حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية

 

صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القومية اللبنانية، البيان الأسبوعي التالي:

 

قام النظام السِّوري منذ نشأته في السبعينات من القرن الماضي على مبدأين أساسيين، شراء الوقت بإنتظار ظروف أفضل، واللعب على التناقضات اللبنانية والإقليمية والدولية، ومن السذاجة الإعتقاد انه تحوّل فجأةً من متّهم برعاية الإرهاب إلى باحثٍ عن السلام، وخلاصة ما يجري في أنقرة على صعيد المباحثات غير المباشرة الجارية بينه وبين إسرائيل ما هو، برأينا، إلا محاولة لتحسين صورته تجاه الغرب، وتقطيع الوقت بإنتظار رحيل الإدارة الأميركية الحالية التي تناصبه العداء الشديد، فضلاً عن سعيه المستميت لفك الحصار الدولي المضروب عليه، وقد نجح جزئياً في هذا المجال من خلال البوابة الفرنسية.

 

ومن السذاجة الإعتقاد أيضاً ان هذا النظام قرّر فجأةً تغيير مواقفه المعروفة من لبنان، والإعتراف بين لحظة وأخرى بنهائية كيانه والتخلي عن أحلامه الإستعمارية تجاهه، وكل ما جرى برأينا انه، تبعاً للضغوط الدولية عليه، عمل إلى إستبدال لهجته العدائية بلهجة أكثر إعتدالاً وإلى إخفاء مخالبه بواسطة قفازات ناعمة.

 

وما يعزز رأينا هذا جملة أمور رافقت القمة اللبنانية ـ السورية الأخيرة:

 

۱ -الإصرار على الإبقاء على المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني، ما يعني ان النظام السوري ما يزال عازماً على التعامل مع لبنان عبر هذا المجلس الذي هو بحق مجلس سوري ـ سوري، وليس عبر القنوات الديبلوماسية المزمع إقامتها بين البلدين.

 

۲- إختراع ملف "المفقودين السوريين" في لبنان للتعمية على قضية اللبنانيين المفقودين في السجون السورية، كما وان قرار إحالة هذه القضية على لجنة جديدة تعني ان النظام السوري مستمر في سياسة التمييع والتضليل والتسويف بإعتبار ان اللجان هي مقبرة الحلول كما هو معروف.

 

۳- عدم التطرّق إلى مسألة المعسكرات الفلسطينية التابعة لسوريا، والمنتشرة خارج المخيمات، والمعدّة للقيام بأعمال تخريبية على الأراضي اللبنانية من دون ان يكون لها أي هدف بتحرير فلسطين.

 

٤- الإمتناع عن تسهيل آلية الحلول الديبلوماسية لمزارع شبعا بهدف الإبقاء على ذريعة المقاومة العسكرية، وتمكين الميليشيات اللبنانية من الإحتفاظ بسلاحها غير الشرعي إلى أجل غير معروف.

 

هذا غيض من فيض، وبإعتقادنا ان المحاولات الجارية على أكثر من صعيد لتدجين النظام السوري تشبه إلى حدٍّ بعيد عملية تدجين العقارب... ومن يعش يرى.

 

لبَّـيك لبـنان                                          

أبو أرز                                                                    

في ۲۲ آب 2008