الحريري:
التظاهرة
تريد خراب
البلد
وتتزامن مع
قرار لمجلس
الأمن يضغط
على سورية
اعتبر ان
هناك امراً
في «مكان ما» بالتحالف
بين «حزب الله» و
«أمل» وعون
الحياة - 2006 / 5 / 8
رنده تقي
الدين
قال رئيس «تيار
المستقبل» النائب
سعد الحريري
إن قرار
التظاهر في 10
أيار (مايو) في
شوارع بيروت
يحاول
التزامن مع
قرار مجلس الأمن
الذي يضغط على
سورية لتطبيق
مقررات الحوار
«وهذا هو فحوى
التظاهرة».
وأعرب
الحريري في
حديث الى «الحياة»
في باريس عن
أسفه لأن تبعث
دولة عضو في
الجامعة
العربية مثل
سورية رسالة الى مجلس
الأمن تقول
فيها ان
المزيد من
الضغط على
سورية يؤدي الى عدم
استقرار
لبنان. واستغرب
الحريري
تغيير موقف امين عام «حزب
الله» السيد
حسن نصر الله «الذي
كان آخر لقاء
معه فعلاً
إيجابياً». ورأى
ان على
رغم كل ما
يحدث سيستمر
الحوار لأن لا
حل للمشاكل
إلا في الحوار
وليس في
الشارع. وتساءل
عن تعبئة رئيس
«تكتل التغيير
والإصلاح» العماد
عون ضد النزول
الى
الشارع
لإقالة رئيس
الجمهورية اميل لحود
ونزوله الى
الشارع ضد الحكومة
ولتعطيل الحل
والحوار.
وفي ما يأتي
نص الحديث مع
الحريري:
> هناك اوضاع
في البلد تجعل
الناس يقولون ان قوى 14
آذار فشلت
فاجتمعت في البريستول
ولم يؤد ذلك الى أي
نتيجة لا في
موضوع
الرئاسة ولا
في الوضع الاقتصادي،
وهناك تظاهرة
متوقعة في 10
أيار فما ردك
وماذا فعلتم
في اجتماع البريستول؟
- أولاً
قوى 14 آذار
حققت الكثير: الاستقلال
والسيادة. وفي
الحوار حققت
نقاطاً كان
اللبنانيون
على خلاف
عليها،
وحققتها مع
الأطراف
المشاركين في
التظاهرة. فقوى
14 آذار جزء من
الحكومة و «حزب
الله» و «أمل» ممثلان
فيها وهما
شريكان لهذه
الحكومة، ولكن
الشراكة تحتم ان يكون
الشريك في
السراء
والضراء.
ان مشروع
التعاقد
الوظيفي
مطروح للنقاش
فلماذا
يريدون
النزول الى
الشارع قبل
مناقشته. لم
نر احداً
نزل الى
الشارع من «حزب
الله» أو «أمل» عندما
استشهد
الرئيس رفيق
الحريري او
النائب جبران تويني او
شهداؤنا
الآخرون. هذه
التظاهرة
مشروع سياسي
عنوانه ظاهر
وهو انهم
يريدون فرض كل
الأمور قبل
النقاش لأنهم
أدركوا اننا
عندما دخلنا الى طاولة
الحوار حصلنا
على الكثير من
الأمور وتمكنّا
من إقناعهم
بالكثير من
الأمور
لمصلحة لبنان
وهم يعرفون اننا اذا
جلسنا الى
الطاولة
وناقشنا
المشروع
الاقتصادي
يمكننا
الوصول الى
حلول ولكن
المطلوب ألا تكون
هناك حلول. ويبدو
ان هناك امراً في
مكان ما
بالتحالف بين «حزب
الله» و «أمل» والعماد
عون، انهم
لا يريدون
حلولاً
ويريدون
التظاهر في
الشارع
ويريدون خراب
البلد وليس
الحلول.
