انتقد مواقف (المستقبل) و(القوات) وتصريحات بيار الجميّل

النائب نبيل نقولا عن المشاركة في 14 شباط: نحضر بصفة رسمية إذا دُعينا 

الأنوار  12 شباط 2006 

أجرى الحوار: أنطوان فرح ـ أنطوانيت قاعي

لأسباب تقنية، جاء لقاء الأسبوع هذه المرة آحاديا، وتحوّل الحوار المفترض بين كتلة الاصلاح والتغيير وكتلة المستقبل، الى حوار بين (الأنوار) والنائب نبيل نقولا، عضو الاصلاح والتغيير. الحوار، وان افتقد الى الثنائية، انما جاء ساخناً على اعتبار ان الأسئلة كانت مباشرة وهدفت الى ملء الفراغ بسبب عدم وجود طرفين سياسيين حول الطاولة المستديرة. النائب نقولا كان بدوره واضحاً واعتمد صيغة الاجابات المباشرة، وكان من البديهي ان تخطف مفاعيل اتفاق التعاون بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الجانب الأكبر من الكلام. وقد دافع نقولا عن اتفاق التعاون بما أوتي من حجج ووسائل اقناع.

 ولم يتردّد نقولا في توزيع الانتقادات على بعض الأطراف. وشمل بعنايته وزير الصناعة الشيخ بيار الجميّل، معتبرا انه غير ناضج سياسيا، ومن الأفضل أن يُفسح المجال أمام والده الرئيس أمين الجميّل لاطلاق المواقف.

وكشف نائب المتن ان التيار الوطني الحر لن يشارك على مستوى التعبئة الشعبية في ذكرى 14 شباط، لكنه سيشارك عبر وفد اذا وجّهت الدعوة اليه للمشاركة، (لكن حتى الآن لم يوجّهوا الينا مثل هذه الدعوة))...

اتفاق التعاون بين كتلة الاصلاح والتغيير وحزب الله طاله الكثير من الانتقادات، وقابلتها اشادات فأين الافادة منه، وما المقصود من توقيته?

- كلما اجتمع طرفان لبنانيان معا هناك افادة والمهم في الموضوع انها المرة الأولى في لبنان بعد الاستقلال استطاع فريقان لبنانيان لديهم تمثيلهم ان يخلقوا نواة اتفاق من داخل لبنان اذ عادة كل الاتفاقات في لبنان تحصل في الخارج وتفرض علينا لنقبل بها. هذه المرة الأولى التي نصل فيها كلبنانيين الى اتفاق مشترك حيث وضع كل طرف ما لديه على الطاولة معتبرا ان ما لديه يمكن استكماله مع الطرف الآخر الذي أتحاور معه وهذا هو الحوار الحقيقي، كون الحوار لا يحصل بين طرفين متّفقين انما بين طرفين يملك كل منهما مشروعه السياسي ليتوصلوا الى النقاط  الايجابية الموجودة وترك الملفات التي تحمل خلافات مطروحة وصولا الى حوار حولها. هذا عنوان عريض ولكن الدخول في التفاصيل يقود الى الهاجس الأساسي الذي يتحكّم بالموضوع وهو سلاح حزب الله حيث يرى البعض ان الاتفاق رسّخ وضعاً قائماً كان الحزب يدعو اليه?

- طرح حزب الله كان متمسكا بالسلاح بعد تحرير مزارع شبعا وصولا الى القدس أما اليوم فحزب الله عاد الى لبنان ليعود حزبا لبنانيا وطنيا. لكن الطرح المتداول من قبل حزب الله كان لحماية لبنان ولكن حماية لبنان تحمل التباسا كونه موضوع فضفاض فكيف سنصل الى اتفاق لحماية لبنان?

