الرئيس الجميل: اتحمل المسؤولية شخصيا بعدم المشاركة في 14 آذار

يتم تقزيم شعارات 14 آذار بآلية ليست بالحجم المطلوب وتشكل خطرا عليها

الرئيس الحريري يملك الدراية والصبر والحكمة لمعالجة الملفات مع سوريا

نرفض ان تكون هيئة الحوار مؤسسة رديفة للمؤسسات وطلبنا مهلة زمنية لها

لقاءات تحصل منذ اشهر بين قيادات في "حزب الكتائب" ومسؤول في "حزب الله"

 

وطنية - 15/3/2010 أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل، في حديث عبر "تلفزيون الجديد" في برنامج "الاسبوع في ساعة"، "أن 14 آذار تعني الكثير للحزب، اذ انه في هذه الحركة قبل انطلاقتها في 2005، من حيث الدفاع عن السيادة والاستقلال والايمان بالشعارات التي تأسست على أساسها القضية اللبنانية"، لافتا الى السعي للوصول الى تلك الاهداف، مبديا "الحرص عليها وعلى جمهور 14 آذار الذي لديه تساؤلات في الوقت الراهن حول هذه الحركة". وكشف انه "تم الاتفاق بين قيادات 14 آذار على عقد خلوة بعد الانتهاء من هذا الاجتماع لاجراء تقويم صحيح لمسار الفريق ووضع خطة طريق والنظر في شكل جدي في آلية العمل التي اصبحت تشكل خطرا على حركة 14 آذار".

 

وأعرب الرئيس الجميل عن "خشيته على 14 آذار وعلى الانجازات الضخمة التي تحققت من المحكمة الدولية الى خروج الجيش السوري من لبنان"، مؤكدا "الاستمرار في اهداف هذه الحركة لتحقيق أماني جمهورها عبر تحمل كل فرد فيها لمسؤوليته"، معتبرا انه "يتم تقزيم شعارات 14 آذار بآلية ليست بالحجم المطلوب وتشكل خطرا عليها، إذ إن عدة العمل لهذه الحركة لم تعد تلتقي مع الشعارات الكبيرة التي تحملها". ولفت الى "أن ثمة مخاوف وتساؤلات بدأت منذ البيان الوزاري الذي لا يلتقي مع المبادئ التي تؤمن فيها هذه الحركة".

وعن المشاركة في لقاء البريستول، قال الرئيس الجميل: "كانت لدينا اقتراحات ان تكون هناك، بدلا من اجتماع اليوم لأخذ الصورة، وقفة وجدانية وتأملية في خلوة لتقويم مسار سنة على الاقل وتحديد خطة عمل والنقاش عما اذا كنا قد حققنا الاهداف". اضاف: "ندعم موقف رئيس الحكومة وقد أيدنا زيارته الى دمشق ونريد فتح صفحة جديدة من العلاقات مع سوريا انما يجب ان نناقش هذه الامور اضافة الى تشكيل الحكومة والبيان الوزاري مع بعضنا البعض." وأشار الى "ان بعضهم قد طرح ان يكون لقاء البريستول شبابيا حيث يطرح هؤلاء تساؤلاتهم واقتراحاتهم ومطالبهم على القيادات".

 

وتابع: "أردنا ان يكون لقاء 14 آذار للتأكيد على وحدتنا فكانت لدينا تحفظات عبرنا عنها من خلال تمثيل رمزي اقتصر على النائب الاول لرئيس الحزب شاكر عون الذي كان المكلف رسميا من قبل الحزب في هذا الاطار". وكشف انه "تم الاتفاق بين قيادات 14 آذار على عقد خلوة بعد الانتهاء من هذا الاجتماع لاجراء تقويم صحيح لمسار الفريق ووضع خطة طريق والنظر في شكل جدي في آلية العمل التي اصبحت تشكل خطرا على حركة 14 آذار". وردا عن سؤال حول ما اشيع عن عدم دخول الامانة العامة في سجال مع النائب سامي الجميل احتراما لشهادة الوزير بيار الجميل، قال: "لا ننتظر شهادة احد في نضال آل الجميل والشهادة التي قدمناها كافية لتؤكد التزام الحزب وبيت الجميل في القضية. كما لا ننتظر شهادة حسن سلوك من احد وهمنا الا يذهب دم شهداء الكتائب وشهداء كل الوطن هدرا. الى ذلك يهمنا ان تقوم مسيرة 14 آذار بشجاعة وشفافية لنحافظ على لبنان وعلى ايمان جمهور هذا الفريق الذي يحتاج الى استنهاض وان يقتنع بالمشروع مجددا".

