مقابلة مع النائب سامي الجميل من مجلة الشراع

31 تموز/2009

حوار احمد الموسوي   

 

النائب سامي الجميل:

*السلاح اهم ثلث معطل وأدعو لتطوير النظام او تغييره  

*علاقة استراتيجية تربطنا بـ((القوات)) وسنُسقط اية محاولة للتفريق بيننا

*نريد علاقات طبيعية مع سوريا تمر بتصحيح ما ارتكبته من اخطاء بحق اللبنانيين

*لا نشن حرباً على حزب الله ولكن لدينا مشكلة مع السلاح

*ما من دولة تقوم وتعيش في ظل وجود سلاح غير شرعي

*جنبلاط لديه هم اساسي وهو حماية الطائفة الدرزية

*جاهزون للقيام بأي دور يقرب بين المردة و((القوات)

 

أكد النائب سامي الجميل ان كل القوى على الساحة المسيحية متفقة على تعزيز صلاحيات رئاسة الجمهورية، واستغرب من ان الجميع يدعو رئيس الجمهورية ليؤدي دور الحكم بينما لا نعطيه ((الصفارة)). ورأى الجميل ان السلاح في يد حزب الله وحركة ((امل)) اقوى ثلث معطل، واعتبر النظام السياسي في لبنان فاشل ودعا الى تطويره او تغييره بالبحث عن نظام فريد من نوعه يكون على مقياس لبنان ويمنع تجدد الحروب والمشاكل. ((الشراع)) التقت النائب الجميل وحاورته حول خطوات المصالحة على الساحة المسيحية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية.

 

# لقاءاتكم مع تيار المردة والنائب سليمان فرنجية اعتبرها البعض اولى الخطوات على طريق المصالحات على الساحة المسيحية، لكن آخرين يرون انها ستبقى شكلية وصورية طالما هناك خلافات عميقة حول قضايا رئيسية كدور لبنان في المنطقة وسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا؟

- لا اوافق على هذا، نعم من المعروف ان هناك خلافات على مثل تلك المواضيع ولكن هذه المواضيع الخلافية يجب الا تمنعنا من اللقاء على مواضيع وقضايا اخرى، خاصة ان امامنا اربع سنوات من الحياة البرلمانية وستُطرح خلالها مسائل وقوانين تتعلق بالانماء والتنمية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، وهذه كلها لا علاقة لها بتلك المواضيع الخلافية، فلماذا يتوقف اذن التعاون والتلاقي حولها خاصة حول الامور التي تحسن اوضاع الناس، في حين يبقى الحوار قائماً حول القضايا الخلافية، فالمهم ان نبدأ او لا بد من نقطة ما للبدء في توضيح نقاط الخلاف لنتحاور حولها وفي بلورة نقاط التلاقي للتعاون فيها.

 

# هل اتفقتم على آلية لذلك؟

- طبعاً وهناك لجان تشكلت لمتابعة كل الامور.

 

# هل هي رد على ما يجري بين الاطراف الاسلامية من لقاءات ودعوات لانشاء تكتلات معينة؟

- هذه الخطوات التي تجري منذ اسبوعين كانت مبرمجة لتحصل منذ عشرة اشهر، ولكن تأجلت بسبب حادثة بصرما التي وقعت بين ((القوات اللبنانية)) و((تيار المردة)) في منطقة شكا، وبسبب انشغالنا لاحقاً بالانتخابات النيابية وحين انتهت الانتخابات باشرنا العمل على تحقيقها.

 

# الى أي حد صحيح ان انتخابات 2005 جمعت معظم القوى على الساحة المسيحية لمواجهة العماد عون وتياره بينما ما يجري اليوم بعد نتائج انتخابات 2009 هو لمواجهة تنامي قوة سمير جعجع و((القوات اللبنانية)) على حساب سائر الاطراف المسيحية؟

- لا، نحن تربطنا علاقة استراتيجية مع الدكتور سمير جعجع و((القوات)) وسنسقط اية محاولة للتفريق بين الكتائب و((القوات)) فما بيننا تحالف استراتيجي واتفاق على كل النقاط الاساسية والثانوية، وبالتالي لن يكون الحوار او العلاقة مع أي فريق آخر على حساب علاقتنا مع ((القوات اللبنانية)).