> ولكنك
عقدت لقاءات
عدة مع امين
عام «حزب الله» السيد
حسن نصر الله
فكيف وصلت
الأمور الى
هذا التأزم؟
- بصراحة
الاجتماع
الأخير مع
السيد حسن نصر
الله كان
ايجابياً
جداً وخرجت
منه بانطباع
ايجابي جداً. ولذلك
لم أفهم هذا
التحرك
والموقف
الأخير، إلا
اذا لم يكن في
مكان ما نية
لمناقشة
المشروع
الاقتصادي
والهدف
تسييسه. ولكن
لا يمكن تسييس
مشروع
اقتصادي لمصلحة
البلد. إما
نجلس ونتحاور
في حوار جدي
من اجل حل
الأمور وإما ان ننزل الى
الشارع
للعرقلة. طُلب
منا في مرحلة
من المراحل ان
بالنسبة الى
إقالة (الرئيس)
إميل لحود ألا
ننزل الى
الشارع بسبب
الحوار،
فتحاورنا
وتمكنّا من إنجاز
نقاط كثيرة
ينبغي
تنفيذها وكل
من شارك في
الحوار مسؤول
عن تنفيذها
وعن القيام
بالعمل الذي
يمكنه إنجازه
فيه. ففي رأيي انهم
يتخوفون من
النقاش في
ورقة
الاقتصاد
لأنها حل
للبلد وإذا
كانوا يريدون
حلاً فذلك يتم
في الحوار
وليس في
الشارع.
> ماذا
تعني بقولك ان لقاءك
مع نصر الله
كان
ايجابياً،
على ماذا اتفقتما؟
- أعني انه
كان ايجابياً
بناء على ان
يتم نقاش في
الورقة
الاقتصادية
والتعيينات وغيرها.
ولكن لا أفهم
ما هذا
التغيير
المفاجئ في
المواقف.
> هل ترى في
ذلك حلفاً
لأصدقاء
سورية في
لبنان يريد
التصدي لقوى 14
آذار وتخريب
الحوار؟
- إما
فعلاً هذا ما
يقومون به وإما
أنهم لا يرون
مصلحة البلد
وإما انهم
يرونها بمنطق
آخر لا أفهمه
ولا
اللبنانيون يفهمونه.
هناك حلفاء
لسورية في
لبنان يسيرون
بأمر عمليات
منها وهم
معروفون ولكن
نحن في بداية
الطريق
تعاملنا
ونتعامل مع «حزب
الله» و «أمل» بطريقة
مختلفة. انهما
يحظيان
بشعبية ووجود
على الأرض،
فلذلك
تعاملنا
معهما قائم
على لبننة
الحوار، وفي
رأيي في هذا
الموضوع
يخطئون في شكل
كبير.
> وماذا عن
العماد عون؟
- العماد
عون ايضاً
يخطئ.
> إذاً الى
اين
سيذهب
الحوار؟
- نريد
الوصول الى
نتيجة لأن ليس
لدينا إلا
الحوار الذي
سيحل أمور
البلد. فبعد
استشهاد
الرئيس
الحريري
وانتفاضة 14
آذار هناك
الكثير من
المتضررين من
مصالح الفساد
والقتل
والاحتيال
والكذب
وسرقات «بنك
المدينة» والكازينو
وكل ما كان
يحصل في
البلد، ويجب
ألا نتوقع ان
تتوقف هذه
المجموعات
التي أفادت من
ذلك، فهي تريد
إرجاع البلد الى ما كان
عليه، ونحن في
14 آذار لهم
بالمرصاد ولن
نترك البلد
يعود الى
ما مضى من
الفساد
والكذب
وخسارة
سيادتنا. معركة
السيادة هي خط
احمر بالنسبة
إلينا.
> فماذا عن
تظاهرة 10
أيار؟
- فلينزلوا.
هذا بلد
ديموقراطي. الوزير
جهاد ازعور
(المال) قال
بكل وضوح ان
الحكومة سحبت
هذا المشروع (التعاقد
الوظيفي) من
التداول. وهذه
الحكومة
شفافة لا تكذب.