 

وقال: "اي مسؤول حزبي، من اصغر موقع حزبي الى اكبره لا يحتاج الى شهادة حسن سلوك من احد"، مذكرا بأن النائب سامي الجميل "هو من وضع الخيمة الاولى في ساحة الشهداء وهو كان من ابرز الشباب الذين ناضلوا وعانوا وتحملوا المسؤولية"، مؤكدا "ان الشباب اللبناني يتكل على قياديه وبالتالي يجب اعطاؤهم الامل لانهم مستقبل البلد".

ورفض الرئيس الجميل "تحميل المسؤوليات شرقا وغربا"، معلنا تحمله المسؤولية شخصيا بعدم المشاركة في 14 آذار، مميزا بين العلاقة الشخصية والموقف السياسي، لافتا الى ان "التواصل الشخصي لا علاقة له بالقضايا المبدأية التي نحاول تحقيقها".

 

وعن مواقف النائب جنبلاط، قال الرئيس الجميل: "هو مسؤول امام موقفه وقناعته وهو حر في السير في الطريق التي يريد. كنا تمنينا لو أكملنا المسيرة معا بعدما التقينا في العام 2000 تقريبا لتحقيق المصالحة في الجبل. ما يهمنا هو بقاء استقرار الجبل وتحقيق العودة ليلعب دوره مجنبين اياه الخضات فنجلس معا ونركز على القواسم المشتركة ويتحمل كل مسؤوليته تجاه شعبه".وأكد الفصل بين القضايا الشخصية والسياسية "لانه متى ربطنا الاثنين معا نبني الاحقاد، إذ يمكن انطلاقا من العلاقة الشخصية جمع الفريق الذي ناضل مع بعضه البعض."

وبالنسبة الى التواصل مع "التيار الوطني الحر"، اشار الى انه "لم يصل الى حد الاتفاق على امور تستوجب نقل نوعية الاتصالات من تواصل برلماني الى تواصل سياسي وطني".

وردا عن سؤال، اشار الى "ان الازمات متراكمة على مدى عشرات السنين في ظل اياد غير بريئة تحرك الاوضاع الداخلية وتفتعل الفتن"، لافتا الى "أن ثمة اطراف عربية اقليمية دولية لا تسهل المصالحات الداخلية الا تلك التي تصب في مصلحتها الخاصة".

 

وعن الجلسة الاولى لهيئة الحوار الوطني، اسف الرئيس الجميل الى "المواقف الجامدة التي تأتي بها بعض الاطراف الى الحوار"، واشار الى "أن حزب الله لم يقدم حتى الان استراتيجيته الدفاعية على رغم انه صاحب القضية الاساس والمعني المباشر فيها، اضافة الى اعتباره ان سلاحه ابدي سرمدي في خدمة قضيته". واذا لفت الى حكمة رئيس الجمهورية وشجاعته، تمنى، انطلاقا من كونه الداعي الى الحوار، ان يطرح على حزب الله تقديم استراتيجيته.

 

وأعلن الرئيس الجميل عن اختلاف في وجهات النظر في بعض القوانين الدولية والمصطلحات المتفق عليها دوليا والتي هي اساس في تكوين الوطن، وهي السيادة والولاء، موضحا انه "في مفهوم السيادة ثمة مربعات امنية ممنوع على الدولة الدخول اليها اضافة الى احتكار قرار السلم والحرب من قبل فريق لبناني. أما بالنسبة الى الولاء، فولاء حزب الله لولاية الفقيه."

