خطاب  السيد حسن نصرالله مساء اليوم الاربعاء 17/6/09 في احتفال في مجمع سيد الشهداء – الرويس

في ضاحية بيروت في اطار تكريم الماكينات الانتخابية

 

السيد نصر الله: المعارضة صمدت امام حرب عالمية واثبتت اكثريتها الشعبية 

خاص موقع قناة المنار - احمد شعيتو - محمد عبد الله

 

 

 17/06/2009 اكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان المعارضة في لبنان صمدت في الانتخابات النيابية الاخيرة وحافظت على موقعها امام حرب عالمية واثبتت اكثريتها الشعبية مشيراً الى ان الفريق الاخر استخدم التضليل والافتراء والكذب والخطاب التهويلي والمذهبي والعنصري.

ولفت الامين العام لحزب الله خلال حفل تكريم الماكينات الإنتخابية في بيروت والجبل والشمال اقيم في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) في الرويس بضاحية بيروت الجنوبية لفت الى ان تاثير استقدام المغتربين كان حاسماً في عدد من الدوائر الانتخابية، مشيراً الى وقائع عديدة تؤكد شراء الاصوات في الانتخابات.

 

واذ اكد سماحته اننا سنتابع مع حلفائنا الجوانب القانونية في بعض الدوائر خاصة دائرة زحلة، اشار الى اننا  سنفي بوعودنا في اي موقع كنا وسنعمل على انجازه قدر طاقتنا وسنطالب الاغلبية بوفائها بوعودها.

واعلن السيد نصرالله ان مرشحنا في حزب الله لرئاسة المجلس النيابي هو الرئيس نبيه بري مؤكداً ان من حق الاغلبية النيابية ان تسمي رئيس الحكومة .

كما اكد الامين العام لحزب الله اننا من الان وفي الحكومة المقبلة اذا كنا فيها او خارجها سنطالب برد وطني لبناني على خطاب رئيس حكومة العدو بينيامين نتانياهو، مشدداً على ضرورة وضع خطة وطنية لمواجهة مخطط التوطين والتهجير.

 

 

وهنا نص كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين ابي القاسم محمد ابن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين. السادة العلماء، السادة النواب، الإخوة والأخوات، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. هدف لقائنا في هذه الليلة هو عنوان التكريم ولكن هو عنوان الشكر. صحيح أنّ المجتمعون الليلة في القاعة يمثلون الماكينة الإنتخابية المركزية وبيروت وجبل لبنان والشمال، لكن هذا الخطاب موجه لكل الإخوة والأخوات أيضا في الجنوب وفي البقاع، لكن نحن لم نحب أن نزاحمهم من مناطق بعيدة. الموضوع الأساسي هو موضوع الإنتخابات وماذا جرى فيها وتقييمنا لها والعوامل المؤثرة والنتائج وتعاطينا مع المرحلة المقبلة، خصوصا أننا منذ الإثنين من 8 حزيران إلى اليوم لا أنا ولا الإخوة من خلال حضورنا الإعلامي قدمنا تقييما أو قراءة أو مطالعة، كنّا بحاجة للوقت طبعا لدرس الأمور ونقيّمها وهذا الذي حصل فعلا.

 

لكن قبل الدخول إلى موضوع اللقاء يجب أن نتوجه بأحر التعازي إلى العائلة الفاضلة والكريمة لسماحة الدكتور الشيخ فتحي يكن رحمة الله عليه، ولإخواننا الأعزاء في جبهة العمل الإسلامي في لبنان ولجميع اللبنانيين والمسلمين ومحبي المرحوم الداعية الإسلامي الكبير الراحل الشيخ فتحي يكن، وفي نفس الوقت لنقول بعضا أو نفي بعضا من حق هذا الإنسان والقائد والمرشد ، لقد كان بالفعل من خلال ما عرفناه مباشرة أخا كبيرا وعزيزا وعالما فاضلا وداعية صادقة وعاملا بقوة من أجل الوحدة بين المسلمين واللبنانيين، ومساندا حقيقيا بل مؤسسا من مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية والجهادية في لبنان، وداعما لحركات المقاومة في فلسطين والعراق والمنطقة، وأحد أعلام الجهاد والنضال والصمود والمبارزة والتضحية في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني في منطقتنا، وقد كان شديد الوضوح في ترتيب الأولويات من موقع فكري وفقهي وعلمي وسياسي وجهادي، وأود أن أذكّر أنّه كان إمام صلاة الجمعة في وسط بيروت، الصلاة الأضخم في تاريخ لبنان التي جمعت السنة والشيعة خلف إمامته وتحت منبره وكان الهدف هو الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية في لبنان على أعقاب الأحداث التي حدثت بعد حرب تموز. أسال الله سبحانه وتعالى أن يتغمد سماحة الراحل الكبير برحمته وأن يحشره مع الأنبياء والأولياء وأن يلهم عائلته الصبر والسلوان وأن يوفق إخوانه ورفاقه وتلامذته على متابعة دربه.

 

هناك عدة عناوين سأتحدث بها، طبعا سأركز على بعض الموضوعات الأساسية وبالتأكيد لن أستطيع أن أشمل كل النقاط والجزئيات والتفاصيل، لكن سأتحدث بهذه الموضوعات الأساسية أولا لأصحح بعض الأمور لأنّه من 8 أيار إلى اليوم في وسائل الإعلام والصحف والندوات والحوارات والنقاشات كل واحد أدلى بدلوه وقدّم تقييمه سواء في الموالاة أو في المعارضة داخل لبنان أو خارج لبنان أو جهات حيادية. وهناك بعض الأمور يجب أن أشير لها من أجل الحاضر والمستقبل وكيفية التعاطي معها، ونحن معنيين أن نقدم قراءتنا للنتائج والأسباب وكذلك بنهاية المطاف تحديد كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة، وكلمة شكر في ختام الكلمة .

 

العنوان الأول في الهدف، نحن في البداية وضعنا هدفا وأعلناه ولم يكن الهدف أن نزيد نواب الحزب وكتلة الوفاء للمقاومة، نحن تحدثنا أن هدفنا العمل من أجل أن تحصل المعارضة الوطنية اللبنانية على أغلبية نيابية لأنّ هذا يمكنها من تنفيذ مشروع إصلاحي كبير وواضح ومتفق عليه، هذا الهدف لم يتحقق ولم ينجز.  لكن طرح سؤال بعد صدور النتائج وأنا رأيت مقالات ورايت من تكلم بهذا الأمر سواء في بعض الجلسات الداخلية أو في بعض وسائل الإعلام، قيل بأنّ حزب الله والبعض اعتبر أنّ حزب الله لم يكن حقيقة يريد أن تربح المعارضة وأن تفوز ولذلك هو لم يعمل بكل جهده وطاقته ولو كان يريد بشكل حقيقي أن تفوز المعارضة لبذل جهودا أكبر، وأن حزب الله لم يكن يريد أن تفوز المعارضة لأنّه كان متخوفا أو متهيبا من مرحلة ما بعد فوز المعارضة، الجواب الصريح والواضح والسريع : كلا هذا غير صحيح ـ وليس غير دقيق ـ هذا غير صحيح إطلاقا. وبمعزل أن بعض الناس تحدث بذلك من باب حسن الظن فينا وبإمكاناتنا أو أنّ هناك أناس تحدثوا بذلك للإيقاع بيننا وبين حلفائنا في المعارضة، "شو بدّي بالخلفيات"، هذا الكلام غير صحيح، حزب الله آمن بهذا الهدف وعمل له بكل صدق وجدية وإخلاص وتعاون مع كل حلفائه وبذل أكبر جهد ممكن مركزيا ومناطقيا وسياسيا وإعلاميا واجتماعيا وعلى كل صعيد من أجل تحقيق هذا الهدف ولكن هناك عوامل عديدة واسبابا متنوعة أدّت إلى أن تكون النتيجة مختلفة وهو ما سأتعرض لبعض جوانبه في الحديث. نعم أنا لا أخفي وهناك أمر صحيح أننا كنّا متهيّبين من الفوز، لأنّ الفوز يعني تحمل مسؤوليات كبيرة ومواجهة تحديات كبيرة، عندما نفوز يعني أننا معنيون بأن نفي بوعودنا لأننا قوم نفي بوعودنا، نحن لا نستطيع أن نطلق وعودا وعندما نفوز ننسى وعودنا، إذا أطلقنا وعودا سنكون معنيين بتنفيذ الوعود لو فزنا، سنتحمل مسؤولية والمسؤولية بالنسبة لنا ليست سلطة وجاها، هي جوابا سنقدمه يوم القيامة أمام ربنا قبل أن نقدمه للناس في الدنيا ولذلك نحن نشعر بعظمة وبعبء المسؤولية وخطورتها لو فزنا كجزء من المعارضة وكمعارضة، لذلك أنا لا أنكر أننا كنّا متهيّبين، ولكن هذا لن يؤثر لا على أدائنا وإرادتنا وجديّتنا وتعاطينا مع هذا الأمر على اساس :" إن هِبْتَ أمرا فَقَعْ فيه".

 

ولذلك عندما ظهرت النتائج لم نهتز لأننا اعتبرنا أنّ هذه الإنتخابات محطة على طريق طويل وليست نهاية الدنيا والكون ولا نهاية التاريخ، وهنا على سبيل الملاطفة، إذا إثنان يلعبان "الفوتبول" أو "الداما" الخاسر يزعل، فطبيعي الذي يبذل جهدا كبيرا وعنده هدف وطني كبير والناس تضحي وتصبر وتتحمل مشاق طويلة عريضة ولا يحقق الهدف من الطبيعي أن يزعل. لكن الزعل شيء والإحباط والإحساس بالضغط والوهن وتزلزل الإرادة شيء آخر، نحن لم نهتز لأننا نحن ما زلنا نحن ولأننا ما زلنا حيث كنّا ولم يتغير بالنسبة لنا شيء.

