مقابلة من لبنان الآن مع رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون

"الطقم" الذي يسير مع سوريا هو من أعداء لبنان والشيخ العريضي كان ممن قاتلوا ضد هجوم "حزب الله"

شمعون: عون لا يمكنه إلا أن يخسر وهذا ما يدل عليه تاريخه

 

غادة حلاوي/ لبنان الآن/ الاثنين 22 أيلول 2008

 

إعتبر رئيس "حزب الوطنيين الأحرار" دوري شمعون أنّ فتح الجروح وإحياء الغرائز والنعرات وراء ما حصل في الكورة، متهمًا سوريا وحلفاءها "وحليفها الجديد العماد عون بصب الزيت على النار"، معتبرًا أنّه إذا لم يُصَر إلى إعادة بناء دولة تعيد ضبط الأمور، فسنشهد بين فترة وأخرى مشاكل تعتمد اسلوب التفرقة كي تعيد سوريا تقوية نفوذها في لبنان وتقول للدولة اللبنانية، بدءًا من شخص رئيس الجمهورية، إذا أردتم الهدوء في لبنان فيجب الاستعانة بي".

 

شمعون وفي حديث لـ”nowlebanon.com” حذّر من وجود "أيادي تعمل على شحن الاجواء وتمنع عودة الهدوء وتعيد نبش القبور بهدف اشعال الفتنة في لبنان كي تكون الدولة اللبنانية بحاجة الى تدخل سوري"، وقال إنّ "العنوان العريض لسياسة سليمان فرنجية متوافق كلياً مع السياسة السورية، وهو لا يريد ان يعترف بحقيقة ان والده وجدّه حاربا سوريا، وانا كنت ممن واكب معارك التحرير من السوريين في زغرتا، وأعرف كيف كنا نتعاون من اجل التخلص من هذا النفوذ"، مضيفًا "نحن أيضًا جرحنا موضوع اهدن الذي كان بتدبير سوري ولولا أنهم أرادوا معركة بين الكتائب وزعامات الشمال المسيحية لما استطاعت القوافل والمساعدات التي قامت بالمعركة المرور على الحواجز السورية بمواكبة أجهزة الاستخبارات السورية التي انطلقت من سن الفيل... لقد خططوا لها بشطارة ووقعنا في الفخ وانقسم مسيحيو الشمال عن باقي مسيحيي لبنان وحصل ما حصل".

 

وعن إمكانية أن تشهد البلاد مصالحات مسيحية – مسيحية على غرار المصالحات الاخرى أجاب شمعون "الجميع احسن من الموارنة، لأنهم برهنوا أنهم يستطيعون التصالح "ما في إلا الموارنة كل واحد آخذ زاوية ويقوّص على الثاني"، محمّلاً  النائب ميشال عون "كامل المسؤولية عن التشرذم المسيحي الحاصل اليوم" وقال "كنت الوحيد الذي جمع "القوات" و"التيار العوني" وقسم من "الكتائب" الى طاولة واحدة ، لكن الذي "خرّب القصة" هو ميشال عون الذي بدأ يعطينا أوامره من باريس وحين لم نطعه أصبحنا "سيئين" ثم انسحب من لجنة التنسيق، ... ثم حاولنا في قرنة شهوان جمع الموارنة، وكي لا يغار من فكرة زعامة غيره اخترنا ان ننضوي تحت قبة بكركي، فعاد إلى إعطائنا أوامره ورغم اننا اطعناها إلا انه عاد وانسحب متسببًا بتشرذم مسيحي".. وفي الآونة الأخيرة "وافق على ان تبث المحطة التلفزيونية التي يملك المجازر التي حصلت في اهدن كي تسبب إشكالات"، وردًّا على سؤال عن الطرف القادر على جمع الموارنة اليوم أجاب شمعون "بعد مار مارون لا يوجد أحد".

 

وحول ما إذا كانت هناك اختلافًات في الرأي بين مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار قال شمعون "نعم توجد خلافات "وخناق" على المقاعد، لكن لدينا من العقل ما يحول دون شق 14 آذار في الانتخابات فنقدم هدية الى أعدائنا وأعداء الوطن، معتبرًا ما وصفه بـ"الطقم" الذي يسير مع سوريا بأنه من أعداء لبنان.... وأضاف "هم لا يريدون لبنان سيدًا حرًا مستقلاً، يتقيدون بولاية الفقيه اكثر من الدستور اللبناني ويريدون دولة اسلامية... يجوز ان لديهم جواز سفر لبنانياً لكنّ انتماءهم فارسي"، مستطردًا  "اذا اعلنوا انسحابهم من ولاءاتهم الخارجية وسلموا في لبنان حر ومستقل، حينها نقول إنهم عادوا الى الاصول ولا نعود على مشكلة معهم".

