واشنطن تكسب
الوقت وبيروت
تهدره
بقلم/جان عزيز
الأربعاء, 10 مايو, 2006
سأل سياسي
لبناني
دبلوماسياً
غربياً رفيع
المستوى
معتمداً في
بيروت قائلاً:
"هل يمكن ان
تشرح لي لماذا
نظمت واشنطن
هذا
الاستقبال البالغ
الحفاوة
للرئيس فؤاد السنيورة
قبل أسبوعين،
فيما الادارة
الأميركية لم
تحسم أمرها
بعد حيال مسائل
أساسية ترتبط
بها الزيارة
المذكورة،
وفيما هي
بالتالي
عاجزة عن
إعطاء الأجوبة
الشافية على
الأسئلة التي طرحها
عليها رئيس
الحكومة
اللبنانية"؟
أجابه
الدبلوماسي
على الطريقة
اليسوعية بسؤال
آخر: "وما
الضير من ذلك"؟
فرد السياسي
اللبناني
مفصلاً
سلبيات الخطوة:
"أولاً أدى
الحدث، كما هو
منتظر ومفترض
وطبيعي، الى
اثارة
حساسية لدى
الأطراف
الشيعية
الأساسية في
لبنان، وهي
أطراف تنظر
بالمطلق الى
كل خطوة
أميركية، على
أنها باب من
أبواب التآمر
عليها. وهذا
ما انعكس
فوراً
تصعيداً في
لهجة التخاطب
بين الفريق
الشيعي من جهة
وبين السنيورة
والفريق الذي
يمثله من جهة
أخرى. ورغم
الزعم البريء
للفريق
الأخير انه لم
يفهم أسباب
التصعيد في
لهجة التخاطب
مع "حزب الله"،
إلا انه في
العمق يدرك ان
المسألة
مرتبطة
بزيارة
واشنطن مع ما
لهذه السلبية
الأولى من ضرر
على عملية
الحوار المتعثر
أصلاً".
وتابع
السياسي
الخبير شرحه: "ثانياً
أدت الزيارة الى إثارة
حساسية
مسيحية،
خصوصاً بعد
الكلام الذي
رافقها من قبل
الرئيس
الأميركي
جورج بوش، عن
تطلع واشنطن الى
التعاون مع
لبنان "بقيادة
الرئيس السنيورة".
وهي الحساسية
التي يبدو
جلياً انها
وصلت من بكركي
الى عوكر،
ما اضطر
السفير
الأميركي
جيفري فيلتمان
الى زيارة
الصرح البطريركي
بعد يومين،
ليعلن منه
تطلع واشنطن الى
استقبال رئيس
جديد
للجمهورية. في
ما بدا محاولة
تصحيح، لامست
محظور الكسر
بدل الجبر".
وختم
السياسي شرحه
للدبلوماسي
المعني: "وثالثاً
أدت الزيارة الى إثارة
حساسية
متعددة
الجوانب داخل
فريق السنيورة
نفسه، على
خلفيات
الأدوار
والأشخاص
وأصحاب القرار،
كما على خلفية
رفع معنويات
رئيس الحكومة،
ودفعه الى
الاعلان
من واشنطن ان
الرئيس
الراحل رفيق
الحريري، كان
قد أبلغه انه
تلقى تهديداً
مباشراً من دمشق
في موضوع
التمديد
الرئاسي،
فيما كان النائب
سعد الدين
الحريري،
يدبّج تصريحه
المشيد
بأخلاقية
الرئيس
السوري بشار
الأسد. مع
ما لهذه
السلبية
الثالثة من
أضرار كامنة
في علاقات
الأكثرية
الداخلية،
ومن أضرار
معلنة في علاقاتها
مع دمشق، التي
طلبت منها
واشنطن استئناف
الحوار معها،
لمعالجة
القضايا
العالقة، والتي
أثيرت أثناء
الزيارة نفسها".
عند هذا الحد
فكّر
الدبلوماسي
الغربي ملياً بشروحات
محاوره، قبل ان يعود للاجابة
عن سؤاله
الأول: "لقد
كان الهدف من
استقبال
واشنطن رئيس
الحكومة
اللبنانية
بهذا الشكل،
كسب الوقت".
سياسة كسب
الوقت هذه،
قديمة جداً في
العلاقة السورية
اللبنانية الأميركية.
غير ان
عودتها الآن
تبدو وقد استدخلت
عاملاً
جديداً، هو
كسب الوقت في
انتظار تبلور
الخيارات على
خط المسار الصدامي
بين واشنطن
وطهران.
في هذا الوقت
تبدو واشنطن
وكأنها قررت
كسب الوقت
بثمن الحفاوة
الاستقبالية. ويبدو
مناوئوها في
بيروت كأنهم
قرروا كسب الوقت
نفسه في
الشارع المطلبي.
ويبدو النظام
السوري
شارياً للوقت
أيضاً، بأخطاء
متراكمة من
سلة بيروتية
احترفت تضييع
الفرص وإهدار
الوقت.