الباحث السياسي اللبناني أكد أن طموحات "حزب الله" لا تتناغم مع لبنان الرسالة

 البروفيسور سامي نادر لـ "السياسة": إذا بقي في لبنان مشروعان يصبح التقسيم أمرا واقعا

يروت ¯ من صبحي الدبيسي: السياسة 3/4/2007

 

رأى الباحث السياسي البروفسور سامي نادر أن لبنان أمام مشروعين, مشروع مواجهة يقوده "حزب الله" والقيادات المنضوية تحت لوائه, ومشروع آخر يتمثل بتحييد لبنان وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية, معتبراً أن مؤتمر "باريس ¯ 3" كان لحظة مميزة لأن لبنان منذ تاريخه لم يحظ باهتمام العالم بمقدار ما استفاد من سنة 2005 حتى اليوم, وهو ما زال في دائرة الاهتمام الدولي ومن الضروري أن يكون عامل استقرار ونموذج سلام ينسحب على كل المنطقة.

 

كلام البروفسور نادر أتى في سياق حوار سياسي شامل أجرته معه "السياسة", رأى فيه أن الحكومة طرحت برنامجاً إصلاحياً فيه الكثير من الإيجابيات, لكن المعارضة تعمل على عرقلة عمل الحكومة وهناك محاولة سورية إيرانية لإعادة لبنان إلى المعسكر السوري ¯ الإيراني.

 

نادر رأى أن القمة السعودية ¯ الإيرانية ساهمت فقط في نزع فتيل التفجير السني ¯ الشيعي ولم يتناول فك العقدة السورية, يعني فك عقدة المحكمة الدولية.لا تتم إلا بحوار مباشر مع سورية أو مواجهة مباشرة معها.. وأن إيران تستطيع أن تكون صاحبة مبادرة في هذا المجال.

 

نادر أشار إلى أن لبنان فوت فرصة تاريخية في 14 آذار ,2005 لأن ثورة الأرز لم تكتمل ولم تتم استعادة كل المؤسسات الدستورية, كما أضاع لبنان الفرصة الثانية مع القرار 1701 بعد حرب تموز بعدم تحييده عن النزاعات الإقليمية والتأسيس لحياد إيجابي.

 

وفي الشأن المسيحي رأى نادر أن بكركي لعبت دوراً أساسياً في لجم الصراع المسيحي ¯ المسيحي, وهناك حالة إحباط مسيحي وعدم اكتراث لأن ميزة لبنان موجودة بفعل الوجود المسيحي الذي لعب دوراً كبيراً في عملية إنشاء لبنان الكبير وإن الإنتماء لهذا المشروع لم يكن على المستوى الشعبي بنفس الدرجة كما هو عند المسيحيين, مطالباً اللبنانيين بالتوافق على مشروع واحد وتفهم هواجس كل فريق.

 

وفيما يلي نص الحوار:

  كيف تقرأ صورة الوضع في لبنان بشكل عام?

  باختصار نحن أمام مشروعين, مشروع يقوده "حزب الله" وأعلن عنه أكثر من مرة أمينه العام حسن نصر الله والقيادات المنضوية تحت لوائه وهو مشروع مواجهة لا تستطيع أن تكون معه كما لا تستطيع أن تكون ضده.

وبالمقابل مشروع آخر يتمثل بتحييد لبنان وإبعاده عن الصراعات الإقليمية والدولية, مشروع تطبيق القرار 1701 والمطالبة بالمحكمة الدولية... يعني أن هناك رؤيتين في لبنان.

من جهة مجتمع مواجهة.. ومن جهة ثانية مجتمع سلام.

أنا من جهتي مؤمن بلبنان الرسالة الذي أقره السينودس أقول هذا الكلام من منطلق وطني. وأتمنى أن يتحقق لبنان الرسالة كساحة حوار وتلاقٍ بين اللبنانيين, هذا المشروع بالتأكيد لا يتناغم مع مشروع "حزب الله", كما هو مطروح اليوم, ولربما طموح "حزب الله" أكبر بكثير من قدرات اللبنانيين.

