عضو "اللقاء الديمقراطي" اللبناني استبعد التوصل الى حل قريب للأزمة رغم لقاءات بري - الحريري

 أكرم شهيب لـ "السياسة": أخشى ان ينقلب "حزب الله" على بري... ومحمد رعد  أصبح رئيسا للبرلمان بالوكالة

 بيروت ¯ من صبحي الدبيسي: السياسة 12/3/2007

 

وصف عضو اللقاء الديمقراطي بزعامة وليد جنبلاط النائب أكرم شهيب لقاءات رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري بأنها جيدة لكنه رأى ان التوصل الى حل قريب صعب وقال ان فريق 14 مارس يتحدث بمنطق لا غالب ولا مغلوب لكن فريق 8 مارس يتحدث بمنطق الغالب ولذلك فان الامور لم تتضج بعد واعرب شهيب عن رفضه لان يكون الرئيس بشار الاسد هو الوزير »الملك« في الحكومة وقال لن نعطيهم الثلث المعطل متهما سورية بأنها تريد الانتقام لان دم الحريري اخرجها من لبنان ومؤكدا ان دمشق ترفض المحكمة الدولية ولا تريد الخير للبنان ووصف زيارة جنبلاط الى واشنطن بالتاريخية ورفض اتهامات »حزب الله« ضده وابدى خشيته من ان ينقلب حلفاء سورية وايران على الرئيس نبيه بري وقال ان محمد رعد اصبح رئيسا للبرلمان بالوكالة .

 

»السياسة« أجرت هذا الحوار مع النائب أكرم شهيب:

 

هل سيتصاعد برأيك الدخان الأبيض من لقاء بري ¯ الحريري?

بشرنا محمد رعد رئيس المجلس النيابي بالوكالة, لأنه اعتبر نفسه يتحدث باسم المجلس وقال: لن تعقد الجلسة المقبلة للمجلس النيابي في الدورة العادية, وبرأيي فأن اللقاءين بين بري والحريري جيدان, لكن هناك منطلقين مختلفين للأمور. فنحن نتحدث بمنطق لا غالب ولا مغلوب وهم يتحدثون بمنطق الغالب. وضمن هذا الوضع هناك صعوبة في الوصول إلى حل قريب لهذا الموضوع, وهو سيأخذ وقته وأعتقد أن الظروف الآن لم تنضج بعد للوصول إلى حل, فاللقاء بحد ذاته جيد, إنما ظروف الوصول إلى حلول موضوعية تتطلب معالجة على أكثر من صعيد وليس فقط على الصعيد الداخلي, فموضوع المحكمة مرفوض سوريا. وموضوع التعطيل موضوع سوري والنظام السوري لا يريد الخير للبنان بل يريد العودة والهيمنة والسيطرة وإلغاء المحكمة من خلال حكومة معطلة.

 

سبق لقاء الحريري ¯ بري أن التقى زعيم الاغلبية بالبطريرك الماروني نصر الله صفير والرئيس أمين الجميل ومفتي الجمهورية, هل نقل إليهم رسالة معينة قبل لقائه بالرئيس بري?

هو يريد أن يذهب إلى اللقاء كممثل لقوى 14 مارس وليس فقط كسعد الحريري ممثلا ل¯"تيار المستقبل" هذا من جهة, من جهة ثانية هناك حلفاء للشيخ سعد الحريري عليه أن يطلعهم على كل التفصيلات ويأخذ بآرائهم ليذهب بورقة متكاملة ويجلس بها على الطاولة مع الرئيس بري. نحن نملك القرار ونأمل أن تكون كل قوى 8 مارس قد أعطت الرئيس نبيه بري تفويضاً للتحدث واتخاذ المواقف باسمها ولا تنقلب عليه, فنحن نعلم نوايا الرئيس بري وبانه يريد الوصول إلى حل ويسعى إلى ذلك, ولقد حاول على طاولة الحوار وعلى طاولة التشاور وحاول مع مبادرة عمرو موسى, إنما كل المحاولات باءت بالفشل, لأن التدخلات السورية عبر "حزب الله" كانت قاسية جداً, وكانت ضد أي وفاق داخلي لبناني, فالشيخ سعد الحريري ذهب بورقة موحدة لقوى 14 مارس ونأمل ألا تطعن قوى 8 مارس بالملف الذي أعطي للرئيس بري مرة أخرى كما حدث في المرات السابقة.

