الجوزو: سلاح "حزب
الله" غرور
رهيب موجه إلى
الداخل
وليس
إلى إسرائيل
السياسة - 2006 / 6 / 23
سعد
صالح:
اعتبر
مفتي جبل
لبنان الشيخ
محمد علي الجوزو
ان القمم
الروحية التي
تعقد والحديث
عن وحدة الصف الاسلامي
هو غطاء لواقع
مختلف مشيرا الى اخطاء
يجب حلها اخلاقيا
وكذلك مدرسة
استفزازية
يجب ان
تُغَيَّر.
وقال
الجوزو
في حوار مع
»السياسة« ان
سلاح »حزب
الله« لم يعد
موجها الى
اسرائيل
بقدر ما هو
موجه الى
الداخل محذرا
مما اسماه
الغرور
الشيعي الرهيب
الناتج عن
امتلاك
السلاح.
وفي
ملف اخر
استغرب الجوزو
الغضب الذي ابدته بعض
الجهات
المارونية
على خلفية عدم
توجيه الدعوة الى
الرئيس لحود
لحضور القمة الفرنكوفونية
لافتا الى
ان اصحاب
هذا الموقف
يسيئون الى
موقع الرئاسة اكثر مما
يدافعون عنه.
وفي
ما يلي نص
الحوار:
* عقب
الجولة الاخيرة
من الحوار
والتي تمخض
عنها ميثاق
الشرف السياسي
والاعلامي
صدرت عنكم
تصريحات تصعيدية
اتُهمتم على اثرها من
قبل علماء جبل
عامل بالنيل
من المقاومة
ورموزها. لماذا هذا
التصعيد من
جانبكم?
- بيان علماء
جبل عامل صدر
مع المطالبة بايجاد
ميثاق شرف,
وعندما نقول
علماء جبل
عامل يعني علماء
"حزب الله"
لذا لا يمكنني
ان اطلب
شهادة من
الذين
انتقدهم
فهؤلاء يرون ان الشيخ
محمد علي الجوزو
يقول الكلمة
الصريحة وهم
لا يريدون
ذلك. نحن نحاول
دائما تغطية الامور,
فكلما نرتكب
خطا نذهب الى
مؤتمر قمة
ونقول وحدة
الصف الاسلامي
بعدما نكون اهنا
بعضنا البعض
واسانا الى
بعضنا البعض اساءات
بالغة جدا.
هذه الطريقة
ثبت خطاها في
لبنان لانها
ليست المرة الاولى
التي يُشتَم
فيها السنة في
تظاهرة بل
تكررت الى
درجة لم يعد بامكاننا
السكوت عنها
لان السكوت
نفسه جريمة.
* اذا
التصريحات
التي صدرت
عنكم كانت
انتقادا لواقع
يريدون
تجميله?
- نعم وهو
ليس كذلك,
فعندما
انتُقد السيد
حسن نصر الله
على محطة ال
بي سي
توجهت
التظاهرات الى مناطق
تقطنها
غالبية سنية
ثم لماذا اطلاق
الهتافات ضد ابو بكر
وعمر وكذلك ضد
المفتي
والشهيد رفيق
الحريري
والشيخ سعد
الحريري هل
هؤلاء كانوا
وراء ال¯"ال بي سي". هذه اخطاء
يجب ان
تُعالج اخلاقيا,
هناك مدرسة يجب
ان
تُغَيَّر,
مدرسة
استفزاز الاخر
بهتافات وهو
يعلم انني
لا ارضى
بان يُطعَن
احد من
الصحابة. فاذا
كان هناك نقاش
تاريخي,
تنتقدني او
تهاجمني في
كتبك ولكن لا اقوم بذلك
في تظاهرة.
* تقدمت
القوى
المشاركة في
الحوار بستراتيجياتها
الدفاعية عن
لبنان ونحن في
انتظار الجلسة
المقبلة. هل تعتقد اننا
على مشارف ازمة
ام على ابواب حل?
