بِدَعُ
الجنرال عون
وإبداعاته
المسيحية والوطنية
بقلم/لاحظ
س. حداد
تتوالى
إبداعات
الجنرال
الهمايونية
والشاهانية
باستطراد
فيقدم للشعب
اللبناني
بِدَعـاً
ضمرت مخيلات
غيره على
ابتكارها..
بدع
مسيحية
1- بدعة
التمثيل
المسيحي
الماروني: تعيين
نفسه
بطريركاً
للموارنة في
لبنان وسوريا
وانطاكية
وسائر المشرق،
فتارةً
تراهُ يحاول
الحجر على
غبطة البطريرك
الماروني
داخل مقره
الديني
رافضاً
تعاطيه السياسة،
رغم إثبات أن
تياره لا
يمثّل من الموارنة،
بعدَ الجهود
الجبارة التي
بذلها
حلفاؤه، أكثر
من
النصف (انتخابات
المتن) ومع
ذلك لا زال
يمتهن ذات
الأسلوب
المهين للموارنة
ويشحن النفوس
بشتى
التشنجات
السخيفة (الإرهاصات
الفكرية) كان
آخرها رفض
رعاية غبطة
البطريرك
الماروني
للمصالحة
المفترض
حصولها بين
زعيمين مارونيين
شماليين ما
أفشل إلى
اليوم قيام
هذه المصالحة..
علينا
التذكير هنا
بأن جنرالنا
يعد العدة للقيام
بزيارة دمشق
حيث سيستقبله
الرئيس السوري
استقبال
الأبطال،
متناسياً أو
متجاهلاً أن
هذا البطل هدد
يوماً بتكسير
رأس أبيه حافظ
أسد، وسيبحث
معه، بصفته
الرئيس
المقبل لجمهورية
لبنان، الأوضاع
العامة في
لبنان
والمنطقة.. ونحن
على يقين أن
الجنرال لن
يتجرّأ على
بحث وضع
المسيحيين في
سوريا، كما
سبق أن أعلن،
ومع ذلك، قد
نجدنا مضطرين
للتمني، ولو
على مضض، أن
يبحث موضوع
الراهبين
المارونيين
اللذين اختطفتهما
القوات
السورية
واعتقلتهما
في السجون
السورية.. ولعل
الرئيس
السوري يجد أن
تسليمهما
للجنرال يؤدي
إلى إعطائه
دعماً انتخابياً
فيطلق
سراحهما
ويُعيدهما
إلى وطنهما.. وإذا
ما حصل يصبح
الجنرال
قاصداً
رسولياً بامتياز..
2- بدعة
التمثيل
المسيحي
الأرثوذكسي: تعيين
نفسه
متروبوليت
لبنان وسوريا
وساحل فينيقيا
وانطاكية
وربما
القسطنطينية،
فنجده
متحدثاً باسم
عامة
المسيحيين
بداعي تمثيله
أكثر من 70% منهم،
بعد أن اقتنص
من أو قدّم له
زعماء الأرثوذكس،
في المتن
وبيروت
وغيرهما،
عدداً من الأصوات
الانتخابية
سوف نرى إلى
أين ستذهب في
الإنتخابات
المقبلة..
ومع
تخلي آل المر
وآل التويني
عنه وأبعدا
أنفسهما عن
مهاتراته ورفض
غبطة بطريرك
الطائفة
الأرثوذكسية
ومطارنتها
مجاراته في
محاولته
استغلال نائب
أرثوذكسي أو
وزير في تكتله
لتهشيم مجلس
الوزراء، لا
زال يركب موجة
التعالي
والسفاهة
التي درج عليها
منذ انشقاقه
عن ركب الاستقلاليين
وبدء استخفافه
بدماء شهداء
ثورتهم
الاستقلالية
وبشكل خاص
شهيد
الأرثوذكس
الكبير ورائد
الحركات الإستقلالية
الشبيبية في
لبنان، جبران
التويني..
علينا
التذكير هنا
بأن الجنرال
ينسى أن وزيره
( نائب رئيس
الحكومة ) ليس
شارل مالك أو
غسان التويني
كي يتبوء ويملىء
مركز نائب رئيس
الوزارة كي
يجابه صاحب
المركز
الأصيل، بل لو
أن أيًّ
من هذين كان
مكانه لما كان
سئل قط عن
غرفة ومكتب في
مبنى رئاسة
الحكومة بل ربما
كان انتدب
نفسه لتمثيل
رئيس الحكومة
في المنتديات
الدولية
والعربية
دفاعاً عن
لبنان..
