الحديث الكامل للأسد ومن ضمنه مواقفه من لبنان وسليمان والحريري وعون وجنبلاط

 الأربعاء, 24 مارس 2010

في حديث شامل مع قناة المنار، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن إسرائيل التي لا تفهم سوى لغة القوة تدرك أن الجيش السوري يطور نفسه لخوض أي حرب تفرض على سوريا.

لبنانياً أكد  الأسد ضرورة تحديد الأسس التي يجب أن تقوم عليها هذه العلاقات، مفنداً بعض تفاصيلها. وإذ أكد أن دمشق لا يمكن أن تكون حيادية اذا ما تعلق الأمر بفريق مقاوم وآخر ضد المقاومة نفى الأسد ما يثيره البعض عن ممارسة سوريا لأية ضغوط على المواقف والقرارات الفلسطينية وأكد وقوفها على مسافة واحدة من مختلف الأطراف.

وهنا نص المقابلة كاملة مع الرئيس السوري بشار الاسد :

عند انتقادهم للنظام العربي الرسمي يلجأ الإعلاميون العرب الى استخدام تعبير معظم الانظمة العربية وذلك لتمييز بعض الرؤساء وفي مقدمهم الرئيس بشار الاسد الذي يحتفظ لدى المواطن العربي بخصوصية قد تكون في احد وجهيها ميزة لكنها على الوجه الاخر ترتب عليه المزيد من المسؤوليات والالتزامات. الحوار مع الرئيس الاسد يتجاوز في معناه وقيمته حدود الحوار الصحفي مع رئيس، فالاعلامي العربي لا يمكنه هنا الا ان يكون بشكل او بآخر ممثل لقطاع عريض من الجماهير العربية التي منحت ثقتها لهذا الرئيس، لا يمكنه التغاضي عن حقيقة ان الدكتور بشار الاسد مواطن يشغل منصب الرئيس او انه رئيس لم يتخلى عن مواطنته. الاعلامي هنا لا يمكنه ان ينكر ان حدود الحوار مع الرئيس الاسد ارحب بكثير لانه ليس من الرؤوساء الذين يملون على الاعلامي اسئلة بعينها ولا يضع امامه محرمات او خطوط حمراء لذا اعدكم اعزائي بعدم التفريط او التنازل في اي من هذه الميزات، سيادة الرئيس اهلاً وسهلاً بكم.

الرئيس السوري بشار الاسد: اهلاً وسهلاً بك في سوريا.

سؤال : البداية سيادة الرئيس لا بد وأن تكون من عبور سوريا لكثير من الازمات التي كانت خلال السنوات الاخيرة وذلك من خلال سياسة الصمود والتحدي، علماً ان هذه السياسة كان من الممكن ان ترتب على سوريا اثماناً باهظة، سؤالي عن مساحة المغامرة في القرار السوري بالمواجهة التحدي تفضل؟

الاسد: هناك مغامرة مفروضة ومغامرة بالاختيار نحن لسنا مغامرين كسوريين ولكن نحن نعيش في الشرق الاوسط، والشرق الأوسط منطقة معقدة عبر تاريخها منذ قرون حتى منذ الاف السنين دائماً هناك مطامع في هذه المنطقة تحديداً وربما شرق المتوسط حوله، لانها قلب العالم وفيها مصالح استراتيجية اذا اردت ان تصنع سياسة او حرب هي بكل الاحوال مغامرة، لكن كما قلت هي مغامرة مفروضة لكن علينا ان نفرق بين المغامرة والمقامرة، المقامرة هي ان نفترض ان الحل الاسهل والافضل ان نضع مستقبلنا ومقدراتنا بأيدي القوى الكبرى التي ستقوم بحل مشاكلنا ومن خلال التجارب الماضية دائماً القوى الكبرى تعقد المشاكل لاسباب مختلفة غالباً عن سوء نية. لكن لو افترضنا حسن النية ايضاً يعقد المشكلة لانهم ليسوا ابناء هذه المنطقة، نحن لم نقبل ان نكون جزء من مقامرة تضع سوريا وسياساتها ومصالحها جزء من مشروع خارجي وهذا ما حصل في المرحلة الاخيرة عندما طرح مشروع الشرق الاوسط وكان له جوانب مختلفة منها العراق ولبنان وكان من المفترض لسوريا ان تكون وحاول اغراءها لتكون جزء منه ورفضته كان لابد من دفع الثمن. وهذا يتطابق مع خطاب قلته في العام 2005 عندما قلت ثمن المقاومة اقل من ثمن الفوضى والمقامرة سوف تؤدي الى الفوضى وستؤدي الى الثمن "الابهظ" بين الثمن الباهظ والثمن الابهظ سوف نختار الثمن الباهظ عندما لا يكون هناك ثمن قليل او لا ثمن.

سؤال: اكدتم مراراً سيادة الرئيس انكم في سوريا ضد سياسة الصفقات والمساومات المشكلة هي ان الطرف الآخر اقصد الولايات المتحدة الاميركية نظام لا يؤمن الا بالضغوط والصفقات ومع ذلك تتحسن العلاقة كيف وصلتم الى هذه المعادلة الالتزام بعدم الدخول في صفقات مع طرف لا يقبل اصلاً الا بالصفقات؟

 الاسد: بالمحصلة هم فشلوا ليس الولايات المتحدة الاميركية انما كل اصحاب المشروع نفترض ان صاحب المشروع هو بوش لا نريد ان نمزج بين الادارة السابقة والحالية بكل تأكيد هناك فروقات بالتالي عندما نقول الولايات المتحدة يعتقد البعض ان المشروع مستمر هو نفسه. في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة بادارتها السابقة ومعها بعض الدول الاوروبية فرنسا، بريطانيا ومعها اسرائيل ومعها حلفاء اخرين في اوروبا وفي العالم وفي المنطقة، بالمحصلة فشلت هذه المشاريع وكان لا بد من البحث عن طريقة اخرى كان لا بد من التعامل مع الواقع. انا اعتقد انهم بدأوا يتعملون الدروس ليس بالضرورة ان يكونوا تعلموا وليس بالضرورة ان يكون هذا الدرس الذي تعلمه البعض ان يكون مستمراً لانه يأتي اشخاص ولا يقرأون التاريخ ويقعون في نفس الخطأ. لذلك هذا التاريخ وهذا الخطأ يتكرر بشكل مستمر ولكن نحن طبعاً بالاضافة الى تمسكنا بثوابت معينة تمثل مصالحنا وقناعتنا نحن نتعامل معه من خلال شرح الوقائع. هم ساروا لمرحلة معينة بسياسة المصطلحات ارهاب، ديمقراطية خير شر، وخلقوا لنا عالم نعيش فيه مع الاسف، بل ربما لحسن الحظ هم وقعوا في هذا الفخ وعاشوا في عالم الوهم ونحن كنا نتحرك من خلال الواقع الان هم يريدون ان يأتوا الى هذا الواقع بغض النظر عن اتفاق وجهات النظر ام لا.

سؤال: التفريق الذي اشرت اليه ما بين ادارة بوش واوباما هل لانك لا تريد ان تأخذ اوباما بذنب بوش ام انك تلحظ اختلافات بالفعل؟

 الاسد: كلا هناك اختلافات واضحة، اولاً في الطروحات التي نسمعها بكل الخطابات. ثانياً بالمقارنة لم نعد نسمع لغة املاءات هناك اختلاف في وجهات النظر هذا شيء طبيعي ولكن ليس لغة املاءات لا نستطيع ان نقول ان هناك نتائج لسياسة اميركية معينة، ولكن هناك ايضاً مؤسسات في الولايات المتحدة ربما لسبب او لآخر لا تريد للرئيس اوباما ان ينجح لذلك لا بد من التفريق كي نكون موضوعيين.

سؤال: لكن اسمح لن اوصف الكلام الذي تحدث به امام لجنة العلاقات الخارجية مجلس الشيوخ يوم 16-3-2010 السفير ستيفن فورد سفير الولايات المتحدة لن اوصفه، لكنه كان كلام شديد القصوى وقال انا لست جائزة لسوريا، سوريا لم تتغير وضعها مقلق، تحدث عن ضرورة تأثير مباشر في قراركم السياسي وخطأ في حسابات سوريا مع حزب الله ومن اخطر ما قاله هو تحدث عن خطورة انجرار سوريا في مواجهة مع اسرائيل ولو عن دون قصد، اترك لكم توصيف هذا الكلام.

 الاسد: هو قال هذا الكلام امام الكونغرس وقبل ان يصبح سفيراً، انه يصبح سفيراً عندما يأتي الى سوريا ويقدم اوراقه واوراق اعتماده. عندما يصبح سفيراً ويقدم اوراق الاعتماد نستطيع ان نتعامل مع كل كلمة من خلال مواقفنا المعروفة لست بحاجة لشرح هذه المواقف لأن مواقفنا معلنة لكن في نفس الوقت اقول ان اي سفير بغض النظر عن شخصية السفير هو يمثل سياسة بلده افضل سفير بسياسة بلد سيئة لا قيمة له ستكون النتيجة سيئة، واسوأ سفير بسياسة جيدة ربما يفرض عليه ان يأتي بنتائج لمصلحة البلدين. من يحدد السياسة ونتائجها هي سياسة الحكومات وليس سفير بشخصيته او تصريحاته مع ذلك اقول لست بموقع ان اعلق على كلام سفير، عندما سيأتي سوف نعلق بكلام على أي كلام يصدر من سوريا من خلال مهمته الجديدة بالنسبة للاقناع فله حق الاقناع ولنا حق الاقتناع.

سؤال: اعود الى حديث الصفقات ولكن من زاوية اخرى نعم ربما لا توجد صفقات لكن هناك من يسمي الامور بأنها اثمان. الى اي حد يمكن اعتبار ان من الاثمان التي دفعتها سوريا لتحسين علاقتها بالغرب وبالعرب هي مسألة القبول بعلاقات دبلوماسية مع لبنان فتح السفاراتين خاصة ان اطراف لبنانية توجهت بالشكر لفرنسا على هذه المسألة اليس هذا بثمن؟

 الاسد: هناك بعض الاطراف اصرت بانها حققت شيئاً من سياساتها خلال عدة سنوات ماضية. الخمس سنوات الماضية في الحقيقة لم تحقق شيئاً ادخلت لبنان في متاهات لا احدد من هي هذه الجهات اتحدث بشكل عام كي لا يقال اني اقصد فلان او فلان او جهة معينة. الان تريد بعض القوى تريد ان تقنع الاخرين انها حققت شيئاً ربما يكون شيء حتى لو كان سفارة، السفارة انا من طرحها في عام 2005 ولم تكن طرحاً لبنانياً لا احد من حلفائنا السابقين ولا اللاحقين طرحها قبل ان اطرحها او اعتقد كان لها من المؤيدين في ذلك الوقت الرئيس بري، طرحت بوجود الرئيس بري والرئيس لحود والرئيس عمر كرامي في اجتماع اللجنة السورية المشتركة العليا لكن عندما تغيرت الظروف في لبنان باتجاه سلبي جداً قررنا غض النظر عن هذا الموضوع. موضوع السفارة طرح سوري وبدون قناعة سورية لا يمكن ان يكون هناك سفارتين بين لبنان وسوريا، والمعروف عن سوريا حتى لو كنا نفكر بخطوة معينة عندما نشعر انها تأتي بطلب او فرض او محاولة تدخل في الخارج يكون الجواب الرفض مباشرة والدليل تحديداً لهذه القوى التي تحاول ان تسوق ان سياساتها او ضغط خارجي اتى بالسفارة، نقول ان هناك مثال اهم قليل من الدول تحدثت بموضوع السفارة لكن كثير من الدول الان تتحدث بترسيم الحدود ونحن كان جوابنا واضح بكلمة واحدة لا منذ سنوات حتى اليوم يسمعون نفس الكلمات، الموضوع موضوع ثنائي بين سوريا ولبنان يحدد بين سوريا ولبنان عندما يأتي بطلب من الخارج نحن لا نتحرك. الان بدأنا بالحديث مجدداً مع زيارة الرئيس سعد الحريري الى سوريا قبل ذلك الموضوع كان مغلقاً، لم يكن هناك علاقة بين حكومة سورية وحكومة لبنان الان نحن نبني هذه العلاقات ولكن اتحدث عن المبدأ اذا نجحوا بفرض ترسيم الحدود من الخارج سيكون كلامهم صحيح اذا فشلوا فعلى العالم ان لا تصدقهم.

سؤال: بقي ايضاً امر يتحدث به بعض اللبنانيين على انه من المنغصات في العلاقات وهي مسألة اصرار سوريا على ان لا تمنح لبنان ورقة رسمية بأن شبعا ارض لبنانية وتسأل لماذا هذا العناد السوري؟

الرئيس السوري: لانك لا تمنح ورقة لا تمتلكها، تمتلك هذه الورقة بعد ان تقوم بالاجراءات التي تؤدي بالوصول الى هذه الورقة. هذه الاجراءات اجراءات قانونية تحدد ملكيات من اصحاب الاملاك من منح هذه الملكية سوريا ام لبنان قبل الاستقلال وبعده الى اخره. من التفاصيل المرتبطة بهذه الاجراءات بعض الانتهاء من هذه الاجراءات نقوم بعملية ترسيم على الواقع وعندها يتم انهاء الموضوع. اما ان تمنح ورقة لاسباب سياسية هذا كلام غير منطقي.

سؤال: اشرتم سيادة الرئيس الى خطاب 2005 هنا سوف اتعامل مع الخطاب على اساس انه كان يضع الكثير من العلامات ويحدد الكثير من المعاني قلتم في هذا الخطاب بانكم ترون ما يحدث في لبنان انه 17 أيار جديد هل حكمكم على تطور الاحداث في لبنان اكد لكم هذه المقولة خاصة وانك قلت سوف يهزمون.

 الاسد: هي لم تكن نبوءه ولم تكن اختراع سوريا هي كانت قراءة لسياق الاحداث، كما قلت هذه الاحداث نفسها تتكرر لان نفس القوى الكبرى تقع في نفس الخطأ ونفس القوى الموجوده او ربما قوى جديدة ولكن تستند الى نفس الاسس لان الحل يأتي من الخارج بالمحصلة تسقط كل هذه القوى طبعاً 17 ايار جديد اهم بكثير واخطر واكبر من 17 ايار السابق. في عام 1983 كان الحاق لبنان بعملية السلام في ذلك الوقت بكامب ديفيد اما اليوم 17 ايار الجديد هو مشروع الشرق الاوسط الذي تحدثت عنه كونداليزا رايس هذا له جوانب مختلفة، لبنان جانب منه، العراق جانب اخر اسقاط الانظمة والدول وطرح الاسس الاميركية – الاسرائيلية بشكل كامل كمنهج بالنسبة لنا كدول وشعوب هذا المخطط. هذا فشل وبوش فشل في افغانستان والعراق ولبنان عندما فشلت اسرائيل في تحقيق اهدافها عام 2006 فشلت، عندما فشلوا في اخضاع سوريا وايران وتغيير السلوك فشلت. عندما فشلوا في المؤمرات التي تمت في لبنان لاسقاط المقاومة كل هذا فشل لـ 17 ايار هنا سقط 17 أيار لذلك عندما كنت اتحدث عن 17 أيار كانت الرؤية واضحة هذا الشيء سوف يتكرر والقضية قضية زمن لم اكن أعرف متى سيسقط ولكن كنت اعرف بانه سوف يسقط.

سؤال: الفشل الذي تحدثتم عنه سيادة الرئيس هل تضعون في الاعتبار ان هناك محاولات اخرى سوف تكون ام ان الفشل اكبر من فشل الهزيمة على سبيل المثال؟

الرئيس السوري: المعارك مستمرة ولا اراها تتوقف كما قلت في البداية الشرق الاوسط منطقة معقدة وطالما ان المطامع موجوده وطالما ان الدول الكبرى لم تتعلم الدروس سوف تبقى المعارك مستمرة، ترتفع الوتيرة تنخفض يكون هناك فترات هدوء وبالمقابل فترات توتر وحروب الله اعلم ولكن لن تهدأ حتى يربح التيار، التيار هو التيار الشعبي الموجود في المنطقة بشكل عام الذي هو تعلم الدرس الاساسي بأن حل المشاكل يكون بايدينا ولا يكون من خلال التنازل عن الحقوق يكون بالتمسك بالحقوق. هذا الدرس تعلمناه على المستوى الشعبي قبل الرسمي هذا هو التيار الان عندما يسير الكل مع التيار لا يكون هناك معاكسات لهذا التيار وبالتالي لا يكون هناك اضطراب.

سؤال: هناك سوف نتحدث سيادة الرئيس في بعض الامور التفصيلية بعض الشيء في العلاقة بينكم وبين لبنان، جميل ان تتحسن العلاقة لكن شكل العلاقة  كما نراها الان ان يتودد الرئيس سعد الحريري ويترك لقواعده مهمة الانتقاد والهجوم ولحلفائه ذكرنا لا يفرق بينه وبينكم الا الموت. ايضاً هناك من بشر انه ان اتى السيد وليد جنبلاط سوف تبقى قواعده في 14 آذار لماذا تقبلون بهذه الصيغة من العلاقة، القيادة تتقدم والقواعد تهاجم؟

 الاسد: دعنا نستثني من السؤال الرئيس سعد الحريري كونه الان رئيس حكومة الوفاق الوطني ونحن نتمنى لهذه الحكومة ورئيسها التوفيق في مهامه الصعبة في نفس الوقت نحن نحاول أن نبني علاقة جيدة. انا والرئيس الحريري بشكل مباشر وشخصي كي تؤدي الى دفع الجانب المؤسساتي في العلاقة بين سوريا ولبنان فنضعه جانباً ونتحدث بغض النظر عن التسميات الموجوده في لبنان. هذا السؤال يجب ان يوجه اولاً لاصحاب العلاقة لماذا يقولون هذا الكلام بعكس رؤوسائهم او رؤوساء كتلهم او من يتبعونه هذا السؤال هم يعطون جواب عنه، لكن من وجهة نظري هو لا يؤثر على سوريا بل على مصداقية المعنيين بالموضوع في لبنان عندما اقول كلام ويقوم فريقي بتصريح بكلام معاكس او التصرف بسياسة معاكسة لسياستي هذا يعني بأنني فاقد المصداقية هذا يضرني انا، لذلك اعتبر هذا الموضوع جزء من التفاصيل اللبنانية – اللبنانية التي لا تؤثر على سوريا والاهم منها ان القوى التي تذكرنا بعد استثناء الاسماء والتي وقفت ضد سوريا في تلك المرحلة كانت متعلقة بما تعتبره قضيب فولاذي لا يسقط لانه مشروع كبير عندما سقط المشروع سقط معه الفولاذ. هم الان يتمسكون بشقة هذه القشة تكون احيانا عبارة عن تصريح من هنا ومن هناك استفزاز لسوريا لكن بالنسبة لنا هذه القوى لم تكن موجودة على الخريطة السياسية السورية، لذلك نحن لا نقبل ولا نرفض انت لا تقبل، انت تقبل او ترفض شيء تضعه امامك في الاعتبار لكن هذه التفاصيل لا تعنينا.