 

هذا العنوان الأول، وكل العناوين التي سأتحدث عنها لا تعني على الإطلاق أننا نحن غير قابلين بنتائج الإنتخابات، كلا، لكن هناك حقائق يجب أن تقال وأن يُضاء عليها من أجل معالجتها ومن أجل تداركها وبعض السلبيات أن يتم معالجتها وببعض الأمور أن نكون واقعيين بعملية النقد الذاتي فلا نذهب إلى مستوى جلد الذات مثل ما يحاول عادة بعض الخاسرين، وبنفس الوقت ألزم نفسي بسقف التهدئة الموجود في البلد ونحن كنّا حريصين عليه منذ بدء إعلان النتائج، وإلاّ هناك الكثير من المضامين سأتحدث عنها الليلة لولا إلزام نفسي بهذا السقف أعتقد شكلا ومضمونا ممكن أن أعرضها بشكل مختلف.

 

العنوان الثاني في الخطاب الإعلامي والسياسي، أثناء الحملة الإنتخابية الفريق الآخر قام بحملة كبيرة جدا من الإتهامات التي وجهها لكل قوى المعارضة، وهذه الإتهامات لم يكن لها أي أساس من الصحة على الإطلاق، وللأسف الشديد تبين أنّ الفريق الآخر من أجل أن يربح الإنتخابات أو يكسب بعض الأصوات الإضافية لم يكن عنده أي مشكلة أخلاقية في اعتماد وسائل تقوم على الإفتراء أو الكذب أو التضليل، وهنا لم أجد أخف من هذه العبارات لأوصّف فيها. نحن لم نفعل ذلك، خلال الحملة الإنتخابية لم نتهم أحدا بِزُورٍ أو ضللنا أحدا ولم نعتمد الشائعات والأكاذيب، وأنا أقول لكم لم يكن بمقدورنا أن نعمل هذا الشيء، وأنا رأيت بعض النقاشات الإعلامية أنّ المعارضة أخذت بالتدريج وضعا دفاعيا والفريق الآخر أخذ وضعا هجوميا وهذا صحيح، نحن لم يكن بمقدورنا أن نعمل هذا الشيء لأنه يوجد لدينا التزامنا الديني والشرعي والأخلاقي الذي لا يسمح لنا حتى بانتخابات نيابية أن نستخدم وسائلا غير مشروعة.

 

طبعا، هناك سببا آخرا كان مؤثرا جدا هو أنّ حملتنا الإنتخابية كنّا نتحدث عن الشراكة الوطنية وعن حكومة وحدة وطنية وعن تكاتف وتعاون وهذا يعني أنه لم يكن بمقدورنا أن نذهب بالإعلام وبالمواجهة الإعلامية إلى حرب تحطيم وتدمير كل الجسور مع الآخر، وإلاّ إذا كنّا نريد فتح ملفات ونوجه اتهامات على أساس وقائع وحقائق وننبش الماضي ونخوف من المستقبل كان هناك الكثير من الأمور التي نقولها، لكن لو قلنا هذه الأمور وفزنا بالإنتخابات وأتينا لنشكل حكومة وحدة وطنية، ماذا سنقول لجمهورنا ولناخبينا، سنفقد مصداقيتنا، لأنّ الأوصاف التي سنطلقها على المنافسين لن تسمح لنا بأن نتعاون معهم، بينما هم ما عندهم مشكلة أن يطلقوا علينا كل الأوصاف التي تخطر في البال والتي لا تخطر في البال وبعدها يجلسوا معنا ويمكن أن لا يواجهوا مشكلة مع قواعدهم لكن نحن سنواجه مشكلة مع قواعدنا. لهذا السبب تحولت المعارضة بالتدريج خصوصا في الأسابيع الأخيرة من الخطاب الهجومي إلى الخطاب الدفاعي لأنّ الدنيا أصبحت تمطر أكاذيبا وصار علينا كلنا أن نحمل المظلات لأنّه لم نعد نلحّق.

 

قبل الإنتخابات أشرت إلى بعض العناوين، على سبيل المثال موضوع المثالثة، وكل ما تحدثت عنه قبل السابع من حزيران لن أعيده الآن لأستفيد من الوقت. في موضوع المثالثة وموضوع تقصير ولاية الرئيس، اتهام المعارضة بأنها لا تريد إجراء الإنتخابات، اتهام المعارضة بأنها ستعطل فرز الأصوات، اتهام المعارضة بأنها لن تقبل بالنتائج إن لم تكن لصالحها وستفجر الوضع في البلد، التخويف من السلاح وخصوصا من سلاح حزب الله وسلاح المقاومة وتأثيره على الإنتخابات، الحديث عن موضوع ولاية الفقيه والدولة الإسلامية والجمهورية الثالثة، هذا كله استخدم وأمور أخرى علّقت عليها سابقا ولكن سأرجع لها بعد قليل. هناك في سياق الخطاب الإعلامي بعض التفاصيل سأعلّق عليها من أجل ما بعد السابع من حزيران، التفصيل الأول في العنوان الإعلامي هو البيان الذي صدر عن غبطة البطريرك صفير يوم السبت قبل الإنتخابات بيوم ووزّع، وبعدها جرى القول أنّه سحب لكن كان قد وزّع، تحدّث عن نقطتين عن تهديد الكيان وعن تهديد وجه لبنان العربي أو الوجه العربي للبنان. طبعا أنا كمواطن لبناني لم أستوعب أو لم أفهم كيف يفهم غبطة البطرك إذا فازت المعارضة الكيان اللبناني يصبح مهددا، هذا لم يكن واضحا عندي حتى هذه اللحظة لكي أناقشها، لكن عندي تساؤلا أنّ غبطته موجود في بكركي منذ الثمانينات والتسعينات وبعد العام 2000، وخلال هذه الفترة كلها شهدنا حروبا إسرائيلية واعتداءات إسرائيلية ومجازرا وتهجيرا ومشاريع توطين وفرض تسويات وفرض شروط على لبنان، لم أسمع ولا مرة من غبطته يتحدث عن تهديد الكيان، هل حقيقة كل شيء عملته إسرائيل وما تمثله إسرائيل وحتى بعد خطاب نتنياهو، سابقا وحاليا ومستقبلا بالنسبة إلى الكيان اللبناني لم يكن يستدعي خلال 25 سنة، وأكثر من عشرين سنة من تولي غبطة البطرك المسؤولية أن يتحدث عن تهديد الكيان لكن فوز المعارضة يجعله يأخذ هذا السقف العالي جدا؟ طبعا هذا الكلام أعلى وأخطر بكثير من قصة التكليف الشرعي والذي عادة يوجهون لنا فيه ملاحظات.

 

الأمر الثاني هو وجه لبنان العربي، هل اللبنانيون في المعارضة عرب أم غير عرب؟ أسأله هل نحن عربا في المعارضة أم غير عرب، هذا أولا، وثانيا إذا كان المقصود سوريا فسوريا عربية، وإذا كان لبنان سواء يقيم علاقة مميزة مع دولة عربية أو يرتبط بمحور عربي آخر ولن أدخل في الأسماء وتأثيره واضح على الساحة اللبنانية وبالإستحقاقات المقبلة، فهل هذا وجه عربي وذاك غير وجه عربي؟ يمكن أن يكون المقصود إيران، مع أنّه اليوم في إيران لا يوجد شيء اسمه تفريس ولا حضارة فارسية، الموجود في إيران الحضارة الإسلامية، الموجود في إيران هو دين محمد العربي الهاشمي المكي القَرَشِي التُّهامي المُضَري، ومؤسس الجمهورية الإسلامية هو عربي ابن عربي ابن رسول الله محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، والمرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية اليوم سماحة الإمام السيد الخامنئي قَرَشِي هاشمي ابن رسول الله ابن علي ابن أبي طالب وفاطمة الزهراء وهؤلاء عرب. على كلٍّّ يمكن أن يكون المقصود إيران، ولن أناقش كثيرا في هذا التفصيل ولكن نحب حقيقة نسمع من غبطته كيف أنّ فوز المعارضة يشكل تهديدا للوجه العربي للبنان. لكن علينا أن نبني على هذا الكلام للأمام، وأنا سأطرح على إخواني وحلفائنا أنّ نأخذ مخاوف البطرك بجديّة ونعمل تخطيط ودراسات ومجموعة اقتراحات لتأكيد وتعزيز الوجه العربي للبنان ونطلب من غبطة البطرك تأييدها في بيان علني.

