صفير لـ"صدى
البلد": لبنان
لا يقوم إلا
برئيس واعٍ
وحكومة
فاعلة ومجلس
نوّاب يزن
بدقّة
الثلاثاء, 23 مايو, 2006
باريس | جورج ساسين -
البلد
أشار بطريرك
أنطاكية
وسائر المشرق
الكاردينال
مار نصرالله
بطرس صفير في
حديث خاص
لـ"صدى
البلد" في
ختام زيارته الى فرنسا
للمشاركة في
احتفالات
الذكرى 150
عاماً على
مؤسسة "مبرات
الشرق"
الفرنسية الى
"صعوبات
كثيرة في
لبنان
والمنطقة"
وأن "الأميركيين
في ورطة كبيرة
في العراق".
ولفت صفير الى
"ميل لدى بعض
المسؤولين في
تجاوز رئيس
الجمهورية
واتخاذ
القرارات من
دونه وهذا مضر
بالرئاسة
والرئيس".
وأكد أن
"لبنان لا
يقوم الا
اذا كان فيه
رئيس جمهورية
واع للأمور، واذا كانت
هناك حكومة
فاعلة ومجلس
نواب يزن
الأمور
بميزانها
الصحيح".
وسئل صفير
هل" الرياح
الدولية لا
تزال مؤاتية"
بالنسبة
للبنان كما
كان صرح إثر
زيارته لباريس
قبل عام ونيف
فأجاب: "يجب
دائما ان
نتأمل خيراً.
لا يمكننا ان
نستسلم لليأس
ولكن إذا
حللنا الاوضاع
في المنطقة
وفي لبنان نرى
ان هناك
صعوبات كثيرة.
وفي ما خص
لبنان اتخذ
القرار 1680 الذي
يقضي بأن يحصل
ترسيم
حدود وتمثيل
دبلوماسي بين
لبنان وسورية
ولكن نشأت بعد
ذلك بعض الاشكالات
على الحدود،
وهذا لا يبشر
بخير. ولكن
نحن قلنا
ونقول ان
البلدين
سورية ولبنان
يجب ان
تكون بينهما
علاقات ودية
وسلمية
وأخوية. ويجب ان يستطيع
كل بلد منهما ان ينعم
باستقلاله
وحريته
وسيادته. وإذا
كان الامر
بخلاف ذلك
يكون شواذاً
وهذا لا يجوز".
وضع غير مريح
وأضاف: "اما
المنطقة فمعروف
عنها انها
في وضع ليس
بالمريح على الاطلاق،
وإذا بدأنا
بفلسطين نرى ان الخلاف
وصل الى
الفئتين
الفلسطينيتين
اللتين كان
يجب ان
تكونا
متلاحمتين في
سبيل الوصول الى
غايتهما.
العراق وضعه
معروف. كل يوم
يحدث فيه قتل.
وبعض البلدان
العربية يشكو
من ما يعرف بالاصولية
وهي لا تتورع
عن شيء. هذا
كله يجعل
المنطقة في
وضع غير مريح
لكي لا نقول
غير ذلك. ولكن
رغم كل هذه
الصعوبات
نأمل ان
تعود الامور
الى
مجاريها
الطبيعية"... في لبنان،
عرفنا ما هي
الحرب وكم
أوقعت من
خسائر بشرية
ومادية. وما
من أحد في
اعتقادنا
يتوق للعودة الى الوضع الذي
كنا فيه. ولكن الامر لا
يتعلق بلبنان
فقط بل
بالمنطقة ككل.
والاميركيون
هم الآن في
العراق
ولكنهم وقعوا
في ورطة، لا يمكنهم
ان
يتركوا كما
انه لا يمكنهم
ان
يبقوا، وهذه
ورطة كبيرة.
نأمل ان
تتحسن الامور
وربما تكون
هناك امور
قد خفيت علينا
ولكنها لم تخف
على الذين
يهيمنون على
مقدرات
المنطقة".