سؤال: توجد حملة او ما يسمى بحملة في هذه الايام تستهدف الرئيس ميشال سليمان بالانتقاد في لبنان. منهم من قال ان من يقوم بهذه الحملة حصل على ضوء اخضر من سوريا الى جانب هذا الفريق ومنهم من يقول ربما لم تعط سوريا الضوء الاخضر لكنها مرتاحة بدليل ان سوريا لم تعط تعليمات او توجيهات بضرورة توقف هذه الحملة ما علاقتكم بهذا الملف؟

 الاسد: انا شخصياً منذ التسعينات كنت اعتقد بأن دخول سوريا في التفاصيل اللبنانية مضر بسوريا واليوم اؤكد بعد ان خرجت سوريا من لبنان بأن الدخول في هذه التفاصيل ليس من مصلحتنا نحن نقول بشكل واضح نحن ندعم موقع رئاسة الجمهورية وبالتالي ندعم رئيس الجمهورية. دعمنا رؤساء الجمهورية السابقين الرئيس الهراوي والرئيس لحود وندعم بنفس المقدار الرئيس ميشال سليمان وندعم الرئاسات الاخرى من خلال كونها مؤسسات تمثل الدولة اللبنانية. اذا كان لدينا شيء انتقاد او ملاحظة تجاه اي شخص او ارئيس او مسؤول لدينا علاقة مباشرة معه وخاصة الرئاسات الثلاثة لدينا جرأة ومقدرة والطريقة للتواصل المباشر معه وقول اي شيء. يقال بأن شخصا ذم رئيساً او مدح به لا سوريا تقف وراء الذم او الهجوم ولا وراء المديح اتمنى على اللبنانيين الان وفي المستقبل ان يخرجوا سوريا من هذه التفاصيل اتمنى ان يكون جوابي قاطع. في المستقبل كما في الماضي لم نعلق على هذه الاشياء لكن بما انك سألت هذا السؤال اتمنى ان يكون هذا موقف واضح تجاه كل القضايا والتفاصيل المشابهة في لبنان ان يخرجوا سوريا من هذه التفاصيل نحن نريد من لبنان الخطوط العامة. موقف لبنان تجاه العلاقة مع سوريا وتجاه اسرائيل والسلام والامن والاستقرار وتجاه التعاون والعلاقات الأخوية بين الشعبين، اما ان ندخل في تفاصيل يومية لبنانية هذا ليس من مصلحة سوريا ونرفض هذا الكلام.

سؤال: سيادة الرئيس توجد ترجمة اخرى لشكل العلاقة التي يحاول ان ينسجها سواء بعض العرب او بعض الاطراف اللبنانية مع سوريا من حيث الشكل ومن حيث المضمون. الترجمة تقول بأن هناك من يهدف الى "تقطيع الوقت" الى ان يحدث امر ما، ربما يكون عدوان ربما يكون حرب او اي شيء اخر هل تشعر ان المسألة هي تقطيع وقت؟

 الاسد: الحقيقة لا يوجد لدي معطيات بهذا الاتجاه وهذا طبعاً سؤال عام ولكن مع بعض الدول العلاقات فيها مصداقية كبيرة وثقة كبيرة وفيها توافق في المبادئ الاسياسية، بالنسبة لموضوع اسرائيل او الحرب او اي تغير اخر. ولكن هناك قوى وربما بعض المسؤولين في الدول وربما هناك اشخاص يفكرون بهذه الطريقة انا اقول بانهم لا يقطعون وقت بل يضيعون وقتهم هم.

سؤال: على ذكر احتمالات الحرب والعدوان لن اطرح او اكرر ما سبق وفسره سيادة الوزير وليد المعلم لكن سوف اطرح شيء اكبر، سيادة الرئيس لماذا لا تعلنون حرب تحريرية على اسرائيل وهذا من حقكم ونكف عن مسلسل الانتظار واسرائيل يمكن ان تعتدي ولا تعتدي ما الذي يمنعكم؟

 الاسد: اولاً نتحدث عن السلام، يقال الطلاق ابغض الحلال هو حلال لكنه بغيض فانت تبحث عن حل مشكلة قبل ان تصل الى الاسوء فيها، نفس الشيء بالنسبة للحرب الحرب هي الاسوأ لا أحد يبحث عن الحرب في اي مكان في العالم هي تريد السلام ولكنها وجدت لغياب السلام اذا لا بد ان نبقى نسعى باتجاه السلام طالما أن هناك أمل. هل لدينا امل في الحكومة الاسرائيلية .. كلا، ولكن نعتقد بان اسرائيل اليوم بحسب ما نسمعه من انصار اسرائيل لم يعد لديها خيار سوى السلام. قوة الردع الاسرائيلية تأكلت مع الوقت مع ان اسرائيل تزداد قوة من الناحية العسكرية لكن مفهوم المقاومة بالمقابل يزداد لدى الشارع العربي. اسرائيل اصبحت فعلياً اضعف ولم تعد القوة العسكرية هي الضامن لاسرائيل. اصبح الكثير من انصارها خاصة من المنظمات الصهيونية وبعض اليهود المتعصبين لاسرائيل يقولون كنا نؤمن بالحرب وندعم كل حرب اسرائيلية الان نعتقد انه لا حل امام اسرائيل سوى السلام. اذا لا بد ان نعطي اولاً الهامش لعملية السلام. ثانياً بالنسبة لي الحرب التحريرية او المقاومة، المقاومة لا تنشأ بقرار من الدولة بل بشكل شعبي عندما لا يكون هناك دولة تعمل من اجل تحرير الارض المعروف انه في سوريا هناك دولة وجيش ويطور هذا الشيء نفسه. بحسب ما تقول اسرائيل لا نتحدث عن تصريحات او كتابات لقوى حليفة لسوريا العدو نفسه يتحدث عن مساعي سوريا لتطوير ذاتها هذا يعني عندما تستمر فترة اللاحرب واللاسلم هي فترة مؤقته اما ان تنتهي بالسلام او تنتهي بالحرب ولا يوجد خيار اخر ولكن انت لاتذهب باتجاه الحرب الا عندما تفقد الامل من خلال السلام.

سؤال: ما دقة او صحة ما يثار عن ان ما يكبل يدي سوريا عن الدخول في حرب تحريرية جادة هو ان هناك ما يشبه القرار الرسمي العربي في منطقة اخرى ليس مستعداً بأي حال من الاحوال لتغطية سوريا مادياً او سياسياً او حتى ادبياً في معركة من هذا النوع ما مدى دقة هذا الكلام.

 الاسد: عندما كنا في لبنان ونقاتل الى جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ضد الغزو الاسرائيلي لم يكن هناك من يغطينا. الحرب عندما تفرض عليك ان تخوضها بغض النظرعن موازين القوى لكن عندما تريد ان تحدد الحرب لنفترض استبعدت السلام والغيت فكرة السلام وتريد ان تدخل الحرب بشكل مؤكد لا بد ان تحسب الارباح والخسائر والتوقيت والطريقة هذا الموضوع ليس قضية بسيطة كي ان تعلن الحرب، القضية ليست قضية حماس. نحن متفقون اننا امام عدو لا يفهم سوى لغة القوى حتى الان ومتفقون ان السلام على ما يبدو في المدى القريب لا يبدو قادماً الى المنطقة، ولكن مع ذلك حسابات الحرب تختلف بشكل كبير على كل الاحوال هناك طرق كثيرة تصل اليها لاهدافك ليس بالضرورة عبر الحرب.

سؤال: لدي اسئلة اخرى، هذا المحور لكن يلح علي سؤال ينسب رأس السؤال الى السيد وليد جنبلاط لكن قبل ان ندخل في هذا الحديث لا بد ان نفتح هذا الموضوع سيادة الرئيس، هل اعتبرتم ان ما قاله السيد وليد جنبلاط بمثابة الاعتذار الكافي؟

 الاسد: لو قال شخص لاخر انا اعتذر منك ماذا يقصد هو يقصد بأنه اخطأ بحقه، هذا المضمون قاله وليد جنبلاط في اكثر من مقابلة نحن يهمنا المضمون، سوريا لا تبحث عن اعتذار وليس لدينا عقدة القوة او التفوق او الهزيمة طرحت بهذا السياق ونحن لسنا من هذا النوع ولسنا بحاجة لنثبت انفسنا. عندما يكون هناك ويطرح سلاح المقاومة على انه سلاح غدر ومن ثم تصبح سلاح يجب الوقوف معه وعندما تكون سوريا دولة احتلال ومن ثم يصبح الجيش السوري هو الجيش الذي دافع عن لبنان في مراحل مختلفة هذا بحد ذاته المضمون الذي نريده، ما نريده هو العودة الى الطريق الصحيح وانا لا اتحدث فقط عن وليد جنبلاط بل عن الاسس التي تستخدمها سوريا في علاقتها مع القوى المختلفة. نحن نريد ان يكون هناك التقاء بالمواقف التي نعتبرها صحيحه ونحاول ان نقنع الاخرين بها، هو خرج باتجاه اخر والآن يريد ان يعود. بالنسبة لنا هذا هو المضمون الذي البعض يسميه اعتذار كمصطلح لكن المهم هو المضمون وهذا هو المضمون الذي نبحث عنه.

سؤال: لكن هناك من يعتبر سيادة الرئيس انكم ربما تماطلون بموضوع بعض الدوائر تحدثت بشكل اكثر قسوة وقالوا يبدو ان سوريا تريد ان تهين وليد جنبلاط؟

 الاسد: الاهانة من الصفات السيئة بالاشخاص وليست من الطباع السورية. الحاقد يحاول اذلال واهانة الاخرين. القوي يصبر وسوريا تصبر ولا تهين نحن لم نكن نبحث عن ممطالة ولم نكن بحاجة للممطالة لو اردنا ان نقول نعم نقول نعم، نحن لم نكن نبحث عن لقاء بمعنى عن المكان، نحن نبحث عن لقاء بمعنى المواقف. لكن عندما يخرج انسان عن عائلته الطبيعية فالمجتمع لن يقف معه وسيكون هناك اذلال وهذا الشيء ينطبق على الوطن وعلى الحالة القومية. اما عندما تعود الى عائلتك كرامتك ستكون محفوظة بشكل كامل. نحن في سوريا لا نقبل ان يأتي الينا شخص سواء كان صديق او خصم حالي او سابق طالما ان دخل الى سوريا لا يمكن ان يأتي الا بكرامة محفوظة.

سؤال: الى اي مدى يمكن ان نعتبر ان مجيء السيد وليد جنبلاط سيكون على قاعدة انكم عفوتم عن ما سلف منه؟

 الاسد: هنا يعطي العلاقة طابع شخصي نحن دولة لا تغضب ولا تسامح او تحقد على فرد، نحن دولة نبني على اسس معينة لدينا مصالح معينة نتعامل مع القوى والاشخاص والدول الاخرى من خلال هذه الاسس طالما ان شخص او جهة ذهبت باتجاه فاختلفنا معها عندما تعود نحن نرحب بها لكن لا يوجد شيء شخصي كي نعفو او لا نعفو لنكن دقيقين بهذه الكلمة.

سؤال: لكن معادلة طرحت سيادة الرئيس النسيان في مقابل النسيان او السماح في مقابل السماح الى اي حد تقبلون بهذه المعادلة خاصة انها ترتب عليكم مسؤولية ضخمة؟

 الاسد: في مرحلة ماضية طرح كثير وقيل الكثير حول سوريا خاصة فيما يتعلق بالاتهامات لم نهتم بها كثيراً لانها كنا نعتبرها صدى للمشروع الاكبر. ولكن عندما يطرح موضوع التسامح نحن نرفض الفكرة لان قبول التسامح يعني القبول بالتهمة نحن نقول اي شخص في لبنان لديه اي معلومة مؤكدة بان سوريا قامت بهذا النوع من الاعمال او الجرائم عليه نحن نشجعه للقيام بالاجراءات القانونية التي توضح الامور وتكشفها وتحدد من المجرم. وهناك بازار الان، بازار المحاكم الدولية طبعاً هذا البازار فقد وهجه لم يعد كما في السابق لكنه مازال موجوداً، وهو موجود منذ زمن طويل كرس في هذه السنوات القليلة الماضية يستطيعون ان يذهبوا اليه ربما يصلون الى شيء ما، اما اذا كنا نريد ان نتعامل مع شيء ما قصص وروايات انا افضل ان ينشروها في كتب وربما هناك من يشتريها في سوريا نحن لا نقبل المسامحة والاهم من ذلك لا نحتاج من يسامحنا.

سؤال: قد يعتقد البعض مقارنة بين حالة كان فيها العماد عون في حالة حرب مع سوريا المشاكل كانت اكثر عمقاً وخطورة ومع ذلك تم الصلح وراينا حفاوة استقبال العماد عون هنا في حين ان الخلافات مع السيد وليد جنبلاط لم تأخذ هذا الشكل من العمق لم يكن فيها دم هل نتوقع معاملة بالمثل؟

الاسد: هذا الكلام صحيح او المقارنة صحيحة بيننا وبين العماد ميشال عون كان هناك دماء وصلت الى مستوى لم يكن احد يتوقع ان الامور قابلة للعودة لا جزئياً ولا كلياً، لكن هناك فرق جذري كبير. بالمقابل ان العماد عون عندما اختلف مع سوريا لم يكن جزء من مشروع خارجي، اختلف مع سوريا عن قناعة وبالعكس كانت العلاقات مع القوى الكبرى جيدة. وعندما اختلف معنا العماد ميشال عون اختلف عن قناعة نحن نحترم قناعات الاشخاص نختلف او نتفق هذا موضوع اخر، انه اختلف معنا من منظور شخصي او قناعة شخصية هو ربطها بقناعة وطنية نحن نحترم هذا الشيء والدليل علاقتنا بالراحل ريمون اده بقي يهاجم سوريا منذ دخولها الى لبنان وحتى مغادرته لم يتوقف عن الهجوم على سوريا عندما رحل قلنا به كلاماً طيباً ولم يكن جزء من مشروع خارجي، المبدأ هنا يختلف. لذلك عندما خاصم خاصم بشرف فكرة الشرف انه لم يكن جزء من مشروع، بالمقابل عندما كانت هذه القوى ضد سوريا لم يستغل هذا الموضوع ليتحالف معها قام بقناعاته باتجاه سوريا واتجاه القوى الاخرى في لبنان القريبة من سوريا والحليفه لسوريا والصديقة لسوريا بغض النظر عن التسمية تعامل معها من خلال قناعاته ولم يكن جزء من مشروع لا في مراحل سابقة ولا الحالية.

سؤال: متى سوف تستقبلون السيد وليد جنبلاط؟

 الاسد: نحن تركنا الموضوع من بدايته حتى نهايته بيد السيد حسن نصر الله المقاومة ممثلة بالحزب والسيد حسن هي التي تقوم بوضع كل تفاصيل هذه العملية من بدايتها حتى نهايتها، طبعاً يبقى تحديد الموعد النهائي مرتبط بالمواعيد في سوريا اليوم لدينا الرئيس الارميني وكان قبله الرئيس الايطالي وخلال ايام لدينا القمة العربية اعتقد سوف نناقش الموضوع مع اي شخص يأتي من قبل حزب الله لنحدد الموعد بشكل نهائي.

سؤال: لكن بالتأكيد رحل الامر الى ما بعد القمة العربية لكن حل التاريخ مفتوح؟

 الاسد: بعض القمة ربما خلال ايام او اسابيع قليلة؟

سؤال: صحح لي ان كنت على خطأ سيادة الرئيس استأذنك لو لم يتدخل سماحة السيد حسن نصر الله في ملف السيد وليد جنبلاط لما سارت الامور على هذا النحو؟

 الاسد: هو العامل الاكبر، لنقل ان هناك عاملين تغير المواقف السياسية التي صبت بمواقفنا السياسية في المحصلة كما قلت تغير الموقف تجاه المقاومة والعلاقة مع سوريا والموضوع الفلسطيني وتجاه العدو الاسرائيلي. وثانيا دور السيد حسن نصر الله ومصداقية المقاومة في سوريا، هذا لا يخفى على احد المصداقية عالية جداً للسيد حسن وحزب الله وكل مقاوم لدينا في سوريا. طبعاً هم لم ينطلقوا في ذلك من رغبتهم بلعب دور هم ليسوا بحاجة لدور كي يعطيهم موقع متميز في لبنان هم لديهم موقع، انطلقوا ونحن كنا مقتنعين بهذا المنطلق بأن هذا شيء يخدم مصلحة لبنان. الان لا بد من تخفيف التوتر حكومة جديدة هناك تحولات على الساحة اللبنانية تحولات في توجهات الكثير من القوى التي ذهبت بعيداً وبدأت تعود هذا النوع من اللقاءات ودور سوريا يساعد الوضع اللبناني - اللبناني على التحسن بشكل اكبر بعد اربع سنوات قاسية. طبعاً عندما يتحسن الوضع في لبنان نحن نستفيد كسوريا لاننا نرتاح. الموضوع في الحقيقة يخدم لبنان اولاً وسوريا ولكن اعود لسؤالك دور المقاومة لا استطيع ان اقول كضامن لانه في السياسة لا يوجد ضمانات كاملة ولكن كمطمئن لسوريا سوف تسير الى الامام وبحالة مستقرة لان السياسة السورية سياسة مستقرة لا تهتز ولا تسمح للاهتزازات لو كانت حادة ان تجعلها تهتز وتؤثر بها، نحن نريد مواقف مستقرة والزمن الذي سألت عنه بسؤالك السابق جزء منه لان سوريا تبحث عن علاقة مستقرة ليست علاقة مرحلية او مؤقته.

سؤال: سيادة الرئيس الحديث في هذا المحور عن القمة العربية، المواطن العربي وانت لست ببعيد عن نبضه لم يعد لديه الحدى الادنى من الثقة في هذه القمم وربما فقد الامل في الحصول على اي شيء منها ومن جديد يتجدد السؤال هل تكون هذه اخر قمة عربية؟

 الاسد: لا نتمنى ان تكون اخر قمة عربية ولا يوجد في الاجواء ما يوحي انها ستكون اخر قمة، بالعكس ما يظهر على الساحة خلال العقد الاخير اننا كعرب متمسكين في كل القمم العربية حتى في احلك الظروف والدليل القمة التي حصلت قبل غزو العراق بأسابيع قليلة والمواطن لا اعتقد انه فقد الثقة بالقمة بادائنا كمسؤولين والقمة هي عبارة عن يوم ونصف من كل العام لن يفقد الثقة بالقمة ويثق بنا في باقي الايام، المشكلة في ادائنا كدول عربية والمشكلة بالنسبة للقمة في مأسسة القمة نفسها. القمة هي تجمع ولقاء للرؤوساء والملوك والامراء العرب ولكن تخضع كثيراً لطريقة ادائنا الشخصية ليس فيها ضوابط محددة هذا ما قلته في خطابي في العام الماضي في الدوحة وفي هذه القمة هناك مقترح سوري ورقة سورية حول مأسسة عمل القمة، هي مجرد مقترحات قد تدفع خطوات قليلة الى الأمام. هناك مقترحات اخرى تطرح في المستقبل الامل في القمة باعتقادي وانا اتحدث كمسؤول لديه آمال في أية قمة يبدأ عندما نمأسس هذه القمة عدا عن ذلك قد تأتي قمة جيدة لكن قد تأتي بعدها قمة تنسف كل ما حصل او يأتي الاداء بعدها وينسف كل ماحصل. نحن بحاجة الى مأسسة القمة لاننا نمأسس معها اجتماع وزراء الخارجية العرب والعلاقات العربية – العربية مع جامعة الدول العربية بشكل اكبر ولكن لم تمأسس القمة اي جانب اخر او ضوابط تضعها على مستويات اخرى لا يمكن ان تعطي نتائج.