 

وتساءل بعد اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ما الذي تحقق على الأرض؟ مجرد "حكي بحكي". معتبرًا أننا "لا زلنا في مكاننا مع قليل من تبويس اللحى" وأنّ "النوايا ليست سليمة".

 

وعن إعادة انفتاح رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" على "حزب الله" رأى شمعون أنّ النائب جنبلاط "كزعامة درزيه مسؤول عن الدروز لم يكن بمقدوره الا ان يفعل ما يفعله بعد ان ارتفع صوت الدروز جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، فاجتمعوا يدا واحدة من أجل معالجة رواسب ما حصل خصوصا ان لا دولة تحمي، فاضطر لتليين الامور للحؤول دون تكرار ما حصل".

 

وعما إذا كان قد حسم مسألة ترشيحه للانتخابات النيابية في الشوف قال شمعون "حسمته مع نفسي"، لكن يبقى موضوع "القانون الاعوج للبلديات الذي اخترعوه"، وحول ما إذا كان سيرشّح إبنه للانتخابات في حال بقيت مهلة العامين تحول دون ترشحه أجاب "معقولة".

وفيما لو أراد حلفاؤه ترشيح غيره عن مقعد الشوف قال شمعون "مع احترامي لغطاس خوري وجورج عدوان ولكن اعتبر أن قاعدتنا في الشوف تستأهل التمثيل".

 

شمعون شدّد على أنّ الشيخ صالح العريضي الذي اغتيل بالأسلوب الذي اغتيل فيه كل من سمير قصير وجورج حاوي، "كان من جملة الشباب الذين دافعوا عن بيصور وهذا هو الجرم الذي لا يغتفر في الكتاب السوري، ويجوز انهم كانوا يتوقعون منه أن يطلق النار على والده وأخيه وعلى أهل ضيعته، لكنه أطلق النار مدافعًا عنهم،.. وأنا أعرف أنه من الجماعات التي قاتلت ضد هجوم حزب الله".

 

وبشأن توقعاته لنتائج الانتخابات النيابية المقبلة قال شمعون "في النهاية لن يصح إلا الصحيح".... و"إذا كان قسم كبير مأخوذًا بأفكار بعض الجهات فهي تظهر له يوما بعد يوم انها فاشلة في عملها السياسي وفاشلة في ولائها للبنان، وهذا سيصب في صالحنا". وأضاف "الحمد لله هم لا يرتكبون الا الاخطاء، وكل مرة اسمع فيها ميشال عون أصفق له على أخطائه"، معتبرًا في المقابل أنّ قوى الرابع عشر من آذار ترتكب الأخطاء "لكنها ليست أخطاء مميتة ولا هي أخطاء في الوطنية".

وحول توقعات قوى 8 آذار بخسارة قوى 14 آذار الأكثرية في انتخابات 2009 ردّ شمعون قائلا "هذه تمنياتهم التي لن تتحقق" ... وأعرب عن اعتقاده بأن النائب ميشال عون "لا يمكن إلا أن يخسر وهذا ما يدل عليه تاريخه، يقوم بإنطلاقة مهمة لكن عدم معرفته بإدارة الامور وعدم وجود اي بسيكولوجية سياسية صالحة يعود فيخسر، آخر مرة خسر وهرب الى فرنسا ثم عاد وغش الناس في انطلاقته واليوم نرى الناس تعيد التفكير في ولائها له. هو سرق ثلاثة أرباع العونيين من "الأحرار" و"الكتلة"، وإلا فهل هو ورثهم عن والده؟"

 

 

وفيما يلي نص المقابلة مع رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" دوري شمعون.