 

برأيك ماذا ستكون الخطوة الثانية بعد هذا اللقاء. هل يدعو بري إلى الحوار, أم إلى عقد جلسة لمجلس النواب أم إلى طاولة تشاور, أم ستبقى الاتصالات جانبية?

لقد عبر السيد نصر الله بشكل واضح عن أنه لا يريد الحوار ولا يقبل بطاولة حوار من جديد, كما لا يسمح لقوى 8 مارس بالتواصل مع قوى 14 مارس إلا إذا غيرت مواقفها, نحن نرى أن الأفكار لا تزال متباعدة وبالتالي فان أمور الحل برأيي لم تنضج بعد إنما هذا الحدث ضروري ومهم ويساعد على تخفيف التشنج ويفتح الباب من أجل حوار جدي ونأمل أن يكون هذا الحوار من خلال المبادرة العربية التي أقرتها الدول العربية مجتمعة وسعت المملكة العربية السعودية مع الجمهورية الإسلامية لتذليل بعض العقبات التي تشوبها, إنما المضمون هو مبادرة السيد عمرو موسى.

قمة عبدالله ¯ نجاد

 

لماذا لم تعط قمة الملك عبد الله والرئيس نجاد التفاؤل الذي كان منتظراً من قبل اللبنانيين كالضغط على سورية أو على حلفائها في لبنان لتسهيل موضوع المحكمة وخروج المعتصمين من الشارع?

برأيي الشخصي القمة كانت بمعظمها لأمور تتعلق بالدولتين, الحوار, التهديدات الأميركية والأوروبية والدولية لإيران وموقف المملكة منها.. الوضع السني الشيعي المتأزم في لبنان والعراق والذي ينسحب على كامل المنطقة, الحدود, كل هذه العوامل جرى التباحث فيها, وهذا اللقاء كان بهدف تحقيق تواصل إيراني سعودي الجزء الأساسي منه بين الدولتين. وفي شق منه الدخول على الموضوع العراقي والموضوع اللبناني من خلال الصراع المحتدم في العراق بين السنة والشيعة, والذي أخذ موقعاً عالياً في لبنان أيضاً, وبالتالي جرى البحث في هذين الموضوعين من باب وقف الاحتقان. وهذا الدم الذي يراق في العراق وتخفيف الاحتقان الموجود في لبنان.

 

هل أن القمة السعودية الإيرانية نزعت فتيل التفجير السني ¯ الشيعي في لبنان?

هذا ما نريده وما نأمله, وما نتمناه لأنه إذا ما قام صراع من هذا النوع فهو مدمر ليس فقط للبنان بل لمعظم الدول العربية. وأكثر من ذلك فان المستفيد الوحيد منه هو إسرائيل..

كلام المعلم

 

ما تعليقك على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بشأن لبنان والمحكمة الدولية ولماذا لم يتطرق الرئيس السوري بشار الأسد إلى الموضوع اللبناني وموضوع القمة العربية المرتقبة هذا الشهر في السعودية?

هذا يؤكد نظرتنا في 14 مارس وفي اللقاء الديموقراطي وفي الحزب التقدمي الاشتراكي, أن هذا النظام السوري لا يريد إلا الشر للبنان, ويكمل ما تقوم به إسرائيل من المحور الشرقي والشمالي, وهذا النظام ساعة يهدد بإقفال الحدود مع لبنان وساعة يهدد بضرب المحكمة الدولية وساعة يهددنا بالقاعدة وبالتفجيرات وبأحزاب وقوى تأتمر بأمره وساعة باغتيالات, إنه نظام لا يرحم لبنان, ويريد أن ينتقم من الشعب اللبناني ومن لبنان بعد أن أخرجه دم الرئيس الحريري من لبنان وبعد صدور القرارات الدولية ضده ووقوف الشعب اللبناني مع ثورة الأرز من أجل السيادة و الحرية والاستقلال. هذا يؤكد أن هذا النظام لا يريد إلا الدمار لهذا الوطن.

 

في موضوع حكومة الوفاق الوطني أنتم تصرون على مبدأ 19+10+1 والمعارضة تصر على مبدأ 19+11 الأمر الذي التبس على المواطنين, فما حقيقة ما اتفقتم عليه مع عمرو موسى?