فمن أسهل
الأمور كان ان يقول
جهاد أزعور
انا اريد
إلغاء
القانون،
ولكن هذا كذب. فهذه
ورقة نقاش إما
نريد مناقشة
مشروع
اقتصادي
متكامل
للبلد، ونحن قلنا
كـ «تيار
المستقبل» اننا
لسنا مع قانون
التعاقد
للوظيفة، ولكن
اذا كان ذلك
سيصبح في
الشارع
فلنوزع 4
ملايين ورقة
اقتصادية
وننزل جميعنا الى
الشارع
ونناقشها في
الشارع اذا
كانت هذه هي الحلول.
> هل يمكن
استخلاص ما
أُنجز في
اجتماع البريستول
الأخير لقوى 14
آذار؟
- الكلام
على عدم توحيد
قوى 14 آذار غير
صحيح. ميزتنا
في 14 آذار ان
ليس هناك احد
يعطي امر
عمليات. فنحن
كلنا قوى
سياسية
لبنانية بحت،
لدينا آراء
متنوعة ولكن
معركتنا في
السيادة
والاقتصاد خط
واحد. فنحن
ننظر إلى
مصلحة البلد اولاً
وليس الى
مصلحة سعد
الحريري او
وليد جنبلاط او سمير
جعجع، نحن
نريد مصلحة
البلد.
> ولكنكم
تلقون
المسؤولية
باستمرار على
الآخرين. أليس
صحيحاً انكم
أخطأتم في
أكثر من أمر؟
في موضوع
الرئاسة وغيره؟
- الذي لا
يخطئ لا يكون
يعمل. هل يشك
احد في ان
إميل لحود هو
المشكلة في
البلد؟ حتى هم
وافقوا ان
هناك ازمة
حكم في رئاسة
الجمهورية،
فهم ليسوا ضد
إقالة لحود
ولكنهم
يريدون رئيس
جمهورية
تابعاً لهم. لن
نرضى بذلك. ولو
جلسنا اليوم
وتوافقنا على
رئيس جمهورية مساومة
يذهب اميل
لحود غداً. ولكن
نحن نريد رئيس
دولة حقيقياً
وإعادة الكرامة
لمقام رئاسة
الجمهورية
وأن يكون
رئيساً لكل
اللبنانيين
وليس لفئة
معينة. لا
لسعد الحريري
ولا لوليد
جنبلاط ولا
لسمير جعجع. نريد
رئيساً يأخذ
النقاط التي
ناقشناها في الحوار
الوطني على ان تكون
هذه الأجندة
له للمستقبل. قلنا
منذ البداية ان غبطة
البطريرك (الماروني
نصر الله صفير)
لديه نظرة افضل
منا في هذا
الموضوع وهي
لمصلحة لبنان
وقلنا اننا
نسير وراء
غبطة البطريرك
في هذا
الموضوع لأن
فعلاً من تمكن
من لم شمل
اللبنانيين
طوال هذه
السنوات الـ
30 هو غبطة البطريرك،
ونحن سنستمر
في السير
وراءه.
> كل هذا
الكلام لا
علاقة له
بالوضع
المعيشي للشعب
اللبناني
فالكل مستاء
من اوضاع
معيشية صعبة
ولا يهمه
مَن اختلف مع
مَن. اللبناني
في حاجة الى
الاطمئنان الى ان
البلد سيخرج
من مأزقه
الاقتصادي
والمعيشي فما
تقول لهذا
الشعب؟
- هل تشكين
في ان
الوضع
الاقتصادي هو
الملح في
لبنان؟ كلنا
نعرف انه
الشأن الملح
وهل يناقش في
الشارع أم على
طاولة مجلس
الوزراء. هل
يناقش بمواقف
سياسية
وتسييس
الورقة الاقتصادية،
وهل يناقش
الوضع
الاجتماعي
بمواقف
سياسية رنانة
لفلان
وللإخوان؟
إذا كنا ننظر الى مصلحة
لبنان فيجب ان نرى كيف
نضع خلافاتنا
السياسية
معاً ونضع اولوية
في ورقة
الاقتصاد
وليس أولوية
النزول الى
الشارع. فالتعاقد
الوظيفي قال
وليد جنبلاط
انه ضده و 14
آذار قالت انها
ليست معه
والوزير أزعور
سحبه من
التداول. فهل
المطلوب ان
نعتذر عن ان
الحكومة فكرت
في نقاش جدي
للحلول
الاقتصادية؟
فالرئيس السنيورة
وضع ورقة
اقتصادية قد
يكون فيها امور
لا نوافق
عليها ولكنه
وضعها
للنقاش، حتى انها لم
تناقش في مجلس
الوزراء.