 

 

 

كيف تقرأ ما حصل في الكورة بين المردة والقوات اللبنانية؟

 

قراءة سيئة وكنا نود لو ان معالجة حصلت لهذا الجرح النازف منذ زمن، لا بل بالعكس من ذلك فقد جاء من يقتح الجروح عندما بثت قناة "Otv"  برنامجاً عما يسمى مجزرة اهدن اعيد بثه لمرات، ذكّر من كان نسي وعرّف من لم يعرف بالذي حصل، فأعادوا إحياء الغرائز والنعرات التي أثارت المشاكل وكان آخرها ما حصل في الكورة. الجو العام بشع وهناك من يصب الزيت على النار.

 

من تقصد؟

 

سوريا وحلفاؤها، وقد بات لديها أخيرًا حليف جديد هو العماد عون.

 

تقصد بحلفاء سوريا الوزير السابق سليمان فرنجية؟

 

بالطبع فهو من الحلفاء التقليديين الذي قال مرة، ولسوء الحظ، لا يمكن للمسيحيين العيش من دون سوريا والعلويين، وانطلاقًا من هنا أقول إذا لم يمر الوقت الكافي وتتوافر الظروف الجيدة لاعادة بناء دولة تعيد ضبط الامور، فسنشهد بين فترة وأخرى مشاكل تعتمد اسلوب التفرقة كي تعيد سوريا لتقوية نفوذها في لبنان وتقول للدولة اللبنانية، بدءًا من شخص رئيس الجمهورية، إذا أردتم الهدوء في لبنان فيجب الاستعانة بي.

 

بدأ الخلاف بين شبان من الحزبين فما دخل سوريا وحلفائها؟

 

هل كان الخلاف ليحصل لولا ان الاجواء مشحونه؟ ومن هو الطرف الذي يشحن الاجواء؟ هناك أيادي تعمل على شحن الاجواء وتمنع عودة الهدوء وتعيد نبش القبور وهذا يصب في خانة واحدة وهي اشعال الفتنة في لبنان كي تستمر حاجة الدولة اللبنانية الى تدخل سوري.

 

سليمان فرنجية يقول...

 

(مقاطعاً) لسوء الحظ لا استمع الى كلام سليمان فرنجية، كلما كنت استمع لكلامه اتمنى لو أنني لم أسمعه.

 

ولكن سليمان فرنجية يشكل حيثية؟

 

ليشكل ما تريدين، لكن كنا نتأمل ان يكون اسلوب عمل الحيثية التي يشكلها ايجابيًا وليس سلبيًا. العنوان العريض لسياسة سليمان فرنجية متوافق كليا مع السياسة السورية.

 

يعترف سليمان فرنجية بصداقة عائلية مع آل الأسد، لكن أيضًا بعض حلفائك كانوا على علاقة بالنظام السوري وهناك من يتحدّث عن محاولات لإعادة إحياء هذه العلاقة؟

نعم كان هناك اشخاص مشوا مع سوريا في الماضي ثم عدلوا 180 درجة، ماذا نقول لهم؟ وآخرون لم يكونوا الى جانب سوريا باتوا معها فهل نقول لهم "برافو"، وكما أنّ هناك بالمقابل اشخاصًا كانوا مع سوريا وأكملوا معها.

 

هو لا يعرف ولا يريد ان يعترف بحقيقة ان والده وجدّه حاربا سوريا، وانا كنت ممن واكب معارك التحرير من السوريين في زغرتا، وأعرف كيف كنا نتعاون من اجل التخلص من هذا النفوذ وكيف كانت سوريا تستخدم الفلسطينى وآخرين، لكنه شاب لا يريد ان يفهم وهو يتعامل على أساس ذاكرة جديدة ألفها على مزاجه، وليس لديه إلا جرح اهدن. نحن أيضًا جرحنا موضوع اهدن الذي كان بتدبير سوري ولولا انهم ارادوا معركة بين "الكتائب" وزعامات الشمال المسيحية لما استطاعت القوافل والمساعدات التي قامت بالمعركة المرور على الحواجز السورية بمواكبة أجهزة الاستخبارات السورية التي انطلقت من سن الفيل. لقد خططوا لها بشطارة ووقعنا في الفخ وانقسم مسيحيو الشمال عن باقي مسيحيي لبنان وحصل ما حصل. وسليمان فرنجية لا يريد التعرف على كل هذا لأسباب عدة لكن عذره غير شرعي في أن لا يعترف بهذه الحقيقة ويساعد على إزالة الرواسب التي خلفها هجوم اهدن.