أن
شارل مالك
رحمه الله كان
أحد واضعي
شرعة حقوق
الإنسان، ليس
بصفته ممثل
الأرثوذكسية اللبنانية
بل بصفته ممثل
لبنان، وأن
صرخة غسان
التويني " دعوا
وطني يعيش" لا
زالت أصداؤها
تملء أروقة
الأمم
المتحدة وأنه
لم يكن ينطق
باسم غسان
التويني
الأرثوذكسي
بل باسم لبنان..
وربما كان
علينا تذكيره
أيضاً مكافأة
وزيره
العسكري الذي
لم يتخلى عنه
أثناء
انتدابه رئيس
حكومة مؤقتة
أو في منفاه
الفرنسي ليست
ولن تكون على
حساب كرامة
رئيس مجلس
الوزراء أو "السلبطة"
على واجباته..
لعله
من المفيد
أيضاً تذكير
الجنرال ان
موقع نائب
رئيس الوزراء
ليس سوى مهمة
مؤقتة يقوم بها
عند انشغال
رئيس الحكومة
بشئونٍ رسمية
خارج البلاد
فقط وتكليفه
القيام
بمهامٍ هذا
الرئيس في
أمورٍ خاصة أو
قد تطرئ في
غيابه أو حتى
ربما إدارة
جلسة وزارية،
لكنه قطعاً
ليس من أجل
احتلال
الموقع
والتصرّف من
خلاله.. وكفى
تفكيكاً
للمؤسسات
الرسمية..
3- بدعة
التمثيل
المسيحي العام:
تعيين نفسه
مدافعاً عن
مسيحيي الشرق
العربي والفارسي
وربما القارة
الهندية..
فرمان
شاهاني أصدره
إلى ذاته
للدفاع عن
مسيحيي
العراق ومصر
وغيرهما
فأوكل نفسه
التحدث باسم
قداسة بابا
الأقباط
وبطاركة
السريان والكلدان
والأشوريين
والأرمن
وغيرهم، دون
التنازل حتى
إلى أخذ الإذن
من أو مباركة
أحدهم.. هكذا
بكل صفاقة
وبساطة يعيّن
الجنرال نفسه
وكيلاً
حصرياً عن
المسيحيين في
لبنان وباقي
الشرق ولا
يسمح لأحد أن
يناقشه
حساباً.. علينا
أن نشكره
لقناعته بهذه
الوكالة ولم
يمددها إلى
الفاتيكان
ويحتل الكرسي
الرسولي..
علينا
أن نذكّر جنرالنا
أن انتداب
نفسه للتحدث
باسم مسيحيي
لبنان، فإن
المسيحيين
يرفضوا أن
يستعملهم "رزمة
أو قبضة" في
مزادات الدول
الأخرى،
عربية
وأعجمية أو أجنبية..
فللمسيحيين
في لبنان مَن
يتحدث باسم
عموم المسيحيين
سياسياً في
لبنان وهو
رئيس البلاد شخصياً
والمفترض به
تمثيلهم جميعاً
كما يمثل باقي
طوائف
اللبنانيين
على حدٍ سواء.. فمهما
كانت نسبة
تمثيله فهو
قطعاً لا يمثل
الجميع
وعليه،
فعندما
يستطيع أن
يمثل مجموع المسيحيين
في لبنان،
وهذا طبعاً
مستحيل، عندئذٍ
بإمكانه
التصرف
بمقدراتهم
السياسية فقط وليس
الدينية قط..
كما
علينا أن
نذكّر الجنرال
أن المسيحيين
ليسوا عناصرَ
أو جند في
كتيبة
مدفعيته كي
يتصرف بهم على
هواه وبموجب
استراتيجية
عسكرية أنيطَ
به تنفيذها،
بل هم طائفة
بل طوائف
وليسوا ولم
يكونوا يوماً
ملكاً لأحد.. فهل
يعود هذا
الرجل إلى
وعيه وينقذ
نفسه من غائلة
الغضب المسيحي
فلا يجيّرهم مرةً
إلى ولاية
فقيه لبناني
أو فارسي أو
يستعملهم
لمحاربة
أبناء جلدته
من الطوائف
اللبنانية
الأخرى..
