المفكر
اللبناني
البارز انتقد
ارتباط طوائف لبنان
بتحالفات وولاءات
خارجية
علي حرب لـ "السياسة":
"حزب الله" شكل
دولة فوق
الدولة وسلطة
أقوى من
سلطتها
أجرت
الحوار ¯ رشا
عبد الوهاب: السياسة 25/8/2006
احتجزت
الحرب في
لبنان المفكر
اللبناني البارز
علي حرب في
احد فنادق
القاهرة لمدة
شهر اثناء
زيارته
للقاهرة
ليتسلم جائزة »باشراحيل« التقديرية
التي فاز بها
على مجهوداته
الفكرية
والمثيرة
للجدل وخصوصا
بعد ان
صدر له اخيرا
كتاب بعنوان »الانسان الادنى: امراض
الدين واعطال
الحداثة«.
حرب
الذي فتح
النار على »حزب
الله« وعلى
العرب
العاجزين وعلى
المفكرين
والمثقفين
الذين اسدلوا
الستار على
عقولهم
واستقالوا من
مهمة التفكير
الحي رأى ان
الحرب في
لبنان كانت
مفاجئة لمن هو
غافل او
مستغفل مضيفا
انه وفي وسط
هذا الدمار لا
ينبغي ان
نحبس الاسئلة
التي تثور في
الذهن وهي من
فجر الحدث? ولما?
وكيف? ولاي
اهداف? متسائلا
في الوقت نفسه
عن الطامة
الكبرى المتمثلة
في تعجيز
الوضع دون ان
نحسب الحساب
كما هي عادة
الحروب
الخاسرة.
وشدد
حرب في حوار
لافت ل¯ »السياسة«
على ان
المشروع الاسلامي
سعى لاسلمة
الثقافة
والمعرفة تحت
شعار الحاكمية
الالهية
ومآله كمشروع
مستقبلي فتح
الحروب وتغيير
المجتمعات
بالعنف وعبر
سلاح التكفير والتأثيم.
ورأى
ان
المقاومة هي
محور الصراع
واصل المشكلة
وان »حزب الله« شكل
دولة فوق
الدولة واقوى
من سلطتها وهو
ما ادى الى تنازل
الدولة
اللبنانية عن
بعض
صلاحياتها وان
الحزب لم يكن
حزبا مقاوما
لاسترداد الارض
بل جزءا من
مشروع تقوده ايران
لافتا الى
ان
المقاومة
انتصرت لان الارض
كانت مستباحة
وليست محاصرة
كما يقول السفخاء
وقليلو
المعرفة.
وفتح
حرب النار في
معرض اجاباته
على
المتعاملين
مع لبنان
كساحة مفتوحة وسائبة لاي صاحب
نزوة
استبدادية او خطة
جهنمية لافتا الى ان
ما يجري في لبنان
يجعل المرء
يخجل من كونه انسانا.
وفيما
يلي نص الحوار:
ما
وقع الاحداث
في لبنان عليك
وما تقيمك
للوضع الراهن?
يا
لها من صدفة
لئيمة أو
إرادة شريرة
أو عقلية
مفخخة
بالنوايا
العدوانية, تلك
التي قضت بأن
تداهمنا
الحرب, لمرة
ثالثة أو
رابعة على نحو
فاق الحروب
السابقة
بوحشيتها
وفظاعتها. الأمر
الذي يضع
الواحد على حد
القلق واليأس
من إمكان نهوض
لبنان من
ورطته التي
تعيده, المرة
تلو المرة, إلى
ركام ورماد.
والحرب
كانت مفاجئة
وغير مفاجئة
في آن واحد. هى
مفاجئة لمن
ينسى أو
يتناسى منطق
الصراع وإرادة
العدوان, خاصة
بعد أن أخذ لبنان
منذ أكثر من
عقد ينخرط في
مسيرة الإعمار
وإعادة
البناء.. بهذا
المعنى
فالحرب هى
مفاجئة لمن هو
غافل أو
مستغفل, ولعلنا,
كلنا غرفنا في
الآمال, ومارسنا
دفن رؤوسنا في
الرمال.
