الجميّل
وزغرتا
فهما على بكركي وجعجع
فهم عليهما
بقلم/جان
عزيز
الخميس, 02
مارس, 2006 - البلد
شكل بيان
مجلس
المطارنة
الموارنة أمس
خطوة اضافية
في سياق الضغط
الهادئ الذي
تمارسه بكركي،
من أجل انضاج
ما تبقى من "الرؤوس
الفجة" في
الطبخة
الرئاسية
العتيدة، وفق
التوقيت والظروف
والوسائل والاخراجات
التي يعتبرها
سيد الصرح،
الفضلى. واذا
كان البعض
يعتبر أن بيان
الأمس لم يضف
جديداً الى
لغة بكركي
في هذا الملف،
خصوصاً وأن تعابيره
مستعادة من
قداس الميلاد
في 25 كانون
الأول
الماضي، فان
الجديد
الفعلي في هذا
المجال، يقرأ
في أداء القوى
السياسية التي
كانت قريبة من
بكركي،
أكثر مما يقرأ
في نص البيان.
وفي هذا
السياق تشير
أوساط قريبة
من الصرح الى
ثلاث دلالات،
هي الآتية:
أولاً، من
اللافت أن
الرئيس أمين
الجميل كان
أول "الفاهمين"
على صاحب
الغبطة، وذلك
منذ أكثر من
عشرة أيام. وقد
تمثل هذا
الفهم في
سلسلة تصاريح
وخطوات، تمايزت
عن الخطابات
الانقلابية
ولغة
البلاغات رقم
واحد.
ويغمز بعض "محبي"
الجميل من
حلفائه
الحاليين، من
زاوية أن أداء
الرئيس
السابق هذا
يندرج في اطار
انزعاجه
شكلاً
ومضموناً مما
حصل يوم 14 شباط
ومن تصوير
مكونات
السلطة
الحالية مقتصرة
على "بارونات"
ثلاثة شبكوا
أيديهم في
ساحة البرج.
غير أن
التطورات
اللاحقة اشرت
الى ما هو أعمق
من ذلك،
خصوصاً لجهة
تناغم الجميل
مع لغة بكركي.
وفي هذا
المجال لم يكن
تفصيلاً ان
يبادر حزب
الكتائب الى
ايفاد
لجنة للحوار
مع العماد ميشال
عون.
ولم تكن
مصادفة أن
تتشكل هذه
اللجنة من
جميع أطياف
الحزب. والأهم
أنها لم تكن
مصادفة ولا
تفصيلاً أن يبادر
الجميل نفسه الى جمع
أطراف 14 آذار
في صيغته
الأصيلة الأولى،
في دارته يوم
الجمعة
الفائت.
وعلم في هذا
السياق ان
الدعوة
للمشاركة في
هذا اللقاء
كانت قد وجهت الى "التيار
الوطني الحر" وأن
البحث في
أمرها كان
جارياً، لو لم
تعرقله بعض
عبارات أطلقت
في ساحة البرج
مساء الخميس
الفائت، أي
عشية
الاجتماع.
غير أن ذلك
لم يحل دون
استمرار
التنسيق بين
الطرفين،
والأهم انه ترافق
مع تحوله شبه
تنسيق ثلاثي،
بعد تزامن لقاءين
للكتائبيين والعونيين
مع الحزب
التقدمي
الاشتراكي.
ثانياً،
لقاء
المصالحة
الذي رعته بكركي،
بين الوزيرة نايلة
معوض والوزير
السابق
سليمان
فرنجية.
وهو خطوة
حمّلها
المراقبون
شتى
التأويلات. فاعتبرها
البعض اجراءً
أمنياً
وقائياً
ضرورياً،
لتنفيس
الأجواء المتوترة
في المناطق
الشمالية،
خصوصاً بعدما
تكررت الاشكالات
المسلحة
وباتت وسائل
العنف ظاهرة
في أكثر من منطقة.
فيما
اعتبرها بعض آخر
تراجعاً من
فرنجية في
سياق سعيه
البطيء والتدريجي
الى
مصالحة مع آل
الحريري.
بينما رأى
فيها آخرون
مؤشر تراجع من
معوض بالذات،
التي أقدمت
على الخطوة
وحيدة من دون
حلفائها الزغرتاويين،
وفق شروط
فرنجية.
لكن الأكيد ان الخطوة
جاءت علاجاً
موضعياً آخر
من قبل سيد الصرح،
لانضاج احدى أكثر
النقاط
المسيحية،
والمارونية
تحديداً،
تأخراً في ادراك
اللغة
البطريركية
السائدة منذ "مؤامرة"
قانون
الانتخابات
في 12 أيار
الماضي.
ثالثاً،
الأداء
المختلف
لرئيس الهيئة
التنفيذية في
القوات
اللبنانية،
سمير جعجع،
وذلك في
الموضعين، أي
في سن الفيل
كما في زغرتا.
ففي الموضع
الأول كان
جعجع قد أبلغ
الجميل هاتفياً
اعتذاره عن
عدم الحضور
يوم الجمعة
الفائت، وانه
سيتمثل
بالنائب جورج
عدوان. غير أن التطورات
التي رافقت
الحدث،
وخصوصاً
الانفتاح
الكتائبي على
الرابية
والتمايز
الخطابي لها،
جعلت جعجع "يشك"
على اجتماع سن
الفيل في
اليوم
التالي،
ويتنازل عن
صورة 14 شباط،
ويختلي
بالجميل: في
خطوة ذكرت بعض
الحاضرين
بزمن بعيد قريب،
يعود الى 22
أيلول 1988.
أما في
الموضع الزغرتاوي
فاللافت
أيضاً أن جعجع
تخلى عن اللغة
التي اعتمدها
حيال هذا
الملف منذ
خروجه من
السجن في 26
تموز الماضي،
ليتبنى
خطاباً أكثر
ايجابية حيال
الوزير
السابق
فرنجية، بعد
أشهر من السجالات
العنيفة
بينهما،
هجوماً
مباشراً من
الأخير على
جعجع، وردوداً
غير مباشرة من
الجار البشراوي
القواتي،
عبر مقولة "نواب
زغرتا".
وفي
الموضعين
يعتبر
المراقبون ان جعجع بدا
أيضاً وقد فهم
على الصرح، أو
على الأقل فهم
على الذين
فهموا عليه،
مثل الجميل
ومعوض وفرنجية.
هل يعني ذلك
أن كل
المكونات
باتت جاهزة؟
طبعاً لا،
يجيب العارفون،
فثمة آخرون
يقتضي "تسويتهم"
أيضاً،
والأهم أن ثمة
آلية مضمونة
يقتضي توافرها،
حتى لا ينتهي
الاستحقاق
الرئاسي الى
نفس ما انتهى اليه الاستحقاقان
النيابي
والحكومي قبل
نصف سنة فقط،
على طريقة ما
للمسلمين لهم
وحدهم، وما
للمسيحيين
للاثنين معاً،
وبميزان "طابش"
ضد بكركي
وأهلها. آلية
مضمونة جداً جداً جداً...
لأن في
الصرح مؤمناً
لا يُلدغ من
الجحور نفسها
مرتين.