تحصين لبنان
وسئل كيف
يمكن تحصين
لبنان في ظل
هذا الوضع لا سيما وانكم
وصفتم وضع
لبنان بانه
بين معسكرين الاول
يبدأ بلبنان
ويمر بسورية
وينتهي بايران
والآخر يبدأ
بلبنان ويمر
بأوروبا
وينتهي بأميركا؟
أجاب صفير:
"هذا ما تهيأ
لنا عندما نرى
الأحوال،
وقلنا ما
قلناه ونعتقد
انه صحيح. كل
طرف في لبنان
دخل في معسكر
ولا يبدأ
وينتهي في
لبنان بل يبدأ
في لبنان
وينتهي في
مكان آخر. ونأمل
ان يسود
السلم
والاستقرار
والأمن في
المنطقة ككل. انما هناك
أغراض ومطامع
ولا يمكن
الانتظار لان
يكون حلها
سهلا الى
هذا المقدار".
وأضاف: "لا
يمكن تحصين
الوضع
الداخلي في
لبنان الا
اذا ترك لبنان
وشأنه، وهو لن
يترك وشأنه،
هناك دول ليس
لديها مطامع
فقط انما
لها ايضاً
أغراض وغايات
ومصالح ولذلك ان كلا من
هذه الدول
يحاول ان
يغلب وجهة
نظره ولبنان
سيبقى الى
أمد، ونأمل الا يكون بعيدا،
لكي يعرف
الطمأنينة
والاستقرار".
العودة الى
الوطن
وسئل اذا كان
يرى نفسه وعلى
ضوء المرجعية
الوطنية التي
يمثل خارج
إطار
التصنيفات
والمعسكرات
فأجاب صفير:
"نحن نطمح بأن
يكون لبنان حراً
سيداً
مستقلاً, وان
يتوافق جميع
الناس فيه على
هذه المقولات.
ولكن للناس
مصالح مع هذه او تلك من
الدول وكذلك
لتلك الدول
مصالح مع هذه او تلك من
الفئات. وهذا
ما يجعل الأمر
عسيراً, ونتمنى
ان يرجع
كل الناس الى
ضمائرهم
ويعملوا في
سبيل وطنهم.
وهناك ثوابت لا
يمكن ان
يكون عليها
خلاف وهي
السيادة
والحرية
والاستقلال.
وهناك من يضحي
بهذه الثوابت
لمصلحته
الخاصة". وهل
يمكن القيام
بعمل ما لتحريك
الوضع
الداخلي في
لبنان بعد
تعثر المتحاورين
في حل مسألة
رئاسة
الجمهورية
أجاب صفير: "هناك
من يريد ان
يتخلى الرئيس
عن موقعه ومن
يريد ان
يتابع مهماته,
ولكن هذا يضعف
مقام الرئاسة
على ما نرى
نحن وربما
هناك ميل لدى
بعض
المسؤولين
لتجاوز
الرئيس
واتخاذ
القرارات من
دون ان
يكون رأي
للرئيس فيها,
وهذا مضر
بالرئاسة والرئيس.
ولبنان لا
يقوم الا
اذا كان فيه
رئيس جمهورية
واع للأمور واذا كانت
هناك حكومة
فاعلة واذا
كان هناك مجلس
نواب يزن
الأمور
بميزانها الصحيح.
ونحن قلنا ان
التجديد لم
يكن في موضعه
ولكن جدد له
لثلاث سنوات,
فمنهم من
يقولون ان
وضع الرئاسة
يتأثر بذلك.
طبعاً انه
يتأثر بذلك
ولكن ما
العمل؟ هناك
كان من يقول بالتجمهر
لبعض
المواطنين
والسير نحو
القصر وهذا
ليس بحل لأنه
قد يولد
واقعاً سيئاً
جداً وقد يسقط
قتلى ولذلك
قلنا اذا كان
هناك وسيلة
قانونية
فليلجأ اليها.
أما خلاف
ذلك فهذا لا
يجوز. الوسيلة
القانونية في
الوقت الحاضر
غير متوفرة.
ويبقى ان
يكون هناك شبه
اتفاق على
الأقل على من
سيكون الخلف.