- الحوار مع حزب الله كان قد بدأ منذ فترة طويلة كما ان كلمة مقاومة ليست محدودة لهذه الدرجة ففي سويسرا لا تزال المقاومة موجودة حتى اليوم حيث هناك أشخاص حاضرون لردّ أي هجوم عليها لكن تحت قيادة الجيش وهذا ما توصلنا اليه مع حزب الله. وثمة أمر أساسي، اذ لا يمكن بناء سياسة عسكرية على صفحات الجرائد، وفي العادة أي سياسة دفاعية في أي بلد في العالم تبحث بواسطة لجان مختصة بعيدا عن الاعلام، اليوم حزب الله على لسان السيد حسن نصرالله طالب بمعرفة ما يريدون من خلال الجلوس على طاولة مستديرة وبحث المواضيع بعيدا عن صفحات الجرائد دون ان يكون ذلك تنفيذا لاتفاقات دولية من خارج لبنان لها علاقة بمصالح دول أخرى، ان ما حصل بين التيار الوطني وحزب الله هو اتفاق على ان نجتمع كلبنانيين لنقرر أي سياسة دفاعية نريدها للبنان ونوعها وأين موقع الجيش فيها وكذلك الشعب اللبناني ومن خلال هذا نخلق سياسة دفاعية تنفي كل المخاوف حول حماية لبنان. وهنا أضيف ان ما حصل في الأشرفية يدفع حزب الله الى التمسّك بسلاحه أكثر كون ذلك يفتح المجال لأطراف أخرى للحديث عن أمن ذاتي. فحزب الله لديه هواجسه ومخاوفه انطلاقا من عدم وجود سياسة دفاعية في لبنان، والسؤال على من سيتّكل في حال سلّم سلاحه، لهذا السبب يجب ان نسحب قضية سلاح حزب الله من التداول الدولي ونضعها على طاولة مفاوضات بين اللبنانيين وهذا ما اتفقنا عليه مع حزب الله وبالتالي يجب ألاّ نعطيه حجما آخر.

ترسيم الحدود

في ما يتعلق بمزارع شبعا التي تحتاج الى ترسيم الحدود مع سوريا، فقد شملها الاتفاق فيما بينكم ولكن (ضمن المناخ المؤاتي) وهذه جملة مطّاطة وتحتمل أكثر من اجتهاد?

- اذا كنت تملك قطعة أرض ودخلت مع جارك في نزاع على الحدود، أول ما تقوم به هو طلب افادة عقارية وترسيم الحدود بعد ان يقدّم كل منكما صكّ الملكية والخريطة وعلى هذا الأساس يحل النزاع، وفي لبنان أتساءل لماذا حتى هذه الساعة لم تقدّم الدولة اللبنانية أي مستند لاثبات هذه الملكية.

أليس هذا الطرح هو الطرح السوري?

- ليس طرحا سوريا على الاطلاق ولكنه طرح منطقي ففي لبنان ثمة وثائق تعود الى عامي 1956 و1960 عندما بدأ ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا فلماذا لا نقدّمها الى مجلس الأمن وعندها على سوريا ان تقدّم ما لديها من وثائق لاجراء رسم الحدود وفقا لهذه الوثائق.

ما المقصود بعبارة المناخ المؤاتي ومن يحدّد المناخ المؤاتي لترسيم الحدود?

- المناخ المؤاتي هو ألاّ نقول فقط على سوريا ان تقدم فيما نحن أصحاب الحق نقف جانبا. فسوريا دولة عدوة ولا تريد ان تقدّم اثباتات فهل ننتظر الى أجل غير مسمّى. وأنا أقول ان هذا يثبت ان حزب الله يريد الاسراع برسم الحدود ولكن على الدولة اللبنانية ان تقدم ما لديها من أوراق ثبوتية.

معركة بعبدا ـ عاليه

العماد عون وضع معركة بعبدا ـ عاليه في اطار المواجهة مع سعد الحريري لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية وفتح النار على تيار المستقبل، ألا تعتبرون أنكم دخلتم في لعبة المحاور بتعاونكم مع الطرف الشيعي ومهاجمة الطرف السنّي?