 

العنوان الثاني: فيما خص الخطاب الإعلامي, هو موضوع ولاية الفقيه, ما قيل قبل السابع من حزيران " ماشي الحال", وأيضا أريد أن الفت الأطراف اللبنانية المختلفة , انظروا يا أصدقاءنا وأحباءنا واخصامنا , ان نختلف في السياسة فلا بأس , ان نتهم بعضنا البعض في السياسة فلا بأس, ان يسيء بعضنا للاخر في السياسة يمكن ان يكون مسموحا, مثلا في موضوع حزب الله وعلاقته بسوريا تستطيعون ان تقولوا ما تريدون, العلاقة بإيران, ان تقولوا انتم جماعة إيران, انتم عملاء إيران, انتم محور إيراني, فهذا لا مشكلة فيه, فهو كلام في السياسة ولا بأس به, انا فقط أريد ان الفت القوى السياسية والقيادات السياسية ووسائل الإعلام في لبنان انه نحن في لبنان المكتوب في دستوره " حرية المعتقد الديني", يعني لا احد من اتباع الديانات يحق له ان يسيء إلى المعتقد الديني للطرف الأخر حتى ولو لم يقبل به, بطبيعة الحال عندما انا اتبع دينا ما فهذا يعني انني لا اقبل الدين الاخر, ولو كنت قد قبلته لاتبعته, لكن البلد قائم على احترام الديانات واحترام المعتقدات الدينية, وانا احب ان اعطيهم علما ان موضوع ولاية الفقيه وموضوع الامامة وهذا النوع من المسائل بالنسبة لنا هو جزء من معتقدنا الديني والاساءة اليه هو اساءة إلى معتقدنا الديني, ومن احب ان يدخل معنا في نقاش ديني فنحن جاهزون, لكن هذا طبعا لا دخل له بالانتخابات وبالحملات السياسية وبالحكومة والنواب, انما علماء دين ورجال فكر وثقافة يجلسون مع بعضهم البعض ويجرون ندوات ويتناقشون كما نتناقش بقضايا اللاهوت والنبوات والرسالات والاحكام الفقهية وقضايا الدنيا والآخرة, فهذا لا مشكلة فيه لكن انا احب ان اؤكد ان هذا جزء من معتقدنا الديني, صحيح انه يمكن ان يخرج احد ما ليقول ان هذا ليس لديه اجماع لدى الشيعة في العالم او في التاريخ, هناك الكثير من المعتقدات الدينية او العديد من المعتقدات الدينية ليست موضع اجماع ولكن هناك جزء كبير من الشيعة يعتقدون دينيا بهذا الامر, كما يوجد الكثير من المعتقدات الدينية عند الطوائف الاخرى ليست موضع اجماع طوائفها, فاذا لم تكن موضع اجماع فهذا لا يسقطها عن كونها معتقدا دينيا يجب احترامه. انا احب بكل محبة وبكل ادب واحترام ان اتوجه إلى وسائل الاعلام في لبنان وخارجه, ولكن لبنان باعتبار ان فيه قانون ودستور وكلنا نقول باننا مؤمنون بهذا الدستور وبكل ادب اقول لهم تجنبوا الاساءة لمعتقداتنا الدينية وقولوا فينا في السياسة ما شئتم. 

 

التفصيل الثالث: وله علاقة بالتهويل الذي حصل اثناء الانتخابات عندما تم الحديث عن تداعيات فوز المعارضة , وانه لو نجحت المعارضة في الانتخابات فما الذي كان من الممكن ان يحصل, وكيف كان الخارج سيتعاطى مع لبنان, وتم الحديث عن خيار غزة, أي ان لبنان يصبح كغزة, وقيل ان اسرائيل ستشن حربا على لبنان فيما لو نجحت المعارضة , طبعا جاء كل الكلام الاسرائيلي فيما بعد ليأخذ الامور إلى هذا الاتجاه, وخرج باراك ليهدد بوضوح, قيل ان امريكا ستعيد النظر بمساعداتها للبنان , قيل ان بعض دول الخليج ستسحب ارصدتها المالية من لبنان , وكل ذلك قد قيل, ولدي تعقيب لهذا العنوان : اذا كان كل ما قلتموه اثناء الانتخابات غير صحيح, فهذا نضمه إلى ملف طواحين الكذب والتضليل والتزوير, ( لا يخلو فاما صحيح واما غير صحيح), واذا كان صحيحا فهذا يعني ان امريكا والغرب والخارج وكل الدول التي استخدمت للضغط هي لا تحترم ارادة الناخب اللبناني وارادة الشعب اللبناني, لذلك اتت لتضغط وتهول عليه وتهدده وترهبه حتى يأخذ صوته باتجاه آخر, طبعا كثير من اللبنانيين لم يخضعوا لهذا الترهيب, ولكن لا شك بان هناك شريحة معينة تأثرت بهذا الترهيب. وبالتالي واقع الحال اذا اردنا ان نوصّف الانتخابات التي حصلت في لبنان , والتي كانوا يقولون انه كيف ستحصل هذه الانتخابات تحت ترهيب سلاح المقاومة وسلاح حزب الله, هذا لم يحصل على الاطلاق بل الذي حصل هو ان الانتخابات اللبنانية جرت تحت ترهيب امريكي واسرائيلي وغربي وعربي, لفرض خيارات على الناخب اللبناني قد لا تعبر بالضرورة عن ارادته الحقيقية, وهذا يعني ايضا ان العالم الذي يتحدث عن الديمقراطية,عن ارادة الشعوب, اذا ما كانت نتائج الانتخابات تخدم مصالحه فهو يحييها ويستقبلها واذا لم تخدم مصالحه يحاربها ويشكك فيها ولنا في ما جرى في فلسطين وما يجري في اماكن اخرى ( الانتخابات الايرانية شأن داخلي) , وبين هلالين ايضا انا انصح قوى 14 آذار وقياداتهم ومحلييهم وسائل اعلامهم وسياسييهم ان يتركوا موضوع الانتخابات الايرانية, فامر لا يفهمون فيه يعذبوا انفسهم به. (وبعد قليل  سيصبح الرئيس احمدي نجاد في 8 آذار ومير حسين موسوي في 14 آذار, فما هذه السخافة) على كل حال اوباما التقط الموضوع بالامس بشكل واضح فهناك لا يوجد 8 و14 آذار , نعم يوجد التباسات لها علاقة بالانتخابات وهناك من دخل على الخط وحرقوا وقتلوا وفجروا ودمروا لان هناك اعداء للنظام, وبالامس سماحة السيد الخامنائي قال بوضوح ان المخربين لا ينتمون إلى مؤيدي أي من المرشحين, وهم معروفون ومكشوفون وبشعون ايضا, في كل الاحوال العالم لا يقف امام اربعين مليون ايراني وفقوا منذ الصباح إلى المساء لينتخبوا في ظل النظام الاسلامي وتحت عباءة الولي الفقيه, فاين يوجد هذا في العالم, انتخابات رئاسية تجري بثمانين بالمائة من الناخبين يدلون باصواتهم, نعم بعض الاصدقاء في ايران خربوا هذا العرس بسبب الخلاف على موضوع فرز الاصوات , وعادة في ايران كان يحدث بعض المشاكل من هذا النوع لكن ببركة وجود ولاية الفقيه ووجود سماحة السيد القائد ووجود وعي كبير لدى المسؤولين واخلاص كبير لدى الشعب الايراني, انا احب ان اؤكد لكم واطمأنكم بان ايران تتجاوز هذه المحنة بسهولة ان شاء الله,  وكل الذين يعلقون ويحللون ويبنون آمال, انا اقول لهم بان آمالهم ليست سوى اوهام وسراب.

 

ثالثا موضوع المغتربين: انا في الوقت الذي اريد ان انتقد فيه بعض مجريات العملية الانتخابية, ايضا لا بد من ان ننصف بعض الناس وندافع عنهم وان لا نقبل بالاساءة لهم, فموضوع المغتربين لا شك انه كان عاملا مؤثرا جدا وحاسما في بعض الدوائر الانتخابية على مستوى النتائج, نحن نقول انه نعم أي مغترب لبناني واي لبناني يعيش في خارج لبنان حتى ولو انه لم يأت إلى لبنان منذ اربعين سنة او خمسين سنة, ولم يشارك بالمعاناة والآلام وهو يعيش في عالم آخر, لكن كونه يحمل الجنسية اللبنانية بحسب القانون فمن حقه ان يأتي لينتخب, ونحن نحترم حق المغتربين في المشاركة في الانتخابات والمجيء إلى لبنان والادلاء باصواتهم, ومن غير المقبول لا من المعارضة ولا من الموالاة , لا في الدائرة التي ربحنا فيها ولا في تلك الدائرة التي خسرنا فيها ان يسيء احد ما للمغتربين ويقدم عنهم صورة غير لائقة وغير مناسبة, في النهاية هم لبنانيون وحقهم القانوني ان يعبروا عن قناعاتهم, بطبيعة الحال عندما نأتي إلى هذا الموضوع أي موضوع المغتربين , الواضح ان هناك عشرات الالاف من المغتربين جاءوا إلى الانتخابات, او لنقل في كثير من الاحيان تم استقدامه إلى الانتخابات والى الدوائر الحساسة, وانا في معرض تقديمي للامثلة سوف اركّز قليلا على موضوع زحلة لانني اعتبر ان ما غيّر الامر كله هي زحلة, والا لكنا 64-64, ولم يكن هناك فائز ولا خاسر, ولا شك في ان الفريق الاخر ركّز على زحلة بشكل قوي جدا, وحتى موضوع زحلة فقبل يومين كان هناك حفل تكريم للمغتربين ووقف فيه اللائحة الفائزة في الانتخابات وانا سمعتهم على التلفزيون حيث وقف احد النواب وقال لهم انا اشكركم كثيرا فلولا قدومكم وتشريفكم لما فزنا في هذا القضاء. النقاش هنا ليس في حق المغتربين بالاقتراع والتصويت , الملاحظة هنا هو بعدم تكافؤ الفرص بين المعارضة والموالاة, صحيح ان المعارضة اتت بمغتربين ايضا كما الموالاة, لكن لا يوجد تكافؤ فرص, اولا في الموضوع المالي فلا قياس, يعني اذا اردنا ان ننفق مالا للاتيان بالمغتربين من الخارج وهم ايضا يريدون ان ينفقوا مالا لذلك فهنا لا يوجد توازن, بمعزل عن الجانب القانوني, فهل يسمح بهذا النوع من الانفاق او لا , انا لا اوصف, لا شك ان ما قيل في " نيوز ويك" ووسائل اعلام اخرى عن انفاق ما يزيد على 750 مليون دولار, فالوقائع تؤكد صحة هذا النوع من الارقام, من المغتربين إلى مجريات ما جرى في الداخل اللبناني. ( دعوني امزح قليلا الليلة, فاذا كانت القصة هكذا, فكان من الافضل ان تعطونا هذه ال750 مليون دولار ولكنا تركنا لكم الاكثرية هذه السنة, ولكنا ربحنا 750 مليون دولار واكملنا التعويضات وخدمنا المناطق المحرومة والمستضعفة والمعذبة ونرى فيما بعد كيف نكمل معكم في السياسة) اذا هنا لا يوجد تكافؤ فرص في موضوع استقدام المغتربين. الامر الاخر هو له علاقة بالدول التي يقيم فيها المغتربون , فهناك دول قدمت تسهيلات كبرى للفريق الاخر في حين لم يكن لدينا اية تسهيلات, بل بالعكس كان هناك ضغوط مورست علينا في المقابل, ضغوطا امنية ونفسية ولا اريد ان اسمي تلك الدول. اذن في موضوع المغتربين فحقهم ان يأتوا وينتخبوا , لكن لم يكن هناك تكافؤ فرص على الاطلاق. هذا الموضوع سوف ينظر اليه لاحقا, واما موضوع المغتربين في الخارج  فإذا أرادوا ان ينتخبوا في لبنان فهذا الموضوع له ضمانات ونقاشات في المرحلة اللاحقة.