سؤال: سيادة الرئيس اسمح لي حالة الهزال التي يبدو عليها الوضع العربي هل هذا هو قدر العرب حجمهم الحقيقي هل لديهم امكانات ام تنقصهم الشجاعة ربما والقدرة الداء اين يستوطن؟

الرئيس الاسد: طبعاً هناك اختلاف بالرؤيا بين الدول العربية ولو انها اقل من قبل سنوات انا تحدثت في اكثر من مرة عن تسحن الوضع لا يعني انه اصبح جيداً لكن هو اقل سوءاً. لنكن واقعيين هناك اختلاف بالرؤية لكن الرؤيا تقترب ايضاً لاننا تعلمنا من السنوات الماضية والافتراق والرهان او الاعتقاد بأن الدول الاخرى سوف تحل مشاكلنا لم يؤد الى هذه النتيجة وبدأنا ندفع الثمن بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية المختلفة او اتجاهاتنا لكن حتى الان هذه رؤيا تقترب لم تصبح واحده، بعد الرؤيا انت  بحاجة الى خطة عمل لكن اذا وصلنا الى الرؤيا يكون هذا انجاز جيد الحقيقة هنا تكمن المشكلة الان.

سؤال: اسمح لي سيادة الرئيس كل المبررات التي يمكن ان تطرح على المستوى العربي الرسمي لا يمكنها ان تقنع المواطن العربي بأي شيء وهو يرى ما يحدث في فلسطين لن نتحدث ولن نسأل لماذا لم تنعقد قمة طارئة وان كان الوضع يستحق لنا تجارب سابقة في غزة او اثناء حرب 2006 ما الذي يحتاجه النظام العربي كم من الدم اكثر يحتاج حتى تلتئم قمة طارئة حتى يصدر قرار مسؤول؟

الرئيس الاسد: سؤالك انا سألته في اكثر من خطاب في قمة عربية موقفنا في سوريا كان واضح من حرب 2006 ومن حرب غزة وموقفنا معلن بالنسبة لدعم المقاومة. نحن نعتقد بأن المقاومة هي الحل لذلك لا استطيع ان اضع نفسي في موقع المجيب نيابة عن الاخرين انا اعتقد أن هذا السؤال يجب ان يسأل الى  الدول العربية الاخرى الى متى ننتظر؟ هذا كلام صحيح ولكن ايضا يرتبط بالسؤال الاول عن اداء النظام العربي واختلاف وجهات النظر. اولاً يجب ان نوحد وجهات النظر عدا عن ذلك اي كلام يبقى كلام نظري كيف نوحد وجهات النظر بالحوار، كيف نتحاور بحاجة الى تنظيم الحوار هل سلسلة.

سؤال: بما أننا في حضرتكم نسألكم عن موقف سوري محدد الى اي حد يمكن لنا ان نأمل في موقف سوري حاسم في القمة القادمة من المبادرة العربية، ام انكم سوف تلتزمون بموقف دبلوماسي حرصاً على العلاقات مع السعودية؟

الرئيس الاسد: في القضايا التي تتعلق بالحقوق والمصير والمستقبل لا يوجد مجاملات لا بين العرب ولا مع غير العرب وعندما طرح هذه المبادرة العربية في عام 2002 كان هناك حوار مكثف بيننا وبين السعودية حول هذه المبادرة. وبالمحصلة المبادرة كانت تجميع لكل ما نتحدث في شأن السلام اللاجئين، حدود 67 الدولة الفلسطينية كل هذه الاسس موجوده المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الامن وغيرها. نحن موقفنا حازم ليس بالضرورة ان يكون ضد، نحن ندعم تفعيل المبادرة العربية ونعتبر بانها مبادئ تحقق مصلحة العرب كان هناك خلاف او نقاش حول موضوع لماذا نلزم كل الدول العربية بالتوقيع بكل الاحوال غير ملزمة من الناحية القانونية اولاً الدول العربية التي لا ترغب بالتوقيع كانت تستطيع ان تكون خارج المبادرة وبنفس الوقت اذا حصل هذا السلام لا شيء يلزم هذه الدول بالتوقيع ان لم يكن لديها رغبة اما نحن الدولة المعنية مباشرة كسوريا ولبنان والفلسطينيين نحن بشكل طبيعي بغض النظر عن المبادرة طالما نتحدث عن اتفاقية سلام من الطبيعي اننا سوف نوقع هذا هو الحوار الوحيد. انا لا اعتقد انه يجب علينا الان ان نقول بالغاء المبادرة العربية، الغاء المبادرة يعني التنكر للمرجعيات وهذا شيء سيكون في مصلحة اسرائيل وهناك فرق بين الغاء المبادرة وبين ايقاف مبادرة السلام، وليس الغاء المبادرة المبادرة فيها مرجعيات.

سؤال: لماذا تقبل سوريا من حيث المبدأ وتمارس هذا أن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة عن طريق وسيط تركي. لماذا ايضاً قلتم في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير قد تفاوض السلطة الفلسطينية لكن من دون غطاء من لجنة المبادرة، وحينما يأتي الامر مثلاً الى لبنان يطرح شخص ما فرصة ان يكون هناك مفاوضات لاسترجاع الحقوق المتبقية اللبنانية تبدأ الاتهامات بالخروج عن الصف بالخيانة، بالعمالة، بالالتحاق لماذا لبنان؟

الرئيس الاسد: اولا نحن لم نمنع احد ونحن اختلفنا مع ياسر عرفات عندما خرج ولكن لم نمنعه ولكن هذا الموقف كان تجاه الفلسطينيين نحن كنا ضد ان يتفرد اي مسار بعملية سلام نحن دائماً مع التنسيق العربي على المسارات الثلاث ولكن بعد ان اصبح الموضوع الفلسطيني امر واقع خاصة بعد اتفاقية اوسلوا بقي التنسيق بين سوريا ولبنان وحتى هذه اللحظة هناك تنسيق مباشر في هذا الموضوع خاصة بيني وبين الرئيس ميشال سليمان عندما يطرح موضوع السلام نتحدث بالتفاصيل ونشرح لبعضنا البعض ماهي الامور التي طرحت، طبعاً الان لا يوجد عملية سلام ولكن علينا ان نحدد ما هو مفهوم المفاوضات المباشرة سوريا لم تدخل بمفاوضات مع اسرائيل. من الناحية التقنية المفهوم خاطئ والدليل على هذا الكلام انه عندما اتى جيمس بيكير ليحضر لمؤتمر السلام قبل عام 1991 كان يتحرك ذهاباً واياباً بين سوريا واسرائيل لعشرة اشهر اعتقد بهدف التحضير لمؤتمر السلام لم يتحدث في ذلك الوقت اي طرف في العالم عن مفاوضات غير مباشرة، لم يقولوا بأن جيمس بيكير يقوم بعملية مفاوضات بين سوريا واسرائيل هي لم تكن مفاوضات هو كان يرى ماهي الاسس التي يمكن ان تقبل بها الاطراف المختلفة لكي نطلق عملية السلام، هذا ما قمنا به في تركيا. لكن بدل ان يتحرك وزير الخارجية التركي بين سوريا واسرائيل وعملية الزمن وما تستغرقه قمنا نحن بارسال طرف او ممثل سوري الى اسطنبول والطرف الاسرائيلي نفس الشيء وكان وزير الخارجية التركي يتحرك بين الطرفين الهدف هو  نفس الهدف الذي كنا نعمل عليه في ذلك الوقت في مؤتمر مدريد هو ايجاد مرجعية واضحة للمفاوضات خاصة بعد مرور عقد من الزمن على توقف عملية السلام وازدياد فجوة الثقة بين العرب واسرائيل  - اساساً لم تكن موجودة - كان لا بد من ايجاد اسس للانطلاق خاصة ان التسعينات مرحلة التسعينات فشلت في تحقيق السلام كان لا بد من ايجاد اسس جديدة او اكثر دقة ومصطلحات اكثر تعريفاً ووضوح من اجل انطلاق عملية السلام حينما ننطلق في عملية السلام لا بد ان يكون لبنان مع سوريا نحن لنا مصلحة مشتركة نحن ولبنان في ان نكون مع بعضنا البعض، لا سوريا لها مصلحة ان تكون لوحدها ولا لبنان له مصلحة ان يكون لوحده وهكذا كانت وجهة نظرنا تجاه الفلسطينيين.

سؤال: قبل ان نستكمل الحوار في فرص السلام تبقى جزئية فيما يخص الجامعة العربية كان وزراء الاعلام العرب موقفهم واضح فيما يخص الاجراءات الاميركية الخاصة بالفضائيات المتهمة اميركياً بأنها ارهابية او تدعم الارهاب هل نأمل في الحد الادنى ان تتخذ القمة العربية موقفاً واضحاً وصريحاً بهذا الاتجاه ام ان الامر سوف يدخل الى الادراج من جديد؟

 الاسد: هذا ليس موضوعاً منفصلاً هذا جزء من المعايير المزدوجه وجزء من الرياء الغربي تجاهنا ، وهذا نحن نتحمل المسؤولية الاكبر فيها عندما لا نأخذ مواقف واضحة وعندما لا نحدد أسس معينة نقبل او  نرفض على اساسها اي اجراء ونأخذ بالمقابل اجراءات مضادة فلن يحترمنا احد وستبقى هذه الاجراءات تسير ويبقى اي بيان في اي قمة لن يكون له اي تأثير انما يكون هناك اجراءات فعلية ولكن هذا يعود ايضاً للسؤال السابق حول نوع العلاقات العربية – العربية هل هناك رؤية موحدة كيف نتعامل مع هذه الاشياء هذا ما اتحدث عنه عندما قلت هناك لا تزال الرؤية متقاربة ولكن غير موحده، احياناً متقاربة بمعنى نتفق حول المشكلة ولكن كيف نقارب هذه المشكلة حتى الان هناك وجهات نظر مختلفة، وطالما ان هناك وجهات نظر مختلفة لا اعتقد بأنه سيكون هناك اي اجراء جدي يردع الدول الاخرى عن القيام بمثل هذه الاعمال.

سؤال: تتابع بالتأكيد سيادة الرئيس ان في الاروقة السياسية والاعلامية الاميركية هناك حديث عن مبادرة سوف يتقدم بها بعد اشهر الرئيس اوباما للسلام يبدو ان الموضوع فلكلور رئاسي اميركي فكل رئيس يأتي السؤال الى اي حد يمكن اعتبار ان الرعاية الاميركية لعملية السلام ورطة وشر لا بد منه ام انها ربما رعاية يمكن ان تصوب وتؤخذ ولو بعض الشيء بعيداً عن الانحياز لاسرائيل؟

الرئيس السوري بشار الاسد: لو كانت ورطة لكان لدينا فرصة في السنوات الماضية لنقول نحن لا نريد الرعاية الاميركية نحن حتى في اللحظات او الاوقات الصعبة للعلاقة الاميركية السورية بقينا نقول ان الدور الاميركي هو اساسي هذا لا يرتبط بمن هو الرئيس. طبعاً عندما يأتي رئيس لا يريد السلام هذا الدور لن يكون موجوداً، لكن نحن نتحدث بشكل طبيعي عن ادارة ترغب بدفع عملية السلام الى الامام الولايات المتحدة دورها هام من خلال علاقتها باسرائيل المتميزة ومن خلال وزنها كالقوة الاكبر في العالم وكضمانة لعملية السلام عندما تنجز، لكن بنفس الوقت الولايات المتحدة عندما تتحدث عن التصويت هو صحيح من جانب التصويت لكن هناك تصويب بالمقابل يأتي من خلال اللوبيات في داخل اميركا هذه نقطة ضعف موجودة في الدور الاميركي. لذلك هذا الدور بحاجة ليس فقط لتصويب وانما بحاجة لمكملات هذه المكملات تأتي من خلال الأدوار الأخرى سواء الدور الاوروبي او الدور التركي حالياً. مع كل اسف الولايات المتحدة لا تعرف هذه المنطقة بشكل جيد، بالتالي هي غير قادرة على ادارة تفاصيل هذه العملية وانا اقول لهم من تجربتنا معهم موضوع الأمن هم احياناً غير منهجيين واحياناً يحللون المعلومات بشكل خاطئ. هم دائماً بحاجة الى مساعدة هي ليست ورطة ولكن فيها سلبيات، اذا فهمت هذه السلبيات وعرفت كيف تكملها بايجابيات اخرى من دول اخرى عندها تصل الى السلام وانت مرتاح وطبعاً نفترض ان هناك شريك هو اسرائيل.

سؤال: هل يمكن للرئيس الاسد ان يؤسس قراراً وسياسة اعتماداً على احتمال اتساع فجوة الخلاف بين الادارة الاميركية والكيان الصهيوني؟

الرئيس الاسد: تبقى مؤقته القضية ليست بالادارة الموضوع هو في المؤسسات الاخرى واللوبيات القوية التي تدعم اسرائيل، طبعاً هناك حديث الان متصاعد في الولايات المتحدة لم يكن موجوداً قبل سنوات حول مصالح أميركا وهل تتطابق مع مصالح اسرائيل او هل ان الوقوف مع اسرائيل يكون على حساب المصالح او الدماء احياناً الاميركية هناك شيء من هذا القبيل لا نريد ان نراهن. انا اقول أن الرهان هو علينا كعرب اذا اتت ادارة اميركية جيدة او سيئة وكانت العلاقة بينها وبين اسرائيل جيدة او سيئة، الرهان هو موقفنا ان لم يكن هذا الموقع قوي لا قيمة لكل هذه الرهانات.

سؤال: في جانبنا من ناحيتنا نحن كعرب سيادة الرئيس حينما نسمع خطاباً سورياً ان سوريا تقف في منتصف الطريق ما بين السلطة الفلسطينة وما بين المقاومة الفلسطينية وحماس والجهاد الاسلامي وبقية الفصائل لا يبدو الامر لا اجد اني مضطر على سبيل المثال كمواطن عادي ان اصدق ان سوريا تقف في منتصف الطريق ما بين المقاوم وبين من يقول لن تنجح اسرائيل في جرنا باتجاه انتفاضة جديدة؟

الرئيس السوري بشار الاسد: نحن لا نريد منك ان تصدق ولا نطرح هذا الشيء نحن نفصل الامور هناك جانب متعلق بالمقاومة نحن موقفنا واضح نحن ندعم المقاومة وصمود المقاومين بينما موقف السلطة واضح وموقف الرئيس محمود عباس واضح ولا يؤيد المقاومة نحن لا نخفي موقفنا وهو لا يخفي موقفه ولكن نحن نقف في الوسط فعلاً. في موضوع المصالحة الفلسطينية انطلاقاً من ان المصالحة لا تبدأ من خلال وقوفك مع طرف ضد طرف او تكون منحازاً، تبدأ المصالحة من خلال وقوفك في الوسط والوقوف في الوسط يفترض ان كل الاطراف قد تكون مخطئة ولكن من اخطأ اكثر او اقل ومن بدأ بالخطأ هذا يأتي لاحقاً بعد انجاز المصالحة وليس خلال الحديث عن المصالحة. لذلك يجب ان تضع وجهة نظرك تجاه ما تقوم به القوى المختلفة على الساحة الفلسطينية تضع هذه الوجهة النظر جانباً وتتحرك باتجاه المصالحة فنحن في هذا الموضوع نعم نقف في الوسط واستقبلنا الرئيس محمود عباس عدة مرات خلال العام الماضي.

سؤال: لماذا لا تقتنع القاهرة بهذه الرؤية بل بالعكس ترى هي تخفف حدة الحديث في الايام لكن تعتبر انكم بحكم علاقتكم بالمقاومة الفلسطينية ووجود مكاتبها عندكم تؤثرون على القرار الفلسطيني وخاصة فيما يخص المصالحة؟

الرئيس السوري بشار الاسد: لا كلمة "تأثير على قرارهم" يجب ان تكون دقيقة، نحن لا نحل محل الفلسطينيين نحن نقف مع الفلسطينيين يجب ان يأخذوا قرارهم ويحددوا الاتجاه ونحن نساعد، لا يمكن ان يأتي الحل لا من سوريا ولا من مصر ولا من السعودية ولا من دولة اخرى ان لم يكن الحل ينطلق من الساحة الفلسطينة، فكلنا سوف نفشل في أي دور نحاول ان نلعبه. اما لماذا لا تقتنع مصر لا أعرف كما تعرف في السنوات العديدة التي مضت لا يوجد حوار سياسي بيننا وبين مصر ولا نعرف كيف تفكر مصر في هذا الموضوع.

 سؤال: هنا سؤال في العمق التصريحات التي تصدر سواء من دمشق او القاهرة فيما يخص العلاقات الثنائية ما بين الدولتين نسمع لا توجد خلافات هل العلاقات العربية هشة الى درجة انها تنقطع بلا مسبب لهذه السنوات؟

الرئيس السوري: غير صحيح، انه لا يوجد خلافات دائماً، يوجد خلافات ونقول انه يوجد خلافات ولكن نحن في سوريا لا نعتقد ان الخلافات هي مشكلة التعاطي مع الخلاف هو المشكلة عندما تعتبر انك اذا لم تكن مثلي فانت ضدي هذه مشكلة كبيرة. من الطبيعي ان يكون لدينا خلافات لكن كيف ندير هذه الخلافات كيف نمنع انعكاس هذه الخلافات على بؤر التوتر في العالم العربي ، لذلك انا اعود لفكرة المأسسة لأن مأسسة العلاقة العربية – العربية هي التي تمنع انتقال الخلافات العربية الى الساحات الأخرى وفي نفس الوقت تمنع الانقسام في مكان ما من العالم العربي بأن ينعكس على علاقتنا مع بعض كدول عربية.