في
هذه اللحظة, الفائقة
والاستثنائية,
بحرجها
وخطورتها
ومأساويتها, تصبح
المهمة
الأولى أن
يحسن المرء
قراءة ما يحدث
بكل ملابساته
وأبعاده
وتداعياته
واحتمالاته : من
فجر الحدث ومن
يصنعه ? من
يوظفه ويقطف
ثماره ? كيف
نديره
ونتعامل معه ?
بالطبع
يقال إن الظرف
الآن ليس
للمساءلة والمحاسبة,
بل للدعم والمآزرة,
لمواجهة
العدو
الإسرائيلي
بكل شراسته
ووحشيته. ولكن
قد يقال عكس
ذلك بالتمام . فإنه
وسط كل هذه
الدماء وهذا
الدمار, لا
ينبغي أن نحبس
الأسئلة التي
تثور في الذهن
: من فجر
الحدث? ولم ? وكيف
? ولأي أهداف
أو حسابات ? وأما
الطامة
الكبرى أن
نكون قد فجرنا
الوضع, من غير
أن نحسب
الحساب أو نعد
العدة, لكي
نعطي العدو
الفرصة, كما
هي عادة عرب
الحروب
الخاسرة, التي
تهدر فيها
الجهود وتضيع
المكتسبات.
هذا
وصف مجرد. كيف
تقرأ الحدث
الحي بلحمه
ودمه وكوارثه ومفاجاءته
?
أن
اقرأه يعنى أن
أتناوله
بمختلف
مفرداته وعناوينه,
المقاومة, سوريا,
إيران, العرب, العالم,
المثقفون, أميركا,
إسرائيل, النصر,
التحرير, ولا
أنسى بالطبع
لبنان الذي هو
مسرح اللعب والمواجهة.
ولنبدأ
بالمقاومة
التي هى
محور الصراع
وأصل المشكلة
بمختلف نسخها
وطبعاتها. فما
تقوله
الوقائع هو: تريدون
المقاومة, خذوا
إذن كوارث
ونكبات.
هذا ما
تشهد به
المقاومة
بنسختها
الأولى
الفلسطينية, التي
حولت لبنان من
جانب
المنظمات
والمليشيات
إلى منطلق
لتحرير
فلسطين, ومن
ثم إلى هدف
للرد
والاعتداء من
جانب إسرائيل.
وبعد
أربعة عقود
يجد لبنان
نفسه في دوامة
العنف
والفوضى
والاضطراب, هذا
ما تشهد به
الأحداث
والتطورات
بمعزل عن التشبيحات
النضالية
والتهويمات
الأيديولوجية.
هذا ما تقوله الوقائع
من جديد: تريدون
تقديس
المقاومة, خذوا
إذن كوارث
ونكبات.
هل
هذا ينطبق على
المقاومة الاسلامية
?
عندما
أتت المقاومة الاسلامية
اختلف الأمر
ولا شك. لأن
القضية لم تعد
تتعلق بتحرير
فلسطين من لبنان,
بل بتحرير أرض
لبنانية, على
يد لبنانيين, ولو
بشعار دينى,
الأمر الذي
أكسب
المقاومة
بقيادة حزب
الله المشروعيه
في نظر
الكثيرين.
ومن
المعلوم أن
المقاومة
الإسلامية
كانت قد نالت
التأييد
والثناء
والتبجيل, حتى
من جانب من
كانوا
يتحفظون على
عملها أو يعارضون
أصلا قيامها, لاسيما
بعد تحرير
الجنوب, عام 2000, حيث
بدا أن هذه
المقاومة
استردت ما
كانت قد خسرته
المقاومة
الفلسطينية
والمقاومة
اللبنانية
التابعة لها.
يومها لم
يبق أحد لم
يثن على
الإنجاز الذي
حققته المقاومة,
وفي العالم
العربي, نالت
المقاومة
وقائدها حسن
نصر الله من
التأييد
والتمجيد ما
رفعها إلى
مصاف البطولة
والأسطورة أو
القداسة.
وهكذا
أتت على
المقاومة
لحظة فائقة كانت فيها
في ذروة
الاستقطاب
للرأي العام. ولم
تستغل الفرصة
من أجل تغيير
الخط والنهج, إذ
أن لكل مرحلة
أدواتها
ومفرداتها
عند من يحسن
القراءة
والتشخيص. ولبنان
بعد التحرير
هو غيره قبل
التحرير. فكيف
إذا كانت
الظروف
والمعطيات في لبنان
وعلى الساحة
الدولية قد
تغيرت, بعد 11
سبتمبر
الأميركي, وبعد
صدور القرار رقم
1559, وكذلك بعد
اغتيال
الرئيس
الحريري, غير
أن حزب الله
لم يشأ أن
يتغير, وسط كل
هذه
المتغيرات, بالتخلي
عن العمل
العسكري
والاقتصار
على العمل
السياسي, لكي
يسهم في إعادة
بناء الدولة
ويسهل عملية
بسط سلطتها
على كامل
أرضها, بل
تمسك بموقفه, سواء
من حيث
الإبقاء على
السلاح, أو من
حيث
الاستقلال عن
لبنان دولة
وحكومة وشعبا,
والانفراد
بقرار الحرب
والسلم.وقد
شكل حزب الله
دولة فوق
الدولة وسلطة
أقوى من
سلطتها
تخشاها, مما
أدى إلى تنازل
الدولة اللبنانية,
رئاسة وحكومة
وبرلماناً, عن
بعض
صلاحياتها
المتعلقة
بالقضايا
المصيرية لحزب
الله.
هذا
ما حصل اخيرا,
حيث سارعت
المقاومة إلى
تصعيد الموقف,
بنوع من
الهروب من
المشكلة أو
إرجاء
الاستحقاق
الداخلي, بأسرها
الجنديين
الإسرائيليين,
ففجرت الوضع
واندلعت حرب
غير محسوبة
ولا متوقعة, فتحت
فيها أبواب
جهنم على
لبنان, قتلاً
وتدميراً
وتشريداً, بذلك
خلقت المقاومة
وضعاً جديداً
أعاد لبنان
إلى الوراء, فضيعت
ما حررته
وارتدت على
الإنجاز الذي
حققته, بما
يشبه التواطؤ
مع العدو الذي
حاربته. مما
يعني أن الهدف
لم يكن
التحرير بل
شيء آخر.
ما
هو ?
لم يعد
مقنعاً بل بات
محل استغفال
الكلام عن صد اعتداء
أو تحرير أرض
أو أسرى: فهل
نحول لبنان
إلى أشلاء
لاستعادة
أسرى ? هل
ندمر وطناً من
أجل مزارع
شبعا ? وماذا
تنفع
المقاومة إذا
لم يبق من
ندافع عنه ? لماذا
أقدم حزب الله
على أشعال
الفتيل ? ما
كان أغنانا عن
ذلك ? إذ كان
بإمكاننا أن
نتساوى مع
العرب الذين
ننتقدهم
ونلومهم, بحيث
ننظم
علاقاتنا مع
إسرائيل
بانتظار وضع ستراتيجية
عربية
للمواجهة
الشاملة, بحيث
لا يتحمل
لبنان وحده
عبء
المسؤولية عن
العرب جميعاً.
فمن الظلم له
أن يحارب أو يعتدى
عليه, المرة
تلو المرة, فيما
الآخرون
يتفرجون أو
يصفقون للنصر
المبين على
أنقاض لبنان.
كيف
تفسر موقفه?
لنعد
الى
البداية, فمنذ
تشكل حزب الله,
لم يكن مجرد
حزب مقاوم لاسترداد
الأرض
المحتلة, وإنما
جزء من مشروع
أشمل وأكبر, هو
المشروع
الإسلامي, الذي
تقوده إيران. وقد
عبر أحد
الدعاة
البارزين
يومها عن ذلك
بتساؤله
المشبوه أو
الملغوم : ماذا
يمثل لبنان
هذا البلد الصغير,
هل يقف حجر
عثرة في وجه
المشروع
الإسلامي الكبير?
ما
أبعاد
هذا المشروع?