ما أريد التأكيد عليه أن مشروع الحرب لا يحظى بإجماع وطني, ولم نتفق كلبنانيين على السياسة الدفاعية. ولأن هناك مشروعين فلا نستغرب أن تختلف الأمور على المستوى التنظيمي, هل نستطيع نحن كلبنانيين إذا لم نتفق على مشروع وبقي معلقاً أن نهتم بشؤون لبنان الحياتية? هذا هو التحدي الأكبر, مثلاً لحظة "باريس ¯3" كانت لحظة مميزة, لأن لبنان لم يحظَ بدعم دولي بمقدار ما استفاد منه من سنة 2005 حتى الآن.. هناك ضرورة للاستقرار في المنطقة... ضرورة لإسكات الصراع السني ¯ الشيعي الحاصل.. ضرورة لإطفاء البؤر المتفجرة من تداعيات الحرب في العراق.. ما يفرض على الدبلوماسيات الغربية والعربية العمل الجدي لترسيخ الاستقرار في هذه المنطقة. ولبنان ما زال في دائرة الاهتمام الدولي والعربي والإقليمي, لأنه من الضروري أن يكون عامل استقرار وقد يكون عامل تفجير وقد يكون ساحة سلام ونموذج ينسحب على المنطقة كلها, "باريس ¯3" أكدت أن لبنان في دائرة الاهتمام... وقد لا يدوم هذا الاهتمام. لبنان يرزح تحت الديون, وهناك مشاكل اقتصادية أساسية بالإضافة إلى مشاكل الدين العام. طرحت الحكومة برنامجاً إصلاحياً فيه الكثير من الإيجابيات ولو غابت عنه بعض الأمور الأساسية كان مفترضاً أن تكون موجودة..

 

كيف تم التعامل مع "باريس ¯3"? المعارضة لم تتعامل معه بشكل معارضة وديموقراطية... كما أن البلد لا يقدر أن يعيش من دون معارضة, شرط أن تكون معارضة تراقب, تحاسب وتفعل, وتطرح البرنامج البديل..

 

  برأيك المعارضة الموجودة حالياً تتصرف من هذا المنطلق أم على قاعدة (أخرج لأستلم مكانك)?

  المعارضة الحالية تعمل على عرقلة عمل الحكومة, بسبب الاصطفاف في المشروع الإقليمي... وبما أن لبنان لم يخرج من دائرة الصراع الإقليمي وهناك محاولة سورية إيرانية لإعادة لبنان إلى المعسكر الإيراني السوري.. اليوم الهم السوري مختلف تماماً عن الهم اللبناني.

  تفاؤل اللبنانيين بعد مؤتمر القمة بين الملك السعودي عبد الله والرئيس الإيراني أحمدي نجاد بددته مواقف الفرقاء, لكنه خفف من حدة الصراع المذهبي الذي كان قائماً. لماذا برأيك لم يرشح شيء عن هذه القمة, وهل صحيح أن الزعيمين السعودي والإيراني لم يتطرقا إلى عمل المشكلة اللبنانية?

  أعتقد أنهما تناولا مشكلة لبنان لكنهما لم يدخلا في تفاصيلها.. والشيطان يكمن في التفاصيل.. أعتقد أنهما توافقا على الموضوع الذي أشرت إليه في سؤالك. نزع فتيل الصراع السني والشيعي, لأنه يؤدي إلى انفجار المنطقة كلها ومضر جداً لإيران.. ومضر جداً للثورة الإسلامية التي قامت على استحضار الشارع الإسلامي السني والشيعي لمواجهة إسرائيل.. اليوم انقسام الشارع سيكون له أثر سلبي على إيران...

السعودية التي هي تقليدياً مع الاستقرار في المنطقة ولا تريد مشاكل في المنطقة ربما على حساب الديمقراطية والصراع الشيعي ¯ السني ليس من مصلحة السعودية.. تبقى عملية الترجمة العملية.. تبقى المسألة عالقة بالتفاهم الدولي.. لكن التفاهم الإيراني ¯ السعودي لم يتناول فك العقدة السورية. فك العقدة السورية يعني فك عقدة المحكمة الدولية..

  يحكى عن دعوة قريبة للقادة اللبنانيين إلى المملكة العربية السعودية للتوافق على حل ترعاه السعودية ويكون مقبولاً من الجميع, هل تتوقع ذلك?