ورفض الرئيس الجميل "تشبيه بعضهم الولاء لولاية الفقيه بالولاء للفاتيكان، اذ لا يملك الاخير ترسانة عسكرية واسلحة نووية كما لا يسلح فريقا من اللبنانيين"، مميزا "بين الدول الداعمة لسيادة لبنان واستقلاله وللسلطة الشرعية اللبنانية من خلال الامم المتحدة والقرارات الدولية وبين الدول التي تهرب السلاح لفريق لبناني". مزارع شبعا وبالنسبة الى موضوع مزارع شبعا، قال: "هل نطلب المستحيل من سوريا عندما نطلب منها تقديم ورقة تعترف فيها بسيادة لبنان على مزارع شبعا؟"، معتبرا "ان هذا الاعتراف يشرع المقاومة لتحرير المزارع، إذ اننا في نظر القانون الدولي نقاوم ارضا ليست لبنانية وبالتالي فإن مقاومتنا غير شرعية لتحرير شبعا". اضاف: "بعد تقديم ورقة الاعتراف بلبنانية مزارع شبعا، تنتقل الاراضي المحتلة من سلطة القرار 242 الذي صدق عليه القرار الدولي بسورية مزارع شبعا الى سلطة القرار 425 فتصبح مقاومتنا لتحرير ارضنا مشروعة وعندها لربما يقوم المجتمع الدولي باقناع اسرائيل بتطبيق قرار الانسحاب منها."

 

وتابع: "اسرائيل دولة عدوانية وغير مهتمة بالقرارت الدولية وتقوم بمصلحتها ونحن نشمئز من كيفية معاملتها الفلسطينيين ونرفض ممارساتها اللانسانية ونستنكرها"، مشيرا الى انها لم تضم الجنوب اللبناني عندما احتلته وكذلك مزارع شبعا وبالتالي، يبدو من خلال ذلك انه ليس من مصلحتها القيام بذلك، مما يشير الى امل صغير باسترداد شبعا متى حصلنا على الاعتراف السوري بلبنانيتها، انما سوريا لا تساهم في هذا الاطار لا بل تشجع على التحرير".

 

وقال:" اطلق الرئيس بشير الجميل شعار 10452 كلم مربع، ونحن حريصون على كل شبر من الاراضي اللبنانية من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، وانما يجب تحصين انفسنا في البداية والسعي لاسترداد ارضنا عبر الطرق الديبلوماسية وان لم نتمكن من استرداد حقنا عندها نتجه الى المقاومة."

 

ورأى أنه "يجب تحديد معالم الاستراتيجية الدفاعية التي لا تتوقف عند قضية السلاح، بل تضم النواحي كافة من حيث الديبلوماسية وتجهيز المواطنين وتعبئتهم وفق هواجس البلد وتحديد المخاطر"، لافتا الى "ان هذه المخاطر لا تتوقف عند التهديد الاسرائيلي بل هناك البؤر الامنية والحركات الاصولية في المخيمات"، مذكرا "بوضع حزب الله الخط الاحمر امام الجيش اللبناني للدخول الى مخيم نهر البارد وحسم الامور فيه". ودعا الى "ان تكون الاستراتيجية التي ستبحث شاملة". ورفض "ان تكون هيئة الحوار مؤسسة رديفة للمؤسسات الموجودة"، لافتا الى انه طلب مهلة زمنية لها، "فاذا لم نجد حلا في بضعة اشهر نمدد المهلة او نعلن الفشل، عندها تعود الامور الى المؤسسات الدستورية لايجاد الحلول. الى ذلك طلبنا خريطة طريق لهذا الحوار ومنهجية معينة نلتزم فيهما لنعرف الى اين نتجه". وقال: "طلبت ان يوضع موضوع تحديد المهلة الزمنية في بداية جدول اعمال الجلسة المقبلة من الحوار."

 

سلاح "حزب الله" وفي موضوع سلاح "حزب الله"، اسف الرئيس الجميل "للطريقة الفوقية التي يتعامل من خلالها الحزب مع الاخرين واعلانه ان سلاحه غير خاضع للبحث، متمنيا الجلوس معا بهدوء من دون رفع الاصبع والتخوين. مشيرا الى "أن حزب الله يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ونعترف بفضله بتحرير الجنوب ولكن يجب ان يعترف هو ايضا بالاخرين ونضالهم. الى ذلك يجب ان يقبل حزب الله طرح المواضيع بجوانبها كافة". ولفت الى "عدم توافر مقاربة موضوعية من قبله للأمور وانما يصف سلاحه بالالهي الذي يجب عدم المس به".

وكشف عن حصول لقاءات من دون تتمة، منذ اشهر بين قيادات في "حزب الكتائب" ومسؤول في "حزب الله"، مبديا "الجهوزية للنقاش والحوار بغض النظر عن رفع الصوت والتهديد والتخوين، فيتم وضع اسس موضوعية للحل".