 

قال سليمان فرنجية إن الأحداث المتكررة لم تكن تحصل قبل خروج سمير جعجع من السجن؟

 

يعيد فتح قصة طويلة عريضة ولكن حين كان سمير جعجع في السجن كانت "القوات اللبنانية" ممنوعة من التحرك في الشمال وخارجه بسبب وجود القوات السورية، وهل لأن السوريين انسحبوا وبات لدى هؤلاء حرية تحرك نعمل على منع تحركهم في مناطقهم؟

 

 

هل يمكن ان نشهد مصالحات مسيحية – مسيحية على غرار المصالحات الأخرى الحاصلة؟

 

الجميع أحسن من الموارنة.

 

لماذا؟

 

لأنهم برهنوا ان لديهم عقلا أكثر من الموارنة ويتصالحون مع بعضهم، "ما في إلا الموارنة كل واحد آخذ زاوية ويقوّص على الثاني".

 

وهذا كلام ينطبق على موارنة 14 آذار؟

 

ليس الى هذه الدرجة، ومهما كانت خلافاتنا نعرف كي نجلس الى الطاولة ذاتها ونتحدث سوية ونصل الى نتائج معينة. طبعًا لدى كل حزب مشروعه وتحركاته التي لا تزعج الآخرين.

 

ألا تخاف من تفاقم التشرذم المسيحي قبيل الانتخابات؟

 

من جهتي ليست لدي مشكلة وكنت على تواصل حين كانت الاتصالات مقطوعة بين الجميع، وكنت الوحيد الذي جمع "القوات" و"التيار العوني" وقسماً من "الكتائب" الى طاولة واحدة ، لكن الذي "خرّب القصة" هو ميشال عون الذي بدأ يعطينا أوامره من باريس، وحين لم نطعه أصبحنا "سيئين" ثم انسحب من لجنة التنسيق.

حاولنا في قرنة شهوان جمع الموارنة ولكن كي لا يغار من فكرة زعامة غيره اخترنا ان ننضوي تحت قبة بكركي، فعاد إلى إعطائنا أوامره، ورغم اننا اطعناها إلا انه عاد وانسحب متسببًا بتشرذم مسيحي. لذا انا احمل ميشال عون كامل المسؤولية عن التشرذم المسيحي الحاصل اليوم. كان من المفترض ان يأتي عون بسليمان فرنجية ويكون مسؤولاً عن إجراء المصالحة، لكن بدل ذلك وافق على ان تبث المحطة التلفزيونية التي يملك المجازر التي حصلت في اهدن كي تسبب إشكالات. نحن مسيحيو 14 آذار نختلف مع بعضنا ولكن نعرف ان حدود خلافاتنا هي مصلحة لبنان.

 

لكن  توصيف النائب وليد جنبلاط لحال مسيحيي 14 آذار جاء مختلفًا؟

 

نعرف ان الاستاذ وليد جنبلاط يقول احيانا مواقف على قاعدة "الحجر في جنينتك.. اسمعي يا جارة" ويجوز انه يقول كلامه هذا كرسالة كي تحصل بعض الأمور الانتخابية التي يريدها، إنما ليس هذا هو الوصف الصحيح لمسيحيي 14 آذار، نعم توجد خلافات "وخناق" على المقاعد، لكن لدينا من العقل ما يحول دون شق 14 آذار في الانتخابات فنقدم هدية الى اعدائنا.

 

استوقفتني كلمة "أعدائنا"؟

 

أجل، أعداؤنا وأعداء الوطن، "الطقم" الذي يسير مع سوريا هو من أعداء لبنان.

 

أليسوا شركاءكم في الوطن؟

 

ليسوا شركاءنا أبدًا، واذا كان شريكنا فهو شريك مضارب. لا يريدون لبنان سيداً حراً مستقلاً، يتقيدون بولاية الفقيه اكثر من الدستور اللبناني ثم انهم يريدون دولة اسلامية، يجوز ان لديهم جواز سفر لبنانياً لكنّ انتماءهم فارسي.

 

ألا تعتقد أن هناك تطورًا في خطابهم؟

 

لا أصدق خطابهم الا اذا اعلنوا انسحابهم من ولاءاتهم الخارجية وسلموا في لبنان حر ومستقل، حينها نقول إنهم عادوا الى الاصول ولا نعود على مشكلة معهم.

