المر
في 12 تموز: إعادة
تموضع
رابع
جان عزيز
الثلاثاء, 27 يونيو, 2006
“الياس
المر ليس من
موقعنا، بل من
الموقع الآخر.
لنوضح ذلك في
السياسة. كانت
أكبر غلطة
كذلك الأمر
بالنسبة الى
(اشتراك) وزير
الدفاع الياس
المر. بغض
النظر إذا
حاولوا
اغتياله أو لا.
هذا تفصيل في
سياق العملية
السياسية. هم
بين بعضهم. انما
أنا قلت ان
الأمر ربما
حصل لانه
يملك معلومات
حول اغتيال
الحريري. وغداً
يقولون ربما الأصوليات.
إنما وزير
الدفاع ليس
معنا”.
هذا الكلام
الذي أعلنه
وليد جنبلاط
في 15 آب
الماضي، بعد
شهر و3 أيام
على محاولة
اغتيال المر،
يبدو مرشحاً للمحو
في 12 تموز
المقبل، في
الذكرى
السنوية
الأولى لانفجار
سيارة مفخخة
في الرابية،
استهدفت نائب
رئيس الحكومة.
فالذكرى
ستكون مناسبة
لاحتفال
سياسي يقيمه
المر، ويجمع
فيه حضوراً
متمايزاً
متبايناً حتى المفارقة.
مروان حماده
من جهة، وممثل
لميشال
عون من جهة
أخرى، ومزيج
من حلفاء
الطرفين، وبينهم
المر نفسه.
المراقبون
ينتظرون منذ
الآن كلمة
وزير الدفاع
في المناسبة. خصوصاً
انهم
يتوقعون ان
تكون محاولة
لإعادة التموضع
السياسي، وان
لم تكن الأولى
فعلياً.
إعادة تموضع
أشّرت اليها
هوية
المدعوين،
وهوية
الغائبين عن
الدعوة والكلام.
كما أشّرت اليها
جغرافيا
المناسبة،
مجمّع ميشال
المر في البوشرية،
لا مركز اميل
لحود في ضبيه
مثلاً، والذي
تشرف عليه
شقيقة صاحب
الدعوة، من
موقعها في
رئاسة اتحاد
بلديات المتن
الشمالي.
لكن الأهم ان
المراقبين لم
يعتبروها
المحاولة
الأولى لإعادة
التموضع
المر، نظراً الى مسار
الأشهر
العشرة
الماضية.
فوزير العهد
الأبرز، شغل هذا
الموقع منذ
دخوله حكومة
رفيق الحريري
الأولى في عهد
لحود، في خريف
سنة 2000. وخاض
منذ تلك
اللحظة كل
معارك العهد،
بنجاح لافت، سجّله
له حتى خصومه. حتى
ان حماسه
جعله مرتين
على الأقل
يتبنى معارك
سابقة لتوزيره.
كما حصل عندما
تحدث عن إشكال
في جامعة
القديس يوسف في
مار روكز،
وعن
الاعتقالات
التي تلت
أحداث الضنية،
وفي المرتين
لم يكن المر
الابن وزيراً
بعد.
والحماس
نفسه جعله أول
من “يشتبك” مع
فارس سعيد في “ديوانية”
وزارة
الداخلية،
بعد أيام على
افتتاح نائب جبيل
يومها، سلسلة
التواقيع
النيابية على
اقتراح قانون
للعفو عن سمير
جعجع.
بعدها كرّت
سبحة “اشتباكات”
المر دفاعاً
عن العهد: في 7
آب 2001، في فرعية
المتن
الشمالي في 2
حزيران 2002، مع
إقفال محطة “أم
تي في” في 4
أيلول من
العام نفسه،
ثم مع إبطال
نيابة عمه وإشبينه
في 4 تشرين
الثاني،
وصولاً الى
“حادثة بتغرين”
ومسلسل
المواجهة مع “قرنة شهوان”،
التي وجد فيها
من يرفع دوماً
مطلب إقالته،
ووجد فيها من
يتهمهم دوماً
بارتباطات
وحسابات
مغايرة.
والى جانب
تلك المسيرة
النزاعية الصدامية،
خاض المر
معارك “أمنية” حساسة
وخطرة. من
مخلفات أحداث الضنية،
وشبكة تفجير
المطاعم
الأميركية الى أحداث مجدل عنجر
أواخر أيلول 2004. حتى
اتهمه مرة أحد
نواب “القرنة”
بأنه صاحب
نظرية “بيع
المسيحيين
لسورية
بذريعة
التآمر، وبيع
المسلمين
السنّة
لأميركا
بتهمة الارهاب،
في انتظار بيع
الشيعة بتهم
أخرى”.
لكن رغم ذلك
بدا ان
المر نجح في
إقامة علاقات
متينة مع “الغرب”
المعني والمهتم.
بدليل تقديره
في الانتربول،
وشكره من
سفيري أميركا
وايطاليا بعد
اكتشاف شبكة مجدل عنجر.
بعد تلك
الحقبة اعتذر
الحريري عن
ترؤس أول حكومة
في العهد
الممدّد،
فجاء عمر
كرامي وخرج المر
من الصنائع،
ليدخلها
سليمان
فرنجية، بعد
كباش مرير بين
الاثنين. بعدها
صار المر
مسافراً،
يتكلم قليلاً
وينتقد
كثيراً، نسبة الى نوعية
تلميحاته
وإيحاءاته. بعد
14 شباط أوحى بتورط
“منطقة” ما في
محاولة
اغتيال مروان حماده. وأعرب
عن خشيته من ان من
أبعده عن
الداخلية،
كان يهدف الى
حصول ما حصل
بين 1 تشرين و14
شباط وما
بينهما وما
بعدهما.
يومها بدا
المر وكأنه
ينفذ إعادة تموضعه
الأول، لكن
الأمر لم يطل،
سقطت حكومة
كرامي في 28
شباط. جاء
نجيب ميقاتي
وعاد المر معه
الى
الدفاع بدل
الداخلية. وفي
آخر أيام تلك
الحكومة وقع
انفجار
الرابية في توقيت
لافت. ففي 7
تموز كانت اليزابيت
ديبل في
بيروت. وفي 10 منه
زار ميشال
عون قريطم
متوافقاً على
الحكومة
المقبلة. وفي 12
منه نجا المر
من الاغتيال،
لتسقط
الحكومة الوفاقية
ويتكرس
خلل “الطائف
الثالث”. بعد
أيام على
الانفجار خرج
المر مؤكداً
على موقعه
وموقفه
مدافعاً عن
العهد المثخن
كما يديه.
بعدها عاد
وزير الدفاع الى السفر
والصمت، حتى 25
أيلول، ليلة
محاولة
اغتيال مي شدياق،
كسر سكوته،
فجّر قنبلة في
وجه رستم
غزالة، ترددت
شظاياها في
بيروت
والضواحي. هل
كانت محاولة
ثانية لإعادة التموضع،
أم تعبيراً عن
أسى استعادة
لحظة
الانفجار؟
أيا كان
الجواب،
الأكيد ان
المر عاد
بعدها الى
السفر والصمت.
بينهما تكررت
المحاولات،
مرة في مجلس
الوزراء في
آذار الماضي،
مناشداً
الرئيس أخذ
العبر، ومرة
أخيرة بعد
اكتشاف
الشبكة الاسرائيلية،
جازماً
بالفصل بينها
وبين تفجيرات
ما بعد 14 شباط
وما قبلها.
في 12 تموز
المقبل ماذا
سيقول المر؟
هل يحسم إعادة
تموضعه،
أم يتبنى خطاباً
توفيقياً بطريركياً،
رائجاً هذه
الأيام؟ أم
ينتظر بعد حتى
انقشاع
الرؤية؟