سؤال: هل شعرت ان مصر انزعجت من دخول تركيا على خط رعاية مفاوضات ربما لأن مصر كانت ترى نفسها هي المسؤولة عن هذه الرعاية او الوساطة؟

الاسد: مصر لم تكن وسيطة في يوم من الايام  ولا يمكن لمصر كدولة عربية ان تكون وسيطة ونحن لا نقبل ولا مصر تقبل ان تكون في الوسط، لا يمكن ان تكون حياديه بيننا وبين اسرائيل . مصر يجب ان تكون مع سوريا حتى لو كنا مختلفين على قضايا مختلفة لا نقبل ولا هي تقبل، الدور التركي لم يؤثر على اي دور مصري كل واحد يعمل باتجاه اخر ، يضاف الى ذلك لنقل ان البرود في العلاقة السورية المصرية بدأ قبل بدء المفاوضات والدور التركي.

سؤال: رأينا بعض المحاولات تفاءل البعض وقال يبدو ان المياه الراكدة تتحرك ولكن تعود من جديد الى السكون؟

 الاسد: كان هناك آمال في القمة العربية الحالية ان يكون هناك خطوة مشابهة لما تم بين سوريا والسعودية في العام الماضي لكن ربما مرض الرئيس مبارك يؤجل هذا، ولكن نحن في سوريا منذ عدة سنوات نستجيب مع كل مبادرة عربية قامت بها اكثر من دولة باتجاه تحسين العلاقات بين الدول العربية. من جانبنا نحن في سوريا لا يوجد لدينا مطالب من اية دولة نختلف معهم بالمواقف يختلفون معنا نحن نحترم مواقفهم وهم عليهم ان يحترموا مواقفنا، نحن لم نبدل مواقفنا خلال السنوات الماضية ولا نعتقد ان العلاقات العربية – العربية يجب ان يكون ثمنها العلاقة الجيدة طبعاً يجب ان يكون ثمنها تبديل موقف سوريا لذلك كنا مستجيبن ونعتقد بأن الامور تبدأ من الحوار والحوار بحد ذاته يقلص مساحة الاختلاف والنموذج هو العلاقة بين سوريا وقطر. انا دائماً اعطيها كنموذج نحن لا نتفق حول عدد من الامور بشكل مستمر كلما ظهر شيء جديد لكن هناك احترام كبير بيننا وبين الاخوة القطريين بنفس الوقت هناك حوار مستمر لذلك في المحصلة يكون هناك توافق في السياسات.

سؤال: سيادة الرئيس ايضاً فيما تركيا نسمع و نرى المحاكمات والاستعداد للمحاكمات لبعض من وجهت اليهم تهم محاولة الانقلاب في تركيا الى اي حد العلاقة السورية – التركية متينة حتى في ظل ولو احتمال ضعيف جداً ان يحدث هناك تغيير بشكل او بآخر في تركيا يأتي القوميون المتشددون او العسكر؟

 الاسد: العلاقة في تركيا مبنية مع كل المؤسسات حتى المؤسسات العلمانية الان سيكون لدينا غداً مؤتمر في المجال البحث العلمي مع الجامعات والجيش والامن المعارضة وغيرها كل هذه القوى وخاصة منها المعارضة للحكومة. حكومة اردوغان يقولون لنا نحن نختلف في تركيا على قضايا كثيرة مع الحكومة الحالية لكنا كلنا نجمع على العلاقة مع سوريا نحن دائماً نؤمن بأن العلاقة تبنى مع المؤسسات اولاً وتمتد باتجاه المستويات الاخرى كي تصل الى القاعدة الشعبية العريضة. دور الاشخاص في مواقعهم المختلفة محفز لهذه العلاقة ودور يعطي دفعاً ويفتح ابواب كانت ربما مغلقة لكن الرهان على العلاقات بين الدول دائماً يجب ان يبنى على القاعدة الشعبية بالدرجة الاولى وهذا الشيء نراه واضحاً بيننا وبين تركيا تحديداً.

سؤال: تنامي علاقتكم مع تركيا لم تعدل في مزاج بعض الدوائر العربية التي تعبر باستمرار عن استيائها من تنامي علاقتكم بايران، هنا احد روؤساء التحرير العرب تحدث معلقاً على لقاء دمشق الاخير قال أحد الطرفين يخدع الاخر انتم او ايران، وقال سوريا تؤمن بالمفاوضات والحل السلمي في حين ان ايران ترفع شعار ازالة اسرائيل وقال ان هذين الموقفين لا يمكن ان يتقاطعا؟

 الاسد: انا لم اسمع ولا مرة من مسؤول ايراني في حوارنا الطويل الذي عمره اكثر من ثلاثة عقود حوار وثيق بأنهم ضد تحقيق السلام او عودة الاراضي او عملية السلام والدليل هو تصريح ايران خلال المفاوضات غير المباشرة في تركيا بأنهم يدعمون سوريا في هذه المفاوضات، ان نخدع بعضنا لعقود وتكون النتيجة بالمقابل نتيجة هذا الخداع تحالف يصبح امتن كل يوم هذه معادلة متناقضة هذا هو جوابي.

سؤال هناك من يعتقد سيادة الرئيس انكم تسكتون في سوريا على اختراق ايراني للامن القومي في العراق كيف تردون على هذا؟

 الاسد: اختراق الامن القومي يكون من قبل الاعداء وليس من قبل دولة شقيقة تجمعنا معها روابط التاريخ والجغرافيا ايران وتركيا اذا كنا سنعتبر ان ايران تهدد الامن القومي لماذا لا نعتبر نفس الشيء بالنسبة لتركيا كلاهما يلعب دوراً ايجابياً ولا يوجد تناقض بين الدور التركي والدور الايراني . لماذا نغضب من ايران ولا نغضب من تركيا انا لا.. ان هذا الكلام في موقعه الصحيح نحن بحاجة الى علاقة جيدة مع ايران سواء اتفقنا معها في بعض التفاصيل او اختلفنا نحن بحاجة الى هذا الحوار، انا لا اتحدث عن سوريا. علاقتنا جيدة بايران اما بالنسبة للعراق اعتقد بأننا نقوم بما نقوم به عادة بأننا نلقي التهم على الاخرين، اذا كان هناك مشكلة في العراق لها علاقة بالخارج فهي اولاً بسبب الغياب العربي ما هو الدور العربي الموجود في العراق كي نقول بأن هناك دور ايراني حل محله نحن غائبون لنتفضل ونلعب دور في العراق وعندها نستطيع ان نحاسب الاخرين. العراقي يقول نحن نريد العرب هو لا يقول اننا نريد اي جهة اخرى، ونحن لا نتواجد اذا علينا ان نقوم اولاً بواجبانا قبل ان نلوم الآخرين اعتقد بأن التقصير هو منا كعرب والدور الايراني ايران جار للعراق اختلف معه حاربه خلال وجود الرئيس صدام حسين كان هناك حرب لمدة ثماني سنوات تركت اثارها على هذه العلاقة ولكن هناك مصالح مشتركة بين البلدين لا بد ان يكون هناك علاقة جيدة بين العراق وايران وأي بلد يجب ان يتفاعل مع الدول المحيطة حوله. نحن في سوريا نتأثر ونؤثر في لبنان ونتأثر ونؤثر في العراق ونفس الشيء مع الاردن وتركيا وهذا هو الشيء الطبيعي اما ان نقول ان الدول يجب ان تكون معزولة ولا تتفاعل مع بعضها فهذا غير مقبول.

سؤال: لم نعد نسمع لوماً اميركياً لسوريا فيما يخص ضبط الحدود مع العراق بالعكس بين الحين والاخر تسمع ما يشبه الاشادات، ما الذي حدث حتى تغير الولايات المتحدة الاميركية من لغتها في هذا الموضوع؟

لاسد: انا لا اعتقد ان الأميركيين يعرفون ما الذي يجري في العراق بكل بساطة، لا يوجد رؤية حتى الان ما هو المخرج والحل في العراق لا يوجد معرفة فيما يحصل ونحن نتحاور معهم ولكن الاسوأ في الموضوع ما يتعلق بالجوانب الامنية نحن قلنا لهم من تجربتنا المباشرة مع الاميركيين في مرحلة اعتقد ما بين 2001 بعد اعتداءات ايلول وحتى عام 2004 عندما قطعنا العلاقة في المجال الأمني معهم قلت لهم بكل صراحة وكل من التقيت منهم عضو كونغرس مسؤول حتى مؤخراً والمسؤولين الامنيين انتم لديكم معلومات كثيرة جداً ولكن لا يوجد لديكم معرفة وهناك فرق بين المعلومة والمعرفة. حتى عندما تاتي المعلومة لا تحلل بشكل صحيح لا عندما يقولون بأننا نضبط ولا عندما يقولون بأننا لا نضبط هذا الكلام صحيح لأننا نقول دائماً ان المشكلة هي داخل العراق والوضع السياسي العراقي والمشكلة هي في وجود طرف تتعاون معه. عندما تريد ان تضبط الحدود الحدود لها طرفين وليس طرف واحد فتضبط الحدود من الطرفين، عندما لا يوجد طرف ثاني تتعاون فكيف تتحدث او تقيم عملية ضبط الحدود هذا الكلام لا نتوقف عنده لا سلباً ولا ايجاباً.

سؤال: النتائج الرسمية للانتخابات العراقية سوف تعلن يوم الجمعة هل ترى سوريا ان طرفاً عراقياً هو اقرب اليها في العراق؟

 الاسد: لا نريد ان نرى هذا الجانب بهذه الطريقة نحن حاولنا خاصة قبل الانتخابات ان نستقبل معظم القوى العراقية لكي نؤكد بأننا نريدعلاقة جيدة مع كل هذه القوى خاصة ان معظم هذه القوى كان يعيش في سوريا بمراحل مختلفة نحن نعتقد ان البناء يجب ان يكون بناء مع اي حكومة و أي مؤسسات توجد في العراق في المرحلة المقبلة.

عمرو ناصف: حتى من وجه تهماً من العيار الثقيل الى سوريا بأنها تعبث بالامن الداخلي وحملكم مسؤولية بعض العمليات الارهابية؟

الرئيس السوري بشار الاسد: اذا كان هناك نية صادقة وصافية وطبية تجاه سوريا وقناعة بأن سوريا تريد الخير للعراق نحن لا يوجد لدينا مشكلة لا نتوقع للعمل السياسي عند التصريحات نحن ننظر الى المستقبل ولا نعيش في الماضي.

عمرو ناصف: سيادة الرئيس نعود في سؤال قد يكون الاخير فيما يخص دعم المقاومة يبدو ان هناك اطراف لديها امل في ان تيأس سوريا في لحظة ما عن دعم المقاومة وتتوقف ما الذي تقوله لهذه الاطراف المراهنة؟

الاسد: يمكن ان نيأس ويجعلونا نيأس اذا اقنعوننا ان لبنان تحرر بنية طيبة من قبل الاسرائيليين عام 2000 او انه فشل عام 2006 بسبب الوضع الدولي الذي منع اسرائيل من ان تحقق اهدافها عام 2006 او ان القوى الاخرى تعمل من اجل استعادة اراضينا وحقوقنا، هناك كثير من العناوين المشابهة اذا تمكنوا من اقناعنا بها سوف نقتنع نحن لا نتمسك بفكرة فقط لأننا نريد ان نتمسك بها ليست نوع من العناد نحن نرى الواقع اذا كانوا قادرين على قراءة الواقع او جعلنا نقرأه بشكل مختلف نحن مستعدين.

سؤال: لكن يبدو أن الازمة داخلة في الاعماق نحن نسمع لغة عربية لم تكن مطروحة خلط في مفهوم الاعداء والمقاومة هناك من وهب حياته فقط لتجريد المقاومة او محاولة تجريد المقاومة من سلاحها ، ما هو العنوان الذي يمكن ان تضعه سيادة الرئيس لهذه الصفحة من التاريخ العربي؟

الاسد: انا قلت في كل خطاباتي علينا أن ندعم المقاومة بدون خجل وتردد لا يجوز ان نوجد عناوين نختبئ خلفها في دعم المقاومة موقف سوريا واضح، انا اسميها مرحلة مقاومة اذا كان هناك انجازات فحصلت بفضل المقاومات من غير السياسية في المنطقة المقاومات هي التي فرضت من الاحداث السياسية التي صبت في صالح دول لا تعرف انه لولا المقاومة لما كانت هذه الاحداث التي يعتقدون بأنها احداث ايجابية فهي مرحلة مقاومة اساساً هذا ليس خياراً هذا خيار الاعداء هم الذين فرضوا هذا الخيار وليس العكس.

سؤال: الكلام والحديث حتى الاعلامي عن حزب البعث العربي الاشتراكي خف كثيراً هل لأنكم فترت درجة يقينكم بفكرة القومية العربية ام ماذا؟

 الاسد: بالعكس كنت اقول اذا كانوا دائماً يتهموننا باننا نتحدث بلغة الستينات انا اقول نحن مستعدين حتى ان نتحدث بلغة الثلاثينيات عندما اسس حزب البعث نحن نعتقد انه الان الفكرة القومية اكثر من قبل تثبت انها هي الملجأ الوحيد لنا كدول عربية ليس فقط انا لا اتحدث عن التضامن العربي وهو مرتبط بالاداء السياسي انا اتحدث عن العلاقة التي تربط بين مختلف مكونات الشعب العربي في الدول العربية المختلفة فكرة العروبة هي التي تربط بين كل مكوناته ومن دونها لا اعتقد ان هذه المنطقة يمكن ان تكون مستقرة الاحداث بما فيها العراق ولبنان واي حدث اثبت ان فكرة العروبة هي الاساس الذي يجب ان نبني عليه ونحن اليوم ان كنا لا نتحدث فلأننا نعتقد بأن ما كان يجب علينا شرحه في الماضي اليوم لسنا مضطرين لذلك هذه فكرة اصبحت اكثر تجذراً وتشرباً من قبل عقول المواطنين العرب.

سؤال: تحدثت في تصريح لك اثناء القمة الايرانية – السورية هنا قلت ونحن كدولة اسلامية لا اعتقد انني سمعت هذا التعبير منك اعطيت طابعاً دينياً هل هذا توصيف فقط لعنوان عريض ام انه له ما يدعمه في قراركم السياسي؟

  الاسد: نحن دولة مسلمة عندما نضعها في سياق منظمة المؤتمر الاسلامي كدولة مسلمة عندما نتحدث مع الدول الاسلامية نحن دولة اسلامية ومعروف دولة غالبيتها من المسلمين، ولكن نحن دولة قومية نحن دولة مجتمعها علمانية والعلمانية لا تعني معاكسة او معاداة الاديان هي تعني حرية الاديان بكل مكوناتها وكان الحديث في السياق عيد المولد النبي وتحدثنا عن ضرورة دعم المقاومة اخلاقياً وشرعياً، وشرعياً نتحدث كمسلم.

سؤال: حتماً الاتي هو السؤال الاخير، طالما فتحنا هذا الباب في الفسيفيساء الاسلامي ورد في كلام السيد وليد جنبلاط بعض التقسيمات او التنغيمات ذات البعد المذهبي اعلم الى اي مدى انت تنزعج من هذا الكلام ولكن هل انت مستعد للتسامح مع فكرة تأخذ مذهباً او اتباع مذهب في سوريا تحت لواء قيادة مختلفة؟

 الاسد: نحن نرفض ان يكون هناك هذه التقسيمات حتى لو كانت امراً واقعاً، الامر الواقع طبعاً الانتماءات الصغيرة هي ليست شيء معيب اذا كانت تصب في الانتماء الكبير وهو الانتماء الوطني كل انسان لديه انتماءات مختلفة ثقافية، عقائديه وغيرها ولكن يجب ان تصب من دون استثناء في الانتماء الكبير، المشكلة عندما تكون هذه الانتماءات هي بديل عن الانتماء الوطني.

سؤال: لفت انتباهكم ان لبنان وسوريا شعبان في دولة واحدة  عكس الامر كنا كان البعض يستاء نحن شعب واحد في دولتين السيد وليد جنبلاط عكس المسألة؟

 الاسد: لا اريد ان اعلق عليها ربما نسأله عنها لاحقاً لكي نفهم ما هو المضمون.

 

الرئيس الأسد في حديث قناة المنار

25 آذار , 2010

 بيروت-سانا

http://www.sana.sy/ara/3/2010/03/25/279708.htm

أجرى السيد الرئيس بشار الأسد حديثاً مع قناة المنار بثته مساء أمس تطرق فيه إلى مواضيع الأزمات التي عاشتها المنطقة خلال المرحلة الماضية والتجارب التي مرت بها ودور المقاومة في الحفاظ واستعادة الحقوق والقضية الفلسطينية والقمة العربية واعتداءات إسرائيل ومحاولاتها لتهويد القدس إضافة إلى مفاوضات السلام ودلالات الحرب الشاملة والمصالحات العربية ومستقبل العلاقات اللبنانية السورية والعلاقة مع تركيا وإيران.

لم ولن نقبل أن تكون سورية جزءا من مشروع خارجي

وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول مساحة المغامرة في القرار السوري بالمواجهة والتحدي خلال السنوات الأخيرة وعبور سورية الكثير من الأزمات: هناك مغامرة مفروضة وهناك مغامرة بالاختيار ولسنا مغامرين كسوريين.. لكن نحن نعيش في الشرق الأوسط والشرق الأوسط هو منطقة معقدة عبر تاريخها منذ قرون وحتى منذ آلاف السنين.. دائماً هناك مطامع في هذه المنطقة تحديداً وربما شرق المتوسط وما حولها لأنها قلب العالم وفيها مصالح استراتيجية فإذا أردت أن تصنع سياسة أو أن تصنع حرباً فهي بكل الأحوال مغامرة.. ولكن كما قلت هذه المغامرة مفروضة.. لكن علينا أن نفرق بين المغامرة والمقامرة.. المقامرة هي أن نفترض بأن الحل الأسهل والأفضل هو أن نضع مستقبلنا ومقدراتنا بأيدي القوى الكبرى التي ستقوم بحل مشاكلنا.

وأضاف الرئيس الأسد: من خلال التجارب الماضية دائماً القوى الكبرى تعقد المشاكل لأسباب مختلفة وغالباً عن سوء نية.. ولكن حتى لو افترضنا حسن النية فأيضا يعقد المشاكل لأنهم ليسوا أبناء هذه المنطقة.. فنحن لم نرتبط ولم نقبل أن نكون جزءاً من مقامرة تضع سورية وسياستها ومصالحها جزءاً من مشروع خارجي وهذا ما حصل في المرحلة الأخيرة عندما طرح مشروع الشرق الأوسط والذي كان له جوانب مختلفة منها العراق ومنها لبنان وكان من المفترض لسورية أن تكون منها وحاولوا إغراءها قبل حرب العراق لتكون جزءاً منه ورفضته فكان لابد من دفع الثمن.. هذا يتطابق مع ما قلته في خطابي عام 2005 عندما قلت إن ثمن المقاومة أقل من ثمن الفوضى.. والمقامرة ستؤدي إلى الفوضى وستؤدي إلى الثمن الأبهظ.. فبين الثمن الباهظ والثمن الأبهظ سوف تختار الثمن الباهظ عندما لا يكون هناك ثمن قليل أو لا ثمن.

