قادة الأمة العربية
مؤتمر القمة العربي إلى حيث ذهبت أم قشعم!
بقلم/لاحظ حداد
وليد المعلّم يجول آسيا وافريقيا بحثاً عن دولٍ عربية يدعوها لحضور مؤتمر القمة العربي المزمع عقده في دمشق أواخر آذار..
بعض هذه الدول لم نسمع بها أو نقرأ اسمها إلاّ في بعض الصحف المتخصصة.. لا غضاضة في ذلك... إنه استكمال النصاب لعقد المؤتمر!
لبنان، الدولة الأقرب للدولة السورية، لم يُدعى إلى الآن!
المعلّم ومعلّمه وحليفه اللبناني الأساسي والثانوي لا يعترفون بلبنان ولا بحكومته! لذا لن توّجه لـه الدعوة .
من سيمثل لبنان في هكذا مؤتمر؟ أقله بصفة مراقبين!
أهو رئيس دولة حزب الله أم حليف سوريا الثانوي، وكيف ستوجه الدعوة لهما؟
أتكون بإرسال بطاقة دعوة بالبريد البرّي أم بواسطة الهاتف الأرضي أو الجوّال؟
وهؤلاء الاثنان، ألا يخجلا من تلقّف الدعوة والذهاب إلى المؤتمر، ولو بصفة مراقبين؟
وهل سيقبل قادة العرب بهكذا تمثيل؟
دول عربية مؤثّرة وذات وزن في السياسة الاقليمية والدولية المتعلقة بمنطقتنا الشرقأوسطية، سلباً أم ايجاباً، لا زال موقفها يتأرجح بين قبول حضور هذا المؤتمر أو التغيّب عنه، رابطةً ذلك بحل أزمة الرئاسة اللبنانية.. هذه الدول، قدمت من النصائح والإشارات المتكررة عن رفضها الحضور ما لم تتخلى سوريا عن دعم حلفائها في لبنان لمنع انتخاب رئيس لجمهوريتهم وإبقاء الفراغ السياسي يملأ البلاد ويعطّل برلمانه ويعيق تحرك حكومته..
ومع ذلك: لنفرض جدلاً أن المؤتمر الموعود انعقدَ في دمشق " بمن حضر" ، ماذا على الدول العربية، التي وضعت سوريا سمعتها القومية في التراب، أن تفعل؟
سؤال يُحتّـم علينا: أن نذكّـر الرئيس المصري بما فعله العرب في أعقاب زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل وكيف تعامل العرب معها.. الم ينقل العرب موقع الجامعة العربية إدارياً إلى خارج مصر ومعها أخرجوا مصر ذاتها منها وكانت حجتهم التضامن العربي!
ألا يرى قادة العرب اليوم كيف أن سوريا تخرج عن التضامن العربي الأشمل وتنضم جهاراً إلى حليفٍ غير عربي؟
ألا يرى هؤلاء القادة ضرورةً أكثر إلحاحاً لتبذ سوريا لخروجها عن التضامن العربي وبالتالي إخراجها من الجامعة العربية؟
أليس في رفض سوريا التراجع عن معاملة لبنان كدولة عدوّة واتهام حكومتها بالعمالة والخيانة وتصف رئيسها بالعبد المأجور، إهانة توجّه إلى كافة الدول العربية التي دعمت حكومة لبنان وشعبه أثناء حرب تموز التي دخلتها إسرائيل بناءً على دعوة صريحة من حزب الله لتدمر لبنان وتهجّر سكّانه، بل أهانـة لجميع دول الأرض التي ساعدت لبنان في إيقاف تلك الحرب المدمرة ونشرت جيوشها على طول الحدود اللبنانية مع إسرائيل؟
ألا يعلم قادة الدول العربية أن سوريا تقف وراء النظام الايراني، ومعه، وتدعم جميع الحركات الأصولية التي تعطل كل حل سلمي في لبنان وفلسطين والعراق بل تستضيف قادة هذه الحركات على أراضيها وتحميها؟
إلى متى يساير قادة الأمة العربية الواحدة، ذات الرسالة الخالدة في السلام والاستقرار، ويسمحوا لها بنشر رسالة عقيدية ايرانية تضرب عمق رسالتها الاسلامية السلامية الناضجة التي تكتسح العالم الحر وتتعايش مع مجتمعاته؟
ألا يُدرك قادة الأمة العربية بعد أن ممالئة النظام السوري الآبق والخارج عن كافة القيم العربية والاسلامية الأصيلة والمغرور بمناظراتٍ سفسطائية تتلبّس أثواب البراءة من دم اللبنانيين وقبلهم وبعدهم الفلسطينيين؟
ألم يحن الأوان بعد لايقاف هذا النظام عند حده قبل أن تتسبب بانهيار الأنظمة العربية ( الإسلامية ) كلها تحت سنابك العقيدية الفارسية الجديدة حيث لن يكن بإمكان أيّ نظام منفرد وقفه؟
تريدون حفظ ماء الوجه لكنكم تتجاهلون شلالات الدماء التي تهدر يومياً في كل مكان من العالم العربي، وتدفعون شعوبكم، بتخاذلكم، إلى الإحباط التام؛ كما تستجلبون استغراب العالم وربما استهزاءه لتصرّفكم في الداخل عكس ما تبشرون به في العالم.. إنَّـه فقدان للمصداقية... أيها السادة لو كنتم تعلمون!
