مقابلة مع النائب دوري شمعون من موقع ليبانون فايلز

ملاك عقيل

16 حزيران 2010 09:02

 

عناوين المقابلة

*رئيس الجمهورية "لا يفهم سياسة"، والسبب خلفيته العسكرية

* لا عودة الى الوراء إطلاقاً مع عون. لم اقتنع يومأ بحنكته السياسية، وعنده الكثير من الغطرسة والديكتاتورية التي لا يمكن ان أتقبّلها

*وزراء الرئيس أخطأوا وجنبلاط فقَدَ مصداقيّته

*المطلوب من سليمان والحريري "عدم تقديم تنازلات لدمشق لإرضائها، والى رفع شعار "لبنان أولاً".

*عندما يزور جنبلاط دمشق لا يقوم بمهمة رسمية ولا يمثّل من انتخبه

*أفرغت نتائج الانتخابات من مضمونها عبر تأليف حكومة تم تقاسم الغالبية فيها مع المعارضة

*لا تغيير حكومياً في المدى المنظور، والحكومة ستبقى عرجاء حتى إشعار آخر

*لقد أخطأ فؤاد السنيورة، عندما تحمّس لعروبته "زائداً عن اللزوم

*طاولة الحرار في الأساس "لا لزوم لها" وهي غير دستورية، لأنها تخلق كادراً مؤسساتياً يتم من خلاله التحايل على القانون

*رموزاً أمنية محسوبة على "تيار المستقبل" تقوم بزيارات سرية وتلتقي مسؤولين سوريين أمنيين

 

أشار النائب دوري شمعون الى "خطأ الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية عندما صوّتوا ضد العقوبات على ايران" معتبراً "أنه من غير الجائز ان نفتح على حسابنا". وقال "ان رئيس الجمهورية لا يفهم سياسة، وإلا لما كان دعا الى طاولة الحوار المخالفة للدستور"، ودعا الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري الى "عدم تقديم تنازلات لدمشق لإرضائها، والى رفع شعار "لبنان أولاً". وإذ رأى ان النائب وليد جنبلاط اعتمد خطاباً "يذكرنا مجدداً بأيام السوريين، اعتبر ان الزعيم الدرزي عندما يزور دمشق "لا يقوم بمهمة رسمية ولا يمثّل من انتخبه". ورداً على سؤال حول إمكانية دعوته الى حفل التكريم الذي يقيمه جنبلاط السبت المقبل للسفير السوري في لبنان قال شمعون "لم اتلق دعوة للحضور، وحتى لو وصلتني دعوة فأنا لن اشارك لأن العلاقات اللبنانية- السورية تمر من فوق رأس السفير السوري..."

 

مواقف شمعون جاءت خلال مقابلة أجراها معه موقع "ليبانون فايلز" هذا نصها:

 

بعد عام على نتائج انتخابات 2009 النيابية التي أفرزت أكثرية لصالح قوى 14 آذار، هل ترون ان ميزان القوى قد انقلب لصالح "الأقلية"؟

- لقد ربحت الأكثرية الانتخابات على اساس مشروع وفكرة سياسية، لكن ما حدث عند تأليف الحكومة أفرغ النتائج من مضمونها عبر تأليف حكومة تم تقاسم الغالبية فيها مع المعارضة، وهذا ما خلق خيبة أمل عند جمهور 14 آذار، ترجم في بعض الأماكن في الانتخابات البلدية التي حصلت.

هل بالامكان القول ان الأكثرية أصبحت اقلية، خصوصاً بعد موقف الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية في مسألة العقوبات على ايران؟

 

- من صوّت ضد العقوبات أخطأ في الحسابات، فالامتناع كان افضل الممكن، وإلا فإن عكس ذلك سيوحي أننا ضد الرأي العام الدولي، فلسنا بالحجم السياسي الذي يسمح لنا بأن نكون ضد الأمم المتحدة. وبالتالي فإن الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان أخطأوا، باتخاذهم موقفاً لصالح طرف ضد آخر، لأن المنطق كان يفترض الوقوف مع توجه الأسرة الدولية القاضي بالتصويت مع العقوبات، أو اتخاذ موقف موحّد بالامتناع "لمسايرة" التوجه الدولي، لأنه من غير الجائز أن "نفتح على حسابنا".

هل أن مسألة التصويت ستؤثر على العمل الحكومي؟

 

- لا تغيير حكومياً في المدى المنظور، والحكومة ستبقى عرجاء حتى إشعار آخر. فلا انسجام بين أعضائها، في حين أن المفترض أن يكون هناك مشروع سياسي واحد يجمعها، لكن هناك فريقاً يضع العصي في الدواليب...

وماذا عن طاولة الحوار ودورها في مسألة سلاح "حزب الله"؟

 

- طاولة الحرار في الأساس "لا لزوم لها" وهي غير دستورية، لأنها تخلق كادراً مؤسساتياً يتم من خلاله التحايل على القانون. فالدستور واضح لناحية وضع قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن طاولة الحوار ليست سوى "مسايرة" خارجة عن الإطار الدستوري. ومع ذلك، هي لم تصل الى حل في أي ملف، بينما مجلس النواب هو المكان الطبيعي لمناقشة الأمور، كما أنها لا تعكس التمثيل السياسي لكل فئات المجتمع اللبناني.

لكن هناك أيضاً البيان الوزاري الذي يشير الى دور المقاومة في حماية لبنان من الأخطار الخارجية...

 

- ومن قال إن البيان الوزاري منزل ومقدّس. لقد أخطأ رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، عندما تحمّس لعروبته "زائداً عن اللزوم"، ونحن اليوم نحصد ثمرة هذه الغلطة في حكومة سعد الحريري. إن البيان الوزاري خطأ بحدّ ذاته، والأمر انعكس على الملفات الخلافية كافة داخل الحكومة.