- لا اعتقد ان من
مصلحة احد ان
يدخل في ازمة,
ولا اعتقد ان
طرفا من الاطراف
سيكسب من هذه الازمة
ونحن جربنا
حربا طويلة
دامت سبع عشرة
سنة, من الذي
ربح في هذه
الحرب? الكل
خاسرون. واذا
اردنا اقامة كانتونات
مذهبية
وطائفية فهذه ماساة لاننا
لم نتعلم درسا
ولم ناخذ
عبرة مما حدث
في الماضي
ولذلك لا
اعتقد ان احدا يرغب
بالدخول في
الحرب مرة
ثانية. لكن
هناك اناس
يريدون
انتزاع بعض
المكاسب عن
طريق احداث
حصلت, فمشكلة اخواننا
الشيعة اجمالا
تكمن في انهم
كانوا يشعرون
بالغبن في
الماضي
فعندما
امتلكوا
السلاح في ظل
الوجود
السوري حولوا
هذا السلاح الى وسيلة لاثبات
الوجود ولذلك
اعتقد ان
هناك موجة
عالية من
تضخيم
الانتصار فهو
حصل فعلا
ولكنه لم يكن الاول
وليس معناه ان الشعب
اللبناني بدا
مع "حزب الله",
نحن عندما قاومنا
اسرائيل
عام 1982 اين
كان "حزب
الله"? اما
اليوم ف¯"حزب
الله" يقوم
بالدور نفسه
الذي كان يقوم
به
الفلسطينيون
على الحدود
وحينها كان
يهب الجنوب ضد
اي عمل
عسكري ينطلق
من مناطقهم.
فلماذا لم ترض
من الفلسطيني
هذا المبدا
وتريد ان
تفرضه علينا
هذه الايام
خاصة واننا
الان في
مشكلة كيفية انقاذ
لبنان مما
يتخبط به
اقتصاديا.
* الكشف عن
شبكة التعامل
مع اسرائيل
من قبل
استخبارات
الجيش
اللبناني,
البعض اعتبره
تعزيزا
لموقفه
المطالب
بتسلم الجيش
زمام الامور
في الجنوب
فيما اعتبره
الفريق الاخر
مبررا لبقاء
السلاح. اي موقف
تؤيدون?
- نحن ندور
حول انفسنا,
نعالج سلاحا
لا يوجد اجماع
على استمراره
لان استمرار
المقاومة
وحدها في حمل
السلاح وفرض
وجهة نظر
واحدة لا
يوافق عليه
الشعب
اللبناني. فكما اجمع
هذا الشعب في
الماضي على
المقاومة لا
بد ان
يجمع على
استمرار
سلاحها اليوم.
في المقابل اجد ان
بواسطة هذا
السلاح تحدث
مشاكل على الارض,
مثلا السُباب
الذي يُوَجه
ليس لان
الشيعة استيقظوا
وعرفوا ان
لديهم ثار على
الاخرين
بل لان هناك
سلاح يتيح لهم
فرصة الكلام
بنوع من
التحدي للاخرين
وجرح
لمشاعرهم.من
هنا فهذا
السلاح لم يعد
موجها الى
اسرائيل
بقدر ما هو
موجه الى
الداخل
ومهددا له
بفتنة. لذلك
لا بد ان
يُتَفق على
طريقة ما حول
كيفية بقاء
هذا السلاح
مضبوطا
بالكامل عن
طريق الدولة.
* في ظل
دعوات اسقاط
الحكومة, هل
تعتقد ان
المشكلة فعلا
في الحكومة ام في مكان اخر
ويُراد الصاقها
بالحكومة?
- انا مفتي منذ
سنة 1962 ولا اذكر
مرة من المرات
الا وكان
هناك مطالبة باسقاط
الحكومة فهذا اسلوب
المعارضة
لدينا وهو اسلوب
خاطىء
فعلينا ان
نجد من هو الاجدر
ومن تمثل هذه
الحكومة? فهي تمثل
مجموعة كبيرة
من الناس اما
خارجها
فالعماد عون
الذي لم يدخل
الحكومة وكان
يحاول فرض
شروط معينة من
ضمنها الثلث
المعطل, الان
يريدون فرضه لانه اصبح
حليفا ل"حزب
الله"فهذا
غير مقبول.
كذلك فانا احترم
الرئيسين عمر
كرامي وسليم الحص ولكن
لست موافقا
على الاسلوب
في التهجم على
الحكومة لاسقاطها
وفقا لسياسة
الانتقام من
الماضي.
* هناك
حديث عن تحالف
سوري-ايراني
مع "حزب الله". هل تراه
قائما فعلا?
- علاقة
الشيعة بايران
علاقة قديمة
ولذلك عجبت
كيف ثار
الشيعة عندما
قال الرئيس
مبارك انهم
يوالون ايران,
فمن يقف وراء
شيعة العراق
اليوم? اليست ايران من
يحكم العراق.
و"حزب الله"
يقولها صراحة
فلماذا نريد ان نخفي
التعاون
الوثيق بين
"حزب الله" وايران
ومن يمول "حزب
الله"? اليست
ايران
ومن يدفع
رواتب تجمع
العلماء? اليست
ايران.