المشروع
الإسلامي بما
هو سعي لأسلمة
الثقافة
والمعرفة
والسياسة
والاقتصاد,
ومختلف
جوانب الحياة,
كما تطرحه
الأصولية الاسلامية,
على اختلاف
مذاهبها
ونسخها, تحت
شعار الحكومة
الإسلامية أو الحاكمية
الإلهية, يرمي
ليس فقط الى
مقاومة
الاستعمار أو
الهيمنة الاميركية,
بل يرمي الى
مقاومة
المشروع
الثقافي
الغربي من
أساسه. إنه رد
من جانب
الإسلاميين
لمواجهة
الحداثة بمختلف
موجاتها
وعناوينها
ونماذجها ... من
هنا فإن مآل
المشروع
الإسلامي هو
فتح الحروب الأهلية
ومحاولة
تغيير
المجتمعات
العربية بالعنف
عبر رفع سلاح
التكفير
والتأثيم, للعودة
الى
الوراء, بفرض
نماذج وأحكام
وفتاوى لا
تترجم إلا
بزرع الرعب
وسفك الدماء
وتخريب معالم
الحضارة والمدنية,
وتحويل
الإسلام الى
مصنع لنشر
الإرهاب على
الساحة
العالمية. وهذا
المشروع قد
أخفق إخفاقاً ذريعاً
حيث جرب أو
طبق في غير
مكان. وهكذا
فقد طرح
الدعاة البديل
الإسلامي, بعد
إخفاق
المشروع
القومي
والبرنامج
الاشتراكي, ولكن
الحصيلة, هي
أنه أضاف إلى
التخلف
والاستبداد
والفساد, الإرهاب
والحروب
المقدسة حول
المشروعية الدينية.
أين
مسؤولية العرب?
العرب
عاجزون. وهذا
أساس المشكلة,
أعني كون
المجتمعات
العربية
ضعيفة, غير
فاعلة على
مسرح الأمم, بقدر
ما هي مجتمعات
ميتة سياسياً,
كسولة
ثقافياً, متخلفة
حضارياً, غير
منتجة لما
تشارك به
في صناعة
العالم
المعاصر, إذ
هي في الأغلب
تتلقى
وتستهلك أكثر
مما تبث وتصدر,
وتنجر إلى ردات
الفعل أكثر
مما تفعل
وتؤثر.
وهذا شأن
الشارع
العربي
بجماهيره
الهائجة
ونخبه العاجزة,
فلا جدوى من
تأييده ودعمه,
ذلك أن ما
تتقنه
الجماهير هو
أن تمارس طقوس
العبادة
لزعمائها
وأبطالها, أو
أن تكون بؤرة
التعصب ومادة
الشحن وآلة
العداء
والصدام
لإنتاج مزيد
من الاستبداد
و الإرهاب. وأما
ما تتقنه
النخب فهو
تلفيق
النظريات
وفبركة
الأوهام الخادعة
أو الأحلام
المستحيلة
لإنتاج مزيد
من الخسائر
والنكبات.
وحسناً
فعل العرب, إذ
عقدوا
اجتماعهم في
بيروت, الأمر
الذي يشكل
دعماً
للحكومة
اللبنانية. هذا
هو مفتاح الحل
دعم الدولة
اللبنانية
بقرار
المفاوضة ,حتى
تستعيد
سلطتها على
أرضها . لا
يبقى لبنان
ساحة سائبة
لمن أراد أن
يختبر
مشاريعه
المدمرة
وأحلامه المجنونة.
كيف
تصنف موقف
المثقفين في
هذه الحرب?
هذا
الواقع
البائس
والمفجع هو ما
يتغافل عنه الكتاب
والمثقفون
والفنانون
الذين يتجمهرون
في هذه
العاصمة
العربية أو
تلك دعماً للمقاومة,
باسم إسلام
تحول إلى مصنع
للارهاب ولاشعال
الحروب الاهلية,
أو باسم عروبة
عاجزة, فقيرة, سادية, هدامة.
هذه هي المحنة
التي لا يراها
المثقفون وسط
الرؤية من فرط
العمى الايديولوجي:
ثمة من يريد
لبنان أن يكون
أداة لخطط
ورهانات
تجعله رهينة
صراعات اقليمية
أو ستراتيجيات
قاتلة. ثمة من
يخوض حروباً
وقودها دماء
اللبنانيين
وأرزاقهم. باختصار:
ثمة من يتعامل
مع لبنان
كساحة مفتوحة وسائبة, لأي
صاحب نزوة
استبدادية, أو
خطة جهنمية, من
المثقف الذي
يأتي إلى
لبنان لرمي
حجر على بوابة
فاطمة, الى
الستراتيجي
الذي يتخذ منه
مسرحاً
للمواجهة أو
يحوله إلى قاعدة
عسكرية, ولو
تحول لبنان الى ركام
وأشلاء. ومع
ذلك ثمة من
يكتب ليقول
متباهياً بأن
المقاومة
انتصرت مع
أنها كانت تعمل
في أرض محاصرة
من كل الجهات, فيما
الواقع أن
المقاومة
استطاعت أن
تعمل لأن الأرض
كانت مستباحة.