- أنا لا أفهم لماذا عندما نتكلم عن انتخابات وديمقراطية يضعوننا موقع الهجوم، لقد قلنا ان سعد الحريري هو الذي يخوض معركة بعبدا ـ عاليه، والذي يحصل على الأرض لا يمكن الهروب منه فهو الذي رشّح مي شدياق وكان قد سبق ذلك حملة على العماد عون بعد مضي ساعات على وفاة النائب ادمون نعيم، وقد سئل العماد عون على الـLBC عن موقفه في ما خصّ الانتخابات فأجاب: نحن أساسا لدينا طعون في المنطقة ولا زلنا في المعركة الانتخابية وعلى الفور اجتزأ حديثه وقيل ان العماد عون فتح المعركة الانتخابية وبعدها فوجئنا، بعد دفن النائب نعيم نشرت جريدة السفير ان سعد الحريري رشح مي شدياق، التكذيب حصل ووقفت الأمور بعد ان ردّت الجريدة على التكذيب، فاذا قلت ان سعد الحريري هو رئيس الأكثرية فهل أكون قد شتمته ولماذا عليّ ان أقول بأن المعركة في بعبدا ـ عاليه مسيحية ـ مسيحية وهي ليست كذلك انما هي معركة وطنية وهي تحتوي كل الفئات سنّة، شيعة، دروز... فلماذا نعتبرها مسيحية رغم ان المسيحية فيها تشكّل أكثرية اذ تبلغ 52% ورغم ان المقعد ماروني لكنه ينتخب من قبل الكل، وبما انهم يقولون انها معركة 14 آذار فمن هو رئيس تكتل 14 آذار أليس سعد الحريري? اذاً نحن نعتبر هذه المعركة هي معركة الحريري بوجه قواتي فأين الخطأ.

ألم تربطوا الانتخابات بمعركة رئاسة الجمهورية?

- نحن لم نربطها برئاسة الجمهورية انما قلنا ان الحق يعود الى أصحابه فما حصل في المعركة الماضية كان بهدف اقصائنا.

ألم يقول العماد عون ان الهدف هو اثبات ان العماد عون لا يتمتع بأكثرية في الشارع المسيحي? لمنع وصوله الى رئاسة الجمهورية?

- هذا ما قاله الرئيس الجميّل وسمير جعجع ايضا الذي اعتبر ان الأمور تغيّرت كونه خارج السجن، انما العماد عون قال انه اذا كان المقصود من هذا معرفة ما اذا كنت أمثّل أم لا فسأسير بالموضوع، المشكلة انها عملية تحد ونحن نقبل التحدي مثلما حصل في ترشيح العماد عون الى الرئاسة فنحن الذين رشحناه ووصلت اليهم بأنه هو من رشح نفسه، القصة تبدأ بتحد وعندما نقبل به نصبح على خطأ ويتم اجتزاء الأمور، علما انهم بدأوا اذ اعتبروا ان المعطيات تغيّرت وروّجوا ان المقعد للقوات اللبنانية ووصل الأمر الى حد ان الدكتور جعجع أراد اعطاءنا دروسا بالأدبيات السياسية، اذاً كان ثمة عملية مصادرة للشعب اللبناني وتحديدا للمواطن في بعبدا ـ عاليه ومصادرة لقراراته وكأننا في عصر اقطاعي، وهذا التحدّي قبله العماد عون.

فرص التوافق

الى أي مدى ثمة فرصة للتوافق في بعبدا ـ عاليه خاصة بعد لقاء النائب عدوان بالعماد ميشال عون?

- في هذا الاطار ثمة خبث في السياسة، فالدكتور بيار دكاش أعلن نفسه مرشحا توافقيا وقد وافق العماد عون عليه رغم ان لدى التيار عناصر لديها الكفاءة لتقوم بهذه المعركة.

لكنه خاض المعركة الانتخابية على لائحتكم?

- الموضوع اليوم مختلف فالدكتور دكاش خاض المعركة على لائحتنا ضمن تحالف انتخابي في ظرف معيّن وبعد ان انتهت الانتخابات عاد دكاش الى شخصيته السياسية.

لو فاز دكاش في الانتخابات هل كان ليعمل خارج اطار كتلة التغيير والاصلاح?

- في الانتخابات الأخيرة كان ثمة ظرف تحالفي معيّن أما اليوم فثمة أمور جديدة، فالدكتور بيار دكاش أعلن عن نفسه كمرشح توافقي لماذا لا نؤيّده.

مي شدياق بدورها أعلنت انها مرشحة مستقلة?

- ثمة فرق، فتاريخ دكاش السياسي معروف كونه كان في الكتلة الوطنية وفي فترة من الفترات كان مع كميل شمعون وهو بالتالي يتمتع بشخصية مستقلة عن التيار الوطني وليس مناضلا أو منتميا الى التيار ورغم انه خاض الانتخابات معنا إلاّ انه اليوم أعلن انه مستقل ووفقا لما يتمتع به من استقلالية وافقنا عليه كمرشح توافقي، أما في ما خص مي شدياق فلا تاريخها السياسي، ولا ممارستها على الأرض تدلّ على انها محايدة فهي بالقوات اللبنانية وترشيحها شبيه بترشيح حكمت ديب أو غاريوس أو أي شخص آخر في التيار.