 

العنوان الرابع, هو حجم الإنفاق المالي: خلال الأشهر الماضية رغم وجود قانون حدد الإنفاق المالي لكن كان الإنفاق هائلا على المستوى الإعلامي , الخدمات التي قدمت تزفيت , أقساط مدارس , حصص تموينية , استشفاء , تقديمات مالية إن هذا الموضوع لم أتوقف كثيرا عنده وأقول "صحتين عقلب الناس"، والناس يتمنون لو كل سنة في انتخابات حتى يدفعون عنهم إقساط المدارس ويدخلون أولادهم على الجامعات ويدفعون عنهم استشفاء في المستشفيات وإيصال المساعدات التموينية لهم, وتزفيت طرقات القرى لهم , أيضا بمعزل عن القانون هذا يقدر الإنسان ان يتحمله, لكن الخطير والمهين والسيئ والذي يؤدي إلى طعن حقيقي بالانتخابات وبنتائجها بدائرة من الدوائر هو شراء الأصوات, ان يطلب من المواطن ان يقترع بلائحة تعطى له  بان يضعها في الصندوقة مقابل ان يأخذ ثمنها,  واحتفظ بقناعتك للثامن من حزيران , أي 7 حزيران احتفظ بقناعتك , ب 8 حزيران احتفظ بقناعتك , 7 حزيران نستعير منك قناعتك خمس دقائق وخذ ثمن الصوت وانتخب , وهذا الأمر يطعن بالانتخابات, باقي ما تبقى يمكن في نقاش قانوني, نقاش أخلاقي, نقاش أنساني والذي تريدون.  

لا شك أن هذا حصل في عدد من الدوائر وبشكل مذهل، وهنا قلت اضرب مثلا عن زحلة لأنها غيرت المعادلة وهنالك شهود , وانتم تعرفون إنني أحب أن أتأكد من الأمور قبل ان أطلقها , انه تم دفع إلفين وثلاثة ألاف ثمن الصوت الواحد , وكل ما اقتربنا من إغلاق باب الصناديق وباب الأقلام كان سعر الصوت يرتفع, في مناصري للمعارضة في قضاء زحلة دخلوا عليهم وقال لهم لا تنتخبوا الموالاة ولكن أعطونا بطاقات هويتكم، ومقابل حجز بطاقة الهوية احصل على خمسماية دولارا وألف دولارا أيضا , يعني تم دفع المال لحجب أصوات وتم دفع المال لشراء أصوات، فهل هذا يعبر عن إرادة الشعب اللبناني وعن إرادة الناخبين الحقيقية؟ لا , ، فلو أتينا الآن بنفس الناس بهذا النوع من الدوائر وقلنا لهم  ما في  "فلوس" واموال ما في لتعطونا بطاقاتكم ولا ندفع ثمن أصواتكم انتم اذهبوا وانتخبوا وتصدر النتيجة نفسها.

طبعا هذا شيء خطير , وأنا لا اخرج عن قبولنا بنتائج الانتخابات كما قلت في البداية, لا , ولكن هذا الموضوع يتوقف عليه كثيرا وبشكك بنزاهة الانتخابات نعم , وبشكك بالنتائج على مستوى التمثيل القانوني الذي سيترتب عليه كل الآثار , لكن نحن هذا الموضوع نتابعه بالطرق القانونية , لا نريد أن نعمل اعتصام ولا مظاهرة ولا نقطع طريق ولا أن نؤثر على التهدئة والانسجام القائم حاليا في البلد.

 

العنوان الخامس :التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري، لا شك أن التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري كان له تأثير كبير أثناء الانتخابات وللأسف بعض هذا التحريض ما زال قائما بعد الانتخابات، إذا أردتم راي فان الموضوع المالي اقل خطورة أقل خطورة , عدم تكافئ الفرص اقل خطورة , توجيه الاتهامات السياسية اقل خطورة , ولكن أخطر صار في هذه الانتخابات واخطر شيء موجود في هذا البلد هو التحريض الطائفي والعنصري، لان الذين انتخبوا باعوا أصواتهم وانتخبوا ومشي الحال ولم تخرب الدنيا , الخلاف السياسي بيعمل جروح ولكن اللقاء السياسي بسرعة يضمد الجروح, لكن التحريض الطائفي والمذهبي والعنصري  بيفتح جراحات تاريخية ولا يسهل يضمدها ويأخذنا إلى عصبيات عمياء لا نعرف أين يصبح البلد.

 

هنا أريد أن أتوقف قليلا وأدق ناقوس الخطر , وأحب أن أقول بكل اعتزاز وافتخار ، ومثل ما تحدثت قبل 7 حزيران بالنسبة ألينا نحن , الذي عنده ملاحظة علينا أن كان خطابنا طائفي أو مذهبي أو عنصري فليطالبنا فيها، وإذا نحن قدمنا شيء من هذا الخطاب فنحن جاهزون للاعتذار, ولكن أنا اعرف أننا لم نقدم أي نوع من هذا الخطاب ولا لحظة من اللحظات وكذلك ليس فقط نتيجة التزامنا وكذلك دعونا نحكي براغماتيا لم نكن بحاجة في يوم من الأيام لتقديم خطاب مثل هذا النوع لأننا لسنا ضعفاء نعم لسنا ضعفاء.

هذا النوع من الخطابات استخدم في الانتخابات النيابية قبلها وما زال بعد الانتخابات.

أكثر شريحتين تم استهدافهم بهذا الخطاب وأنا مضطر ان أتحدث طائفيا للدفاع ولا أريد أن أسيء لأحد على الإطلاق هم في الحقيقة الشيعة في لبنان والأرمن، الأرمن هجموا عليهم نتيجة خياراتهم السياسية, وبلحظة أصبحوا الأرمن جالية أجنبية في لبنان ولم يعودوا لبنانيين، ولكن هؤلاء الأرمن الذين تجنسوا من 100 سنة اقل او أكثر هؤلاء بيشكك بلبنانيتهم, أما إذا في مجنسين ومع احترامنا لهم تجنسوا منذ 10 او 12 سنة وصوتوا للفريق الآخر فهؤلاء لبنانيين وحبة مسك, هذا الكلام عنصري, وبعدها الذي ما أخذنا على الارمن بأنهم جالية أجنبية في لبنان, وطبعا فتح هذا الباب خطير جدا وغدا يصبح الأكراد اللبنانيين جالية أجنبية   وأيضا غدا يصبح ان نفتش عن أصول اللبنانيين البقية, من تركي ومن تركماني

ومن فارسي ومن "همازيقي", ولا ادري بعد..

 

وان فتح هذا الباب عيب كيف ما كانت هذه الحاجة لفتح بابه , والشيء الثاني ما عادوا الأرمن مسيحيين, وأصبح عندما يجلس بعض الناس ليتكلموا عن التمثيل المسيحي يعتبرون ان الأصوات الارمنية هي خارج التمثيل المسيحي , وما علمي ان الأرمن صاروا مسلمين بل ما زالوا مسيحيين في لبنان, كاثوليك وأرثوذكس ارمن ,  ولكن للأسف الطائفة الارمنية بهذا الموضوع أثناء الانتخابات وما زال لحد هذه اللحظة في أسهم من هذا النوع أسهم عنصرية واسهم طائفية واسهم غير أخلاقية توجه الى صدورهم, أيا يكن خيارهم السياسي يجب بقية اللبنانيين ان يحترموا خيار الارمن السياسي , وليس عندما يصوتوا لي يصبحوا لبنانيين وشركاء في الوطن , وعندما لا يصوتوا لي يصبحوا جالية أجنبية, وقربت الارمن على الشيعة لان حكاية الأرمن أسهل قليلا من الشيعة. 