تخليكم عن مسئولياتكم القومية تجاه الوطن الصغير، لبنان، الذي يثبِّث مصداقيتكم؛ وتهاونكم في وقف إرهاب نظام سوريا عليه وعليكم، وعدم تصدّيكم لموجة ارهاب النظام الايراني العقيدي الشمولي سوف يؤدي بكم إلى مهاوٍ الله وحده يعلم نتائجها.. فهل كُتِبَ على شعوبكم أن تعاني ما عاناه وتعانيه شعب فلسطين والعراق ولبنان!
إننا نطالب قادة هذه الأمة العريقة عراقة التاريخ أن تبادر فوراً إلى اتخاذ الخطوات التالية:
رفض حضور مؤتمر القمة في دمشق والطلب إلى الجامعة العربية إلغاءه، من ثمّ الدعوة إلى مؤتمر قمة طارئ يُعقـد في مصر أو طرابلس الغرب يحمل في جدول أعماله البنود التالية:
1-تبنّي إنشاء مجلس أمن عربي تكون أولى قراراته أن يأخذ على عاتقه إنشاء قوات حفظ سلام عربية تنتشر على طول الحدود اللبنانية مع سوريا..
2-تبني إنشاء محكمة عدل دولية عربية تأخذ على عاتقها محاكمة جميع الارهابيين والاغتياليين في أي دولة من دول من العرب، لا سيما أولئك الذين تحتجزهم دول الغرب في سجونها كيما تتسنى لهم الحفاظ على حقوقهم الشريعية.. ورفض محاكمة أي منهم في محاكم دولية أخرى دون مشاركة قضاة من دولهم العربية..
3-طرد سوريا من جامعة الدول العربية ووقف التعامل الدبلوماسي والتجاري معها وسحب السفراء العرب من أراضيها،.. ما لم تبادر إلى:
أ-تولي حماية الداخل اللبناني، بمساهمة من قوات الأمم المتحدة وبإشراف مباشر، عربي ودولي، دعوة النواب اللبناني إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة إئتلاف وطني تكون مهمتها تفعيل الاقتصاد اللبناني ووضع قانون انتخابي جديد..
ب-الاعتراف رسمياً بالدولة اللبنانية بإقامة علاقات دبلوماسية بينهما..
ت-ترسيم الحدود اللبناني السورية تحت مراقبة وحماية قوات مجلس أمن الدول العربية..
ث-وقف تذويد حزب الله بالسلاح والعتاد، مباشرة أو غير مباشرة..
ج-مساعدة الدولة اللبنانية، وبمساهمة قوات الأمم المتحدة، في فرض سلطتها على كامل أراضيها وسحب سلاح حزب الله وتسليمه إلى الجيش اللبناني وسحب سلاح جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة، خارج المخيمات وداخلها..
لن نطالب برفع الكثير من المعوقات التي تفرضها الانظمة العربية لإرساء الديمقراطية فهذه باتت تدريجياً على زوال.. فهل يستجيب قادة الأمة العربية التي تبدو وكأنَّ الشمس لا تغيب عن مغتربيها!
صانك الله لبنان
عتيق لبناني
التياتر السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا