ضوء
الأصفر
الأميركي
ثانية
بقلم/جان
عزيز – صدى البلد
الجمعة, 21 أبريل, 2006
انها المرة
الثالثة في
أقل من 14 شهرا،
والتي يفتح
البيت الابيض
فيها ابوابه
للمسؤول
اللبناني
الكبير.
في المكتب
البيضاوي كان
النصاب الاميركي
كاملا: الرئيس
ببسمته الهوليوودية
وصباغ شعره اللماع،
وزير
الخارجية
بوجهه التكساني
الأحمر، وزير
الدفاع
بنظارتيه الاكاديميتين
الدقيقتين،
مستشار الأمن
القومي وكبار
المستشارين
جميعا.
بعد
الاستقبال
الكبير
استكملت
الحفاوة بالترافق
حتى
ميكروفونات
وسائل الاعلام
المحتشدة
قبالة مسلّة
جورج واشنطن.
وبثقته
الكاملة
والمعهودة
أكد رئيس
الولايات
المتحدة ان
ضيفه المميز
هذا النهار "يمثل
آمال لبنان في
الوحدة
والسلام
والاستقرار.
ونحن نؤيد
تصميمه على
تحرير بلاده
من كل القوات
الغريبة وعلى اعادة
توحيد الشعب
اللبناني".
مكررا تمسكه
بما أعلنه في
لقاءيهما
السابقين من
انه يمكن
لضيفه "ان
يعتمد على
مساعدة اميركا
لاعادة
السلام
والازدهار الى جميع افراد شعبه"،
مع تكرار الاعراب
عن "الاعجاب
بالتقدم الذي
حققته حكومة
لبنان وشعبه"،
وهو ما دعا
الرئيس الاميركي
الى اعلانه
"اكبر تأييد
من ادارته
ودعمها سيادة
لبنان ووحدته
وسلامة اراضيه
وحريته".
كان هذا في 1
كانون الاول
1983، في اللقاء
الثالث بين
الرئيسين
رونالد ريغان وامين
الجميل، وذلك
بعد اسابيع
قليلة على
معركة الجبل،
وقبل اسابيع
اقل على معركة
بيروت...
هل من دواع
للقياس
والمقارنة
حيال الزيارة
الحالية
لرئيس
الحكومة فؤاد السنيورة الى
واشنطن؟
كثيرة هي
المتغيرات
اللبنانية والاقليمية
والدولية بين 1983
و2006. 23 عاما
تغيّر خلالها
الكثير من
صورة العالم
ووجه المنطقة
والبعض من
معالم لبنان.
لم يعد في
موسكو ثمة أندروبوف
آت من الكا
جي بي
لخلافة بريجنيف
واستهلال
حكمه بنصر شرق
اوسطي
عبر اعادة
سورية متحفزة
للتوسع مع
ثلاثي بيغن
شارون إيتان،
ترسل
دباباتها الى
قلب اول
عاصمة عربية، ولم
تعد في لبنان
حرب عسكرية
تفجّر كل
مكوناته
وتستدرج كل
خارجه الى
الداخل.
اشياء كثيرة
تغيّرت، لكن
عاملا واحدا
لا يزال مشتركا
بين
الوضعيتين:
ان يكون ثمة
مسؤول لبناني
في مواجهة
مفتوحة مع النظام
السوري، وان
تكون مواجهته
هذه قد تحولت
مأزقا
داخليا، وان
يكون الاثنان،
المواجهة
والمأزق،
باتا معلقين
على قرار اميركي
واضح بكسر
دمشق ونصر بيروت،
والا
فالخسارة
اللبنانية
واقعة لا محال.
عام 1983 كان امين
الجميل في
المواجهة،
الرئيس
الماروني
الممثل لوجه
المشروع الريغاني
للحل في
المنطقة،
والذي يمثله
في شخصه وحزبه
ربما وطائفته
ونظرته الى
لبنان
الميثاق.
وعام 2006 ها هو
فؤاد السنيورة
في المواجهة
نفسها، وهو
يمثل بفريقه
السياسي
وطائفته
وعروبته، الوجه
الجديد
للنظرة
الأميركية الى لبنان
والمنطقة
ربما.
في كانون الاول
1983 ذهب الرئيس
الجميل الى
واشنطن حاملا
سؤالا واحدا
واضحا:
هل تتعهد الولايات
المتحدة
حماية لبنان
بكل الوسائل وفي
شتى
المجالات،
لتكمل حكومة
بيروت مسار اتفاق
17 ايار
توقيعا
وتصديقا في
مواجهة
النظام
السوري وحلفائه؟
ام تتراجع
واشنطن عن هذا
التعهد فتسمح
للبنان في
المقابل
بالتراجع عن
الاتفاق
المذكور
وتضمن له في
الوقت نفسه
انسحابا اسرائيلياً
او عدم
ثأر اسرائيلي
منه؟
وفي ذلك
الوقت سمع
الجميل في
واشنطن كل
الكلام "الجميل"
و"القوي" و"الصحيح".
لكنه لم
يسمع جوابا
على سؤاله
فاستمر مأزق
حوار جنيف حتى
السقوط في 6
شباط.
وفي نيسان 2006
يبدو السنيورة
وقد حمل الى
واشنطن سؤالا
مماثلا، فسمع
الكلام نفسه،
وأحيل الى
نيويورك
للبحث عن جواب
لم يأخذه من افواه
المسؤولين في
العاصمة
الأميركية.
وبين
المحطتين يظل
ثابتا ان
لا اصدقاء
للنظام
السوري في
واشنطن يتكل
عليهم.
بل مجرد
ضرورات يعرف احكامها.
ولا أعداء
قطعا للبنان
في العاصمة الاميركية
بل مجرد ما
يشبه العجز،
وما يزيده
ثقلا اخطاء
بيروت
القاتلة في
الوقت القاتل.
عام 1983 ذهب
الجميل الى
واشنطن سعيا الى ضوء
اخضر، فلم
يحصل الا
على ضوء اصفر،
وفق تعبير
السفير عبد الله
بو حبيب. مع
الرئيس السنيورة
قد يكون الضوء
نفسه غير
مستحب، فهو
يرمز الى
راية حزبية
معروفة في ارض
المواجهة.