ولذلك ما نريد
قوله هو ان
لا يكون هناك
ولاء على حساب
الوطن بل ولاء
لحساب الوطن.
* البعض
يختلف مع "حزب
الله" حول
الموقف من النظام
السوري, اين
يختلف محمد
علي الجوزو
مع حزب الله?
- انا قلت للسيد
حسن في لقاء
معه, لماذا
يتقوقع "حزب
الله" داخل اطار
المذهبية
الشيعية? لماذا لم
يكن مفتوحا امام كل
المسلمين كي
ينضم اليه
كل من يريد
المقاومة
والتضحية في
سبيل الله? عندها
اجابني
بان الظروف
فرضت ذلك, لذا اصبحت انا
المسلم السني
غير مطمئن
فالمذهبية
تقتلنا
كمسلمين لانه
اصبح
هناك "تشبيح"
في الحكم
فعندما يتولى
شيعي منصبا ما
في الدولة,
كما حصل في
منصب مدير عام
الامن
العام, يصبح
هذا المنصب
مؤمما للشيعة.
كذلك فان
السلاح تحول الى غرور
شيعي رهيب, فاذا
كان السيد حسن
عاقلا هناك
سفهاء في
الشارع لا
تستطيع ضبطهم
يستغلون هذا
السلاح ضد
"حزب
الله"ولذلك
قلت نخشى على
"حزب الله"من
"حزب الله",
نخشى على "حزب
الله"من شيعة
حزب الله. اما
موقف الحزب من
النظام
السوري فلنقل
بصراحة, سورية
مَن جعلت
للشيعة هذا
الكيان حين
منعت الجميع
من حمل
السلاح,
فالسني اذا
وجدوا في حوزته
قطعة سلاح
يصبح من
"القاعدة"
مثل المجموعة
التي قالوا انها كانت
تخطط لاغتيال
السيد نصر
الله فهذا
كلام فارغ
وعار عن الصحة.
* "حزب
الله" يؤمن
بولاية
الفقيه, هل
يمكن الجمع بين
الايمان
بهذه العقيدة
والولاء الى
دولة متنوعة
مثل لبنان?
- ان الارتباط
الوثيق بين
الحزب وايران
وكذلك علاقة
الحزب بالخامنئي
يجعل الحزب
غير قادر على
رفض هذه
القضية, التي
تخص الشيعة
ولا دخل لي
فيها.
ولكن نحن في
لبنان لسنا في
دولة شيعية
حتى تفرض علي
هذا الامر
بل نحن في
دولة متعددة
الوجوه
وعلينا ان
نلغي كل اشكال
التعصب
المذهبي
والطائفي
سواء لدى
المسلمين او
المسيحيين.
كذلك لا
يستطيع ان
يجرني لا
القوات
اللبنانية
ولا عون الى
كانتون
ماروني وهذا
هو فكر عون للاسف
الشديد الذي
يريد لكل
المغتربين ان يصوتوا فاين هو
التوازن الذي
نعمل للحفاظ
عليه وهذا
تفكير على
الطريقة
الصهيونية
التي جمعت
اليهود في
فلسطين كي
يصبح العنصر
الصهيوني هو
المسيطر. فانا
كما لا استطيع
ان اعطي
عون فرصة
القيام بذلك,
لا اسمح به
للمسلمين لان
ذلك يشكل خطرا
على لبنان.
* في قضية
اغتيال
الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري ما
زلتم تتهمون
النظام السوري
. علام
تستندون?
- انا استندت الى
وقائع كنت اعيشها
ايام المفتي
حسن خالد
والشيخ صبحي
الصالح
رحمهما الله,
فالشيخ حسن
خالد كان
معارضا للحرب
فلما ادرك
السوريون هذا الامر وهم
لا يريدون
الخروج من
لبنان والحرب
كانت تسمح لهم
بالبقاء
نقموا عليه
فاستدعوا
كثيرا من
الزعماء,
وكانت
النتيجة انهم
هاجموا الشيخ
حسن خالد واهانوه
حتى كاد ان
يُغمى عليه.
وقال لي تقي
الدين الصلح
رحمه الله
وكان موجودا
حينها بانه
اتى رجلا
قال له: يا تقي
الدين بيك
نحن سنضطر ان
نبقي الشيخ
حسن خالد.
فقال له هل
هذا يعني انه
معتقل. فاجابه:
كلا فرد تقي
الدين الصلح بانه لا
يمكننا
العودة من دون
الشيخ حسن
خالد. ويوم
مقتله قال لي
بان القنابل تنهال على
المنطقة التي
يسكن فيها ثم
خرج وقتل.