 

العلاقة مع سوريا وبالنسبة الى علاقته بسوريا، قال:"العلاقة مع سوريا دقيقة ولو كانت هناك رسائل متبادلة لما كان ذلك خافيا على احد، خصوصا ان حزب الكتائب واضح في تحركاته ولا يمرر الامور من تحت الطاولة." نافيا وجود اي تحرك في اتجاه زيارته سوريا. وتابع:"بعضهم ينقل وجوب تصحيح العلاقة مع سوريا ولكن ليس من رسالة تتجاوز هذا الامر. يهم دمشق ترميم العلاقات مع بعض الشخصيات والقيادات اللبنانية وانما لا تبادل لرسائل في شكل دقيق."

 

واكد "ان حزب الكتائب يريد اطيب العلاقات مع سوريا ويعتبر ان امنها من امن لبنان والعكس صحيح. انما يريد ان تكون هذه العلاقات ندية"، لافتا الى انه "من الافضل ان تكون العلاقات الشخصية استكمالا لما يقوم به الرئيس سعد الحريري على الصعيد الرسمي".

 

وكشف ان زيارته سوريا غير مطروحة، داعيا الى "استكشاف العلاقة الرسمية على صعيد البلدين بدءا من موضوع المجلس الاعلى اللبناني السوري مرورا بالمفاوضات التي بدأها الرئيس سعد الحريري وصولا الى الملفات كافة".

 

اضاف: "زار النائب ميشال عون سوريا مرات عدة في شكل فولكلوري ولم تسهم هذه الزيارات في حلحلة موضوع الملفات العالقة."

 

وتابع: "لدي تجربتي الخاصة مع سوريا، وعلى رغم ذلك اظن ان الرئيس الحريري يملك ما يكفي من الدراية والصبر والحكمة لمعالجة الملفات معها."

 

الكتائب وعن الخلوة الكتائبية، قال: "الخلوات الحزبية والمؤتمرات من التقاليد المتبعة في الحزب. ثمة ورشة كبيرة لاعادة تعبئة الكوادر الكتائبية كافة وستجمع كل المعينين الجدد في الاقسام والاقاليم والندوات والمصالح وسيكون ذلك انطلاقة جديدة للحزب تحضيرا لليوبيل."

 

وردا عن سؤال حول انتقاد بعضهم لدور سامي الجميل الحزبي: "اترك للكوادر والناس ان يقوموا عمله ان كان ايجابيا ام لا. هو مسؤول عن اللجنة المركزية ويعمل انطلاقا من مسؤوليته الحزبية يقوم بواجباته. ثمة عمل جماعي وفريق متكامل ينسق بين بعضه البعض لقيامة الحزب. وسامي الجميل هو احد الشباب الذين يجهدون ويعملون من اجل رفعة الحزب."

 

واوضح: "بدأ سامي وبيار النضال من ادنى الصفوف الحزبية واسسا نفسيهما وتدرجا فوصلا. أدعو ان يحاكم كل فرد وفق عمله. حقق الشهيد بيار الجميل المصالحة الحزبية فهل يجب ان يجلس في منزله لأنه ابني والا يقوم بهذه المبادرة لتوحيد الحزب وضم الرعيل القديم والشباب؟ وهل ممنوع على ابن امين الجميل ان يملك الكفاية لجمع الناس؟" وتابع:"ألمحت مرة لاولادي أننا ضحينا كفاية وربما حان الوقت لنرتاح، فلم يعجبهم ذلك ورفضوا هذا الطرح لأن البلد في حاجة الى نضالهم. في النهاية احد لا يفرض نفسه على الاخرين."

 

وختم الرئيس الجميل: "ليس بالصدفة استمرار حزب الكتائب 75 عاما في البرلمان والحكومة والنقابات وانما بسبب الجهد والتضحية والفكر وروح الشهادة"، مؤكدا انه "لا يمكنه فرض نجله على احد"، لافتا الى "ان ثمة نواب رئيس في الحزب يتحملون مسؤوليتهم الى جانب الامانة العامة والاجهزة الحزبية كافة المتضامنة مع بعضها البعض. وبالتالي هناك فريق عمل متكامل في الحزب والقاعدة الكتائبية لن توفر من يخطئ كائنا من كان".