لبنان
أيها
الجنرال،
بمواطنيه
المسيحيين والمسلمين،
كان موئل
مضطهدي
مسيحيي الشرق
ومتنشق
حريتهم
الدينية، كما
كان ولا زال
ملجأً ديمقراطياً
للفاشلين
والمبعدين من
سياسيي
العرب،
وخاصةً
السوريين
منهم، فلا
تجعل تدخلاتك
في أمور
مسيحيي الشرق
من لبنان موضع
رعب هؤلاء أو
شك وريبة
لأولئك..
بدع
وطنية
1-بدعة
الاستراتيجية
الدفاعية: تحويل
الشعب
اللبناني كله
إلى جبهة دفاع عن
القومية
العربية
بمجملها،
فبعد
أن اقتنعت
الدول
العربية بأن
الحرب ليست
الوسيلة
الوحيدة
للوصول إلى
السلام
وأطلقت المبادرات
السلامية
المبنية على
حق الشعب العربي
الفلسطيني في
إنشاء دولته
الخاصة على
أرضه، وإقرار
إسرائيل
المبدئي بهذا
الحق ومن ثم عقد
معاهدات
السلام مع
مصر، كبرى
الدول العربية،
والأردن.. واطلاق
مبادرة الملك
السعودي عبد
الله بن عبد
العزيز في
مؤتمري قمة
للدول
العربية، في
الرياض
وبيروت، كذلك
بدء الحوار
غير المباشر بين
سوريا
وإسرائيل،
نجد الجنرال
راغباً في تجييش
الشعب
اللبناني،
الذي كفر
بالحرب وأهلها
بعد أن دفع
ثمناً أغلى
جراءها، نجده
يريد مواجهة
الأخطار التي
تهدد لبنان
بتعريض شعبه
لعملية إفناء
جماعية لا
مثيل لها في تاريخ
الأمم..
هكذا
نرى جنرالنا
يريد الذهاب
إلى الحرب بعد
عودة جميع
الدول
العربية منها..
كل ذلك لا
لسبب سوى
دفاعاً عن
استراتيجيه
التفاهمية مع
حزب الله
واستنصاراً
لاستراتيجية
ولاية الفقيه
الايرانية
الراغبة
دوماً في نشر
مبادئها
الأممية..
والسؤال
يبقى لماذا
نحوّل جميع
مؤسساتنا الوطنية
إلى مؤسسات
دفاعية
وتعبئتها
لمساندة الجهد
الدفاعي.. وهل
نحن في حالة
حرب أو توقع
الحرب، ولكن
مع من وضد من.. أما
الوحدة
الوطنية التي
يتغنى بها،
فهي في الوقت
الحالي ليست
كما تتصور
وتبني، سيما
بعد أن ضربتها
أنت وحلفائك
في عمق
تكوينها، بل
باتت وحدات
مذهبية وطائفية
كل منها تدين
بالولاء إلى
مكانٍ وزعيمٍ
ما، والحمد
لله فإن
الأكثرية
اللبنانية لا
زالت تدين
بالولاء إلى
الوطن..
الاستراتيجية
الدفاعية
التي تطالب
بها هي من
أولى واجبات
الجيش
اللبناني
ووزارة دفاعه ويجب
أن تبقى من
الأسرار
العسكرية فلا
تُكشف للعامة
والأحزاب
خاصةً عندما
تكون غالبية
هذه الأحزاب ذات
ولاء للخارج.. وعند
وقوع حرب أو
تعدي سوف تجد
الشعب بأكمله
منخرطاً في
الدفاع عن
الوطن أو أي
جزءٍ منه يقع
عليه هذا
التعدي.. ولدينا
المثل الحي
الأبرز وهو ما
حصل عند بدء الحرب
الأخيرة على
الجنوب وباقي
لبنان.. رأينا
كافة أبناء
الشعب
اللبناني
يهرعون لمساعدة
بعضهم البعض
دون النظر إلى
مناطقهم ومواقع
سكنهم أو
مذاهبهم أو
أحزابهم.. إذن
فوحدتنا
الوطنية
ثابتة ولا
تحتاج إلى إلى
احترامها
والركون إلى
أصالتها..