* كيف قرأت
التقرير الاخير
سيرج براميرتس?
- المحقق الاول هوجم
على اساس
انه سيس
التحقيق وهو
ما حاول ان
يتجنبه براميرتس
في تقريره,
فهل نحن على
علم بما وصل اليه هذا
الرجل من
معلومات تدين
هذه الجهة او
تلك?
فالذي قدمه في
التقرير امور
تشير ولا
تصرح,
والكناية
ابلغ من
التصريح احيانا.ولكن
لو كانت سورية
بريئة لماذا
بعثت بشهود زور
كي يضللوا
التحقيق
ولماذا خرجت
سورية من لبنان
اصلا?
فتضليل
التحقيق يؤكد
التهمة ولا
ينفيها . كذلك
فان سوابق
سورية في قتل
الشيخ حسن
خالد والشيخ
صبحي الصالح
وفي تهديد
الناس
واستدعائهم
وسجنهم اضافة
الى قتل
ثلاثين الفا
في حماه فمن
فعل ذلك الا
يفعل اكثر
منه?
* هل تخشون
على التحقيق
من تسوية
سياسية ربما تبرم
في اجواء
محادثات بين
طهران
وواشنطن?
- انا عادة لا
اطمئن الى
عدوي, فاذا
ما اتفق الايرانيون
مع الاميركيين
هل سنُتَّهم باننا اميركيين? ما اريد
قوله: اذا
تحالفت
الولايات
المتحدة مع ايران
وشيعة العراق
وعلويين
سورية اين
سيكون موقعنا?
وتلك الايام
نداولها بين
الناس.
* ازمة العلاقات
اللبنانية-السورية
على اي اسس يجب ان تُحَل?
- هناك امر
تاريخي لا
تستطيع
تجاهله وهو ان
الشعبين
اللبناني
والسوري هما
شعب واحد, فلا تستطيع
ان تدين
الشعوب بل
تدين الحكام
الظلمة
والمستبدين فاذا اراد
الله بنا خيرا
غير لنا حاكم
لبنان وحاكم
سورية. وهناك من هب
غضبا على عدم
دعوة الرئيس الى القمة الفرنكوفونية,
فليس على الاقل
حتى يطهر يديه
مما حدث في
عهده, لماذا
نُبِذ هذا
الرجل لو لم
تكن هناك
اتهامات من
هذه الدول
الكبرى له.
فالموارنة
يخطئون في
الدفاع عن رئيس
الجمهورية لانه يسيء الى
الرئاسة. ثم
لماذا هذه
القدسية
لرئيس الجمهورية
وعدمها لرئيس
الحكومة? فانا
اعرف ان
عون يمكن ان
يتاجر في هذه
القضية لانه
يريد
المتاجرة باي
شيء من اجل
المعارضة
للمعارضة كما
هناك الفن للفن
ولكن لا ارضى
هذا الموقف من
بطرس حرب
الرجل العاقل
وكذلك من
العقلاء في
الطائفة
المارونية لانهم
يسيئون الى
انفسهم
والى المقام.
* هل تتوقع
مبادرة عربية
تساهم في
تحسين العلاقات
بين البلدين?
- نحن نريد ان
ننقذ هذا
الوضع باي
شكل , وفي
الوقت نفسه لم
نصل الى
درجة النضج
السياسي بعد
ولذلك نريد
طرفا ثالثا ان يتدخل لاقامة
الصلح بيننا.
* المواقف
الجريئة التي
تطلقها تجعل
المرء يتساءل
هل تشعر بخطر
على حياتك? وهل تلقيت
تهديدات ومن اي جهة?
فلنقل
مواقف متهورة,
اريد ان
اقول بانني
طوال حياتي
كنت في خطر وانا
رجل بلغت
الثمانين
فماذا اريد
من هذه الدنيا
واذا
قتلوني
كرموني. وقد
تلقيت
تهديدات في الاونة الاخيرة
ولم يرف لي
جفن, وكانت من انصار
الشقيقة واتباعها
وقالوا بانهم
يريدون راسي
ولكن العمر مكتوب
في اليوم
والساعة
والثانية. واقول
بانني
مشروع شهيد
ولا ارضى ابدا
بالهوان ولا ارضى بان
يُنال من
طائفتي باي
كلمة ولا ارضى
ان ينال
احد من
الصحابة. واقول
اخيرا
للجميع بان
يتقوا الله في
وطنهم لانه
من العيب ان
نبقى مأجورين للاخرين.