 

أما في ما يتعلق بالشيعة، ولأول مرة سأتحدث عن الشيعة في لبنان ، في هذه الانتخابات حدث تحريض كبير في واضح وفي مبطن ومحور كل الموضوع أنه إذا فازت المعارضة فالشيعة سيحكمون لبنان،  هذا كان يحكى في الأماكن العامة وبالمحاضرات وبالندوات وباللقاءات وببعض المقالات بشكل واضح, وبالخطاب السياسي كان يحكى مبطن تحت عنوان الدولة الإسلامية الخاصة بحزب الله دولة ولاية الفقيه, دولة سلاح المقاومة او الكلام الذي تم تداوله بحال فازت المعارضة ليس العماد عون هو سيحكم او فلان آو فلان مع احترامي لكل شخصيات المعارضة وإنما السيد حسن , كل محور الكلام كان يتوجه للناس ان انظروا  ويا بقية الطوائف إذا فازت المعارضة يعني الشيعة سوف يحكمون لبنان, طبعا هذا كذب وتحت سقف التهدئة اقل من كذب ما بيطلع معي وتزوير للحقائق وتضليل للراي العام .  ونحن قلنا أن أقصى ما نطمح إليه هو الشراكة الحقيقية في هذا البلد، فقد كنا طائفة مستبعدة ومنسية ( ولا نريد أن نقرا تعزية).

 

كل ما نطمح إليه هو الشراكة ونؤمن بخصوصية لبنان وبالتنوع والتعددية وبأن لا طائفة تستطيع أن تحكم لبنان ولا مذهب ولا حزب ولا تيار مهما بلغت هذه الطائفة او التيار او الحزب او المذهب من قوة ومن منعة ومن قدرة , ما في إمكانية،

 

لبنان هذا لا يقوم الا بتعاون وبتكاتف وبشراكة الجميع بمكوناته , هذا نؤمن به ونسلم به وأي كلام آخر هو تضليل ، ولكن الإساءة بلغت يوم الانتخابات وبعد الانتخابات عندما بدأ الحديث عن "البلوك" الشيعي , الصوت الشيعي, أي النائب الفلاني نعم هذا نجح بالصوت الشيعي يعني ما هذه الشغلة العيبة,...

 

وصولا إلى الكلام عن الكتلة الشيعية الصماء وهذا كان أكبر إهانة يمكنها أن توجه، هذا يعني أن الشيعة لا يفكرون, وشموليين, وما بينظروا وما بيفكروا, ولا يناقشوا ولا يحاوروا , وقيل لهم أن يصوتوا لكتلة معينة فصوتوا لها    

                                                                                                                                                                        

وهذه الكتلة لا تفكر ويمكن توجيهها لخدمة أي لائحة من اللوائح , طبعا هذا الكلام الآن موجود في بعض الصحف ووسائل الإعلام والسياسيين يتحدثوا فيه , هذا كلام مهين ولا نقبل به، ولكن أنا سأعقب على هذا الموضوع بما يلي:

أريد أن اذكرهم بان الشيعة في لبنان ليسوا حزباً واحداً، بطوائف أخرى بهذه الطائفة او تلك الطائفة في حزب او في تيار يحاول أن يأخذ وحدانية التمثيل وهذا غير موجود لدينا، نح لا ندعي وحدانية التمثيل ولا حزب الله وحركة أمل مجتمعين يدعون أنهم يمثلون كل الشيعة , هذه الحقيقة , لا ندعي حصرية التمثيل ولا نسعى الى حصرية التمثيل ولا أي منا يسعى الى إلغاء الآخر ، واصلا التركيبة الشيعية الثقافية والعقائدية الفقهية الدينية العلمية الوجدانية التاريخية لا تسمح بشيء من هذا، فنحن جماعة بشرية تربينا على تعدد المجتهدين وتعدد مراجع التقليد, وتعدد القيادات , وتعدد  الاتجاهات الفكرية فضلا عن الاتجاهات السياسية ، نعم حالياً يوجد تحالف حركتان كبيرتان أمل وحزب الله وهذا التحالف قائم على الاحترام المتبادل بين الطرفين والنقاش والحوار الصادق والشفاف ، ولكنهما لا يدعيان تمثيل كل الشيعة، والشيعة في مواقع علمائية ودينية وثقافية وليسوا تابعين الى حزب الله وحركة أمل ,لكن في هذه المواقع نعم تلتقي مع حزب الله وحركة أمل بالخيارات الكبرى السياسية والوطنية.

 

النقطة الثالثة الشيعة بلوك واحد، ليس لأسباب طائفية أو مذهبية، الشيعة مثل بقية الطوائف في لبنان، في يوم من الأيام تنازعوا وتقاتلوا وتنافسوا في الانتخابات النيابية والبلدية، لكن اليوم الذي يوحد هؤلاء الشيعة سواء كانوا حزب الله أو حركة أمل أو غير ذلك هو اللقاء على خيارات سياسية وطنية كبرى وقومية كبرى، وهذا هو الموقع الحقيقي للطائفة الشيعية في لبنان. لا يلتقي الشيعة على عداء أي أحد في لبنان وإنما يلتقون على خيار المقاومة  وعلى أن إسرائيل هي شر مطلق وكيان غير شرعي وعلى رفض الاحتلال والهيمنة وعلى استقلال لبنان وسيادته  وعلى بناء الدولة واتفاق الطائف وعلى مبدأ الشراكة الوطنية وعلى موضوع العلاقات الطبيعية والمميزة مع سوريا ومع كل عالمنا العربي وعلى موقف عقائدي واضح من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني  والمقاومة الفلسطينية، هذه هي الخيارات التي نلتقي عليها. واليوم نحن إذا كنا ندفع ثمناً، سواءً فزنا أم لم نفز سالمنا أم حاربنا فإننا ندفع ثمن هذه الخيارات ، وأما إذا تخلينا عن هذه الخيارات ستجدون موقعنا عند الأميركي والغربي والعالم كله مختلف، لأن الشيعة اللبنانيين توحدوا والتقوا على هذه الخيارات التي تشكلت بالنسبة لهم قناعة وثقافة والتزام وإيمان ذهبوا في انتخابات 2009 حتى يعبروا عن هذه القناعة، لذلك لم يشتر أحد أصواتهم ولم يعطوا صوتهم بالمال وإنما بالقناعة ولم يخضعوا للترهيب ، لا لترهيب باراك بأن التصويت لحزب الله سوف يضع لبنان أمام جبروت الجيش الإسرائيلي ، وصحيح أن هذا الخطاب مستهدف به كل اللبنانيين لكن كان مستهدف به بشكل أساسي الشيعة  في الجنوب والبقاع وفي الضاحية الجنوبية، الأمكنة التي قصفت في حرب تموز بشكل كبير. لكن الشيعة ردوا على باراك في الانتخابات.  

 

الناخب الشيعي لم يكن كتلة صماء بل جاء ليعبر عن رأيه وقناعاته ولم يقل له أحد تكليف شرعي، ومن يدعي غير ذلك فليأتي بالدليل. للأسف المرة الوحيدة التي اضطررنا أن نستخدم فيها مع قواعدنا لغة التكليف الشرعي هي في 2005، لسبب وحيد، هو أن مسار الانتخابات كان يمكن أن يؤدي إلى فتنة في لبنان، فمنعاً للفتنة حينها تحدثنا مع قواعدنا بالتكليف الشرعي. المرة الوحيدة التي تحدثنا فيها بالتكليف الشرعي هي عندما صوتنا لهم، لكن في هذه الانتخابات من تحدث عن تكليف شرعي!؟ لم تكن هذه القواعد وهذا الجمهور بحاجة أصلاً إلى خطاب يقول له تكليف شرعي، لأن الدوافع والحوافز والإحساس بالمسؤولية وخطورة المرحلة كانت كافية أن يذهبوا كلهم إلى الصناديق ، وكانت كافية لأن يدفع  كثيراً من المغتربين من جيبهم الخاص ثمن تكلفة السفر ويأتوا إلى لبنان حتى يصوتوا ويعبروا عن قناعتهم واختيارهم.

 

الشيعة جاؤوا إلى صناديق الاقتراع ليس بالتكليف الشرعي ولا بالتحريض المذهبي، كان لديهم صورة في ذهنهم عن الأمور الجيدة والطيبة التي  سينالها البلد في حال فوز المعارضة، وكان في ذهنهم أيضاً في كثير من الدوائر أن هناك حلفاء وقفوا معنا في حرب تموز وفي الشدائد والمحن، لذلك يجب علينا إضافة إلى التحالف السياسي أن نعبر اتجاههم عن وفائنا الإيماني والأخلاقي،وإلا ما معنى المكنة الانتخابية في غير بعبدا في جبل لبنان ومناطق الشمال؟ هذا معناه. لكن هناك شيء أهم ورسالة أقوى، جاء الناخب الشيعي بشكل أساسي ليقدمها، وان كنت أعتقد  أن هناك أيضاً كثيرون من الناخبين غير الشيعة من بقية المسلمين ومن الناخبين المسيحيين أعطوا نفس هذه الرسالة.

