بين 14
آذار 2005 و14 شباط 2006
جنبلاط
يجرّ الجميع
أم يصحح
أخطاءه؟
جان عزيز -
البلد 16
شباط 2006
خطا وليد
جنبلاط خطوات
ملحوظة في
اتجاه تصحيح
ما ارتكب قبل
نحو 11 شهراً،
يوم ترك حركة 14
آذار على
قارعة قانون
الانتخابات
ومقتضياتها،
وانتقل هو
وسعد الحريري،
لتشكيل
التحالف
الرباعي.
وجاءت التطورات
الأخيرة، بما
فيها تظاهرة
أمس الأول، لتؤمن
غطاء مقبولاً
للعودة، من
دون مسؤوليات شعبية
أو "غرامات"
سياسية.
لكن
المطلعين لا
يرون في حدث 14
شباط 2006،
مخرجاً واضحاً
أو أكيداً من
المأزق.
فالبعض وضعه
في خانة رفع
السقف التفاوضي،
عشية انطلاق
المبادرة
السعودية في
نسختها
الثانية
المنقحة،
والحوار
النيابي
الداخلي
المنتظرة
بوادره بعد
عودة رئيسي المجلس
والحكومة من
سفرهما.
والبعض
الآخر اعتبر
المغزى
السياسي لما
حصل أمس الأول
محصوراً بين ثلاثة
معان: سنياً اعادة
تأكيد
لمبايعة آل
الحريري،
رداً على كل
ما قيل عكس
ذلك عقب
الانتخابات
الأخيرة.
مسيحياً محاولة
تسجيل نقطة
على ميشال
عون، خصوصاً
بعد ورقة
تفاهمه
المعلنة مع
"حزب الله"،
والتي سجلت
خمس نقاط في
حساب الرصيد المسيحي،
وهي: ترسيم
الحدود بين لبنان
وسورية،
العلاقات
الدبلوماسية
بين البلدين،
المعتقلون
اللبنانيون
في السجون السورية،
اللبنانيون
النازحون الى
اسرائيل،
وحق الاقتراع
للبنانيين
خارج لبنان.
أما المعنى
الثالث فجنبلاطي
بامتياز،
تختصره مقولة
"خلع السقف
على سبيل تسمية
القاتل"،
بعدما جاءت
الردود سلبية
وقاطعة، على
كل المساعي
المبذولة لضمان
مجرد الحماية
الشخصية
للمعنيين.
ويؤكد مطلعون ان آخر
الأجوبة
المنقولة من
دمشق كان ما
حرفيته: الحكي
مع شارون
أهون.
هذه المعاني
الثلاثة تبدو
وحدها قادرة
على تفسير
الفارق
الكبير حتى
التناقض، بين
المواقف الأخيرة
وبين ما سبقها
من قبل الجهات
والشخصيات
نفسها. وتوضيحاً
لهذا التناقض
يرى
المراقبون أن
لا لزوم
بالطبع
للعودة الى
وثيقة لقاء البريستول
الأول في 13
كانون الأول
2004، أي بعد
ثلاثة أشهر ونصف
على التمديد
الرئاسي، يوم
أصر فريق جنبلاط
ـــ الحريري
وحلفاؤهما
على تسجيل نقطتين
خلافيتين مع
المعارضة
المسيحية
يومها، لجهة
رفضهما
المطالبة
بانسحاب
الجيش السوري
من لبنان، كما
رفض أي إثارة
لمسألة سلاح
"حزب الله"
وانتشار
الجيش في
الجنوب. ذلك ان غالبية
القوى
الملتقية أمس
الأول استمرت
في تمسكها
بالنقطة
الثانية، أي
سلاح
"الحزب"، حتى
بعدما فرضت
الظروف
الدولية
معالجة
النقطة الأولى
وانسحاب
سورية. ففي 23
نيسان كان سعد
الحريري يعلن
من شبكة "سي
أن أن"، ان
"حزب الله ليس
ميليشيا
مسلحة. إنه
قوة المقاومة
المسلحة
للبنان". وفي
اليوم نفسه
كان وليد جنبلاط
يؤكد من طهران
بالذات، على
"أهمية حماية
المقاومة
لمواجهة
التحديات الاسرائيلية".
وهذان
الموقفان
استحقا بعد
يومين شكراً
علنياً من
السيد حسن نصرالله،
لم يلبث
أن تجسد في
"ذكرى
التحرير".
