أسرار
رئاسية برسم
الحائط
المسدود
بقلم جان
عزيز/البلد
الأربعاء, 29
مارس, 2006
ماذا يفعل
المتحاورون
في ساحة
النجمة؟
سؤال بات
يطرحه أكثر من
مراقب مطلع
على خفايا الأمور
وحقيقة الكولسة
الشهيرة.
والسؤال
مطروح لا من
خلفية رفض
الحل الحواري المأمول،
انما من
باب رفض تعمية
الحقائق
وتضليل الناس.
فعلى سبيل
المثال تؤكد
أوساط واسعة
الاطلاع انه فيما
كان حواريو
الرئيس نبيه
بري يمضون
الساعات
الطوال في
البحث عن اسم
رئيس "صنع في
لبنان"، كان
بعض زوار بكركي
ينقلون عن
الصرح تفاجؤه
بالمنسوب
المرتفع
للمداخلات
والتدخلات الخارجية
لصالح مرشح
صامت.
وفيما كان
أقطاب الصف
الأول
يتفوقون على
ذواتهم في المحاججة
والاثبات
حول الآلية
الفضلى
لمقاربة
الاستحقاق
الرئاسي، كان
سياسي بارز
ينقل عن أحد
دبلوماسيي دولة
عظمى في
بيروت، تبرمه
من الالحاح
الشديد لرئيس
دولة أوروبية
كبرى، طلباً
لدعم مرشح
آخر، منقوص
الأهلية القانونية
للترشيح
الرئاسي حتى.
وأضاف
الدبلوماسي
الغربي انه
يفهم "عمق
العلاقة" بين
المرشح
المقصود وبين
الرئيس
الداعم،
عبر "الفريق
الفرنسي" للنائب
سعد الحريري،
غير أن ذلك لا
يكفي لتخطي
العقبات
المطروحة
حيال الأمر
لدى أكثر من جهة
وطرف.
وتكتمل
دائرة
الأسرار في
الجانب
العربي من الاستحقاق
المطلوب صنعه
في لبنان.
ففي الرياض أبلغ
النائب
الحريري
كلاماً
واضحاً حول
الخطين
السعوديين
الأحمرين:
لا لاستعداء
النظام
السوري، ولا
لفتنة سنية شيعية
في الداخل
اللبناني.
مع التأكيد
أن البحث
السعودي في
هوية الرئيس
المقبل لا
يمكن أن يتخطى
هذين الاعتبارين.
أما في
الجانب
المصري فثمة
ركون الى
كلام عبارتين
حرفيتين
منقولتين عن بكركي:
"الحديث عن
فيتو بطريركي
على العماد
عون عار عن
الصحة، ولن
ندخل في الأسماء".
وسط ذلك كله
تبدو دوامة
الوضع
الرئاسي أكثر
حياة من
الكثير من
المواضيع
والمشاريع
المطروحة والقوى
التي تطرحها.
لا بل تبدو
مرشحة
بالتأكيد
لتقطيع أشهر
مقبلة على أقل
تقدير، في ظل
حديث عن توزيع
مبكر جداً
لبطاقات
الدعوة الى
حفل زفاف رالف
اميل
لحود، في قصر بعبدا بعد
أشهر...
هل صار
المأزق
مطبقاً؟
تؤكد
الأوساط
المطلعة ان
الوضع يذكر
ببعض أدبيات "لقاء
قرنة شهوان"
قبل أعوام
ثلاثة.
ففي حمأة
الهجوم
السوري على أقطاب
اللقاء، كانت
ليبيا تعقد
صفقة لوكربي
مع الغرب،
مقرة بدفع
تعويضات
بمليارات
الدولارات.
يومها أدخلت "القرنة" في
أدبياتها ان
النموذج
الليبي قاعدة
ثابتة لدى
جميع الأنظمة التوتالية
في العالم،
فهي مستعدة أن
"تدفع" كل شيء
للخارج،
مقابل ألا
تعطي "الحرية"
لشعوبها في
الداخل.
أين وجه
الشبه؟
تعتقد
الأوساط
نفسها ان
سلطة
الأكثرية
الحاكمة في
بيروت اليوم
باتت أمام
الجدلية
الليبية
نفسها:
اما أن تدفع
الثمن في
الاستحقاق
الرئاسي
للخارج، مع ما
لهذا الخارج
من أسهم سورية
مرشحة للارتفاع
يوماً بعد
يوم، واما
ان تدفع
لصالح الخيار
اللبناني الأكثري
في شخصية
الرئيس، وان
لم يكن من مستتبعيها.
والخطر
الكبير ان
تقرر
الأكثرية
اعتماد
الخيار
الأول، تماماً
على الطريقة القذافية،
تعويضات
للخارج على
حساب
السيادة، بدل
التنازلات في
الداخل لصالح
التوازن
والميثاق والمنطق
والحق.
هل الأمر
مكابرة أو
أكثر؟
قد يكون
مزيجاً من كل
شيء، طالما أن
بين أقطاب تلك
الأكثرية من
احترف زواريب "الحيطان
مسدودة" كما
قال بري، وهو
لا "ينظر الى
الوراء" ولو
للعبرة
والتعلم من
الأخطاء
المتراكمة.
جان عزيز