 

كيف ذلك وقد حصل اتفاق الدوحة وشكلت حكومة الوحدة الوطنية؟

 

صار وصار وصار... ولكن ما الذي حصل على الأرض؟ "حكي بحكي".

 

كان من المعيب ان يذهب اللبناني بتاريخه العريق إلى دولة ولدت حديثاً كي ينجز صلحًا، مع احترامي لقطر وشكري على ما انجزوه.

 

عادوا من الدوحة فما الذي تغير، رأينا ما حصل بالأمس على طاولة الحوار، وكيف أن "حزب الله" لا يزال متمسكاً بسلاحه ومعنى ذلك أنّ قرار السلم والحرب سيستمر في يده وهذا ما كان يجب بحثه ولكنه لم يبحث، إذًا لا زلنا في مكاننا مع قليل من تبويس اللحى.

 

أليس جيدًا انطلاق الحوار؟

 

لم ينطلق، "الكلام حلو" لاسيما كلام رئيس الجمهورية ولكن النوايا ليست سليمة وإلا كانت تكفي مدة نصف ساعة لحسم الموضوع نهائيا.

 

اذا كيف تفسر إعادة الانفتاح بين جنبلاط و"حزب الله"؟

 

هذا ليس انفتاحًا، والهجوم الذي شنه "حزب الله" على جنبلاط وعلى المناطق الدرزية لم يكن للدروز يد فيه، وكزعامة درزيه مسؤول عن الدروز لم يكن بمقدوره الا ان يفعل ما يفعله بعد ان ارتفع صوت الدروز جراء الاعتداء الذي تعرضوا له، اجتمعوا يدا واحدة لوضع حد لما حصل وفتح المجال لتسوية الوضع مع "حزب الله" من أجل معالجة رواسب ما حصل خصوصا ان لا دولة تحمي. فاضطر لتليين الامور للحؤول دون تكرار ما حصل.

 

يعني أنت تبرر إعادة تموضعه؟

 

من دون شك، ولو اني ما كنت لأقول الكلام الذي قاله، لكن الفكرة الأساسية هي تصحيح الخطأ الذي وقع.

 

هل حسمت مسألة ترشيحك في الشوف؟

 

حسمته مع نفسي، لكن "أنا وأمي وبيّي قبلانين،... بدنا العروس تقبل".

 

من هي العروس هنا؟

 

القانون الأعوج للبلديات الذي اخترعوه.

 

والذي يصر فيه نواب "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" على استقالة رؤساء البلديات قبل سنتين من الترشح للانتخابات؟

 

أحترم تقيّدهم بالقواعد الديمقراطية والحقيقة "خجّلونا".

 

إذا بقيت مهله العامين هل ترشح إبنك؟

 

معقولة.

 

لكن المقعد الحالي هو للقوات اللبنانية وربما يرشّح النائب الحريري غطاس خوري؟

 

أين المشكلة؟ فليأخذ كل واحد نصيبه.

 

مع احترامي لغطاس خوري وجورج عدوان ولكن اعتبر أن قاعدتنا في الشوف تستأهل التمثيل.

 

كيف تقرأ عملية اغتيال الشيخ صالح العريضي؟

 

اغتيل بنفس اسلوب اغتيال سمير قصير وجورج حاوي ، كان من جملة الشباب الذين دافعوا عن بيصور وهذا هو الجرم الذي لا يغتفر في الكتاب السوري.

 

لكنه من حلفاء سوريا والوزير ارسلان لم يتهم سوريا؟

 

الجريمة مشابهة للجرائم الاخرى التي نفذها السوري، ويجوز انهم كانوا يتوقعون منه أن يطلق النار على والده وأخيه وعلى أهل ضيعته، لكنه أطلق النار مدافعًا عنهم.

 

طلال ارسلان لم يقل هذا؟

 

أعرف أنه من الجماعات التي قاتلت ضد هجوم "حزب الله". وطلال ارسلان لن يقول كلامي هذا، إنما ليس عندي مشكلة في قوله.

 

هل تتوقع ان تسير المصالحات قدمًا؟

 

لست ضد المصالحات، خصوصًا إذا كانت لحساب الوطن وليس على حسابه وان لا ينتقل الحريري مثلا للسير مع الإيراني.

 

هل تتخوف من تحالف مشابه للحلف الرباعي؟

 

لا ، لا ارى ان وليد جنبلاط بإمكانه الدخول في مثل هذه الوضعية لانه حينئذ لن يجد له مكانا، ويعود الى دخول دوامة لم يصدق كيف خرج منها والتي هي دوامة حلفاء سوريا.