وجواباً على سؤال حول كيفية تحسين سورية التي ترفض سياسة الصفقات والمساومات علاقتها مع الولايات المتحدة التي لا تؤمن إلا بالضغوط والصفقات.. قال الرئيس الأسد: بالمحصلة هم فشلوا ليس الولايات المتحدة وانما كل أصحاب المشروع لنفترض بأن صاحب هذا المشروع هو إدارة جورج بوش.. لا نريد أن نمزج بين الإدارة السابقة والادارة الحالية.. بالتأكيد هناك فروقات وبالتالي عندما نقول الولايات المتحدة قد يفهم البعض أن المشروع نفسه مازال مستمراً لكن في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة بادارتها السابقة ومعها بعض الدول الأوروبية فرنسا وبريطانيا ومعها إسرائيل ومعها حلفاؤها الآخرون في أوروبا وفي العالم وفي المنطقة.

وتابع الرئيس الأسد: بالمحصلة فشلت هذه المشاريع وكان لابد من البحث عن طريقة أخرى فكان لابد من التعامل مع الواقع.. وأنا أعتقد أنهم الآن بدؤوا يتعلمون الدروس وليس بالضرورة أن يكونوا قد تعلموا وليس بالضرورة أن يكون هذا الدرس الذي قد تعلمه البعض هو درساً مستمراً لأن الإدارات تتغير ويأتي أشخاص لا يقرؤون التاريخ ويقعون في نفس الخطأ.. لذلك هذا الخطأ وهذا التاريخ يتكرر بشكل مستمر ولكن نحن طبعاً بالإضافة لوقوفنا أو تمسكنا بثوابت معينة تمثل قناعاتنا ومصلحتنا فبنفس الوقت نحن نتعامل معه من خلال شرح الوقائع.. هم ساروا لمرحلة معينة بسياسة المصطلحات إرهاب..ديمقراطية..خير..شر... أرادوا أن يخلقوا لنا عالماً نعيش فيه من هذه المصطلحات وربما لحسن الحظ وقعوا هم بهذا الفخ وعاشوا بعالم الوهم ونحن كنا نتحرك من خلال الواقع.. الآن هم يريدون أن يأتوا إلى هذا الواقع فلا بد من اللقاء بين هذه القوى بغض النظر عن اتفاق وجهات النظر أم لا.

وردا على سؤال حول التفريق ما بين إدارة بوش وأوباما ووجود اختلافات بالفعل بين الإدارتين أوضح الرئيس الأسد أن هناك اختلافات واضحة أولاً بالطروحات التي نسمعها بكل الخطابات.. وثانيا بالمقاربة.. لم نعد نسمع غير لغة إملاءات.. هناك اختلاف في وجهات النظر هذا شيء طبيعي ولكن لا توجد لغة إملاءات.. طبعاً لا نستطيع أن نقول أن هناك نتائج لسياسة أمريكية معينة.. نقول لا توجد سياسة لكن هناك أيضا مؤسسات في الولايات المتحدة ربما لسبب أو لآخر لا تريد للرئيس أوباما أن ينجح.. لذلك لا بد من التفريق لكي نكون موضوعيين.

وبشأن توصيفه لكلام ستيفن فورد سفير الولايات المتحدة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء 16-3-2010 حول قوله بأنه ليس جائزة لسورية.. وسورية لم تتغير.. ووضعها مقلق.. وتحدثه عن خطأ في حسابات سورية مع حزب الله وخطورة انجرارها إلى مواجهة مع إسرائيل ولو عن دون قصد.. قال الرئيس الأسد.. هو قال هذا الكلام أمام الكونغرس وقاله قبل أن يصبح سفيراً فعندما يأتي إلى سورية ويقدم أوراق اعتماده نستطيع أن نتعامل مع كل كلمة من خلال مواقفنا المعروفة.

وتابع الرئيس الأسد: لست بحاجة لشرح هذه المواقف والرد عليها لأن مواقفنا معلنة ولكن بنفس الوقت أريد أن أقول إن أي سفير بغض النظر عن شخصية السفير هو يمثل سياسة بلده.. يعني أحسن سفير بسياسة بلد سيئة لا قيمة له وستكون النتيجة سيئة وأسوأ سفير بسياسة جيدة ربما يفرض عليه أن يأتي بنتائج لمصلحة بلده.. يعني أن من يحدد السياسة ونتائجها هي سياسة الحكومات وليس سفيرا بشخصيته أو بتصريحاته.. مع ذلك أقول وطبعا أنا لست بموقع أن أعلق على كلام سفير.. عندما يأتي سنعلق بأي كلام يصدر في سورية من خلال مهمته الجديدة.. أما بالنسبة للإقناع فله حق الإقناع ولنا حق الاقتناع.

وحول الأثمان التي دفعتها سورية لتحسين علاقتها بالغرب وربما أيضا بالعرب كالقبول مثلاً بعلاقات دبلوماسية مع لبنان..قال الرئيس الأسد: إن هناك بعض الأطراف أصرت على أنها حققت شيئا من سياستها خلال الخمس سنوات الماضية.. في الحقيقة لم تحقق شيئاً بل أدخلت لبنان في متاهات.. لا أحدد من هي هذه الجهات أنا أتحدث بشكل عام لكي لا يؤخذ بدقة أني أقصد فلانا او فلانا أو جهة معينة.. ولكن في المحصلة الوضع في لبنان لم يكن جيداً.. الآن تريد بعض القوى أن تقنع الآخرين بأنها حققت شيئاً فربما يكون شيئاً حتى لو كان سفارة.. طبعا السفارة أنا من طرحها في عام 2005 ولم تكن طرحاً لبنانياً لا أحد من حلفائنا السابقين ولا اللاحقين طرحها قبل أن اطرحها وأعتقد ان من المؤيدين كان في ذلك الوقت الرئيس نبيه بري وطرحت بوجوده والرئيس لحود والرئيس عمر كرامي في اجتماع اللجنة السورية اللبنانية المشتركة العليا ولكن عندما تغيرت الظروف في لبنان باتجاه سلبي جداً قررنا غض النظر عن هذا الموضوع.. فموضوع السفارة طرح سوري ولولا القناعة السورية لا يمكن أن يكون هناك سفارتان بين سورية ولبنان والمعروف عن سورية أنه حتى لو كنا نفكر بخطوة معينة عندما نشعر أنها تأتي بطلب أو بفرض أو بمحاولة تدخل من الخارج يكون الجواب بالرفض مباشرة.. والدليل تحديدا لهذه القوى التي تحاول أن تسوق بأن سياستها أو أن ضغطا خارجيا أتى بالسفارة نقول لهم إن هناك مثالاً أهم.. فقليل من الدول تحدثت بموضوع السفارة ولكن كثيراً من الدول حتى الآن تتحدث معنا في موضوع ترسيم الحدود ونحن كان جوابنا واضحاً بكلمة واحدة لا.. منذ سنوات وحتى اليوم يسمعون نفس الكلمة الجواب لا.

وتابع الرئيس الأسد: هذا الموضوع موضوع ثنائي بين سورية ولبنان يحدد بينهما.. عندما يأتي بطلب من الخارج فنحن لن نتحرك.. طبعاً الآن بدأنا بالحديث مجدداً مع زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سورية وقبل ذلك كان الموضوع مغلقاً.. لم تكن هناك علاقات بين حكومة سورية وحكومة لبنانية الآن نحن نبني هذه العلاقات لكن أنا أتحدث عن المبدأ إذا نجحوا بفرض ترسيم الحدود من الخارج فيكون كلامهم صحيحاً.. وإذا فشلوا فعلى العالم ألا يصدقهم.

وجواباً على سؤال تحدث بعض اللبنانيين عن إصرار سورية ألا تمنح لبنان ورقة رسمية بأن شبعا أرض لبنانية قال الرئيس الأسد: لأنك لا تمنح ورقة لا تمتلكها.. تمتلك هذه الورقة بعد ان تقوم بالإجراءات التي تؤدي للوصول إلى هذه الورقة.. هذه الإجراءات هي إجراءات قانونية تحدد الملكيات.. من أصحاب الأملاك.. من منحها هذه الملكية.. سورية أم لبنان.. قبل الاستقلال وبعد الاستقلال إلى آخره من هذه التفاصيل المرتبطة بهذه الإجراءات.. وبعد الانتهاء من هذه الإجراءات نقوم بعملية ترسيم على الواقع وعندها يتم إنهاء الموضوع.. اما أن تمنح ورقة فقط لأسباب سياسية فهذا كلام غير منطقي.

وبشأن إشارته في خطاب 2005 إلى أن ما يحدث في لبنان هو 17 أيار جديد وما إذا كان حكمه على تطور الأحداث في لبنان أكد ذلك قال الرئيس الأسد: لم تكن نبوءة ولم تكن اختراعا سوريا ولا اكتشاف سورية.. هي كانت قراءة لسياق الأحداث.. كما قلت هذه الأحداث نفسها تتكرر لأن نفس القوى الكبرى تقع في نفس الخطأ ونفس القوى الموجودة وربما قوى جديدة ولكن تستند إلى نفس الأسس بأن الحل يأتي من الخارج.. فبالمحصلة تسقط كل هذه القوى.. وتابع الرئيس الأسد: طبعا 17 أيار جديد أهم وأكبر وأخطر من 17 أيار السابق في 1983 الذي كان إلحاق لبنان بعملية السلام في ذلك الوقت كامب ديفيد في الثمانينيات أما اليوم 17 أيار الجديد هو مشروع الشرق الأوسط الذي تحدثت عنه كونداليزا رايس.. هذا له جوانب مختلفة.. لبنان جانب منه والعراق جانب آخر وإسقاط الأنظمة والدول وطرح الأسس الأمريكية الإسرائيلية بشكل كامل كمنهج بالنسبة لنا كدول وشعوب هذا هو المخطط هذا فشل بفشل إدارة بوش.. بفشلها في أفغانستان وفي العراق وفي لبنان وعندما فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها في عام 2006 وفشلت عندما فشلوا في إخضاع سورية وإيران وتغيير السلوك.. وفشلت عندما فشلوا في المؤامرات التي تمت في لبنان لإسقاط المقاومة.. كل هذا فشل في 17 أيار لذلك عندما كنت أتحدث عن 17 أيار السابق كانت الرؤية واضحة بأن هذا الشيء سيتكرر والقضية قضية زمن لم أكن أعرف متى سيسقط ولكن كنت أعرف بأنه سيسقط.

التيار الشعبي في المنطقة تعلم الدرس أن حل المشاكل يكون بالتمسك بالحقوق

وجواباً على سؤال ما اذا كانت سورية تضع في الاعتبار بأن هناك محاولات أخرى سوف تكون أم أن الفشل أكبر من الفشل.. هزيمة على سبيل المثال قال الرئيس الأسد.. إن المعارك مستمرة ولم تتوقف وكما قلت في البداية الشرق الأوسط منطقة معقدة ومادامت المطامع موجودة ومادامت الدول الكبرى لم تتعلم الدروس فستبقى المعارك مستمرة.. ترتفع الوتيرة وتنخفض.. ويكون هناك فترات هدوء وبالمقابل فترات توتر.. يكون هناك حروب الله أعلم لكن لن تهدأ حتى يربح التيار.. التيار هو التيار الشعبي الموجود في المنطقة بشكل عام الذي تعلم الدرس الأساسي بأن حل المشاكل يكون بأيدينا ولا يكون من خلال التنازل عن الحقوق.. يكون بالتمسك بالحقوق.. هذا الدرس نحن تعلمناه على المستوى الشعبي قبل الرسمي.. هذا هو التيار الآن عندما يسير الكل مع التيار لا يكون هناك معاكسات لهذا التيار وبالتالي لا يكون هناك اضطراب.. وبخصوص العلاقة بين سورية ولبنان وتباين الخطاب بين القواعد والقيادات في لبنان تجاه سورية وسبب قبول سورية بهذه الصيغة من العلاقة لقيادة تتقدم وقواعد تهاجم كما هو حال الرئيس الحريري وقاعدته قال الرئيس الأسد.. دعنا نستثن من السؤال الرئيس سعد الحريري كونه الآن رئيس حكومة الوفاق الوطني ونحن نتمنى لهذه الحكومة ولرئيسها التوفيق في مهامها الصعبة وبنفس الوقت نحن نحاول أن نبني علاقة جيدة أنا والرئيس الحريري بشكل مباشر وشخصي لكي تؤدي إلى دفع الجانب المؤسساتي في العلاقة بين سورية ولبنان فنضعها جانباً وأتحدث بشكل عام عن القوى بغض النظر عن التسميات الموجودة في لبنان.. وهذا السؤال يجب أن يوجه أولاً لأصحاب العلاقة لماذا يقولون هذا الكلام بعكس رؤسائهم أو رؤساء كتلهم أو من يتبعونهم.

وتابع الرئيس الأسد: هذا السؤال هم من يعطونني جواباً عنه.. ولكن من وجهة نظري هو لا يؤثر على سورية.. يؤثر على مصداقية المعنيين بالموضوع في لبنان..عندما أقول أنا كلاماً ويقوم فريقي بالتصريح بكلام معاكس أو التصرف بسياسة معاكسة لسياستي هذا يعني بأنني فاقد المصداقية فهذا يضرني أنا.. لذلك أعتبر هذا الموضوع جزءاً من التفاصيل اللبنانية اللبنانية التي لا تؤثر على سورية والأهم من هذا أن القوى التي تذكرها بعد استثناء الأسماء والتي وقفت ضد سورية في تلك المرحلة كانت متعلقة بما تعتبره قضيباً فولاذياً لا يسقط لأن المشروع كبير.. وعندما سقط المشروع سقط معه الفولاذ الذي تمسكوا به فهم الآن يتمسكون بقشة.. هذه القشة قد تكون أحيانا عبارة عن تصريح من هنا.. تصريح من هناك.. استفزاز لسورية.. لكن بالنسبة لنا هذه القوى لم تكن موجودة على الخريطة السورية السياسية لذلك نحن لا نقبل ولا نرفض.. أنت لا تقبل أو ترفض شيئا تضعه أمامك بالاعتبار ولكن هذه التفاصيل لا تعنينا.

وبشأن الحملة التي تستهدف الرئيس ميشال سليمان بالانتقاد في لبنان.. وما إذا كان أصحابها قد حصلوا على ضوء أخضر أو أن سورية مرتاحة لها قال الرئيس الأسد: أنا شخصياً منذ التسعينيات كنت أعتقد أن دخول سورية في التفاصيل اللبنانية مضر بسورية واليوم أؤكد أكثر بعد أن خرجت سورية من لبنان أن الدخول بهذه التفاصيل ليس من مصلحتنا.. نحن موقفنا واضح.. نحن ندعم موقع رئاسة الجمهورية وبالتالي ندعم رئيس الجمهورية.. دعمنا رؤساء الجمهورية السابقين الرئيس الهراوي والرئيس لحود وندعم بنفس المقدار الرئيس ميشال سليمان وندعم الرئاسات الأخرى من خلال كونها مؤسسات تمثل الدولة اللبنانية.

وأضاف الرئيس الأسد: إذا كان لدينا شيء أو انتقاد أو ملاحظة تجاه أي شخص أو أي رئيس أو مسؤول لدينا علاقة مباشرة معه وخاصة الرؤساء الثلاثة.. لدينا الجرأة والمقدرة والطريقة للتواصل المباشر معه وقول أي شيء.. أما أن يقال أن شخصاً ذم رئيسا أو مدح به فسورية لا تقف وراء الذم أو الهجوم ولا وراء المديح.. فأتمنى على اللبنانيين الآن وفي المستقبل وفي أي شيء مشابه في المستقبل أن يخرجوا سورية من هذه التفاصيل.. أتمنى أن يكون جوابي قاطعاً لأننا في المستقبل كما فعلنا في الماضي لن نعلق على هذه الأشياء ولكن بما أنك سألت هذا السؤال فأتمنى أن يكون هذا موقفاً واضحاً تجاه كل القضايا والتفاصيل المشابهة في لبنان.. أن يخرجوا سورية من هذه التفاصيل.. نحن نريد من لبنان الخطوط العامة.. موقف لبنان تجاه العلاقة مع سورية.. موقف لبنان تجاه إسرائيل.. تجاه السلام.. تجاه الأمن والاستقرار.. تجاه التعاون والقضايا الأخوية بين الشعبين.. أما ان ندخل بتفاصيل يومية لبنانية فهذا ليس من مصلحة سورية ونرفض هذا الكلام.

ورداً على سؤال ما إذا كانت سورية تشعر أن بعض الأطراف اللبنانية أو العربية تسعى لتقطيع الوقت إلى أن يحدث أمر ما ربما يكون عدواناً أو حرباً أو أي شيء آخر.. قال الرئيس الأسد: الحقيقة لا توجد لدي معطيات بهذا الاتجاه وهذا طبعا سؤال عام ولكن مع بعض الدول لا.. العلاقة فيها مصداقية كبيرة.. فيها ثقة كبيرة.. وفيها توافق في المبادئ الأساسية بالنسبة لموضوع إسرائيل أو الحرب أو أي تغير آخر ولكن هناك قوى وربما هناك بعض المسؤولين في دول وهناك ربما أشخاص يفكرون بهذه الطريقة.. أنا أقول إنهم لا يقطعون وقتا هم يضيعون وقتا.. يضيعون وقتهم.

قوة الردع الإسرائيلية تآكلت ولا خيار أمام إسرائيل سوى السلام

وحول عدم إعلان سورية حرباً تحريرية على إسرائيل وما الذي يمنعها من اتخاذ هذا القرار بدلاً من الانتظار.. قال الرئيس الأسد: أولا نحن نتحدث عن السلام.. يقال الطلاق أبغض الحلال.. هو حلال لكنه بغيض.. فأنت تبحث عن حل مشكلة قبل أن تصل إلى الحل الأسوأ فيه.. نفس الشيء بالنسبة للحرب.. الحرب هي الحل الأسوأ.. لا أحد يبحث عن الحرب. حتى المقاومة في أي مكان من العالم العربي هي لا تبحث عن الحرب هي تريد السلام ولكنها وجدت لغياب السلام.. فإذن لا بد من أن نبقى نسعى باتجاه السلام مادام هناك أمل.. قد تقول يعني لدينا أمل بالحكومة الإسرائيلية لا.. ولكن نعتقد أن إسرائيل اليوم بحسب ما نسمعه من أنصارها لم يعد لديها خيار سوى السلام.. قوة الردع الإسرائيلية تآكلت مع الوقت مع أن إسرائيل تزداد قوة من الناحية العسكرية ولكن الردع ومفهوم المقاومة بالمقابل يزداد لدى الشارع العربي فأصبحت إسرائيل فعلياً أضعف ولم تعد القوة العسكرية هي الضامن لوجود إسرائيل.. أصبح الكثير من أنصارها وخاصة من المنظمات الصهيونية وبعض اليهود المتعصبين لإسرائيل يقولون.. كنا نؤمن بالحرب أو كنا ندعم كل حرب إسرائيلية.. الآن نحن نعتقد أنه لا حل أمام إسرائيل سوى السلام.. فإذن لا بد أن نعطي أولا الهامش لعملية السلام.