الى أي مدى لديكم استعداد للتوافق خارج اطار المرشح دكاش?

- هل من مرشح آخر توافقي لنبحث بالموضوع?

هل هناك تمسّك بدكاش أم ان مبدأ التوافق مفتوح?

- دكاش رشح نفسه وزار الجميع معلنا انه مرشح توافقي فاذا انتفت الصفة التوافقية عنه فلدينا الاستعداد للبحث بالأسماء ولكن هو أعلن نفسه ونحن أيّدناه وبالتالي لا يسعنا ان نتركه في منتصف الطريق فذلك ليس من أخلاقياتنا أو آدابنا وعندما يعلن دكاش انه غير قادر على الاستمرار كتوافقي، يتغيّر الموضوع.

أحداث الأشرفية

لننتقل الى تظاهرة الأشرفية التي خلقت ردود فعل، والمآخذ على التيار انه في هكذا أحداث يتجه نحو الحكومة دون البحث عن الطرف المسؤول?

- في لبنان، أما لدينا حكومة مركزية وكل مطالبنا محصورة بهذه الحكومة او ان نكون فئات لكل منها دولة، وكلما حصل أمر أتهم جهة معيّنة به وهذا وضع غير مقبول، اليوم ثمة حكومة مسؤولة عن أمن المواطن وكل ما يحصل يتجه نحوها. وهنا أسأل، حتى هذه اللحظة هل صدر بيان من الحكومة يتهم سوريا فاذا هي لم تبادر هل عليّ كمواطن ان اتهم سوريا، هذا يعيدنا الى منطق الدويلات والفئات حيث كل يغني على هواه علما ان كل شيء يجب ان يمر من خلال الحكومة وهنا يأتي دورنا كمعارضة ان نفعّل دور الحكومة وألاّ تكون مغيّبة ضمن التجاذبات الموجودة على الساحة، في الواقع من خلال تفعيلنا لها ندعوها الى تحمّل مسؤولياتها والتهمة يجب ان تصدر عنها ونحن كشعب لبناني سندعمها.

الى أي حدّ خلقت أحداث الأشرفية خوفا لديكم وهل هذا دليل على صعوبة التفاهم الاسلامي ـ المسيحي?

- الأحداث أظهرت وجود تفاهم اسلامي ـ مسيحي ولكن ما حصل ان المظاهرة هي حدث منظّم وهنا أتهم الحكومة اذ ثمة قانون يرعى المظاهرات فلماذا لم يطبّق، وأسأل الحكومة اذا اعتبرنا ان كل الدول المجاورة لنا أعداء فمن عليه ان يحمينا منها، اليوم ثمة مظاهرة وقد علمت الحكومة ممن تتشكّل هذه المظاهرة ووفقا للقانون رقم 17 الحصول على رخصة يفرض تحديد عدد المتظاهرين على ان يكون 5% من الموجودين انضباط للمظاهرة اضافة الى خريطة لسير المظاهرة، اضافة الى كل هذا، اذا وجدت الحكومة ان المظاهرة قد تشكّل خللا أمنيا فيحق لوزارة الداخلية ألا تسمح لهم أو ان تحوّلها الى منطقة أخرى، فما الذي طبّق من هذه النقاط لماذا لا يعرض وزير الداخلية الاجراءات التي اتخذها.

في البداية اعتبروها مظاهرة صديقة لكنها خرجت عن سيطرتهم?

- لا يمكن القول ان الحكومة بريئة انما على الحكومة ان تأخذ الاحتياطات ففي حال كانت سلمية يجب ألاّ توجّه الى أحد واذا كانت غير سلمية يجب أخذ كل الاحتياطات. لذلك فاما هناك تقصير أو نيّة مبيتة، وبالتالي استقالة وزير الداخلية لا تكفي فالمطلوب ان ترحل الحكومة كونها فشلت على الصعيد الاقتصادي والأمني...

ألا يخلق هذا فراغا حكوميا?