بعد حرب تموز، قيل كلام كثير، الماكينة الإعلامية الضخمة والتي أسميها الغرف السوداء التي توزع على الفضائيات والمحليات ووسائل الإعلام المختلفة التي بدأت تتحدث في أعقاب حرب تموز أن المزاج الشيعي في لبنان بدأ يتراجع عن خط المقاومة وخيارها والشيعة تعبوا وملوا والشيعة مفروض عليهم هذا الخيار بالسلاح وبالمال وبالترغيب وبالترهيب ، وحتى العملاء الذين اعتقلوا عند الدولة وخرجوا قالوا أنه أثناء حرب تموز وبعد حرب تموز كانت واحدة من المعلومات المعنيين من قبل الصهاينة أن يجمعوها لهم، رصد المزاج الشعبي والمزاج الشيعي بشكل خاص  أي ماذا يقول أهل الضاحية وأهل الجنوب وأهل البقاع؟ كان الإسرائيلي مهتماً كثيراً لأن يعرف ماذا يقول هؤلاء الناس؟ أحب أن أقول لكم إن من أهم أهداف هذا المستوى من التدمير للأبنية والبيوت والمصانع والمراكز التجارية وهذا المستوى من القتل للنساء والأطفال  والقسوة والوحشية التي واجهنا فيها الإسرائيلي في حرب تموز، من جملة أهدافه هو المس بالوعي وبالمزاج الشعبي اللبناني ولكن بالوعي والمزاج الشعبي عند الشيعة اللبنانيين بشكل خاص.

 

خرج الشيعة اللبنانيين في انتخابات 7 حزيران ووقفوا في صفوف طويلة حتى في الدوائر التي لا توجد فيها منافسة أصلاً وصوتوا وهم يعرفون أن مرشحيهم مضمونو النجاح، صوتوا حتى يقول للداخل وللخارج ولباراك ونتنياهو وليبرمان وبيغن في قبره أن هؤلاء ما زال عقلهم وقلبهم  ودمهم ودينهم هو المقاومة. هذه هي الرسالة الأقوى، الرسالة الأقوى ممن قتلوا في حرب تموز وارتكب مجازر بحق نسائهم وأطفالهم، الرسالة الأقوى ممن هدمت بيوتهم وبعضها لم يعمر حتى الآن، الرسالة الأقوى من المليون ومائة ألف انسان الذين هجروا في حرب تموز أكثر من 33 يوم من بيوتهم أن القتل والمجازر والتهجير والتدمير لا يمكن أن يفصلنا عن المقاومة لأن المقاومة ليس عصابة وليست حزباً جاء من الزيمباوبي، المقاومة هي مشروع نحن الكبار والصغار والمشايخ والنساء والأطفال والعمال والأستاذة والطلاب والمزارعين والفلاحين في الحقول، نحن صنعنا هذه المقاومة ولم نستورد هذه المقاومة ولم يفرض علينا أحد هذه المقاومة، هذا خيارنا خيار آبائنا خيار أجدادنا خيار أبنائنا وفلذات أكبادنا، وهذا الرسالة أنتم جميعاً قدمتموها في السابع من حزيران قوية مدوية واضحة لكل العالم.

 

واليوم من اللطيف أن نسمع أن موضوع المقاومة وسلاح المقاومة خارج النقاش ويعود إلى طاولة الحوار وأنو شو البيطمن شو البيهدي البال شو الضمانات المطلوبة، هذا كلام طيب، ليس هناك شك أنه طيب، وأتمنى أن يبقى المناخ على هذه الحالة، لكن نحن حاضرون أن نسمع وأن نناقش ولكن أود أن أقول لكم للبنانيين للعالم لمن يتحدث عن ضمانات أو الطمأنينة أو عناصر القوة، أتوجه إليكم أنتم الجالسون أمامي وإلى كل إخوانكم وأخواتكم من الشيعة ومن بقية اللبنانيين الذين احتضنوا ودافعوا وحموا هذه المقاومة، أقول لهم الضمانة، هو أنتم، أنتم الضمانة، ولذلك أنا بعد صدور نتائج الانتخابات كنت واضحاً كثيراً، وقلت لكم جميعاً، لا أحد يقلق على المقاومة، طالما أنتم أهلها أنتم أصحابها أنتم بناتها أنتم لحمها وعظمها ودمها انتم عقلها وقلبها، لا قلق على المقاومة في لبنان.

 

عندما ذهب هؤلاء الشيعة الذين تتحدثون عنهم كتلة صماء إلى صناديق الاقتراع كانوا يحملون هذه الفكرة وكانوا يحاولون أن يقدموا هذا المزاج. في المقابل، هناك أناس خلال الأشهر القليلة الماضية قالوا أنهم هم يمثلون تيارات بالشيعة وأن أمل وحزب الله "مكلين روس العالم بالمتفرغين وبالمصاري والخدمات اعطونا مصاري وشوفوا شو بيطلع منا؟ في واحد عمل تيار وأعطوه 40 إلى 50 مليون دولار صرفهم خلال أشهر قليلة في الجنوب وفرغ ناس وحتى الذين فرغهم لم يصوتوا له. في الدائرة التي ترشح فيها أخذ من الصوت الشيعي 743 صوت فقط، في المقابل حصل مرشحو أمل وحزب الله على 36 و37 ألف صوت شيعي. ال40 وال50 مليون دولار لم يجلبوا له 800 صوت. هذا مؤشر. إن من يذهب إلى بعض الدول العربية الغنية ويقول لهم أعطونا مالاً والقصة في الجنوب والبقاع وبعبدا وغيرها هي قصة مال هو يضحك على هذه الدول حتى يأخذ أموالها. ادفعوا أموالكم في أماكن أخرى يمكن أن تنفعكم أكثر من ان تدفعوها هنا.

 

المزاج شيعي مبني على توجه على فكر على ثقافة وليس على عصبية، نعم عندما يأتي أحدهم ولو معه مئة مليون دولار ويذهب إلى جنوب لبنان وينتقد المقاومة ويهاجم المقاومة ويهاجم سلاح المقاومة ويبخس بتضحيات المقاومة وشهداء المقاومة، يعني هي المقاومة من؟ غير هؤلاء الناس الذين يهاجم المقاومة أمامهم؟ هل هناك احد من أهلنا في كل المناطق أب شهيد أو أم شهيد أو جريح أو أسير أو.. جاهز إلى أن يبيع دم ابنه بملايين الدولارات من أجل زعيم من هنا وزعيم من هناك؟

نحن في الموضوع الشيعي، أريد أن أقول ليس من الآن بل من زمان أن حكاية الإقطاع السياسي قد انتهينا منها. وأحب أن أقول أن مئات ملايين الدولارات لا يمكن أن تحيي عند الشيعة اللبنانيين شيئا من الإقطاع السياسي، هذا في الذين سقطوا رغم أنه من واجبي وإحتراما للناس أن أشير إلى نقطة أنه في بعض الدوائر سواء في الجنوب أو في البقاع أو حتى في الضاحية وفي أماكن أخرى كان هناك مرشحون شيعة مقابل لوائح أمل حزب الله ولكن هؤلاء ليسوا معادين لخيار المقاومة، حتى إذا نال أحد منهم ألف صوت أو ألفي صوت هذا ليس ضد خيار المقاومة والكثير منهم أصدقاء لكن لديهم حيثياتهم واعتباراتهم التي دفعتهم إلى الإصرار بالسير بترشحهم إلى النهاية.

 ولكن لو انتقلنا إلى الفائزين وإذا أخذنا دائرة زحلة على سبيل المثال (وهذا تفصيل مهم لأنه يؤسس عليه قضايا كثيرة مستقبلا) في دائرة زحلة هناك 16857 صوت شيعي الذين انتخبوا، والنائب الفائز حاليا عن المقعد الشيعي في زحلة نال منهم 422 صوتا أي أنه لم يصل إلى 500 صوت، في المقابل مرشح المعارضة نال 15655 صوتا، في البقاع الغربي الأصوات الشيعية التي نزلت في الصناديق 12950 صوتا الفائز عن المقعد الشيعي في البقاع الغربي حصل من هذه الأصوات الشيعية 844 صوتا مقابل مرشح المعارضة 10699 صوتا، في بيروت الثالثة الفائز عن المقعد الشيعي حصل على 1064 صوتا من 17820صوتا للشيعة مقابل مرشح المعارضة الذي نال 14182 صوتا، حسنا ماذا يعني ذلك؟

هذا يعني أن هناك مزاج كبير جارف وأحب أو أؤكد أن ذلك ليس عصبية مذهبية ولا عصبية طائفية، هذا مبني على وعي سياسي وإرادة سياسية ووعي تاريخي لدى هؤلاء الناخبين الذين واكبوا خلال السنوات الماضية وكانوا دائما قبل الاحتلال الإسرائيلي وبعد الاحتلال الإسرائيلي كانوا في قلب المحنة اللبنانية وقلب المصيبة اللبنانية وقلب التطورات اللبنانية من مواقع مختلفة، هذا الذي قرأته لا يعني على الإطلاق أنني لا أعتبرهم نوابا فائزين بل أعتبر أن الفائز عن دائرة بيروت الثالثة هو نائب عن المقعد الشيعي في دائرة بيروت الثالثة وهذا حقه القانوني لأن القانون عندنا يقول ليست العبرة في الأصوات التي يحصل عليها الإنسان من طائفته وإنما ما يحصل عليه من مجموع المقترعين في الدائرة، لكن كما أنا أحترم إرادة الناخب في بيروت يجب أن تحترم بقية الناس إرادة الناخب في كل المناطق ولا تبخس لا بصوت شيعي ولا بصوت أرمني ولا غير ذلك.