فيا للسخافة
وقلة المعرفة.
أنت
تفكر دوما
بعكس التيار, لماذا
?
لا
يمكن لى
أن استمر على
نفس النمط من
التفكير بعد
كل هذه
الانهيارات
والإخفاقات . فإنه
لمن قبيل
الانتحار
الفكري, خاصة
إذا كان
الواحد يزاول
مهنة التفلسف,
أن يفقد ميزته
وأن يتخلى عن استقلالته
لكي يصدق
ويبصم على
أقوال ومواقف
الساسة والزعماء
والأبطال
والأعلام, من
كل صنف, بمن
فيهم الصنف
الفلسفي الذي
يمارس أهله, شأن
سواهم, التسلط
والتقديس, فيما
يتعلق
بنصوصهم
وأسمائهم
ومناصبهم أيا يكن,
فلا يعقل أن تحدث كل هذه
المتغيرات
والتحولات والانفجارات,
فيما نحن لا
نتزحزح عن
ثوابتنا
ومقدساتنا التي
تصنع لنا
مآزقنا . وفيما
يعنيني بشكل
خاص لا أنسى
أنى قد عانيت
مع أبناء بلدي
وجيلي الحرب
اللبنانية
بمختلف
فصولها وطبعاتها
. ولن ألدغ أو
أخدع من جديد.
أين
تقع مسؤولية
اللبنانيين?
مسؤولية
اللبنانيين
تأتي من انخراطهم
في مشاريع
وبرامج دينية
أو قومية تتخطى
بلدهم ولا
تتحقق إلا على
حسابه . وربما
بالتضحية به,
على ما يفكر
الداعية
الإسلامي أو
صاحب المشروع القومى
وهذا الموقف
نابع من
تركيبة لبنان
الطائفية, ومن
كونه تشكل
نتيجة تسوية
بين طوائفه على
مستوى اول,
ثم بين القوى
الخارجية
المرتبطة بها,
العربية
والأجنبية
على مستوى آخر.
من
هنا لا توجد
في لبنان
طائفة أو فئة
أو حزب من غير
علاقة تحالف
أو ولاء
لمرجعية
خارجية, ليس
فقط على
المستوى
الثقافي أو العقائدى, بل
السياسى
أو التنظيمى
أو الأمني.
وفي أي
حال لا يمكن
للبنان أن
ينعزل عن
محيطه, فذلك
يعني انغلاقه
وموته, وهو
الذي مارس
دوما خصوصيته
بصورة مفتوحة
على العالم
العربي وعلى
العالم
الأوسع.
ما
الذي
تغير الآن?
من
المعلوم ان
حزب الله لم
يكن مجرد دولة
داخل الدولة, كما
في عهد
المقاومة
الفلسطينية, بل
كان يشكل دولة
فوق الدولة
وسلطة أقوى من
سلطتها, أي
كان يمثل
المشروعية
العلا والشأن
المقدس الذي
لا يجوز
المساس به
. هذا ما تغير
الآن .
هل قدر
الفيلسوف أن
يكون دوماً في
مواجهة مع هويته
وعقائد قومه?
الفيلسوف
هو بالتعريف
ذو طابع كوسموبوليتي,
سواء من حيث
الصيغ
والمعادلات
الوجودية التي
يخترعها, أو من
حيث موقفه من
الشؤون
العامة
والقضايا الانسانية
ومشكلات
الساعة
الساخنة. إنه
يتعامل معها
من منطلق
عالمي كوني, أو
أرضي
كوكبي.
ما
علاقتك
بهويتك?
أنا
في ما أتأمل
هويتي أجد
نفسي أمام
بؤرة هي محل
لتداخل أو
تشابك أو
تنازع أو
تفاعل لما هو
متعدد أومتخلف
أو ملتبس أو
متغير أو
متجدد من
الوجوه
والأطوار أو
الأطر
والانتماءات
أو الميول
والأهواء أو
المنابع
والروافد... أي
كل ما أسهم في
تشكيل هويتي
كصيرورة
دائمة أو
كتوليفة
مركبة, الأمر
الذي يجعلني
أمارس
خصوصيتي, بل
فرادتي بأمدائها
الفسيحة و
أبعادها
المتعددة, وإمكاناتها
المفتوحة على
الحدث والآخر
والعالم.