- هم أكثرية فليؤلفوا حكومة من أكثرية. السيد حسن نصرالله اعلن ان الحلف الرباعي انتهى.

هل المقصود تشكيل حكومة من دون حزب الله وأمل ومن دونكم?

- نعم ليشكّلوا لوحدهم الحكومة.

ليس هذا بمثابة تعقيد للأمور?

- يمكنهم ان يشكّلوا حكومة اتحاد وطني بالمعنى الصحيح وليس حكومة غير معروف انها أكثرية أو أقلية أو اتحاد وطني بمعنى لا لون لها ولا طعم، فاذا كانوا أكثرية ويدعون بأنهم قادرون فليطبقوا النظام الأكثري ويؤلفوا حكومة من الأكثرية النيابية الموجودة عندها نوافقهم اذا نجحوا وننتقدهم اذا فشلوا وهذا من ضمن العمل الديمقراطي حيث على المعارضة ان تصحح أداء الحكومة.

قانون الانتخابات

هل ما زلتم تدعمون اجراء انتخابات نيابية مبكرة?

- ندعم الفكرة على أساس وضع قانون انتخابي جديد مختلف عن الذي أوجد هذه الأكثرية.

في الوثيقة مع حزب الله لم تضعوا رؤية لقانون الانتخابات اذ قلتم قد تكون (النسبية)?

- هذا يعني ان ثمة مجال للوفاق مع الآخرين وهم لا يفهمون ذلك فالوثيقة هي ورقة عمل وليست انجيل أو قرآن ومن خلال جلوسنا مع الآخرين يمكن ان نعدّلها، ونحن كتيار مع النسبية وحزب الله يؤيدها.

تنازلات

ما هي التنازلات التي قدمها حزب الله في الوثيقة?

انا لا ارى وجود تنازل، انما ثمة وفاق حصل.

أين بدل حزب الله بمواقفه?

- حزب الله وصل الى نقطة تكلم فيها عن حماية لبنان فقط في وقت كانوا يتهمونه بارتباطات مع ايران وسوريا. هذا اضافة الى قبوله بعلاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا فهنا اقفل الطريق على كل من يتهمه بالارتباطات الخارجية اذا لن تعود هناك علاقة بين حزب الله وسوريا او ايران.

لكن العلاقات الدبلوماسية لا تضع حداً للتحالفات?

-نفهم التحالفات بين دولة واخرى ولكن ليس بين فريق في دولة ودولة اخرى.

هل العلاقات الدبلوماسية تمنع قيام تحالفات بين افرقاء?

- العلاقات الدبلوماسية لا تجعل من لبنان امتداداً خارجياً لأي دولة اخرى اذ تنحصر العلاقات بين الدولتين من ضمن الحكومة المركزية.

كيف تقرأ الموقف الأميركي من الاتفاق بين عون وحزب الله والذي عبر عنه والش?

- فليسمح لنا الأميركيون فحيناً يتهموننا بأننا لا نجلس على الطاولة لنتحاور وفي وقت جلس فيه فريقان لبنانيان ليصلوا الى الحوار ينتقدون الحوار. والأميركي يقول ان حزب الله ارهابي لأنه قتل اميركيين ولكن الفلسطينيين بدورهم قتلوا اميركيين وما زالوا يستقبلون ابو مازن حتى اليوم فلماذا يحق لغيرنا ما لا يحق لنا. في الواقع لا يمكن بناء العلاقات على الأحقاد فمن الممكن ان تكون الأعمال الارهابية قد حصلت فبين المانيا وفرنسا قتل الملايين وهذا لم يمنعهم من التعاون. برأيي من حقنا كلبنانيين ان يكون الاتفاق على مستوى لبناني - لبناني للمرّة الاولى ونطلب من الخارج ان يؤيدنا.

كيف يفسر موقف العماد عون من وصف الرهائن الغربيين بجواسيس?

- هو لم يقل ذلك وهنا ايضاً تدخل لعبة الإعلام الخاطئ اذ قال (قد يكونوا) ففي لبنان كان السوريون الآمر والناهي. فمن الذي اطلق يدهم? الأميركيون. ولماذا يحملوننا اموراً سبق ان وافقوا عليها? ولماذا ما كان صالحا لمدة 15 سنة يعترضون عليه اليوم. فليسمحوا لنا في الاستنساب بين ما يخدم مصالحنا او لا يخدمها. نريد ان نضع حداً لهذا ونرى كلبنانيين اين تكمن مصالحنا والا نكون اداة لمصالح الآخرين على ارضنا.