  أتوقع ذلك, بعد حل عقدة المحكمة الدولية وهذه العقدة لن تتم إلا بحوار مباشر مع سورية أو مواجهة مع سورية.. اليوم العقدة موجودة في الشام وليست في أي مكان آخر..

  من سيتولى الحوار مع سورية إذا كانت رفضت في السابق زيارة الرئيس فؤاد السنيورة إليها وكل قوى الأكثرية التي تطالب بالحرية والسيادة والاستقلال غير مرحب بهم في سورية?

  هذا برأيي سبب التشنج القائم.. لأن الحوار الجدي غير قائم وعدم قيامه أدى إلى هذا التشنج الحاصل في البلاد منذ فترة..

  هل تستطيع إيران تحريك الحوار مع سورية?

  إيران تستطيع أن تكون صاحبة مبادرة.. ولكن عندها أيضاً مشاكلها وسورية لديها مشاكلها.. إيران تعمل على احتواء الهجمة الأميركية التي بدأت بعد انتخابات خريف 2006 مترافقة مع هجمة أميركية على المنطقة للوصول إلى تسوية معينة في الموضوع النووي. وهنا دور السعودية أساسي.

أما سورية فالهم الأول عندها تعطيل المحكمة الدولية..

  هل ترى قصوراً وطنياً على صعيد رجالات الدولة, وهل لبنان بحاجة لرجالات دولة أفضل من الطقم السياسي للعمل على إنقاذه?

  أعتقد أننا فوتنا فرصة تاريخية في 14 آذار ,2005 لأن ثورة الأرز لم تكتمل, ولم يتم استعادة كل المؤسسات الدستورية إلى حاضنة الاستقلال كانت برأيي هذه ثورة غير مكتملة.. أما الفرصة الثانية فأضعناها مع القرار 1701 بعد حرب تموز بعدم تحييد لبنان من النزاعات الإقليمية والتأسيس لحياد إيجابي. القرار 1701 كان ممكناً أن يكون مدخلاً حقيقياً لانتصار "حزب الله". وترسيم الحدود بشكل مباشر مع إسرائيل, وهنا انتصارنا الذي تحقق في العام 2000 ووضعنا البوليس الدولي على الحدود بيننا وبين إسرائيل واعتراف العالم كله بأهمية لبنان. وأعدنا طرح مسألة إعادة مزارع شبعا على مستوى دولي.. وكان على "حزب الله" ألا ينظر إلى هذه المسائل من باب التحدي لإرادته بل كفرصة كان من المفيد أن يستغلها لبنان ويستفيد منها..

  بعد إضراب 23 يناير وما حصل بالشارع المسيحي يبدو كأن الأمور سائرة باتجاه عدم الفلتان الأمني على الساحة المسيحية, وهناك ميثاق شرف ورعاية مباشرة من بكركي. لماذا انتهت الأمور عند هذا الحد بين "التيار الوطني الحر" و"المردة" من جهة و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى? وهل الخوف من إضعاف الساحة المسيحية التي سيؤدي حتماً إلى هجرة المسيحيين أم هناك وعي بأن ما جرى لن يودي إلى أية نتيجة?

  بكركي لعبت دوراً أساسياً بلجم هذا الصراع, اليوم الحالة الأكثر انتشاراً في الساحة المسيحية هي حالة عدم الاكتراث, حالة إحباط.. كما تعلم إن التيار المسيحي تقليدياً هو تيار سيادي, ويعتبر نفسه (أم الصبي) وهو نوعاً ما يعطي النكهة للبنان, لأن ميزة لبنان وخصائصه موجودة بفعل هذا الوجود المسيحي الذي لعب دوراً في عملية إنشاء لبنان الكبير. وهو رأس حربة في موضوع المطالبة بالسيادة والحرية والاستقلال كل البطاركة الذين تعاقبوا لعبوا دوراً أساسياً في هذا المجال. وأعتقد أن كل شخص سياسي دخل في هذا التيار حصل على زعامته. التيار المسيحي لا يذهب وراء الزعماء بالتحديد.. أميل إده مثلاً كان زعيماً للمسيحيين لأنه كان يمثل هذه النزعة السيادية, نفس الشيء بالنسبة لكميل شمعون, في مرحلة معينة خرج شمعون لكنه عاد وكان زعيماً للمسيحيين, وكذلك بشير الجميل..

