بين
الحريري
والمسيحيّين: مأزق
ومفارقة
ومبادرة
بقلم/جان
عزيز – صدى البلد
الأحد, 16 أبريل, 2006
يعترف ركن
مفكّر من
مسيحيي 14 شباط
بأن هناك
علاقة مأزومة
مكتومة بين
هؤلاء وبين
النائب سعد
الحريري، رغم
أن أياً من الطرفين
ليس مسؤولاً
عنها ويشرح
بأن مسيحيي
هذا الفريق
آتون اصلاً
من المشروع
السيادي، وهو
المشروع الذي
كان يأمل
ويعتزم بعد
الانسحاب
السوري، أن يستكمل
تحقيقه، عبر
انجاز سيادة
الأرض بمعالجة
ملف السلاح
غير الشرعي،
الفلسطيني
منه كما الحزبي
وعبر انجاز
سيادة
المؤسسات، بانهاء
التمديد غير
الدستوري
للرئيس اميل
لحود.
غير أن أكثر
من ثمانية
أشهر من
مراوحة هذا
المشروع في
مكانه، كانت
كافية لظهور
حسابات سعودية
معقدة
ومتشعبة،
ومغايرة
لتطلعات
أصحاب هذا
المشروع،
وكانت كافية
خصوصاً لتحول
هذه الحسابات
ضغوطاً على
الحريري
الشاب،
فتعثرت المسيرة
السيادية
المتبقية
وسيطر الجمود
السلبي.
ويعتبر
الركن نفسه أن
المأزق في
العلاقة بدأ عند
هذه النقطة، اذ أصبح
مسيحيو 14 شباط
أمام خيارين
في العلاقة مع
سعد الحريري،
كلاهما مستحيل
أما الطلاق
معه، واما
مماشاته.
ويفصّل في
استحالة
الاحتمال
الأول، ان
المسيحيين
السياديين لا
يمكن أن
يرتكبوا الخطأ
نفسه مرة
ثانية، بترك
النظام
السوري يستوعب
الفريق السني
الأول في
لبنان.
وهو الخطأ
الذي وقع فيه
هؤلاء في
العام 1992، يوم
تمكنت دمشق من
جعل رفيق
الحريري أداة
في تركيبتها
اللبنانية،
فجاءت به الى
السلطة في
بيروت، وغطت
بواسطته “مجزرة”
انتخابات 1992
كما كل “المجازر”
التالية، من
انفجار كنيسة
سيدة النجاة
واعتقال سمير
جعجع، الى
انفجار الديمغرافيا
اللبنانية بمرسوم
التجنيس، الى
امتصاص
الاهتمام
الفاتيكاني
والفرنسي والأميركي
وسواه.
ويعتقد الركن
نفسه أنه لو
لم يضع النظام
السوري يده على
“الشريك السني”
لما تخطى أزمة
1992.
وليس من
تأكيد على ذلك
أوضح من
اضطرار دمشق الى
الخروج من
بيروت، يوم
نجح
المسيحيون السياديون
في اعادة
الربط مع هذا
الشريك بدءاً
من خريف العام
2004.
وانطلاقاً من هذه
العبرة
التاريخية
الحية، يرى
الركن نفسه أن
الخلاف بين
مسيحيي 14 شباط
وبين سعد
الحريري، على
خلفية الضغوط
السعودية على
الأخير، أمر
ممنوع ومحظور.
أما لجهة
الاحتمال
الثاني
فيعتقد هذا
الركن ان
على حلفاء
الحريري
المسيحيين في
المقابل، عدم الرضوخ
لظروفه الاقليمية
واعتباراته
العربية،
خصوصاً انهم
غير معنيين
بها.
ذلك ان
مثل هذا
التسليم من
قبلهم، قد
ينتهي الى
الحاق
الأذى القاتل
بهم
وبالحريري
نفسه،
وبالتالي بالمشروع
الاستقلالي
السيادي
الطري العود.
ولذلك فاذا
كان الطلاق
ممنوعاً، فان الاذعان
محظور أكثر.
من هنا يرى
الركن
المسيحي
المحاور
والمبادر، ان
المطلوب عودة
المسيحيين
السياديين
داخل فريق 14
شباط، الى
حرية حركتهم
المبدئية،
واستعادتهم
هامش مبادرتهم
السياسية
الكاملة، في
شكل مستقل عن
ذلك الفريق،
ولكن متناغم ومتناسق
معه.
ويلمح الركن
نفسه الى
أن خطوة كهذه
كانت منتظرة
من القوى
المسيحية الحزبية
المنضوية
داخل تحالف 14
شباط.
ذلك انها
صاحبة
المصلحة
الكبرى في هذا
الأمر، حتى لا
تقع فريسة
كماشة
المزايدة
السياسية
والشعبية
عليها، بين
خطاب ميشال
عون على
يمينها،
وخطاب مسيحيي
العهود الماضية
على يسارها.
لكن
المفاجأة المفارقة
ان أياً
من هذه القوى
الحزبية لم
ينبر الى
تلقف هذا
الدور، نتيجة “توثيق”
العلاقات بين
كل منها وبين
الحريري
الشاب.
فثمة حزب “وثق”
علاقته عبر
قروض مصرفية
لمؤسسته الاعلامية،
كما عبر ملف
قضائي لشركة
معروفة، وثمة
حزب آخر “وثقها”
عبر عقود
تجارية في
دولة خليجية.
وثمة حزب “ثالث”
وثيق العلاقة
منذ ما قبل
الانتخابات
النيابية
الأخيرة وحتى
ما بعد
الاستحقاق
الرئاسي المقبل.
لذلك يبدو
الدور
المطلوب في
استعادة
المبادرة
المسيحية
المتوازنة،
حكراً على
الشخصيات
المستقلة
داخل فريق 14
شباط، وهو ما
يرشح انها
بدأت تعدّ
عدته، بهدوء
وايجابية، من
قبلها على
الأقل.
جان عزيز