وتابع الرئيس الأسد: ثانياً بالنسبة للحرب التحريرية أو المقاومة إذا كان بمعنى المقاومة فالمقاومة لا تنشأ بقرار من الدولة.. تنشأ بشكل شعبي وبشكل طبيعي عندما لا يكون هناك دولة تعمل من أجل تحرير الأرض.. المعروف بأن في سورية دولة وهناك جيش ويطور هذا الجيش نفسه بحسب ما تقوله إسرائيل.. لا نبتعد.. لا نتحدث عن تصريحات أو كتابات أو أي شيء مشابه من قوى حليفة لسورية.. العدو نفسه يتحدث عن مساع سورية لتطوير ذاتها فهذا التطوير يعني عندما تستمر فترة اللاحرب واللاسلم فهي لا بد من أن تكون فترة مؤقتة إما أن تنتهي بتوقيع السلام أو أن تنتهي بالحرب فلا يوجد خيار آخر.. وأنت لا تذهب باتجاه الحرب إلا عندما تفقد الأمل من خلال السلام.

نحن أمام عدو لايفهم سوى لغة القوة.. والسلام لا يبدو قادماً إلى المنطقة في المدى القريب

وجواباً على سؤال حول وجود ما يشبه القرار العربي الرسمي غير مستعد لتغطية سورية مادياً أو سياسياً في معركة من هذا النوع وأن ذلك هو ما يمنعها من دخول حرب تحريرية قال الرئيس الأسد: عندما كنا في لبنان وكنا نقاتل إلى جانب المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ضد الغزو الإسرائيلي لم يكن هناك من يغطينا.. والحرب عندما تفرض.. عليك أن تخوضها بغض النظر عن موازين القوى.. ولكن عندما تريد أن تحدد الحرب لنفترض استبعدت السلام وألغيت فكرة السلام وأردت أن تدخل الحرب بشكل مؤكد فلا بد أن تحسب الأرباح والخسائر والتوقيت والطريقة.. هذا الموضوع ليس قضية بسيطة لكي تعلن الحرب.. القضية ليست قضية حماسة.. نحن متفقون أننا أمام عدو لا يفهم سوى لغة القوة حتى الآن ومتفقون بأن السلام على ما يبدو في المدى القريب لا يبدو قادما إلى المنطقة ولكن مع ذلك حسابات الحرب تختلف بشكل كبير.. على كل الأحوال هناك طرق كثيرة تصل من خلالها لأهدافك ليس بالضرورة عبر الحرب.

وحول ما إذا كانت سورية تعتبر ما قاله وليد جنبلاط بمثابة الاعتذار الكافي قال الرئيس الأسد.. لو قال شخص لآخر أنا اعتذر منك فماذا يقصد.. هو يقصد بأنه أخطأ بحقه.. هذا المضمون قاله وليد جنبلاط في أكثر من مقابلة.. نحن يهمنا المضمون.. سورية لا تبحث عن اعتذار ولا تبحث عن مصطلح وليس لدينا عقدة القوة أو التفوق أو الانتصار أو الهزيمة إلى آخره.. طرحت بهذا السياق.. ونحن لسنا من هذا النوع ولسنا بحاجة لكي نثبت لأنفسنا عندما يطرح سلاح المقاومة على أنه سلاح غدر ومن ثم يصبح سلاحاً يجب الوقوف معه.. عندما تكون سورية دولة احتلال ومن ثم يصبح الجيش السوري هو الجيش الذي دافع عن لبنان في مراحل مختلفة.. هذا بحد ذاته المضمون الذي نريد.

وأضاف الرئيس الأسد: ما نريده هو العودة إلى الطريق الصحيح وأنا لا أتحدث تحديدا فقط عن وليد جنبلاط.. أنا أتحدث عن الأسس التي تستخدمها سورية في علاقاتها مع القوى المختلفة.. نحن نريد أن يكون هناك التقاء بالمواقف التي نعتبرها مواقف صحيحة ونحاول أن نقنع الآخرين بها.. هو خرج باتجاه آخر والآن يريد أن يعود.. بالنسبة لنا هذا هو المضمون الذي يسميه البعض اعتذاراً كمصطلح.. ولكن المهم ما هو مضمونه.. هذا هو المضمون الذي نبحث عنه.

وبخصوص ما إذا كانت سورية تماطل في تحديد موعد لزيارة جنبلاط أو تسعى لإهانته قال الرئيس الأسد: الإهانة هي من الصفات السيئة بالأشخاص وليست من الطباع السورية.. الحاقد يحاول إذلال وإهانة الآخرين.. القوي يصبر وسورية تصبر.. لا تهين ولا تذل.. نحن لم نكن بحاجة للمماطلة.. لو أردنا أن نقول لا نقول لا.. وعندما نقول نعم نقول نعم.. نحن لم نكن نبحث عن لقاء بمعنى المكان والزمان نحن نبحث كما قلت عن لقاء بمعنى المواقف.. لكن عندما يخرج إنسان عن عائلته الطبيعية فالمجتمع لن يقف معه وسوف يكون هناك إذلال وهذا الشيء ينطبق على الوطن وينطبق على الحالة القومية.. أما عندما تعود إلى عائلتك فكرامتك ستكون محفوظة بشكل كامل.

وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا في سورية لا نقبل أن يأتي إلينا شخص سواء كان صديقاً أو خصماً حالياً أو سابقاً.. طالما دخل إلى سورية لا يمكن أن يأتي إلا بكرامة محفوظة.

وحول إلى أي مدى يمكن أن تعتبر سورية أن مجيء جنبلاط سوف يكون على قاعدة العفو عما سلف منه أوضح الرئيس الأسد: هنا نعطي العلاقة طابعاً شخصياً.. نحن دولة لا تغضب.. ولا تسامح أو تحقد على فرد.. نحن دولة نبني على أسس.. لدينا مواقف معينة.. لدينا مصالح معينة.. نتعامل مع القوى والأشخاص والدول الأخرى من خلال هذه الأسس.. طالما أن شخصاً أو جهة ذهبت باتجاه آخر فافترقنا عنها واختلفنا.. عندما تعود فنحن نرحب بها ولكن لا يوجد شيء شخصي لكي نعفو أو لا نعفو لنكون دقيقين بهذه الكلمة.

وجواباً على سؤال حول الحد الذي تقبل به سورية بمعادلة النسيان مقابل النسيان أو السماح مقابل السماح قال الرئيس الأسد: طبعاً في المرحلة الماضية طرح الكثير وقيل الكثير حول سورية وخاصة ما يتعلق بالاتهامات.. لم نهتم بها كثيراً لأننا كنا نعتبرها صدى للمشروع الأكبر.. ولكن عندما يطرح موضوع التسامح فنحن نرفض الفكرة لأن قبول التسامح يعني القبول بالتهمة.. فنحن نقول.. أي شخص في لبنان لديه أي معلومة مؤكدة ومثبتة بأن سورية قامت بهذا النوع من الأعمال أو الجرائم فعليه.. ونحن نشجعه.. القيام بالإجراءات القانونية التي توضح الأمور وتكشفها وتحدد من المجرم ومن المتواطئ.. وهناك الآن بازار محاكم دولية ولجان التحقيق.. جاهز.. طبعاً هذا البازار فقد وهجه.. لم يعد كما في السابق.. لكنه مازال موجوداً.. هو بازار موجود منذ زمن طويل.. والذي كرس في هذه السنوات القليلة الماضية يستطيعون أن يذهبوا إليه.. ربما يصلون إلى شيء ما.. أما إذا كنا نريد أن نتعامل مع قصص وروايات فأنا أفضل أن ينشروها في كتب.. وربما هناك من يشتريها.. أما بالنسبة لنا في سورية فنحن لا نقبل المسامحة.. والأهم من ذلك لسنا بحاجة لمن يسامح.

وجواباً على سؤال ما إذا كانت سورية ستعامل جنبلاط كما تعاملت مع ميشيل عون وخاصة مع مقارنة البعض بين حالتي الطرفين مع فارق الاختلاف بين الحالتين قال الرئيس الأسد: هذه المقارنة صحيحة.. بيننا وبين العماد ميشيل عون كانت هناك دماء وصلت إلى مستوى لم يكن أحد يتوقع أن الامور قابلة للعودة لا جزئياً ولا كلياً.. لكن هناك أيضا فرق جذري كبير بالمقابل.. هو أن العماد ميشيل عون عندما اختلف مع سورية لم يكن جزءاً من مشروع خارجي.. اختلف مع سورية عن قناعة وبالعكس كانت علاقاتنا مع القوى الكبرى في ذلك الوقت علاقات جيدة.. وعندما اختلف معنا العماد ميشيل عون اختلف عن قناعة ونحن نحترم قناعات الأشخاص.. نختلف أو نتفق هذا موضوع آخر.. ولكن طالما أنه اختلف معنا من منطلق شخصي أو قناعة شخصية هو ربطها بقناعة وطنية.. فنحن نحترم هذا الشيء.. والدليل علاقتنا بالراحل ريمون ادة الذي بقي يهاجم سورية منذ دخولها الى لبنان حتى وفاته.. لم يتوقف عن الهجوم على سورية.. وعندما رحل قلنا به كلاماً طيباً وحتى اليوم نقول أنه شخصية وطنية.. لم يكن جزءاً من مشروع خارجي.. فالمبدأ هنا يختلف.. لذلك عندما خاصم سورية.. نقول خاصمها بشرف.. فكرة شرف بأنه لم يكن جزءاً من مشروع وبالمقابل عندما كانت هذه القوى ضد سورية لم يستغل هذا الموضوع ليتحالف معها.. قام بقناعاته باتجاه سورية وتجاه القوى الأخرى في لبنان القريبة من سورية أو الحليفة لسورية أو الصديقة لسورية بغض النظر عن التسمية.. تعامل معها من خلال قناعاته ولم يكن جزءاً من مشروع.. في المراحل السابقة ولا في المراحل الحالية.

وردا على سؤال حول موعد استقبال وليد جنبلاط قال الرئيس الأسد: نحن تركنا الموضوع من بدايته حتى نهايته بيد السيد حسن نصر الله.. فالمقاومة ممثلة بالحزب وبالسيد حسن.. هي التي تقوم بوضع كل تفاصيل هذه العملية من بدايتها حتى نهايتها.. طبعا يبقى تحديد الموعد النهائي مرتبطاً بالمواعيد في سورية.. نحن اليوم لدينا الرئيس الأرميني وكان قبله الرئيس الإيطالي وخلال أيام لدينا القمة العربية.

وأضاف الرئيس الأسد: سنناقش هذا الموضوع مع أي شخص يأتي من قبل حزب الله لنحدد الموعد بشكل نهائي.

وفيما إذا كان هذا الموعد رحل إلى ما بعد القمة أو كان مفتوحا أجاب الرئيس الأسد: ليس مفتوحاً بعد القمة.. أعتقد خلال ربما أيام أو أسابيع قليلة.

وجواباً على سؤال حول دور السيد حسن نصر الله في ملف وليد جنبلاط وسير الأمور على هذا النحو قال الرئيس الأسد: هو العامل الأكبر.. لنقل إن هناك عاملين.. تغير المواقف السياسية التي صبت بمواقفنا السياسية.. في المحصلة كما قلت تغير الموقف تجاه المقاومة أولا وتجاه القضايا الأخرى.. تجاه العلاقة مع سورية.. تجاه الوضع الفلسطيني.. تجاه العدو الاسرائيلي.. وثانيا.. دور السيد حسن نصر الله ومصداقية المقاومة في سورية المعروف.. هذا لا يخفى على أحد.. المصداقية عالية جدا بالسيد حسن وبحزب الله وبكل مقاوم لدينا في سورية.. طبعا هم لم ينطلقوا في ذلك من رغبتهم بلعب دور.. أيضا ليسوا بحاجة لدور لكي يعطيهم موقعا متميزا في لبنان.. لديهم هذا الموقع.. هم انطلقوا ونحن كنا مقتنعين بهذا المنطلق بأن هذا شيء يخدم مصلحة لبنان.. الآن لا بد من تخفيف التوتر.. حكومة جديدة.. هناك تحولات على الساحة اللبنانية.. تحولات في توجهات الكثير من القوى التي ذهبت بعيداً وبدأت تعود.. فهذا النوع من اللقاءات ودور سورية يساعد الوضع اللبناني اللبناني على التحسن بشكل أكبر بعد أربع سنوات قاسية.. طبعاً عندما يتحسن الوضع في لبنان نحن نستفيد كسورية لأننا نرتاح.. فالموضوع حقيقة يخدم لبنان أولا ويخدم سورية.

وتابع الرئيس الأسد.. ولكن أعود لسؤالك.. طبعا دور المقاومة لا أستطيع أن أقول كضامن لأنه في السياسة لا توجد ضمانات كاملة ولكن كمطمئن لسورية بأن الأمور ستسير إلى الأمام ولفترة طويلة بحالة من الاستقرار لأن السياسة السورية هي سياسة مستقرة لا تهتز ولا تسمح للاهتزازات ولو كانت حادة أن تجعلها تهتز وتؤثر بها.. فنحن نريد مواقف مستقرة.. والزمن الذي سألت عنه قبل قليل بسؤالك السابق جزء منه كان لأن سورية تبحث عن علاقة مستقرة.. ليست علاقة مرحلية أو مؤقتة.

هناك ورقة سورية حول مأسسة عمل القمة العربية

وبشأن عدم ثقة المواطن العربي بالقمم العربية وما إذا كانت القمة المقبلة آخر قمة عربية قال الرئيس الأسد: لا نتمنى أن تكون آخر قمة عربية ولا يوجد في الأجواء ما يوحي أنها ستكون آخر قمة.. بالعكس ما يظهر على الساحة خلال العقد الأخير هو أننا كعرب متمسكون بكل القمم العربية حتى في أسوأ الظروف.. والدليل القمة التي حصلت قبل غزو العراق بأسابيع قليلة.. ولا أعتقد أن المواطن فقد الثقة بالقمم.. فقد الثقة بأدائنا كمسؤولين عرب.. والقمة هي عبارة عن يوم ونصف من كل العام.. لن يفقد الثقة بالقمة ويثق بنا بباقي الأيام.. فالمشكلة في أدائنا كدول عربية والمشكلة بالنسبة للقمة في مأسسة القمة نفسها.. القمة اليوم هي تجمع او لقاء الرؤساء والملوك والأمراء العرب ولكن تخضع كثيراً لطريقة أدائنا الشخصية.. ليس فيها ضوابط محددة وهذا ما قلته أنا في خطابي العام الماضي في الدوحة.. وفي هذه القمة هناك مقترح سوري وورقة سورية حول مأسسة عمل القمة وهي مجرد مقترحات قد تدفع خطوات قليلة إلى الأمام وربما يكون هناك مقترحات أخرى أهم تطرح في المستقبل.. والأمل في القمة باعتقادي وأنا أتحدث كمسؤول أيضا لديه آمال في أي قمة يبدأ عندما نمأسس هذه القمة.. عدا عن ذلك قد تأتي قمة جيدة ولكن قد تأتي بعدها قمة تنسف كل ما حصل أو تأتي قمة ينسف الأداء بعدها كل ما حصل.. فنحن بحاجة لمأسسة القمة وعندما نمأسس قمة نمأسس معها اجتماع وزراء الخارجية العرب والعلاقة العربية العربية عبر جامعة الدول العربية بشكل أكبر.. ولكن لن تمأسس القمة أي جانب آخر أو ضوابط أو قواعد تضعها على مستويات أخرى لا يمكن أن تعطي نتائج.

وجواباً على سؤال حول حالة الهزال التي يبدو عليها الوضع العربي وأين يستوطن الداء قال الرئيس الأسد: هناك اختلاف في الرؤية بين الدول العربية ولو أنها أقل من قبل سنوات.. وأنا تحدثت أكثر من مرة عن تحسن الوضع العربي.. لا يعني بأنه أصبح جيداً ولكن هو أقل سوءا.. لنكن واقعيين هناك اختلاف في الرؤية لكن الرؤية تقترب لأننا تعلمنا من السنوات الماضية أن الافتراق والرهان أو الاعتقاد بأن الدول الأخرى ستحل مشاكلنا.. لم يؤد لهذه النتيجة وبدأنا ندفع الثمن بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية المختلفة أو اتجاهاتنا لكن حتى الآن هذه الرؤية تقترب.. لم تصبح واحدة بعد.. نحن بحاجة لخطة عمل ولكن إذا وصلنا للرؤية يكون هذا إنجازاً جيداً.. وفي الحقيقة هنا تكمن المشكلة.

ورداً على سؤال حول ما يحتاجه النظام العربي حتى تلتئم قمة طارئة ويصدر قراراً مسؤولاً قال الرئيس الأسد: سؤالك أنا سألته في أكثر من خطاب في قمة عربية.. موقفنا في سورية كان واضحاً من حرب ال2006 ومن الحرب على غزة.. وموقفنا معلن بالنسبة لضرورة دعم المقاومة.. نحن نعتقد أن المقاومة هي الحل.. لذلك أنا لا أستطيع أن أضع نفسي في موقع المجيب نيابة عن الآخرين.. أنا أعتقد أن هذا السؤال يجب أن يسأل للدول العربية الأخرى.. إلى متى ننتظر.. هذا كلام صحيح ولكن أيضاً يرتبط بالسؤال الأول عن أداء النظام العربي واختلاف وجهات النظر.. أولاً يجب أن نوحد وجهات النظر عدا عن ذلك أي كلام يبقى كلاماً نظرياً.. كيف نوحد وجهات النظر بالحوار.. كيف نتحاور نحن بحاجة لتنظيم الحوار.. يعني هي سلسلة.

لا يوجد مجاملات في القضايا التي تتعلق بالحقوق والمصير والمستقبل

وحول الموقف السوري في القمة القادمة من المبادرة العربية للسلام أجاب الرئيس الأسد: في القضايا التي تتعلق بالحقوق وبالمصير وبالمستقبل لا يوجد مجاملات لا بين العرب ولا مع غير العرب.. وعندما طرحت المبادرة العربية في عام 2002 كان هناك حوار مكثف بيننا وبين المملكة العربية السعودية حول هذه المبادرة وبالمحصلة المبادرة كانت تجميعاً لكل ما نتحدث به في شأن السلام.. اللاجئين .. حدود ال67.. الدولة الفلسطينية كل هذه الأسس موجودة.. المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن وغيرها.. نحن موقفنا حازم.. ليس بالضرورة أن يكون الحازم يعني ضدا.. نحن ندعم ما أتى في المبادرة العربية ونعتبر بأنها مبادئ تحقق مصلحة العرب.. كان هناك خلاف أو نقاش حول موضوع لماذا نلزم كل الدول العربية بالتوقيع.. بكل الأحوال هي غير ملزمة من الناحية القانونية أولا الدول العربية التي لا ترغب بالتوقيع كانت تستطيع أن تكون خارج المبادرة وبنفس الوقت إذا حصل هذا السلام لا شيء يلزم هذه الدول بالتوقيع إن لم يكن لديها رغبة.. أما نحن كدول معنية مباشرة كسورية ولبنان والفلسطينيين فنحن بشكل طبيعي بغض النظر عن المبادرة طالما أننا نتحدث عن اتفاقية سلام فمن الطبيعي أننا سنوقع وهذا هو الحوار الوحيد وليس حول المبادئ.. أنا لا أعتقد بأنه يجب علينا الآن أن نقول بإلغاء المبادرة العربية لأن إلغاءها يعني التنكر للمرجعيات وهذا الشيء سيكون في مصلحة إسرائيل هناك فرق بين إلغاء المبادرة وبين إيقاف مفاوضات السلام وليس إلغاء المبادرة فالمبادرة فيها مرجعيات.