ولا
يعني ذلك أنني
أتجرد من
هويتي
الثقافية. فأنا
ابن الثقافة
العربية الاسلامية
التي اسهمت
في تكوين
شخصيتي
الفكرية.
لكن
كيف تفسر
سيطرة التيار
التراثي و
استشراء
العقل الأصولى
كما تؤكد في
مقالاتك?
هو
سيطرة تمارس
زيفا وإرهابا,
وأعني بالزيف
أو النفاق
الهوة بين
الواقع والخطاب
أو بين
الأقوال
والممارسات. وقد ذكرني
سؤالك بكلام
لأحد الدعاة
البارزين يقول
بعد عقود من
العمل الديني
وعظا وإرشادا
وتنظيرا
وتالفا
وحضورا كثيفا
عبر المنصات
والشاشات (الدين
يتحول إلى دكاكين)
مما يعنى فشل
المشروع
الديني كحل. ولا
يعود الأمر
إلى سوء في
الفهم
والتطبيق, بل
يعود إلى أن
شعار الإسلام
هو الحل الذي
يرفع لواءه
جميع الدعة
والحركات
الإسلامية هو
من البداهة
والعمومية
والقدم, بحيث
بات مستهلكا
ولم يعد يصلح
كموجه أو إطار
أو كمعيار
وناظم في
الفكر والعمل.
هل
من كلمة أخيرة
?
لعلنا
نسينا
المفردة
الأهم
والعنوان
الأبرز في
المشكلة اعني الإنسان . وإذا
أردنا النظر الى الحدث
من وراء
الأقنعة
والديكورات
الدينية والقومية
أو الوطنية
والثقافية, نجد
أن ما يجري في
لبنان يجعل
المرء يخجل من
كونه انسانا.
أنا أشعر حقا
بأننا نظلم
الحيوان, اذ
نتهمه
بالتوحش, لكى
نتستر على
وحشيتنا
المضاعفة
وبربريتنا
المفرطة . وتلك
هي حصيلة انسانيتنا
الزائدة.
إذا
انت غير
متفائل
بالحلول?
أنا
لا أتفاءل بانسانيتي
التي تولد كل
هذا العبث
والجنون . فكيف
أتفاءل بلبنانيتي
أو عروبتي أو
إسلامي? ما
دمنا نحسب
الهزيمة نصرا
والتدمير
تحريرا والتسلط
بطولة والموت
حياة .
في
أي حال, لا
يمكن للمرء ان يتفاءل, فيما
هو يتأمل ما
آلت اليه
أوضاع
البشرية من
الإفلاس
والتردي
والانهيار . فكيف
نفسر كل
ما يشهده
المسرح
الكوني من
الفوضى
والاضطراب و
الإرهاب. واليوم
تبدو البشرية
اقل تعقلا
ورشدا أو حكمة
من ذي قبل, أي اكثر
تكالبا
وشراسة وعدوانية
واشد قدرة على
القتل
والتخريب
بقدر ما تتقن
أسلحة الدمار
الشامل.
نحن
على المحك
كعرب وبشر. والرهان
هو إعادة
النظر في
ثوابتنا
ومقدساتنا ومطلقاتنا
الإنسانية
التي تولد كل
هذه الحرائق
والمآزق . ما
تحتاج اليه
البشرية الآن
هو التواضع
الوجودي
والتقى الفكري,
بحيث ننظر الى
أنفسنا
بوصفنا أدنى
شأنا بكثير
مما ندعي أو نحسب
. وإذا لم يكن
بمستطاع
لبنان, بسبب
تركيبته
الطائفية . أن
يبني دولة
تندرج في
إطارها مختلف
مكونات المجتمع,
فعندئذ ستكون
الحرب
الأهلية هي
الاحتمال
الدائم, أو
يصار الى
تدويل لبنان
الذي تشكل
أصلا كنتيجة
لتسوية بين
طوائفه, ثم
بين القوى
الإقليمية
والدولية
العربية أو
الأجنبية.