخصي". وأضاف: "كل ما نطلبه هو ان يدع الجميع القوى الأمنية تنهي التحقيق مع موقوف "ألفا"، وألا يستغل ملفه للتصويب على المحكمة". وأشار جعجع إلى ان المحكمة الدولية ستكون مفتوحة للجميع، وسيتسنى الإطلاع على الوثائق والقرارات والتحقيقات، وبالتالي ليس من خوف على الحكم، مضيفاً: "ليس عندهم عدنان عضوم وجميل السيد".

وأكد جعجع انه ذاهب إلى جلسة الحوار المقبلة "مثل العادة"، مشيراً إلى ان بند سلاح المقاومة لا يزال بحاجة إلى قرار بخصوصه، وداعياً بعضهم للعودة إلى البند السادس المحدد لحصرية السلاح بيد الدولة. وأضاف: "مضطرون ان نستكمل الحوار، إذ لا طريقة غيره، وأهم سلاح هو سلاح الكلمة، والبعض يدفعنا للتخلي عنه".

وأضاف جعجع: "لا يمكن للبنان ان يستمر دون الجيش. يجب ان تكون الدولة المرجع الأول والأخير، وفي الوقت الحالي لدينا مشكلة السلاح، إلا انه يمكننا ان نسلم قرار استعماله للدولة كي لا ننجر إلى مشاكل وأتمنى من المسؤولين لعب دورهم".

وأوضح جعجع، رداً على سؤال، ان استبعاد "القوات" عن الحكومة غير وارد، مشدداً على ان فكرة تغيير الحكومة تعني عمليا الا تعود الحكومة موجودة.

وإلى ذلك، لفت جعجع إلى ان محاولات عزل "القوات" لم تؤد إلى أي نتيجة، وكذلك الحملات التي تشن بهدف فك التحالف بين "القوات" و"تيار المستقبل"، معتبراً إياها ضد مصلحة لبنان وضد مصلحة الرئيس سعد الحريري بالذات. وقال: "إذا كان اليوم دور "القوات"، فغداً دور الآخرين".

وإلى ذلك، أشار جعجع إلى انه ليس "مادة خلافية إلا بالنسبة للبعض الذي لا يريد موقعاً سياسياً حراً"، مشيراً إلى ان هناك بعض الأطراف التي لا تزال تستعمل لغة التهويل والتخويف. وأضاف: "من يتباهى بعدائه لي اليوم كان يتعشى عندي قبل العام 94. منذ الثمانينات كان يطلب من اي راغب بالوصول الى سدة الرئاسة لدى زيارته دمشق ان يضرب القوات اللبنانية والبعض يعتبر ان ما قام به العماد عون بين العامين 1989 و1990 يندرج في هذا الاطار".

وتابع جعجع موضحاً: "انا انسان مبدئي، الترغيب لا يغريني والتهديد يزيدني تصميماً، وهذا استمده من المناخ القواتي. كل هذا الضغط لم يزدني إلا تصميماً. فلا أحد يترك الطب في السنة الأخيرة إلا من أجل قناعات راسخة. وتمسك جزء كبير من هذا الشعب بهذه القناعات يزيدني تصميماً".