لقد كان رئيس الجمهورية عرّاب إعادة إحياء طاولة الحوار، فهل ارتكب مخالفة دستورية في ذلك؟

 

- رئيس الجمهورية "لا يفهم سياسة"، والسبب خلفيته العسكرية. والتفكير السياسي السليم يفترض حل المسائل الخلافية عبر المؤسسات الدستورية، وليس المؤسسات الخارجة عن الدستور.

هل تعتبر ان رئيسي الجمهورية والحكومة يعكسان في المرحلة الحالية الدور السياسي السليم في التعاطي مع دمشق بعد الأزمة العاصفة التي نشأت بين لبنان وسوريا؟

- لقد كنت الطرف السياسي الوحيد الذي بقي في لبنان وعارض الوجود السوري خلال مرحلة الوصاية. واليوم لا أرى أي مشكلة في أداء رئيسي الجمهورية والحكومة، وفي زياراتهما المتكررة الى دمشق، لكن أود أن أذكرهما فقط بأن يتصرفا على أساس معادلة "لبنان أولاً"، وألا يقوما بتنازلات على حساب لبنان، لإرضاء سوريا.

لكن بغض النظر عن الزيارات الرسمية التي تحصل الى سوريا، نحن نرى مثلاً رموزاً أمنية محسوبة على "تيار المستقبل" تقوم بزيارات سرية وتلتقي مسؤولين سوريين أمنيين؟

- لا أعرف إذا كان هناك أمور تحصل تحت الطاولة، لكن كل ما يحصل فوق الطاولة "لا ينقّز".

 

كيف هي علاقتك اليوم مع النائب ولد جنبلاط، خصوصاً على ضوء تموضعه السياسي الأخير وزياراته المتكررة الى سوريا؟

- على المستوى الشخصي ليس هناك أي مشكلة. لقد كان هناك قاسم مشترك بيننا هو مسألة التعايش في الجبل، وعلى هذا الأساس كنا نتعاون مع بعضنا. كما ان ملف الشوف فرض وجود تواصل مباشر وغير مباشر مع جنبلاط من خلال مسؤولي "الحزب الاشتراكي". لكن في السياسة الوطنية كان هناك تباعد في الآراء. وانا اليوم غير موافق على عودته "الى الوراء"، حيث اعتمد مجدداً خطاباً يذكّرنا بأيام السوريين. وما يحزن، أنّه فقد قسماً كبيراً من مصداقيته ومن احترام الآخرين له ولخطه السياسي، وقد لمس جنبلاط ذلك بنفسه بشكل واضح من خلال نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، في المناطق السنية والدرزية والمسيحية. وقد اعترف "بأنو جماعتو غلّطوا" في دير القمر، بينما تمكّنا من تحقيق شبه أعجوبة، حيث كان الاتجاه للتوافق في البلدية، إلا أن تنصّلهم من هذا التوافق دفعنا الى تركيب لائحة في ساعات وحصد 13 مقعداً من أصل 18. أما في ما يخص زياراته الى دمشق، فجنبلاط لا يقوم بمهمة رسمية عندما يلتقي السوريين ولا يمثل الشعب اللبناني. وهذا شأنه إذا أراد أن يذهب الى هناك، لكن أنا ضد الزعامات السياسية اللبنانية التي تفتح سكة خاصة مع السوريين، وليس عبر المؤسسات الدستورية، لكن الزيارات الشخصية تبقى أمراً آخر، ولا يفترض منحها غطاءً رسمياً، لأن من شأن ذلك أن يؤدي الى استقواء أطراف داخلية لبنانية بهذا النوع من الزيارات، فيعيد الأمور الى نقطة الصفر. وأنا أحمّل دمشق بذلك مسؤولية مباشرة عبر ايحائها بتدخلها من جديد في شؤوننا الداخلية.

 

يقيم وليد جنبلاط السبت المقبل حفل تكريم للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي وستحضره شخصيات سياسية من الموالاة والمعارضة، فهل وجّهت الدعوة اليك لحضور حفل التكريم؟

- لم توجّه اليّ بطاقة دعوة، وحتى لو دعيت فأنا لن أذهب بالطبع. فأنا ما زلت بانتظار أداء مقنع من قبل السفير السوري يوحي بأنه معتمد في بيروت في مهمة دبلوماسية تؤمن خط التنسيق والتعاون بين البلدين. وهناك المجلس الأعلى اللبناني- السوري المفترض ان يرمى في سلة المهملات الى حين ايجاد دور له. العلاقات اللبنانية- السورية تمر من فوق رأس السفير السوري، وكنا نتمنى إقامة علاقات دبلوماسية صحيحة مع سوريا، إلا أنه يبدو ان "الخَصلات القديمة" هي السائدة والمسيطرة حتى الآن.

 

 لماذا "حزب الأحرار" غائب عن صورة الحراك المسيحي على الساحة السياسية لصالح "استفراد" واضح لـ "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" باللعب على هذه الساحة؟

- الفرق فقط في عدم توافر "البنزين"... المهرجانات والحضور السياسي يتطلب أموالاً وهذا ما لا نملكه.

 

هل برأيك تمويل "التيار" والقوات" داخلي أم خارجي؟

- لا أعلم، اسأليهما...

 

يبدو خلافك مع ميشال عون "أبدياً"...

- لا عودة الى الوراء إطلاقاً مع عون. لم اقتنع يومأ بحنكته السياسية، وعنده الكثير من الغطرسة والديكتاتورية التي لا يمكن ان أتقبّلها. ونظرة الى حال "تياره" اليوم تؤكد ما أقوله...