 

# ومع التيار الوطني هل ستقومون بخطوات مماثلة؟

- اكيد، في مرحلة لاحقة.

 

# هل بدأتم مع المردة للوصول الى التيار العوني، ويقال ان عين الكتائب على قاعدة هذا التيار؟

- عين الكتائب على لبنان وعلى مصلحة المسيحيين في لبنان، وكل حزب له خصوصيته وحساباته، وقد رأينا جميعنا الى اين وصل بنا منطق الالغاء في فترة من الفترات، وعلى القيادات المسيحية واللبنانية بشكل عام ان تخرج من عقدة الالغاء وان تعترف بالتعددية وتقبل بوجود احزاب وآراء وقيادات اخرى، وان يتعاونوا بعضهم مع بعض لمصلحة الناس وليس العكس.

 

# هل سيكون لكم دور في توسيع مروحة المصالحات المسيحية بالمساعدة على التقريب بين ((القوات وقيادة المردة؟

- التواصل موجود بين ((القوات)) والمردة، ونحن على جهوزية للقيام بأي دور ايجابي في هذا الاطار.

 

# سابقاً كان لرئيس الجمهورية مسعى في المصالحات، اين دوره اليوم فيما يجري؟

- رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان، وكلنا نلتقي بشكل عفوي تحت مظلته، وكل ما نحاول القيام به هو لدعم موقع الرئاسة.

 

# هو في اجواء ما تقومون به؟

- هو في الاجواء وبكركي ايضاً، وأنا زرت سيدنا ((البطرك)) ووضعته في كل الاجواء.

 

# شجعكم على التواصل واللقاء مع التيار العوني؟

- لم ندخل في التفاصيل والحديث كان حول موضوع محدد هو اللقاء مع سليمان فرنجية، ومن الطبيعي ان سيدنا يبارك اية خطوات تقرب الناس بعضها من بعض.

 

# حركتك اثارت حفيظة بعض اعضاء المكتب السياسي في حزب الكتائب الذين اعتبروها متسرعة صحيح؟

- هذا غير صحيح وكلام غير دقيق.

 

# يتردد انكم بصدد السعي للقاء مع حزب الله؟

- غير صحيح.

 

# ما تقومون به على الساحة المسيحية لن يطال الاطراف على الساحات الأخرى التي بينكم وبينها خلاف؟

- بلى ولكن تدريجياً.

 

# بتقديرك أين كلمة السر اليوم التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة أو التي ستسهل ولادتها؟

- مشاورات تشكيل الحكومة ما زالت جارية ومواضيع الخلاف معروفة، وفي مقدمتها مطلب ((الثلث المعطل)) وما سيتضمنه البيان الوزاري ونحن ننتظر لنرى نتائج المشاورات التي يقوم بها الرئيس المكلف وعلى أساس ذلك نعلن موقفنا.

 

# يبدو ان هناك اتفاقاً على استبدال الثلث المعطل بوزير مضمر للمعارضة يكون من حصة رئيس الجمهورية؟

- حين ينتهي الرئيس المكلف من مشاوراته سنرى وسنعطي رأينا.

 

# هل ستقبلون بذلك من حيث المبدأ؟

- لنرَ أين ستصل المشاورات ونقرر على ضوء ذلك، وبالنتيجة نحن نرى ان سلاح حزب الله على الأرض هو أهم من الثلث المعطل، لأنه مهما كانت صيغة الحكومة المقبلة فإنها حين ستأخذ قراراً لا يعجب حزب الله أو حركة أمل فلديهما عندئذ أهم ((ثلث معطل)) وهو السلاح.

 

# يلاحظ ان حزب الكتائب بعد الانتخابات النيابية، يشكل رأس حربة في الهجوم على حزب الله دون سائر القوى، لماذا؟

- بالنسبة إلينا هناك عدة ملفات نعتبرها الأساس لتكوين الدولة ومنها موضوع سيادة لبنان، فما من دولة يمكن لها أن تبسط سيادتها وسلطتها على كل أراضيها، وأن تعيش بشكل طبيعي في ظل وجود سلاح غير شرعي، وبالنسبة إلينا فإن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وسلاح حزب الله، وسلاح أية مجموعة أخرى في لبنان هو عائق أمام قيام الدولة، ومن هذا المنطلق نقول نحن لا نشن حرباً على حزب الله، لكن لدينا مشكلة مع السلاح غير الشرعي، وسنبقى على موقفنا لأننا نعتبر هذا الأمر أساسياً.