  هناك مشكلة عند التيار المسيحي تكمن في أن كل زعيم مسيحي يمد اليد لزعيم من طائفة أخرى يخسر حتماً نصف المسيحيين إن لم يكن أكثر, لماذا هذه النظرة التخوينية, وهل المسيحيون أكثر وطنية من غيرهم في الطوائف الإسلامية كسعد الحريري مثلاً أو وليد جنبلاط?

  ليسوا أكثر وطنية.. لكننا نحن قادمون من تجربتين لبنانيتين مختلفتين, لو عدنا إلى تاريخ نشوء دولة الاستقلال.. نحن لم نكن بلداً واحداً وموحداً. كان لبنان في عهد القائمقاميتين واستمر طوال عهد المتصرفين العثمانيين وكان هناك ولايات مترابطة ومتماسكة وجزء لا يتجزأ من الإمبراطورية العثمانية. لنأخذ مثلاً قانون الأحوال الشخصية لهذه المدن, مثل طرابلس وبيروت وصيدا كان تابعاً وخاضعاً للسلطنة العثمانية, بالمقابل الطائفة الدرزية والطائفة المارونية كانتا تتمتعان بنوع من الاستقلالية السياسية لقاء جزية كانت تدفع للسلطنة العثمانية..

لبنان أتى من تجربة تاريخية مختلفة, وبعد إعلان لبنان الكبير أصبح الانتماء لهذا المشروع لم يكن على المستوى الشعبي على نفس الدرجة كما هو عند المسيحيين...

اليوم دخول الطائفة السنية على هذا المشروع الاستقلالي حديثة هذا أمر مهم على لبنان أن يحصنه ويثبته. وهذه فرصة أن تنظم الطائفة السنية بهذا الزخم إلى الاستقلال, ربما استشهاد الرئيس الحريري أدى إلى خلق هذه الحالة الجديدة عند السنة... البعض يشكك بالنوايا ويعتبر هذه العودة إلى الاستقلال ظرفية.. أتصور التشكيك بالنوايا بطرف أو بآخر لا يعزز الثقة المطلوبة للميثاق الوطني..

  لو سلمنا جدلاً أن ثلاث طوائف أساسية هي اليوم مع سيادة واستقلال لبنان. تبقى طائفة كبيرة لعبت دوراً مهماً بتاريخ هذا البلد محيدة أو مغيبة عن هذا المشروع, كيف سيكون لنا استقلال لبناني كامل?

  يجب على كل اللبنانيين أن يتوافقوا على مشروع واحد, اليوم عندنا مشروعان, ربما نتجا عن حالة الخوف عند البعض. لو نظرنا إلى ظاهرة "حزب الله" التي تتفاعل مع الطائفة الشيعية. هل لأنها تشكل لها نوعاً من القوة والكبرياء? هل هي ردة فعل لحالة من الخوف? يجب أن نتفهم تلك الهواجس وفي نفس الوقت لا يجوز أن ندفعها إلى التكابر وفرض سياسة معينة والتفرد في مواضيع مصيرية كالحرب والانتماء للآخر. علينا فهم هواجس بعضنا ونلتزم بالقاعدة الديمقراطية.

مسألة الديمقراطية التوافقية تتطلب الكثير من التوضيح, لأنها ممكن أن تنسف النظام الديموقراطي البرلماني القائم عليه لبنان إذا ما حددت بشكل علمي.. لبنان بحسب "الطائف" نظام برلماني توافقنا عليه في "الطائف" بعد أن كلفنا سنوات من الحروب والويلات.. هذه التسوية التي توافقنا عليها في 1989 كرست النظام البرلماني وكرست مبدأ الأكثرية والأقلية. اليوم موضوع الديمقراطية التوافقية ماذا يعني إذا الطوائف اللبنانية لم تتوافق مع بعضها على أمر ما, هذا الأمر لا يمكن أن يمر.. ماذا يعني ذلك? هل يعني مدخلاً إلى فدرالية الطوائف? إذا كان كذلك أصبح من الأنسب أن تنتخب كل طائفة ممثليها بشكل واضح وصريح.. لكن هذا لا يتجانس ولا يتوافق مع النظام البرلماني القائم على الأكثرية وعلى الأقلية المؤسس للنظام في لبنان. يعني إرادة المشرع إن كان سنة 1926 و1989 الاتجاه بالبلد إلى مشروع وطن, أنا لا أقول أن الديمقراطية التوافقية وفدرالية الطوائف غير صالحة, ولكن يجب أن نحددها.. وإذا لم تحدد سوف تكرس "الفيتو" المعطل.. وتكرس مبدأ اللاحكم في لبنان..