ذكرى 14 شباط

بعد ايام ذكرى 14 شباط فهل لدى التيار قرار بالمشاركة?

- اولاً حتى الساعة لم تتم دعوتنا.

هل تحتاجون الى دعوة?

- لماذا تمت دعوة قوى اخرى?

وفي حال تم توجيه الدعوة?

- في حال توجيه دعوة نحن ككتلة سنشارك وخاصة كتيار وطني. ولكن بالنسبة للتعبئة الشعبية نعتبر ان هذه المناسبة هي للذكرى ونريدها ان تمر بذهن كل لبناني كذكرى أليمة وآمل للمستقبل ولا نريد ان تحدث امور في هذا اليوم تدفع الناس الى اعتبارها مناسبة انشقاق. فالممارسات التي تحصل على الأرض منذ استشهاد النائب تونيي حتى الساعة لا تشجع لندعو الشباب للنزول الى ساحة الحرية بسبب الاحتكاكات التي تحصل بين عناصر غير منضبطة كما يصفونها الا انها السبب في وقوع مشاكل كون القيادة لا تسعى الى ضبط القاعدة. علما ان هناك حرية لمن يريد ان يشارك بصفة شخصية فنحن لا نريد احتكاكات وقد رأينا ما حصل عندما استشهد النائب التويني حتى عندما وقعت احداث الأشرفية تعرّضت سيارة مرافقي العماد عون امام كنيسة مار مارون للاعتداء من قبل أناس يحملون اعلاماً للقوات والكتائب، لقد حطموا سيارة المرافقين ولولا حكمة العماد عون ودعوته للانسحاب لوقع مشكل. ونحن لا نريد ان تكون هذه ذكرى اختلاف انما ذكرى للبنان أجمع ولكن نعتبر اننا قلبياً مشاركين ورسمياً في حال دعينا. وفي ما خصّ اتهامات 14 آذار لنا فأنا ادعوهم كذلك كما شارل ديغول في ليلة تحرير فرنسا يوم انقلب المتعاملون الى حلفاء فأطلق عليهم تسمية (مقاومة الساعة 11 ليلاً). و14 آذار اشبههم بمقاومة الساعة 11 ليلاً بينما نحن طيلة 15 سنة كنا فوق السقف السوري وكان ممنوع على احد ان يقترب منا، فحتى بعد القرار 1559 كلهم تكلموا عن انسحاب الجيش السوري الى البقاع وإعادة تمركز ونحن وحدنا طالبنا بالخروج السوري الكامل اليوم سمعت حديثاً للنائب بيار الجميل وكنت أتمنى لو لم يتكلم اذ ان الخبرة السياسية لا تزال تنقصه، ومن الأفضل ان يفسح المجال لوالده لكي يتحدث ويتخذ المواقف. اذ قال ان العماد عون بلقائه مع حزب الله يطلب رئاسة الجمهورية فليعلم هو و14 آذار ان العماد عون لن يطلب رئاسة الجمهورية الا من الشعب اللبناني وليس من 14 آذار وهو يريد الجمهورية وليس رئاسة الجمهورية.

وفي احدى حواراتي مع المستقبل لمست انهم يرفضون العماد عون كرئيس للجمهورية لأن شخصيته اقوى من الدستور حسب قولهم. فأجابتهم هل ان رجلاً يطالب بفصل السلطات وبدولة القانون التي تحمي المواطن كيف يمكنه ان يتعدى على الدستور. هذا الموضوع مهم جداً وقد طالبنا المستقبل بوضع ورقة مطالب لما يريدونه فجاء جوابهم بأن العماد عون (صرّح كذا بالأمس...). المشكلة انهم لا يريدون ان يفعلوا شيئاً، اذ يعتبرون انفسهم الأكثرية ويضعون بعض المسيحيين في الواجهة كموظفين لديهم. عندما يبدأون بوضع حد للتفكير بالأكثرية والأقلية تحل الأمور ففي لبنان كل طائفة بحد ذاتها اقلية وعندما يجتمع اثنان يصبحان اكثرية. كلنا اقليات وهذا ما لا يفهمونه.