بكركي تضغط لانتاج
توافق مسيحي
جان عزيز - البلد
الثلاثاء, 28 فبراير, 2006
كيف
تفكّر وتتصرف بكركي بعد
التطورات
الأخيرة
وخصوصاً بعد
زيارة رايس؟
زوار
الصرح في
اليومين
الماضيين
أكدوا أن ثمة
قلقاً جدياً
لدى سيده،
مقروناً
بتصور واضح
لمسار الأمور
ولما عليه
القيام به.
أما القلق
فيعود الى
ما كشفته
الأيام
المتراوحة
بين مأزق
أطراف 14 شباط
في سعيهم الى
اسقاط
رئيس
الجمهورية
وبين التحضيرات
الأميركية
والعربية في
اتجاه سورية. اذ بات
معلوماً لدى
الجميع أن
الأيام
المقبلة ستكون
على موعد مع
لحظة تفاوض
جديد بين
واشنطن ودمشق،
عبر المبادرة
السعودية ــ
المصرية، وحول
الملف
الرئاسي
اللبناني، وازاء هذا
الترقب ينقل
زوار الصرح
عنه الصورة ــ
الدوامة الآتية:
اذا
أثمرت
المبادرة
العربية
توافقاً
أميركياً ــ
سورياً، تكون
النتيجة
رئيساً من
خارج المسيحيين
السياديين،
لا بل من خارج
أطراف تظاهرة
14 شباط. واذا
أخفقت تلك
المبادرة
تستمر حال
الاستنزاف القائم
على حساب
هؤلاء
الأطراف، كما
على حساب المسيحيين
السياديين كافة.
وبالتالي
فاذا
تجاوبت سورية
دفع أخصامها
الثمن، واذا
لم تتجاوب لا
شيء يقبضونه.
خصوصاً أن
عامل الوقت
بات يعمل لغير
مصلحة "ثورة
الأرز" وكلما اقتربت
مواعيد
الاستحقاقات
المقبلة سنة
2007، من بغداد
وطهران الى
باريس
وواشنطن، صار
الأمل السوري
أكبر بتكرار
تجربة "اتفاق
مورفي ــ
الأسد" أو
الفوضى، في
النصف الثاني
من السنة
المقبلة.
ويؤكد
زوار الصرح أن
سيده ينطلق من
هذه القراءة
ومن وعيه لكل
ما يحيط بها،
ليعتمد سياسة
الضغط الهادئ
والهادف على
الجميع، بدل
استسلامه
لضغوط كل منهم
عليه. وعملاً
بهذه السياسة
اكتفى صاحب
الغبطة بابلاغ
رايس
أمرين اثنين:
أولاً، نعم
لتغيير
رئاسي، لكن وفق
الأصول
الدستورية.
ثانياً نعم
لرئيس يؤمن توافق
السياديين،
لكن لا لتخطي
العماد ميشال
عون في هذا
الاستحقاق.
ويشير الزوار
العارفون الى
أن هذا الموقف
البطريركي
محصن بادئ ذي
بدء بموقف
فاتيكاني
مماثل
ومطابق، أبلغ الى
المعنيين
كافة، داخل
لبنان وخارجه.
لكن
الأهم أن
حقيقة هذا
الموقف
العميقة،
تشكل ضغطاً
على واشنطن،
وضغطاً
موازياً على
"أبناء الصرح".
فحين تقول بكركي
انها
تريد تغييراً
رئاسياً، وانها
تريد رئيساً
منبثقاً من
عملية توافق
سيادية انما
تكون بذلك قد
وجهت رسالة
ضغط واضحة الى
العماد عون
وعليه. وفي
المقابل، حتى
تقول بشرط
الأصول
الدستورية للتغيير،
ورفض أي تخط
لزعيم
الأكثرية
المسيحية
المعارضة فهي
تضغط بذلك على
خصومه في الأقلية
المسيحية
الموالية. ما
هو المطلوب من
هذا الضغط المزدوج؟
بكل بساطة أن
يلتقي
الطرفان
تماماً وفق
نموذج بعبدا
ــ عاليه
الأخير،
وباعتماد
الموقف البطريركي
نفسه الذي
أثمر التوافق
الفرعي
المعروف.
ويؤكد
زوار الصرح
أيضاً أن صاحب
الغبطة لجأ الى هذا
الضغط
المزدوج
بعدما تبين له
أن الأطراف غير
المسيحيين
باتوا
"ناضجين"
لتسوية
يطرحها
المسيحيون. وان بعض
"الجيوب"
التي لم
"تستو" بعد،
خصوصاً في محيط
النائب سعد
الحريري
سببها عدم
"استواء"
المسيحيين
المرتبطين
بهم، أو
المتحالفين معهم،
في الموضوع
الرئاسي
تحديداً.
ولذلك أدرك
سيد بكركي
ان انضاج
التوافق
المسيحي بين
الأكثرية
والأقلية،
بات الشرط
الضروري
لتأمين
التوافق
الوطني
السيادي
العام،
والأهم أنه
بات الخطوة
الضرورية
لتجنيب
الطرفين،
الأكثرية
والأقلية معاً،
دوامة
الخسارة
المزدوجة
التي تلوح في الأفق
في حال اتفاق
سوري ــ
أميركي أو في
حال غيابه.