 

سادسا: الجانب التقني

في الجانب التقني نحن أجرينا تدقيق وتقييم أولي وشبه نهائي لأننا كنا مواكبين من البداية زهنا أحب أن أؤكد أن ماكينات حزب الله التي هي بالمناسبة ليست من أفراد حزب الله فقط  هي من أفراد حزب الله وأنصار حزب الله ومؤيدي حزب الله وفيها شيعة ودروز وسنة ومسيحيين وعلويين ومن كل الطوائف هذه الماكينات عملت بقوة وبكل جهد وأنا بالمناسبة أتوجه إليكم بالشكر والجزيل، أما ماكينات حلفائنا ما نعرفه أنها عملت بقوة لكن نحن لا نستطيع أن نقيم ماكينات خلفائنا وظروفها وقدرتها هم من يجب أن يقيمها ونحن نستفيد من التقييم إلى ما بعد.

في استطلاعات الرأي نعم كان هناك ثغرة في استطلاعات الرأي، استطلاعات الرأي التي كانت تقدم لم تكن تأخذ بعين الاعتبار المغتربين، عامل المغتربين، من الممكن أنها أخذت بعين الاعتبار عملية شراء الأصوات لأن الذي يجري استطلاع الرأي كان يجريه على سكان المنطقة أما السكان القادمين من خارج المنطقة والذين ينتخبون بها لم يلحظوا في استطلاعات الرأي، لم يراع المغتربين في استطلاعات الرأي ولذلك نلاحظ أنه في الدوائر التي لم يستقدم إليها مغتربون كانت النتائج منسجمة مع استطلاعات الرأي، أما في الدوائر التي تفاوتت فيها النتائج مع استطلاعات الرأي هي التي استقدم إليها المغتربون بكثافة حتى لا نتهم اليوم أيضا مراكز استطلاعات الرأي، هذا طبعا يجب أن يراعى كتجربة للاستفادة منه مستقبلا، لكن تعقيبا على موضوع استطلاعات الرأي، لقد قرأت وسمعت الكثير أن المعارضة لأنها بنت على نتائج استطلاعات الرأي واعتبرت نفسها فائزة، هنا ليس هناك دقة في هذا الكلام، صحيح أن استطلاعات الرأي كانت تعطي الفوز للمعارضة، والمعطيات الميدانية المحلية اللبنانية بدون مغتربين كانت تعطي الفوز للمعارضة وأنا أؤكد هذه المعطيات، والطرف الآخر كان قلق وبعض دوائره وبعض استطلاعات الرأي عنده كانت تعطي الفوز للمعارضة ولأنه كان قلقا كما لاحظتم في الأسبوعين الأخيرين شحذت الهمم في بعض الدوائر بشكل كبير جدا مع إنفاق مالي وهجوم حاد تخطى كل الحدود، لأنه كان هناك قلق حقيقة، في الأسابيع الأخيرة كان هناك قلق في استطلاعات الرأي لدى الفريق الآخر، لكن ما اريد أن أطمئن جمهور المعارضة عليه أن قيادة المعارضة وماكينات المعارضة لم تبن أداءها وهمتها وحركتها ونشاطها على ضوء استطلاعات الرأي لأنه رغم كل استطلاعات الرأي كنا نقول بين بعضنا البعض إما أن نربح بنائبين ثلاثة أو أن يربحوا هم بنائبين أو ثلاثة، إذن كنا نحتمل ضمنا الخسارة وحتى لو منا ضامنين للفوز لكن هذه المعركة يوجد فيها مفاجآت ومتغيرات، أنا أريد أن أؤكد، حتى لا يجلد أحد في المعارضة نفسه أو أحد يجلد أحد، أنا أؤكد لكم أن الإدارة الانتخابية في المعارضة لم تنم على حرير ولم تبن على نتائج الاستطلاعات وإنما بذلت أقصى جهودها، وإذا كان هناك خلل في بعض الماكينات فسببه خلل في الماكينات وليس سببه البناء على معطيات الاستطلاعات، وهذا على كل حال مطلوب الاستفادة منه للمرحلة القادمة.

النقطة الثالثة في الجانب التقني هي الخطاب الذي صدر عن المعارضة والذي يتكلم باطمئنان شديد بفوز المعارضة  مما دفع بهمة الناخبين وهمة قوى المعارضة أن تبرد، هذا ليس صحيحا بل على العكس في الوقت الذي كانت تقول فيه المعارضة أنها تريد الفوز كانت شاحذة همتها إلى أقصى درجة ممكنة، لكن هذا وسيلة من وسائل الانتخابات ففي كل الانتخابات في الدنيا كل الأطراف تقول أنها ستفوز في الانتخابات وهذا معتمد في الانتخابات، نعم أنا أعترف بشيء أن الكلام عن فوز المعارضة بهذا الشكل المطمئن وعندما أتت النتيجة غير مطابقة كان تأثيره المعنوي والنفسي على جمهور المعارضة أكبر، هذا صحيح وهذه الحيثية سنأخذها بالاعتبار في المراحل القادمة، ولكن أن هذا الأمر أثر على مسار الانتخابات والعملية الانتخابية وأنه لو لم يصدر هذا الكلام كانت النتيجة شيئا آخر، هذا غير صحيح.

 

النقطة الأخيرة في الجانب التقني، ما ذكر أنه في بعض خطابات المعارضة ارتكبت بعض الهفوات أو الأخطاء أو ما شاكل، لا يوجد احد معصوم عن الخطأ يمكن أن يكون هذا قد حصل فعلا بمعزل عندما ننتقل إلى تفصيل هل هذا كان خطأ أم لا، لكن أنا أحب أن أؤكد لكم أنه حتى لو جمعنا هذه الأخطاء كلها لم تكن لتغير مسار الانتخابات، والذي تحكم بمسار الانتخابات كما ذكرت قبل قليل، هي العوامل التي تكلمت عنها قبلا، لكن نحن لا ننكر أنه كما أن الطرف الآخر ارتكب الكثير من الأخطاء ولم تؤثر هذه الأخطاء على نتيجة الانتخابات لأن العوامل أمر آخر، نحن أيضا ممكن أن نكون ارتكبنا في المعارضة بعض الأخطاء الإعلامية ولكن أعتقد أنها ليست هي التي أثرت في النتائج.

سابعا: في النتائج.

 

المعارضة لم تربح الأغلبية النيابية، هذه صحيح، وهي على كل حال لم يكن لديها أغلبية نيابية، إذن هنا لم تحقق هدفها، المعارضة لم تخسر موقعها بل حافظت وصمدت أمام حرب عالمية حقيقية، مال وتهويل وتهديد وأميركا وإسرائيل والغرب وفضائيات وإعلام وطواحين كذب وصمدت هذه المعارضة، وأنا أحب أن أقول لكم انه بعدما تبين من الذي استخدم في هذه الانتخابات أن جمهور المعارضة وخصوصا في جبل لبنان يجب أن يشكروا المعارضة كثيرا أنها صمدت وحافظت على مواقعها.

 

المعارضة أيضا في النتائج تصرفت بمسؤولية وهدوء وتقبلت النتائج بمعزل عن الطعون القانونية، لكن أحب أن أسأل أنا لا أعلم ولا أريد أن أتهم، لكن لو فازت المعارضة كيف كان سيتعاطى الفريق الآخر وكيف كان سيتعاطى العالم؟ وهذا يؤكد أننا ديمقراطيين ورياضيين في المعارضة أمثر من غيرنا وفي الحد الأدنى حصل امتحان ونجحنا فيه، وغيرنا لم يمر في هذا الامتحان ودعونا نرى عندما يمرون بهذا الامتحان كيف سيتعاطون مع النتائج.

 

أيضا، أثبتت المعارضة حضورها الوطني في جميع الطوائف والمناطق، تكلمنا شيعيا، مسيحيا حيث كانت معركة داحس والغبراء وأسفرت النتيجة عن صمود للمعارضة، على المستوى الدرزي والسني النسب كانت جيدة خاصة عندما نتكلم عن بعض الدوائر السنية التي خيضت فيها معارك طاحنة ونجد أن حجم الأصوات التي حصل عليها رموز المعارضة السنية الذي يصل أحيانا إلى ثلث الأصوات أو ما يقارب نصف الأصوات هذا طبعا أمر ممتاز ويمكن ان يؤسس عليه وبالتالي المعارضة اليوم أمام حجم وطني حقيقي يمكن التأسيس عليه لمواصلة العمل وخدمة المشروع الذي تحالفنا من أجله، بل بكل ضرس قاطع، من الممكن أنني يوم الاثنين عندما تكلمت بعد نتائج الانتخابات وقلت أننا سندرس الأغلبية النيابية والأغلبية الشعبية ومن وقتها أجريت الكثير من الدراسات وأعطي الكثير من الأرقام وكما تعلمون أنا أحتاط كثيرا في الأرقام لكن أنا أحب أن أؤكد لكم أنه كيفما حسبناها وكيفما جمعنا وقسمنا وطرحنا وضربنا، أجزم لكم بشكل قاطع أن نتيجة التصويت في صناديق السابع من حزيران 2009 هي أن المعارضة هي الأكثرية الشعبية في لبنان.

 

هم الأغلبية النيابية حسب قانون الانتخاب الذي كنا موافقين عليه نحن؟ نعم أغلبية نيابية حقيقية إلى أن تصدر نتائج الطعون وهذا أمر لا نتنكر له، لكن المعارضة أغلبية شعبية نعم. من الممكن أن هذا الأمر ليس له أي قيمة في البرلمان لكن له قيمة معنوية وله قيمة سياسية عندما يخرج أناس وينظرون عن إرادة الشعب اللبناني لا فليسمحوا لنا، لا يستطيعون أن يعتمدوا على أغلبية نيابية مغايرة لأغلبية شعبية ليقولوا أن هذه هي الخيارات السياسية للشعب اللبناني كشعب،  هذا موضوع له علاقة بتقسيم الدوائر الانتخابية وبقانون الانتخاب، هذه الأغلبية الشعبية لها قيمة معنوية وسياسية كما أنها لها قيمة دستورية بموضوع ما يناقض العيش المشترك والميثاق الوطني والشراكة الوطنية، نعم هذا الموضوع له قيمة كبيرة.

