التيار السيادي اللبناني/بيـان صحـافي
لاحظ س. حداد
يهيب التيار السيادي اللبناني في العالم بقيادات 14 آذار والحكومة المنبثقة عنها أن ترفض رفضاً قاطعاً تلبية دعوة سوريا، الموجَّهة باسم رئيس وزرائها، لحضور مؤتمر القمة العربية المُزمَع عقدها في دمشق تحت شعار التضامن العربي..
إن سعي النظام السوري الدؤوب، من خلال دعم حلفائها في قوى المعارضة في لبنان، لتعطيل جميع المبادرات العربية والدولية لحلحلة الأزمة السياسية المفتعلة في لبنان ولا يعفيها من مسئولية نقض التضامن العربي المزعوم تناظرياً..
ذا كانت قيادات الدول العربية لا تأنف التصريح بدور سوريا في عرقلة الاستحقاق اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية فإن من واجبها تأكيد تصريحاتها بالفعل وذلك برفض حضور هذه القمة التي ستزيد من فرقتهم وتشتتهم وربما انهيار جامعتهم.. ولن يُفلح حضورُ بعض رؤساء الدول الثانوية، إثباتاً للوجود وتشاوفاً ظرفياً أو رعباً مستقبلياًً، في إنجاح هذه القمة التي ستبقى قمةً تفرقة عربية بامتياز..
من المعروف ان النظام السوري الملتحق بالنظام الفارسي والمؤسس معه لمحورٍ يضمرُ كلَّ الشر لجميع الدول العربية الأصيلة والفاعلة ووقف جهودها السلامية الرامية لاستقرار المنطقة الشرق أوسطية وزرع الديمقراطية في بلدانها ورفضها الارهاب والأصولية التي أسس لها النظامان السوري والفارسي ومارساها طويلاً وبدءً من لبنان ..
إن لبنان، المثال الأبرز في ممارسة الديمقراطية تعرَّضَ ويتعرَّض إلى أشكالٍ من العراقيل المباشرة وغير المباشرة لوقف قيام دولة الاستقلال الثانية.. لذلك فإن أي تجاوب مع دعوة الدولة السورية سيُحتَسب انتصاراً لها ونقضاً لكافة دعاوى قيادات 14 آذار وتضحياتها وتضحيات الشعب اللبناني الذي لبى نداءاتها المتكررة..
إن اللبنانيين من أبناء ثورة الأرز وأبناء جميع المنظمات اللبنانية السيادية المنتشرين في جميع أنحاء العالم، كما المقيمين على أرض الوطن، يناشدون بل يطلبون إلى قيادات 14 اذار رفض قبول دعوة النظام السوري التي تمثل قمةً في الاستهتار وفقدان للأصول في التعامل الدبلوماسي بين الدول.. وندعوهم إلى مقاطعة الدولة السورية ونظامها القائم ما لم يبادر إلى الاعتراف الفوري بلبنان ووقف تدخله في الشئون اللبنانية الداخلية بل المطالبة بسحب اعتراف مجلس الجامعة العربية بالنظام السوري ونبذه كلياً..
آن للنظام السوري المهيمن على حلفائه في المعارضة اللبنانية أن ينكفئ إلى الداخل السوري ويمتنع عن إسداء النصائح في كيفية معالجة أزمتنا السياسية التي، إذا ما أضحت بين لبنانيين، موالاة ومعارضة، أصبحت سهلة الحلّ وانتهت.. كما على النظام السوري العتي أن يفهم أن مهما حاورَ وناور وناظر تحت كافة شعارات الصمود والتصدي والتضامن إلى آخر المعزوفة المعروفة، فإنه لن يفلت من عقاب الله الذي يناصبه العداء ومن المحكمة الدولية التي باتت تجدل وتزيِّت حبال المشانق لقتلة اللبنانيين وقياداتهم الوطنية..
إن اللبنانيين ليسوا بعد بحاجة إلى عواطفَ أخويةٍ مدمرة لدولتهم ونظامها وتقودهم، جراّءَها، إلى فتنةٍ سئموا مداراتها.. فلترفع سوريا ونظامها يدها عن المعارضة الملتفة بعباءة العروبة السورية الراقدة أو المُرقَّـدَة والمزينة بريش طاووس فقد بهاءَ ألوانه بل صُبغَ بألوان السواد والدم..
نرفض أن يحضر رئيس الحكومة اللبنانية، بعد أن وُجِّهَت إليه إهانةٌ إضافية سوف تسم لبنان بسمةِ الخنوع إلى الأبد..
إن إهانة رئيس حكومتنا هي إهانة لنا، نحن شعب لبنان، ويجب أن تُرد إلى أصحابها وعلى الشعب السوري الأبي أن يحاسب دولته التي تورده موارد الكره والاشمئزاز من باقي شعوب العالم!
لبنان أيها السادة، منذ أن كان في الوجود، كلّلت هامته نصاعةُ ثلجه ورفعت اسمَه قمةُ سُؤددِه وسجل التاريخ أسماء عظمائه، وحفرت الدهور رمزه - أرزه - في أخاديد الأرض وتضاريسها وفي أعماق آثار بلدانها.. لذلك يجب على قيادات الدولة اللبنانية أن:
1- ترفض حضور رئيس الجمهورية، إذا جرى انتخابه، حضور هذه القمة ما لم تتم دعوته رسمياً عن طريق مسئول كبير لا يقل مقاماً عن وزير خارجيتها أو نائب رئيسها من خلال زيارة رسمية يقوم بها إلى قصر رئاسة الجمهورية اللبنانية في حال انتخاب رئيس وسوف نعتبر هذا بمثابة اعترافٍ أولي بالدولة اللبنانية.. أو توجَّه،،
2-إلى مقر رئيس الوزراء اللبناني في القصر الحكومي.. وهذا سنعتبره اعتذاراً رسمياً يقدم إلى رئيس حكومتنا واعترافاً نهائياً بالدولة اللبنانية.. عند ذاك يمكن لرئيس الحكومة الحضور بصفته رئيساً للحكومة الشرعية المُعتَرف بها دولياً .. أو بصفته موكلاً القيام بمهام رئيس الجمهورية بموجب الدستور اللبناني، إذ ذاك، لرئيس الحكومة أن يختار من يشاء من الموالاة والمعارضة معاً لمرافقته..
ملاحظة: إذا تبيَّن أن دعوةً ما وُجِّهت إلى أيٍّ من أفرقاء المعارضة اللبنانية، وتحت أية صفة إلى حضور المؤتمر، يجب اعتبار ذلك تعدياً سافراً على قرار الدولة اللبنانية وتدخلاً في الشأن اللبناني الداخلي ويجب على رئيس الحكومة الانسحاب فوراً من المؤتمر..
في نظرنا، يجب على الدولة السورية وبالتالي جميع الدول العربية أن تتأكد أن لبنان لا يقل وزناً أو استقلالية قرار عن أي دولة منهم وإذا ما هم تخلوا عنه، نتيجة ضغوطات سوريا وحلفائها فإن العالم أجمع وأبناؤه يقفون أبداً معه..
صانك
الله لبنان
لاحظ س. حداد
التيار السيادي اللبناني في العالم / نيوزيلندا
14 آذار 2008