 

# قوى أساسية في 14 آذار بدأت تختلف معكم في هذه النظرة إلى حزب الله؟

- هذا رأينا.

 

# وما رأيكم بما يقوم به النائب وليد جنبلاط؟

- وليد بك لديه هم أساسي هو الحفاظ على الطائفة الدرزية الكريمة، ويقوم بكل الخطوات لحمايتها.

 

# هو لا يقول ذلك؟ وما يقوم به أوسع..

- .. هو لا يقول ذلك، ولكن هذا تحليلنا وهذا رأينا.

 

# هل تغيرت نظرتكم أنتم أيضاً إلى سوريا بعد الانتخابات؟

- موقفنا من سوريا ثابت منذ أربعين سنة، ونحن نقول نريد علاقات طبيعية مع سوريا، ولكن هذه العلاقات لا بد ان تمر في تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها بحق لبنان، وفي حل بعض الملفات العالقة معها.

 

# هل ما زالت تتدخل بلبنان؟

- لنكن واقعيين، الكل يتدخلون في لبنان وعلى اللبنانيين ان يتفقوا فيما بينهم ويستعيدوا ثقة بعضهم ببعض لانهاء أي تدخل خارجي، فحين يرتاح اللبنانيون للعلاقات بينهم فعندها لن يحتاجوا لتدخل اي كان، سواء سوريا او غير سوريا.

 

# أين لمستم ان الكل ما زال يتدخل بلبنان؟

- ما شهدناه في الفترة الاخيرة بين المملكة العربية السعودية وبين سوريا لا يشجع، اذ نلاحظ ان خطوات الحل تبطىء او تسرع حسب وقع العلاقة بينهما وهذا امر غير طبيعي، والكلام عن ان الحل في لبنان لن يحصل الا بالتوافق الخارجي يشكل اهانة للبنانيين، فمن العيب ان يكون تشكيل الحكومة مرتهناً لأي بلد خارج لبنان.

 

# هل ما زلت تؤيد الفدرالية السياسية؟

- لم اقل في اية مرة انني مع الفدرالية، لكن ما اقوله هو ان النظام السياسي اللبناني برهن عن فشله في السنوات الماضية، وعلى اللبنانيين ان يجدوا قراءة نقدية لهذا النظام لايجاد نظام آخر او للوصول الى صيغة جديدة، او لتطوير النظام السياسي حتى يتلاءم مع المعطيات التي شهدناها منذ اربعين او خمسين سنة حتى اليوم، وذلك حتى لا يستمر النظام السياسي سبباً للحروب والمشكل والتعطيل في لبنان، فأي صيغة يمكن لها ان تحسن العلاقات بين لبنان نحن معها، وعلى اللبنانيين ان يطلعوا على كل الانظمة التي ترعى مجتمعات تعددية في العالم وان يستنتجوا منها ما يمكنهم من ايجاد نظام على قياس لبنان، يكون فريداً من نوعه قادراً على معالجة المشاكل بين اللبنانيين.

 

# هل لديكم تصور محدد؟

- لدينا افكار كثيرة وهذا الأمر من المواضيع التي لا يمكن فرضها فرضاً، ولكنه من المواضيع التي تطرح على طاولة البحث والحوار بين اللبنانيين.

 

# الدعوة الى تغيير النظام او تطويره نقطة لقاء قوية وهامة مع اطراف عدة من قوى 8 آذار/مارس؟

- ليس لدينا عقدة، وليس بمجرد ان تطرح 8 آذار/مارس امراً حسناً علينا ان نقف ضده في المطلق، ولا حين نطرح نحن أمراً مماثلاً على 8 آذار/مارس ان تقف ضده بالمطلق، يجب وهذا ما بحثناه في اللقاء مع سليمان فرنجية، يجب ان نعرف كيف نتعاطى بعضنا مع بعض ونتحاور ونحدد القواسم المشتركة.