 

ثامنا: في ما يعني المرحلة المقبلة.

بالنسبة لحزب الله

أولا الحرص على تحالفنا وعلاقتنا مع جميع قوى المعارضة دون استثناء والتأكيد على استمرارية هذا التحالف وهذه العلاقة أيا يكن موقع المعارضة في المرحلة المقبلة. هؤلاء حلفاؤنا ونحن سوف نبقى أوفياء لحلفائنا وإلى جانب حلفائنا وكل ما يحكى عن لقاءات وحسابات وتحليلات وضمانات ووعود إلخ كله يكون تحت هذا السقف ولا يمس هذا الأصل.

ثانيا: بالنسبة لانتخابات رئاسة المجلس النيابي إن مرشحنا في حزب الله إلى رئاسة المجلس النيابي هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري.

ثالثا من حق الأغلبية النيابية حسب الدستور أن تسمي رئيس الحكومة.

رابعا مشاركتنا أو عدم مشاركتنا كحزب الله أو كجزء من المعارضة في الحكومة المقبلة مرهونة بما سنسمع من أفكار ويعرض علينا من طروحات ولا أريد أن أستبق ولا أقفل أبواب وأريد أن أحافظ على هذا المناخ الموجود.

 

سنطالب الأغلبية بوفائها بالوعود، خلال الانتخابية هم أطلقوا وعود لها علاقة بالاصلاح بالمال بالاقتصاد بالإنماء بعناوين كثيرة، من أهم وظائف كتلة الوفاء للمقاومة كنواب وحزب الله كحركة سياسية في البلد وأعتقد ان هذه النقطة يجب أن نتعاون عليها نحن والمعارضة أن نلاحق الأغلبية النيابية للوفاء بوعودها.

 

نحن سنفي بوعودنا في أي موقع كنا، كل ما وعدنا به أيام الانتخابات سواء دخلنا إلى الحكومة أو لم ندخل سوف نعمل على انجازه قدر طاقتنا إن شاء الله.

سنتابع مع حلفائنا الجوانب القانونية في بعض الدوائر خصوصا في دائرة زحلة، لأننا نحن متضامنون مع الوزير الياس سكاف ومع الكتلة الشعبية ونتوقف كثيرا أمام ما جرى في زحلة من الناحية القانونية.

 

بموضوع طاولة الحوار طبعا نحن قلنا قبل الانتخابات ولا نغير بعد الانتخابات بأننا سنواصل المشاركة في طاولة الحوار، ونحن سنرى ما هي المعايير التي ستعتمد لتشكيل طاولة الحوار؟ أعتقد ان هذا الأمر سيكون من مواضيع النقاش في المرحلة المقبلة. وأنا آمل أن يكون سلاح المقاومة فقط من الناحية السياسية والمعنوية وصورة البلد أمام الإسرائيلي، آمل أن يكون سلاح المقاومة قد بات خارج الاستهلاك السياسي والإعلامي.

 

أيضا سنطالب من الآن وفي الحكومة المقبلة سواء كنا بداخلها أو خارجها وفي طاولة الحوار بشكل أساسي سنطالب برد وطني لبناني على خطاب نتنياهو على خطاب شطب فلسطين وشطب القضية الفلسطينية وشطب الكرامة العربية وتهديد كل المحيط العربي هذا يحتاج على خطة مواجهة ولا يكفي أن أقول كلمتين وفلان يصدر بيان أو يجري مؤتمر صحفي، الموضوع ليس موضوع حكي، الموضوع فيه جدية كبيرة.

 

قبل الانتخابات عندما كان يتحدث أحد أركان المعارضة عن موضوع التوطين كانوا يقولون بأن هذه فزاعة، حسنا والآن ماذا هذا كلام نتنياهو واضح، وجاء أوباما يثني عليه، خطاب إيجابي خطاب مهم وإلى الأمام، لا يوجد أي شيء لا إيجابي ولا مهم ولا إلى الأمام كله للخلف. وأنا أحب أن أؤكد ما قلته من يومين، خطاب نتنياهو كشف الخديعة الأميركية أن أوباما قادم فيخرج نتننياهو متشددا ثم يأتي أوباما بأنه يريد ان يضغط على نتنياهو وفي آخر المطاف يقول بهذا القدر تمكنا أيها العرب أن نحصل من نتنياهو اقبلوا به وإلا ليس هناك شيء.

أنا أحب أن أجزم لكم حتى إلى البعض الذين يحسنون الظن أن ما يجري الآن ليس خلاف إسرائيلي أميركي كما يحاول بعض النخب العربية أن تسوق أو تحلل، لا، هناك مخطط وإدارة واحدة أميركية إسرائيلية وهناك توزيع أدوار لخداع العرب الذين خدعوا كثيرا ويمكن ان يخدعوا مجددا ولكن شعوب هذه المنطقة لن تخدع، نحن سنطالب بخطة وطنية كيف سنواجه خطاب نتنياهو كيف نواجه موضوع التوطين مع الحفاظ على كرامة والإنسانية والحقوق المدنية والانسانية لإخواننا الفلسطينيين في لبنان لأنه يجب ان ننتبه أن لا يلقي احد خطاب عنصري أو مذهبي أو طائفي وهو يناقش موضوع التوطين كيف سنواجه مخطط تهجير، إسرائيل هذه التي أجرت مناورة تحول ثلاثة أكبر مناورة في تاريخها لولا لم نسلط نحن الأضواء الإعلامية عليها كان يمكن أن لا يلتفت إليها أحد وتناور وتتدرب في كل يوم وفي ليلة ولم تتوقف من حرب تموز إلى هذه الساعة لم تتوقف وهي تجهز نفسها والله أعلم لحرب تريد أن تفرض فيها شروطها على الجميع ضمن رؤية نتنياهو وتدمر فيها المنطقة وتستعيد فيها هيبة الردع، وهذا الأمر يمكن أن يكون من ثمراته والعياذ بالله تهجير فلسطينيي 1948.

إذا هجروهم وبشكل طبيعي سيأتون إلى لبنان ما هي خطة مواجهة هذا التهجير والترانسفير الجديد الذي يحلم به نتيناهو ليبرمان بالمجموع هذا موضوع بحاجة إلى مواجهة وبحاجة إلى تضافر وتعاون ويجب أن نخرج من النكايات ونفتش عن عناصر القوة ونضع الشائعات جانبا وسوء الظن أيضا ونرى كيف يجب أن نتعاون لحماية بلدنا الذي هو جزء من هذه المنطقة الواقعة على خط الاستهدافات والزلازل والعواصف، هذه رؤيتنا للمرحلة القادمة.

 

في هذا اللقاء أتوجه إليكم أنتم الحاضرون هنا فرداً فرداً، وأتوجه إلى جميع الإخوة والأخوات في بقية الماكينات الانتخابية لحزب الله في الجنوب والبقاع، وإلى جميع الأخوة والأخوات والأصدقاء في الماكينات الانتخابية لقوى المعارضة ولجمهورنا ولجمهور المعارضة ككل، أتوجه إليه من صميم قلبي بالشكر الجزيل والعرفان الجميل، وأنا لا أجد العبارات المناسبة للتعبير عن هذا الشكر وعن هذه العاطفة. لم أجد التعابير الكافية واللائقة بحجم تضحيات هذا الجمهور وحضوره وعاطفته، والناس الذين يتحملون مسؤولية في هذا المستوى ويحضرون ويضحون لا أجد العبارات المناسبة لتوجيه الشكر لهم، يمكن أن تكون بعض العبارات التي استخدمناها في 22 أيلول بعد الانتصار الذي حصل في حرب تموز والصمود الأسطوري، نحن اليوم أيضاً خارجين من صمود أسطوري، يمكن أن تكون هذه العبارات القليلة تعبّر عن عجزي بالتعبير عن مشاعر الشكر لكم وتوصيفكم يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس.   

أشكر المغتربين الذين جاؤوا على حسابهم حتى يشاركوا في الاستفتاء على خيار المقاومة في المناطق المختلفة. أشكر الرجال والنساء وكبار السن الذين وقفوا في الطوابير لساعات طويلة وتحملوا أذىً من أجل أن يدلوا بصوتهم ويعبروا عن قناعاتهم وعن مزاجهم. أخص بالشكر أخي العزيز والحبيب سماحة الشيخ نعيم قاسم المنسق العام للانتخابات النيابية في حزب الله وللأخوة الذين ساعدوه وعاونوه في هذه المرحلة ولكل مسؤولي الماكينات الانتخابية، للأخوة النواب الذين فازوا وستتشكل منهم إنشاء الله كتلة الوفاء للمقاومة التي ستكون وفية لكم وللمقاومة وتعبّر عن إرادتكم وعن قناعتكم وعن خياركم إنشاء الله.

 

أجدد الشكر لبقية الإخوة الذين كانوا في كتلة الوفاء، والآن لم يعودوا في كتلة الوفاء ، واحب أن أؤكد لكم، الكل بذل جهده وسهر ليل ونهار، لكن نحن كما نقول في ثقافتنا ، نحن علينا أن نقوم بما علينا وأن نتقبل النتائج أياً تكن هذه النتائج، نقبل النتائج نبني عليها ونواصل الطريق، والطريق أمامنا مفتوحة مليئة بالآمال والآفاق الواسعة.