  بين الحين والآخر نسمع همساً حول موضوع التقسيم. هل لبنان ما زال يعيش خطر التقسيم?

  إذا بقي في لبنان مشروعان يصبح التقسيم أمراً واقعاً, إذا تمسك فريق ما بمشروعه ولم يتنازل عنه ماذا نفعل.. فلو نظرنا إلى فريق 14 آذار يتشكل من عدة طوائف, قد يحصل التقسيم ولكن لن يتم على أساس طائفي ومذهبي..

اليوم يوجد حالة تشرذم وهذا أمر واقع لكنها ليست على أساس طائفي.

  كيف يمكن الاستفادة من "باريس ¯ 3 " ومن الدعم الدولي للبنان في ظل استمرار تردي الوضع الاقتصادي والتشكيك بقدرات الدولة على النهوض بهذا الاقتصاد, سيما وأن لبنان ما زال تحت دائرة الخطر?

  لبنان بحالة خطر, لأن الاستقرار السياسي غير موجود, المطلوب إعادة تعزيز الثقة بالاقتصاد ونعيد المستثمر إلى لبنان. لا عودة للدورة الاقتصادية إلى الحياة إذا لم يحصل استقرار سياسي في البلد.. فإذا استمرت الأزمة يكون على المعارضة والموالاة مسؤولية تجاه المواطنين وحقوقهم اليومية الحياتية وحل بعض المواضيع مثل الكهرباء والضمان الاجتماعي وليس بالضرورة انتظار التسوية على المحكمة الدولية أن تسوية مزارع شبعا لحلها.. هناك حد أدنى من المسؤولية من قبل المعارضة تحديداً, ما يجري في وسط المدينة القطاع الأهم في لبنان. القطاع المصدر للبنان هو قطاع السياحة وقلب السياحة في لبنان وسط المدينة عملية تعطيله بهذا الشكل يرتب مسؤولية على كل الأفرقاء.. لا يجوز أن تكون المعارضة على حساب المواطن.. وعلى الموالاة تفعيل برامجها لأنها في موقع الحكم وهناك مشاريع ليست بحاجة إلى تشريع واجتماع مجلس النواب, لا يجوز أن نتأخر بأمور بسيطة مثل مكننة الضمان الاجتماعي وهي لا تنتظر تغيير المعادلة في الشرق الأوسط لتنفيذها.. وخصخصة إنتاج الكهرباء. في بيروت وجبل لبنان معدل الجباية في الشهر 16.5 بليون لبناني. البقاع والجنوب الجباية بليون ونصف. لو أخذنا مثلاً مدينة زحلة ومدينة عاليه الجباية فيها بنسبة 99 في المئة, لماذا لا تخصص إنتاجها, إنها تستورد كهربا مقننة, لماذا? هذا مسيء لمبدأ العدالة الاجتماعية.. إذا نجحنا في خصخصة الإنتاج في بعض المناطق نوجد تنافساً إيجابياً بين كل المناطق.. همنا الأول نزع السياسة من المشاكل الحقيقة الاقتصادية والاجتماعية.. ولماذا لا يكون لدى الموالاة والمعارضة حد أدنى من المسؤولية للاهتمام بشؤون المواطن اللبناني?..

  يحكى عن فك الاعتصام, ما رأيك بهذا الموضوع?

  ممتاز جداً, أنا مع فك الاعتصام ومع تفعيل المعارضة.. وتكون خطوة جداً إيجابية, ماذا قدم الاعتصام? هل ضرب 14 آذار? هل أجبرهم على موضوع الثلث المعطل?.. لم يقدم شيئاً سوى تخريب اقتصاد وسط المدينة. فهل هذا هو الهدف?