لن نقبل أن يكون بشار الأسد هو الوزير »الملك« في حكومة لبنانية, لن نعطي أبداً الثلث المعطل ونحن على أبواب انتخابات رئاسية خاصة وأننا نسمع بين الحين والآخر عن حكومتين وعن انقلاب وما حصل في الشارع يدل على نواياهم وأكثر من ذلك إن اتفاق "الطائف" أصبح هدفاً للنظام السوري الذي كان يريد إلغاء الطائف عندما كان في لبنان, يعني كان يريد طائفاً على قياسه. بعد أن خرج من لبنان فانه يريد تدمير هذا الاتفاق وتدمير المؤسسات وخلق جو من الفوضى والفراغ.. وهذا ما لن نعطيه إياه خاصة وأنه يمسك بقرار الرئاسة واستطاع "حزب الله" أن يؤمم المجلس النيابي.

المحكمة والفصل السابع

 

هل ستقر المحكمة وفق الفصل السابع إذا لم تقر في المجلس النيابي?

من المهم أن تكون المحكمة ضمن الحاضنة اللبنانية ونسعى إلى ذلك بكل الوسائل. وهذا ما قاله رئيسنا وليد جنبلاط في واشنطن وفي كل المحافل الدولية وهذا ما قاله الشيخ سعد الحريري وبالتالي حتى الرئيس أمين الجميل وكل المعنيين بهذا الملف. قيل هذا الكلام, إنما إذا تعذر ذلك باستمرار مصادرة المجلس النيابي فسنسعى عبر وسائل لبنانية قانونية كأكثرية نيابية لارسال عريضة إلى الأمم المتحدة ونقول إن حزباً يمنع انعقاد المجلس النيابي. وبالتالي فسنسعى بكل الوسائل لان نبقى في الحاضنة اللبنانية, وإذا تعذر ذلك فإن المحكمة هي قرار من الامم المتحدة أيضاً وتصبح الشرعية الدولية هي التي تحكم بهذا الملف.

 

البعض يرى أن زيارة السيد وليد جنبلاط الى الولايات المتحدة لم يكن توقيتها ملائماً بسبب التحول في السياسة الأميركية كمؤتمر بغداد والتقارب الأميركي السوري, ما رأيك في هذا الكلام?

أولاً مؤتمر بغداد كان مقرراً منذ ستة أشهر, ووليد جنبلاط من القادة الذين يتمتعون بقدرة كبيرة على التحرك في الوقت الملائم وهو ذهب إلى واشنطن في وقت دقيق قبل القمة العربية وخلال موضوع الدول الخمس ذات العضوية الدائمة, مع ألمانيا بموضوع الملف الإيراني وموضوع بغداد ودول الجوار الاجتماع المخصص لبحث الملف العراقي وموضوع المحكمة الدولية, وموضوع استحقاق تقرير براميرتس وهناك ملفات مطروحة والوضع في غاية الدقة وموضوع محاولة قوى 8 مارس الانقلاب في لبنان والانقلاب على اتفاق "الطائف" كما قلت وبالتالي التوقيت سليم. وموضوع مؤتمر بغداد كان مقرراً من سبتمبر 2006 وليس بجديد ولا بطارئ. وهناك تأكيدات عربية دولية أنه لن يبحث فيه غير الموضوع العراقي فقط..

جنبلاط في واشنطن

المعارضة تتهم جنبلاط بأنه ذهب إلى واشنطن للتحريض على "حزب الله" وعلى المقاومة بالتحديد وبالتحريض أيضاً على إسقاط النظام السوري من خلال لقائه مع المعارضة السورية في واشنطن.

