كولسة مسيحيّة بين
الصيفي والسوديكو
بقلم/
جان عزيز – صدى البلد
الجمعة, 14 أبريل, 2006
توحي حركة
القوى
المسيحية
المصنفة ضمن
تحالف
الأكثرية
النيابية
والحكومية،
بأن تاريخ 28
نيسان
المقبل، لن
يكون موعد
نهاية الحوار الاقطابي
القائم منذ 2
آذار الماضي
وحسب، بل وايضا
البداية الفعلية
لنهاية تحالف 14
شباط، كاطار
سياسي جدي
وفاعل، على الاقل من
جهة مكوناته
المسيحية.
فما لم يكشفه
اللائذون
بالصمت هذه الايام, أفشته
مصادر مطلعة
بدقة على
خفايا الحركة
المذكورة وهي
تؤكد انه فيما
كان سمير جعجع
يقر لميشال
عون عند باب
قاعة الحوار
في جلسته الاخيرة
بأن "اميل
لحود باق،
وعلينا الآن
البحث عن
وسائل المواجهة
البديلة"،
كان احد نواب
حركة 14 شباط
يسرّ الى
صديق باريسي
بملاحظتين من
الواقع: هذه
الحركة تخطت
مرحلة المرض
نحو الأسوأ،
والقوى
الحزبية
المسيحية
المنضوية
فيها مصابة
بركود وعقم و"مش
مقلعين ولا مطرح".
وتلاحظ
المصادر
نفسها ان
المعنيين
بهذه
الاستنتاجات
يبدون وكأنهم
باتوا مدركين
لها
ولمفاعيلها
وتداعياتها،
قبل مدة طويلة
نسبيا.
وهم، تحت
شعار بعض
الكلام الاعلامي
التسويقي
المكابر
والمغاير،
انبروا قبل اسابيع،
كل منهم الى
مراجعة ذاته
وتحضير
البدائل.
وفي هذا السياق
تكشف المصادر ان هذه
المراجعات لم
تلبث ان
فرزت على
محورين، في
الجغرافيا
والمكونات والتطلعات.
محور أول
مركزه المقر
المركزي لحزب
الكتائب اللبنانية
في الصيفي،
والآخر
قبالته على بعد
عشرات الامتار
شرقا، في مقر
حزب الوطنيين الاحرار
في السوديكو.
في الصيفي، تعتقد
المصادر
نفسها، ثمة
محور ناشئ
يمكن اعتباره
محور القوى
المسيحية
الحزبية،
فالمفاوضات
الثنائية بين
الكتائب و"التيار
الوطني الحر" قطعت
شوطا بعيدا.
ولا يمكن
قراءة تفاصيل
زيارة الرئيس امين
الجميل
والعماد ميشال
عون الى
قطر، بعيدا عن
هذا الجانب. لكن
الاهم ان هذه
المفاوضات
التي باتت على
عتبة اعلان
ورقة تفاهم
جديدة، لم
تلبث ان
توسعت في
الجغرافيا،
لتبلغ فريق
سليمان فرنجية
في الشمال،
وأطرافا
مستقلين
آخرين في اكثر
من منطقة.
وهي لم تتأخر
في ايجاد
عمق موضوعي
لها، عنوانه
محاولة خلق اطار حزبي
وسياسي واسع،
يلتقي حول قراءة
موحدة لقانون
الانتخابات
النيابية
المقبل.
وتؤكد
المصادر
نفسها ان
هذه المروحة
من الاتصالات
على محور
الصيفي، تتم
بمعرفة
الحلفاء الاساسيين
للقائمين
بها، وهو ما
يعطيها ابعادا
تتخطى اطارها
المسيحي،
ليجعل منها
لاعبا اساسيا
في مرحلة ما
بعد 28 الجاري.
اما في المقابل
فتكشف
المصادر
نفسها ان "السوديكو"
يشهد منذ مدة
سلسلة
اجتماعات لاركان
مسيحيين غير
حزبيين من قلب
14 شباط، ومن
غير
المشاركين في
حوار ساحة
النجمة.
لا بل ان
احد الجوامع
المشتركة بين
حواريي السوديكو
الجدد، هو
كونهم جميعا،
وبدرجات
مختلفة، ممن
انتقدوا
طاولة نبيه
بري
الحوارية،
وحذروا من
فخها ونعوها مسبقا،
ويتحضرون
اليوم لما بعد
النعي والدفن والرقيم.
وتؤكد
المصادر ان
عنوان لقاءات السوديكو
المكتوم، لكن
المجمع عليه،
هو كيفية
الخروج بأقل
قدر من
الخسارة
وأكبر قدر من
الكرامة من اطار 14
شباط بعد 28
نيسان.
واذا كان جواب
"الصيفي" في
طبيعته
وتركيبته،
اقرب الى "جبهة
لبنانية"،
جديدة، فالاجابة
الجنينية للسوديكو
على السؤال
نفسه تبدو
اقرب الى
العود الى
بدء: وثيقة
تأسيسية
حوارية،
ومساهمون من
كل المناطق
والطوائف
وتقديم الذات
بديلا ميثاقيا
صالحا
وناجحا، عن
حوار الاقطاب.
هل يعني هذا
المخاض ولادة "قرنتين" جديدتين
بعد اسبوعين؟
تجزم
المصادر
بالنفي، فرغم ان موضوع
قانون الانتخابات
في "الصيفي" يذكر
ببدايات "قرنة
شهوان"،
ورغم ان
التداول في
وثيقة في "السوديكو"،
يحاول نسخ
تأسيسها.