وهذا أيضاً
غير متوفر
حتى الآن".
وسئل ما
العمل اذاً,
فأجاب:
"الانتظار واما ربما
حصول شيء في الأفق
نجهله ولا
نعلمه".
وهل هو راض
عن صلاحيات
الرئيس فيما
التركيز كله
على شخص
الرئيس أجاب:
"صلاحيات
الرئيس انتفصت,
لم تبق على ما
هي: الطائف لم
يطبق كما يجب ان يطبق في
نقاط عديدة
ولذلك ان
للرئيس
صلاحيات ولكن
الوضع الذي
وصلت اليه
رئاسة
الجمهورية
فهي قد تذهب بالقليل
الذي بقي
للرئاسة. ونحن
نقول انه يجب
تصحيح هذا
الوضع ليبقى
للرئاسة
حصانتها وهيبتها
وهيمنتها على
الأمور من دون
ان يكون
هناك انحياز".
اللقاء مع
الحريري
وهل نجم عن
لقائكم
بالشيخ سعد
الحريري رئيس
كتلة "المستقبل"
الاتفاق حول
صيغة معينة
تتعلق بمشروع
قانون الانتخاب
الجديد, أجاب
صفير: "هناك
لجنة تبحث في
هذه الأمور.
وهي توصلت الى
الاتفاق حول
بعض النقاط
على سبيل
المثال في ما
يتعلق بضبط
الإعلان
والمال
وانتخاب
المهاجرين
الذين لا
يزالون
يحتفظون
بهويتهم، ان
الخلاف الآن
قائم على
الدائرة
الانتخابية، هل
تكون دائرة
موحدة أو
دوائر
متوازية في
عدد الناخبين
أم سوى ذلك.
هناك من
يقولون
بضرورة وجود 15
دائرة ومنهم من
يقول بـ13
دائرة، ومنهم
من يقول أيضاً
أن النائب بامكانه
أن ينجح
بعشرين ألف
ناخب وآخر من
لا ينجح حتى ولو
توفر له 50 ألف
ناخب. وهذا
تفاوت كبير
ويجب أن تكون
هناك مساواة
على قدر الامكان
بين عدد
الناخبين في
كل دائرة".
ننتظر
اللجنة
اذاً هل تم
اتفاق مبدئي
بينكم وبين
الشيخ سعد
الحريري
فأجاب صفير:
"هذا لا يتعلق
بنا بل
باللجنة وعليها
بحث الأمر.
وحتى لو
اتفقنا واذا
لم تأخذ هذه
اللجنة به؟
نحن لم نبحث
بالتفصيل في
هذا الأمر. فهو
متروك للجنة
وعليها أن
تعطي نتيجة
أبحاثها".
مع الدائرة
المصغرة
وسئل اذا كان
متمسكاً
بالقضاء
وبالمساواة في
كل التقسيمات
الانتخابية
فأجاب: "نعم،
دائماً أقول ان الناس
يريدون معرفة
ما يفعلون،
ولا يمكنهم أن
يعرفوا ذلك الا اذا
كانت الدائرة
مصغرة ومن هو
المرشح، والمرشح
يعرف من هم
الناخبون.
ولذلك فهذا
أمر يقتضي
روية ونحن
قلنا ان
ما حدث في
الانتخابات
الأخيرة يفرض
الرجوع الى
قانون مفصل
على قياس
البلد ولكن لم
يرجع اليه
فجاءت
الانتخابات
كما تعلمون
مثل انتخابات سنة
2000. ولذلك يجب
التروي
بالأمر
وصياغة قانون
يحاول أن يرضي
جميع الناس".
هل هذا يعني
أنكم متمسكون
بتقسيم بيروت
دوائر أجاب:
"لا أدري
كيف سيكون
الأمر. فاذا
كانت بيروت
دائرة واحدة
فهذا كثير لأن
بيروت هي نصف
لبنان وأكثر. ولذلك نحن
نقول كما
تقسمت باقي
المناطق
دوائر يجب أن
يكون هناك
دوائر في
بيروت ليعرف
الناس ماذا يصنعون".