وبشأن قبول سورية من حيث المبدأ أن تكون هناك مفاوضات غير مباشرة عن طريق وسيط تركي ورفضها قيام السلطة الفلسطينية بالمفاوضات بغطاء في المبادرة واتهام من يتحدث في لبنان عن مفاوضات بالخروج عن الصف والخيانة قال الرئيس الأسد.. نحن لم نمنع أحدا ونحن اختلفنا مع ياسر عرفات عندما خرج ولكن لم نمنعه.. ولكن هذا الموقف كان اتجاه الفلسطينيين أيضاً.. نحن كنا ضد أن يتفرد أي مسار بعملية السلام.. نحن دائماً مع التنسيق العربي على المسارات الثلاثة.. ولكن بعد أن أصبح الموضوع الفلسطيني أمراً واقعاً وخاصة بعد اتفاقية أوسلو بقي التنسيق بين سورية ولبنان.. وحتى هذه اللحظة هناك تنسيق مباشر في هذا الموضوع وخاصة بيني وبين الرئيس ميشيل سليمان عندما يطرح موضوع السلام نتحدث بالتفاصيل ونشرح لبعض ما هي الأمور التي طرحت.. وطبعاً الآن لا توجد أساساً عملية سلام ولكن علينا أن نحدد ما هو مفهوم المفاوضات المباشرة.

وتابع الرئيس الأسد: سورية لم تدخل بمفاوضات مع إسرائيل من الناحية التقنية.. المفهوم خاطىء.. والدليل على هذا الكلام أنه عندما أتى جيمس بيكر لكي يحضر لمؤتمر السلام قبل عام 1991 كان يتحرك جيئة وذهاباً بين سورية وإسرائيل لعشرة أشهر بهدف التحضير لمؤتمر السلام.. لم يتحدث في ذلك الوقت أي طرف في العالم عن مفاوضات غير مباشرة.. لم يقولوا إن جيمس بيكر يقوم بعملية مفاوضات بين سورية وإسرائيل.. هي لم تكن مفاوضات.. هو كان يرى ما هي الأسس التي يمكن أن تقبل بها الأطراف المختلفة لكي نطلق عملية السلام.. هذا ما قمنا به في تركيا.. لكن بدلاً من أن يتحرك وزير الخارجية التركي بين سورية وإسرائيل وعملية الزمن وما تستغرقه قمنا نحن بإرسال ممثل للطرف السوري إلى اسطنبول وقامت إسرائيل بنفس الشيء وكان وزير الخارجية التركي يتحرك بين الطرفين والهدف هو نفس الهدف الذي كنا نعمل عليه في ذلك الوقت قبل مؤتمر مدريد وهو إيجاد مرجعية واضحة للمفاوضات وخاصة بعد مرور عقد من الزمن على توقف عملية السلام وازدياد الفجوة في الثقة بين العرب والإسرائيليين وهي بالأساس لم تكن موجودة ولكنها أصبحت أكبر فكان لا بد من إيجاد أسس للانطلاق وخاصة أن مرحلة التسعينيات فشلت في تحقيق السلام فكان لابد من إيجاد أسس جديدة أو أكثر دقة أو مصطلحات أكثر تعريفا ووضوحاً من أجل انطلاق عملية السلام.

وأضاف الرئيس الأسد:عندما ننطلق في عملية السلام لابد من أن يكون لبنان مع سورية.. نحن لنا مصلحة مشتركة نحن ولبنان في أن نكون مع بعضنا البعض.. ليس لسورية مصلحة أن تكون لوحدها ولا للبنان مصلحة في أن يكون لوحده.. وهكذا كانت وجهة نظرنا تجاه الفلسطينيين.

وجواباً على سؤال حول الموقف الذي يمكن أن تتخذه القمة العربية إزاء الإجراءات الأميركية الخاصة بالفضائيات المتهمة أميركياً قال الرئيس الأسد: هذا ليس موضوعاً منفصلاً.. هذا جزء من المعايير المزدوجة وجزء من الرياء الغربي تجاهنا.. وهذا الرياء نحن نتحمل المسؤولية الأكبر فيه عندما لا نأخذ مواقف واضحة ولا نحدد أسسا معينة نقبل أو نرفض على أساسها أي إجراء ونأخذ في المقابل إجراءات مضادة فلن يحترمنا أحد وستبقى هذه الإجراءات تسير وأي بيان في أي قمة لن يكون له أي تأثير إن لم يكن هناك إجراءات فعلية ولكن هذا يعود أيضاً للسؤال السابق حول نوع العلاقة العربية العربية ..هل هناك رؤية موحدة.. كيف نتعامل مع هذه الأشياء.

وأضاف الرئيس الأسد: هذا ما تحدثت عنه عندما قلت إن الرؤية لا تزال متقاربة.. ولكنها غير موحدة أحيانا متقاربة بمعنى نتفق حول المشكلة ولكن كيف نقارب هذه المشكلة.. حتى الآن هناك وجهات نظر مختلفة.. وطالما أن هناك وجهات نظر مختلفة لا أعتقد أنه سيكون هناك أي إجراء جدي يردع الدول الأخرى عن القيام بمثل هذه الأعمال.

وحول سؤال عن تقدم إدارة اوباما بمبادرة سلمية وإلى أي حد يمكن اعتبار الرعاية الاميركية لعملية السلام ورطة وشر لابد منه أم انها رعاية يمكن تصويبها وأخذها ولو بعض الشيء عن الانحياز لإسرائيل قال الرئيس الأسد: لو كانت ورطة لكان لدينا الفرصة في السنوات الماضية لكي نقول نحن لا نريد الرعاية الأمريكية ولكن نحن حتى في اللحظات أو الأوقات الصعبة للعلاقات السورية الأمريكية بقينا نقول إن دور الولايات المتحدة هو دور أساسي وهذا لا يرتبط بمن هو الرئيس.. طبعا عندما يأتي رئيس لا يريد السلام هذا الدور لن يكون موجوداً.. ولكن نحن نتحدث بشكل طبيعي عن إدارة ترغب بدفع عملية السلام إلى الأمام.. الولايات المتحدة دورها هام من خلال علاقتها المتميزة طبعا بإسرائيل ومن خلال وزنها كالقوة الأكبر.. دورها هام كضمانة لعملية السلام عندما تنجز.. لكن بنفس الوقت الولايات المتحدة عندما تتحدث عن التصويب هو صحيح من جانب التصويب ولكن هناك تصويب في المقابل يأتي من خلال اللوبيات الموجودة في داخل الولايات المتحدة.. يعني هذه نقطة ضعف موجودة في الدور الأمريكي لذلك هذا الدور بحاجة ليس فقط للتصويب وإنما بحاجة لمكملات.. هذه المكملات تأتي من خلال الأدوار الأخرى سواء الدور الأوروبي أو الدور التركي حاليا.. مع كل الأسف الولايات المتحدة لا تعرف هذه المنطقة بشكل جيد وبالتالي هي غير قادرة على ما يبدو على إدارة تفاصيل هذه العملية.. وأنا أقول لهم من تجربتنا معهم في موضوع الأمن هم أحياناً غير منهجيين وأحيانا يحللون المعلومات بشكل خاطئ فهم دائماً بحاجة لمساعدة.. هي ليست ورطة.. ولكن فيها سلبيات إذا فهمت هذه السلبيات وعرفت كيف تكملها بايجابيات أخرى من قبل دول أخرى فعندها تصل إلى السلام وأنت مرتاح.. طبعا نحن نفترض بأن هناك شريكا إسرائيلياً.

وجواباً على سؤال ما اذا كانت سورية يمكن أن تؤسس قراراً أو سياسة اعتمادا على احتمال اتساع فجوة الخلاف بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني قال الرئيس الأسد: القضية تبقى مؤقتة وهي ليست بالإدارة.. الموضوع هو في المؤسسات الأخرى وفي اللوبيات القوية التي تدعم إسرائيل.. طبعا هناك حديث متصاعد الآن في الولايات المتحدة لم يكن موجودا قبل سنوات حول مصالح أمريكا وهل تتطابق مع مصالح إسرائيل أو هل ان الوقوف مع المصالح الإسرائيلية سيكون على حساب المصالح أو أحياناً الدماء الأمريكية.. أحياناً هناك شيء من هذا القبيل.. لا نريد أن نراهن.. أنا دائماً أقول الرهان هو علينا نحن كعرب إذا أتت إدارة أمريكية سيئة أو جيدة وكانت العلاقة بينها وبين إسرائيل جيدة أو سيئة.. الرهان هو ما موقفنا وموقعنا.. إن لم يكن هذا الموقع قوياً فلا قيمة لكل هذه الرهانات.

وحول وقوف سورية في منتصف الطريق ما بين السلطة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية وعدم تصديقه "أي المذيع" كمواطن عربي أن تقف سورية في منتصف الطريق ما بين المقاوم وبين من يقول لن تنجح إسرائيل بجرنا باتجاه انتفاضة جديدة قال الرئيس الأسد: نحن لا نريد منك أن تصدق ولا نطرح هذا الشيء بكل الأحوال.. نحن نفصل الأمور.. هناك عدة جوانب لهذه العلاقة.. هناك جانب متعلق بالمقاومة.. نحن موقفنا واضح.. نحن ندعم المقاومة وندعم صمود المقاومين بينما موقف السلطة واضح وموقف الرئيس محمود عباس واضح.. هو لا يحبذ ولا يؤيد المقاومة فنحن لا نخفي موقفنا وهو لا يخفي موقفه ولكن نحن نقف في الوسط فعلا في موضوع المصالحة الفلسطينية انطلاقاً من أن المصالحة لا تبدأ من خلال وقوفك مع طرف ضد طرف أو أن تكون منحازاً لطرف.. تبدأ المصالحة من خلال وقوفك في الوسط تماماً والوقوف في الوسط هو أن تفترض بأن كل الأطراف قد تكون مخطئة ولكن من أخطأ أكثر ومن أخطأ أقل ومن بدأ بالخطأ هذا يأتي لاحقاً بعد إنجاز المصالحة وليس خلال الحديث عن المصالحة لذلك يجب أن تضع وجهة نظرك تجاه ما تقوم به القوى المختلفة على الساحة الفلسطينية جانباً وتتحرك باتجاه المصالحة.. نحن في هذا الموضوع نعم نقف في الوسط واستقبلنا الرئيس محمود عباس عدة مرات خلال العام الماضي.

وجواباً على سؤال.. حول عدم قناعة القاهرة بهذه الرؤية السورية وأنها ترى أن سورية تؤثر على القرار الفلسطيني وخاصة فيما يخص المصالحة قال الرئيس الأسد: كلمة تأثير على القرار يجب أن تكون دقيقة.. نحن لا نحل محل الفلسطينيين.. نحن نقف مع الفلسطينيين.. يجب أن يأخذوا قرارهم ويحددوا الاتجاه ونحن نساعد ولكن لا يمكن أن يأتي الحل من سورية ولا من مصر ولا من السعودية ولا من دولة أخرى إن لم يكن الحل ينطلق من الساحة الفلسطينية.. فكلنا سنفشل في أي دور نحاول أن نلعبه.. أما لماذا لا تقتنع أو لماذا تقتنع مصر.. لا اعرف.. كما تعرف مؤخراً ولسنوات عديدة مضت لا يوجد حوار سياسي بيننا وبين مصر فلا نعرف بماذا تفكر مصر بهذا الموضوع.

وحول التصريحات التي تصدر سواء من دمشق أو من القاهرة فيما يخص العلاقات الثنائية بين الدولتين وعدم وجود خلافات وما إذا كانت العلاقات العربية هشة إلى درجة أنها تنقطع بلا مسبب قال الرئيس الأسد: غير صحيح إنه لا يوجد خلافات.. دائماً يوجد خلافات ونحن نقول إنه يوجد خلافات ولكن نحن في سورية لا نعتقد أن الخلافات هي مشكلة.. التعاطي مع الخلاف هو المشكلة.. عندما نعتبر بأنك اذا لم تكن مثلي فأنت ضدي فهذه مشكلة كبيرة ومن الطبيعي أن يكون لدينا خلافات ولكن كيف ندير هذه الخلافات كيف نمنع انعكاس هذه الخلافات على بؤر التوتر في العالم العربي هذا هو السؤال.. لذلك أنا أعود لفكرة المأسسة لان مأسسة العلاقة العربية العربية تمنع انتقال الخلافات العربية الى ساحات أخرى وبنفس الوقت تمنع الانقسام في مكان ما من العالم العربي أن ينعكس على علاقاتنا مع بعض كدول عربية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت سورية شعرت أن مصر انزعجت من دخول تركيا على خط رعاية المفاوضات قال الرئيس الأسد: لا.. مصر لم تكن وسيطة في يوم من الأيام ولا يمكن لمصر كدولة عربية أن تكون وسيطة.. ونحن لا نقبل ولا مصر تقبل بأن تكون في الوسط.. لا يمكن أن تكون حيادية بيننا وبين إسرائيل.. مصر يجب أن تكون مع سورية حتى ولو كنا مختلفين حول قضايا مختلفة فلا نحن نقبل ولا هي تقبل وبالتالي الدور التركي لم يؤثر على أي دور مصري.. كل واحد يعمل باتجاه آخر يضاف إلى ذلك أن الوساطة أو لنقل بأن البرود في العلاقة السورية المصرية بدأ قبل بدء المفاوضات والدور التركي.

وحول بعض المحاولات والإجراءات لتحريك المياه الراكدة بين سورية ومصر أجاب الرئيس الأسد: كان هناك آمال في القمة العربية الحالية بأن يكون هناك خطوة مشابهة لما تم بين سورية والسعودية في العام الماضي ولكن ربما مرض الرئيس مبارك يؤجل هذا وأي شيء من هذا القبيل ولكن نحن في سورية منذ عدة سنوات وليس منذ أشهر.. منذ عدة سنوات نستجيب مع كل مبادرة عربية قامت بها أكثر من دولة باتجاه تحسين العلاقات بين الدول العربية.. من جانبنا نحن في سورية لا يوجد لدينا مطالب من أي دولة..نختلف معهم بالمواقف.. يختلفون معنا.. نحن نحترم مواقفهم.. وهم عليهم أن يحترموا مواقفنا.. نحن لم نبدل مواقفنا خلال السنوات الماضية ولا نعتقد ان العلاقات العربية العربية يجب أن يكون ثمنها العلاقات الجيدة.. طبعاً يجب أن يكون ثمنها تبديل موقف سورية لذلك كنا مستجيبين ونعتقد ان الأمور تبدأ من الحوار والحوار بحد ذاته يقلص مساحة الاختلاف والنموذج هو العلاقة بين سورية وقطر.. أنا دائماً أعطيها كنموذج.. نحن لا نتفق حول عدد من الأمور بشكل مستمر.. كلما ظهر شيء جديد لكن هناك احترام كبير بيننا وبين الاخوة القطريين وبنفس الوقت هناك حوار مستمر لذلك في المحصلة يكون هناك توافق في السياسات.

وجواباً على سؤال حول تأثير محاكمة بعض الضباط في تركيا على العلاقة السورية التركية حتى في ظل احتمال حدوث أي تغيير ولو كان ضئيلاً هناك قال الرئيس الأسد: العلاقة في تركيا مبنية مع كل المؤسسات.. يعني حتى المؤسسات العلمية.. الآن سيكون لدينا غداً مؤتمر في مجال البحث العلمي.. مؤتمر مشترك يعني مع الجامعات مع الجيش.. مع الأمن مع القوى السياسية المختلفة المعارضة وغيرها.. كل هذه القوى وخاصة منها المعارضة للحكومة حكومة رئيس الوزراء أردوغان يقولون لنا نحن نختلف في تركيا حول قضايا كثيرة مع الحكومة الحالية ولكن كلنا نجمع على العلاقة مع سورية.. نحن دائماً نؤمن بأن العلاقة تبنى مع المؤسسات أولاً وتمتد باتجاه المستويات الأخرى لكي تصل إلى القاعدة الشعبية العريضة.

وتابع الرئيس الأسد: دور الأشخاص في مواقعهم المختلفة هو دور محفز لهذه العلاقة ودور يعطي دفعاً ويفتح أبواباً كانت ربما مغلقة.. ولكن الرهان على العلاقات بين الدول دائماً يجب أن يبنى على القاعدة الشعبية بالدرجة الأولى وهذا الشيء الآن نراه واضحاً بيننا وبين تركيا بالعلاقة الشعبية تحديداً.

وحول عدم تعديل علاقة سورية مع تركيا لمزاج بعض الدوائر العربية التي تعبر باستمرار عن استيائها من تنامي علاقات سورية مع إيران التي تعارض عملية السلام قال الرئيس الأسد: أنا لم أسمع ولا مرة من مسؤول إيراني في حوارنا الوثيق الطويل الذي عمره الآن أكثر من ثلاثة عقود بأنهم ضد تحقيق السلام أو ضد عودة الأراضي أو ضد عملية السلام والدليل هو تصريح إيران خلال المفاوضات غير المباشرة في تركيا بأنهم يدعمون سورية في هذه المفاوضات.. أن نخدع بعضنا.. نخدع بعضنا لعقود وتكون نتيجة هذا الخداع تحالفا يصبح أمتن كل يوم هذه معادلة متناقضة.. هذا هو جوابي.

وبشأن رد سورية على من يعتقد انها تسكت على اختراق إيراني للأمن القومي في العراق قال الرئيس الأسد: اختراق الأمن القومي يكون من قبل الأعداء وليس من قبل دولة شقيقة تجمعنا معها روابط التاريخ والجغرافيا إيران وتركيا.. إذا كنا سنعتبر بأن إيران تهدد الأمن القومي فلماذا لا نعتبر نفس الشيء بالنسبة لتركيا.. كلاهما يلعب دوراً إيجابياً ولا يوجد تناقض الآن بين الدور التركي والدور الإيراني فلماذا نغضب من إيران ولا نغضب من تركيا.. أنا لا أرى بأن هذا الكلام في موقعه الصحيح.. نحن بحاجة لعلاقة جيدة مع إيران سواء اتفقنا معها في بعض التفاصيل أو اختلفنا.. نحن بحاجة لهذا الحوار.. وأنا لا أتحدث عن سورية نحن علاقتنا جيدة بإيران.