كم سيخسر؟ اذا خضنا في 14 آذار المعركة معا فما الذي يخسره؟ مقعداً للحريري هنا أو مقعداً هناك؟

 

يجوز انه غير متأكد من تماسك فريق 14 آذار؟

 

أخصامنا غير متأملين بذلك، ويُصلّون لعدم تماسكه.

 

والكلام المهادن الذي نسمعه في الآونة الأخيرة؟

 

هدفه ترطيب الأجواء، لانهم لا يريدون الاستمرار في معارك مع "حزب الله" لاسيما على أبواب الانتخابات.

 

هل ستحافظ الاكثرية على وضعيتها في الانتخابات المقبلة؟

 

بل وأكثر. وفي النهاية لن يصح الا الصحيح والشعب اللبناني "مش مجدوب"، إذا كان قسم كبير مأخوذًا بأفكار بعض الجهات فهي تظهر له يوما بعد يوم انها فاشلة في عملها السياسي وفاشلة في ولائها للبنان، وهذا سيصب في صالحنا. والحمد لله هم لا يرتكبون الا الاخطاء، وكل مرة اسمع فيها ميشال عون أصفق له على أخطائه.

 

آخر مرة صفقت له؟

 

على موضوع طائرة الجيش، وعلى تعديل قانون البلديات حيث يظهر مدى احترامهم للشخص المنتخب من الشعب.

 

14 أذار ليس عندهم أخطاء؟

 

ليست مميتة ولا هي أخطاء في الوطنية.

 

آخر أخطائهم؟

 

بعض ما قاله جنبلاط، كان يمكن الاستغناء عنه وهذا خطأ تكتيكي لكنه ليس خطأ وطنيًا مميتًا.

 

 8 آذار تتوقع خسارتكم؟

 

بل هي تمنياتهم، ومن أخبارهم أن الاتفاق حصل في الشوف على ماريو عون الذي سيكون متحالفًا مع جنبلاط في الانتخابات، غير أن هذا حلم من أحلامهم وأمنية لن تتحقق.

 

وهل وعدك جنبلاط بأنّ هذا لن يحصل؟

 

من دون أن يعدني أعرف وليد جنبلاط جيدًا، ولا أحد يعرفه مثلي. علاقاتي مع جنبلاط أو مع أي زعيم آخر حدودها مصلحة لبنان. في المنطقة ليس لنا إلا وليد جنبلاط  كزعامة درزية، وتعاملنا معه رغم كل الخلافات السياسية ونجحنا.

 

لكن تقديرات المعارضة هي نتائج كاسحة لعون؟

 

فلنر... "وعلى السكين يا بطيخ".

 

لماذا أنت واثق من خسارته؟

 

لا يمكن إلا أن يخسر عون وهذا ما يدل عليه تاريخه، يقوم بإنطلاقة مهمة لكن عدم معرفته بإدارة الامور وعدم وجود اي "بسيكولوجية" سياسية صالحة يعود فيخسر، آخر مرة خسر وهرب الى فرنسا ثم عاد وغش الناس في انطلاقته واليوم نرى الناس تعيد التفكير في ولائها له. هو سرق ثلاثة أرباع العونيين من "الأحرار" و"الكتلة"، وإلا هل ورثهم عن والده؟. هو يصدّق نفسه أنه "صار" ويقف أمام المرآة مزهوًا بنفسه.

 

هل هناك شخص قادر اليوم على توحيد الصف المسيحي؟

 

بعد مار مارون لا يوجد أحد.

 

ولا حتى البطريرك؟

 

"ما نحلم". لقد جاء شخص إسمه كميل شمعون في الماضي لكن حتى هو تعرض للهجوم... "مش كل الناس كميل شمعون ولا الظروف مشابهة".

 

وماذا عن رئيس الجمهورية؟

 

ان شاء الله. أنا لا أعرفه كفاية والسياسة تتطلب حنكة خاصة وحسًا سياسيًا، وهذا ما برع به كميل شمعون الذي مارس سياسة فن الممكن. ميشال سليمان لا يزال جديدًا وبطبيعة الحال هناك فرق بين أن تكون السياسة عملك وبين أنك كنت تمارسها ساعة في النهار.