> ماذا عن
اتهام امين
عام «حزب الله» بافتعال
قضايا مثل عرسال
وعودة
السوريين الى
مناطق
لبنانية؟
- لا أعرف
إذا كانت
معلومات
السيد حسن
صحيحة ولكن
هناك فعلاً
اختراقاً
للجيش السوري
للأراضي
اللبنانية
وهذا أمر
مرفوض،
والسيد نصر الله
قال في احد
لقاءاته في
جريدة «السفير»
ان «إذا
حررنا شبعا
وعاد
السوريون انه «مستعد
لأن يقاتلهم»،
فالحدود مرسمة
ودخل الجيش
السوري الى
الأراضي
اللبنانية.
> كان هناك
تقارب مع
العماد عون
فماذا حصل
ولماذا تأزمت
الأمور معه؟
- أعرف
الجنرال عون
شخصياً ولسوء
الحظ يتخذ اتجاهات
لا أوافق
عليها وأتمنى ان ينظر الى مصلحة
البلد وليس الى مصلحة «التيار
الوطني الحر» لأن
البلد ليس «التيار
الوطني الحر»،
فالتيار جزء
من البلد مثل
غيره من
الأحزاب، وكلنا
شارك في
الحوار وفي
إمكاننا حل
الأمور، ولكن
في الشارع
ستكون مشاكل. وكان
هو أكثرهم
تحذيراً من
النزول الى
الشارع
لإقالة
الرئيس إميل
لحود. أما اذا
كان يريد
إسقاط
الحكومة
فالنزول الى
الشارع مسموح
به، فكيف يشرح
هذا المفهوم؟
> قال
الرئيس لحود
انك «صاحب
المستقبل» وأنك
ارسلت
رواية الى
مجلة «فوريتشون»
حول بنك
المدينة
فعادت
وأرسلتها
إليك؟...
- الرئيس اميل لحود
لا احد في
لبنان يعتب
على ما يقوله
لأن كل العالم
يعرف انه يقول
ما مطلوب منه
قوله. فعندما
تكلمنا عن
حلفاء سورية
الذين لديهم امر
عمليات قصدنا
انه احدهم.
> هل تعتقد
بأن التظاهرة
ستؤثر في عقد
مؤتمر بيروت –1؟
- المجتمع
الدولي مع
لبنان ويعني
ذلك ان
الدول
العربية جزء
من المجتمع
الدولي، ونحن نعتبر
ان الدول
العربية
متحمسة
لمساعدة
لبنان. بيروت –1
سيكون نجاحاً
كبيراً، وما
يخيفهم ان
نجاح بيروت –1
هو نجاح
الحكومة وقوى 14
آذار، ونحن
نتمنى ان
يكون «حزب
الله» و «امل»
جزءاً كبيراً
من هذا
النجاح، فهو
ليس لنا ولكن
للبلد، فمن لا
يريد ان
يُعقد بيروت –1
ويعطله
بأعمال في
الشارع يعطل
مصلحة كبيرة للوطن
وعليه ان
يتحمل
مسؤولية عمله.
> كيف
سيستأنف
الحوار في هذه
الأجواء في 16
أيار؟
- كنا في
أوضاع أسوأ
واستؤنف
الحوار،
والمؤسف في
قرار تظاهرة 10
أيار انها
تحاول
التزامن مع
قرار مجلس
الأمن الذي
يضغط على
النظام
السوري
لتطبيق
مقررات
الحوار وهذا
فحوى كل
التظاهرة. ومن
المؤسف ان
دولة مثل
سورية عضو في
الجامعة
العربية تبعث رسالة
الى مجلس
الأمن وتقول ان المزيد
من الضغط على
سورية سيؤدي الى عدم
استقرار
لبنان وتقول
مثل هذا
الكلام عن
لبنان.