وأضاف الرئيس الأسد: أما بالنسبة إلى العراق فأنا اعتقد أننا نقوم بما نقوم به عادة بأننا نلقي التهم على الآخرين.. يعني إذا كان هناك مشكلة في العراق لها علاقة بالخارج فهي أولا بسبب الغياب العربي.. ما الدور العربي الموجود في العراق لكي نقول بأن هناك دوراً إيرانياً حل محله.. نحن غائبون فلنتفضل ونلعب دوراً في العراق وعندها نستطيع أن نحاسب الآخرين.. العراق يقول نحن نريد العرب ولم يقل أننا نريد أي جهة أخرى.. هو يقول أنه يريد العرب ونحن لا نتواجد فإذن علينا أن نقوم أولا بواجبنا قبل أن نلوم الآخرين.. فأنا اعتقد ان التقصير هو منا كعرب.. أما الدور الإيراني فإيران جار للعراق اختلف معه حاربه خلال عهد الرئيس صدام حسين.. كانت هناك حرب لمدة 8 سنوات تركت آثارها على هذه العلاقة ولكن هناك مصالح مشتركة بين البلدين لا بد أن يكون هناك علاقة جيدة بين العراق وإيران وأي بلد يجب أن يتفاعل مع الدول المحيطة حوله.

وتابع الرئيس الأسد.. نحن في سورية نتأثر ونؤثر في لبنان ونتأثر ونؤثر في العراق ونفس الشيء مع تركيا ونفس الشيء مع الأردن هذا هو الشيء الطبيعي أما أن نقول إن الدول يجب أن تكون معزولة ولا تتفاعل مع بعضها فهذا غير مقبول.

نريد علاقة جيدة مع كل القوى العراقية

ورداً على سؤال حول عدم سماع لوم أميركي لسورية فيما يخص ضبط الحدود مع العراق وما الذي حدث لتغير الولايات المتحدة الأميركية من لغتها في هذا الموضوع.

قال الرئيس الأسد: أنا لا أعتقد ان الأميركيين يعرفون ما الذي يجري في العراق بكل بساطة.. لا توجد رؤية حتى الآن ما هو المخرج ما هو الحل في العراق.. لا توجد معرفة لما يحصل ونحن نتحاور معهم ولكن الأسوأ في هذا الموضوع ما يتعلق بالجوانب الأمنية نحن قلنا لهم تجربتنا المباشرة مع الأميركيين في مرحلة أعتقد ما بين 2001 بعد اعتداءات أيلول في نيويورك وحتى عام 2004 عندما قطعنا العلاقة في المجال الأمني معهم قلت لهم بكل صراحة لكل من التقيت به من الولايات المتحدة عضو كونغرس أو مسؤولاً حتى مؤخراً والمسؤولين الأمنيين منهم أنتم لديكم معلومات كثيرة جداً ولكن لا يوجد لديكم معرفة وهناك فرق بين المعلومة والمعرفة.. هم لا يوجد لديهم معرفة في التفاصيل حتى عندما تأتي المعلومة لا تحلل بشكل صحيح.. فلا عندما يقولون بأننا نضبط ولا عندما يقولون بأننا لا نضبط.. هذا الكلام صحيح لأننا نقول دائماً بأن المشكلة هي داخل العراق.. المشكلة هي في الوضع السياسي العراقي والمشكلة هي في وجود طرف تتعاون معه عندما تريد أن تضبط الحدود.. الحدود لها طرفان ليس لها طرف واحد فتضبط الحدود من طرفين.. عندما لا يوجد طرف ثان تتعاون معه فكيف تتحدث أو تقيم عملية ضبط الحدود.. فهذا الكلام نحن لا نتوقف عنده لا إن كان سلبا ولا إن كان إيجاباً.

وحول النتائج الرسمية للانتخابات العراقية التي ستعلن يوم الجمعة وما إذا كانت سورية ترى أن طرفاً عراقياً ما هو الأقرب إليها في العراق قال الرئيس الأسد: لا نريد أن نرى هذا الجانب أو بهذه الطريقة.. نحن حاولنا خاصة قبل الانتخابات أن نستقبل معظم القوى العراقية لكي نؤكد أننا نريد علاقة جيدة مع كل هذه القوى وخاصة أن معظم هذه القوى كان يعيش في سورية بمراحل مختلفة.. فنحن نعتقد أن البناء يجب أن يكون بناء مع أي حكومة وأي مؤسسات توجد في العراق في المرحلة المقبلة.

ورداً على سؤال حول التهم التي وجهت إلى سورية بأنها تعبث بالأمن الداخلي في العراق وتحميلها مسؤولية بعض العمليات الإرهابية قال الرئيس الأسد: إذا كان هناك نية صادقة وصافية وطيبة تجاه سورية وقناعة بأن سورية تريد الخير للعراق فنحن لا يوجد لدينا مشكلة لأن العمل السياسي لا يتوقف عند التصريحات.. نحن ننظر للمستقبل ولا نعيش في الماضي.

نعيش مرحلة المقاومة التي غيرت خريطة المنطقة والانجازات حصلت بفضلها

ورداً على سؤال حول دعم سورية للمقاومة ووجود أطراف لديها أمل في أن تيئس سورية في لحظة ما عن دعم المقاومة قال الرئيس الأسد: يمكن أن نيئس أو يجعلونا نيئس إذا أقنعونا بأن لبنان تحرر بنية طيبة من قبل الإسرائيليين في عام 2000 مثلاً أو أنه فشل في عام 2006 بسبب الوضع الدولي الذي منع إسرائيل من أن تحقق أهدافها أو أن القوى الأخرى تعمل من أجل استعادة أراضينا واستعادة حقوقنا.. هناك كثير من العناوين المشابهة إذا تمكنوا من إقناعنا بها فسوف نقتنع.. نحن لا نتمسك بفكرة فقط لأننا نريد أن نتمسك بها.. يعني ليست نوعاً من العناد نحن نرى الواقع إذا كانوا قادرين على قراءة الواقع أو جعلنا نقرؤه بشكل مختلف فنحن مستعدون.

وجواباً عن سؤال حول الخلط في مفهوم الأعداء وفي مفهوم المقاومة في ظل وجود من عمل لتجريد المقاومة من سلاحها وما هو العنوان الذي يمكن أن يوضع لهذه الصفحة من التاريخ العربي قال الرئيس الأسد: أنا قلت بكل خطاباتي علينا أن ندعم المقاومة دون خجل ودون تردد فلا يجوز أن نوجد عناوين نختبئ خلفها في دعم المقاومة.. فموقف سورية واضح في موضوع أنا أسميه مرحلة مقاومة لأنه إذا كان هناك إنجازات فحصلت بفضل المقاومات.. فمن غير الخريطة السياسية في المنطقة هو المقاومات التي فرضت كثيراً من الأحداث السياسية التي صبت في صالح دول لا تعرف بأنه لولا المقاومات لما كانت هذه الأحداث التي يعتقدون بأنها أحداث إيجابية.. فهي مرحلة مقاومة.. لا يوجد خيار أساسا.. هذا ليس خيارنا هذا خيار الأعداء.. هم الذين فرضوا هذا الخيار وليس العكس.

فكرة القومية الملجأ الوحيد لنا والعروبة أساس يجب أن نبني عليه

وجواباً عن سؤال حول خفوت الحديث عن حزب البعث العربي الاشتراكي وما إذا كانت درجة اليقين بفكرة القومية العربية فترت قال الرئيس الأسد: لا بالعكس أنا كنت دائما أقول إذا كانوا يتهموننا بأننا نتحدث بلغة الستينيات هم يفترضون بأنها لغة الستينيات أو الخمسينيات فأنا أقول نحن مستعدون أن نتحدث حتى بلغة الثلاثينيات عندما أسس حزب البعث.. فنحن بالعكس نعتقد الآن أن الفكرة القومية تثبت أكثر من قبل بأنها هي الملجأ الوحيد لنا كدول عربية.. أنا لا أتحدث عن التضامن العربي وهو مرتبط بالأداء السياسي أنا أتحدث عن العلاقة التي تربط بين مختلف مكونات الشعب العربي في الدول العربية المختلفة فكرة العروبة هي التي تربط بين كل مكوناته ومن دونها لا أعتقد أن هذه المنطقة يمكن أن تكون مستقرة الأحداث بما فيها العراق بما فيها لبنان.. أي حدث أثبت أن فكرة العروبة هي الأساس الذي يجب أن نبني عليه.. ونحن اليوم إذا كنا لا نتحدث فلأننا نعتقد بأن ما كان يجب علينا شرحه في الماضي لسنا مضطرين لشرحه اليوم لأن هذه الفكرة أصبحت أكثر تجذراً وتشرباً من قبل عقول المواطنين العرب.

ورداً على سؤال حول استخدامه أثناء القمة الإيرانية السورية الأخيرة بدمشق تعبير الدولة الإسلامية وما إذا كان هذا التوصيف هو فقط لعنوان عريض أم أن له ما يدعمه في القرار السياسي قال الرئيس الأسد: نحن دولة مسلمة طبعاً عندما نضعها في سياق منظمة المؤتمر الإسلامي كدولة مسلمة.. عندما نتحدث مع الدول الإسلامية نحن دولة إسلامية.. ونحن دولة غالبيتها من المسلمين ولكن نحن دولة قومية.. نحن دولة مجتمعها ودولتها علمانية والعلمانية لا تعني معاكسة أو معاداة أو إلغاء الأديان.. بالعكس هي تعني حرية الأديان بكل مكوناتها.. ولكن أن نكون دولة إسلامية وكان الحديث في سياق عيد المولد النبوي وكنا نتحدث عن ضرورة دعم المقاومة أخلاقيا وشرعياً.. وشرعياً هنا أتحدث كمسلم.

ورداً على سؤال حول مدى الإنزعاج من بعض التقسيمات أو التنغيمات ذات البعد المذهبي قال الرئيس الأسد: نحن نرفض أن يكون هناك هذه التقسيمات حتى ولو كانت أمراً واقعاً.. طبعاً الانتماءات الصغيرة هي ليست شيئاً معيباً إذا كانت تصب في الانتماء الكبير وهو الانتماء الوطني.. كل إنسان لديه انتماءات مختلفة ثقافية عقائدية وغيرها ولكن يجب أن تصب من دون استثناء في الانتماء الكبير.. المشكلة عندما تكون هذه الانتماءات بديلاً عن الانتماء الكبير أو الانتماء الوطني.

ورداً على سؤال حول تعليقه على كلام وليد جنبلاط بأن لبنان وسورية شعبان على أرض واحدة أجاب الرئيس الأسد: لا أريد أن أعلق على هذا الموضوع ربما نسأله عنه لاحقاً لكي نفهم ما هو المضمون.

  

 

 Bashar al-Assad
March 25, 2010
Now Lebanon
During an interview with Al-Manar television on Wednesday, Syrian President Bashar al-Assad said that “many are claiming that the Lebanese achieved something in the last five years,” referring to the period of time following the withdrawal of Syrian troops from the country in 2005.
However, he added that “they did not achieve anything.”
He added that he was the first to propose the establishment of diplomatic ties between Syria and Lebanon, saying that he did so in 2005 in the presence of Speaker Nabih Berri, former President Emile Lahoud and former Prime Minister Omar Karami. According to Assad, the situation in Lebanon deteriorated afterward and Damascus did not pursue the proposal.
Syria and Lebanon established diplomatic relations in 2008.
The exchange of ambassadors is a Syrian proposal that would not have happened without Syrian conviction, said Assad.
He also denied that foreign pressure led to the establishment of diplomatic ties. “Many countries are discussing the delineation of borders, but our position was clear,” he said, adding, “It is a bilateral issue for Lebanon and Syria to decide, when there is a foreign request we do not take action,” Assad added.
Assad also said that Syria cannot officially declare that the Shebaa Farms belong to Lebanon, adding that legal procedures must be followed to demarcate the borders and finalize the status of Shebaa. According to Assad, it is irrational to give Lebanon a document stating their ownership of Shebaa for political reasons.
When asked about the sectarian content of Progressive Socialist Party leader MP Walid Jumblatt’s speeches, Assad said that he refuses any type of division. Sectarian identity should be part of a greater sense of national belonging, he added.
This comes after Jumblatt said a month ago that if Syria seeks the Druze community’s support, it should respect the sect’s dignity. He added that neither Hezbollah Secretary General Sayyed Hassan Nasrallah nor the Syrian leadership would benefit from his trip if the Druze as a whole do not approve of the visit.
Asked whether he considers Progressive Socialist Party leader MP Walid Jumblatt’s recent interview with Al-Jazeera—in which the latter said that his inappropriate comments against Assad came “in a moment of anger and loss”—an apology, Assad said that he cared about the content of Jumblatt’s speech rather than a literal apology.
“Syria is not seeking a apology, and we do not have a superiority complex. We do not need to prove ourselves,” he added.
Assad said that his country only wanted Jumblatt to go back to the right track, adding that Syria bases its relations with the parties on these premises.
The Syrian president also denied that his country wants to insult Jumblatt.
“Only someone who holds a grudge insults and offends the other while the strong is patient and does not offend. Syria is strong and does not insult [others].”
Assad also commented on Jumblatt’s call on Syria “to forget as he forgot,” saying that accepting forgiveness means accepting the accusation. Jumblatt had earlier accused Syria of being behind the 1977 killing of his father, former PSP leader Kamal Jumblatt, saying that he would be willing to forgive but not forget. However, the PSP leader said during his interview with Al-Jazeera television earlier in the month that he is willing to forgive and forget.
“Syria rejects forgiveness and most importantly we do not need anyone to forgive us,” he said.
“If anyone in Lebanon has proof that Syria was implicated in any crime, let him follow the legal measures in this regard,” the Syrian president said.
According to Assad, there is a bazaar of international tribunals which have lost their significance. “They can visit this bazaar as they might reach some results… I prefer that they publish their stories in novels and perhaps some Syrians might buy them,” he said, possibly disparaging those accusing Syria of being behind the 2005 assassination of former Prime Minister Rafik Hariri.
He rejected that his country was delaying Jumblatt’s visit to Damascus adding that he is seeking a meeting of their positions. The date for the PSP leader’s visit depends on Syria’s schedule, he said, adding that Jumblatt’s trip might come after Libya’s Arab League Summit in late March.
Hezbollah Secretary General Sayyed Hassan Nasrallah played the largest role in facilitating Syria’s relationship with Jumblatt, Assad said. He also credited changes in the PSP leader’s political stances that put him in line with Damascus.
“Now it is important to reduce tension, there is a new cabinet [in Lebanon], and several Lebanese powers started to come back,” he said, in reference to Jumblatt.
“When the situation in Lebanon improves, Syria benefits,” Assad added.
When asked about Prime Minister Saad Hariri and Jumblatt improving their relations with Damascus at the ire of their political supporters, Assad says the discrepancy affects the Lebanese politicians rather than Syria. The issue is part of domestic Lebanese details that do not affect Syria, he added.
Lebanese parties do not exist on the Syrian political map, he said, adding, “these details do not concern us.”
Hariri is the PM of a national-unity cabinet, and we wish him and his cabinet luck in its difficult task, the Syrian president said, adding that he and Hariri are trying to build their personal relations as a way to push institutional ties between their two countries.
Assad also rejected that Syria would stop supporting the Resistance. He said that someone would need to convince Damascus that the Resistance did not liberate the South in 2000 or defeat Israel in the 2006 July War. However, he added that Syria’s convictions are based on facts.
“I have said in all my speeches that we should back the Resistance without being ashamed or hesitating,” he said.
Assad also rejected that Syria approved of the recent criticisms leveled against Lebanese President Michel Sleiman. Last week, Tawhid Movement leader Wiam Wahhab called on Sleiman to resign.
He also said that Damascus supports the presidency and Sleiman just as much as it supported former Presidents Elias Hrawi and Lahoud.
“If we have any criticism or observation toward any person or official, particularly the president, PM or Speaker, we have the courage, ability and means to directly communicate with them,” he added.
When asked about the level of adventure his country would accept in confronting regional crises, Assad said, “As Syrians, we are not adventurers, but we live in the Middle East, which historically is a very complicated region.” The Syrian president added that his country does not place its “future and capabilities in the hands of major powers,” adding that this would complicate problems.
According to Assad, regional crises have been imposed on his country.
“The price of resistance is less than that of chaos,” he said, adding that “gambling will lead to chaos and a costly price,” a reference to aligning with foreign interests.
Assad also spoke about his changing relations with the US, saying that the administration of former US President George W. Bush failed in its Middle East plans. “We do not want to mix between the former administration and the current one,” he said, adding, “There are differences.”
“There are clear differences between Bush and [US President Barack] Obama,” he said, citing the difference between the tone of their speeches. The propositions offered in their speeches have changed, he said, adding that Obama does not dictate terms as Bush did.
Assad also said that once Robert Ford, Washington’s appointee as its new ambassador to Syria, assumes his post, then Syria will comment on any statements he makes about the country. The Syrian president would not comment on Ford’s testimony to the US Senate Foreign Relations Committee on March 16, during which the US diplomat said he is not a prize for Assad’s regime.
The Syrian president also said that Iran is not interfering in Iraq’s national security. Instead, he added that Tehran is playing an important role in the country, just as Turkey is.
“In Syria we are affected by Lebanon, and we affect Lebanon,” he said, adding that the same applies to Syrian-Iraqi relations. Assad rejected claims that his country is violating Iraq’s borders, saying that the US is not aware of what is going on in Iraq.
Syria believes in building relations with any Iraqi cabinet in the upcoming phase, he also said.
Assad said that Syria should work for peace with Israel as long as there is hope, but added that there is none with the current Israeli cabinet. Tel Aviv has no choice but peace, he said, adding that the Jewish state’s deterrence has decreased as the concept of Resistance has increased among the Arab people.
“We are faced with an enemy that only understands the language of force, we agree that peace will not be attained in the foreseeable future in the region, but war calculations are greatly different,” the Syrian president also said, adding that there are many ways other than through war with which goals can be achieved.
However, Assad said that his country will engage in any war that is imposed on it, adding that Israel only understands the language of force.
Syria cannot be neutral to a party that opposes the Resistance, he added.
According to Assad, Syria coordinates with Lebanon on the issue of Arab-Israeli negotiations. Whenever there are peace negotiations Lebanon should be with Syria because Damascus and Beirut do not benefit being on their own, he added.
“Egypt has never played a mediating role between Syria and Israel,” he said, adding that Syria refuses to have Egypt as a mediator just as Cairo refuses. Egypt cannot be neutral, he also said.
Assad added that Egypt should support Syria despite their different positions on issues, and added that the Turkish role is not linked with Egypt’s role, and that tension in Syrian-Egyptian relations begun even before Turkey begun its mediating role.
He said that he never heard any Iranian official saying that Iran is against achieving peace, adding that proof of that is Iran’s statement during the indirect negotiations in Turkey that it supports Syria in peace negotiations.
-NOW Lebanon