فوقف جنبلاط الى جانب
"المقاومين"
في بنت جبيل
في 25 أيار 2005
ليعلن "ان
حماية
المقاومة هي
حماية
للذاكرة
وحماية للوطن.
إنها عربون
وفاء للشهيد
الكبير رفيق
الحريري"، مؤكداً
"ان
الطائف جزء من
حماية
المقاومة".
وبعد
انتخابات جبل
لبنان
الشهيرة، عاد
جنبلاط ليزور نصرالله
شاكراً في 14
حزيران
الماضي، على
نتائج "التصويت
السياسي
لحماية
المقاومة"،
واصفاً زيارته
تلك بخطوة
التأكيد على "ان شعارنا
كان وسيبقى
حماية
المقاومة في
كل أبعادها
السياسية
والعسكرية".
وفي اليوم
التالي كان
النائب
المنتخب سعد
الحريري يعلن
من أحد الفنادق
الطرابلسية
انتقاده
العماد ميشال
عون على خلفية
"توريط لبنان
في القرار 1559".
وانتهت
الانتخابات،
وقامت حكومة
التحالف الرباعي،
فوقف وزير اعلامها
غازي العريضي
ليصرح في أول
جلسة لها في 20
تموز بأن "لنا
موقفاً
واحداً...
انطلاقاً من
الاتفاق على
حماية المقاومة".
وفي 25 منه صدر
البيان
الوزاري
للحكومة
المشكلة
أساساً من
أكثرية
تظاهرة أمس
الأول، ليعيد
التأكيد على
"الحفاظ على
مقاومتنا
الباسلة"،
وعلى "ان
المقاومة
اللبنانية
تعبير صادق
وطبيعي عن الحق
الوطني للشعب
اللبناني في
تحرير أرضه والدفاع
عن كرامته في
مواجهة
الاعتداءات
والتهديدات
والأطماع الاسرائيلية،
والعمل على
استكمال
تحرير الأرض
اللبنانية".
وبعد البيان
كانت
المفاجآت في
جلسات مناقشته
ومنح الثقة
للحكومة في
المجلس
النيابي. ففي
أيام 28 تموز و29
و30 منه، انضم
كل أطياف
تظاهرة أمس الأول
الى تبني
لازمة الدفاع
عن سلاح "حزب
الله". الحريريون
والجنبلاطيون
بادروا
وتباروا، حتى
النائب بطرس
حرب تحدث عن اجماع
"على حقنا
الطبيعي في
مقاومة أي
احتلال لأرضنا
وفي تحرير هذه
الأرض، ولا
مساومة على
ذلك مهما بلغت
الضغوط
والتضحيات"،
مكتفياً
بالإشارة الى
انه "بقي أن
نحدد الأرض
المحتلة وان
نسعى جميعاً الى
تحريرها وان
تشكل
المقاومة
المسلحة
جزءاً أساسياً
من المقاومة
الوطنية
الشاملة".
وحتى النائبة صولانج
الجميل تحدثت
عن "مقاومة
تساهم في
حماية لبنان
ضد الاعتداءات
الاسرائيلية،
كما تساهم في
العمل
لاسترجاع
مزارع شبعا اللبنانية
والأسرى
اللبنانيين
في السجون الاسرائيلية".
وفي الوقت
نفسه كان
الرئيس أمين
الجميل يشبّه
السيد حسن نصرالله
بوالده،
ووزير
"القوات
اللبنانية"
يعلن في أول حديث
تلفزيوني له،
انه عند أول
اعتداء اسرائيلي،
"نترك
السياحة
ونصير كلنا
مقاومة"...
هل يعني ذلك ان كل ما
يحصل مرتبط
بحسابات
جنبلاط من
جهة، وبقدرته
على جر الجميع
خلفه من جهة
أخرى؟ فحين خاف
على
"المقاومة"
ودمشق قبل 11
شهراً، قام
الحلف
الرباعي،
ويوم بات
خائفاً منهما،
انقلبت
الأحلاف وعاد
كل الى
ربعه؟
المطلعون
على أفكار
المعنيين وطروحاتهم،
يشيرون الى
أن المسألة
أبعد تطلعاً،
وما حصل أمس
الأول تواكبه
نقاشات حول 4
سيناريوهات
محتملة لتحريك
الوضع القائم
والخروج من
المأزق،
أولها دستوري
وثانيها
حكومي
وثالثها
ميثاقي ورابعها
مع بكركي.
ولا بد أن
ينجح أحدها في وقت
قريب.
يتبع غداً:
سيناريوهات
ما بعد 14 شباط