نحن نعرف أن "حزب الله" لم يدع فرصة إلا وشن هجومه على وليد جنبلاط, علماً أن موقف جنبلاط عبر عنه في لبنان, وليس في واشنطن وهو يرى بعد صدور القرار 1701 وموافقة "حزب الله" على كل كلمة فيه وأن يكون السلاح بعهدة القوى الأمنية اللبنانية وتحديداً بعهدة الجيش اللبناني, لأن إبقاء السلاح مع فريق لبناني يبقي الأوضاع الداخلية متوترة, اذان إمكانية استعماله في الداخل تشكل هاجساً عند اللبنانيين ولقد رأينا كيف تصرف "حزب الله" يومي الثلاثاء والخميس في الثالث والعشرين والخامس والعشرين من يناير.. لقد تناسى قادة "حزب الله" مواقف وليد جنبلاط حول سلاح المقاومة بأنها موضوع داخلي, معتبرين أن لهم الحق وحدهم في إعلان الحرب والسلم ساعة يشاؤون, نحن نعلم أن هذا الحزب يريد أن يأخذ البلد إلى ما لا يريده أحد, إلى الدمار والخراب والاستزلام للآخرين, لكننا سنظل على موقفنا الثابت ولن نقبل من احد أن يفرط بالبلد ويأخذنا إلى حيث يشاء. زيارة وليد جنبلاط إلى الولايات المتحدة كانت ناجحة جداً وطلب فيها تقديم كل الدعم للبنان واليوم فان وزير الدفاع اللبناني موجود في واشنطن ويلقى من الحفاوة والدعم ما تستطيع الإدارة الأميركية تقديمه وما وعدت لبنان به. لقد أعلن جنبلاط أنه سيطوف كل العالم ما عدا إسرائيل لإنقاذ لبنان, والحمد لله كانت زيارته موفقة وناجحة جداً.

 

البعض وصف لقاء النائب جنبلاط مع المعارضة السورية بأنه تحريض على قلب النظام السوري?

ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها وليد جنبلاط أركان المعارضة السورية, وأعتقد أن من حقه كزعيم لبناني يشعر أن النظام السوري يحاول تدمير بلده واغتيال كل رموزه الوطنية أن يلتقي بمن يشاء للحد من تمادي هذا النظام في عملية تخريب لبنان.

 

تتهمكم المعارضة بالسعي إلى التسلح وتوزيع السلاح فما موقفكم من هذا الاتهام?

إن النظام السوري وحلفاءه يسعون لانقلاب يقلب كل المقاييس رأساً على عقب, لأنهم لا يخفون نواياهم تجاه لبنان وإعادة نفوذهم إليه, وذلك بتوزيع السلاح على حلفائهم والقوى المتآمرة بأوامرهم. ونحن نعول كثيراً على وعي الشعب اللبناني لأن سلاح الشرعية اللبنانية وسلاح القوى الأمنية من جيش ودرك, أمن عام هو سلاح قوى 14 مارس التي تسعى لتعزيز قدرات هذه القوى وصيانة استقلال لبنان من المتآمرين عليه والعابثين بأمنه وسلامة مواطنيه..

التوتر الشيعي الدرزي

 

اعتراف الجاني الذي قتل أحد المواطنين من آل شمص بعد أن كان "حزب الله" اتهم عناصر من الحزب الاشتراكي بقتله يوم أحداث الجامعة العربية, هل أزال التوتر الشيعي الدرزي?

ليس هناك أي توتر شيعي ¯ درزي على الإطلاق, لكن حادثة استشهاد شاب من آل شمص وغيره من الذين استشهدوا في ذلك الخميس الأسود هي بالنسبة لنا جرائم منكرة, ومدانة أياً تكن الأسباب ووليد جنبلاط أول من طالب بالتحقيق في هذه الجرائم وتحديداً في جريمة اغتيال الشاب من آل شمص الذي استشهد في منطقة تابعة لنفوذ الحزب الاشتراكي, وكان الأجد انتظار التحقيق وجلاء الحقيقة قبل إطلاق الاتهامات جزافاً, أما وقد ظهرت الحقيقة وعرف الجاني فنتمنى على "حزب الله" أخذ العبرة بعدم إلقاء التهم جزافاً.

 

هل تتوقع تصعيداً في صفوف المعارضة بعد انكفاء المعارضة المسيحية?

لا أريد التدخل في شؤون الآخرين وما أحب أن أقوله أن "التيار الوطني الحر" تيار لبناني أهدافه معروفة وفيه مناضلون لبنانيون مخلصون ولا أعتقد بأنه يجارون "حزب الله" في كل مواقفه المعلنة منها وغير المعلنة, لأنهم في النهاية لبنانيون ولا يقبلون لأحد أن يأخذ لبنان خارج حدود سيادته واستقلاله..