2- بدعة
الاستراتيجية
السورية
العونية: قال
عون: زيارتي
لسوريا أعمق
وأبعد من ملف
المفقودين في
السجون
السورية..
هكذا
أبعد الجنرال
كأس الفشل في
نتائج زيارته
المزمع
القيام بها
إلى سوريا
وبرر مسبقاً عدم
تجاوب سوريا
في موضوع
المعتقلين
المفقودين في
سجون سوريا.. موضوع
هؤلاء في نظره
بات وراء ظهره
ولا حاجة
للبحث فيه مع
السلطات
السورية..
وأعلن
أن زيارته هي
لإبعاد
المشاكل
الآتية لكون
الوقاية من
الحرائق أهم
بكثير من
إطفائها!
عجباً
لهذا الرجل
الذي يقيّم
نفسه وليّا
على الوطن
فيذهب لبحث
شئونه مع مَن
هم في عرف
الجميع أسباب
مشاكله.. إنها
استراتيجية
عونية على
مستوى رفيع من
السرية بينه
وبين رئيس
سوريا يرغب في
تأكيدها،
بصرف النظر عن
وجود حكومة
لهذا البلد
ورئيس
لجمهوريته..
زيارة
الجنرال إلى
سوريا تمثل من
حيث الواقع والوقائع
استكمالاً
لزيارة ايران
حيث بشرنا
بنتائجها بعد
حين.. لعلّ
الظن في أن
زيارته إلى سوريا
تأتي بتكليف
من ايران
تبريداً لما
اعتوَر
علاقاتها
بايران
مؤخراً وسمع
صداه في أرجاء
كثيرة في
العالم
لذلك يبقي
مواضيعها طي
الكتمان..
ثمَّ،
أية حرائق
يتوقعها
الجنرال
فيسعى لوئد
شعلتها قبل
إشعالها ومن
تراه
سيشعلها؟
أهو
الإرهاب الذي
يحاول أسد
سوريا التبرئ
منه وإلباس
اللبنانيين
أثوابه أم هو
تحضير هذا
الإرهاب
لدورٍ ما
يعدّه النظام
السوري لإشعال
لبنان في حال
فشل الجنرال
وحلفائه في الانتخابات
النيابية
المقبلة؟
على
جنرالنا إذن
أن يوضح لعامة
اللبنانيين وخاصة
المسيحيين
الذين يدعي
التحدث
باسمهم ماهية
المواضيع التي
سيبحثها مع
الرئيس
السوري.. كما
عليه إعلامنا
عمَّن أوكله
مثل هذا البحث..
إن
المسيحيين
الذين سوف
يجري
مباحثاته من
موقع تمثيله
لهم، عندما
انتخبوه، لم
يوكلوا إليه
مهمات
تمثيلهم خارج
الوطن ومن أجل
استعادة
موقعهم ضمن
الدولة
والنظام
اللبناني،
كما يقول.. لذلك
فليس له الحق
أن يستغل هذا
الموقع كي
يحققَ مكاسب
خاصة على
حسابهم..
أما
عامة
اللبنانيين،
فيرفضون
رفضاً قاطعاً
أن يوكلوا
الجنرال أمر
التحدث
باسمهم.. فهم
عندما
انتفضوا في
ثورةِ أرزهم
الخالدة وانتخبوا
أكثرية
نيابية
تمثلهم،
ألقوا على هذه
الأكثرية
مسئولية
الحكم باسمهم
وهي وحدها
التي لها حق
التحدث
باسمهم.. وعندما
وافقوا على
التوافق على
انتخاب رئيس
البلاد لم
يتخلوا عن حقهم
إلى الجنرال
وحلفائه في
المعارضة..
إن
زيارة
الجنرال إلى
سوريا ومن
قبلها إلى ايران
هي الشعرة
التي قصمت ظهر
البعير في كل
طروحات
الجنرال
المنادي بالحرية
والسيادة
والاستقلال
إذ من خلالها
أكد ارتابطه
بالمحور الذي
يناهض هذه
المناداة بدءً
من ايران
وانتهاءً
بسوريا.. فهل
للجنرال ان
يبرهن العكس
إن كان من
الصادقين أم
يترك البرهان
في تصرّف صبيته
وأزلامه
وأقلام
المفلسين؟
صانك
الله لبنان
لاحظ
س. حداد
13
تشرين الثاني
2008